الفصل الثالث
بعدما دعت (لوسيڤا) الجميع في إجتماعها العاجل، وصلّ كريزس وغفران مما لفتّ نظرها بشدة لكنها حاوّلت إخفاء تلك النظرات الموجهة بالاخص لكريزس، كان إجتماعهم في منتصف الغابة بين الأشجار الخضراء بعضًا منها والذابله
تقف لوسيڤا بينهم بينما يقفون حولها جميعهم
كانت لوسيڤا قد تحولت
فأصبحت شديدة الجمال، كانت عينيها زرقاء واسعه وبشرتها بيضاء كبياض الثلج وفمها ورديًا
ولديها جسدًا منحوت ورائع، جلست جلستها الملكيّة ثم رفعت حاجبها الأيسر قائلة:
- إنهم يخططون الهجوم علينا مرة آخرى
لقد إستعنا بكل المجاروين، لكنني إكتشفت أن أكثريتهم يدعمونهم على عكسنا
قال أحدهم بغضب وهو يقتلع سيفه ويضعه على الأرض بقوة:
- ذلك يعني أنهم أقوى؟
حركت لوسيڤا راسها مرتيّن، ثم قالت بغلٍ:
- ليس كذلك، حتى إن كانوا أكثر
نحن من يمتلك القوة
صاح الجميع بنفس النبرةِ:
- نعم، نحن كذلك
وهنا تدّخل كريزس قائلا برفض:
- رغم ذلك لا يمكننا مقاتلتهم وحدنا! أعرف قوتنا، لكنني مدرك أنه من الصعب ربح هذه المعركه فالكثرة تغلب الشجاعة
أجابته لوسيڤا بنفس النبرة الغاضبه:
- إن لم نفعل ذلك، سيهاجموننا أيضًا
حينها لن ننال شرّف المحاولة حتى
كاد أن ينطق كريزس مرة آخرى لولا أن غفران ضغط على يديه بشدة مما أدى لإنقطاعه عن الكلام حيث تحدث غفران قائلًا
- نعم لوسيڤا، معكِ حق
أريدكِ فقط أن تضعيني في مكانٍ مناسب، حينها سأنقذ الوضع بالتأكيد
قال الأخيرة يحرك رأسه للأمامِ قليلًا بثقه، فأجابه أحد المستأذبين الواقفين في الإجتماع
- لا أظن أن لديكَ مكان بيننا غفران، مكانك الحقيقي بين الفيلاك، ليس هنا! عُد وحاول إنقاذهم هم أولًا
لم يفهم غفران بالضبط، لكنه ضيق عينيه وأصرّ على أسنانهِ ثم ضغط على خنجره في خصره بغضب من تدخله الغير لائق وقبل أن يجادله، تدخلت لوسيڤا
- يمكنك المباشرة في عملك يا غفران، عليك صنع بعض المعاليق الجويةّ وتعليم صنعهم للبقيّة
أغلق غفران عينيه ثم هزّ رأسه بإستجوابٍ وتركهم ورحل، حينها قالت لوسيڤا بغضب
- إن غفران لديه فضلًا علينا يجب ألا ننساه أبدًا !
يجب أن يُعامل معاملة لائقة تناسبه
صمت الجميع، بعضهم بموافقه والآخر برفض لكن يعتمره السكوتّ
كان غفران قد فعل مثلما قالت بالضبط، في تلك الفتره كان يضع سوفانا في مكانٍ آمن ليضمن سلامتها.. بينما يبدأ كل يوم بصنع المعلقاتّ ويُعلّمها حتى صنع أعدادًا رهيبة لم تتوقعها لوسيڤا بالمره
كان ذلك يسعدها كونها ملكة غابة الجليد، كانت تتابع كل شيء حتى أنها بدأت تتعلم وتصنع معهم في المساء وفي الصباح تخطط المكائد لهم
إستمر ذلك لمدة لا تقلّ عن سبعة عشر ليلة، في تلك الفترة إقترب كريزس من غفران
وبدأت بينهما قصصًا كثيرة من بينها:
كانوا يجلسون في غرفة صنع الدواء المليئة بقارورات الدواء الملونه والأعشاب بكل انواعها
كان كرزيس يتابع الحشرة وهي تموت، ثم وسع عينيه وقال بصدمه
- قُل لي كيف فعلتها يا غفران؟ أقسم أنه لو عرّفها أحدًا سيقضي عليك، أنت خطرًا يا رجل
قالها كريزس لغفران بينما كان يجلس غفران يتابع تلك القاروة الصغيره بدًقة
- إن ذلك النوع من السم، قادرًا على إنها أي روح تتنّفس فقط في ثلاثة ثوانٍ
وسعّ كرزيس عينيه بقوة ثم قال:
- إذًا كيف ينتقل؟
أجابه غفران بينما ما زال يتابع تلك القاروة ويضيف إليها آخر مكوناتها بعد أن جربها على إحدى الحشراتّ:
- تنتقل عن طريق الشّم واللمس
في نفس الوقت كان يحاول كرزيس شمَّ رائحتها، حتى إبتعد بسرعة بخوفٍ وقال
- ما زلتُ لم أتزوج لوسيڤا بعد
إبتسم غفران ثم نظر إليه بطرف عينيه قائلًا
- إذًا لتأتي أعلّمك كيفية صنعه، حتى تشتم رائحته بعد أن تتزوج لوسيڤا
قهقه كريزس بشدة وبدأ ينظر له ويفعل مثلما يملي عليه بالضبط حتى صنع الكثير والكثير هو الآخر
بينما تعِب غفران هذه الليلة، لقد صنع الكثير والكثير من السموم والمعلقات القاتله حتى انه لم ينّم منذ وقت طويل
لقد تعب بالفعل ويريد الراحةِ الآن، ذهب إلى بيته المستضاف فيه والذي قد وضع سوفانا بداخله لمدة طويلة، فتح باب الغرفة القماشيّ ثم إقترب منها كانت موضوعةً في صندوقها الصغير ولم تبكي مثل قبل
كانت هادئة على عكس البداية تمامًا حتى أنه تعجب إستكنانها، مدَّ يديه داخل صندوقها وحملها ثم أنه ولأول مرةٍ يتحدث معها حيث قال:
- أنتِ صغيرة جدًا، لن تستوعبي شيءً مما يحدث الآن، قريبًا تشتاقين لأمكِ يا صغيرة
مثلما أفعل الآن، لكنني لا أشتاق إليها بالضبط
ثم نظر لها قليلًا وتنفسَ بتعبٍ قائلًا:
- لم تكن أمًا حقيقيّه مثل أمكِ، لقد كانت شيء آخر، لن تفهمين هذا
قال الأخيرة فاقدًا الأمل
ثم تركها في صندوقها وإلتفت ليرحل، وقبل أن يرحل سمع صوتًا، لقد كان ذلك صوتها
إلتفِت لينظر لها، كانت تضحك بصوتها العذب الصغير
تضحك بطريقةٍ غريبه، تنظر له بعينيها اللامعةِ الفيروزيه الواسِعه ثم تضحك أكثر
هنا لم يتمالك نفسه ثم قال
- قل قُلت شيء مضحكًا للتوّ؟
قال ذلك يضيق حاجبه بغرابةٍ بينما هي ما زالت تضحك، هنا ضحك هو الآخر
لقد إستعجب نفسه بشدة، لم يضحك بهذه الطريقة منذ فترة طويلة جدًا، وهنا حملها غفران وأخذ يداعبها ويرفعها في الهواء ويلتقطها حتى تعِب وغفل في نومته، وكذلك هي أيضًا
في اليوم الثاني، إستيقظ غفران على أصوات ضباعًا وذئاب، كان على ما يعتقد شجارًا
أعتدل بسرعة ثم إلتفت ليرحل ولكن قبل ذلك نظر لسوفانا وكانت نائمة
كان في حيرةٍ وقلق من أن يتركها وحدها هُنا، لكنه لم يجدّ حلًا آخر، وبعد قليل أتخذ خنجره وسيفه وإرتدى ثوبه الرسميّ ثم ذهب
لقد كان الوضع مثل ما توقعت لوسيڤا بالضبط، لقد هجمو جميهم على غابة الجليد لكنهم لم يتوقعوا تلك الإستعدادت التي دمرتهم بمعنى الكلمه
لم يتبقى سوى القليل من الضباع المتوحشه والذين قد قتلهم غفران في آخر لحظه قبل أن يقتلون كريزس، لقد إنتصرت غابة الجليد
لم يكن كذلك فقط، لقد حصلو على كل الغابات المجاورة وكان ذلك حدثًا عظيم حيث أنهم قرروا الإحتفال بطريقة مختلفه بوجود غفران الذي كان قد أصرّ على الرحيل ولكنهم منعوه
وفي وقت الإحتفال، ذهب غفران ليحضر سوفانا حتى يستعدوا للرحيل بعد إنتهاء الحفل
لم يجدها غفران مما أدى له صدمة أوقفته عن التفكير للحظات، لكنَّ ما عاود إليه رشده هو صوتها الذي سمعه للتوّ
بحث في كل مكانٍ إلى أن وجدها عالقةٍ على ظهر الباب، لم يكن يصدق ما تراه عيناه
كيف وصلت إلى هنا؟ رغم ذلك لا يهم
لا يهم أي شيء سوى أنه قد وجدها الآن
هدأ قلبه ثم أقترب منها وحملها، كانت لم تكمل عامها الأول بعد لكنه من الواضح الآن أنها شقيّه
لقد أتعبته كثيرًا في الفترة الفائته، يظن ذلك فيما بعد أيضًا
حملها وذهب بها إلى الحفل، كانت لوسيڤا تحتسي مشروبها في أحد المقاعد وتُفكر بشدة بينما نظرت على الباب قد وجدت غفران وكريزس، كان غفران يحمل الطفلة للمرة الثانيه
حينها أقتربت منه قليلًا ثم نظرت لتلك الطفلة وقالت:
- أهذه إبنتك؟ثم حملتها من بين يديه لتداعبها بمحبّة لم يعتاد عليها أحد بالمرة من لوسيڤا
تجاهل غفران سؤالها بالقصد
كان الجميع ينظر لها بملامحٍ متعجبه لم تنتبه لها بسبب إنشغالها بالطفلة
ثم توقفت عند مداعبتها قليلًا ونظرت لغفران تسأله:
- ما أسمها؟
وحينها لاحظت تلك النظرات التي ينظرها لها الجميع رفعت حاجبها قليلًا ونظرت لهم جميعًا بطريقة دائرية، فعاد كلًا منهم إلى عمله
حينها أجابها:
- إسمها سوفانا
قالت لوسيڤا بإعجاب
- هذا رائع، إسمها جميل وعينيها أيضًا
لم أرى مثلهم من قبل
حاول غفران أن يبتسم غصبًا، لكنه تذكر شيءً مهم وهمس لكريزس الحزين بجانبه قائلًا:
- هذه أفضل فرصة لأن تعترف لها بمشاعرك مرة آخرى
رفض كريزس بتكبّر بينما تنظر له لوسيڤا نظرات خاطفة لم ينتبه لها أحدًا سوى غفران، فقال مرة آخرى
- صدقني هذه أنسب فرصة لعرض الزواج، لن تحصل على مثلها ثانيتًا
بدأ ينتبه له قليلًا ثم وضحت الفكرة في رأسه وإبتسم قائلًا
- المشكلة أنني أثق بك، حسنًا راقب فعلتي الآن
ثم تقدم كريزس من لوسيڤا وقال بصوتٍ عالٍ سمعه الجميع
- هل تقبلين الزواج مني يا لوسيڤا؟!
نظر الجميع بإتجاهه يراقبون ردة فعل لوسيڤا التي أبهرتهم جميعهم بإبتسامتها الخاطفة
في تلك اللحظة أقترب غفران من لوسيڤا وحمل الطفلة ثم غمز لكريزس وتركهم جميهم ورحل
كان قد حصل على القلادة الخاصة به، لكن الأمر لا ينتهِ عن هذا الحد ليصل الفيلاك بسلام
كان يدرك أنه في كل خطوة سيطارده مُسافر
لذلك قد وضع كل أساليب الأمان ليحمي الطفلة التي ربما تتعرض للقتل في أي لحظة
كان غفران ساحرًا متفوق، وذلك ما ساعده بشدة ليخفي أثر عين سوفانا حتى لا يعرفها أحدٍ منهم
كان يعرف أن الطريق طويل جدًا وربما يتبعه أحدًا منهم، وذلك ما حدث بالفعل
كان راكضًا بفرسهِ الأسود وأمامه الطفلة بينما أستوقفه الريح، شعر بأن ثمة شيء ما هناك غريب، توقف قليلًا ثم نزل بصعوبة بسبب عدم محاولة إستيقاظ سوفانا لكنه فشل في ذلك حيث أخذت تبكي بشدة مما جعله يقلق أكثر من قبل:
- إهدئي سوفانا، لا تبكي
لا يمكن ذلك الآن
لم تتوقف مطلقًا مما جعله يفقد أعصابه، بسبب بكائها هذا، لو كان هناك مسافرًا قريب سيجدهم بكل بساطه
وبعد محاولة فاشلة في جعلها تتوقف عن البكاء:
- أخيرًا وجدتُك!
وهنا أصرّ غفران على أسنانه بغضب ثم إلتفت بهدوء محاولًا إظهار عكس ما يخفيه:
-من أنت؟
كان ذلك نفسه ذات القناع الأسود، يخفي نصف وجهه ويرتدي عباءه سوداويته وطويله
حينما سأله غفران عن هويّته، تجاهل سؤاله قائلًا
- أين لؤلؤة الشمس؟
أجابه غفران يتمثل عدم المعرفة
- لا أعرف، لم أجدها إلى الآن
-تكذب؟ أتدري أنني أكره الكذب بشدة؟!
رفع غفران حاجبه بستهزاء:
- أين اللؤلؤة؟
قالها ثانيتًا فأجابه غفران نفس الإجابة بنفس البرود:
- لا أعرف
وهنا غضب ذلك المقنع بشدة ثم هجم على غفران بطريقة لم يتوقعها لكنه صدّه بلكمة أوقعته أرضًا رُغم أنَّ سوفانا كانت على كتفه لكنه كان قويًا بما فيه الكفاية ليحاربه
وعندما وجده ذات قواه متوازنة إضطر لإستخدام السحر وإختفى من ذلك المكان هو وسوفانا تاركًا أغراضه وحصانه الأسود في تلك الغابة
لكن بالنسبة إليه لا يهم، لا يهم أي شيء سوى أن سوفانا هنا الآن ولم يحدث شيء لها
كان غفران يشعر بالوِحدة لفترة طويلة جدًا ولم يتحدث مع أحد، لكنه حينما وجدها بدأ يشعر أن التحدث معها أفضل من أي شيء على الإطلاق
ربنا لأن أجوبتها مقنعة بالنسبة إليه! مرةً تضحك وآخرى تبكي وآخرى تنام، بعدما حدث في تلك الليلة قرر غفران أنه يجب أن يفعل المستحيل ليرحل عن ذلك المكان ويذهب لعالم الفيلاك
هناك فقط يستطيع حمايتها وأيضًا تحقيق أهدافه وإنكار تلك اللعنة التي أصابته
ذهب غفران لساحرًا يعرفه منذ أن كان طفلًا، ربما هو الوحيد القادر على مساعدته الآن
ذهب إليه متنكرًا في الخفاء، كان يجلس كوخٍ صغير تعتليه الظلمات من الخارج، بينما في الداخل شيء آخر، كان أشبه بالجنه
دخل غفران وبدون أي مقدمات إستقبله ذلك الساحر، كان يرتدي ثوبًا أحمر طويل ولديه شعرًا طويل جدًا لدرجة أنه يصل لمنتصف ظهره، كان معقودًا بعضه والآخر ضفيّره
لديه عين سوداء لامعه وأسنان مركبّه ويتحدث بيديه أكثر من فمه بطريقة تجعلك تسخر منه
- غفران!!!!
قالها الساحر بصدمة
- أجل
أجابه غفران بإرهاق فقال الساحر بإبتسامة واسعه:
- لا أصدق أنني أراك مرة آخرى
حقًا ذلك يجعلني سعيدًا جدًا
هز غفران رأسه ثم قال
- أنا أيضًا أيها الساحر (روياق)
نظر الساحر ليديه وإذا به يجد طفلًا
- متى أنجبته؟ ذلك رائع دعني ألقي نظرة
حملها الساحر بين يديه يحاول مداعبتها وإذا به يتوقف مرة واحده وينظر لغفران بصدمة
- ما هذا؟ لا
نظر غفران أمامه إلى أن وجد مقعدًا من الخشب، أقترب منه ثم جلس عليه
- أريد الرحيل إلى الفيلاك الآن، ساعدني
أو إفعل أي شيء
صمّت الساحر قليلًا، ثم نظر لغفران مرة آخرى يقول مصدومًا
- لكن ذلك خطرًا كبير! لا يمكنني المجازفة بهذا! لو عرِّف هويتها أحدًا ربما يقتلها!
حرك غفران رأسه نافيًا ما يقوله الساحر:
- لن يعرف أحد، سيبقى ذلك سرًا بيننا نحن إلى الأبد
حاول الساحر تفهمه لكنه ما زال قلقًا بالفعل، أمرًا كذلك لا يمكن المجاذفه به بالنسبة إليه
ربما قد يدمر عالمًا بأكمله
لكنه وبرغم ذلك يثق في غفران ثقةً عمياء فقال:
- حسنًا، لكن عليك إتخاذ كل الإحتياطات
حتى أنك يجب أن تتركها في مكانٍ آمن بعيدًا عن البشر
كان آخر شيء أتوقعه في حياتي أن تعيش لؤلؤة الشمس في عين إحداهن، لكن لا يهم
ذلك قد وضع لها عمرًا ووقتًا
نفىّ غفران ما يقوله الساحر قائلًا:
- ليس كذلك، بمجرد أن تموت الفتاة
ستتكون تلك اللؤلؤة من جديد، وذلك ما يعرفه المسافرون الذين يبحثون عني الآن في كل مكان
تعجب الساحر قليلًا ثم قال بعدم فهم:
- ماذا تقصد؟ هل يعني ذلك أن الفتاة حينما تموت ستتكون اللؤلؤة مرة آخرى!!
إن كان كذلك قل لي إذًا لمَ لم تقتلها إلى الآن؟
أجابه غفران بلا تفكير
- لأنني لا أقتل الأطفال! كما أنني أستطيع التحكم بها هيّ
وذلك ما أريده بالضبط
قوّس الساحر فمه يحاول أن يفهم غفران للمرة الأولى في حياته:
- أنت تعرّف أنها تقدِّر على التحكم بكَ أنت شخصيًا؟
قالها يقهقه بمرح يعتليه بعض التعجب فأجابه غفران معارضًا:
- لن تستطيع، لأنني سأجعلها تنشأ بطريقة مختلفة! سأجعلها لا تريد شيء في هذه الحياة سوى إرضائي وتلبيّة رغباتي
أجابه يحاول مجاراته بعدما أتعبه الكلام:
- أوه، حسنًا ذلك رائع جدًا
يمكنك أن تفعل
والآن دعني أُلبُّي رغبتك في ذهابك لعالمك الآن
لكن أولًا يجب أن تدرك شيءً مهمًا
سأله غفران بفضول:
- ماهو؟
قال الساحر مبتسمًا:
- لن تقدّر على العودة إلى هنا إلا بعد مرور عشرون عامًا
أجابه غفران بثقه
- لا أريد العودة إلى الأبد.
تقف لوسيڤا بينهم بينما يقفون حولها جميعهم
كانت لوسيڤا قد تحولت
فأصبحت شديدة الجمال، كانت عينيها زرقاء واسعه وبشرتها بيضاء كبياض الثلج وفمها ورديًا
ولديها جسدًا منحوت ورائع، جلست جلستها الملكيّة ثم رفعت حاجبها الأيسر قائلة:
- إنهم يخططون الهجوم علينا مرة آخرى
لقد إستعنا بكل المجاروين، لكنني إكتشفت أن أكثريتهم يدعمونهم على عكسنا
قال أحدهم بغضب وهو يقتلع سيفه ويضعه على الأرض بقوة:
- ذلك يعني أنهم أقوى؟
حركت لوسيڤا راسها مرتيّن، ثم قالت بغلٍ:
- ليس كذلك، حتى إن كانوا أكثر
نحن من يمتلك القوة
صاح الجميع بنفس النبرةِ:
- نعم، نحن كذلك
وهنا تدّخل كريزس قائلا برفض:
- رغم ذلك لا يمكننا مقاتلتهم وحدنا! أعرف قوتنا، لكنني مدرك أنه من الصعب ربح هذه المعركه فالكثرة تغلب الشجاعة
أجابته لوسيڤا بنفس النبرة الغاضبه:
- إن لم نفعل ذلك، سيهاجموننا أيضًا
حينها لن ننال شرّف المحاولة حتى
كاد أن ينطق كريزس مرة آخرى لولا أن غفران ضغط على يديه بشدة مما أدى لإنقطاعه عن الكلام حيث تحدث غفران قائلًا
- نعم لوسيڤا، معكِ حق
أريدكِ فقط أن تضعيني في مكانٍ مناسب، حينها سأنقذ الوضع بالتأكيد
قال الأخيرة يحرك رأسه للأمامِ قليلًا بثقه، فأجابه أحد المستأذبين الواقفين في الإجتماع
- لا أظن أن لديكَ مكان بيننا غفران، مكانك الحقيقي بين الفيلاك، ليس هنا! عُد وحاول إنقاذهم هم أولًا
لم يفهم غفران بالضبط، لكنه ضيق عينيه وأصرّ على أسنانهِ ثم ضغط على خنجره في خصره بغضب من تدخله الغير لائق وقبل أن يجادله، تدخلت لوسيڤا
- يمكنك المباشرة في عملك يا غفران، عليك صنع بعض المعاليق الجويةّ وتعليم صنعهم للبقيّة
أغلق غفران عينيه ثم هزّ رأسه بإستجوابٍ وتركهم ورحل، حينها قالت لوسيڤا بغضب
- إن غفران لديه فضلًا علينا يجب ألا ننساه أبدًا !
يجب أن يُعامل معاملة لائقة تناسبه
صمت الجميع، بعضهم بموافقه والآخر برفض لكن يعتمره السكوتّ
كان غفران قد فعل مثلما قالت بالضبط، في تلك الفتره كان يضع سوفانا في مكانٍ آمن ليضمن سلامتها.. بينما يبدأ كل يوم بصنع المعلقاتّ ويُعلّمها حتى صنع أعدادًا رهيبة لم تتوقعها لوسيڤا بالمره
كان ذلك يسعدها كونها ملكة غابة الجليد، كانت تتابع كل شيء حتى أنها بدأت تتعلم وتصنع معهم في المساء وفي الصباح تخطط المكائد لهم
إستمر ذلك لمدة لا تقلّ عن سبعة عشر ليلة، في تلك الفترة إقترب كريزس من غفران
وبدأت بينهما قصصًا كثيرة من بينها:
كانوا يجلسون في غرفة صنع الدواء المليئة بقارورات الدواء الملونه والأعشاب بكل انواعها
كان كرزيس يتابع الحشرة وهي تموت، ثم وسع عينيه وقال بصدمه
- قُل لي كيف فعلتها يا غفران؟ أقسم أنه لو عرّفها أحدًا سيقضي عليك، أنت خطرًا يا رجل
قالها كريزس لغفران بينما كان يجلس غفران يتابع تلك القاروة الصغيره بدًقة
- إن ذلك النوع من السم، قادرًا على إنها أي روح تتنّفس فقط في ثلاثة ثوانٍ
وسعّ كرزيس عينيه بقوة ثم قال:
- إذًا كيف ينتقل؟
أجابه غفران بينما ما زال يتابع تلك القاروة ويضيف إليها آخر مكوناتها بعد أن جربها على إحدى الحشراتّ:
- تنتقل عن طريق الشّم واللمس
في نفس الوقت كان يحاول كرزيس شمَّ رائحتها، حتى إبتعد بسرعة بخوفٍ وقال
- ما زلتُ لم أتزوج لوسيڤا بعد
إبتسم غفران ثم نظر إليه بطرف عينيه قائلًا
- إذًا لتأتي أعلّمك كيفية صنعه، حتى تشتم رائحته بعد أن تتزوج لوسيڤا
قهقه كريزس بشدة وبدأ ينظر له ويفعل مثلما يملي عليه بالضبط حتى صنع الكثير والكثير هو الآخر
بينما تعِب غفران هذه الليلة، لقد صنع الكثير والكثير من السموم والمعلقات القاتله حتى انه لم ينّم منذ وقت طويل
لقد تعب بالفعل ويريد الراحةِ الآن، ذهب إلى بيته المستضاف فيه والذي قد وضع سوفانا بداخله لمدة طويلة، فتح باب الغرفة القماشيّ ثم إقترب منها كانت موضوعةً في صندوقها الصغير ولم تبكي مثل قبل
كانت هادئة على عكس البداية تمامًا حتى أنه تعجب إستكنانها، مدَّ يديه داخل صندوقها وحملها ثم أنه ولأول مرةٍ يتحدث معها حيث قال:
- أنتِ صغيرة جدًا، لن تستوعبي شيءً مما يحدث الآن، قريبًا تشتاقين لأمكِ يا صغيرة
مثلما أفعل الآن، لكنني لا أشتاق إليها بالضبط
ثم نظر لها قليلًا وتنفسَ بتعبٍ قائلًا:
- لم تكن أمًا حقيقيّه مثل أمكِ، لقد كانت شيء آخر، لن تفهمين هذا
قال الأخيرة فاقدًا الأمل
ثم تركها في صندوقها وإلتفت ليرحل، وقبل أن يرحل سمع صوتًا، لقد كان ذلك صوتها
إلتفِت لينظر لها، كانت تضحك بصوتها العذب الصغير
تضحك بطريقةٍ غريبه، تنظر له بعينيها اللامعةِ الفيروزيه الواسِعه ثم تضحك أكثر
هنا لم يتمالك نفسه ثم قال
- قل قُلت شيء مضحكًا للتوّ؟
قال ذلك يضيق حاجبه بغرابةٍ بينما هي ما زالت تضحك، هنا ضحك هو الآخر
لقد إستعجب نفسه بشدة، لم يضحك بهذه الطريقة منذ فترة طويلة جدًا، وهنا حملها غفران وأخذ يداعبها ويرفعها في الهواء ويلتقطها حتى تعِب وغفل في نومته، وكذلك هي أيضًا
في اليوم الثاني، إستيقظ غفران على أصوات ضباعًا وذئاب، كان على ما يعتقد شجارًا
أعتدل بسرعة ثم إلتفت ليرحل ولكن قبل ذلك نظر لسوفانا وكانت نائمة
كان في حيرةٍ وقلق من أن يتركها وحدها هُنا، لكنه لم يجدّ حلًا آخر، وبعد قليل أتخذ خنجره وسيفه وإرتدى ثوبه الرسميّ ثم ذهب
لقد كان الوضع مثل ما توقعت لوسيڤا بالضبط، لقد هجمو جميهم على غابة الجليد لكنهم لم يتوقعوا تلك الإستعدادت التي دمرتهم بمعنى الكلمه
لم يتبقى سوى القليل من الضباع المتوحشه والذين قد قتلهم غفران في آخر لحظه قبل أن يقتلون كريزس، لقد إنتصرت غابة الجليد
لم يكن كذلك فقط، لقد حصلو على كل الغابات المجاورة وكان ذلك حدثًا عظيم حيث أنهم قرروا الإحتفال بطريقة مختلفه بوجود غفران الذي كان قد أصرّ على الرحيل ولكنهم منعوه
وفي وقت الإحتفال، ذهب غفران ليحضر سوفانا حتى يستعدوا للرحيل بعد إنتهاء الحفل
لم يجدها غفران مما أدى له صدمة أوقفته عن التفكير للحظات، لكنَّ ما عاود إليه رشده هو صوتها الذي سمعه للتوّ
بحث في كل مكانٍ إلى أن وجدها عالقةٍ على ظهر الباب، لم يكن يصدق ما تراه عيناه
كيف وصلت إلى هنا؟ رغم ذلك لا يهم
لا يهم أي شيء سوى أنه قد وجدها الآن
هدأ قلبه ثم أقترب منها وحملها، كانت لم تكمل عامها الأول بعد لكنه من الواضح الآن أنها شقيّه
لقد أتعبته كثيرًا في الفترة الفائته، يظن ذلك فيما بعد أيضًا
حملها وذهب بها إلى الحفل، كانت لوسيڤا تحتسي مشروبها في أحد المقاعد وتُفكر بشدة بينما نظرت على الباب قد وجدت غفران وكريزس، كان غفران يحمل الطفلة للمرة الثانيه
حينها أقتربت منه قليلًا ثم نظرت لتلك الطفلة وقالت:
- أهذه إبنتك؟ثم حملتها من بين يديه لتداعبها بمحبّة لم يعتاد عليها أحد بالمرة من لوسيڤا
تجاهل غفران سؤالها بالقصد
كان الجميع ينظر لها بملامحٍ متعجبه لم تنتبه لها بسبب إنشغالها بالطفلة
ثم توقفت عند مداعبتها قليلًا ونظرت لغفران تسأله:
- ما أسمها؟
وحينها لاحظت تلك النظرات التي ينظرها لها الجميع رفعت حاجبها قليلًا ونظرت لهم جميعًا بطريقة دائرية، فعاد كلًا منهم إلى عمله
حينها أجابها:
- إسمها سوفانا
قالت لوسيڤا بإعجاب
- هذا رائع، إسمها جميل وعينيها أيضًا
لم أرى مثلهم من قبل
حاول غفران أن يبتسم غصبًا، لكنه تذكر شيءً مهم وهمس لكريزس الحزين بجانبه قائلًا:
- هذه أفضل فرصة لأن تعترف لها بمشاعرك مرة آخرى
رفض كريزس بتكبّر بينما تنظر له لوسيڤا نظرات خاطفة لم ينتبه لها أحدًا سوى غفران، فقال مرة آخرى
- صدقني هذه أنسب فرصة لعرض الزواج، لن تحصل على مثلها ثانيتًا
بدأ ينتبه له قليلًا ثم وضحت الفكرة في رأسه وإبتسم قائلًا
- المشكلة أنني أثق بك، حسنًا راقب فعلتي الآن
ثم تقدم كريزس من لوسيڤا وقال بصوتٍ عالٍ سمعه الجميع
- هل تقبلين الزواج مني يا لوسيڤا؟!
نظر الجميع بإتجاهه يراقبون ردة فعل لوسيڤا التي أبهرتهم جميعهم بإبتسامتها الخاطفة
في تلك اللحظة أقترب غفران من لوسيڤا وحمل الطفلة ثم غمز لكريزس وتركهم جميهم ورحل
كان قد حصل على القلادة الخاصة به، لكن الأمر لا ينتهِ عن هذا الحد ليصل الفيلاك بسلام
كان يدرك أنه في كل خطوة سيطارده مُسافر
لذلك قد وضع كل أساليب الأمان ليحمي الطفلة التي ربما تتعرض للقتل في أي لحظة
كان غفران ساحرًا متفوق، وذلك ما ساعده بشدة ليخفي أثر عين سوفانا حتى لا يعرفها أحدٍ منهم
كان يعرف أن الطريق طويل جدًا وربما يتبعه أحدًا منهم، وذلك ما حدث بالفعل
كان راكضًا بفرسهِ الأسود وأمامه الطفلة بينما أستوقفه الريح، شعر بأن ثمة شيء ما هناك غريب، توقف قليلًا ثم نزل بصعوبة بسبب عدم محاولة إستيقاظ سوفانا لكنه فشل في ذلك حيث أخذت تبكي بشدة مما جعله يقلق أكثر من قبل:
- إهدئي سوفانا، لا تبكي
لا يمكن ذلك الآن
لم تتوقف مطلقًا مما جعله يفقد أعصابه، بسبب بكائها هذا، لو كان هناك مسافرًا قريب سيجدهم بكل بساطه
وبعد محاولة فاشلة في جعلها تتوقف عن البكاء:
- أخيرًا وجدتُك!
وهنا أصرّ غفران على أسنانه بغضب ثم إلتفت بهدوء محاولًا إظهار عكس ما يخفيه:
-من أنت؟
كان ذلك نفسه ذات القناع الأسود، يخفي نصف وجهه ويرتدي عباءه سوداويته وطويله
حينما سأله غفران عن هويّته، تجاهل سؤاله قائلًا
- أين لؤلؤة الشمس؟
أجابه غفران يتمثل عدم المعرفة
- لا أعرف، لم أجدها إلى الآن
-تكذب؟ أتدري أنني أكره الكذب بشدة؟!
رفع غفران حاجبه بستهزاء:
- أين اللؤلؤة؟
قالها ثانيتًا فأجابه غفران نفس الإجابة بنفس البرود:
- لا أعرف
وهنا غضب ذلك المقنع بشدة ثم هجم على غفران بطريقة لم يتوقعها لكنه صدّه بلكمة أوقعته أرضًا رُغم أنَّ سوفانا كانت على كتفه لكنه كان قويًا بما فيه الكفاية ليحاربه
وعندما وجده ذات قواه متوازنة إضطر لإستخدام السحر وإختفى من ذلك المكان هو وسوفانا تاركًا أغراضه وحصانه الأسود في تلك الغابة
لكن بالنسبة إليه لا يهم، لا يهم أي شيء سوى أن سوفانا هنا الآن ولم يحدث شيء لها
كان غفران يشعر بالوِحدة لفترة طويلة جدًا ولم يتحدث مع أحد، لكنه حينما وجدها بدأ يشعر أن التحدث معها أفضل من أي شيء على الإطلاق
ربنا لأن أجوبتها مقنعة بالنسبة إليه! مرةً تضحك وآخرى تبكي وآخرى تنام، بعدما حدث في تلك الليلة قرر غفران أنه يجب أن يفعل المستحيل ليرحل عن ذلك المكان ويذهب لعالم الفيلاك
هناك فقط يستطيع حمايتها وأيضًا تحقيق أهدافه وإنكار تلك اللعنة التي أصابته
ذهب غفران لساحرًا يعرفه منذ أن كان طفلًا، ربما هو الوحيد القادر على مساعدته الآن
ذهب إليه متنكرًا في الخفاء، كان يجلس كوخٍ صغير تعتليه الظلمات من الخارج، بينما في الداخل شيء آخر، كان أشبه بالجنه
دخل غفران وبدون أي مقدمات إستقبله ذلك الساحر، كان يرتدي ثوبًا أحمر طويل ولديه شعرًا طويل جدًا لدرجة أنه يصل لمنتصف ظهره، كان معقودًا بعضه والآخر ضفيّره
لديه عين سوداء لامعه وأسنان مركبّه ويتحدث بيديه أكثر من فمه بطريقة تجعلك تسخر منه
- غفران!!!!
قالها الساحر بصدمة
- أجل
أجابه غفران بإرهاق فقال الساحر بإبتسامة واسعه:
- لا أصدق أنني أراك مرة آخرى
حقًا ذلك يجعلني سعيدًا جدًا
هز غفران رأسه ثم قال
- أنا أيضًا أيها الساحر (روياق)
نظر الساحر ليديه وإذا به يجد طفلًا
- متى أنجبته؟ ذلك رائع دعني ألقي نظرة
حملها الساحر بين يديه يحاول مداعبتها وإذا به يتوقف مرة واحده وينظر لغفران بصدمة
- ما هذا؟ لا
نظر غفران أمامه إلى أن وجد مقعدًا من الخشب، أقترب منه ثم جلس عليه
- أريد الرحيل إلى الفيلاك الآن، ساعدني
أو إفعل أي شيء
صمّت الساحر قليلًا، ثم نظر لغفران مرة آخرى يقول مصدومًا
- لكن ذلك خطرًا كبير! لا يمكنني المجازفة بهذا! لو عرِّف هويتها أحدًا ربما يقتلها!
حرك غفران رأسه نافيًا ما يقوله الساحر:
- لن يعرف أحد، سيبقى ذلك سرًا بيننا نحن إلى الأبد
حاول الساحر تفهمه لكنه ما زال قلقًا بالفعل، أمرًا كذلك لا يمكن المجاذفه به بالنسبة إليه
ربما قد يدمر عالمًا بأكمله
لكنه وبرغم ذلك يثق في غفران ثقةً عمياء فقال:
- حسنًا، لكن عليك إتخاذ كل الإحتياطات
حتى أنك يجب أن تتركها في مكانٍ آمن بعيدًا عن البشر
كان آخر شيء أتوقعه في حياتي أن تعيش لؤلؤة الشمس في عين إحداهن، لكن لا يهم
ذلك قد وضع لها عمرًا ووقتًا
نفىّ غفران ما يقوله الساحر قائلًا:
- ليس كذلك، بمجرد أن تموت الفتاة
ستتكون تلك اللؤلؤة من جديد، وذلك ما يعرفه المسافرون الذين يبحثون عني الآن في كل مكان
تعجب الساحر قليلًا ثم قال بعدم فهم:
- ماذا تقصد؟ هل يعني ذلك أن الفتاة حينما تموت ستتكون اللؤلؤة مرة آخرى!!
إن كان كذلك قل لي إذًا لمَ لم تقتلها إلى الآن؟
أجابه غفران بلا تفكير
- لأنني لا أقتل الأطفال! كما أنني أستطيع التحكم بها هيّ
وذلك ما أريده بالضبط
قوّس الساحر فمه يحاول أن يفهم غفران للمرة الأولى في حياته:
- أنت تعرّف أنها تقدِّر على التحكم بكَ أنت شخصيًا؟
قالها يقهقه بمرح يعتليه بعض التعجب فأجابه غفران معارضًا:
- لن تستطيع، لأنني سأجعلها تنشأ بطريقة مختلفة! سأجعلها لا تريد شيء في هذه الحياة سوى إرضائي وتلبيّة رغباتي
أجابه يحاول مجاراته بعدما أتعبه الكلام:
- أوه، حسنًا ذلك رائع جدًا
يمكنك أن تفعل
والآن دعني أُلبُّي رغبتك في ذهابك لعالمك الآن
لكن أولًا يجب أن تدرك شيءً مهمًا
سأله غفران بفضول:
- ماهو؟
قال الساحر مبتسمًا:
- لن تقدّر على العودة إلى هنا إلا بعد مرور عشرون عامًا
أجابه غفران بثقه
- لا أريد العودة إلى الأبد.