الفصل الثالث عشر
دخلت وخلفها أولجا بينما عاد نيكولاي إلى السيارة لينتظرهم، ومنذ لحظة دخولها تناثر الموظفين حولها كالنحل كلِ يحاول مساعدتها وارشادها لغرفة البروفا التي ستقيس فيها الفستان، وعلى الرغم من أنه زواج غير ناجح وبالإجبار لكنها لم تستطع منع فضولها لرؤية ذلك الفستان الذي اختاره فيليب لها، يبدو أنه مهتم وإلا لماذا اختار بيت الأزياء هذا!
دخلت ساندرا الغرفة ومعها أولجا وقفت مديرة المكان بنفسها لتعرض عليها الفستان، شهقت أولجا لجماله بينما وقفت ساندرا مشدوهه لا تعرف ماذا تقول
يبدو أن باريس لم يراقب حياتها فقط، بل راقب ذوقها في الملابس ايضًا!
لو كانت اختارت لنفسها لم تكن لتختار سوى هذا الفستان، أشارت لها فتاة بأن تقترب لتساعدها على ارتداءه لكن ساندرا رفضت وأخبرت أولجا أنها تكتفي بها فقط
خرج الجميع وبدأت ساندرا في محاولة لبسه بمساعدة الخادمة، والتي ما أن رأته عليها حتى سحرت عيناها!
كانت ساندرا رائعة وكأنها أميرة خرجت لتوها من إحدى أفلام أميرات ديزني الخيالية
هكذا فقط وبدون تصفيف أو مكياج أو أي شيء، ماذا عندما تكتمل الطلة كلها ؟ ستسحب أنفاس الجميع !
هكذا رددت بصوت مسموع لتبتسم ساندرا وتسألها : حقا ؟ أليق به ؟
- لا سيدتي الفستان هو من يليق بك، إنه رائع
ابتسمت ساندرا ونظرت لنفسها عبر المرآه لتتأكد من كلامها، انتهى كل شيء بسرعة ودخلت المصممة لتتأكد من المقاسات ثم خلعته ساندرا، وأخبروهم أنهم سيرسلونه على المنزل بينما هي حاولت أن تتجول لشراء الملابس كما أخبرها باريس، لكن التوتر كان يأكلها ولم تستطع التركيز كثيرًا، فقررت العودة لتبدأ في التجهز للكنيسة، وافقتها أولجا بالطبع وعادوا إلى المنزل ودقائق كانت المصففه قد حضرت ليبدأوا معًا رحلة تجهيز العروس والتي تناست كليًا ما يحدث لها وقررت أن تعيش اليوم وكأنه زفافها الحقيقي فهذه المرة لا تضمن القدر سيخلصها ويعطيها فرصة ثالثة أم لا!!
. . .
وصلت بالسيارة إلى المكان ثم خرجت ووقفت ساندرا على باب الكنيسة الداخلي الذي يؤدي لمكان المذبح، جاءها رجل طويل القامة اسمر البشرة في نهايات الخمسين من عمره يشبه باريس إلى حد كبير، أخبرها أن اسمه " جورج فيليب " عمه وسيدخل بها حتى المذبح، العروس هٌنا لا تدخل القاعة وحدها، كان جامد المشاعر مثل ابن اخيه وعلى الرغم من ذلك أحست بلمحه من الاعجاب في عينيه السودوتان!
كان الحزن يملاؤها حتى في زواجها الصوري لم يكن معها أحد من أهلها، لم يعطها باريس أيه فرصة لاخبار أخيها دادلي أو اختيها مارثا أو جيني، وعلى الرغم من أنه ليس يومها ولا زفافها الحقيقي لكنها تمنت أن يكون وتعود والدتها إلى الحياة لتراها عروس لرجل غني ووسيم كما أرادت وتمنت يومًا ولم يتحقق لها ذلك، لقد ماتت بعد صدمتها عندما عرفت سبب زواج ساندرا الأول عندما اعترف أخيها الصغير لها، وهذا كان أغبى شيء فعله في حياته، أغبى حتى من سرقة هذا الحقير أليكس ماكسون والذي بسببه ساومه وتزوجته!
تنهدت وافاقت من أفكارها عندما سمعت اجراس الكنيسة من الداخل ونبهها جورج أن تتأبط ذراعه، تأبطت وسرعان ما تناست شعور كسره النفس الذي اقتحمها عندما فتحت الأبواب وبدأت جورج في التقدم بها إلى الداخل، كانت الكنيسة مزينة بورود وبالونات بيضاء اللون هادئه ورائعة، كل شيء حولها كان يوحي بالرقة والفخامة، لم يكن الحاضرين كثيرون لكنها على الرغم من ذلك أحست بالتوتر عندما أحست أن جميع العيون معلقة بها بشدة ومن التفت لها لم يبعد نظره عنها!
كانت تريد أن تكون خطواتها أسرع، لكنها لم تستطع بسبب جورج الذي كان يمشي متمهلا وكأنه عن عمد كي يعرضها على الجميع وكأنهم ينتظرون خطواته البطيئة ليشاهدون العرض، رفعت رأسها عندما بدأت في الاقتراب من المذبح، وهناك ظهر باريس من خلف القسيس
وعند هذه اللحظة لم تستطع ساندرا كتم شهقتها!
كان باريس أقل ما يقال عنه " رائعًا "
رائعا في كل شيء، كان يرتدي جاكت باللون الأبيض أما البنطال كان أسود اللون، يزين جيب بذلته زهرتها المفضلة والتي كانت بيضاء أيضًا!
كان حليق الشعر وحدد ذقنه لتظهر بشرته الرائعه التي كان يخفيها الشعر، عندما اقتربت أكثر تعجبت من نظرة الانبهار التي لم يخفيها عنها
هذه المرة!
كان الفستان الذي اختاره لها كأن تصميمه صمم من أجلها فقط
كان رقيق لا شيء به، من القماش الستان الأبيض اللامع، عاري الذراعين مفتوح إلى نصف ظهرها، ومن الأمام يكشف عن عنقها الأبيض المرمري ويصل فتحته إلى منتصف صدرها، كان ضيقًا على جذعها ومن بعده ينزل بإتساع مفتوح وطويل للخلف، صففت شعرها الذهبي وتركته ينسدل على ظهرها المكشوف، وفوقه وضعت تاج من الماس الحر صغير ورقيق يكاد ينير شعرها الذهبي الجميل
كان المكياج خفيف فقط يظهر جمالها، كانت مصففه متخصصة وغالية الثمن أيضَا هذا ما عرفته من أولجا، لقد كلف باريس نفسه ليظهرها رائعة، ويظهر معها رائع والمكان، كان زفاف هادئ وجميل فقط ينقصه أن يكون زفاف حقيقي !
تركها جورج ووضع يده في ظهرها يحثها على التقدم نحو المذبح، وقفت أمام باريس فيليب وبجوارهم وقف القسيس يلتو عهد الزواج
كانت ضربات قلبها سريعة وعالية، أحست وكأن كل من في الكنيسة يسمعها مثلما تسمعها هي!
كلما اقترب من نهاية العهد توترت أكثر، سأل باريس " هل تقبل ساندرا كزوجة ؟ "
وبعكسها تمامًا لم يتردد باريس ولو لثانية واحدة خرج صوته هادئًا واثقًا : نعم أقبل
أكمل القسيس ووصل عند سؤالها : هل تقبلين باريس كزوج .. ؟
كانت تريد قول الحقيقة، قول أنه أجبرها، ساومها مثل ذلك الحقير، لم يترك لها حرية الاختيار، حرية القبول أو الرفض، لو كان عرض زواجه هذه المرة عليها بشكل طبيعي حتى برغم رفضها للفكرة كانت وافقت، لكنه أراد أن يكسب هذه الجولة ويضعها في خانة لا تستطيع الخروج منها، رفعت رأسها نحو باريس والذي ظهرت في عينيه اشارة التحذير، يحذرها عن التراجع، لكنها لا تحتاج لتحذير منه حتى لا تتراجع، بالتأكيد مهما حدث لن تضعه في هذا الموقف السيء أمام اهله واقاربه، يكفي ما ناله في زواجه الأول، أما الذي بينها وبينه ستحاول حله في الأيام القادمة وسيبقى بينهما فقط
هزت ساندرا رأسها وقالت بصوتها الهادئ : نعم أقبل
أحست أن باريس تنفس الصعداء بالطبع لم يكن يثق فيها ومعه كل الحق في ذلك
اكمل القسيس العهد وانتهى " الآن أعلنكما زوجًا وزوجة"
ثم اقترب منها باريس في هذه اللحظة وخطف منها قبلة لم يمهد لها ولو بنظرة واحدة!
كانت قبلة صغيرة وقصيرة لكن جسدها بأكمله ارتعد لها!
من شدة رعشة جسدها أحس بها باريس وامسك بها وجذبه نحوه أكثر حتى تركها بهدوء لكنه ظل ممسكًا بها لامسًا ظهرها المكشوف وجلدها الناعم الذي اشتعل فيه حريقا الآن بمجرد لمسه فقط!
حاولت التركيز مع السبب لكن تحت تأثير التواجد أمام كل المدعوين أنساها كل ذلك وركزت فقط أن تتعرف عليهم عندما وقف باريس يشرح لها علاقته بكل شخص فيهم
بعد أن صفقوا جميعا بشكل هادئ يليق بالكنيسة، خرجوا جميعا إلى الصحن الخارجي للكنيسة والذي كان مزينا أيضًا وانتشرت فيها الكراسي الفخمة والرقيقة في نفس الوقت
عرفها على الكثير وكانت في كل مرة تبتسم حتى خفتت ابتسامتها ولم تقدر على الابتسام أكثر من ذلك
كان باريس على علاقة قوية بعائلته، هنا في اليونان العائلة أولاً
بعكسهم في لندن
شيء جميل أن يكون لك عائلته تحتمي فيها إذا غدر بك الزمن
عائلة كبيرة وغنية مثل عائلة باريس فيليب
والأهم من الكبر والغنى هو الصلة والتواصل
مر الوقت بسرعة وانشغل عنها باريس مع مدعويه بينما انزوت ساندرا ونسيت أنها عروس وجلست بعيدا حتى ينتهي هذا اليوم، لم يساعدها في ذلك سوى خادمتها أولجا والتي أصبحت تسليتها الآن وجلست معها تشرح لها أقارب باريس وصلاتهم بشكل أوضح ومن يحبه ومن يكرهه، حتى كلمتها عن تلك الفتاة التي تحدق لها بكل حقد منذ وقت دخولها إلى قاعة الكنيسة، تلك ابنه عمته التي تحبه وكانت تنتظره لسنين وعندما توفيت زوجته الأولى حسبت أنه سيخطبها لكنها كانت مخطئه وظهرت لها ساندرا من حيث لا تدري
ضحكت ساندرا في نفسها عندما اخبرتها أولجا بأنه بالطبع تغير من حب باريس عليها
ياه لو تعلمين الحقيقة ؟ إذا كان باريس يعجبك خذيه واتركوني أعود من حيث أتيت !
وأخيرا انتهى اليوم وقرر باريس أن يغادروا، لقد كان أمراً ثقيلاً للغاية عليها أن تتحمل كل تلك المجاملات والنساء التي يحببن باريس والآن هي في أول قائمة الممنوعات بالنسبة إليهم
آخر ما تستطيع ساندرا التصرف معه هو كيد النساء وغيرتهن، حتى في العمل كانت تبعد عنهم بآلاف الأميال، فآخر ما كان يشغلها هو الثرثرة وتلك الأمور التافهه
جاءها باريس وتأبطت ذراعه تحت تهليل من حولهم، ودعوا الجميع وعادوا إلى المنزل بعكس كل العرسان الذين يتوجهون نحو المطار يستقلوا طائرة إلى أحد البلاد الهادئه ويقضون شهر عسلهم، لكن اليونان نفسها مقصد لكل حديثي الزواج إلى أين يتركوها ويذهبوا ؟
وهل صدقت أنها عروس وستقضي شهر العسل ؟؟
دخلت ساندرا الغرفة ومعها أولجا وقفت مديرة المكان بنفسها لتعرض عليها الفستان، شهقت أولجا لجماله بينما وقفت ساندرا مشدوهه لا تعرف ماذا تقول
يبدو أن باريس لم يراقب حياتها فقط، بل راقب ذوقها في الملابس ايضًا!
لو كانت اختارت لنفسها لم تكن لتختار سوى هذا الفستان، أشارت لها فتاة بأن تقترب لتساعدها على ارتداءه لكن ساندرا رفضت وأخبرت أولجا أنها تكتفي بها فقط
خرج الجميع وبدأت ساندرا في محاولة لبسه بمساعدة الخادمة، والتي ما أن رأته عليها حتى سحرت عيناها!
كانت ساندرا رائعة وكأنها أميرة خرجت لتوها من إحدى أفلام أميرات ديزني الخيالية
هكذا فقط وبدون تصفيف أو مكياج أو أي شيء، ماذا عندما تكتمل الطلة كلها ؟ ستسحب أنفاس الجميع !
هكذا رددت بصوت مسموع لتبتسم ساندرا وتسألها : حقا ؟ أليق به ؟
- لا سيدتي الفستان هو من يليق بك، إنه رائع
ابتسمت ساندرا ونظرت لنفسها عبر المرآه لتتأكد من كلامها، انتهى كل شيء بسرعة ودخلت المصممة لتتأكد من المقاسات ثم خلعته ساندرا، وأخبروهم أنهم سيرسلونه على المنزل بينما هي حاولت أن تتجول لشراء الملابس كما أخبرها باريس، لكن التوتر كان يأكلها ولم تستطع التركيز كثيرًا، فقررت العودة لتبدأ في التجهز للكنيسة، وافقتها أولجا بالطبع وعادوا إلى المنزل ودقائق كانت المصففه قد حضرت ليبدأوا معًا رحلة تجهيز العروس والتي تناست كليًا ما يحدث لها وقررت أن تعيش اليوم وكأنه زفافها الحقيقي فهذه المرة لا تضمن القدر سيخلصها ويعطيها فرصة ثالثة أم لا!!
. . .
وصلت بالسيارة إلى المكان ثم خرجت ووقفت ساندرا على باب الكنيسة الداخلي الذي يؤدي لمكان المذبح، جاءها رجل طويل القامة اسمر البشرة في نهايات الخمسين من عمره يشبه باريس إلى حد كبير، أخبرها أن اسمه " جورج فيليب " عمه وسيدخل بها حتى المذبح، العروس هٌنا لا تدخل القاعة وحدها، كان جامد المشاعر مثل ابن اخيه وعلى الرغم من ذلك أحست بلمحه من الاعجاب في عينيه السودوتان!
كان الحزن يملاؤها حتى في زواجها الصوري لم يكن معها أحد من أهلها، لم يعطها باريس أيه فرصة لاخبار أخيها دادلي أو اختيها مارثا أو جيني، وعلى الرغم من أنه ليس يومها ولا زفافها الحقيقي لكنها تمنت أن يكون وتعود والدتها إلى الحياة لتراها عروس لرجل غني ووسيم كما أرادت وتمنت يومًا ولم يتحقق لها ذلك، لقد ماتت بعد صدمتها عندما عرفت سبب زواج ساندرا الأول عندما اعترف أخيها الصغير لها، وهذا كان أغبى شيء فعله في حياته، أغبى حتى من سرقة هذا الحقير أليكس ماكسون والذي بسببه ساومه وتزوجته!
تنهدت وافاقت من أفكارها عندما سمعت اجراس الكنيسة من الداخل ونبهها جورج أن تتأبط ذراعه، تأبطت وسرعان ما تناست شعور كسره النفس الذي اقتحمها عندما فتحت الأبواب وبدأت جورج في التقدم بها إلى الداخل، كانت الكنيسة مزينة بورود وبالونات بيضاء اللون هادئه ورائعة، كل شيء حولها كان يوحي بالرقة والفخامة، لم يكن الحاضرين كثيرون لكنها على الرغم من ذلك أحست بالتوتر عندما أحست أن جميع العيون معلقة بها بشدة ومن التفت لها لم يبعد نظره عنها!
كانت تريد أن تكون خطواتها أسرع، لكنها لم تستطع بسبب جورج الذي كان يمشي متمهلا وكأنه عن عمد كي يعرضها على الجميع وكأنهم ينتظرون خطواته البطيئة ليشاهدون العرض، رفعت رأسها عندما بدأت في الاقتراب من المذبح، وهناك ظهر باريس من خلف القسيس
وعند هذه اللحظة لم تستطع ساندرا كتم شهقتها!
كان باريس أقل ما يقال عنه " رائعًا "
رائعا في كل شيء، كان يرتدي جاكت باللون الأبيض أما البنطال كان أسود اللون، يزين جيب بذلته زهرتها المفضلة والتي كانت بيضاء أيضًا!
كان حليق الشعر وحدد ذقنه لتظهر بشرته الرائعه التي كان يخفيها الشعر، عندما اقتربت أكثر تعجبت من نظرة الانبهار التي لم يخفيها عنها
هذه المرة!
كان الفستان الذي اختاره لها كأن تصميمه صمم من أجلها فقط
كان رقيق لا شيء به، من القماش الستان الأبيض اللامع، عاري الذراعين مفتوح إلى نصف ظهرها، ومن الأمام يكشف عن عنقها الأبيض المرمري ويصل فتحته إلى منتصف صدرها، كان ضيقًا على جذعها ومن بعده ينزل بإتساع مفتوح وطويل للخلف، صففت شعرها الذهبي وتركته ينسدل على ظهرها المكشوف، وفوقه وضعت تاج من الماس الحر صغير ورقيق يكاد ينير شعرها الذهبي الجميل
كان المكياج خفيف فقط يظهر جمالها، كانت مصففه متخصصة وغالية الثمن أيضَا هذا ما عرفته من أولجا، لقد كلف باريس نفسه ليظهرها رائعة، ويظهر معها رائع والمكان، كان زفاف هادئ وجميل فقط ينقصه أن يكون زفاف حقيقي !
تركها جورج ووضع يده في ظهرها يحثها على التقدم نحو المذبح، وقفت أمام باريس فيليب وبجوارهم وقف القسيس يلتو عهد الزواج
كانت ضربات قلبها سريعة وعالية، أحست وكأن كل من في الكنيسة يسمعها مثلما تسمعها هي!
كلما اقترب من نهاية العهد توترت أكثر، سأل باريس " هل تقبل ساندرا كزوجة ؟ "
وبعكسها تمامًا لم يتردد باريس ولو لثانية واحدة خرج صوته هادئًا واثقًا : نعم أقبل
أكمل القسيس ووصل عند سؤالها : هل تقبلين باريس كزوج .. ؟
كانت تريد قول الحقيقة، قول أنه أجبرها، ساومها مثل ذلك الحقير، لم يترك لها حرية الاختيار، حرية القبول أو الرفض، لو كان عرض زواجه هذه المرة عليها بشكل طبيعي حتى برغم رفضها للفكرة كانت وافقت، لكنه أراد أن يكسب هذه الجولة ويضعها في خانة لا تستطيع الخروج منها، رفعت رأسها نحو باريس والذي ظهرت في عينيه اشارة التحذير، يحذرها عن التراجع، لكنها لا تحتاج لتحذير منه حتى لا تتراجع، بالتأكيد مهما حدث لن تضعه في هذا الموقف السيء أمام اهله واقاربه، يكفي ما ناله في زواجه الأول، أما الذي بينها وبينه ستحاول حله في الأيام القادمة وسيبقى بينهما فقط
هزت ساندرا رأسها وقالت بصوتها الهادئ : نعم أقبل
أحست أن باريس تنفس الصعداء بالطبع لم يكن يثق فيها ومعه كل الحق في ذلك
اكمل القسيس العهد وانتهى " الآن أعلنكما زوجًا وزوجة"
ثم اقترب منها باريس في هذه اللحظة وخطف منها قبلة لم يمهد لها ولو بنظرة واحدة!
كانت قبلة صغيرة وقصيرة لكن جسدها بأكمله ارتعد لها!
من شدة رعشة جسدها أحس بها باريس وامسك بها وجذبه نحوه أكثر حتى تركها بهدوء لكنه ظل ممسكًا بها لامسًا ظهرها المكشوف وجلدها الناعم الذي اشتعل فيه حريقا الآن بمجرد لمسه فقط!
حاولت التركيز مع السبب لكن تحت تأثير التواجد أمام كل المدعوين أنساها كل ذلك وركزت فقط أن تتعرف عليهم عندما وقف باريس يشرح لها علاقته بكل شخص فيهم
بعد أن صفقوا جميعا بشكل هادئ يليق بالكنيسة، خرجوا جميعا إلى الصحن الخارجي للكنيسة والذي كان مزينا أيضًا وانتشرت فيها الكراسي الفخمة والرقيقة في نفس الوقت
عرفها على الكثير وكانت في كل مرة تبتسم حتى خفتت ابتسامتها ولم تقدر على الابتسام أكثر من ذلك
كان باريس على علاقة قوية بعائلته، هنا في اليونان العائلة أولاً
بعكسهم في لندن
شيء جميل أن يكون لك عائلته تحتمي فيها إذا غدر بك الزمن
عائلة كبيرة وغنية مثل عائلة باريس فيليب
والأهم من الكبر والغنى هو الصلة والتواصل
مر الوقت بسرعة وانشغل عنها باريس مع مدعويه بينما انزوت ساندرا ونسيت أنها عروس وجلست بعيدا حتى ينتهي هذا اليوم، لم يساعدها في ذلك سوى خادمتها أولجا والتي أصبحت تسليتها الآن وجلست معها تشرح لها أقارب باريس وصلاتهم بشكل أوضح ومن يحبه ومن يكرهه، حتى كلمتها عن تلك الفتاة التي تحدق لها بكل حقد منذ وقت دخولها إلى قاعة الكنيسة، تلك ابنه عمته التي تحبه وكانت تنتظره لسنين وعندما توفيت زوجته الأولى حسبت أنه سيخطبها لكنها كانت مخطئه وظهرت لها ساندرا من حيث لا تدري
ضحكت ساندرا في نفسها عندما اخبرتها أولجا بأنه بالطبع تغير من حب باريس عليها
ياه لو تعلمين الحقيقة ؟ إذا كان باريس يعجبك خذيه واتركوني أعود من حيث أتيت !
وأخيرا انتهى اليوم وقرر باريس أن يغادروا، لقد كان أمراً ثقيلاً للغاية عليها أن تتحمل كل تلك المجاملات والنساء التي يحببن باريس والآن هي في أول قائمة الممنوعات بالنسبة إليهم
آخر ما تستطيع ساندرا التصرف معه هو كيد النساء وغيرتهن، حتى في العمل كانت تبعد عنهم بآلاف الأميال، فآخر ما كان يشغلها هو الثرثرة وتلك الأمور التافهه
جاءها باريس وتأبطت ذراعه تحت تهليل من حولهم، ودعوا الجميع وعادوا إلى المنزل بعكس كل العرسان الذين يتوجهون نحو المطار يستقلوا طائرة إلى أحد البلاد الهادئه ويقضون شهر عسلهم، لكن اليونان نفسها مقصد لكل حديثي الزواج إلى أين يتركوها ويذهبوا ؟
وهل صدقت أنها عروس وستقضي شهر العسل ؟؟