صدفه جمعتني به

Doaa Fawzy`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-15ضع على الرف
  • 20.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في مدينة كبيره جديده تتميز بالفخامة قد انشأت بواسطة عائلة ال مهران تلك العائلة المليارديرة الشهيرة في مصر ، داخل صرح الشركة التي تعتبر جزء بسيط من مجموعة شركات كبيره ،يقف شاب في الثالث والثلاثون من عمره امام العازل الزجاجي يشاهد المدينة التي انشأها بابتسامه فخر وهو يري روعة وجمال المدينة فقد اسماها مدينة الاحلام .. تلك المدينة لا يعيش فيها إلا اصحاب الطبقة العليا .. سمع صوت طرقات علي الباب ليأذن للطارق بالدخول لتدخل فتاة مرتدية بدلة زرقاء وشعرها قد جمعته في فورمه كبيره واضعه نضارة نظر كبيره تخفي عينيها الجميلة وراءها ببشره ناصعة البياض تقول بعمليه
=الاجتماع جهز يا فندم والكل موجود في قاعة الاجتماعات ومنتظرين حضرتك
ليومئ لها ويستدير لتتقابل عيناها من وراء نضارتها مع عينيه الحادة ليخفق قلبها بجنون تحبه وتريده لكنه لا يعيرها اي اهمية ولا يري الحب المتدفق منها ليسير للأمام بخطوات منتظمة تجذب من حوله متوجها لقاعة الاجتماعات لتتنهد بإحباط وتسير وراءه فلا يجوز ان يحضر بدونها فهي مساعدته وسكرتيرته وتنوب عنه في بعض الاعمال ولا يثق في احد بقدر ما يثق بها
دخل قاعة الاجتماعات ليقف الجميع احتراما لمكانته ولما لا فهو مالك مجموعة ال مهران الذي يسمي مراد ال مهران صاحب العيون البنيه والشعر الغزير والبشرة البيضاء يشبه الاجانب ولكنه في النهاية مصري
توجه لمقعده وجلس عليه مشيرا لهم بالجلوس ليبدئ بعد ذلك الاجتماع الذي لم يتجاوز إلا ساعتين تدور فيه بعض المناقشات حول الترتيبات لمشاريع مستقبلية يريد توسيع المدينة لتصبح اكبر المدن في البلاد
بعد انتهاء الاجتماع خرج من القاعة متوجها لمكتبه وفور دخوله قال بجمود وصوت أمر لمساعدته نور
=اتصليلي بمدير فرع الزمالك وخليه يجيلي حالا واحجزيلي جناح ملكي في احدي الفنادق الفخمة بمدينة شرم الشيخ والغي مواعيد الاسبوع الجاي كلو
ليجلس علي مقعده مكملا كلامه لتلك الواقفة التي تدون ما يقوله في ورقه قائلا
=واتصليلي بأتليه زارا المشهور وشوفي فستان الزفاف وصل ولا لسه كفاية تأخير ولو موصلش اتصرفيلي من اي اتليه تاني اهم حاجه يكون فخم لعروستي
لتبتسم بسخريه وغيظ منه سيتزوج للمرة الثلاثون لنفس سبب الذي تزوج به سابقا وهو الأعمال فكلما يدخل في مشروع جديد مع رجل اعمال وتقع عينيه علي ابنته يتزوجها سريعا ليقوم بضمها للقائمة وبالتأكيد ستكون مثل سابقيها زواج لمدة شهور لا تتعدي السنه ثم ينفصل عنها .. من يراه الأن وهو يريد عمل مفاجأة لعروسته واتيان فستان فخم لها يشعر انه يحبها لكن لا يعرف ان كل ذلك مجرد شكليات فقط ليظهر بصورة جميلة في نظرها لتهيم به تلك العروس اكثر
انتهي عملها وعادت إلي منزلها دخلت شقتها التي تعيش بها بمفردها لا احد يتشارك معها .. خلعت ربطة عنقها والقتها بإهمال علي الأريكة وجلست عليها بأرهاق ناظره حولها شاعره بالحزن لوحدتها فهي قد فتحت عينيها علي الحياه وجدت نفسها تعيش في ملجأ لتحاول اكتشاف سبب مجيئها لتعرف بالصدفة انهم وجودوها في سلة القمامة ملفوفة بأحدي الملايات الرديئة لتصبح في النهاية فتاة يتيمة تعامل اسوء معاملة في الملجأ وان تحدثت يردفون ويرددون مستنكرين منها فاضحين حقيقة وجودها واين وجدوها وهذا ما يجعلها تغضب وتتعصب لدرجة انها حاولت قتل مديرة الملجأ لسبب انها اخبرت الجميع اين وجدوها برغم ان لجميع الفتيات هناك قصص مختلفة ولكنها الأسواء فيهم
شعرت بمرارة وقسوة الايام الماضية حامده ربها انها الأن تعيش حياه كريمة ولكن ينقصها وجود من احبته بجانبها
رن هاتفها لتحمله برسالة جاءت لها لتفتحها وتجدها من ذلك الأتليه يخبرها بوصول فستان العروس لتشعر بالاختناق
تحبه كثيرا منذ ان عملت لديه لا تنكر انه زير نساء ولكنه برغم ذلك يعاملها بلطف فقد اعطاها منذ اربعة سنوات شقه كبيره في احدي العمارات التي تتواجد بمدينته الخاصة وبدون مقابل مخبرا اياها انها مكافأة منه علي عملها واجتهادها
عملت لديه لمدة خمس سنوات ليصبحوا سنوات عذابها بحبه .. تحبه بجنون .. تشعر بالغيرة عندما تراه مع اخري .. تتساءل دائما لما لا يكون لها نصيب وتتزوج به حتي لشهور مثل ما يفعل مع باقي النساء
لتنام في النهاية علي الاريكة دون ان تدري
❤❤❤❤
في اليوم الثاني فتحت عينيها الرمادية لتجد نفسها نائمة علي الأريكة وجسدها يؤلمها لتتأفف بضجر حتي ساعات راحتها بدلا من ان تستمتع بها اضاعتها منها
لتقوم من علي الاريكة وتتوجه لغرفتها تخرج ملابس غير ما ترتديه ثم تدخل الحمام تستحم لعلها تريح ظهرها المتألم
من النوم علي الأريكة .. بعد ذلك بدلت ملابسها لأخري وهندمت نفسها وخرجت من شقتها متأففة مردفه بضيق
=ما كنت نمت هناك احسن اي الهم دا
لتقفل الباب ورائها وتخرج من البناية وتفتح سيارتها التي اصبحت لها صدفه فقد اشتراها رئيسها في العمل لزوجته الخامسة والعشرون قبل زواجه بها ولكنها لم تعجبها معلقه عليها ان طرازها قديم ..برغم ان تلك السيارة فخمه وعلي الطراز الامريكي ولكن تلك الفتاه كانت الابنة الوحيدة ل رجل اعمال معروف لذلك كانت مدلله جدا لدرجة لم يعجبها شئ بسهوله فكلما يجلب لها رئيسها هديه لا تعجبها وحينها يعطيها لها قائلا لها انها اصبحت نصيبها وكانت تقبلها لا ترفضها لحين شعرت بأنها تأخذ فوائض الاخرين وهذا ما يشعرها بالاختناق
وصلت اخيرا للشركة ودخلت سريعا متوجهه لمكتبه وجلست علي مقعدها تنتظر رئيسها مراد
جاء لها رساله منه علي هاتفها فتحتها لتجده يخبرها بأن تأتي فور لمنزله يريدها في امر هام
تأففت بضيق لماذا لا يخبرها قبل ان تأتي هنا لتقوم سريعا وتذهب له فهو يعيش بعيدا عن مدينته في قصر فخم يقع علي احدي الطرق
واخيرا وصلت للقصر وفعلت صوت بسيارتها لكي تفتح لها البوابة الإلكترونية وبالأخير فتحت لها بعد ما صدرت عليها ضوء ابيض لتستكشف هويتها لتدخل اخيرا وتتوقف لثواني بعد الدخول بخطوتين لكي يتم الكشف عما بداخل سيارتها لتتأفف شاعره انها ستدلف ل رئيس الوزراء وليس مراد ال مهران
ظلت لدقائق تسير في الطريق المؤدي للقصر لطول الممر
نزلت من سيارتها بعد ما وصلت ثم صعدت الدرج المؤدي لباب القصر مردفه بضيق
=سنه عشان اوصل لمعاليه
دخلت سريعا لتسأل الخادمة عليه لتخبرها انه في غرفته ينتظرها لتصعد السلالم وتدق علي الباب لحين سمح لها بالدخول لتجده يجلس علي الفراش وفور ان راها قال بحنق
=سنه عشان تيجي
=اسفه لحضرتك الطريق طويل وبذات طريق الوصول لهنا
مشيره له علي الغرفة ليبتسم فهو يعلم كم الاجراءات التي تتطلب للوصول له عبورا بالبوابة الرئيسية وجهاز كشف الأسلحة إلي الممر الطويل إلي باب دخول القصر إلي الصعود للغرفة
ليردف بتردد
=نور معلش هاتيلي بدله من أوضة الملابس
لتتسع عينيها بدهشه وقد فهمت الان لماذا استدعاها إلي هنا لتنظر له بملامحه ممتعضة مردفه بحنق
=بقا جايبني من الشركة للقصر ومدوخني ل هنا عشان عايزني اختارلك البدلة
ليهز راسه بنعم وابتسامه سمجه ترتسم علي ملامحه لتقول نور بغيظ
=لي كده
ليردف بنبره حاده قائلا بحده
=ماتيجي تضربيني احسن في اي يا نور اتعدلي كده انتي بتكلمي مع رئيسك في الشغل
لم تتوتر او تخاف ولكن اردفت بقوه
=حضرتك قولت في الشغل واحنا حاليا مش في الشركة
لتلين ملامحه للاستعطاف لا يليق بشخصيته ولكن معها يشعر بالحنين للجو الأسري لأنها الوحيدة التي وجدها صادقه غير مصتنعه مثل من عرفهم للأن مردفا بترجي
=عشان خاطري
لتنظر له باستعلاء مصطنع مردفه ببرود
=ماشي عشان خاطر العيش والملح بس غير كده مكنتش هعبرك
وتدلف إلي الغرفة تنتقي له بدله مناسبه له مردده من الداخل بصوت عالي
=انت رايح مشوار مهم
ليرجع راسه للوراء علي الأريكة متأففا بضجر فهو لا يريد الذهاب لتلك المقابلة ولكنه مجبرا وبالأخص تلك الفترة الاخيرة التي جعله يشعر بالريبة اتجاهها ومن غيرها مياده عروسه المستقبلية مردفا بضيق
=اه رايح اقابل عروستي
لتشعر بالحزن والغيرة لتتنهد اخذه نفسها مردفه بصوت هادئ من الداخل يشوبه السخرية لاذعه
=التلاتين !
ليبتسم واضعا يديه في شعره بحركة سريعة فقد زاد الامر عن حده واصبح يتزوج كثيرا اخري وراء اخري ويطلق ويأخذ اخري ولم يستقر علي واحده فقط ولكن ليس ذنبه في عدم الاستقرار انما ذنب كل فتاه يتزوجها تجعله يمل منها حتي من يتزوجها يصدر عنها تصرفات تجعله ينهي زواجه منها سريعا مردفا بخنقه
=ايواا التلاتين
لا يريد ان يحب فيكفي تلك المرة التي احب فيها فتاه ولم يوافق عليها والده بسبب وضعها الاجتماعي الذي لا يتناسب معهم وبالأخير تركها مرغما وبعد وفاة والده ذهب للبحث عنها فوجدها قد تزوجت وانجبت ايضا ليعود يأس ومن بعد ذلك اكتفي بتلك التجربة واصبح يتزوج من تعجبه إلي ان احب ثانيا وادرك ان الحب ليس له انما لشخص اخر
اتت له ببنطلون اسود وقميص ابيض وچاكت اسود واعطتهم له مردفه
=مفيش احسن من دول وبذات في الجو الثلج دا
لينظر لما اختارته بحيره لتومئ له ببسمه ليتنهد اخذا منها ويدلف لغرفة تغيير الملابس ليغير ملابسه
انتهي من ارتداء ملابسه ووضع عطره المفضل ناظرا في النهاية لهيئته الجذابة في المرأة ليخرج بعد ذلك من غرفة التغيير ليجدها تجلس علي الفراش تنتظره شارده غير منتبهه لخروجه ليقترب منها ببطيء يتأملها بنظرات غريبة يشعر بمشاعر متضاربة كلما يراها شعور بين الراحة والسكينة واخري حب .. نعم حب يحب وجودها بجانبها لا يريد ابتعادها عنه ولكن يكتم في داخلة وبالأخص عندما علم انها تهيم بشخص اخر لدرجة انها تكتب به شعرا وتحادثه اثناء فترة راحتها .. كم من مره يسمعها وقلبه يؤلمه فيحاول ان يداري حزنه وراء قناع الجمود والقسوة لذلك فالحب ليس له انما لشخص اخر

فمنذ ان خططت لشركته وعملت معه كان حينها يرتب للزيجة الخامسة والعشرون وما جعل تلك الزيجة تنتهي سريعا هو مرضه الشديد الذي كان بحاجه لوجود زوجته بجانبه ولكن لم يجدها حيث سافرت قبل مرضه بيوم وعندما اتصل بها غضبت ولم تريد انهاء رحلته والعودة من اجله حينها جاءت نور ولم تتركه وساعدته كثيرا وكانت من اعتنت به في تلك الاثناء .. شعر حينها لأول مره بالحب اتجاهها هي من
ليعطيها بالنهاية شقة في المدينة الخاصة بها لتكون قريبة من الشركة وايضا لسبب اخر وهو تلك المشاكل التي كانت تواجهها في منزلها القديم كونها تعيش بمفردها
جلس بجانبها واضعا يديه علي كتفها لتستدير بفزع فور ان شعرت بيد احد مما جعله يضحك بصخب لتلوي شفايفها بضيق طفولي وتقوم سريعا من علي الفراش مردفه
=حرام عليك يا اخي
ولكن توقفت عندما رأته يضحك بشده فارتسمت ابتسامه هائمة علي شفتيها مهدئه من نوبة فزعها ليتوقف بالأخير ويردف بابتسامة
=كنتي سرحانه في ايه يا بطه
شعرت بفرحه في داخلها لدلعه لها بهذا الاسم ولكن تذكرت ان تلك الفرحة ليست من حقها ففي النهاية سيتزوج بعد ايام من اخري وحتي اذا وصل حبها لدرجة العشق فهو بالنهاية لن ينظر لها لتردف بحده
=باشا متنساش اني موظفه عندك وبلاش تدلعني
لتختفي ابتسامته شاعرا بخصه في حلقه مردفا بجمود
=فعلا مش لازم انسي .. اتفضلي روحي علي الشركة دورك انتهي
لتومئ له وتغادر سريعا بإحباط وفور ان جلست بسيارتها
انفجرت في البكاء تذرف الدموع بغزاره والم لا احد يشعر بما تشعر به وبالأخص عندما تجده يتزوج .. كم من مره انهارت وهي تجده يتزوج اخري بعد اخري لحين شككت في نفسها مما جعلها تنظر لهيئتها وتفكر اذا كانت ليست جميلة او لا ..ربما ذلك سبب في عدم حبه لها
في الأعلى زاد غضبه من كلماتها يلعنها في داخله علي ما تفعله به وفي قلبه .. لماذا لا تشعر بحبه اتجاهها، لماذا لا يكون له نصيب وتحبه ؟! شاعرا بالحقد علي حبيبها يا ليته مكانه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي