الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر

امنيه مستحيله لي

بقلم موني احمد



٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠٠
بعد أن صعد "آسر" الي غرفته ليستريح من عناء العمل نزل بعد وقت طويل الى اسفل فظل يجول ببصره في أرجاء المكان يبحث عنها الى ان عثر عليها بجوار ممرضتها التي لا يتذكر اسمها؛ فأخذ يتأملها قليلا إلى أن فاق على صوت هاتفها الذي يرن فنظر لها و هي ممسكة بالهاتف احس بخطب ما بها فاقترب بحذر منهم إلى أن سمعها تقول :

شفتي يا"حلا" قله الادب، لما يبقى واحده تلاقي ابن عمها كل يوم يتصل بيها و يقول كلام ميصحش الواحد يسمعه، تعمل ايه…

حين سمع كلامها كز على أسنانه في غضب فاقترب منها اكثر و قال لها بغضب :

هاتي التليفون ده و انا هتصرف معاه ال… ده هو مفكر أن محدش هيعرف يوقفه ده هاتي التليفون..

ارتعبت من طريقته فمدت يدها بالهاتف في رعب هي و "حلا" فأخذ منها الهاتف بحده و نظر الي الرقم قليلا بعد أن أنتهت الرنه كان لا يزال الهاتف في يده فرن الهاتف ثانيه ففتح الخط و قبل ان يتكلم سمع شيئا صدمة فلم يقدر على الكلام بقي يستمع إلى ما يقال في الهاتف فقط
……….
اما هناك فى قصر "الفهد" بعد أن انتهت "مايا" من تنظيف البيت و عمل المطلوب منها ككل يوم، جلست تستريح قليلا و في يدها زجاجه مياه قبل أن تشرب منها دخلت عليها "الهام" و هي تسألها :

ها يا"مايا" خلصتي كل حاجه مش عايزين مشاكل مع" فهد" بيه لو عليا كنت عملت كل حاجه لكنه ممكن يعرف متزعليش مني..


رفعت الزجاجه ترتشف منها و هي تستمع إلي ما تسرسر به و بعد أن انهت استحائها ردت عليها بلا مبالاة و كأن الأمر لا يعنيها :

ايوه خلصت كل حاجه؛ و متشغليش نفسك بيا عادي يعني معدش فارق حاجه، فيه حاجه اعملها و لا اطلع فوق استريح شويه..


ربتت على زراعتها بحب و هي تحثها على النهوض :

لا ياحبيبتى مفيش هنا حاجة تانية بس..

نظرت لها "مايا" بقلق وسألتها بحذر عن السبب:

بس ايه..

ابتلعت ريقها و هي تخبرها :

"فهد" بيه طلب منيي بلغك انك يعني… تجهزي نفسك باللبس اللي ف الاوضه و تنزلي على ثامنه و نصف …


نظرت لها مطولا ثم سألتها :
طيب فيه حاجه مطلوبه مني تاني..


ابتسمت لها بهدوء و هي تنفي :

لا ياحبيبتى مفيش حاجه تانيه دلوقتي انا ها اجهز كل حاجه و انت بس عليكي تقديمها بهدوء..


لم تضف شيء آخر فانسحبت بهدوء الى غرفتها…


……..

بعد أن سمع ما قيل له من هؤلاء المجهولين، فأخذ يلجلج في كلامه و هو يسألهم بحذر :

فيه ايه انتو مين آآآآآ انا معرفكمش آآ عا.. عايزين ايه..


اقترب منه واحد كان بهيئه مرعبه فقال له بكل هدوء :

تليفونك فين "يا علي"..

جف حلقه و هو ينظر له و إلى هيئته فمد يده داخل جيبه و أخرج هاتفه و هو يكاد يموت رعبا منه فمد يده بالهاتف التي كانت تهتز بشده من خوفه منهم، فأخذ منه الهاتف و عبس به قليلا ثم أشار إلى رفاقه بالاقتراب منه و هو يتحدث مع "علي" ببرود شديد كان الذي سوف يحدث له لا شيء :


شاطر يا" على" بتسمع الكلام الباشا الكبير بيسلم عليك سلام كبير اوي؛ يلا يا رجاله سلمو عليه احسن الباشا يزعل و انتو عارفين زعل الباشا وحش ..

رجع "على" بظهره الى الخلف و هو يسألهم عن السبب :

فيه ايه بس يا جدعان ما انا اديتكم التليفون فيه ايه تاني هو انا اعرفكم.


بقيت انظاره عليه و هو يمسك الهاتف بيده ثم نظر الي الهاتف فابتسم ببرود ورد عليه في غموض ب:

انت متعرفنيش بس بتزعل و تزهق حبايب الباشا فخليك في حالك و دي حاجه صغيره تفتكر كلام الباشا بيها … روقوه..

تجمع الرجال حوله سريعا و انهالوا عليه بالضرب في جميع أنحاء جسده و هو يستغيث بأحد لكن لم ينجده احد في هذا الوقت وصل والده اليه فرائ الذي يحدث فصاح بهم حتى يبعدهم عنه:

"على" يا"علي" ابني لا ابعدو عنه ياولاد**** انت بتتكترو عليه هو قدكم …

في هذا الوقت قد انتهوا منه و لم يهتمو بما قال "إبراهيم " لهم كأنه لا يحدثهم؛ و ابتعدوا عنه وهم يحذروه ب:

دي بس قرصه ودن صغيره فا ياريت كده تعقل وتبعد عن أي حاجه تخص الباشا فاهم يا"على" ، سلام(ياويكا) ههههههههههه

طرحوه أرضا و ذهبو بينما أبيه ينظر إلى ما يحدث بأعين جاحظة فلم يقدر على قول المزيد فاقترب"إبراهيم" من ابنه و هو يحثه على النهوض، بينما "على" لم يتحمل الضرب و أخذ يبكي مثل الاطفال؛ فسأله والده بحدة عن سبب العداوة بينهم :

من دول يا"على" اللي عدموك العافيه و مين الباشا ده اللي بيتكلموا عليه..

بعد أن نهض بمساعدة والده شرد في حديثهم فانتبه إلى كلام والده فرد عليه بغموض :

و أنا أعرف منين يا حاج مهو قدامك هما مقالوش حاجه تانيه...اااااه براحه ياحاج..

نظر "إبراهيم" له بعدم تصديق لكنه لم يجادله حاليا فخرجوا من المكان في صمت.
…..

كان لا يزال ممسك بهاتفها بيده بعد أن استمع الي كل ماقيل و ما حدث " لعلي" عبر الهاتف؛ فنظرت "أمنية إلى" حلا" في قلق ثم وجهت نظرها إلى " أسر" فسألته عن سبب حالته هذه فلم يجب عليها لكنه نظر إليها مطولا ثم أعطاها هاتفها واستأذن في غموض؛

فتعجبوا كلاهما من تحوله المفاجئ فاتبعوه حتى اختفى من أمامهم ثم تساءلوا عن سبب التحول الذي أصاب به " أسر" :
فقالت "حلا"
ماله ده اتحول مرة واحدة كده ليه..

ردت عليها "امنيه" بقلق غير واضح :

مش عارفه بس شكل المكالمة دي كان فيها حاجه ايه هى مش عارفه بس كل حاجه اكيد ها تبان..

وافقتها الرأي و هي تغير مجرى الحديث حتى لا تقلق :

على رأيك كله هيبان، سيبك انت من كل ده ايه رايك نقوم نشوف الغدا و بعد كده نشوف الدكتور ده و تحولاته هههههه

ضحكت "امنيه" هي الآخرى ثم قامو و توجهوا الي الداخل في سعادة لم تطول حين دخلوا و سمعوا ما قيل فصدما كلا هما من الكلام و لم يقدر اي منهما على التحرك من مكانه الي ان استمعوا الى اخر جزء فتحركو كلاهما سريعا إلى الأعلى و هم في حاله من الصدمه الشديده؛

فجلس الاثنين بجوار بعضهما في صدمة فتره الى ان تحدثت "حلا" في شرود و هي تتذكر ماحدث بالأسفل وقالت في قلق:

هانعمل ايه يا"امنيه" في الحصل تحت ده انا خايفه..

تنهدت "أمنية" في الم و خوف مما هي مقبلة عليه و هي تجيبها :

مش عارفه بس يارب ما يكون حد شفنا، احنا و لا كأننا سمعنا حاجه، فاهمه يا"حلا" مش عاوزين مشاكل و احنا منعرفش ايه اصل الموضوع. لازم يكون معانا دليل، و لازم تكوني طبيعيه خالص.

نظرت لها و هي تحاول أن تبتسم و هي تجيبها بهدوء مصتنع :

ماشي هاكون طبيعيه بس انا خايفه عليكي..

حاولت تهدأتها بي :

لا ياستي ماتقلقش عليا المهم بس ان محدش يعرف اننا سمعنا حاجه..

صمتت لم تضف شيء آخر و جلست بجوار "حلا" في صمت تام…

٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

بعد أن أنهت تجهيز حالها كما طلب منها والدها ،جلست على فراشها بعد أن نظرت إلى هيأتها التي تغيرت كثير بهذا الفستان الذي كان في غاية الاحترام فلم تتخيل نفسها بهذا المنظر ابدا لكنها لم تعد تعقب على أي شيء يحدث لها؛ نظرت الى الساعة التي تتوسط الحائط فرات ان الموعد الذي حدده والدها لها قد حان فا وقفت ثانيةً متجه إلى المرآه و هي تعدل من هيأتها و حجابها الذي بات ملازما لها في كل وقت.
خرجت "مايا" من غرفتها تتجه إلى أسفل في هدوء فهي لا تعلم لما طلب منها والدها هذا الطلب، و لا تعلم من يجلس بالأسفل لكنها دخلت بأدب عليهم فنظر لها "شادي" فصعق من هيئتها التي اختلفت كثيرا فقال في صدمة.

مين دي….
٠ ٠ ٠ ٠

فتح عينيه في صدمة من هيئتها التي تخطف القلوب بجمالها الطبيعي و فستانها الزهري الذي زادها جمالا مع حجابها الذي برز بياضها باتت أكثر إشراقا في عينيه حين بدلت هيئتها التي كانت عليها فلم يصدق عينيه

خبطه والده على كتفيه هو يضحك على تصرفاته الغريبه فسأله ممازحا ب:

ايه يا"شادي" هما غيرو عروستك و لا ايه..

انتبه "شادي" إلى نفسه فتنحنح في خجل و اخفض رأسه إلى أسفل و هو يجيب بكذب و بحذر على كلام والده:

لا بس انا اتفاجئت انها طولت الحجاب بتاعها أصله كان اقصر من كده مش اكتر.

حين سمعت صوته و كلامه الذي فاجأها تماما نظرت له بمنظور آخر، رأت شابا مختلف عما كانت تراه فأخذت تتذكر كيف كانت معه فخجلت من نفسها و خفضت عينيها الي أسفل ووجهها متورد بحمرة الخجل و لم تتحدث؛ فرائها والدها انها لا تزال واقفة فابتسم في غموض و هو يحثها على التحرك ب :

تعالي يا "مايا" سلميِ على عمك "عثمان" والد "شادي" جوزك و اقعدي جمبه..

جلست بجواره بعد أن رحبت به كما أمرها والدها؛ بعد قليل من الصمت تحدث هو و سألها مستفهما عن :

ها و انت يا بنتي معاكي مؤهل ايه..

ارتجفت في خوف من أن يكون انفضح أمرها أمام هذا الرجل الوقور برغم بساطته إلا أنه أدخل الى قلبها السرور و إحساس بالأمان فأجابته بهدوء و هي تحاول طمأنت نفسها ب:

انا حضرتك في أول سنه في الهندسه..

نظر "شادي" لها و ل تحولها في كل شيء أيعقل أن تكون تغيرت بهذه السرعة أم انها تمثليه مبتذلة منها، و هي التي لا تطيق شيء ، تتصرف هكذا و تغير من ملابسها هكذا فبات قلقلا منها و يتحسب كل رد فعل تصدر منها ؛ بينما تابع "عثمان" استفساره ب :

و انتي بقي نويه تشتغلي و لا تقعدي في البيت

اجابته بصدق دون أن تنتبه إلى العيون التي تراقبها :

حضرتك انا كنت الاول مش فارق معايا ولا الدراسة و لا الشغل لكن دلوقت بعد المحنة اللي عديت بيها دي اقدر اقولك اني ها اشتغل لان اكتشفت ان الدنيا مش دايمه لحد …


امتلئت عيناها بدموع حارقه بما فعلته بحالها، و ما فعله والدها بها من تغير جذري في حياتها، احنت راسها الى اسفل كرد فعل طبيعي منها ؛ نظر لها "عثمان" وراء هدوءها و التزامها و لبسها فابتسم في رضا منها الآن ما قاله له "شادي" عنها و عن تربيتها المتحضرة اقلقه منها لكن عندما رآها اطمأن قلبه من ناحيتها، فتابع معها باقي كلامه ب :

بصي بقي انتي من دلوقت بنتي زيك زي "شادي" و "اروي " بنتي هي زيك لما ها تعرفيها هاتحبيها ، لو تحبي تقوليلي بابا ها اكون سعيد جدآ..

ابتسم في سعادة و هو يسألها عن موعد قدومها إليهم و ما تحتاجه من متطلبات، و كل هذا و كانت هناك عيون تتابعها بتركيز شديد :

ها تحبي يوم الخميس ان شاء الله زي ماهو و لا تغيري حاجه قولي و كل اللي نفسك فيه و انا الي هنفذه ليكي ياعروستنا..

ادمعت عينها في سعادة من كلماته التي اخترقت قلبها دون أي عوائق، فردت عليه بخجل حقيقي و كلمات صادقه ب:


شكرا لحضرتك انا مش محتاجه اي حاجه و اللي حضرتك شايفه مناسب اعمله و انا موافقه عليه و لا واني يعني.. بقول ان مالوش لزوم تعب حضرتك.



٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

بعد وقت طويل داخل غرفة نومها تحدثت "حلا" اليها عن سبب بقاءهم داخل الغرفة:

احنا هنفضل هنا كتير، كل اما حد يسأل نقول له انك تعبانه ده ليه أن شاء الله ممكن اعرف يابنتي مش انتي قولتي اننا ها نكون طبيعيين اي بقي…

كانت شاردة في ما حدث انتبهت لها"امنيه" ف اغمضت عيناها في خوف من المجهول الذي يحوم حولها؛ بقيت مغمضة العينين وهي تجيبها ب:

لازم نفضل هنا النهارده لحد ما اعصابنا تهدأ عشان ميبنش علينا حاجه احنا ها ننزل بكره الصباح و نشوف ايه الجديد من غير ما حد يعرف ولازم نتعامل عادي..

لم تقتنع تمام فردت في استحسان ب:

طيب ربنا يسهل بس حتى كنت نزلت عند "أسر" يراجع معاكي المحاضرات..

أجابت عليها بغموض :

يا بنتي لا لازم نقنع اللي حولينا بكده مش هتخلي حد يشك فينا ركزي معايا بس..

تنهدت وهي تجيب عليها بضيق:

طيب هنعمل ايه دلوقت لان انا زهقت وجبت اخري..

ثم ابتسمت في غموض وهي تنظر الي "امنيه" بنظرات مشاغبه ثم قالت لها :

تيجي نلعب شويه…

ضيقت عينها في قلق وهي تسألها:

نلعب ايه "يا حلا" بس انت جرى لعقلك حاجه..

ردت بضيق عليها :

ليه أن شاء الله، قولت انا ايه عشان تقوليلي كده..

بتعبير جادة للغاية ردت عليها ب :

انت بتستهبلي صح عاوزانا نلعب هنا وهما عرفين اني تعبانه طيب حتى قوليلي نداري نفسنا ومنعملش صوت..

نظرت لها قليلا الي ان استوعبت كلامها فلم تتمالك نفسها فخرت ضاحكه :

هههههههه انتى بتقولى ايه يخرب عقلك وقعتي قلبي ههههههههههه انتي فظيعه يا "امنيه"..

ضحكت معها و هي تشاكسها، وظلت كلاهما يلعبان في سعاده متناسين ما مروا به أو هكذا نظن نحن….


…..
حين دخل من باب بيته هو و ابيه في حالة مزرية للغاية لم تتحمل والدته حالته هذه فصاحت في خوف حقيقي على قطعه من قلبها؛ فسألته عن السبب و هي تأخذ بيده إلى غرفته يستريح بها :

يامصبتي يابني مين اللي عمل فيك كده دا انت مدغدغ خالص منه لله اللي عمل كده؛ هات ايدك يا"على" أما اسندك ترتاح في اوضتك شويه ادخل يابني..

ثم نظرت إلى زوجها و هي تلومه بكلامها :

بقي كده يا"ابوعلي" ابنك يحصل فيه كده وانت موجود..


تأفف "إبراهيم" ورد عليها بضيق :

وأنا هاعمل ايه يعنى اكتر من اللي عملته و بعدين ماهو من عمايل المحروس ابنك شوفي هبب ايه المرادي لا و مع مين مع حد تقيل، و ابنك الفالح قرب من حاجه تخصه بس ابنك مش راضي يقول هو مين…


تاوه من حركاته و حاول تغير الموضوع حتى لا ينكشف أمره :

اااه حسبي يا "ام علي" خفي ايدك شويه اااه..

بخوف تناست ما كانت سوف تقوله له و بقلق و اضح تابعت :
يا ضنايا يابني يقطعني ما اخدتش بالي سلامتك ان شالله هما البعدة…

نظر لهم بخبث و بقي على هذه الحالة حتى خرجوا و تركه و هو في حالة من التعب فا اعتدل في جلسته و هو يتوعد ل "امنيه" بالكثير من الغضب بعد ما حدث له هذا :

ماشي يا بت عمي مسيرك تقعي تحت ايدي بس ساعتها مش ها أرحمك ..
……….

كان يجلس في غرفة مكتبه و هو يفكر فيما حدث فسمع صوت هاتفه يرن في جيب جاكيته فأخرجه و هو يرد من المتصل فأجاب عليه في غموض مريب :

ها عملت ايه معه..
……
رد عليه "مراد" بغموض :
والرجاله نفذت المطلوب منها..

انتظر حتى يجيب فتابع ب "مراد"
بس كويس انك قولتلي عشان اتصرف معاه بس كويس برده انك مخلتهوش ياخد باله منك..

رد مؤكدا على الكلامه ب:

حاول أن يطمأنه بأنه يفعل الصواب فتابع ب:
بس هو يستاهل علشان يبقى يتشطر على بنتي بس متخافش انا ها اقف ل "على" ده ب….

قطع باقي كلامه عندما فتح الباب ودخل عليه "أسر" في حاله غريبة فسأله موضحا عن سبب دخوله بهذا الشكل:

فيه ايه يا "أسر" بتدخل كده ليه و مالك عامل كده ليه، و مين سمح لك بالدخول

رد عليه "أسر" و هو يجلس بهدوء غامض فسأله :

انت ليك دخل للي حصل ل "على" يا عمي …
صدم "مراد" من كلام "أسر" فلم يتوقع ان يقول له هذا فصمت و هو ينظر له بجمود ثم رد عليه ببرود بعد أن أنهى مكالمته :

طيب سلام انت دلوقت هكلمك تاني..

اممممممم وانت بتسأل ليه من أصله

نظر "أسر"له قليلا و لم يتكلم فتابع "مراد" ببرود شديد :

وانت عرفت منين اللي حصل "ل علي" ده.

ضيق "أسر" عيناه و هو ينظر إليه ثم تكلم و هو يتغاضى عن كلام عمه :

لا وكمان بعتله بلطجية ايه ده كله..


أراح ظهره إلى الخلف وهو يجيب عليه بلؤم :

ها وايه كمان يا ابن اخويا..

تحمحم بخجل واخفض "أسر" رأسه وهو يقول :

احم انا مقصدش يا عمي بس اللي حصل صعب مهما كان ده في الاخر ابن عم… آآآآ.. ابن اخو صاحبك ولا ايه ..


ابتسم في غموض وهو يرمي إليه بكلمات توحي بالكثير:

ايوه طبعا ده يبقى ابن عم مراتى، بس هو قل أدبه معاها وانا بعلمه الادب؛ انت ايه اللي مزعلك في الموضوع ده..


توتر "أسر" من كلماته وجف حلقه فلم يجب عليه؛ اتسعت ابتسم "مراد" أكثر وهو يقول له :

ايه مالك سكت يعني الكلام معجبكش ولا..


تعمد"مراد" ان يقطع الكلام حتى يلعب معه قليلا؛ فنظر"أسر"له سريعا مع كلماته فسأله بقلق حاول اخفاءه :

ولا ايه ياعمي..

لم يريد "مراد" ان يطيل في هذا الحديث فتابع مغير ب :

سيبك انت من كل ده ها اخبارك ايه وشغلك عامل فيه، ايه "امنيه" برده مش راضيه تنزل تراجع معاها المحاضرات .

احس" أسر"بخطابً ما في تغير مجرى الحديث فتقبل هذا ورد عليه بتلقائية:

لا مش راضيه تنزل بتقول تعبانه مع انها كانت كويس تحت وقت اللي حصل… آآآآ… آآآآ
توتر مما قال وبقي صامتا؛ فلاحظ "مراد" عليه هذا فسأله في بغموض

وايه هو اللي حصل تحت ده… خلاها تطلع فوق وتتعب..


…….


بعد وقت طويل من لعبهم ومرحهم ذهبوا إلى الفراش معا وهم في سعادة ظلو يتهامسون الي ان سمعوا دقات خافته على باب الغرفة فنظرت"امنيه" الي "حلا" وهي تطلب منها أن تذهب وترى من هو الطارق وتقول له انها نائمه؛ وفعلا ذهبت إلى باب الغرفة وفتحته بعد أن ارتدت حجابها وهي ترى من في الخارج فرات انه "مراد" فانخفضت عيناها أرضا وهي تعتذر منه بأدب :

"مراد" بيه حضرتك كنت عاوز "امنيه" هي للأسف نايمه..


ابتسم لها وهو يطلب منها ان تذهب إليها وتعلمها بأنه هنا يريد أن يتكلم معها قليلا :

ادخلي بس قوليله اني عاوزها ضروري ومش هاطول عليها..

تحمحمت قليلا ثم لبت طلبه في دون نقاش:

احم احم تحت امرك يا "مراد" بيه..


دخلت إليها وهي ترسم الجديه في كلامها حتى تقنعه بأنها نائمه، فنادت عليها بصوت خافت وهي تطلب منها انت تستيقظ ب :

"موني"حبيبتي قومي كلمي "مراد"بيه.

همهمت وهي نائمه ب :

اممممم ايه..


ابتسمت عليها هي تعلم انها لم تكن نائمه فتابع ب :


يابنتي قومي بقي كلمي "مراد" بيه عوزك..

كانت بل الفعل تشعر بالنعاس فقامت بكسل وسمحت له بدخول بعد أن هندمت من ملابسها؛ فاعتذرت منهما "حلا" وانسحبت بهدوء؛ فنظر لها" مراد" ضاحكا بعد خروج "حلا" من الغرفة فقال لها من بين ضحكاته:

ههههههههه طلعتي شاطرة في التمثيل يا"موني" ههههههههههه..

افقت من نعاسها بصدمه وهي تنظر له بتوتر فسألته بتلعثم عن سبب هذا الكلام :
حضرتك تقصد ايه بكلامك ده

بقي يضحك عليها ثم قال لها بغموض :

اقصد ايه هههه اقصد انك مكنتش نيمه..

ازدرد ريقها بتوتر وهي لا تعلم ما عليها قوله، فحدثت نفسه ب:

ماذا ..كيف علم أني لم أكن نائمه يا الله، طيب اعمل ايه دلوقت…

رفعت عينها له في خجل وهي تقول :

ايوه انا مكنتش نايمه بس لما عملت نفسى نيمه و غمضت عينيا حسيت اني فعلا نمت بس.. بس. حضرتك عرفت منين اني صحية..


ابتسم لها وهو يعدل من جلسته ويقول لها بهدوء :

انا عرفت مين… ممممم.. من صوتكم العالي اللي واصل لحد تحت ها عرفتي عرفت منين…



ابتسم له وهي تحاول إخفاء توترها وهي تقول له :

هو حضرتك كنت عاوز حاجه منى ..

نظر لها وتكلم بكل هيبة ووقار ولم يخفى شئ من كلامه ب :

ايوه كنت عاوز أسألك ليه مش راضيه تنزلي تحت من بدري ايه اللي حصل خلاكي تطلعي على طول و مش راضيه تنزلي تحت ،حتى ترجعي محاضراتك..

توترت من كلامه ولكنها حسمت أمرها على مصارحته بما حدث بالاسفل حتى يكون على علم بما حدث ان زادت الأمور عن حدها..


…..



عندما رجع "عثمان" من مقابلة "مايا" ووالدها.. نظر الى ابنه وقال له :
شادى ايه الحقيقه؟
نظر له "شادى" وهو يزدرد لعابه وقال :
حقيقه ايه يا بابا …
عثمان : شادى انت اتجوزت مايا ليه
سكت "شادى" و هو يحاول انيرت أفكاره حتى يجيب عليه بكذبه مقنعة :
الحقيقة ان ابن عمها شاب فيه كل المواصفات كان عايز يتجوزها وهي بالفعل استنجدت بيا لان والدها كان مصمم علي زوجها منه وكان رافض اني لتقدم بما اني من مستوى اقل بكثير منها وآآآ

وايه كمان يا "شادي"..


اخفض "شادي" عينيه بخجل من والده مما سوف يقوله :

و كمان هو مفكر اني اني تممت الجوازه فا عشان كده مستعجل ..

صدم "عثمان " من كلامه فا رد عليه بي لوم :

كمان يا "شادي "..

نفي سريعا و هو يوضح له ما حدث:


لا هو فاهم كده منها هي ،لكن محصلش حاجه…


تنهد بارتياح وهو يحاول تقبل الأمر مما قاله ،فا ظلوا معا قليلا يتهامسون ،ثم اتجه كل منهما الي غرفته ،
بعد ان دلف داخل غرفة جلس "شادي" في يتذكر حديثه معها فابتسم في هدوء على تحولها الذي بات ملحوظ؛ فحدث نفسه ب :

لا بس فعلا بقت حاجه تانيه خالص معقول "مايا" تكون اتغيرت بالشكل ده .

اختفت ابتسامته وهو يتابع مع نفسه ب :

لا متفرحش اوي كده مش يمكن كل ده تمثيل..

ظل على هذه الحالة فتره يفكر بها وبتغيرها وحسم أمره على ان يتخذ حذره منها .. إلى أن ذهب في سبات عميق…

٠ ٠ ٠ ٠ ٠

بعد وقت طويل وهو يجلس في حديقة منزله الجميله قام وهو يتجه إلى الداخل حتى يصعد الي غرفته فراء "حلا" تجلس بالداخل فاقترب منها وهو يسألها عن :

انسه "حلا" قعده كده ليه..

توترت قليلا فحاولت ان تبدو طبيعيه وهي تجيب على سؤاله ب:

بشمهندس "أسر".... آآآآ انا آآ هنا.. احم أصل..

حاول أن يهادئها من توترها ب:

اهدي بس فيه؛ ايه يا انسه مالك..


ازدادت ريقها وهي تجيب عليه وهي خافضة عينيها الي أسفل ب:


اصل "مراد" بيه فوق هو مدام "امنيه" فا..


لم يسمع "أسر" باقي كلامها من صدمته وغضبه الذي بات ملازما لها هي فقط، أظلمت عينيه وهو يتخيل اسوء الأشياء عن علاقتها التي لا تتعدى حدود البويه لكن الغيرة أعمت عينيه؛ فا تركها تنظر له في ذهول من تحوله الذي بات ملحوظ؛ فحدثت نفسها ب :

ماله ده بيقلب كده ليه ماكان حلو من شويه؛ وانا مالي بده كله وادي قعده…


٠٠
بعد أن تركها و صعد الي غرفة في غضب ظل يجوب الغرفة ذهاب و اياب و هو يفكر في حل لهذه المشكله الي ان حسم أمره على فعل شئ…

٠٠٠٠ ٠٠٠٠

كان يجلس بجوارها وهو ينتظر توضيح له عن هروبها من الأسفل بالاختباء داخل غرفتها؛ فحاولت ان تبدو طبيعيه وهي تروى له ما سمعته بالأسفل ب:

بص يا بابا… آآآآ انا مش هقدر اخبي عليك اكتر من كده لازم حضرتك تعرف اللى حصل عشان تقدر تتصرف…

كان يستمع لها بانتباه و لم يقطعها، الي ان صمتت و طال صمتها فا شجعها قائلا ب :


قولي يا حبيبتي متخافيش طول ما انا موجود انا مش هسمح ل حاجه تحصلك ولا لحد يقربلك..

ابتسمت له با ابتسامه باهته و هي تستعد حتي تروى له ماسمعت فتذكر ما حدث :


بص يا عمو الحصل بعد خلصت انا "حلا" مع دكتور "أسر" بعد اما خد تليفوني عشان يرد على "على" ابن عمي و سمع المكالمة غضب بعدها جدا و سبنى ومشى؛ وقفنا شوية انا و "حلا" وبعد كده دخلنا جوه البيت سمعنا..

فلاش باااااك

يلا يا بنتى نشوف البيت ده في غدا ايه…

ضحكت عليها "امنيه" وهي تأيدها ب :

ايوه ههههههه باين عليهم معندهمش حاجه خالص هههههه آآآآآ…

لم تكمل "امنيه" باقي كلامها عندما سمعت صوت نسائي لم يكن غريب عليها لكن لم تميز من :

انت لازم تخلصني منها زي ما خلصتني من اللي قبلها فاهم..

……..

انتظرت حتى انتهى من حديثه، ثم صاحت به في انفعال ب:


انت تسمع اللي بقول عليه من سكات، مش بيوصلك حسابك أول بأول..


……


بقيت صامته فترة حتى انتهي من رده عليها فتحدثت هي بغضب وكراهية غريبه :

دي لازم تخرج من هنا على ظهرها مش بفضيحة زي اللي قبلها فاهم…


……

لم تهتم بما يقول فصاحت به :

انت تسمع اللي بقول لك عليه وتنفذه من غير ولا غلطه فاهم..

……


ايوه طبعا "امنيه" دي لازم تختفي فاهم..


…..

لا خلاص روح انت لو عزت حاجة ها ارن عليك سلام ..

عند هذا لم تتحمل كلاهما هذا الكلام فصعدوا الى أعلى سريعا قبل أن ينتبه إليهم أحد…

باااااك


٠٠٠٠٠٠٠

بقلمي موني أحمد
امنيه مستحيله لي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي