الفصل الثالث

شعر بالتقزز فهي تشبه زوجاته السابقين في طباعهم فكل منهم لا تفكر غير في المال .. المال فقط ما يحركهم ليردف باستهزاء وهو يتطلع إليها بتقزز
=خمسين ايه ..لا بتهزري
لتردف بنبرة لا يقبل النقاش
=دا الي عندي
واضعه يدها حول صدرها بعناد ليردف بحده مبالغة
=وانتي سايبه الفترة الي فاتت ومش جايه غير دلوقتي وفي اليوم دا واللحظة دي بذات وتقوليلي
فكرك هتحطيني قدام الامر الواقع تبقي بتحلمي مش انا الي واحده زيك تهددني
قال الأخيرة باللامبالاة وكأن ما قالته لا يفرق معه بشي ليسمعها تقول باستهزاء
=خلاص روح اعتذر من الناس وقولهم معلش اصل العروسة تراجعت وشوف الصحافة والكلام الي هيطلع وسؤال وحيد هيتسال في اللحظة دي اي هو سبب ان خطيبتك تسيبك قبل الفرح بدقائق ياتري الي سمعناه عنك صح وهو انك
وضحكت ساخرة لتتسع عينيه بصدمه شاعرا انه يريد الاستفراغ من وصولها لتلك الدناءة غير مصدق انه كان يريد الزواج بها معتقدا انها فتاه بريئة ليست كغيرها من الفتيات ولكن اتضح الان انها لا تفرق عنهم ليردف اشمئزاز
=مكنتش اتوقع تنزلي للمستوي دا وانا يا حلوه ما بتهددش
لتظل عند حديثها لا تتراجع عنه مردفه بهدوء
=خلاص براحتك بس انا مش نازله إلا لما تديني حقي واطمن انك مش هترميني زي غيري
ليبتسم مردفا بريبه
=مش بقولك انا مابتهددش .. شاو بيبي
ليتركها ويخرج من الغرفة لتقترب منها والدتها تقول بخوف
=دا مشي
لتبتسم مياده مردفه بثقه
=متقلقيش يا مامي هيرجعلي تاني لان معندهوش خيار غير انه يتجوزني وإلا الفضيحة سابقاه
وتعود تجلس كما كانت منتظره عودته ثانيا متأكدة من انه سيعود فليس لديه خيار اخر لان مراد من رجال الاعمال الذين يخافون علي سمعتهم من ان تهتز في اي لحظه مما قد تؤدي إلي انهيار مراكزهم
❤❤❤❤❤❤❤
بعد خروجه مز الغرفة سار في الممر المؤدي لساحة الفندق لتقابله نور ناظره لسه بغرابه فمن المفترض خروجه برفقة عروسته ولكن خرج بدونها لتدقق في ملامحه وتجد تعابيره غريبه لتردف بقلق
=مالك يا باشا اي الي حصل
ليتأفف بضجر مردفا بعصبيه
=الهانم بتهددني لو مديتهاش الفلوس الي طلباها هتمتنع عن النزول .. عايزه تفضحني ادام الناس
شهقت نور غير مصدقة فعلة الأخرى متسائلة
=هي طاليه كام؟
ليتفو بذلك المبلغ مردفا بضيق
=خمسين مليون
اتسعت عينيها بدهشه اكبر من طلب ذلك المبلغ الضخم .. مصصت شفايفها بحسره وغل مردفه
=يابنت الكلب .. طب والعمل يباشا
ليأخذ شهيقا ناظرا لها بتدقيق مردفا بنبره حاده
=البسي الفستان وجهزي نفسك يا نور لان الفرح لازم يتم انهارده بس مش هي العروسة والعروسة هي انتي
معاكي ربع ساعه وتكوني جاهزة منتظرك في الريسبشن
ليلقي عليها امره ويغادر دون ان يهتم لرأيها ولكنها شعرت بقلبها يرفرف من الفرحة والسعادة واخيرا ستصبح زوجته لتردف بسعادة بالغه
=ياخرابي انا العروسة .. دعيالك امك يابت يانور قبل ماترميكي في سلة الزبالة
وظلت تقفز في مكانها بفرحه لتغادر سريعا لكي تدخل غرفة التبديل الذي يتواجد بها فستان الزفاف والمكب ارتيست وفور دخولها واخبارهم بانها ستكون العروس ظلوا يتبادلون النظرات باستغراب ولم يصدقوها لحين اتصلوا به وعرفوا منه انها ستكون العروس اليوم
❤❤❤❤❤
خطت بخطوات بطيئة بتمهل وحرص بسبب ارتدائها ذلك الكعب العالي فكان اعلي مما تخيلت ليتناسب مع طول العروس الأخرى التي تعتاد علي ارتدائه يبلغ طوله حوالي سته سنتيمتر ولكن الان اصبح من نصيبها .. شعور السعادة من فكرة انها ستصبح زوجته بعد لحظات جعل عقلها يتوقف عن العمل مرحبا بالزواج منه غير مبالي بشي اخر .. امسكت طرف فستانها واقتربت من مكان وقوفه يعبث بهاتفه لتناديه باسمه فيرفع عينيه سريعا ليجدها امامه اميره بفستان الزفاف الابيض الانيق والذي كان غاية في الرقي والعصرية عليها ربما لم تكن تلك النهاية بسيطة بهذا الشكل وان هذا الثوب الابيض الذي ارتدته بملء ارادتها لم يكن إلا بداية كل شئ مع من يقف يلاحقها بعينا الامعه منذ ظهورها امامه
كانت جميله اليوم من اي يوم راها به غير مرتديه نضارتها وشعرها منسدل علي ظهرها واضعه تاج فوق رأسها بعيونها الرمادية وبشرتها ناصعة البياض وملامحها الهادئة جعلت منها اميره متوجه تنتظر فارسها لينتشلها لأبعد مكان
اقترب منها بعيون تلتمع بعشق جارف وقد قرر في داخله انها ستكون له وليس لغيرها يكفي تعب للحين ،حتي لو اجبرها علي الاستمرار معه للنهاية ليمسك يديها ناظرا لعينيها التي تثير جنونه عيون مليئة بالبراءة والحنيه تشعره بالراحة لترفع عينيها له بهيام وهم ان يتحدث ولكن قلبه اراد ان يكمل تلك الفرحة لا يضيعها لقد عان من اجل الحصول عليها
ليأخذ بيديها ويسير نحو القاعة حيث ينتظره الضيوف والمأذون لكي يكتب اسمها علي اسمه وتصبح مرتبطة به لنهاية
دخلوا القاعة وسط تصفيق حار واستقبال يليق به ليجلسوا بالأخير علي الطاولة الطويلة بجانب المأذون ولكن كانت مفاجأة لشخص اخر توقع نزول ابنته ليفاجئ بفتاه اخري مما جعله يتوتر فيسرع بمغارة القاعة ورؤية ابنته ومعرفة ماذا حدث لكي يأتي مراد بفتاة اخري
دخل والد ميادة إلي الغرفة حيث تتواجد ابنته ووالدتها ليسمع صوت زوجته تردف بقلق وملل
=ادينا منتظرين اما نشوف هيرجع تاني ولا لا
لترد عليها مياده مردفه بنفس ذات الثقة
=متقلقيش تلاقيه راجع حالا
ليدخل الغرفة شاعرا بالغضب منهم بالتأكيد فعلو شئ ليقول بعصبيه
عملتوا اي يخلي مراد يشوف بديل ماتنطقو اتكلموا
لم يفهموا شئ لتقول ميتدة باستغراب وخوف طفيف
=مش فاهمه تقصد اي
لينظر لزوجته بغل متأكدا انها من حرضت ابنتها مما جعل مراد يبحث عن اخري ليردف بغضب
=عملتي الي في دماغك بردو يا سعاد وحرضتي بنتك ارتاحي بقا اهو بيتجوز تحت من واحده تانيه
استمعت مياده لكلامه بصدمه فمن المفترض رجوعه لكي يترجاها بالنزول واكمال الزيجة ولكن فاقت علي صدمتها به فقد بحث عن اخري غير مهتم لكلامها لتخرج سريعا بغضب وتتجه للقاعه ثم تدخل بسرعه وتجده يجلس بجانب المأذون وبجانبه فتاه ترتدي فستان زفافها الذي اخترته بنفسها لتهز راسها بنفي لا لم يتزوج غيري لتقترب منه بغضب شديد
=انت بتتجوز دي.. بتقعد دي مكاني
مشيره علي نور بقرف ..تفاجئ باندفاعها اتجاهه وصوتها العالي الذي جذب الانظار عليهم منهم من يحاول فهم ماذا يحدث والاخرين يريد الاستفهام عن كيف تبدلت العروس التي من المفترض انهم جاءوا لحضور زفافها مياده بنت رجل الاعمال ليرد عليها بحده
=مياده صوتك ميعلاش
لتردف بغل شديد
=هو انت خليت فيها نياره وربنا لوريك
وهمت ان تضربه وتهينه امام الجميع غير مستوعبه انه وجد بديلا عنها ليمسك يدها قبل ان تضعها علي وجهه مردفا بقسوة
=ايدك يا حلوه لقطعهالك
ويدفعها من امامه ويأخذ المايك يقول بهدوء وبسمه
=اسف يا جماعه علي الدربكة الي حصلت دي من الأنسة ميادة الشريف .. لان عقلها تعب وفاكره اني هتجوزها مع اني من اسبوعين فركشت خطوبتي معاها وانهارده فرحي علي حبيبتي ونور عيني نور بهجت
قال الأخيرة باستفزاز لتدمع عيون مياده علي اهانته لها بتلك الطريقة لتسمعه يكمل مشيرا للمأذون وابتسامه مرتسمه علي شفتيه
=يلا يا حضرت المأذون نكتب الكتاب لأني مستعجل اوي
ليضحك المأذون مردفا
=حقك يا عريس
لينظر لما تبكي وشعور الانتشاء يداهمه فهي من فعلت ذلك بنفسها ليقترب منها هاتفا بصوت خافت وماكر
=عرفتي دلوقتي الجواب علي سؤالك في المطعم .. عرفتي لي انا مبكملش في اي جوازه عشان الطمع .. الناس الطماعة الي زيك مالهمش مكان عندي
لتتسع عينيها بدهشه ليتركها بعدم اهتمام ويعود يجلس علي الكرسي بجانب المأذون لتغادر القاعة خارجه ولكن قبل ان تخرج نظرت للعروس المتواجدة بجانبه تدقق في ملامحها جيدا إلي ان عرفتها لتشعر بالغل والحقد اتجاهها مغادره المكان عازمه علي فعل شئ يخرب حياته كما خرب حياتها
وفي دقائق انتهي كل شئ واصبحت زوجته قانونا وامام العالم ليقترب منها يقبل رأسها مردفا بشغف
=مبروك يا نوري
شعرت في تلك اللحظة انها تريد احتضانه واخبارها انها تعشقه ولكن هدئت نفسها فسوف تخبره ولكن حينما يصبحوا بمفردهم يكفي معاناه حتي الان يحب ان تعترف له وترتاح ، ليأخذها اخيرا إلي قصره
لن تتحدث بكلمه واحده وظلت صامته وعقلها يكاد يطير من فرط السعادة
دخلت إلي القصر وجميع الخدم مصدومين من وجودها بدلا من الأخرى ولكن باركو لهم غير مستوعبين تغيير العروس
دلفت إلي غرفته بمفردها اما عنه فدخل لمكتبه متحججا بأن لديه امر هام وظلت بمفردها في الغرفة لتدخل لغرفة الملابس وبالأخص الركن الخاص بالملابس الحريمي وتخرج احدي القمصان الحريرية البيضاء وتسرع بتغيير فستانها إلي ان اصبحت بذلك القميص العاري لتخجل من فكرة لرؤيته لها بهذا الشكل ربما فستان زفافها كان عاري ولكنها بحركة زكيه اخفت ظهرها بأكمله ويديها بالطرحة الطويلة
خرجت من غرفة تغيير الملابس وجلست علي الفراش تنتظره تشجع نفسها علي اخباره بمشاعرها وبدء حياه جديده معه شاعره ببعض الخوف والتوتر
سمعت صوت هاتفها لتمسكه تحمله لتجد مكالمة من ميادة لماذا تحادثها ماذا تريد ؟؟تلك تساؤلا يسألها عقلها لترد علي المكالمة بفضول لتسمعها تقول بحقد
=افتكري اني حطيتك في دماغي ومش هسيبك يا نور مش علي اخر الزمن حتت بت يتيمه اهلها رموها في الزباله هتاخد مني خطيبي
شهقت بصدمه مردفه بارتباك
=اي الكلام الي بتقوليه دا
لتردف مياده بنبره مستفزه ماكره
=قولت اي مش دي الحقيقة .. مش انتي بردو يتيمه واهلك رموكي في سلة الزبالة
لتضحك عاليا ساخرة منها لتردف نور بخنقه
=مين قالك الموضوع دا
لتبتسم مياده بخبث فقد لعبت دون ان تنتبه علي الوتر الحساس بالنسبة لها لتستغله بقدر ما تريد لتبعدهم عن بعض قائله بمكر
=هيكون مين غيره يا حبيبتي خطيبي الي باعني واتجوزك .. طول عمرك بتاخدي الفائض يا نور
اداكي شقه من باب الشفقة بيكي وعربيه كانت هتكون لغيرك وموبايل واكسسوارات وانتي ماشيه بتلمي الفايض حتي لما انا مردتش اكمل جوازاي راح اتجوزك وانتي زي الهبله بردو بتلمي الفوايض
واكملت باستهزاء
=حتي دلوقتي زمانك لابسه روب او قميص من بتوعي الي رصاهم في أوضة التغيير .. مش انتي لابسه منهم بردو
لتنظر نور لنفسها لتبتلع غصه في حلقها بمراره لتسمع الأخرى تضحك
=صمتك بيدل علي اني صح .. يلا خليكي امشي لمي في بواقي غيرك يا حلوه وبكره يطلقك ويرجعلي انا بنت الحسب والنسب مش واحده متربيه في ملجأ
دي لو الصحافة عرفت انهم لقوكي في الزبالة هتبقا فضيحه واكيد مراد مش هيفضح نفسو
انا عارفه كويس مراد هو بس بيلوي دراعي وبعدين لما الاحوال تتظبط هنرجع تاني
واه سوري علي كلامي في الاول اصل كنت مخنوقة بس يلا هصبر نفسي بكره الامور تتغير ويرجعلي بعد ما يطلقك ويرميكي مش بعيد يحطك في مكانك الاصلي
كفايه كلام بقا وروحي لبي نداءه وعيشي ليلتك يا عروسه لان اكيد مراد مش من النوع الي يضيع وقت واكيد حابب يستغلك شويه .. تشاو
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي