الفصل الحادي عشر
الفصل الحادي عشر
(امنيه مستحيله لى)
بقلمى مونى احمد
______
ظل عقلها يعيد ما قاله لها مرارا وتكرارا ، ايعقل انى لم يعد لى مكان هنا ، بعد فتره من الصمت نظرت الى والدها بنظرات غامضه ثم اخفضت نظراتها ارضا وهى تتحدث مع والدها بنبره حزينه حتى تكسب والدها من جديد:
مايا : انا اسفه يا بابى انا معرفش انا عملت كده ازاى بس ياريت تسامحنى ..
تغاضت عن الكلام الذى قاله والدها لها عن تركها للبيت كانها لم تسمعه لكن والدها لم يعير ما قالته له وأخذ يعيد إليها ما قاله بكل برود :
اعملى حسابك انك خلال الأسبوع ده تكونى جهزتى نفسك عشان تروحى بيت جوزك يا ..يا عروسه ، انا لايمكن اسمح وحدة زيك تعيش معايا بعد عملتك دى.
خيم الحزن عليها واحتقان صوتها وهى تسأل والدها عن سبب قراره ،هى تعلم سبب هذا القرار لكنها تغاضت عن هذا حتى يسمح لها والدها بالبقاء هنا ، فحاولت تستثنيه عن قراره ب:
ليه يابابي امشى من هنا هاروح فين انا انا بنتك هتسبنى كده بسهوله طب طب ها اروح فين بس ..
ثم اخذت تبكى و هى تكمل باقى كلامها بصوت مخنوق..
ها اعمل ايه هاعيش انا ازاى ، بقى تعمل كده في بنتك الى مالكش غيرها .
اغمض عينيه وهو يرجع راسه الى الخلف حتى استقرت على حافة الكرسي قليلاً ثم فتح عينيه على مصرعيها وهو يجيبها بكل قهر على ما اقترفت فى حقه وحق نفسها قبله :
بعد كل اللي حصل منك ده و لسه بتسألى ليه ...
عشان وسختك اللي ماليها حدود عرفتى ليه عشان بنتى الى بحبها وبعمل ليها كل حاجه ومش حرمها من حاجه تعمل فيا كده عرفتى ليه .. عوزه تعرفى كمان ولا كفايه
، فا ياريت طول الاسبوع ده مشفش وشك خالص ،و يلا اتفضلى اطلعى بره واياكي اللمحك بس. هتشوفى وش عمرك ما شفتيه انتي فاهمه.
خرجت من مكتب والدها فى صدمه و خافضة رأسها الى اسفل بعد ما قاله لها والدها ،وصعدت الى غرفتها وجلست على فراشها و هى تفكر فى كل ما حدث لها. وتذكرت كيف صارت بهذه الأخلاق ولما انحدرت للرذيلة..
......... فلاش بااااااك......
قبل سبعة أشهر من الآن كانت تتمشي بخيلا في النادي لكنها لم تكن في هذا التوقيت لها علاقة بحد ولم تكن تحب الاختلاط و كان من أبسط أحلامها هو الارتباط بي "اسر" الي ان افتعل شاب معها مشكله حاولت أن تتجنب المشكلة حتى لا تتصاعد لكنه كان يصر علي ازعاجها فا تدخل في هذه الحظه"شادي" و رفيقه الذي يعمل في النادي و كان سبب في معرفته بها.
و حسم الأمر وانتهت المشكله و ظل "شادي"يتردد عليها في النادي دوما و يجلس معها و يتحدث إلى أن سار جزء من حياتها .
كان دوم يأخذها في نزهة بسيطة الى ان حدث ما لا تحمد علي عقباه وذهبت معه إلى حفلة من حفلات رفاقه .
فكان في مرحلة تحول بين الثانوية والجامعة و غلبها اصحاب السوء لان كان ايمانها ضعيف فا ضاعت في خطيئتها.
فمن يطرق باب التسيب مفتوحا يحدث ما لا يمكن ان يتصوره .
في بدأ الأمر لم تكن تريد ان تجرب شيء لكنها بعد و قت رأت ان الامر عادي و مع إصرار الجميع ان تجرب معهم ما يستحوا ، بالفعل رسخت لهم وجربته المشروبات المحرمة الي ان صارت لم تدري بحالها وحدث بينها وبين شادي علاقه حميميه .
حين استيقظت ظلت تصيح وتبكي علي ما حدث لكنه لا فائدة من البكاء الان فقد أخذ عفتها وضاع شرفها ،اخذ يحتويها "شادي" ويطمئنها بن كل شيء سوف يكون علي مايرام و انها لا تتحدث مع أحد ولا تعلم أحد بما حدث و هو الي جوارها اطمأنت قليلا وما ذاد الأمر اطمئنانها هو بأن والدها لم يعلم شيء هذا جعلها تتمادى و هي غافله.
و حين تكون معه لا تتذكر اي شيء وهي بين احضانه كانت تنسي الدنيا و تنغرس في المحرمات مع كل لقاء بينهم ، ظلو معا الي ان انتهي الامر بهذه الفضيحة ..
..... باااك.......
و غلبها النعاس فلم تقاومه كثير وذهبت فى سبات عميق،بين ندم وحزن علي اخطائها…
____
ظلت "حلا" بجوار "أمنية" تحاول اخراجها عن صمتها بحديثها عن عدة مواقف حدثت لها لكن الاخري لم تعيرها او تعير حديثها اى اهتمام بقيت صامته وعقلها شارد فى حياتها التى انقلبت راس على عقب، اولا ابتعاد والديها عنها ،و ثانيا زواجها من اخر شخص تفكر به كزوج،و فى ظل شرودها انتبهت الى حديث من تجلس بجوارها وهى تقول لها
عرفه يا"امنيه" وتسمحيلى اقولك كده من غير انسه احنا نعتبر قد بعض يعنى لو مش عندك مانع ، ثم تنهدت بحزن و هى تبوح لها عن مأساتها فتقول "حلا" :
عارفة انا ماما و بابا انفصلو من وانا عندى خمس سنين و لحد دلوقتي مشفتش بابا مع انه عايش بس معرفوش و لا هو يعرفني تعرفى انا لو شفته دلوقتى قدامى مش هعرفه ، احساس صعب اوى ،انا مش عارفه هما انفصلو عن بعض ليه ولا ليه ماما سابت البيت و اخدتنى انا و "هنا" اختى هى اكبر منى بسنتين بس هى كانت فكره بابا انا لا، تعرفى انا نمت و قمت لقيتنى فى مكان تانى غير بيتنا تخيلي كده انا عشت ايه ده غير ان احنا شفنا كتير عشان نقدر نعيش و نتعلم حتى امى شافت كتير و هى بتحاول تشتغل بالحلال عشان تعرف تاكلنا يااااااااه
صمتت قليلا ثم نظرت الى وجه "امنيه" التى كانت تتابع كل كلمه بانتباه شديد فقالت لها و عيونها ممتلئه بالدموع:
شفتى انا شفت ايه وعشت ايه والحمدلله عشت و تعلمت و كمان اشتغلت و حياتنا استقرت.
تناست "امنيه" معاناتها وسط ماسمعته فنظرت اليها وهى تسألها :
بقى معقول اللى انتِ بتقوليه ده طب و عملتى ايه من غير باباكى طيب هو كان عامل ايه معاكم .
كان الحزن يخيم عليها و هى تبوح لها عن ماضيها لكنها احبتها و لا تعلم لم تحدثت معها، طول عمرها لم تبوح لأحد ما عاشته من صعاب و معاناة مادية و معنوية لكنها كانت بحاجة الى التحدث مع اى شخص و كان هذا من نصيب "امنيه" فتنهدت "حلا" و هى تحكى ما تعلمه عن ولدها وعينها تلمع وابتسامتها تظهر على وجهها وهى تتحدث بحنين عنه وكانه امامها:
عارفه يا"امنيه" بابا ده مكنش فيه فى حنيته ولا حبه ولا طيبته ، ماما ديما تحكى لينا عنه أنه كان احلى واحن زوج واب من غير ما تحس مع انها بترفض تقول السبب بس اوقات تحكى عنه وعن عمى ومرات عمى الى حسيت من كلام ماما انها هى السبب ،بس تعرفى يا "امنيه" .
صمتت وهى تنظر لها حتى تستحوذ على كل انتباهها فلم تصبر الاخرى فسألتها بلهفه :
اعرف اية يا"حلا" قولى .
اغمضت "حلا" عينها وهى تجيبها والم وقهر:
عارفه انه واحشنى اوى ونفسى اشوفه واسأله ليه سبتنا يا بابا ليه...
ابتسمت "امنيه" بغموض وقد نسيت حزنها وهى تجيبها ب:
طيب ايه رأيك لو ندور عليه سوا.
فتحت عينها على مصراعيها فى ذهول مما سمعته فالتفتت تسألها بصدمه وعدم استيعاب:
انتى بتقولى ايه .
لم تجيبها "امنيه" ولكن كانت هالة من الغموض تحيط بها..
________
وصلو جميعا بيت"ابراهيم" وجلسو جميعا منهم من كان الحزن يخيم عليه و منهم من كان الغضب يعميه فتحدثت الست "ام اعلى " ب :
جرا ايه ياجماعه الى حصل حصل و خلاص احنا دلوقت نشوف هنعمل ايه مع "مراد " ده و جوازه من"امنيه " لكن يكون ده حالنا لا .
قام "عادل " من مكانه و هو يجيبهم فى حزن :
انا ماشى و نتقابل بالليل فى العزاء سلام …
خرج "عادل" وتركهم فى ذهول من تحوله ده فقد كان يجلس من ذو وقت و لم يتحدث، لم تغيرت احواله فجأه و لماذا لم يمنعه اى احد من الرحيل، نزل من البيت واتجه الى سيارته و انطلق بها الى وجهته التى يعلمها تمام المعرفة لم يعد مجال الى تأخيره، وصل بعد وقت الى المكان الذى هو وجهته و نزل من السيارة وقبل ان يدخل سمع صوت من وراءه يقول له:
كنت متاكد انك جاى دلوقتى وكنت مستنيك متاخرتش كتير يا"عادل".
نظرا بصدمه وهو يقول مش معقول ..
______
وصل الى بيته بظهر منحنى وراس مخفضه فى ذل والم من فعلته وكيف سيواجه والده بما فعله وكيف يقنعه حتى يتقبل زيجته ..
فتح "شادى" باب الشقه ودخل بهدوء وهو يبحث عن والده قفل الباب خلفه ثم اتجه الى غرفته و فتحها ودخل و اغلق الباب خلفه ثم جلس على الفراش هو يتنهد و يفكر ماذا يفعل وأخذ يحدث نفسه فيما سوف يفعله:
انا ها اتصرف ازاى دلوقتى طيب بابا ها يقول ايه دلوقت ياررررب حلها من عندك .
وأخذ يتذكر بداية معرفته بي"مايا " والسبب في معرفتها..
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠فلاش باك ٠٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان ذهب إلى النادي الرياضي لرفيقه و لمحها تجلس بمفردها فا فتن بها وبجمالها ظل ينظر لها ويتابعها لكنه لم يجرؤ علي الاقتراب منها ، بعد أن أعلمه رفيقه بي أنها ابنت رجل اعمال مشهور هذا ما جعله يصر علي الاقتراب منها فقد تمنى أن يمتلكها بجمالها و ثرائها و يرتفع معها ايضا ، و حين أكمل له رفيقه ما يقال عنها فا البعض يقول مغروره والبعض الاخر يقول انها لا تحب الاختلاط فقط .
في كلتا الحالتين لم يكن مسموح له بالاقتراب ،ظل يتردد على النادي حتى يلمحها ،فا هي شغلت كل تفكيره ، وكان دوما يحدث رفيقه عنها و ان يريد ان يتعرف عليها لكن كان دوما يعترض علي هذا الامر ،الي ان سنحت له الفرصة ،وراء من يعترض طريقها فانتهز الفرصه حتى يقترب منها دافع عنها بصدق لم يكن يتخيله استغرب وقتها سبب غضبه من هذا الشخص الذي أحزنها .
جلس معها بعد ما حدث و هو يحاول تخفيف الأمر عليها ،وظل يتردد عليها يوميا الي ان علم من احد رفاق السوء بالشقه و ما يحدث فيها لم يتردد في اخذها الى هناك و حين رفضت من خوفها من والدها ظل يقنعها بأن الامر سوف يمر علي خير فلا تقلق و هو بجوارها فا استمعت له و ذهبت معه ، و حين وطئت أقدامهم داخل هذا المسكن رأى إنبهارها بهذه الحياة التي لم تختبرها ،برغم من ثرائها و ثراء والدها ، فا انتهازَ الفرص حتى يختلي بها وتصير له وحده ما جعله يفكر في الأمر هو أنه أحس بانه لا يشكل فرق في حياتها هذا جعله يفعل بها ذلك، فقد جعل من معه يعرض عليها الخمر ، لكنها رفضت لكنهم مع رفضها كانوا يزدادوا اصرار عليها حتي ترتشف مما يستحون ، وحين تنازلت و اخذت من يدهم اول مره حتي سهل عليه اعطاءها مره اخري الي ان صارت بلا وعي ،فا حملها بين يديه بتملك وخذها متجه نحو احدي الغرف و سلب عفتها وصارت له وحده فقد تملها مع كل لحظه كان يقضيها معها ، فقد احس بحبها له من اول مرة علي الرغم من عدم تقبلها له في حياتها .
ما حيره اكثر هو ما فعلته فهي لم تطلب منه الزواج ولم تحمله مسؤولية ما حدث جعله يفكر بها بمنظور آخر لكنه لم يبتعد عنها ، و ما حدث في اليوم المشؤم فقد جعله ازداد تعلقه بها فقد أحس معها بمشاعر مختلفه جعله في تخبط منها .
و هو لا يعلم ما سبب سعاده بالزواج منها فقد تمنى ان يبقى معها و بقربها، فقد تناسى السبب الرئيسي في معرفه لها …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠باك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠
______
بقى اتجوزت و انا لما طلبتها ليا رفض بقى انا و لا "مراد" ده بس انا مش هسيبها مش بعد ده كله تطير من ايد.
انت بتقول ايه جواز ايه ده الى بتقول عليه ،طب و خطيبتك هتعمل معاها ايه"ياعلى"
زفر "على" بغضب وهو يجب علي والده ب:
هعمل ايه يعنى اديها متنيلة جمبى اما اشوف هعمل ايه ها تروح فين يعنى مش انت الى غصبت عليا اخطبها وعملت اللى انت عايزه و خلاص بقى سبنى الشوف موضوع الست "امنيه " ده و بعدين نبقى نتكلم فى اى حاجه تانى .
كان "إبراهيم " يسمع كلام "على" ولم يجيب عليه حتى انتهى من حديثه ،فنظر إليه وهو قول له بكل برود:
هو عمك رفض طلب الجواز من بنته ليه ده حتى ما اخدش رأيها ورفضك على طول ما هو من عمايلك و سمعتك اللي زي الزفت صح ولا انا غلطان هو عمك كان تايه عنك ولا عن عمايلك ،وكمان بتقول انا اللى غصبت عليك فى الخطوبة دى اممممممم بقى كده دا انت الى مش عارف انت عاوز ايه، فوق كده لنفسك و لشغلك و سيبك من بنت عمك هى خلاص بقت فى عصمت راجل تانى و مش اى حد ده "مراد" عارف يعنى ايه"مراد" طبعا.
كأنا والده لم يتحدث معه فأخذ يعيد بينه وبين نفسه بأن ابنة عمه له وحده هذا ما كان يمن على نفسه به ،ولم يعرف بأن هناك ايضا من يطمع بها ويريدها لنفسه و أنه سوف يدمر اى شئ فى طريقه حتي تكون له ..
_____
سمع طرق على باب غرفته فقام حتى يفتح وهو يعلم من الطارق ،بعد أن فتح الباب وخرج الى ابيه وامسك يده وقبلها ثم اخذه وجلس الى جواره فا حاول ان يطمئن علي ابنه فساله عن احواله واحوال شغله..
(عثمان العربى والد شادى موظف حكومى على المعاش يعيش مع ابنه بعد وفاة زوجته وزواج ابنته )
فينك يا حبيبى يا مجتش عليا على طول ليه زى ما انت متعود انا قلقت عليك طيب طمنى الشغل كويس.
صمت" شادى" قليلا قبل ان يجيبه ثم تحمحم حتى يخرج صوته :
احم احم الحمدلله الشغل كويس بس...
صمت "شادى" فقلق والده عليه فسأله عن السبب الذي يقلقه :
بس ايه يا ابنى قول على طول متقلقنيش عليك انت مخبي عني ايه.
أغمض"شادى" عينيه من الخجل و هو يحاول التكلم لكنه لم يقوي علي الحديث فتحدث بلجاجة وتردد:
آآ انا آآ انا يعنى آ آ عملت آآ..
قاطعه والده بقلق :
فيه ايه" يا شادى" عملت ايه قول على طول متقعدش تتهته كده .
اخذ نفس عميق وزفره بدفعه واحده و هو يحاول تبسيط الأمور إلى والده :
حضرتك عارف يعنى انى كبرت و و ....
صمت قليلا ثم اكمل:
انى يعنى احم .احم عايز ..عايز اتجوز.
ضحك "عثمان" ضحكة رجولية عالية وهو يتحدث معه من بين ضحكاته:
هههههههه هههههههههه بقى انت عاوز ههههههههه تتجوز ههههههههه…
سعل من بين ضحكاته وهو يكمل كلامه بسعاده ب:
كل ده عشان عاوز.. تتجوز طيب متقول على طول لازمتها ايه التهتهة وال آ آ آ دا كله ...
ثم خفت ضحكاته لكن البسمه لا تزال مرسومه على وجه وهو يتكلم بجديه:
دا اسعد يوم فى حياتى انى افرح بيك ..
ثم مازحة وهو يكذه فى كتفه قائلا:
ها عندك عروسه والا اجيبلك انا عروسه من عندى…
احس بان الارض تهتز من تحته وهو يتطلع الى والده وانه على علم بما يخفيه عنه لكنه تماسك حتى يقول له عن فعلته ،فوضع عينيه ارض ثم تحدث بهمس حتى يقنع والده:
بابا انا بحب وحده و كنت ناوى اكلمك انك تيجى معايا نخطبها بس حصل عندها ظرف و مشكله كبيره لقيت نفسى بساعدها انى ...
صمت قليلا حتى ياخذ نفسه و تابع ب :
بحل المشكله دى بانى ..بانى اكت ..اكتب الكتاب عليها و نتجوز .
_______
نظر "عادل "بذهول الى من يجلس في الحديقة ينتظره ،اقترب منه ببطئ و هو فى حاله من التوتر من كلامه سابقا
فقال له :
انت عارف منين اني جاى لك دلوقت يا"مراد" عشان تستناني هنا ...
وقف "مراد" و هو يقترب منه و يحدثه بجديه :
عشان عارفك و عارف تفكيرك و كمان عارف انت جاى ليه دلوقت .
كان يقف بجمود أمامه ثم سأله ب:
مادام انت عارف انا جاي ليه ممكن بقى تقولى انت اتجوزت بنت اخويا ليه و ليه مقولتليش طيب وليه مش عاوزنى اطمن عليها .
حاول ان يمتص غضبه حتى يهدأ ويستطيع ان يتحدث معه بهدوء :
قبل ده كله تعالى معايا المكتب نتكلم الاول فى حاجات انت متعرفش عنها حاجه يلا "عادل" عشان خاطر بنت اخوك.
تحرك معه فى هدوء حتى يفهم ما يحدث حوله من مشاكل تخص عائلة اخيه:
ماشى بس بعد ما نتكلم لازم اطمن على "أمنية" واشوفها كمان .
اوم له وهو يشير اليه حتى يتبعه الى المكتب ،دخل كلا من "عادل و مراد" الى المكتب و اغلق "مراد" الباب خلفهم ثم جلس "عادل" فى انتظار التوضيح من رفيق أخيه:
تحمم "مراد "قبل أن يبدأ بالكلام:
احم احم بص "يا عادل" قبل اى حاجه الكلام ده مش لازم يخرج برأ الاوضه دى لمصلحة الكل ،
اومأ له "عادل" حتى يكمل ما يقوله،فاكمل"مراد"ب:
اول حاجه ان الحادثه دى حصلت بسبب واحد مجنون كان عاوز يتجوز "امنيه" بس "محمود" كان رافض لان شغله كله شمال كان بيحاول بكل الطرق انه يتجوزها بس كان بيلاقى الرفض لحد مبقاش قدامه فرصه انه يتقبل فبعد فترة طويلة قولنا انه خلاص صرف نظر عن الجواز لحد يوم الحدثه.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ فلاش باااااك٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
عندما خرج "محمود" واخذ "حياه" معه وكانوا فى منتهى السعاده عشان مشروع دار الايتام الى عمله محمود مفاجأة ،ركب السيارة وانطلق الى وجهته وفى الطريق قطع عليهم السيارتين بهم اشخاص مفتولين العضلات ،فى هذا التوقيت انا كنت احاول ان مهاتفة "محمود" اخد رايه فى حاجه بعد ان تركني وذهب مع زوجته فرد عليا بقلق:
"مراد" الحقني فيه عربيتين ماشين ورانا و بيحولو يقطعوا الطرق علينا انا و"حياه" انا مش خايف على نفسى انا خايف على "حياه" ..
قلق" مراد" و هو يسأل عن السبب و حتى يستطيع مساعدته:
طيب انت متعرفش هما مين و عايزين ايه .
اجابه بقلق و هو يحاول ان يتحكم في سيارته و بجواره "حياة قلبه" كادت ان تموت رعب :
لا معرفش هما عاوزين ايه بس انا خايف و قلقان .
كان "مراد" يجمع متعلقاته و مفاتيحه فى قلق وهو يتجه الى الخارج حتى يذهب سريعا الى اخيه ورفيقه الوحيد وهو يدعو الله ان يلحقه ثم سأله عن مكانه :
طيب انت فين دلوقت هحاول الحقك بس متقفلش المكالمة مفهوم خليك معايا .
اعلمه " محمود" على مكانه فكان قريب منه :
انا فى الطريق (....) بس هما مش سكتين بيحاول بكل الطرق انهم يعدونا ده كمان بيخبطو فينا متتأخرش عليا.
كان قد ركب سيارته سريعا و هو يحاول ان تهدأته ب:
متخافيش انا قريب منك ربع ساعه و ها اكون عندك بس لو جد حاجه قول ليا علطول .
فى هذا التوقيت اقتربت سيارة منهم بسرعه عاليه حتى استطاعت ان تقلب سيارة "محمود" فصاحت "حياه " به حتى ينتبه الى السياره القادمه منهم ب:
لالالا حاسب يا"محمود" حاااااسب ااااااه
فى لمح البصر كانت السياره تطير فى الهواء وانقلبت عدت مرات فصاح "مراد "بهم حتى يجيب اي احد عليه كدا ان يعمل اكثر من حادث من سرعة السيارة و خوفه عليهم حتى يلحق بهم فصاح بعصبيه :
فيه ايه" محمود" رد عليا ..فيه الو. الو ردى عليا رد يا "محمود" انتو كويسين.
بعد اوشك على الانهيار من كثره قلقه وخوفه عليهم رد عليه محمود بصوت هامس و متقطع من الالم ب:
"حياه" ردى عليا حبيبتى متسبنيش ردى عليا ايو ..ايوه.. يا" م راد" احنا ..عم عملنا حدثه والعربيه اتقلبت بينا حتى" حياه" مش بترد تعال الحقنا ...
فى هذا الوقت سمع شخص منهم وهو يتكلم مع شخص اخر و اتضح انه يتحدث فى الهاتف مع الشخص الذى حرض على قتلهم ب:
كله تمام يا كبير العربيه اتقلبت بيهم و شويه و هاتولع بيهم ترتاح ..
رد عليه الشخص الاخر ب:
متمشيش الا لما تتاكد انهم فى خبر كان مش عاوز حد منهم عايش فاهم .
رد الاخر طاعه :
امرك يا" كريم "بيه مش همشى من هنا الا اما العربيه تولع ومحدش يلحقهم عشان حتى يخلالك الجو وتعرف تتجوز ست الحسن بنتهم ..
اكد" كريم" على كلامه بغرور:
امال كنت اسيبه كده مش راضى يتجوز هالي يبقى يتكل على الله ميلزمناش وهى هعرف اخدها ماهى ماعدش ليها حد ههههههه يلا سلام انت…
ضحك كلاهما على ما يقال غير منتبهين على من جوارهم ، صعق كل من "مراد محمود" على ما سمعو فخاف "محمود "على ابنته ففكر قليلا ثم تحدث ب:
اسمعني " يا مراد"عشان مفيش وقت
قاطعه مراد بعصبيه وهو يصيح ب:
متخافش انا جيالك دلوقت انا خلاص قربت اوصل امسك نفسك انت بس.
تنهد بتعب وهو يجيبه بهمس :
ماشى بس اسمعنى على ماتيجى عوزك ت... .. تت ..تتجوز "امنيه" و تحميها متسبهاش لحد انت اكتر حد عارف مين "كريم " ده ومين "ابراهيم " اخويا أوعى تتخلا عنها يا"مراد"
صدم" مراد" من كلام رفيقه و قال بصدمه:
انت عايزني اتجوز بنتى انت عارف انى بعتبرها بنتى .
رد عليه بتعب واضح ب:
انت هتكتب الكتاب بس و تخليها تعيش معاك لحد ما يجى الى يستاهلها ، دي وصيتي ليك و اوعى تسيبها لحد .....
.بوووووم
......
سمع صوت انفجار السيارة فى الهاتف وصوت اغلاق المكالمة ، كان قريب من المكان اقترب منهم وهو يسب ويلعن نفسه على تأخره عليهم :
" محمود "لا لا لا لا متسبنيش لوحدى لا انا اللي غبي اتأخرت عليكم بس مش ها ارحم حد كان السبب فى اللى حصلكم.
وصل اليهم و ترجل من السيارة سريعا وهو يصيح فى عدم تصديق :
لا مش ممكن يا "محمود " انت سبتنى ليه،ها اعمل انا ايه من غيرك.
جلس قريب منهم وهو يحاول ان يرتب افكاره وكيف يفعل ما قاله "محمود"
............. باااااااك.......
٠
هو ده الى حصل ساعتها واديك شفت "ابراهيم" عمل ايه اول لما عرف انها عندى تخيل بقى كان ممكن يعمل ايه لو عرف انى متجوزتهاش .
كانت الصدمه كبيره علي "عادل" ولم يستطيع تحملها فنزلت دموعه فمسحها فى صمت ثم سال عن:
طيب و هى عمله ايه دلوقت و الدكتور قالك هتبقى كويسه، انا انا عاوز اشوفها
تنهد " مراد" بعمق ثم قام من مكانه و هو يجيب عليه ب :
هى دلوقت بقت احسن الحمد لله انا هاتطلع ابص عليها وأبلغها أنك هنا و اشوف هى هتقول ايه.
ايده فى الرأى فخرج الاخر متجها الى اعلى حتى يطمئن عليها و يعلمها بقدوم عمها وانه يريد ان يراها.
_______
كانت مندمجه بالحديث عن كيفية العثور على والدها ومن سف يقوم بمساعدتهم و أخذت تتحدث الى ان اوقف حديثها طرقات على باب الغرفه ف استدارت و هى تعتدل فى جلستها حتى تسمح لمن فى الخارج بالدخول ،فدار مقبض الباب و دخل و هو يبتسم لها بعد ان رأى التحسن البادى عليها فاقترب منها و هو يسألها و يطمئن عليها ب:
عامله ايه دلوقت يا حبيبتى .
ابتسمت له وهى تجيب عليه بكل هدوء :
انا الحمد لله كويسه ،ومبسوطه اوي ان "حلا" هنا ومعايا .
عندما سمع اسمها تلقائيا استدار اليها وهو يسألها ببسمه حنونه تزين وجهه :
عمله ايه .
توردت وجنتيها و هي تجيبه بهدوء:
انا الحمد لله شكرا لسؤال حضرتك.
رد عليها بنبرة صادقة:
متقوليش كده انتى زى بنت.. .
ابتسمت فى خجل وهى تستأذن منهم حتى تترك لهم بعض الخصوصيه ب:
طيب ها انزل انا تحت اشوف الاكل خلص عشان تاخد العلاج.
انسحبت فى صمت الى الخارج واتجهت الى اسفل حتى تحضر الطعام لكن كان عقلها شارد فى والدها
.....
جلس الى جوارها وبحب ابوى مد يديه على راسها يمسد عليها و هو يتحدث بحنان ويسألها عن :
بقولك ياحبيبتى عمك "عادل" تحت و حابب يطمئن عليكى ها اقوله ايه .
خيم الحزن عليها و امتلأت عينيها وهى تجيبه ب
هو عرف بلى حصل كله وعرف ان بابا ... معتش موجود ،طي طيب عرف ان ..انى ..ات ..ات.... اتجوزت.
خفضت عينيها ارضا فبتسم لها وهو يجيبها ب:
اكيد طبعا عارف كل حاجه كمان ومستنيكى تحت عشان يطمئن عليكى بس الاول لازم يكون عندك استعداد تقابليه فكري ولو عايزه تقابليه قدامك خمس دقايق تمام.
ثم انحنى يقبل جبينها وتركها وخرج، جلست حائره ثم حسمت امرها بمقابلته.
...........
صمت تام بينهم فلم يتوقع ان يقوم ولده بهذا دون الرجوع ايه فاخذ يتأمله وهو يفكر فى ما قاله ، ايعقل ان يكون هذا ابني متى تغير هكذا من الممكن ان اكون قد اهملت فى تربيته !!! رأى ابنه محنى رأسه في خجل فا تحدث "عثمان" بهدوء رغم الالم التى تعتصر قلبه :
انت اتجوزت يا "شادى" !!!! طيب و المطلوب مني ايه .
ابتلع ما فى جوفه وهو يحاول جاهدا ان يكون هادئ حتى لا يكتشف والده كذبته
هى كان عندها مشكله ... ان باباها كان عايز يجوزها واحد تانى بس هى رفضت لانه كبير جدا وكمان سمعنا انه سادى فهى خافت وهربت قبل .. كتب الكتاب واستنجدت بيا انى اخلصها من الجوازه دى.
لم يقتنع باى مما قاله لكنه تغاضى عن كل هذا وسأله من جديد عن السبب الحقيقى وراء كل هذا:
برده مقلتليش ايه المطلوب منى !! انا مسألتش انت ليه عملت كده !! انا بسأل ايه المطلوب منى .
كان يتصبب عرق من الموقف لكنه حسم امره على إنهاء هذا الكابوس دون خسائر فاكمل بتردد وقلق ب:
اصل ..اصل يعنى .. أما باباها عرف اننا اتجوزنا ..طلب منى ان .. ان حضرتك ت تروح تقابله .
بكل هدوء تسأل مختصر :
ليه اقبله ليه.
يعنى ..هو يعنى ..المفروض ان .. انها تيجى هنا ت تعيش معانا..هو ..هو طلب منى ...يعنى...
صمت فى خوف وهو يحاول ان يعلمه بما سيحدث فاكمل وهو يرتجف ب:
وهو طلب منى انى اجيبها تعيش معايا اخر الاسبوع ده .
وقف والده وهو يقول له بهدوء رغم جديته وحده كلامه :
حدد معاد معه !! ثم استدار اليه وهو يتابع بتحذير شديد منه:
بس اعمل حسابك انا مش ملزم منى حاجه انا رايح معاك ، بس عشان متفكرش انى برفض بس انت كبير كفايه تتحمل مسؤولية عملتك دى مفهوم .
ثم تركه ودخل غرفته فى حزن على حال ابنه وسنده ،بينما كان يجلس "شادى" فى مكانه يتنفس فى ارتياح انه استطاع ان ينجز مهمته دون تان يكشف المستور و فعلته المشينة، وتبقي ان يعلم والد "مايا" بموعد قدومه .
....
وقف"على" بجوار أبيه وهو يبخ سم به حتى ينهى زواج ابنة عمه وهو لا يعلم بأنها مثل ابنه له ، فتحدث بفحيح الأفعى إلى أبيه :
انت مصدق انهم أتجوز دا احنا حتى مشفناش القسيمة يكون بيطي يختمنا على قفانا ، طب حتى كان اورهالك بلاش انا لكنه خايف باين من حاجه ياترى ايه هيه !!
لعب بكلامه حتى يأثر على أبيه ويحثه على الهجوم عليهم حتى يحرضه عليها ،فتحرك "إبراهيم" من مكانه وهو يطمئنه ب:
لا انا مش هسكت بس يعدى اليوم ده على خير بعد كده كل واحد يعرف حدوده وانا مش هسيب بنت اخويا لواحد غريب.
ابتسم فى خبث ولم يزيد شئ حتى لاينقلب عليه ،فغير الكلام سريعا ب :
مش الواد اخويا بقى ايه فى الشغل الواد طلع مخه نظيف فى الشغلانه تقلش مولود فيها .
ابتسم في سعادة وهو يسمع عن ابنه الصغير الذى كان يقلق عليه كثير .
......
بعد وقت قصير نزلت "امنيه " وهى قلقه من مقابلة عمها ولكنها حسمت أمرها بالدخول حتي يطمئنها بأى شيئ، وصلت الى باب المكتب فدقت الباب فسمح لها "مراد" بالدخول فدخلت فى قلق وهى تفرك اصابعها فحاولت ان تبدو طبيعيه وهى تسأله عن أحواله :
احم احم عمو ازى حضرتك .
وقف سريعا واتجه لها دون أي كلمه و قام باخذها بين احضانه و هو يضمها الى صدره بكل حب وحنان فلم تتحمل الموقف فبكت فى صمت احس "عادل" بها وهى تهتز من آثار كتم بكائها فبكى هو ايضا وهو يحاول تهدئتها :
بنت الغالى عامله ايه دلوقت ... ايه ده انتِ بتعيطى ليه،لا طول مانا موجود مش عاوز أشوف دموعك دى فهمه .
حركت راسها بنعم و هى مازالت تحتضنه ،بعد فتره اخرجها من بين احضانه وهو يضع وجهها بين يديه بهدوء فقال لها :
حبيبتى انتى مش بنت اخويا انتى بنتى مفيش بنت تخاف من باباها ماشى وانتى هتفضلى هنا فتره بعد كده كل حاجه هتتحل ماشى وانا موجود متقلقيش .
سحبها من يدها و ارغمها على الجلوس بجواره حتى يبقى معها فتره يطمئن عليها.
.....
كان يجلس فى غرفته يفكر فى عمه وكلامه معه فأحس بأن عمه كان يريد شئ لكنه متردد فحسم أمره بالذهاب اليه ،فخرج "اسر" من غرفته واتجه الى مكتب عمه حتى يتحدث معه قليل وقف على باب الغرفه وهى يهم بالنقر على بابها فسمع شيئ جعل قلبه يقتلع من الالم لم سمع:
انا بحبك اوى متسبنيش.....
يتبع........ ابهروني
بقلمى امنيه احمد
(امنيه مستحيله لى)
بقلمى مونى احمد
______
ظل عقلها يعيد ما قاله لها مرارا وتكرارا ، ايعقل انى لم يعد لى مكان هنا ، بعد فتره من الصمت نظرت الى والدها بنظرات غامضه ثم اخفضت نظراتها ارضا وهى تتحدث مع والدها بنبره حزينه حتى تكسب والدها من جديد:
مايا : انا اسفه يا بابى انا معرفش انا عملت كده ازاى بس ياريت تسامحنى ..
تغاضت عن الكلام الذى قاله والدها لها عن تركها للبيت كانها لم تسمعه لكن والدها لم يعير ما قالته له وأخذ يعيد إليها ما قاله بكل برود :
اعملى حسابك انك خلال الأسبوع ده تكونى جهزتى نفسك عشان تروحى بيت جوزك يا ..يا عروسه ، انا لايمكن اسمح وحدة زيك تعيش معايا بعد عملتك دى.
خيم الحزن عليها واحتقان صوتها وهى تسأل والدها عن سبب قراره ،هى تعلم سبب هذا القرار لكنها تغاضت عن هذا حتى يسمح لها والدها بالبقاء هنا ، فحاولت تستثنيه عن قراره ب:
ليه يابابي امشى من هنا هاروح فين انا انا بنتك هتسبنى كده بسهوله طب طب ها اروح فين بس ..
ثم اخذت تبكى و هى تكمل باقى كلامها بصوت مخنوق..
ها اعمل ايه هاعيش انا ازاى ، بقى تعمل كده في بنتك الى مالكش غيرها .
اغمض عينيه وهو يرجع راسه الى الخلف حتى استقرت على حافة الكرسي قليلاً ثم فتح عينيه على مصرعيها وهو يجيبها بكل قهر على ما اقترفت فى حقه وحق نفسها قبله :
بعد كل اللي حصل منك ده و لسه بتسألى ليه ...
عشان وسختك اللي ماليها حدود عرفتى ليه عشان بنتى الى بحبها وبعمل ليها كل حاجه ومش حرمها من حاجه تعمل فيا كده عرفتى ليه .. عوزه تعرفى كمان ولا كفايه
، فا ياريت طول الاسبوع ده مشفش وشك خالص ،و يلا اتفضلى اطلعى بره واياكي اللمحك بس. هتشوفى وش عمرك ما شفتيه انتي فاهمه.
خرجت من مكتب والدها فى صدمه و خافضة رأسها الى اسفل بعد ما قاله لها والدها ،وصعدت الى غرفتها وجلست على فراشها و هى تفكر فى كل ما حدث لها. وتذكرت كيف صارت بهذه الأخلاق ولما انحدرت للرذيلة..
......... فلاش بااااااك......
قبل سبعة أشهر من الآن كانت تتمشي بخيلا في النادي لكنها لم تكن في هذا التوقيت لها علاقة بحد ولم تكن تحب الاختلاط و كان من أبسط أحلامها هو الارتباط بي "اسر" الي ان افتعل شاب معها مشكله حاولت أن تتجنب المشكلة حتى لا تتصاعد لكنه كان يصر علي ازعاجها فا تدخل في هذه الحظه"شادي" و رفيقه الذي يعمل في النادي و كان سبب في معرفته بها.
و حسم الأمر وانتهت المشكله و ظل "شادي"يتردد عليها في النادي دوما و يجلس معها و يتحدث إلى أن سار جزء من حياتها .
كان دوم يأخذها في نزهة بسيطة الى ان حدث ما لا تحمد علي عقباه وذهبت معه إلى حفلة من حفلات رفاقه .
فكان في مرحلة تحول بين الثانوية والجامعة و غلبها اصحاب السوء لان كان ايمانها ضعيف فا ضاعت في خطيئتها.
فمن يطرق باب التسيب مفتوحا يحدث ما لا يمكن ان يتصوره .
في بدأ الأمر لم تكن تريد ان تجرب شيء لكنها بعد و قت رأت ان الامر عادي و مع إصرار الجميع ان تجرب معهم ما يستحوا ، بالفعل رسخت لهم وجربته المشروبات المحرمة الي ان صارت لم تدري بحالها وحدث بينها وبين شادي علاقه حميميه .
حين استيقظت ظلت تصيح وتبكي علي ما حدث لكنه لا فائدة من البكاء الان فقد أخذ عفتها وضاع شرفها ،اخذ يحتويها "شادي" ويطمئنها بن كل شيء سوف يكون علي مايرام و انها لا تتحدث مع أحد ولا تعلم أحد بما حدث و هو الي جوارها اطمأنت قليلا وما ذاد الأمر اطمئنانها هو بأن والدها لم يعلم شيء هذا جعلها تتمادى و هي غافله.
و حين تكون معه لا تتذكر اي شيء وهي بين احضانه كانت تنسي الدنيا و تنغرس في المحرمات مع كل لقاء بينهم ، ظلو معا الي ان انتهي الامر بهذه الفضيحة ..
..... باااك.......
و غلبها النعاس فلم تقاومه كثير وذهبت فى سبات عميق،بين ندم وحزن علي اخطائها…
____
ظلت "حلا" بجوار "أمنية" تحاول اخراجها عن صمتها بحديثها عن عدة مواقف حدثت لها لكن الاخري لم تعيرها او تعير حديثها اى اهتمام بقيت صامته وعقلها شارد فى حياتها التى انقلبت راس على عقب، اولا ابتعاد والديها عنها ،و ثانيا زواجها من اخر شخص تفكر به كزوج،و فى ظل شرودها انتبهت الى حديث من تجلس بجوارها وهى تقول لها
عرفه يا"امنيه" وتسمحيلى اقولك كده من غير انسه احنا نعتبر قد بعض يعنى لو مش عندك مانع ، ثم تنهدت بحزن و هى تبوح لها عن مأساتها فتقول "حلا" :
عارفة انا ماما و بابا انفصلو من وانا عندى خمس سنين و لحد دلوقتي مشفتش بابا مع انه عايش بس معرفوش و لا هو يعرفني تعرفى انا لو شفته دلوقتى قدامى مش هعرفه ، احساس صعب اوى ،انا مش عارفه هما انفصلو عن بعض ليه ولا ليه ماما سابت البيت و اخدتنى انا و "هنا" اختى هى اكبر منى بسنتين بس هى كانت فكره بابا انا لا، تعرفى انا نمت و قمت لقيتنى فى مكان تانى غير بيتنا تخيلي كده انا عشت ايه ده غير ان احنا شفنا كتير عشان نقدر نعيش و نتعلم حتى امى شافت كتير و هى بتحاول تشتغل بالحلال عشان تعرف تاكلنا يااااااااه
صمتت قليلا ثم نظرت الى وجه "امنيه" التى كانت تتابع كل كلمه بانتباه شديد فقالت لها و عيونها ممتلئه بالدموع:
شفتى انا شفت ايه وعشت ايه والحمدلله عشت و تعلمت و كمان اشتغلت و حياتنا استقرت.
تناست "امنيه" معاناتها وسط ماسمعته فنظرت اليها وهى تسألها :
بقى معقول اللى انتِ بتقوليه ده طب و عملتى ايه من غير باباكى طيب هو كان عامل ايه معاكم .
كان الحزن يخيم عليها و هى تبوح لها عن ماضيها لكنها احبتها و لا تعلم لم تحدثت معها، طول عمرها لم تبوح لأحد ما عاشته من صعاب و معاناة مادية و معنوية لكنها كانت بحاجة الى التحدث مع اى شخص و كان هذا من نصيب "امنيه" فتنهدت "حلا" و هى تحكى ما تعلمه عن ولدها وعينها تلمع وابتسامتها تظهر على وجهها وهى تتحدث بحنين عنه وكانه امامها:
عارفه يا"امنيه" بابا ده مكنش فيه فى حنيته ولا حبه ولا طيبته ، ماما ديما تحكى لينا عنه أنه كان احلى واحن زوج واب من غير ما تحس مع انها بترفض تقول السبب بس اوقات تحكى عنه وعن عمى ومرات عمى الى حسيت من كلام ماما انها هى السبب ،بس تعرفى يا "امنيه" .
صمتت وهى تنظر لها حتى تستحوذ على كل انتباهها فلم تصبر الاخرى فسألتها بلهفه :
اعرف اية يا"حلا" قولى .
اغمضت "حلا" عينها وهى تجيبها والم وقهر:
عارفه انه واحشنى اوى ونفسى اشوفه واسأله ليه سبتنا يا بابا ليه...
ابتسمت "امنيه" بغموض وقد نسيت حزنها وهى تجيبها ب:
طيب ايه رأيك لو ندور عليه سوا.
فتحت عينها على مصراعيها فى ذهول مما سمعته فالتفتت تسألها بصدمه وعدم استيعاب:
انتى بتقولى ايه .
لم تجيبها "امنيه" ولكن كانت هالة من الغموض تحيط بها..
________
وصلو جميعا بيت"ابراهيم" وجلسو جميعا منهم من كان الحزن يخيم عليه و منهم من كان الغضب يعميه فتحدثت الست "ام اعلى " ب :
جرا ايه ياجماعه الى حصل حصل و خلاص احنا دلوقت نشوف هنعمل ايه مع "مراد " ده و جوازه من"امنيه " لكن يكون ده حالنا لا .
قام "عادل " من مكانه و هو يجيبهم فى حزن :
انا ماشى و نتقابل بالليل فى العزاء سلام …
خرج "عادل" وتركهم فى ذهول من تحوله ده فقد كان يجلس من ذو وقت و لم يتحدث، لم تغيرت احواله فجأه و لماذا لم يمنعه اى احد من الرحيل، نزل من البيت واتجه الى سيارته و انطلق بها الى وجهته التى يعلمها تمام المعرفة لم يعد مجال الى تأخيره، وصل بعد وقت الى المكان الذى هو وجهته و نزل من السيارة وقبل ان يدخل سمع صوت من وراءه يقول له:
كنت متاكد انك جاى دلوقتى وكنت مستنيك متاخرتش كتير يا"عادل".
نظرا بصدمه وهو يقول مش معقول ..
______
وصل الى بيته بظهر منحنى وراس مخفضه فى ذل والم من فعلته وكيف سيواجه والده بما فعله وكيف يقنعه حتى يتقبل زيجته ..
فتح "شادى" باب الشقه ودخل بهدوء وهو يبحث عن والده قفل الباب خلفه ثم اتجه الى غرفته و فتحها ودخل و اغلق الباب خلفه ثم جلس على الفراش هو يتنهد و يفكر ماذا يفعل وأخذ يحدث نفسه فيما سوف يفعله:
انا ها اتصرف ازاى دلوقتى طيب بابا ها يقول ايه دلوقت ياررررب حلها من عندك .
وأخذ يتذكر بداية معرفته بي"مايا " والسبب في معرفتها..
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠فلاش باك ٠٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان ذهب إلى النادي الرياضي لرفيقه و لمحها تجلس بمفردها فا فتن بها وبجمالها ظل ينظر لها ويتابعها لكنه لم يجرؤ علي الاقتراب منها ، بعد أن أعلمه رفيقه بي أنها ابنت رجل اعمال مشهور هذا ما جعله يصر علي الاقتراب منها فقد تمنى أن يمتلكها بجمالها و ثرائها و يرتفع معها ايضا ، و حين أكمل له رفيقه ما يقال عنها فا البعض يقول مغروره والبعض الاخر يقول انها لا تحب الاختلاط فقط .
في كلتا الحالتين لم يكن مسموح له بالاقتراب ،ظل يتردد على النادي حتى يلمحها ،فا هي شغلت كل تفكيره ، وكان دوما يحدث رفيقه عنها و ان يريد ان يتعرف عليها لكن كان دوما يعترض علي هذا الامر ،الي ان سنحت له الفرصة ،وراء من يعترض طريقها فانتهز الفرصه حتى يقترب منها دافع عنها بصدق لم يكن يتخيله استغرب وقتها سبب غضبه من هذا الشخص الذي أحزنها .
جلس معها بعد ما حدث و هو يحاول تخفيف الأمر عليها ،وظل يتردد عليها يوميا الي ان علم من احد رفاق السوء بالشقه و ما يحدث فيها لم يتردد في اخذها الى هناك و حين رفضت من خوفها من والدها ظل يقنعها بأن الامر سوف يمر علي خير فلا تقلق و هو بجوارها فا استمعت له و ذهبت معه ، و حين وطئت أقدامهم داخل هذا المسكن رأى إنبهارها بهذه الحياة التي لم تختبرها ،برغم من ثرائها و ثراء والدها ، فا انتهازَ الفرص حتى يختلي بها وتصير له وحده ما جعله يفكر في الأمر هو أنه أحس بانه لا يشكل فرق في حياتها هذا جعله يفعل بها ذلك، فقد جعل من معه يعرض عليها الخمر ، لكنها رفضت لكنهم مع رفضها كانوا يزدادوا اصرار عليها حتي ترتشف مما يستحون ، وحين تنازلت و اخذت من يدهم اول مره حتي سهل عليه اعطاءها مره اخري الي ان صارت بلا وعي ،فا حملها بين يديه بتملك وخذها متجه نحو احدي الغرف و سلب عفتها وصارت له وحده فقد تملها مع كل لحظه كان يقضيها معها ، فقد احس بحبها له من اول مرة علي الرغم من عدم تقبلها له في حياتها .
ما حيره اكثر هو ما فعلته فهي لم تطلب منه الزواج ولم تحمله مسؤولية ما حدث جعله يفكر بها بمنظور آخر لكنه لم يبتعد عنها ، و ما حدث في اليوم المشؤم فقد جعله ازداد تعلقه بها فقد أحس معها بمشاعر مختلفه جعله في تخبط منها .
و هو لا يعلم ما سبب سعاده بالزواج منها فقد تمنى ان يبقى معها و بقربها، فقد تناسى السبب الرئيسي في معرفه لها …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠باك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠
______
بقى اتجوزت و انا لما طلبتها ليا رفض بقى انا و لا "مراد" ده بس انا مش هسيبها مش بعد ده كله تطير من ايد.
انت بتقول ايه جواز ايه ده الى بتقول عليه ،طب و خطيبتك هتعمل معاها ايه"ياعلى"
زفر "على" بغضب وهو يجب علي والده ب:
هعمل ايه يعنى اديها متنيلة جمبى اما اشوف هعمل ايه ها تروح فين يعنى مش انت الى غصبت عليا اخطبها وعملت اللى انت عايزه و خلاص بقى سبنى الشوف موضوع الست "امنيه " ده و بعدين نبقى نتكلم فى اى حاجه تانى .
كان "إبراهيم " يسمع كلام "على" ولم يجيب عليه حتى انتهى من حديثه ،فنظر إليه وهو قول له بكل برود:
هو عمك رفض طلب الجواز من بنته ليه ده حتى ما اخدش رأيها ورفضك على طول ما هو من عمايلك و سمعتك اللي زي الزفت صح ولا انا غلطان هو عمك كان تايه عنك ولا عن عمايلك ،وكمان بتقول انا اللى غصبت عليك فى الخطوبة دى اممممممم بقى كده دا انت الى مش عارف انت عاوز ايه، فوق كده لنفسك و لشغلك و سيبك من بنت عمك هى خلاص بقت فى عصمت راجل تانى و مش اى حد ده "مراد" عارف يعنى ايه"مراد" طبعا.
كأنا والده لم يتحدث معه فأخذ يعيد بينه وبين نفسه بأن ابنة عمه له وحده هذا ما كان يمن على نفسه به ،ولم يعرف بأن هناك ايضا من يطمع بها ويريدها لنفسه و أنه سوف يدمر اى شئ فى طريقه حتي تكون له ..
_____
سمع طرق على باب غرفته فقام حتى يفتح وهو يعلم من الطارق ،بعد أن فتح الباب وخرج الى ابيه وامسك يده وقبلها ثم اخذه وجلس الى جواره فا حاول ان يطمئن علي ابنه فساله عن احواله واحوال شغله..
(عثمان العربى والد شادى موظف حكومى على المعاش يعيش مع ابنه بعد وفاة زوجته وزواج ابنته )
فينك يا حبيبى يا مجتش عليا على طول ليه زى ما انت متعود انا قلقت عليك طيب طمنى الشغل كويس.
صمت" شادى" قليلا قبل ان يجيبه ثم تحمحم حتى يخرج صوته :
احم احم الحمدلله الشغل كويس بس...
صمت "شادى" فقلق والده عليه فسأله عن السبب الذي يقلقه :
بس ايه يا ابنى قول على طول متقلقنيش عليك انت مخبي عني ايه.
أغمض"شادى" عينيه من الخجل و هو يحاول التكلم لكنه لم يقوي علي الحديث فتحدث بلجاجة وتردد:
آآ انا آآ انا يعنى آ آ عملت آآ..
قاطعه والده بقلق :
فيه ايه" يا شادى" عملت ايه قول على طول متقعدش تتهته كده .
اخذ نفس عميق وزفره بدفعه واحده و هو يحاول تبسيط الأمور إلى والده :
حضرتك عارف يعنى انى كبرت و و ....
صمت قليلا ثم اكمل:
انى يعنى احم .احم عايز ..عايز اتجوز.
ضحك "عثمان" ضحكة رجولية عالية وهو يتحدث معه من بين ضحكاته:
هههههههه هههههههههه بقى انت عاوز ههههههههه تتجوز ههههههههه…
سعل من بين ضحكاته وهو يكمل كلامه بسعاده ب:
كل ده عشان عاوز.. تتجوز طيب متقول على طول لازمتها ايه التهتهة وال آ آ آ دا كله ...
ثم خفت ضحكاته لكن البسمه لا تزال مرسومه على وجه وهو يتكلم بجديه:
دا اسعد يوم فى حياتى انى افرح بيك ..
ثم مازحة وهو يكذه فى كتفه قائلا:
ها عندك عروسه والا اجيبلك انا عروسه من عندى…
احس بان الارض تهتز من تحته وهو يتطلع الى والده وانه على علم بما يخفيه عنه لكنه تماسك حتى يقول له عن فعلته ،فوضع عينيه ارض ثم تحدث بهمس حتى يقنع والده:
بابا انا بحب وحده و كنت ناوى اكلمك انك تيجى معايا نخطبها بس حصل عندها ظرف و مشكله كبيره لقيت نفسى بساعدها انى ...
صمت قليلا حتى ياخذ نفسه و تابع ب :
بحل المشكله دى بانى ..بانى اكت ..اكتب الكتاب عليها و نتجوز .
_______
نظر "عادل "بذهول الى من يجلس في الحديقة ينتظره ،اقترب منه ببطئ و هو فى حاله من التوتر من كلامه سابقا
فقال له :
انت عارف منين اني جاى لك دلوقت يا"مراد" عشان تستناني هنا ...
وقف "مراد" و هو يقترب منه و يحدثه بجديه :
عشان عارفك و عارف تفكيرك و كمان عارف انت جاى ليه دلوقت .
كان يقف بجمود أمامه ثم سأله ب:
مادام انت عارف انا جاي ليه ممكن بقى تقولى انت اتجوزت بنت اخويا ليه و ليه مقولتليش طيب وليه مش عاوزنى اطمن عليها .
حاول ان يمتص غضبه حتى يهدأ ويستطيع ان يتحدث معه بهدوء :
قبل ده كله تعالى معايا المكتب نتكلم الاول فى حاجات انت متعرفش عنها حاجه يلا "عادل" عشان خاطر بنت اخوك.
تحرك معه فى هدوء حتى يفهم ما يحدث حوله من مشاكل تخص عائلة اخيه:
ماشى بس بعد ما نتكلم لازم اطمن على "أمنية" واشوفها كمان .
اوم له وهو يشير اليه حتى يتبعه الى المكتب ،دخل كلا من "عادل و مراد" الى المكتب و اغلق "مراد" الباب خلفهم ثم جلس "عادل" فى انتظار التوضيح من رفيق أخيه:
تحمم "مراد "قبل أن يبدأ بالكلام:
احم احم بص "يا عادل" قبل اى حاجه الكلام ده مش لازم يخرج برأ الاوضه دى لمصلحة الكل ،
اومأ له "عادل" حتى يكمل ما يقوله،فاكمل"مراد"ب:
اول حاجه ان الحادثه دى حصلت بسبب واحد مجنون كان عاوز يتجوز "امنيه" بس "محمود" كان رافض لان شغله كله شمال كان بيحاول بكل الطرق انه يتجوزها بس كان بيلاقى الرفض لحد مبقاش قدامه فرصه انه يتقبل فبعد فترة طويلة قولنا انه خلاص صرف نظر عن الجواز لحد يوم الحدثه.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ فلاش باااااك٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
عندما خرج "محمود" واخذ "حياه" معه وكانوا فى منتهى السعاده عشان مشروع دار الايتام الى عمله محمود مفاجأة ،ركب السيارة وانطلق الى وجهته وفى الطريق قطع عليهم السيارتين بهم اشخاص مفتولين العضلات ،فى هذا التوقيت انا كنت احاول ان مهاتفة "محمود" اخد رايه فى حاجه بعد ان تركني وذهب مع زوجته فرد عليا بقلق:
"مراد" الحقني فيه عربيتين ماشين ورانا و بيحولو يقطعوا الطرق علينا انا و"حياه" انا مش خايف على نفسى انا خايف على "حياه" ..
قلق" مراد" و هو يسأل عن السبب و حتى يستطيع مساعدته:
طيب انت متعرفش هما مين و عايزين ايه .
اجابه بقلق و هو يحاول ان يتحكم في سيارته و بجواره "حياة قلبه" كادت ان تموت رعب :
لا معرفش هما عاوزين ايه بس انا خايف و قلقان .
كان "مراد" يجمع متعلقاته و مفاتيحه فى قلق وهو يتجه الى الخارج حتى يذهب سريعا الى اخيه ورفيقه الوحيد وهو يدعو الله ان يلحقه ثم سأله عن مكانه :
طيب انت فين دلوقت هحاول الحقك بس متقفلش المكالمة مفهوم خليك معايا .
اعلمه " محمود" على مكانه فكان قريب منه :
انا فى الطريق (....) بس هما مش سكتين بيحاول بكل الطرق انهم يعدونا ده كمان بيخبطو فينا متتأخرش عليا.
كان قد ركب سيارته سريعا و هو يحاول ان تهدأته ب:
متخافيش انا قريب منك ربع ساعه و ها اكون عندك بس لو جد حاجه قول ليا علطول .
فى هذا التوقيت اقتربت سيارة منهم بسرعه عاليه حتى استطاعت ان تقلب سيارة "محمود" فصاحت "حياه " به حتى ينتبه الى السياره القادمه منهم ب:
لالالا حاسب يا"محمود" حاااااسب ااااااه
فى لمح البصر كانت السياره تطير فى الهواء وانقلبت عدت مرات فصاح "مراد "بهم حتى يجيب اي احد عليه كدا ان يعمل اكثر من حادث من سرعة السيارة و خوفه عليهم حتى يلحق بهم فصاح بعصبيه :
فيه ايه" محمود" رد عليا ..فيه الو. الو ردى عليا رد يا "محمود" انتو كويسين.
بعد اوشك على الانهيار من كثره قلقه وخوفه عليهم رد عليه محمود بصوت هامس و متقطع من الالم ب:
"حياه" ردى عليا حبيبتى متسبنيش ردى عليا ايو ..ايوه.. يا" م راد" احنا ..عم عملنا حدثه والعربيه اتقلبت بينا حتى" حياه" مش بترد تعال الحقنا ...
فى هذا الوقت سمع شخص منهم وهو يتكلم مع شخص اخر و اتضح انه يتحدث فى الهاتف مع الشخص الذى حرض على قتلهم ب:
كله تمام يا كبير العربيه اتقلبت بيهم و شويه و هاتولع بيهم ترتاح ..
رد عليه الشخص الاخر ب:
متمشيش الا لما تتاكد انهم فى خبر كان مش عاوز حد منهم عايش فاهم .
رد الاخر طاعه :
امرك يا" كريم "بيه مش همشى من هنا الا اما العربيه تولع ومحدش يلحقهم عشان حتى يخلالك الجو وتعرف تتجوز ست الحسن بنتهم ..
اكد" كريم" على كلامه بغرور:
امال كنت اسيبه كده مش راضى يتجوز هالي يبقى يتكل على الله ميلزمناش وهى هعرف اخدها ماهى ماعدش ليها حد ههههههه يلا سلام انت…
ضحك كلاهما على ما يقال غير منتبهين على من جوارهم ، صعق كل من "مراد محمود" على ما سمعو فخاف "محمود "على ابنته ففكر قليلا ثم تحدث ب:
اسمعني " يا مراد"عشان مفيش وقت
قاطعه مراد بعصبيه وهو يصيح ب:
متخافش انا جيالك دلوقت انا خلاص قربت اوصل امسك نفسك انت بس.
تنهد بتعب وهو يجيبه بهمس :
ماشى بس اسمعنى على ماتيجى عوزك ت... .. تت ..تتجوز "امنيه" و تحميها متسبهاش لحد انت اكتر حد عارف مين "كريم " ده ومين "ابراهيم " اخويا أوعى تتخلا عنها يا"مراد"
صدم" مراد" من كلام رفيقه و قال بصدمه:
انت عايزني اتجوز بنتى انت عارف انى بعتبرها بنتى .
رد عليه بتعب واضح ب:
انت هتكتب الكتاب بس و تخليها تعيش معاك لحد ما يجى الى يستاهلها ، دي وصيتي ليك و اوعى تسيبها لحد .....
.بوووووم
......
سمع صوت انفجار السيارة فى الهاتف وصوت اغلاق المكالمة ، كان قريب من المكان اقترب منهم وهو يسب ويلعن نفسه على تأخره عليهم :
" محمود "لا لا لا لا متسبنيش لوحدى لا انا اللي غبي اتأخرت عليكم بس مش ها ارحم حد كان السبب فى اللى حصلكم.
وصل اليهم و ترجل من السيارة سريعا وهو يصيح فى عدم تصديق :
لا مش ممكن يا "محمود " انت سبتنى ليه،ها اعمل انا ايه من غيرك.
جلس قريب منهم وهو يحاول ان يرتب افكاره وكيف يفعل ما قاله "محمود"
............. باااااااك.......
٠
هو ده الى حصل ساعتها واديك شفت "ابراهيم" عمل ايه اول لما عرف انها عندى تخيل بقى كان ممكن يعمل ايه لو عرف انى متجوزتهاش .
كانت الصدمه كبيره علي "عادل" ولم يستطيع تحملها فنزلت دموعه فمسحها فى صمت ثم سال عن:
طيب و هى عمله ايه دلوقت و الدكتور قالك هتبقى كويسه، انا انا عاوز اشوفها
تنهد " مراد" بعمق ثم قام من مكانه و هو يجيب عليه ب :
هى دلوقت بقت احسن الحمد لله انا هاتطلع ابص عليها وأبلغها أنك هنا و اشوف هى هتقول ايه.
ايده فى الرأى فخرج الاخر متجها الى اعلى حتى يطمئن عليها و يعلمها بقدوم عمها وانه يريد ان يراها.
_______
كانت مندمجه بالحديث عن كيفية العثور على والدها ومن سف يقوم بمساعدتهم و أخذت تتحدث الى ان اوقف حديثها طرقات على باب الغرفه ف استدارت و هى تعتدل فى جلستها حتى تسمح لمن فى الخارج بالدخول ،فدار مقبض الباب و دخل و هو يبتسم لها بعد ان رأى التحسن البادى عليها فاقترب منها و هو يسألها و يطمئن عليها ب:
عامله ايه دلوقت يا حبيبتى .
ابتسمت له وهى تجيب عليه بكل هدوء :
انا الحمد لله كويسه ،ومبسوطه اوي ان "حلا" هنا ومعايا .
عندما سمع اسمها تلقائيا استدار اليها وهو يسألها ببسمه حنونه تزين وجهه :
عمله ايه .
توردت وجنتيها و هي تجيبه بهدوء:
انا الحمد لله شكرا لسؤال حضرتك.
رد عليها بنبرة صادقة:
متقوليش كده انتى زى بنت.. .
ابتسمت فى خجل وهى تستأذن منهم حتى تترك لهم بعض الخصوصيه ب:
طيب ها انزل انا تحت اشوف الاكل خلص عشان تاخد العلاج.
انسحبت فى صمت الى الخارج واتجهت الى اسفل حتى تحضر الطعام لكن كان عقلها شارد فى والدها
.....
جلس الى جوارها وبحب ابوى مد يديه على راسها يمسد عليها و هو يتحدث بحنان ويسألها عن :
بقولك ياحبيبتى عمك "عادل" تحت و حابب يطمئن عليكى ها اقوله ايه .
خيم الحزن عليها و امتلأت عينيها وهى تجيبه ب
هو عرف بلى حصل كله وعرف ان بابا ... معتش موجود ،طي طيب عرف ان ..انى ..ات ..ات.... اتجوزت.
خفضت عينيها ارضا فبتسم لها وهو يجيبها ب:
اكيد طبعا عارف كل حاجه كمان ومستنيكى تحت عشان يطمئن عليكى بس الاول لازم يكون عندك استعداد تقابليه فكري ولو عايزه تقابليه قدامك خمس دقايق تمام.
ثم انحنى يقبل جبينها وتركها وخرج، جلست حائره ثم حسمت امرها بمقابلته.
...........
صمت تام بينهم فلم يتوقع ان يقوم ولده بهذا دون الرجوع ايه فاخذ يتأمله وهو يفكر فى ما قاله ، ايعقل ان يكون هذا ابني متى تغير هكذا من الممكن ان اكون قد اهملت فى تربيته !!! رأى ابنه محنى رأسه في خجل فا تحدث "عثمان" بهدوء رغم الالم التى تعتصر قلبه :
انت اتجوزت يا "شادى" !!!! طيب و المطلوب مني ايه .
ابتلع ما فى جوفه وهو يحاول جاهدا ان يكون هادئ حتى لا يكتشف والده كذبته
هى كان عندها مشكله ... ان باباها كان عايز يجوزها واحد تانى بس هى رفضت لانه كبير جدا وكمان سمعنا انه سادى فهى خافت وهربت قبل .. كتب الكتاب واستنجدت بيا انى اخلصها من الجوازه دى.
لم يقتنع باى مما قاله لكنه تغاضى عن كل هذا وسأله من جديد عن السبب الحقيقى وراء كل هذا:
برده مقلتليش ايه المطلوب منى !! انا مسألتش انت ليه عملت كده !! انا بسأل ايه المطلوب منى .
كان يتصبب عرق من الموقف لكنه حسم امره على إنهاء هذا الكابوس دون خسائر فاكمل بتردد وقلق ب:
اصل ..اصل يعنى .. أما باباها عرف اننا اتجوزنا ..طلب منى ان .. ان حضرتك ت تروح تقابله .
بكل هدوء تسأل مختصر :
ليه اقبله ليه.
يعنى ..هو يعنى ..المفروض ان .. انها تيجى هنا ت تعيش معانا..هو ..هو طلب منى ...يعنى...
صمت فى خوف وهو يحاول ان يعلمه بما سيحدث فاكمل وهو يرتجف ب:
وهو طلب منى انى اجيبها تعيش معايا اخر الاسبوع ده .
وقف والده وهو يقول له بهدوء رغم جديته وحده كلامه :
حدد معاد معه !! ثم استدار اليه وهو يتابع بتحذير شديد منه:
بس اعمل حسابك انا مش ملزم منى حاجه انا رايح معاك ، بس عشان متفكرش انى برفض بس انت كبير كفايه تتحمل مسؤولية عملتك دى مفهوم .
ثم تركه ودخل غرفته فى حزن على حال ابنه وسنده ،بينما كان يجلس "شادى" فى مكانه يتنفس فى ارتياح انه استطاع ان ينجز مهمته دون تان يكشف المستور و فعلته المشينة، وتبقي ان يعلم والد "مايا" بموعد قدومه .
....
وقف"على" بجوار أبيه وهو يبخ سم به حتى ينهى زواج ابنة عمه وهو لا يعلم بأنها مثل ابنه له ، فتحدث بفحيح الأفعى إلى أبيه :
انت مصدق انهم أتجوز دا احنا حتى مشفناش القسيمة يكون بيطي يختمنا على قفانا ، طب حتى كان اورهالك بلاش انا لكنه خايف باين من حاجه ياترى ايه هيه !!
لعب بكلامه حتى يأثر على أبيه ويحثه على الهجوم عليهم حتى يحرضه عليها ،فتحرك "إبراهيم" من مكانه وهو يطمئنه ب:
لا انا مش هسكت بس يعدى اليوم ده على خير بعد كده كل واحد يعرف حدوده وانا مش هسيب بنت اخويا لواحد غريب.
ابتسم فى خبث ولم يزيد شئ حتى لاينقلب عليه ،فغير الكلام سريعا ب :
مش الواد اخويا بقى ايه فى الشغل الواد طلع مخه نظيف فى الشغلانه تقلش مولود فيها .
ابتسم في سعادة وهو يسمع عن ابنه الصغير الذى كان يقلق عليه كثير .
......
بعد وقت قصير نزلت "امنيه " وهى قلقه من مقابلة عمها ولكنها حسمت أمرها بالدخول حتي يطمئنها بأى شيئ، وصلت الى باب المكتب فدقت الباب فسمح لها "مراد" بالدخول فدخلت فى قلق وهى تفرك اصابعها فحاولت ان تبدو طبيعيه وهى تسأله عن أحواله :
احم احم عمو ازى حضرتك .
وقف سريعا واتجه لها دون أي كلمه و قام باخذها بين احضانه و هو يضمها الى صدره بكل حب وحنان فلم تتحمل الموقف فبكت فى صمت احس "عادل" بها وهى تهتز من آثار كتم بكائها فبكى هو ايضا وهو يحاول تهدئتها :
بنت الغالى عامله ايه دلوقت ... ايه ده انتِ بتعيطى ليه،لا طول مانا موجود مش عاوز أشوف دموعك دى فهمه .
حركت راسها بنعم و هى مازالت تحتضنه ،بعد فتره اخرجها من بين احضانه وهو يضع وجهها بين يديه بهدوء فقال لها :
حبيبتى انتى مش بنت اخويا انتى بنتى مفيش بنت تخاف من باباها ماشى وانتى هتفضلى هنا فتره بعد كده كل حاجه هتتحل ماشى وانا موجود متقلقيش .
سحبها من يدها و ارغمها على الجلوس بجواره حتى يبقى معها فتره يطمئن عليها.
.....
كان يجلس فى غرفته يفكر فى عمه وكلامه معه فأحس بأن عمه كان يريد شئ لكنه متردد فحسم أمره بالذهاب اليه ،فخرج "اسر" من غرفته واتجه الى مكتب عمه حتى يتحدث معه قليل وقف على باب الغرفه وهى يهم بالنقر على بابها فسمع شيئ جعل قلبه يقتلع من الالم لم سمع:
انا بحبك اوى متسبنيش.....
يتبع........ ابهروني
بقلمى امنيه احمد