الفصلالرابعشر

لكن اليونان نفسها مقصد لكل حديثي الزواج إلى أين يتركوها ويذهبوا ؟
وهل صدقت أنها عروس وستقضي شهر العسل ؟؟
أفاقت على هزه منه، نزل بعد أن فتح له نيكولاي السيارة ثم بدوره فتح الباب المجاور لها، آه ما هذه الاخلاق العظيمة سيد فيليب، من يراك اليوم لا يراك أمس عندما سحبتني خلفك كأسرى الحرب!

نزلت بعد أن أمسكت بيده ليساعدها، الفستان كان ثقيل وطويل، أمسك بيدها وما ان وقفت على الارض حتى شهقت وصرخت ساندرا
لقد حملها باريس فجأه!
تحت تهليل نيكولاي وزوجته التي كانت معهم في السيارة، سمعتهم يرددون بعض الكلمات اليونانية التي لم تفهمها، حاولت أن تعترض ولكنه كان قد تحرك بالفعل، لا تعلم كيف جاءته تلك القوة، أن يحملها بالفستان الثقيل، هي كانت رشيقه الجسد لكن الفستان اضاف لها وزن ثقيلاً
تمشى بها خلال الأزهار، من يرى المنظر ستدمع عيناه من فرط الرومانسية والحب لكن من يفهم داخله الحقيقي سيبكي عليها هي وليس سواها!
كانت دقات قلبها متسارعه وأحست أن جسدها اصبح كتلة ثلج من فرط التوتر، وأخيرا وصلوا إلى باب المنزل أنزلها برفق فاستطاعت أن ترى أولجا وزوجها لا يزالوا واقفين ولم تفهم لماذا انتظروا، دخل باريس ودخلت وراءه ثم أغلق الباب
تردد صدى الباب في أنحاء المنزل لترى أنه فارغ من أي شخص سواهم، ارتعد جسدها للفكرة، أن تكون معه بمفردها في مكان واحد!
التفتت نحوه لتجده واقفًا وضحكة ساخرة تزين وجهه !
يبدو أنه فهم ما يمر ببالها
تحشرج صوتها وتنحنحت ثم سألته : لن تأتي أولجا ؟
-  لا ولا حتى نيكولاي أو أي خادم هنا، الآن ليس هنالك شخص سوانا ساندرا
-  لم.. لماذا ؟ أين سيذهبون ؟
ضحك باريس ثم قال لها متسليًا : سيتركون العروس مع عريسها بالتأكيد لن يقضوا أول ليلة معنا
ثم غمزها بعينيه بشكل مستفز
فصممت على رأيها وقالت : المنزل واسع هذا ليس مبررًا
-  ساندرا أفيقي، في الطبيعي كنا سنسافر لنقضي شهر عسل لكن العمل يحتاجني هذه الأيام ولذلك قرر الجميع تركنا بمفردنا لنكون على راحتنا أكثر ليس إلا
ساد الصمت قليلاً لم تنطق خلاله ساندرا، لا تريد أن تستفزه حتى لا يفعل شيئًا غير متوقعًا، قررت السكوت قليلاً ثم تجاهلت ما قاله وقالت : نعم فهمت، أنا متعبة جدًا أريد النوم تصبح على خير
قالتها وبدأت في التحرك بسرعة لكنه أوقفها بيده وسألها : نوم ؟ ستنامين الآن ؟ مازال الوقت مبكرًا
-  اه..اممم.نعم مبكرا لكنه كان طويلا ومتعبًا لم أنم ليلاً بشكل كافي
-  أرى ذلك، دعيني أرشدك لغرفة نومك
ردت ساندرا بسرعة : أعرفها.. مبيتي فيها خلال الأيام الماضية جعلني أحفظ الطريق جيدًا لا تقلق، شكرا لك على أي حال

أوقفها باريس مرة أخرى قبل أن تتحرك ولكن بلسانه هذه المرة قائلاً : هذه ليست غرفتك، غرفتنا سويًا في الطابق العلوي وليس هنا
-  غرفتنا ؟!، لا لا أنا بخير هنا صدقني
لمعت عيناه بغضب تعرفه جيدًا، لقد نفد صبره، بالطبع هي فهمت من أول مرة أن غرفتها ستكون معه ولكنها كان لا يزال لديها أمل ألا يفعل بها هذا
-  ساندرا لن أخبرك أنك الآن زوجتي وافعالك كلها محسوبه، ماذا تريدين منهم أن يقولوا عندما يجدونك في غرفة منفصله عني ؟! هل تزوجتك أم أنك تسكنين في فندق؟!
إلتزمي حدود علاقتك بي أمام الناس ولا تفكري مجرد التفكير أن تتعرضي لي ولسمعتي وهيبتي أمامهم هل تفهمين ؟!

ابتلعت ساندرا ريقها ثم ردت عليه : نعم.. أفهم
-  الآن هيا بنا إلى غرفتنا
لم يحملها هذه المرة، فقد فهمت أنه حملها لانهم كانوا امام أولجا ونيكولاي فقط، وكل تلك المعاملة اللطيفه لها اثناء اليوم كانت صورة يحاول أن يرسمها للجميع حتى صدقتها هي!
ضحكت في نفسها وصعدت خلفه لترى تلك الغرفة التي يصمم عليها، صعدت السلالم بصعوبة بسبب الفستان لكنه لم يآبه لها، لم يلتفت لها حتى، وصلت بعدها بدقائق كاملة كان واقفا فقط يشاهدها وكأنها عرض مسلي له!
اكمل مشي نحو الداخل، وهي خلفه تراقب كل شيئًا بإنبهار، كان الطابق العلوي رائعًا أكثر من الأسفل بكثير، يبدو أنه يهتم لذاته حتى في عمارة المنزل، كل شيء كان جميلا وواسعًا اضعاف الطابق السفلي، دخلت وراءه لترى الغرفة التي لم تكن غرفة عاديه، كانت جناح كامل مستقل، بالطبع هناك فراش كبير، أكبر من الذي كانت تنام فيه الايام الماضية، لكن ما لفت نظرها أن الغرفة تحتوي على كل ما قد تحتاجه، هناك كراسي واريكه مريحة وشاشة تلفاز حديثة، كرسي للقراءة يعلوه اضاءة، لفت انتباهها وجود ثلاث أبواب مغلقين في الغرفة
انتظر حتى انتهت من التحديق والتأمل في الغرفة قبل أن يتحرك ويفتح لها كل باب على حدى ليعرض لها محتويات الغرفة، كان أحد الأبواب يؤدي إلى غرفة اخرى وكانت للملابس فقط، لتتفاجئ ان الملابس التي اشترتها اليوم موجوده هناك وملابسها التي جاءت بها إلى اليونان، كانت غرفة هادئه لا شيء بها سوى الملابس، خرجت خلفه لترى الباب الثاني والذي كان حماما كبيرا واسعا وحديثا كان رائعا، والباب الثالث كان يؤدي إلى شرفة واسعة جدا تأخذ مساحة نصف الطابق السفلي بأكمله!

كان كل شيء رائعًا لكن احساس الخوف لم يتركها في حالها، عادت خلفها تجر ذيل فستانها، تريد خلعه لقد ارهقها كثيرا اليوم
وكأنه قرأ ما في عقلها
جاءها صوته يقول : بدلي ملابسك وارتاحي الغرفة بالطبع غرفتك

لم تفهم جملته جيدًا، وكانت تريد أن تسأله أين ستنام وكيف سيرتبون ذلك، لكنه اختفى من أمامها فجأه، غادر الغرفة!

تنفست الصعداء تريد أن ترتاح من وجوده ولو قليلاً، توجهت نحو المرآه الموجودة في الغرفة، تراقب نفسها للمرة الأخيرة كانت عروسًا جميلة، تنهدت ثم بدأت في إزالة التاج من شعرها، ووضعت على المرآه ثم حملت الفستان للمرة الأخيرة ودخلت إلى غرفة الملابس لتختار لها شيء مناسب تنام فيه، اختارت من ملابسها القديمة فهي لم تعتاد الجديدة بعد، أرادت ترك شيئًا قديمًا منها ويخصها ليدعمها، فكل تلك التغيير حولها يوترها ويؤثر عليها بالسلب والخوف!

أمسكت بالقطعة الأولى ولكنها قبلها حاولت خلع الفستان فلم تعرف
حاولت مد ذراعها للخلف وفتح السحاب لكنها لم تستطع!
لابد أن يفعل لها احد ذلك!
كادت أن تجن لا أحد هنا سوى باريس كيف سيفعل ذلك!
حاولت للمرة الأخيرة بعصبية حتى دمعت عيناها لم تستطع
كيف ستخبره ذلك
أن تبقى هكذا بدون مساعدة منه أهون عليها من أن يفتح لها الفستان !

جلست في منتصف ارضية الغرفة كالاطفال وسقطت دموعها، لو كان حبيبها وزوجها لكان الوضع مختلفًا، لم يكن يتركها من الأساس
جاءتها فكرة فقامت من مكانها مسرعة وبعصبية راحت تبحث عن مقص وقررت أنها لن تخلعه فقط ستقصه من على جسدها!!

مرت دقائق لكنها لم تجد طرف مقص واحد في الغرفة بأكملها
لم يكن أمامها حل سوى أن تخرج وتنادي عليه ليساعدها
تنهدت ووقفت تهدأ نفسها إنه موقف عابر ولا يستدعي كل تلك العصبية والقلق ساندرا!
وقبل أن تتجه ناحيه الباب كان هو قد دخل ليتفاجئ أمامها انها لازالت بفستانها!

-  لم تبدلي ملابسك حتى هذه اللحظة ؟
-  لا استطيع.. بمفردي.. هل يمكنك مساعدتي ؟
اقترب منها بعد أن لمحت شبح ابتسامه على وجهه لكنها اختفت بسرعة، لفت وجههت ظهرها نحوه، أمسك بشعرها الطويل ورفعه على جانب رقبتها، لينكشف أمامه كل شيء، انتفضت عندما لمس بشرتها، تكاد تقسم أن يده حارقه كالنار، جلدها لا يستطع تحملها!
لكنها تماسكت هذه المرة حتى ينتهي من تلك المهمة من أجلها
امسك ببداية السحاب وبدأ في سحبه لكنه لم يستجيب فاقترب منها اكثر واصبح جسده كله ملامسه لها، كانت ترتعد ولكنه تجاهل الأمر وحاول مع السحاب مرة أخرى وهذه المرة سمعت صوته وهو يفتح، لكنه لم يبتعد عنها!
بل أحست به يلتصق بها!

وقبل أن تبتعد رفع ذراعه وقيدها من الأمام ليجذبها نحوه أكثر
اشتم رائحة جسدها بهدوء قاتل لأعصابها، وبشكل غريب،ثم بدأ في نثر بعض القبلات الرقيقة على عنقها ليشتعل بها جسدها إثارة لم تدب فيه منذ زمن طويل
لم تدب فيه أصلا بهذا الشكل من قبل
اغمضت عينيها وراحت روحها مع كل قبلة يطبعها على جسدها، لفها نحوه لتقف أمامه وجهها في وجهه، تشعر بأنفاسه الساخنه تتشبع بها بشرتها وجسدها الآن
مال عليها ليسحب منها قبلة لكنها عند هذه اللحظة افاقت وانتفضت من يده مبتعدة عنه
كانت تلهث وكأنها خرجت لتوها من سباق الألف ميل!
تحولت نظراته الهائمه منذ قليل إلى نظرات غاضبه، كانت عيناه دائمًا مرآه له
باريس.. لا اريد ذلك
لكنه وكأنه لم يسمعها اقترب منها بتلك الخطوة التي ابتعدت بها وجذبها نحوه أكثر قائلاً : لم اطلب منك أن تريدي، أنا الذي أريدك والآن!
أنهى جملته ثم سحب فستانها لأسفل ليظهر جسدها من تحته، اظهر كل ما استطاع الفستان اخفاءه
شهقت ساندرا وحاولت رفعه لكنه لم يعطي لها فرصة وانقض عليها يقبلها في كل انش طالته شفتاه
انهارت ساندرا منه ووقعت ارضًا
انهمرت دموعها وزادت شهقاتها، هذه المرة لم تشعر برقة قبلاته لكنها فجأه تحول إلى اقتحام
وكأنه ذئب ووجد ضالته
وقف باريس يلهث، بكاءها وانهيارها جعله يفوق من تلك الحالة التي دخل فيها
وقف يراقبها وهي تزداد في بكائها، لم يتحمل الأمر لف وخرج وتركها بمفردها في الغرفة بدون أن يقول شيئًا!

زاد بكائها كانت تبكي كل شيء حدث لها، ليس فقط اقتحامها لجسدها بهذا الشكل، لكنها تبكي اقتحامه لحياتها فجأة
لكل تلك التحول الخطير
ولهذا السجن الذي وقعت له أسيرة
لا يتركها تهدأ من ناحيته لحظة، غريب ومتقلب
يبدو أنه على حق
يبدو أن كل تهديداته حقيقية وفعلاً سيجعلها تعاني في حياتها معه
ظلت تبكي وتبكي حتى أحست بأن الليل قد جاء، واصابها الصداع الشديد والبرد
فهي لازالت نصف عاريه!
أما هو فقد اختفى تمامًا من المكان ولم يعد مرة أخرى
قررت أن تقوم وترتدي ما قررت ارتدائه وتذهب إلى الفراش
يكاد الصداع يفتك بها والآم جسدها كانت تأكل فيها
قامت بثقل شديد وتركت الفستان في منتصف الغرفة لم تستطع حمله، ثم ذهبت إلى غرفة الملابس وارتدت ما نالته يداها وتوجهت نحو الفراش كالرجل الآلي
أغمضت عينيها ولم ترى شيئًا آخرا سوى أحلامها!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي