الفصل الثالث عشر
لازال أدهم يجوب بسيارته بين الأراضى الزراعيه محتارا سائما في قدره المنتظر .. لازالت حنان تنزف خيباتها و وجع قلبها علي هيئة دموع تأكل في وجنتها .. و لازالت النيران تنهش في قلب قمر بقلق و توتر .. غيابه بالنسبة لها اصبح مريبا ..
انتهى النهار و اعتلت صوت دقات الطبول و اغانى السيدات الريفيه البسيطه و التصفيق و التهليل ... و خروج صوانى الطعام الممتلئه بأشهى المأكولات صفا منتظما فوق اكتاف رجال الطهو ... غمر قلب الجد جابر لفرحه احفاده فاليوم تخطى اول مرحلة من تحقيق مراده . .
ببيت عائله الفاروق دلفت قمر سلم البيت بعد ما بلغ خوفها لذروته فوجئت بحركه غريبه في البيت اسرعت الخطى نحو أبن عمها الأصغر أخ ماهر ( مازن ) تساله : مازن الحاجات دى رايحه فين ؟!
مازن مرتديا ثوبه الابيض الريفى البسيط اردف قائلا
- فرح عيلة الجابر النهارده .. و عمك صمم يروح يباركلهم بنفسه عشان كدا واخدين الهدايه دى شويه طيور و أكل و حاجات ساقعه أقل حاجه فى مقام عيلة الفاروق
امتلأت عينيها بالدموع قائله بدهشة : ازاااى وبينهم عداوه و يروح يباركلهم بنفسه عمك دا بيفكر أزاى
هز راسه و لم يبالى لحديثها بل اردف قائلا : اي رايك يا بنت عمى في انفع عريس ؟!
رفعت كفها من فوق كتفه و هي في حاله صدمه : عشان كدا يا أدهم قافل تليفونك و مش بتكلمنى و لا بترد علياا طب كنت طمنى عليك بس ! .
ارتفع مازن الصغير : يا قمر روحتى فييين ؟! مش بتردى عليا ليييه ؟!
ابتلعت ريقها ثم نكثت علي ركبتيها بالقرب من اذانه : مازن قولى معاك فونك اللي بتلعب عليه صح ؟!
اونئ راسه بالموافقه : ايوا معايا ماانتى عارفه مبقدرش اتحرك من غيره ابدااا
خفضت صوتها قائله : طب بص اسمعنى عاوزاك تصورلي كل حاجه هتحصل فالفرح اليلله ماشي يا مازن ؟
اجابها بفخر : بسيطه و سهله جدا ... بس ليييه ..؟
_ اسمع الكلام بس و اوعي ادهم ياخد باله ...
_ خلاص اتفقنا ...
انتصب عودها مجددا قائله بحزن : هتتجوز خلاص يا أدهم !! ياتري ناوي علي ايييه ياعمى ؟! استرها يارررب .
دخلت غرفتها و هى تنظر لأركانها بأعين ذابله قلقه و محتاره خائفه من الدقيقه القادمه تخشى حدوث مكروه لخاطف دقات قلبها تخشى القادم المجهول أمسكت أحدى رواياتها المفضله للكاتب العظيم نجيب محفوظ وشردت بذهنها و هى تتذكر موقفها مع والدها عندما دخل عليها فى مرة و . . .
_حبيبة قلب ابوها مين الى واخد عقلها
طبع قُبله خفيفه فوق جبهة ابنته الجالسه في غرفتها و بين يديها كتاب يبدو عليه انه سلب عقلها حتى تناست تواجد الخلق حولها .. قفلت كتابها مبتسمه
- كنت بقرأ روايه لنجيب محفوظ اسمها قصر الشوق
جلس بجوارها مبتسما متذكرا شيء ما
- اااااااااه عارفها والله زمان كنت غاوى كتب و روايات زيك كدا
اتسعت ابتسامتها ثم اردفت قائله بغمز
- الله الله .. دا انا طلعت عليك بقاا قولى بقا كنت غاوى حب كدا زى الكتب و عايش حب قديم و أنا معرفوش ؟ ..
اجابها بهدوء : الانسان مايقدرش يعيش من غير حُب يا قمر
أقاربت منه و جلست بقربه بفضول و شغف : طب احكيلي احكيلي ...
اجابها ممازحا : اسكتى يابت انتى عاوزه امك تيجى تعلقلنا حبل المشنقه
ضاقت حدقه عينها : بقي أبن الفاروق بجلالة قدرة خايف؟! ...
ارتفعت ضحكته قائلا بصوت منخفض : اشششش بنقصر الشر بس .. المهم سيبنا منك و قوليلي عامله ايه ياقلب ابوكى ؟؟
- انا تمام .. و بقرا كل الكتب اللي بتجيبهالي و حفظتهم صم .. و كمان مش مقصره في حق كليتى و هتبقي ابو الدكتورة
احتضنها بحب و طبع قُبله اخري علي جبهتها : طيب و أدهم الجابر اخباره اييه ؟ ..
توردت وجنتها بخجل و ابتعدت عنه بارتباك : هااا أدهم !! ماله ؟؟ و الله يا بابا مابكلمه و كل مابيحاول يكلمنى بديله فوق دماغه . . و ببعده عن طريقى ..
وضع ابهامهه فوق شفتيها : اهدددددى و بلاش عرق عيله الفاروق المتمرد ده .. سيبك من كل الكلام ده .. و عاوزه اعرف قلب قمر فيه مين ؟ ...
مسكت كتابها بارتباك و توتر شديد و وثبت قائمه قائله بعجلٍ : ممممم هاااا ... طيب انا همشي دلوقتى اشوف ماما لو محتاجه حاجه ...
قهقهه والدها بصوت عالٍ علي حركاتها الطفوليه المتمرده ثم اردف قائلا بصوت عالي بعض الشيء : طيب خلاص انا عرفت هرد عليه اقوله اي لانه كان ناوي يتقدم رسمى و انا قولت اخد رايك الاول .. شكله كدا مافيش نصيب ....
وقف منتصبه في مكانها لم تصدق ما قاله والدها كالمومياء التى لم تخرج عن صمتها بعد .. احمرت وجنتها اكثر و سرعان ماركضت امامه تلك الصغيره التى هاجمها الحُب بدون رحمه .. ركضت محاوله الاختباء و الانفراد بقلبها كي تدويه من ضجيجه المربك .. وجدت نفسها عاريه الافكار و القلب امام والدها قيصر الحب و الرومانسيه ....
تنهد والدها بصوت مسموع : ربنا يفرحك يابتى و يبعد عنك شر عيلة الفاروق ..
فاقت من شرودها و هي تتحسس رواية ( بين القصرين ) و دموعها تنهمر فوق وجنتها .. حضنته بحزن : بابا مشي بس انت اللي باقيلى ... وحشتى أوى يا بابا و وحشنى حضنك و وحشنى كلامى معاك .. ااااه لو كنت موجود دلوقتى معايا مكنش كل دا حصلي .. اهوو حصل اللي كنت خايف منه ، عيله الفاروق استقووا عَلِيّا يا بابا .. طب هو ينفع ترجع اعترفلك بحبي لأدهم اللي كنت مخبيها منك مع انك عارفو و تمشي تانى .... انت اللي علمتنى أزاى احب و مشيت قبل ماتشوفنى نجحت فالامتحان و لا لا .. فهمتنى ان الحب حق مكتسب بس مقولتليش ان مافيش حب من غير تمن .. .. طلع تمنه غالي أوي ...
بداخل شركه الفاروق و بالتحديد فى القاهرة يجلس على مكتبه شارد بشىء قاطع شروده صوته : تحت امرك يابيشمهندس ..
نصب ظهره و اتكأ بساعديه علي سطح المكتب ثم اسار اليه : تعالي اتفضل يا عم جلال ..
- يكرم اصلك يابيه .. و الله الواحد ماعارف يودى وشه من حض.............
قطعه ماهر بحده : ما علينا بالكلام ده .. المهم سيديهات الكاميرات السريه موجوده معاك .
رفع رأسه بحماس : طبعا ياباشا و زي ماامرتنى مفتحمهش غير لما تيجى ..
ثم قدم له حوذة سوداء بداخلها اسطوانات كمبيوتر ( CD ) ووضعها فوق المكتب : اتفضل اتفضل .. شوف بنفسك ..
- تمام اتفضل انت ياعم جلال ...
فتح ماهر السله و افرغ محتواها بحماس ثم دار بمقعده و وضعها بداخل جهاز الحاسوب باهتمام بالغ .. و بعد برهه من الوقت ظهرت امامه صور متحركه لمكتبه من الداخل .. قدم شريط التشغيل فلفت انتباه شيئا ما .. سرعان ما رجع الفيديو للخلف فوجد صورة سكرتيرته الخاصه تتسلل مكتبه فى الخفاء لارتكاب جريمتها .. راقب ماهر تصرفاتها بغضب شديد ، قفل جهازه الحاسوب متوعدا ( يابت ال .....!! )
دلفت ( سجى ) مكتب ماهر الفاروق بأرجل متثاقله و عيون ترتعش خوفا ، بصعوبه استجمعت قوة عضله لسانها بعدما بللت حلقها لتقول : في حاجه حضرتك ..
ابتسم ماكرًا : تعالي ..
ازداد خوفها فأقدمت نحوه برعب : هو حضرتك وصلت لحاجه بخصوص الورق الضايع ؟!
اومأ رأسه ايجابا : آآه .. كان في كاميرات سريه في المكتب عرفت من ورا سرقه الملفات ...
اراد ماهر اللعب علي اوتار خوفها اكثر كان الخوف و القلق ان يشق قلبها : م .. مش فاا فاااهمه حضرتك ..
تنهد ماهر تنهيده ارتيااح و ثقه ثم اردف قائلا : سجى زين المستشار القانونى .. عارفااه .. اخر حاجه كنت اتوقعها ان زين يخون .. _ثم نظر لها بغمز_ و الله البنى ادم دا غريب تمدله أيدك عشان تساعده ينهشها .
داعبت شفتيها الذهول حتى اردفت بتلقائيه : لااا .. از ازااي .. م مش معقول ... !!!
نظر لها بعيون ضيقة : هو اي اللي مش معقول .. ؟!
ارتبكت اكثر : انه يسرق و كده يعنى .. اصلو من زمان في الشركه وووو
وثب ماهر قائما بهيئته المنتصبه و نظراته الثأريه : وانتى مستغربه ليييه .. روحى ابعتيله و تعالي يلااا ..
هزت رأسها بتوتر و جسد مرتجف بعدما تنهدت تنهيدة ارتياااح دارت بجسدها مسرعه للخارج ..
التوت شفتيه ببسمه خفيفه كإنه يستشعر فرحه انتصار عجيب .. ثم رفع حاجبه بثقه كإنه التقط مخه فكرة مااا ، جلس فوق مكتبه ثم ارسل رساله نصيه لاخيه محمود ( ابعتلى رقم كيان )
القي هاتفه فوق سطح مكتبه متكئًا بظهره للخلف متنهدا ( كيااان !! صبرك عليااا ... )
اعتلى ثغره بسمه ماكرة متسائلا كيف له أن يتحرر من قيود غرامه لهاا
( العروسة جهزت و لا لسه كسلانه )
وصلت تلك الرساله النصيه علي هاتف كيان المنغمسه في عملها .. فالتفت لصوت رنين الهاتف و هي ترفع نظارتها الطبيه وجدت رقمًا مجهولا .. رفعت حاجبها متعجبة : ماهر ! معقوله ؟!
قررت تجاهل الرساله بعد محاولات عديده .. فعقل المراة حينما ينتابه الفضول يجعلها طفل سذاج لم يصمت الا عندما ترضيه ... بعد عدة دقائق عاود الاتصال بها .. فانه يجد اثناء حديثه معها انتشاء عجيب لجميع حواسه .. لم يقل فضولها عن الاول و بعد تفكير و حيره قررت الرد بتأفف : افنددددم !
اعتدل في جلسته محاولا مزج الحب مع العتب و اللوم : انتى ازاي تردى علي رقم متعرفهوش يااهانم ..
اتسعت حدقة عينيها بدهشه بالرغم من اعتقادها بهوية المتصل و لكنها لم تجد تفسيرا واضحا لدربكتها : انت جبت رقمى منين ... و بأي حق اصلا تكلمنى ..
اتسعت ابتسامته ثم وثب قائما يبعد ببطء عن مقعده ثم اردف قائلا : اولا لما تتكلمى توطى صوتك .. ثانيا تجاوبي علي اد السؤال عشان اللماضه انا مابحبهااش .. ثالثا و دا الاهم الجميل اخباره ايييه ... ؟!
زفرت بعصبيه علي برود اعصابه و بدون اي مقدمات انهت المكالمه باغتياظ ( طلعلى منين دا بس ياربي و انا كنت ناقصاها ماطول عمره عايش فالقاهرة و مش بنشوف وشه .. شكلك هتتعبنى اوي ياسي ماهر .. طييييب انت اللي اخترت .. )
لم يعاود ماهر اتصاله لانه بل اكتفي بغيبوبه الضحك التى اصابته ، شعر بانتصار عجيب ملأه .. اثناء قهقهته دلفت السكرتيره بصحبة المستشار القانونى للشركه .. تبدلت ملامحه للضيق ثم عاود ليجلس علي مكتبه بثبات : إلا قولى ياسيادة المستشار عقوبه سرقة اوراق رسمية فالشركه ايه !!
قضب زين ( المستشار القانونى ) حاجبيه ثم اردف قائلا و هو يجلس امامه : دى جريمتين ياباشا خيانة امانه و سرقه .. و العقوبه التحويل لمجلس تأديب اقل حاجه و بتنتهي بالفصل ...
رمق سهى سكرتيرته ( سچى ) بنظرة حاده اربكتها اكثر : اممم طب عاال اوي .. و انت اي رايك في سرقه اوراق اكبر مناقصة من الشركه ..
تنحنح زين بخفوت : اللي تشوفه حضرتك ...
رفع ماهر عينه نحو سچى : طب نشوف راي الاستاذة سچى ..
تراجعت خطوتين للخلف بجسد مرتجف قائله بتوتر
: و انا مالي يا ماهر باشاا ... اصللل
دار بمقعده مقاطعا و هو يفتح شاشه حاسوبه : اصل انك حراميه ... شوفي كده ....
انتفض جسدها و انهمرت دموعها : و الله هقول كل حاجه .. بس ماتقطعش عيشي ..
ابتسم ماهر بخبث : هاا سامعك .. مين وراكى ؟! ...
فركت كفيها بارتباك ثم اردفت قائله
: صالح باااشاا .. و الله ضحك عليااا و فهمنى اننا هنتجوز وووو ..
وقف بذهول : صالح الجابر !!
اومات راسها الملطخه بالدموع : و الله انا غلطانه .. انا اسفه حضرتك .. انا معرفش عملت كده ازاي ...
تنهد ماهر بهدوء : زين عاوزك تتصرف .. تاخد حسابها و بزياده كمان و ماشوفش وشها هنا تانى ...
ثم رمقها بنظرة معاتبه : اظن كده عدانى العيب .. يلا اتفضلوا ...
اخذت سچى تجري خيبات الالم والندم معها : زين استنى ...
قالها ماهر بثبات
_ اوامرك ياباشا ...
انتظر ماهر خروج سچى ثم اردف قائلا : ورق الشحنه الجديده يطلع و العماال يبداوا يشوفوا شغلهم .. اللى كنت قلقان منه حصل خلاص .. نفوق لشغلنا بقي ....
ابتسم زين ابتسامه انتصار : حاضر يابيشمهندس ..
خرج زين ثم لملمَ ماهر شمله متجها للدقهليه باستعجال : راجعلك ياست كيان و أما نشوف أخرتها معاكى ....
. . . . . . . . . . . . .
بالشرابه . . .
تجلس تقى بداخل غرفتها بشقه والدتها و أسر تنظر للفراغ بشرود و هى تتذكر ما مضى مع زوجها مدحت
فلاش باك
تقى نظرت لزوجها و سالته بهدوء : مدحت انت كنت فين امبارح ؟
مدحت بعصبيه : و انتي مالك انتي ازاي تسأليني انا كنت فين !!
تقى : انا مراتك و من حقي اعرف لما القيك بتتاخر لنصاص الليالي يبقا من حقي اعرف
مدحت بعصبيه و زعيق : بقولك ايه يا تقى اخرجي من دماغي و اصطبحي و قولي يا صبح
تقى بزهول : انت ليه اتغيرت انت مكنتش كده قبل مانتجوز فين ايام الخطوبه لما قولتلي اني حياتي معاك هتبقا احسن حياه فين يا مدحت
_ استغفر الله واضح انك طلبه معاكي نكد انا هسبلك البيت و ماشي دي بقت عيشه تطهق .. كان سيتركها و يتحرك خارج الغرفه و لكن نظر لها مره أخرى و قال ست نكديه بصحيح تركها و خرج من الغرفه بل من الشقه بأكملها
دمعه فرت من عين تقى و قالت بحزن ( ياررب بقا ياررب يارتني كنت سمعت كلامك يا أسر يا اخويا يارتني كنت سمعت كلامك )
باليوم التالى . . .
تقى بهدوء : مدحت انا عايزه اروح الشرابيه
مدحت ببرود : هو فى حد تعبان
تقى بذهول : هو انا لازم اروح عشان حد تعبان .. عايزه اشوف ماما و اخويا و كمان بقالهم كتير ماشفوش أسر الصغير
مدحت بلامبالاه : مش لازم تروحى كلاميهم فى التليفون فيديو
تقى : انت ايه مبتحسش بقولك عايزه اشوف اخويا و امي وحشوني
مدحت بنرفزه : بقولك ايه يابت .. اتلمي كده و اتمسي ماشي .. انا هروح اتخمد بعيد عن وشك العكر
تقى بعياط: حسبي الله و نعم الوكيل انا هخلي اخويا ياخدني و اللي يحصل يحصل حتي لو وصلت لطلاقي
أسر الصغير : ميث تعيطي يا ماما (مش) بابا وحث اثلا (بابا وحش اصلا)
تقى و هى تمسح دموعها : اوعي تقول كده ع بابا عيب
أسر الصغير بتصميم : لا وحث أنا هقول لخاله عشان يزعقله زي مازعقلك
تقى أحتضنت أبنها و كانها تستمد قوتها منه . . .
بعد يومين
تقى بفرحه : اتفضلي يا حماتي و الله نورتيني مبسوطه اني شوفتك والله وحشاني
فاطمه والدت مدحت : وانتي كمان يا تقى يا حبيبتي ازيك يا بنتي عامله ايه مالك
تقى ببتيامه : مافيش يا حماتي انا كويسه
فاطمه بحنان : مالك يا تقى فى ايه مدحت مضايقك
أسر الصغير : تيتا اه بابا مضايقها بيزعقلها كل يوم
تقى بزعيق : أسر
فاطمه : بس يا تقى .. تعالي يا حبيبي .. بابا بيعمل ايه تاني
أسر الصغير : مث (مش )عايزها تروح لتيتا هبه
فاطمه بصدمه : طب خش الاوضه عقبال ماتكلم مع ماما شويه .. مدحت مش عايزك تروحي !
تقى بتنهيده : اه هو دايما مبيحبش أسر أخويا
فاطمه : انتي خساره ف ابني .. ابني كان عايز واحده تطلع عين امه .. ايوه انا امه و بقولك كده ..
تقى بحزن : طنط معلش ممكن متكلميش معاه فى حاجه
فاطمه : مش هتكلم معاه .. بس لو عملك حاجه تاني انتي و لا امك و لا اخوكي هنا انا هنا عيلتك هقفله و اخرب بيته يا تقى .. انتي زي بنتي ربنا يعلم
تقى بحب : والله عارفه يا طنط انا محظوظه بحما زيك ربنا يخليكي ليا
فاكمه : بطلي تقوليلي يا حماتي و تقوليلي يا ماما ممكن و لا انا مش زي ماما
تقى : طبعا زي ماما انا بعزك اوووي يا طنط ربنا يعلم
فاطمه : خلاص من هنا و رايح بقا قولي ماما و انا هخليه يوافق يوديكي عند هبه حتي لو هحطه قدام الامر الواقع و اشوفه هيعمل ايه . . .
. . . . بيوم أخر . . . .
مدحت بنرفزه : بس انا مش موافق يا ماما
فاطمه ببرود: انا مبخدش رايك انا بقولك بس
مدحت بعصبيه : نعم دي مراتي و انا اللي من حقي اقول تروح فين و تيجي منين
فاطمه بعصبيه : مراتك مش جاريه مكان متحطها فى مكان تلاقيها فيه ان مراتك بني ادمه و من حقها تشوف عيلتها و تقعد عندهم الوقت اللي هي عايزاه كمان و انا بكره هاخدها و اوديها عند هبه و عايزاك بقا تعارض كلامي يا ابن بطني
مدحت بغضب مكتوم : ياماما
فاطمه بحزم : كتك مو الموضوع انتهي و هتفت بتحذير : اياك يا مدحت تقل عقلك مع مراتك مفهوم حتي لو مبتحبش اخوها هي ملهاش دعوه فاهم تركته مع نفسه و دخلت غرفتها
. . . . . . . .
عند مكه تجلس بغرفه الصالون بملل و طفش لتسمع خطوات والدتها و هى تدخل الغرفه و تقول بكل بساطه و لامبالاه : مكه انا خارجه رايحه النادي مع صحابي
مكه بحزن و خيبه أمل : مامي طب ماتخليكي معايا نشغل فيلم و نقعد نكلم مع بعض انا عايزه اتكلم معاكي .. انا محتاجه نقعد قاعده ام و بنتها انتي الصبح فى الشغل و بليل مع صحابك ف النادي يا اما بتبقي متجمعه معاهم هنا و بابي مسافر بليز يامامي نقعد مع بعض
نظرت لها والدتها بضيق و ثوانى وأصدر هاتفها صوت أتصال لتقول لأبنتها : اهو شوفتي بيتصله بيا يلا بقا عشان متأخرش باي يا مكه .. اخرجي مع صحابك لو حبيتي انا مش فاضيه للسهر قدام فيلم والكلام دا الوقتى
نظرت مكه لطيف والدتها بحزن وعينيها تلمع بالدموع لتفرك يدها بضيق و غيظ وتحرر دموعها المحبوسه من سجنها وتتركها تسر على وجنتيها كالهارب تماما . .
انتهى النهار و اعتلت صوت دقات الطبول و اغانى السيدات الريفيه البسيطه و التصفيق و التهليل ... و خروج صوانى الطعام الممتلئه بأشهى المأكولات صفا منتظما فوق اكتاف رجال الطهو ... غمر قلب الجد جابر لفرحه احفاده فاليوم تخطى اول مرحلة من تحقيق مراده . .
ببيت عائله الفاروق دلفت قمر سلم البيت بعد ما بلغ خوفها لذروته فوجئت بحركه غريبه في البيت اسرعت الخطى نحو أبن عمها الأصغر أخ ماهر ( مازن ) تساله : مازن الحاجات دى رايحه فين ؟!
مازن مرتديا ثوبه الابيض الريفى البسيط اردف قائلا
- فرح عيلة الجابر النهارده .. و عمك صمم يروح يباركلهم بنفسه عشان كدا واخدين الهدايه دى شويه طيور و أكل و حاجات ساقعه أقل حاجه فى مقام عيلة الفاروق
امتلأت عينيها بالدموع قائله بدهشة : ازاااى وبينهم عداوه و يروح يباركلهم بنفسه عمك دا بيفكر أزاى
هز راسه و لم يبالى لحديثها بل اردف قائلا : اي رايك يا بنت عمى في انفع عريس ؟!
رفعت كفها من فوق كتفه و هي في حاله صدمه : عشان كدا يا أدهم قافل تليفونك و مش بتكلمنى و لا بترد علياا طب كنت طمنى عليك بس ! .
ارتفع مازن الصغير : يا قمر روحتى فييين ؟! مش بتردى عليا ليييه ؟!
ابتلعت ريقها ثم نكثت علي ركبتيها بالقرب من اذانه : مازن قولى معاك فونك اللي بتلعب عليه صح ؟!
اونئ راسه بالموافقه : ايوا معايا ماانتى عارفه مبقدرش اتحرك من غيره ابدااا
خفضت صوتها قائله : طب بص اسمعنى عاوزاك تصورلي كل حاجه هتحصل فالفرح اليلله ماشي يا مازن ؟
اجابها بفخر : بسيطه و سهله جدا ... بس ليييه ..؟
_ اسمع الكلام بس و اوعي ادهم ياخد باله ...
_ خلاص اتفقنا ...
انتصب عودها مجددا قائله بحزن : هتتجوز خلاص يا أدهم !! ياتري ناوي علي ايييه ياعمى ؟! استرها يارررب .
دخلت غرفتها و هى تنظر لأركانها بأعين ذابله قلقه و محتاره خائفه من الدقيقه القادمه تخشى حدوث مكروه لخاطف دقات قلبها تخشى القادم المجهول أمسكت أحدى رواياتها المفضله للكاتب العظيم نجيب محفوظ وشردت بذهنها و هى تتذكر موقفها مع والدها عندما دخل عليها فى مرة و . . .
_حبيبة قلب ابوها مين الى واخد عقلها
طبع قُبله خفيفه فوق جبهة ابنته الجالسه في غرفتها و بين يديها كتاب يبدو عليه انه سلب عقلها حتى تناست تواجد الخلق حولها .. قفلت كتابها مبتسمه
- كنت بقرأ روايه لنجيب محفوظ اسمها قصر الشوق
جلس بجوارها مبتسما متذكرا شيء ما
- اااااااااه عارفها والله زمان كنت غاوى كتب و روايات زيك كدا
اتسعت ابتسامتها ثم اردفت قائله بغمز
- الله الله .. دا انا طلعت عليك بقاا قولى بقا كنت غاوى حب كدا زى الكتب و عايش حب قديم و أنا معرفوش ؟ ..
اجابها بهدوء : الانسان مايقدرش يعيش من غير حُب يا قمر
أقاربت منه و جلست بقربه بفضول و شغف : طب احكيلي احكيلي ...
اجابها ممازحا : اسكتى يابت انتى عاوزه امك تيجى تعلقلنا حبل المشنقه
ضاقت حدقه عينها : بقي أبن الفاروق بجلالة قدرة خايف؟! ...
ارتفعت ضحكته قائلا بصوت منخفض : اشششش بنقصر الشر بس .. المهم سيبنا منك و قوليلي عامله ايه ياقلب ابوكى ؟؟
- انا تمام .. و بقرا كل الكتب اللي بتجيبهالي و حفظتهم صم .. و كمان مش مقصره في حق كليتى و هتبقي ابو الدكتورة
احتضنها بحب و طبع قُبله اخري علي جبهتها : طيب و أدهم الجابر اخباره اييه ؟ ..
توردت وجنتها بخجل و ابتعدت عنه بارتباك : هااا أدهم !! ماله ؟؟ و الله يا بابا مابكلمه و كل مابيحاول يكلمنى بديله فوق دماغه . . و ببعده عن طريقى ..
وضع ابهامهه فوق شفتيها : اهدددددى و بلاش عرق عيله الفاروق المتمرد ده .. سيبك من كل الكلام ده .. و عاوزه اعرف قلب قمر فيه مين ؟ ...
مسكت كتابها بارتباك و توتر شديد و وثبت قائمه قائله بعجلٍ : ممممم هاااا ... طيب انا همشي دلوقتى اشوف ماما لو محتاجه حاجه ...
قهقهه والدها بصوت عالٍ علي حركاتها الطفوليه المتمرده ثم اردف قائلا بصوت عالي بعض الشيء : طيب خلاص انا عرفت هرد عليه اقوله اي لانه كان ناوي يتقدم رسمى و انا قولت اخد رايك الاول .. شكله كدا مافيش نصيب ....
وقف منتصبه في مكانها لم تصدق ما قاله والدها كالمومياء التى لم تخرج عن صمتها بعد .. احمرت وجنتها اكثر و سرعان ماركضت امامه تلك الصغيره التى هاجمها الحُب بدون رحمه .. ركضت محاوله الاختباء و الانفراد بقلبها كي تدويه من ضجيجه المربك .. وجدت نفسها عاريه الافكار و القلب امام والدها قيصر الحب و الرومانسيه ....
تنهد والدها بصوت مسموع : ربنا يفرحك يابتى و يبعد عنك شر عيلة الفاروق ..
فاقت من شرودها و هي تتحسس رواية ( بين القصرين ) و دموعها تنهمر فوق وجنتها .. حضنته بحزن : بابا مشي بس انت اللي باقيلى ... وحشتى أوى يا بابا و وحشنى حضنك و وحشنى كلامى معاك .. ااااه لو كنت موجود دلوقتى معايا مكنش كل دا حصلي .. اهوو حصل اللي كنت خايف منه ، عيله الفاروق استقووا عَلِيّا يا بابا .. طب هو ينفع ترجع اعترفلك بحبي لأدهم اللي كنت مخبيها منك مع انك عارفو و تمشي تانى .... انت اللي علمتنى أزاى احب و مشيت قبل ماتشوفنى نجحت فالامتحان و لا لا .. فهمتنى ان الحب حق مكتسب بس مقولتليش ان مافيش حب من غير تمن .. .. طلع تمنه غالي أوي ...
بداخل شركه الفاروق و بالتحديد فى القاهرة يجلس على مكتبه شارد بشىء قاطع شروده صوته : تحت امرك يابيشمهندس ..
نصب ظهره و اتكأ بساعديه علي سطح المكتب ثم اسار اليه : تعالي اتفضل يا عم جلال ..
- يكرم اصلك يابيه .. و الله الواحد ماعارف يودى وشه من حض.............
قطعه ماهر بحده : ما علينا بالكلام ده .. المهم سيديهات الكاميرات السريه موجوده معاك .
رفع رأسه بحماس : طبعا ياباشا و زي ماامرتنى مفتحمهش غير لما تيجى ..
ثم قدم له حوذة سوداء بداخلها اسطوانات كمبيوتر ( CD ) ووضعها فوق المكتب : اتفضل اتفضل .. شوف بنفسك ..
- تمام اتفضل انت ياعم جلال ...
فتح ماهر السله و افرغ محتواها بحماس ثم دار بمقعده و وضعها بداخل جهاز الحاسوب باهتمام بالغ .. و بعد برهه من الوقت ظهرت امامه صور متحركه لمكتبه من الداخل .. قدم شريط التشغيل فلفت انتباه شيئا ما .. سرعان ما رجع الفيديو للخلف فوجد صورة سكرتيرته الخاصه تتسلل مكتبه فى الخفاء لارتكاب جريمتها .. راقب ماهر تصرفاتها بغضب شديد ، قفل جهازه الحاسوب متوعدا ( يابت ال .....!! )
دلفت ( سجى ) مكتب ماهر الفاروق بأرجل متثاقله و عيون ترتعش خوفا ، بصعوبه استجمعت قوة عضله لسانها بعدما بللت حلقها لتقول : في حاجه حضرتك ..
ابتسم ماكرًا : تعالي ..
ازداد خوفها فأقدمت نحوه برعب : هو حضرتك وصلت لحاجه بخصوص الورق الضايع ؟!
اومأ رأسه ايجابا : آآه .. كان في كاميرات سريه في المكتب عرفت من ورا سرقه الملفات ...
اراد ماهر اللعب علي اوتار خوفها اكثر كان الخوف و القلق ان يشق قلبها : م .. مش فاا فاااهمه حضرتك ..
تنهد ماهر تنهيده ارتيااح و ثقه ثم اردف قائلا : سجى زين المستشار القانونى .. عارفااه .. اخر حاجه كنت اتوقعها ان زين يخون .. _ثم نظر لها بغمز_ و الله البنى ادم دا غريب تمدله أيدك عشان تساعده ينهشها .
داعبت شفتيها الذهول حتى اردفت بتلقائيه : لااا .. از ازااي .. م مش معقول ... !!!
نظر لها بعيون ضيقة : هو اي اللي مش معقول .. ؟!
ارتبكت اكثر : انه يسرق و كده يعنى .. اصلو من زمان في الشركه وووو
وثب ماهر قائما بهيئته المنتصبه و نظراته الثأريه : وانتى مستغربه ليييه .. روحى ابعتيله و تعالي يلااا ..
هزت رأسها بتوتر و جسد مرتجف بعدما تنهدت تنهيدة ارتياااح دارت بجسدها مسرعه للخارج ..
التوت شفتيه ببسمه خفيفه كإنه يستشعر فرحه انتصار عجيب .. ثم رفع حاجبه بثقه كإنه التقط مخه فكرة مااا ، جلس فوق مكتبه ثم ارسل رساله نصيه لاخيه محمود ( ابعتلى رقم كيان )
القي هاتفه فوق سطح مكتبه متكئًا بظهره للخلف متنهدا ( كيااان !! صبرك عليااا ... )
اعتلى ثغره بسمه ماكرة متسائلا كيف له أن يتحرر من قيود غرامه لهاا
( العروسة جهزت و لا لسه كسلانه )
وصلت تلك الرساله النصيه علي هاتف كيان المنغمسه في عملها .. فالتفت لصوت رنين الهاتف و هي ترفع نظارتها الطبيه وجدت رقمًا مجهولا .. رفعت حاجبها متعجبة : ماهر ! معقوله ؟!
قررت تجاهل الرساله بعد محاولات عديده .. فعقل المراة حينما ينتابه الفضول يجعلها طفل سذاج لم يصمت الا عندما ترضيه ... بعد عدة دقائق عاود الاتصال بها .. فانه يجد اثناء حديثه معها انتشاء عجيب لجميع حواسه .. لم يقل فضولها عن الاول و بعد تفكير و حيره قررت الرد بتأفف : افنددددم !
اعتدل في جلسته محاولا مزج الحب مع العتب و اللوم : انتى ازاي تردى علي رقم متعرفهوش يااهانم ..
اتسعت حدقة عينيها بدهشه بالرغم من اعتقادها بهوية المتصل و لكنها لم تجد تفسيرا واضحا لدربكتها : انت جبت رقمى منين ... و بأي حق اصلا تكلمنى ..
اتسعت ابتسامته ثم وثب قائما يبعد ببطء عن مقعده ثم اردف قائلا : اولا لما تتكلمى توطى صوتك .. ثانيا تجاوبي علي اد السؤال عشان اللماضه انا مابحبهااش .. ثالثا و دا الاهم الجميل اخباره ايييه ... ؟!
زفرت بعصبيه علي برود اعصابه و بدون اي مقدمات انهت المكالمه باغتياظ ( طلعلى منين دا بس ياربي و انا كنت ناقصاها ماطول عمره عايش فالقاهرة و مش بنشوف وشه .. شكلك هتتعبنى اوي ياسي ماهر .. طييييب انت اللي اخترت .. )
لم يعاود ماهر اتصاله لانه بل اكتفي بغيبوبه الضحك التى اصابته ، شعر بانتصار عجيب ملأه .. اثناء قهقهته دلفت السكرتيره بصحبة المستشار القانونى للشركه .. تبدلت ملامحه للضيق ثم عاود ليجلس علي مكتبه بثبات : إلا قولى ياسيادة المستشار عقوبه سرقة اوراق رسمية فالشركه ايه !!
قضب زين ( المستشار القانونى ) حاجبيه ثم اردف قائلا و هو يجلس امامه : دى جريمتين ياباشا خيانة امانه و سرقه .. و العقوبه التحويل لمجلس تأديب اقل حاجه و بتنتهي بالفصل ...
رمق سهى سكرتيرته ( سچى ) بنظرة حاده اربكتها اكثر : اممم طب عاال اوي .. و انت اي رايك في سرقه اوراق اكبر مناقصة من الشركه ..
تنحنح زين بخفوت : اللي تشوفه حضرتك ...
رفع ماهر عينه نحو سچى : طب نشوف راي الاستاذة سچى ..
تراجعت خطوتين للخلف بجسد مرتجف قائله بتوتر
: و انا مالي يا ماهر باشاا ... اصللل
دار بمقعده مقاطعا و هو يفتح شاشه حاسوبه : اصل انك حراميه ... شوفي كده ....
انتفض جسدها و انهمرت دموعها : و الله هقول كل حاجه .. بس ماتقطعش عيشي ..
ابتسم ماهر بخبث : هاا سامعك .. مين وراكى ؟! ...
فركت كفيها بارتباك ثم اردفت قائله
: صالح باااشاا .. و الله ضحك عليااا و فهمنى اننا هنتجوز وووو ..
وقف بذهول : صالح الجابر !!
اومات راسها الملطخه بالدموع : و الله انا غلطانه .. انا اسفه حضرتك .. انا معرفش عملت كده ازاي ...
تنهد ماهر بهدوء : زين عاوزك تتصرف .. تاخد حسابها و بزياده كمان و ماشوفش وشها هنا تانى ...
ثم رمقها بنظرة معاتبه : اظن كده عدانى العيب .. يلا اتفضلوا ...
اخذت سچى تجري خيبات الالم والندم معها : زين استنى ...
قالها ماهر بثبات
_ اوامرك ياباشا ...
انتظر ماهر خروج سچى ثم اردف قائلا : ورق الشحنه الجديده يطلع و العماال يبداوا يشوفوا شغلهم .. اللى كنت قلقان منه حصل خلاص .. نفوق لشغلنا بقي ....
ابتسم زين ابتسامه انتصار : حاضر يابيشمهندس ..
خرج زين ثم لملمَ ماهر شمله متجها للدقهليه باستعجال : راجعلك ياست كيان و أما نشوف أخرتها معاكى ....
. . . . . . . . . . . . .
بالشرابه . . .
تجلس تقى بداخل غرفتها بشقه والدتها و أسر تنظر للفراغ بشرود و هى تتذكر ما مضى مع زوجها مدحت
فلاش باك
تقى نظرت لزوجها و سالته بهدوء : مدحت انت كنت فين امبارح ؟
مدحت بعصبيه : و انتي مالك انتي ازاي تسأليني انا كنت فين !!
تقى : انا مراتك و من حقي اعرف لما القيك بتتاخر لنصاص الليالي يبقا من حقي اعرف
مدحت بعصبيه و زعيق : بقولك ايه يا تقى اخرجي من دماغي و اصطبحي و قولي يا صبح
تقى بزهول : انت ليه اتغيرت انت مكنتش كده قبل مانتجوز فين ايام الخطوبه لما قولتلي اني حياتي معاك هتبقا احسن حياه فين يا مدحت
_ استغفر الله واضح انك طلبه معاكي نكد انا هسبلك البيت و ماشي دي بقت عيشه تطهق .. كان سيتركها و يتحرك خارج الغرفه و لكن نظر لها مره أخرى و قال ست نكديه بصحيح تركها و خرج من الغرفه بل من الشقه بأكملها
دمعه فرت من عين تقى و قالت بحزن ( ياررب بقا ياررب يارتني كنت سمعت كلامك يا أسر يا اخويا يارتني كنت سمعت كلامك )
باليوم التالى . . .
تقى بهدوء : مدحت انا عايزه اروح الشرابيه
مدحت ببرود : هو فى حد تعبان
تقى بذهول : هو انا لازم اروح عشان حد تعبان .. عايزه اشوف ماما و اخويا و كمان بقالهم كتير ماشفوش أسر الصغير
مدحت بلامبالاه : مش لازم تروحى كلاميهم فى التليفون فيديو
تقى : انت ايه مبتحسش بقولك عايزه اشوف اخويا و امي وحشوني
مدحت بنرفزه : بقولك ايه يابت .. اتلمي كده و اتمسي ماشي .. انا هروح اتخمد بعيد عن وشك العكر
تقى بعياط: حسبي الله و نعم الوكيل انا هخلي اخويا ياخدني و اللي يحصل يحصل حتي لو وصلت لطلاقي
أسر الصغير : ميث تعيطي يا ماما (مش) بابا وحث اثلا (بابا وحش اصلا)
تقى و هى تمسح دموعها : اوعي تقول كده ع بابا عيب
أسر الصغير بتصميم : لا وحث أنا هقول لخاله عشان يزعقله زي مازعقلك
تقى أحتضنت أبنها و كانها تستمد قوتها منه . . .
بعد يومين
تقى بفرحه : اتفضلي يا حماتي و الله نورتيني مبسوطه اني شوفتك والله وحشاني
فاطمه والدت مدحت : وانتي كمان يا تقى يا حبيبتي ازيك يا بنتي عامله ايه مالك
تقى ببتيامه : مافيش يا حماتي انا كويسه
فاطمه بحنان : مالك يا تقى فى ايه مدحت مضايقك
أسر الصغير : تيتا اه بابا مضايقها بيزعقلها كل يوم
تقى بزعيق : أسر
فاطمه : بس يا تقى .. تعالي يا حبيبي .. بابا بيعمل ايه تاني
أسر الصغير : مث (مش )عايزها تروح لتيتا هبه
فاطمه بصدمه : طب خش الاوضه عقبال ماتكلم مع ماما شويه .. مدحت مش عايزك تروحي !
تقى بتنهيده : اه هو دايما مبيحبش أسر أخويا
فاطمه : انتي خساره ف ابني .. ابني كان عايز واحده تطلع عين امه .. ايوه انا امه و بقولك كده ..
تقى بحزن : طنط معلش ممكن متكلميش معاه فى حاجه
فاطمه : مش هتكلم معاه .. بس لو عملك حاجه تاني انتي و لا امك و لا اخوكي هنا انا هنا عيلتك هقفله و اخرب بيته يا تقى .. انتي زي بنتي ربنا يعلم
تقى بحب : والله عارفه يا طنط انا محظوظه بحما زيك ربنا يخليكي ليا
فاكمه : بطلي تقوليلي يا حماتي و تقوليلي يا ماما ممكن و لا انا مش زي ماما
تقى : طبعا زي ماما انا بعزك اوووي يا طنط ربنا يعلم
فاطمه : خلاص من هنا و رايح بقا قولي ماما و انا هخليه يوافق يوديكي عند هبه حتي لو هحطه قدام الامر الواقع و اشوفه هيعمل ايه . . .
. . . . بيوم أخر . . . .
مدحت بنرفزه : بس انا مش موافق يا ماما
فاطمه ببرود: انا مبخدش رايك انا بقولك بس
مدحت بعصبيه : نعم دي مراتي و انا اللي من حقي اقول تروح فين و تيجي منين
فاطمه بعصبيه : مراتك مش جاريه مكان متحطها فى مكان تلاقيها فيه ان مراتك بني ادمه و من حقها تشوف عيلتها و تقعد عندهم الوقت اللي هي عايزاه كمان و انا بكره هاخدها و اوديها عند هبه و عايزاك بقا تعارض كلامي يا ابن بطني
مدحت بغضب مكتوم : ياماما
فاطمه بحزم : كتك مو الموضوع انتهي و هتفت بتحذير : اياك يا مدحت تقل عقلك مع مراتك مفهوم حتي لو مبتحبش اخوها هي ملهاش دعوه فاهم تركته مع نفسه و دخلت غرفتها
. . . . . . . .
عند مكه تجلس بغرفه الصالون بملل و طفش لتسمع خطوات والدتها و هى تدخل الغرفه و تقول بكل بساطه و لامبالاه : مكه انا خارجه رايحه النادي مع صحابي
مكه بحزن و خيبه أمل : مامي طب ماتخليكي معايا نشغل فيلم و نقعد نكلم مع بعض انا عايزه اتكلم معاكي .. انا محتاجه نقعد قاعده ام و بنتها انتي الصبح فى الشغل و بليل مع صحابك ف النادي يا اما بتبقي متجمعه معاهم هنا و بابي مسافر بليز يامامي نقعد مع بعض
نظرت لها والدتها بضيق و ثوانى وأصدر هاتفها صوت أتصال لتقول لأبنتها : اهو شوفتي بيتصله بيا يلا بقا عشان متأخرش باي يا مكه .. اخرجي مع صحابك لو حبيتي انا مش فاضيه للسهر قدام فيلم والكلام دا الوقتى
نظرت مكه لطيف والدتها بحزن وعينيها تلمع بالدموع لتفرك يدها بضيق و غيظ وتحرر دموعها المحبوسه من سجنها وتتركها تسر على وجنتيها كالهارب تماما . .