الفصل الخامس

" سيليا "
الجزء الخامس
دار حوار بين مراد و هايدى
هايدى بمياصة و دلع : مراد باشا غايب عليا بقالك فترة و دة أنا مش متعودة ع كدة ينفع بقا أتصل بيك كتير و متردش عليا ، دة حتى مفكرتش تكلمنى و لا مرة ، هنت عليك للدرجادى . . . . . . .
انا زعلانة منك اوى بس لما شوفتك نسيت قسوتك ، و لو أخدت منك حضن هنسي خالص و هحاول أكون لطيفة أكتر من كدة معاك . . .
و كانت هايدى مقربة جدا من مراد و كانت نيتها تقرب اكتر و فاكرة إنة هيحضنها و يتودد ليها بس توقعاتها طلعت ع فشوش ، مراد زقها برخامة و بصلها بصة إشمئزاز و قالها . . .
مراد : إنتى مكانك برة ، مش ع مكتبي و بعدين بطلى حركاتك دى انا مش فاضيلك ورايا شغل كتير و اهم من اللى بيدور ف دماغك . . .
مراد مسك الفنجان و بيشرب القهوة و اخد اول رشفة و كانت القهوة سخنة بس هو ب دهائة لعبها صح ع هايدى و إستغل الموقف ل صالحة . . . .
مراد : شفتى أخرت دلعك و مياصتك دى القهوة بردت و انا كنت محتاج أشرب القهوة لأن دماغى مشغولة جدا ، و إنتى واحدة فاضية مش شاغلك حاجة غير اللى ف دماغك و راح معلى صوتة علشان صوتة يخرج برة المكتب و يحرجها اكتر من كدة علشان تطلع برة و تبعد عن وشة . . . . . .
هايدى بغضب شديد : اممممم تمام يا مراد باشا انا طالعة برة . أنا رايحة اشوف شغلى كويس ، هخليك تنبهر بيا و تشكرنى أوى يا باشا . . . .
هايدى كلها غل و حقد و اللى زود دة حركة مراد ليها و إحراجها بالمنظر الفظيع دة و نظرة الموظفين لها و هى فى قمة إحراجها . . . .
صادفت إن عمرو كان داخل ل مكتب مراد علشان يمضى ورق مهم و شاف الموقف و بصلها بخبث
عمرو بخبث : إية يا بطة خلاص طيرك ههههههه
هايدى بغضب : لا طبعا إنت عارف إن انا اللى ع الحجر ، هو بس متعصب شوية ، و أنا اللى رخمت علية علشان كان واحشنى ، و بعدين متشغلش بالك بيا خليك ف حالك و ريح نفسك . . .
عمرو : هدخلة أنا علشان مكتوب ع الباب ممنوع دخول دودى ههههههههههه . . . . . .
عمرو : مراد باشا ، عاش من شافك يا باشا
مراد : اديك عشت لحد ما شوفتنى
عمرو : محتاج إمضيتك ع الملفات دى لو سمحت
مراد : خلاص سيبها و انا هراجعها بعدين . . .
عمرو : تمام يا باشا
خرج عمرو و قعد مراد لوحدة و فكر إنه يكلم فتون علشان يطمن ع سيلا و يشوف فتون إتكلمت مع سيلا و لا لأ ، ، إتصل بس فتون مرديتش لانها كانت ف المحاضرة . . . . .
هايدى دخلتلة و قالتلة فى ميتنج كمان نص ساعه . قالها ماشى
مشهد ل فريدة و هى بتعمل شوبينج علشان تجيب إكسسوارات ل شغلها
فريدة نزلت ل محلات متخصصة ل بيع كل حاجة تخص شغلها ، بس مقالتش ل سيلا لأن مجتش فرصة تقولها هى شافت موقع المكان من ع الفيس و عجبتها حاجات و نزلت ع طول لان شغلها متوقف من فترة بسبب قلة الادوات اللى هتستخدمها . . . . .
دخلت كذا محل و إشتريت حاجات كتير محتاجاها و تعبت من كتر اللف و كان فى مطعم قريب من المحلات قالت هتاخد وقت للراحة و تاكل حاجة خفيفة و تشرب نيسكافية علشان تقدر تكمل مشى و هى قاعدة بتتفرج ع المطعم و الناس اللى حواليها . . . . . . .
لاحظت ترابيزة عليها دوشة و ركزت شوية كان عليها عائلة متكاملة رجل و زوجتة و أولادهم كانوا ولدين و بنت صغيرين اعمارهم متقاربة من بعض و كانت الترابيزة بتاعتهم كلها هرجلة و الأم كانت متبهدلة من اولادها لانها عمالة ترتب قاعدتهم و كل واحد ياخد مكانة علشان تعرف تأكلهم لان لازم يكون فى نظام بس هما شكلهم مش بيخرجوا كتير علشان كدة فرحانين جدا . . . .
كان الأب غضبان من الدوشة و انهم محط انظار الموجودين ، بس فريدة كانت بصالهم بحب شديد لأنها إفتكرت سيلا و هى صغيرة و أد إية كانت شقية و كانت بتغلبها كتير ف الاكل و إفتكرت مساعدة اشلى ليها و إنها و زوجها كانوا عيلة سيلا و فريدة . . . . .
و كان فى شعور حسيت بى ضايقها اوى و ان عمرها ما حسيت بمعنى ان يكون فى زوج معاها و ان بابا سيليا يكون موجود فى حياتهم . . . . .
و دة قلب عليها مواجع كتير لانها إفتكرت كل الأحداث اللى مرت بيها فريدة أثناء وجودها ف مصر من سنين
شافت ست قعدة لوحدها و من كبع فريدة انها ودودة جدا و بتحب الناس و قالت أكيد مش هيبقي فى مشكلة لو روحت قعدت معاها ما انا كمان لوحدى و أهو اتسلى معاها و نضيع وقت الراحة بسرعة علشان اقدر اكمل شوبينج . . . .
فريدة : السلام عليكم ، ، أنا فريدة و كنت قعدة ف الترابيزة اللى هناك دى و شاورت ع مكانها ، و لا حظت انك لوحدك و اتمنى تقبلى عزومتى و تيجى معايا ع ترابيزتى . . . .
المدام دى كانت من نفس سن فريدة و رحبت جدا ب عرض فريدة و عجبها أسلوبها جدا و إرتاحتلها و عزمتها هى قالتلها إنتى جيتى يبقي تقعدى معايا تنورينى . . . .
فريدة بإبتسامة جميلة مش بتفارق وشها : إذا كان كدة ماشي ، هروح أجيب شنطتى و جاية . . . . . .
فرحت اوى فريدة بالرغم من إن فريدة سنها فى الأربعينات بس أقل كلمة تفرحها و أقل موقف يبسطها جدا لدرجة إن اللى قدامها بيحسها طفلة . . . . .
فريدة جابت شنطتها و رجعتلها و قعدت معاها
فريدة : ميرسي جدا لحضرتك ، ، إسمك إية
المدام : إسمى هبة
فريدة : إسمك جميل
هبة : حبيبتى إنتى أجمل بجد لان مش كل الناس بتحب تتعرف ع ناس جديدة بيخافوا معرفش لية بس بدون صداقات مستمرة مش هنعرف نعيش ف الدنيا . . . . .
لأن الوحدة قاتلة جدا جدا . . . . .

مشهد فى العمارة بين جيران فريدة و بعضهم بسبب غريب جدا منهم .
أولا فريدة ساكنة فى عمارة و مأجرة فيها الدور الأرضى بالحديقة الصغيرة بتاعتة فى حى راقى و كل الجيران ذو مناصب مرموقة منهم المهندسين و المستشارين و الدكاترة و الكتاب الكبار ، حى مرموق بسكانة . . . . . .
طبعا علشان فريدة و سيليا لوحدهم من غير راجل دة كان سبب ف إنهم يكونوا محط انظار الجميع ، لاحظ الجيران و منهم طبعا الستات تردد مراد عليهم ، و بدأ الكلام يكتر حول فريدة و سيليا و ان هما معروف عنهم ان فريدة أرملة ، ودة أثار كلام كتير حواليهم ازاى مراد بيجى البيت ليهم و بيتردد كتير عليهم و هو غريب عنهم ، كان لما السكان يسئلوا بعضهم و لاحظوا ان مراد بيجى مع فتون و ساعات بيجى لوحدة و دة أثار غضبهم و فضولهم ف إنهم يعملوا إجتماع و يوكلوا حد يكلم فريدة ع هذا التصرف و ان ازاى واحد غريب بيتردد بالطريقة دى عليهم . . . .
بالفعل ف اليوم اللى كانت فريدة فى بتعمل شوبينج رجعت و كلمها أستاذ محسن و دة مستشار كبير و ذى سلطة ، و كل السكان بيحترموة حتى فريدة بتحترمة ، خبط ع فريدة و طلب يقعد معاها نص ساعه بس و هى وافقت و كلمها و قالها شعور السكان بالغضب من هذا الموقف لكن فريدة وضحت لأستاذ محسن ان مراد بيساعد فريدة ف الشغل و انة مش مجرد أخ ل فتون زميلة سيليا لا دة هو كمان بيساعدها ف شغل الجاليرى بتاعها مش أكتر و ان كل التعاملات بينهم للشغل بس اللى إحنا منعرفهوش و مفيش حد يعرفة ان أستاذ محسن بيكون خال چيسي زميلة سيليا ف الكلية و هى اللى سخنت الدنيا عليهم كلهم ، و دة بسبب غيريتها من سيليا و انها أقسمت انها مش هتسيبها ف حالها غير و هى منهارة من جميع الإتجاهات ، خلص الاستاذ محسن كلامة مع فريدة بكل ادب و إحترام و انة غلط انة ظن فيهم ظن مش كويس و إعتذرلها عن سوء الفهم الخاطئ ودة اللى چيسي عرفتة و خالها بهدلها انها وصلتة للموقف المحرج دة مع جارتة فريدة ، بس كان هدف چيسي التانى انها تعرف هل فى شئ بين سيليا و مراد و لا لأ ، و إطمنت ان مفيش حاجة و المعروف عن چيسي إنها حقودة جدا و خالها إتخانق معاها بسبب كلامها الجارح ع سيليا و فريدة . . . . . .
سيليا رجعت البيت و شافت أستاذ محسن خارج من عند فريدة و إستغربت و سألت مامتها مين دة ، قالتلها ظة استاذ محسن جار ليهم فى نفس العمارة و انة كان جاى يطمن عليهم و يسألهم عن اى حاجة يحتاجوها و قالها اى حاجة هتكون صعبة عليكم إحنا ف مساعدتكم ع طول و انهم جيران و الجيران لبعضها فى السراء و الضراء . . . .
سيليا ماشغلتش دماغها ب كل دة لانها كانت مشغولة بدراستها و مذاكرتها و قالت كتر خيره ، فعلا الدنيا لسة بخير و ان لسة فى ناس عندهم ذوق و رحمة و ان الناس محترمة و مش معنى ان حصل موقف من شخص أو إثنين وحش هيكون الناس كلها وحشة . . . . .
حوار بين أستاذ محسن و أختة مامت جيسي
أستاذ محسن : الو ايوة يا هانم عاجبك كدة الإحراج اللى بنتك عملتة دة بقولك اية بنتك تجيلى بكرة انا هستناها
والدة جيسي : لية دة كلة يا محسن اية اللى حصل قولى
محسن : بنتك تجيلى و بس و انتى تيجى معاها علشان تعرفى ان انتى معرفتيش تربى خالص
ياللا سلام
و قفل أستاذ محسن ف وش مامت جيسي . . .
مامت جيسى مؤخرا بعد ما رجعت من السفر بقالها سنتين ، ما شافتش من ناحية جيسي غير المشاكل و قلة الراحة ، ماما جيسي مطلقة من باباها بقالها خمس عشر سنة ، وقتها جيسي كانت صغيرة و قبل ماتطلق ب سنة كانت مسافرة برة مصر ، لان كان شغلها الخاص بيها بيكبر و مكانتش عاوزة تخسر كل اللى عملتة ، سابت جيسى ل جدتها و مرضيتش ترجع علشان تربى بنتها ، مع ان جدتها قالتلها إنزلى انا تعبت و مش قادرة ع البنت ، البنت من صغرها مش لاقية ام بالتالى مفيش حنية و لا إهتمام و لا مراعية ليها ، يحصلها اى موقف ف المدرسة كانت تسكت و ما تحكيش لحد ، لانها وحيدة و ملهاش اخوات و لا كمان فى أم تهتم بيها و ب مشاعرها ، بنوتة زى دى إتظلمت كذا مرة من مامتها و باباها و كمان جدتها اللى ما قدرتش تحتويها ، و تعوضها عن غياب مامتها ، جيسى كانت ترجع من مدرستها و تدخل اوضتها ، و مكانتش بتطلع منها حتى وقت الغذا ، كانت قليلة اوى فى الظهور ف الشقة حابسة نفسها ف الاوضة
و جدتها ع طول تتخانق معاها ع طول بسبب الموضوع دة ، و كانت جدتها دايما تشكى ل مامت جيسى و كان الرد المعتاد ، انها مش هتقدر تنزل و ان شغلها كتير و كل مادا بيكبر و يكتر ، و هى بتشتغل و مشغولة علشانها و انها من غير الفلوس دى جيسي مش هتكمل تعليمها ف المدرسة الانترناشونال . . . . .
ع طول جيسى وقت ما امها تتصل بيها كانت تسيب الفون ع السرير او المكتب و تسيبها ع الخط بتزعق و تتكلم و هى ما كانتش بترد عليها غير ردود باردة تخليها تقفل ف وشها الفون و ما تكملش مكالمتها . . . .
كلة كان بيحاسب جيسي و محدش فيهم حاسب نفسة ، مامتها ما حاسبتش نفسها ع تقصيرها و إهمالها ل بنتها و ان بنتها صغيرة و محتاجة اهتمام و محتاجة قلب يطبطب عليها ، جيسي كانت بتشوف كل أمهات زميلتها ف المدرسة وقت حفلات المدرسة و هى مكانتش بتشوف حد من عندها لدرجة ان البنات كانوا بيضايقوها و كانت تشكى ل جدتها و هى صغيرة كانت جدتها ترد عليها يعنى أعملك اية مش كفاية ان مامتك سيباكى ليا كمان هروح أضربلك أصحابك ، انا ست كبيرة و مبقدرش أتحرك ، ما تروحى لأبوكى ، جيسي كانت بتزعل من قسوة جدتها عليها ، و ان هى أمانة عندها يعنى الفروض تحافظ عليها تو تحبها بس جيسي مش مستوعبة ان القسوة دى وراثة منهم . . . . .

يتبع * * * *
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي