عهد المسافرون

basma taher7`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-21ضع على الرف
  • 51.9K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في طريقي إلى المنفى، وبنظرةٍ من اللا شيء
شممتُ رائحة الصمت، رُغم أنه بالنسبةِ إليَّ مسموعٌ جدًا وذلك لأنني أبحث عنه دائمًا، أبحثُ في كل مكانٍ ورُغم ذلك أنسىٰ دومًا وأنادي عليه، وهذا هو الجزء الغبي في ذكائي!
يقولون صوتي قويًا جدًا وانا وأعرف ذلك.
فأنا.. أنا الملك بحدِ ذاته! ( الملك أرثر)
فقط بهمسة واحدة.. أو صرخة واحدة، يجتمعون حولي بكثرة، يجتمعون كحبات الأرز.
ليس كل البشر بالفعل أو البشر تمامًا.

حقيقتًا أجد أن البشر محظوظين جدًا، لدرجة أنهم حينما يسمعون همسي في منتصف الليل، يكونون في غفلةٍ عظيمة فيظنون أنني ذئب أو حيوان شرس، كما علمهم أبائهم وأجدادهم أن الأصوات الغريبة في الليل ماهي سوى بعض الحيوانات الشرِسة، لذلك يتأثرون قليلًا ثم ينقلبون على جانبٍ آخر ويُكملون تلك الغفلة حالمين طوال الليل أحلام سعيدة.
هذا عظيم
لقد ابتعدت فكرة أن يجتمعون البشر من حولي من رأسك بهذا الوقت، لكن تُرىٰ من هم الذين يجتمعون حولي؟
أتعرف؛ إنهم نادرون جدًا ومختلفون ومعروفين في كل العالم..
إنهم العظماء خاصتي، لقد كبروا أمامي، أمام عيني بالضبط، لم يكونوا كثيرين كما تظُن
لا يزيدون عن الأربعين
لكنهم حقًا كانوا كالملايين!
إنهم (المسافرون)
لقد أُطلقَ عليهم ذلك الإسم لأنهم حقًا كذلك، لقد سافروا في كل مكانٍ في العالم، فقط.. فقط ليحققوا لي مبتغايّ، ومبتغايّ هو العِلم والمعرفة! يعرفون لي كل شيء.
هم لا يفعلون ذلك هدرًا، تُرىٰ لأنني الملك الوحيد الذي يُعلم السحر حاليًا؟
لم يكن كذلك فقط، علمتهم السحر حتى أصبحوا (المسافرون) هم السحرَّه الأقوى والأكثر دهاءً في العالم.

جميعهم يمتكلون قُدرات عالية، لكلًا منهم قدرةً مختلفة لا يمتلِكها الآخر
لكن جميهم أذكياء وماكرون،
منذ زمنٍ طويل أقسمت قسمٍ عليهم جميعًا
وهو أنني في يومٍ من الأيام، سأهدي أحدهما (لؤلؤة الشمس)!
تلك اللؤلؤة العظيمة صنعها أعظم ساحر في العالم وأهداها لي قبل موتهِ بلحظات وإحتفظتُ بها من حينها إلى الآن.
ذلك منذ عقدٍ طويل، لكنني مازلت متذكرًا تفاصيل تلك الليلة بالضبط.

والليلة سأوفي بقسمي، وقررت إهداء تلك اللؤلؤة لأحد المُسافرين الذي إخترته بعنايةٍ مُفرِطه.
وهو (غفران) ذاك الشاب الذي علمني أكثر مما علمته، لقد كان يبحث عني ووجدني منذ أعوامٍ قليله وأستطاع بذكاء أن يتحكم في أحلامي حتى هدأتُ وعشت بسلامٍ بعدما كانت تطاردني الكوابيس كل ليلة، كما أنه بارع في صنع الدواء لأي مرضٍ مُمكن.

ساحرٌ متفوق طيب القلب
إنه حقًا يستحق ذلك
أما عن تلك اللؤلؤة العظيمه فهي قادرةً على تغيير العالم، قادرة على التحكم في البشر ومعرفة أسرارهم، الشيء الوحيد الذي لا تقدر عليه هو (اللا شيء)! وذلك ما أبحث عنه تمامًا.
إنها العظمة في أعلى تجلّياتها، أعرف أنني بدونها ربما لا أصبح كما أنا الآن، لكنني أثق في ذلك الشاب بدرجةٍ كبيرة، وأعرف أنه سيقدِّرها للحدِ الذي يخيل لي.

أنه الوحيد القادر على إستخدامها بشكلٍ صحيح، لدرجة أنني لن أندم يومًا على إختياره.

وقفت في منتصف بيت السِحر، أنه في منتصف الغابة لا يعرفه سوى المسافرون.
طلبت جميع المسافرون وفي لحظات كانوا جميعهم يقفون أمامي في أبهى صورة، عددهم فوق الثلاثون بخمسةٍ فتيات
يقفون بشكلٍ متطاول أمام بعضهم ويرتدون زيًا رسميًا،
لم أرى (غفران) من بينهم في البداية
حتى رأيته قادمًا كالملوك، نظرتي له مُلفته دومًا
لا أعرف لمَ أكنّ له مشاعر الأبوة على الرغم من أنني لا اعرفه منذ زمن بعيد..
كان شعرة الحرير منسدلًا على وجهه يخفي أثر عينيه الزيتونية ويبرز أنفهُ الحاد، لديه جسدٌ منحوت وقويّ، كان ينظر حوله بفراغٍ يخفي نظرة التعجب الواضحه عليه، حينها باشرتُ في خطابي
كانوا جميع المسافرون ينظرون لي بدقة، فقد يعرف أكثرهم لمَ طلبتهم في ذلك الوقت بالتحديد:
- لقد علمتكم السحر منذ أن كنتم صغار، قدمتم لي بالفعل الكثير ولن أنسى، لكن..
وقبل أن يكمل الملك جملته، بدى شيء غريبًا يحدُث.. رائحةً يعرفها الجميع،
إنها الدماء.. شيء لا يقاوم،
رجل مجروح في أعلى كتفه يساند إمرأته المنتفخ بطنها.

لكن هدء الجميع عند إدراكهم أنها تلِد، ربما لم يشعرون بالإرتياح لكن قدرتهم وجلستهم الآن كفيلة لأن تجعلهم يقاومون تلك اللذه
أكمل الملك قائلًا:
- لكن.. لدى جميعكم أحلام، وأنا تعِبت من التجوّل والعِلم
لقد أدركت أن العِلم لا ينتهِ أبدًا، بينما نحن.. مهما طالت أيامنا.. سنمضي حتمًا.

لذلك، إمضوا أنتم بسلام فأنا اليوم وفي هذه اللحظة، أحرركم جميعًا
وهنا ملامح الدهشة إعتلك وجوه المسافرون جميعهم بستثناء (غفران)
لانه الوحيد الذي يقف هنا والآن بإرادته، أي انه حقًا لم يكن مقيدّ قد كان حرًا مُنذ اللحظةِ الأولى التي جاءها هنا وإنضم فيها للمسافرون
تحدّث الكثير منهم بكلماتٍ حزينةً تارة وسعيدة تارة أخرى لكنه عاود الكلام قائلًا:
- وقبل ذهابكم الآن، قررت أن أوفي بعهدٍ قديم، عهد (لؤلؤة الشمس)
توتروا جميعهم وأخذت أعينهم تبرق بشدة، أما غفران فعند سماعه لآخر جملة، برقت عينيه ورفع وجهه ينظر للملك وهنا ظهرت ملامحه بوضوح
فقال الملك مبتسمًا بفخر:
- قررتُ إهدائها لغفران، لأنه أنسب من يستحق ذلك في نظري..

إبتسم ثغر غفران إبتسامة غريبة وإقترب من الملك حتى يأخذ تلك اللؤلؤة التي هي في لوحٍ زجاجيّ
ذات خيطٍ من الذهب عنقودها هو تلك اللؤلؤة، إنها دائرية مطاولة ذات لونٍ فيروزي وتلمع بشدة
أزال الملك اللوح الزجاجي وأقترب ليأخذها بيديه
وقبل أن تلمسها، أقترب (مسافر) منهم وأخذها ثم وضعها خلف ظهره

وهنا غضب الملك بشدة لتلك التصرفات الطفوليه التي لا تناسب المسافرون
أما غفران لم يتحرك وكَّذ على أسنانه بغضب فتحدث الملك:
- ماذا تفعل يا سليل؟ أعطني اللؤلؤة!
كانت ملامح سليل كُلها غضب وشراره
- لن أفعل، أنت بعد كل هذه الأعوام تعطي اللؤلؤة لإبن الراقصة الذي ربما معرفته لم تكن أيامًا مقابل معرفتنا نحن؟! خدمتك أنا والمسافرون أعوام ثم في آخرها تفعل ذلك بنا؟
ماذا فعل لك لتختاره بدلًا منا؟ ألستُ انا مثلا بأحق منه؟
أجاب الملك بملامح قويةٍ وحاده:
- لستَ كذلك.
شعر (غفران) بنغزةٍ في قلبه، وفي الحال أشتعل الحريق حول (سليل) بطريقة دائرية
وبينما يلتف الحريق حوله، جاء أحد المسافرون وأطفأ النار بسحره ثم قال:
- سليل معه حق، نحن أولى به من ذلك أو على الأقل سليل، أعطنا نحن اللؤلؤة وإلا أخذناها بطريقتنا.

صاح الجميع بنفس النبرة تلك، إلا القليل
ثم قليلًا وأصبحوا يتشاجرون جميعهم عليها
كان الملك مصدومًا، ولا يبدي رد فعل بينما غفران كان غاضب جدًا ولا يفكر سوى بتلك الجملة التي لطالما رافقته طوال حياته ولن ينتهي منها على الأرجح.

(إبن الراقصة) تدخل الملك وبسحره علقَ اللؤلؤة في الهواء.

وقبل أن يأخذها، إستعمل أحدهم السحر ضده
وفي لحظةٍ إختفت اللؤلؤة،
حينها أستيقظ غفران من غفلته
وفي أثناء البحث عن تلك اللؤلؤة من قِبل جميع المسافرون في كل مكان أغلق غفران عينيه قليلًا ثم همس للملك قائلًا:
- عليّ الذهاب الآن
وخرج عن بيت السحر وفرّ إلى الغابه، وفي منتصفها بعدما أتعبه البحث عنها ولم يجدها، وجدّ إمرأة عجوز تقف أمامه لا يعرف من أين أو كيف جاءت كانت تبتسم بطريقة غريبه لم يفسرها، قالت له:
- أحقًا تبحث عنها يا حلو؟
فسر معنى ما قالته أنها
بالتأكيد تقصد اللؤلؤة وبسرعة قال يحاول السيطرة على أنفاسه العالية:
- نعم، أفعل.

ضحكت بشدة، ضحكت بطريقة لم يفهمها
كان صوتها ملئ الغابة بأكملها، كان عالٍ وبه بحةٍ عاليه لا تفعلها عجوز مثلها بتلك السهولة
ما إكتشفه الآن حتمًا أنها متحوله.

لا يمكن لعجوزٍ أن تخرج ذلك الصوت ابدًا
لكن لا يهمه، لا يهم الآن سوى تلك اللؤلؤة
لقد فعل الكثير ليحصل عليها، لا يمكن أن تختفي بتلك السهولة!
قالت العجوز بصوتٍ لا زال يضحك:
- ستجدها، كما كنت تجد روحها في كل مكانٍ من قبل، فقط إبحث، لكن عندما تجدها.. لا تتركها أبدًا.

وهنا إختفت تلك العجوز، ومعها لغزها أيضًا
كان غفران متعجبًا، لفظ لسانه بصعوبةٍ
- تبًا.
ثم أغلق عينيه بتعبٍ وإذا به يسمع صوت بكاء طفل
مرة، إثنان، ثلاثة، ومرة أخرى
حتى عرف مصدر الصوت، إذًا من الجهة اليمين
رائحة مرة أخرى! لا بُد أن يُعاقب صاحب تلك الرائحة عقاب شديد.. لكن لحظه!
إنه معاقب بالفعل، لا يوجد عقاب أسوأ من ذلك
بكاء.. بكاء.. بكاء، لا يكف عن البكاء!
أين ذلك الصوت؟
كان هذا ما يدور بعقل غفران، لم يكن يعرف مصدر ذلك الصوت لانه شَوشه
كان في كل مكان حوله وكأنه ينبع منه شخصيًا
وبعد رحلة بحثٍ قاسيه وجده..

رجلًا وإمرأة مقتولان في منتصف الغابة وبجانبهم ومولودة باكية
ضيق عينيه قليلًا وإقترب من الرجل ثم همس في أذنه:
- الموت ليس عقابك، إن عقابك مؤجل
ستباشره طفلتك وسيكون ذنبها الوحيد في هذه الحياة..
ونظر إليها نظرة عميقه ثم أكمل جملته الآخيره:
- أنها إبنتك.

تأكد غفران أنهم مقتولين، وتأكد من شيء آخر
كاد يرحل ويترك تلك الطفلة تواجه مصيرها وحدها لكنه الآن لا يستيطع
لهذا تراجع، نظر إلى والدتها التي قرأ على جفنها الباكي أن يحميها
ربما شعر بالغيرة، لكنه أدرك أن شعوره خاطئ
شعوره الحقيقي الآن يجب أن يكون الشفقه
إقترب من تلك الصغيره التي ما زالت تبكي حتى الآن وهمس في أذنيها الصغيرتين:
- يجب أن تكوني سعيدة الآن، لانك لن تتذكري هذه اللحظه
ثم إقتلع وشاحه ولفه بجسدها وحملها على كتفه ثم حرك ذراعيه محاولًا إيقاف بكائها ولم يستطيع
كان في طريقه لقصر المسافرون حتى تذكر أنه تحرّر وهنا عبست ملامحه وأغلق عينيه بينما تذكر أنه لو كان حقًا لم يتحرر لم يكن ليذهب بتلك الطفلة هناك.

في كل الحالات وجد نفسه متورطًا بها وببكائها الذي لا ينتهِ منذ ساعات مهما فعل!
لم يكن عليه سوى أن يلجأ لأحدهم، وهنا أدرك غفران أنه لم يلجأ لأيّ مخلوقٍ من قبل وبسبب تلك الصغيره سيفعل اليوم
قرر الذهاب لزوجة صديق ثرثار، منذ آخر لقاء بينهم قد قرر غفران انه لن يقابله في حياته مرة آخرى بسبب ثرثرته المبالغه.
لكنه تذكر لتو أنه لديه طفلًا وذلك سيساعده في رعايتها مؤقتًا..
وفي طريقه إليه سمع أصوات خطوات تطارده، توقف قليلًا
واذا به يجد ذئبًا يقف بالقرب منه ويتأمل الطفله على يديه فتحدث غفران بصوتٍ مسموع:
- ماذا تريد؟
ردّ الذئب بصوتٍ زائرٍ كصوت الوحوش:
- هل تعرف عقاب من يزعجني وأنا نائم؟
لو كان أحد غيرك يا غفران، صدقني لقطعت أشلائه وتعازمت بها ذئاب البلده..

تنفس غفران بصعوبة ثم قال بدقة:
- أعرف، لن تتكرر مرة أخرى
نظر الذئب إليه بغضب ثم قال وهو يلتفت برأسه للجهة الآخرى ويرحل:
- جد لها حليب
ضيق غفران عينيه قليلًا وبدأ يفهمه
فلتفت الذئب مرة آخرى وقال:
- الذئاب أحن منك؟ أنت مثير للشفقه يا غفران

وهنا تركه الذئب ورحل فتأثر غفران وشعر أنه كذلك فعلًا
أخذ يباشر في طريقه إلى صديقه يحاول أن يسرع قدر الإمكان، وحينما وصل لتلك القلعة هدأ قلبه قليلًا
لكن ما جعله متعجبًا هو تكاثر تلك القلعه في هذه المدة القصيره! كان الجميع ينظر له بفضول خاصةً بعض الفتيات الواقعات بحبه، ملأت الدموع عينيهم ظننًا منهم أنه تزوج ويحمل طفله بين يديه! وعندما وصل لبيت صديقه دقّ بابه بقوة، فتحت زوجته الباب متعصبتًا وتنظر له بغضب قائلة:

- ماذا تريد انت الآخر؟
وإذا به زوجها يظهر من خلفها وعلامات زرقاء تظهر في وجهه لدرجة أن ملامحه كادت لا تُعرف
فقال غفران متعجبًا وبقلقٍ مخفي:
- ما الذي حلَّ بك فاران؟
تدخلت زوجته قائلة:
- الذي حل به، أنه يذهب يوميًا ليتحطم ويحطمنا معه بفضل لعبة الملاكمة خاصته.

تدخل صديقه قائلا:
- حقًا لا أصدق! غفران مرة آخرى؟
ثم ذهب نحوه محاولًا إحتضتانه إلا أن لفتت نظره تلك الباكية، فقال بنظراتٍ غريبة:
- من هذا الطفل!
أجابه غفران بسرعه:
- لا يهم هذا الآن!
ثم وجه غفران نظره لزوجة فاران قائلًا: جئتُ بها إليك لتطعميها، لقد تذكرت أنك لديك طفلًا تقريبًا و...
قاطعته قائلة:
- هذا صحيح، لكن ذلك الطفل أصبح ولدًا
أقصد ذلك منذ أربعة أعوام!
لم يفهم غفران فقال:
- لا أفهم! اين المشكلة؟

أغلقت عينيها بشدة ثم أقتربت من تلك الطفله محاولةً أخذها قائلةً:
- سأحلها، لا تقلق

حملّت الطفلة بين يديها وحاولت تهدئتها ثم أرتدت ثوبها وذهبت بها من أمامه، شعر بالخوف بعض الشيء لكنه أطمئن حينما لفظت كلماتها الآخيره:
- سأطعمها وأعود لا تقلق
وبعد أن ذهبت زوجة فاران لم يتوقف عن سؤاله من أين وكيف جاءت هذه الصغيره
كان غفران مُتعب ولم تغفل عينيه منذ مدة
فعرض عليه صديقه أن ينام قليلًا إلى ان تعود الطفلة ويشرح له فيما بعد

وبالفعل حاول ذلك، لكنه لم يستطيع كانت الأفكار قد سيطرت عليه بشكل كبير.. كان يتذكر كل شيء حدث بالأمس وعن اللؤلؤة
لكنه إبتسم قليلًا، ثمةً شيء أسعده، لا أحد يعرفه حتى الآن

في مكانٍ آخر
كانوا المسافرون تشاجروا لدرجة أنهم كادوا يقتلون بعضهم، وكانت تلك أول معركة بينهم
كان الدمار في كل مكان حتى الملك نفسه لم يقدر على أيقافها، ولأول مره يندم على قرار
وهو قرار تحريرهم، لأنهم لو كانوا تحت سطوته، لم يكن ليحدث كل هذا
لذلك رحل
رحل وهو يعرف أن غفران من سيجد اللؤلؤة
رحل وهو يعرف أن لا أحد يستحقها سواه
والدليل هي تلك المعركة الآن
لقد حررهم وذلك يعني أنهم يتحملون مسؤولية كل ما يخصهم، لذلك كان يجب أن يرحل.


بعد قليل عادت زوجة (فاران) إلى البيت وبيدها الصغيره، حينها أستيقظ غفران بسرعة ثم ذهب إليه وحملها قائلا:
- لقد هدأت؟
ابتسمت (هيدان) قائلة:
- نعم، كانت جائعه فقط
كان غفران ينظر لها ولا يصدق انها من كانت قبل قليل! رغم انه لم يرى عينيها بعد
سأله (فاران) مرة آخرى:
- لن تخبرني من تكون؟ هل هي إبنتك؟ سرقتها؟ خطفتها؟ من أين جئت بها أخبرني!
لم يكن يعرف مايقول، فقط أخذ يحاور نفسه قليلًا يحاول إختراع كذبةٍ ما حتى قال:
- كانت في خطر، أنقذتها من بين بعض الذئاب وجئتُ بها هنا
تعجب فاران قليلًا ثم قال:
- ستعيش معك إلى الأبد؟
نظر له غفران بغضب وكأنه لن يتحمل ذلك ثم قال برفضٍ:
- لا، سأعيدها مرة آخرى
قالت هيدان متعجبه:
- للذئاب!
وهنا أدرك غفران أنه تورط بالفعل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي