الفصلالخامسشر

يكاد الصداع يفتك بها والآم جسدها كانت تأكل فيها
قامت بثقل شديد وتركت الفستان في منتصف الغرفة لم تستطع حمله، ثم ذهبت إلى غرفة الملابس وارتدت ما نالته يداها وتوجهت نحو الفراش كالرجل الآلي
أغمضت عينيها ولم ترى شيئًا آخرا سوى أحلامها!
جلست ساندرا في منتصف ارضية الغرفة كالاطفال وسقطت دموعها، لو كان حبيبها وزوجها لكان الوضع مختلفًا، لم يكن يتركها من الأساس
جاءتها فكرة فقامت من مكانها مسرعة وبعصبية راحت تبحث عن مقص وقررت أنها لن تخلعه فقط ستقصه من على جسدها!!

مرت دقائق لكنها لم تجد طرف مقص واحد في الغرفة بأكملها
لم يكن أمامها حل سوى أن تخرج وتنادي عليه ليساعدها
تنهدت ووقفت تهدأ نفسها إنه موقف عابر ولا يستدعي كل تلك العصبية والقلق ساندرا!
وقبل أن تتجه ناحيه الباب كان هو قد دخل ليتفاجئ أمامها انها لازالت بفستانها!

-  لم تبدلي ملابسك حتى هذه اللحظة ؟
-  لا استطيع.. بمفردي.. هل يمكنك مساعدتي ؟
اقترب منها بعد أن لمحت شبح ابتسامه على وجهه لكنها اختفت بسرعة، لفت وجههت ظهرها نحوه، أمسك بشعرها الطويل ورفعه على جانب رقبتها، لينكشف أمامه كل شيء، انتفضت عندما لمس بشرتها، تكاد تقسم أن يده حارقه كالنار، جلدها لا يستطع تحملها!
لكنها تماسكت هذه المرة حتى ينتهي من تلك المهمة من أجلها
امسك ببداية السحاب وبدأ في سحبه لكنه لم يستجيب فاقترب منها اكثر واصبح جسده كله ملامسه لها، كانت ترتعد ولكنه تجاهل الأمر وحاول مع السحاب مرة أخرى وهذه المرة سمعت صوته وهو يفتح، لكنه لم يبتعد عنها!
بل أحست به يلتصق بها!

وقبل أن تبتعد رفع ذراعه وقيدها من الأمام ليجذبها نحوه أكثر
اشتم رائحة جسدها بهدوء قاتل لأعصابها، وبشكل غريب،ثم بدأ في نثر بعض القبلات الرقيقة على عنقها ليشتعل بها جسدها إثارة لم تدب فيه منذ زمن طويل
لم تدب فيه أصلا بهذا الشكل من قبل
اغمضت عينيها وراحت روحها مع كل قبلة يطبعها على جسدها، لفها نحوه لتقف أمامه وجهها في وجهه، تشعر بأنفاسه الساخنه تتشبع بها بشرتها وجسدها الآن
مال عليها ليسحب منها قبلة لكنها عند هذه اللحظة افاقت وانتفضت من يده مبتعدة عنه
كانت تلهث وكأنها خرجت لتوها من سباق الألف ميل!
تحولت نظراته الهائمه منذ قليل إلى نظرات غاضبه، كانت عيناه دائمًا مرآه له
باريس.. لا اريد ذلك
لكنه وكأنه لم يسمعها اقترب منها بتلك الخطوة التي ابتعدت بها وجذبها نحوه أكثر قائلاً : لم اطلب منك أن تريدي، أنا الذي أريدك والآن!
أنهى جملته ثم سحب فستانها لأسفل ليظهر جسدها من تحته، اظهر كل ما استطاع الفستان اخفاءه
شهقت ساندرا وحاولت رفعه لكنه لم يعطي لها فرصة وانقض عليها يقبلها في كل انش طالته شفتاه
انهارت ساندرا منه ووقعت ارضًا
انهمرت دموعها وزادت شهقاتها، هذه المرة لم تشعر برقة قبلاته لكنها فجأه تحول إلى اقتحام
وكأنه ذئب ووجد ضالته
وقف باريس يلهث، بكاءها وانهيارها جعله يفوق من تلك الحالة التي دخل فيها
وقف يراقبها وهي تزداد في بكائها، لم يتحمل الأمر لف وخرج وتركها بمفردها في الغرفة بدون أن يقول شيئًا!

زاد بكائها كانت تبكي كل شيء حدث لها، ليس فقط اقتحامها لجسدها بهذا الشكل، لكنها تبكي اقتحامه لحياتها فجأة
لكل تلك التحول الخطير
ولهذا السجن الذي وقعت له أسيرة
لا يتركها تهدأ من ناحيته لحظة، غريب ومتقلب
يبدو أنه على حق
يبدو أن كل تهديداته حقيقية وفعلاً سيجعلها تعاني في حياتها معه
ظلت تبكي وتبكي حتى أحست بأن الليل قد جاء، واصابها الصداع الشديد والبرد
فهي لازالت نصف عاريه!
أما هو فقد اختفى تمامًا من المكان ولم يعد مرة أخرى
قررت أن تقوم وترتدي ما قررت ارتدائه وتذهب إلى الفراش
يكاد الصداع يفتك بها والآم جسدها كانت تأكل فيها
قامت بثقل شديد وتركت الفستان في منتصف الغرفة لم تستطع حمله، ثم ذهبت إلى غرفة الملابس وارتدت ما نالته يداها وتوجهت نحو الفراش كالرجل الآلي
أغمضت عينيها ولم ترى شيئًا آخرا سوى أحلامها!
. . .
كانت تتقلب في الفراش مع آخر حلمًا رأته، أحست بأنها ارتطمت في شيء بجانبها، فتحت عيناها بسرعة والتفتت بجوارها لتنتفض عندما وجدته نائمًا بجوارها!
جلست تلتقط أنفاسها من شدة الصدمة، باريس نائم منذ متى ؟ وكيف هي لم تشعر به ولا بدخوله أبدًا، لقد راحت في نوم عميق وغريب بعد ليلة أمس، يبدو أن عقلها فضل الهروب والنوم على أن يستيقظ في هذا الوضع
انكمشت بجواره تراقبه، كان عاري الصدر يرتدي شورت قصير، الجو حار قليلاً ليس إلى درجة هذا التحرر!
وكيف ينام بجانبها هكذا بدون استئذان أو لحظة كسوف!
ضحكت ساخرة في نفسها تريد الاستئذان والخجل من باريس فيليب ؟!!
جلست تراقبه كان هادئًا وهو نائمًا، تلك التقطيبه التي تصيب بين حاجبيه على الدوام اختفت، حل مكانها عيون مغمضة بهدوء غريب وفم مبتسم وكأنه ينعم بالجنة في أحلامه!
كان نصف جذعه قويًا فباريس من يوم معرفتها به وهو رياضي محفاظًا على جسده لم تنل منه السنوات شيء!
كانت بشرته السمراء النظيفة والخالية من أي شعر تغريها وتحثها على لمسه!
تخيلت نفسها وهي تمشي بيدها الصغيرة على صدره وتقبله بهدوء وبطء، هذه هي المنطقة الأكثر اثارة لها في الرجل!
ما بال باريس فيليب إله الجمال عند اليونان!
وقبل أن ترفع يدها وتمررها كما أرادت فتح عينيه فجأه لتشهق من الصدمة!
لف رقبته نحوها لينظر لها بإبتسامة مستفزه قائلاً : صباح الخير يا زوجتي
صباح الخير ؟ يلقي بالصباح عليها وكأنه لم يفعل شيئًا بالأمس
وكأن من اقتحمها واستباح جسدها أحد غيره!
وعند هذه الجملة تغيرت ملامح وجهها وقررت معاقبته وكشرت قائله : لماذا نمت بجواري ؟!
-  برأيك أين أنام ؟ في الشارع ؟
هتفت به بصوت عالي : في الشارع أو في كوكب آخر لا تنام هنا، لقد أمرت بنقل غرفتي واستجبت لك لكني لم أعطيك الإذن لتنام هكذا عاري بجواري!
انتفض جالسًا ورفع اصبعه أمام عينيها مباشرًا وقال بصوت تحذيري : إياكِ أن ترفعي صوتك علي مرة أخرى ساندرا!
وقبل أن تعترض ابتلعت حروفها عندما قطع عليها كلامها وقال : هذا هو منزلي وأنا فقط من يقول أين تنامي وأين أنام، هذه غرفتي وأنت هنا فيها وليس العكس، ومن الليلة وكل الليالي القادمة ستنامين هنا بجواري وحرف واحد وسأجعلك عارية مثلي

جحظت عيناها واحست بالخوف من لهجته ولكنها لم تأبه لذلك وأكملت في حديثها : نعم مثل أمس وتغتصبني مرة أخرى أليس كذلك ؟!

وكأنها ألقت بالبنزين على نار لتزيد من اشتعلها، امسكها من رأسها وقربها منه وبفحيح قال لها : المغتصب من يأخذ شيء ليس من حقه، وأنتِ زوجتي من حقي وجسدك لي أنا وأنا فقط وسأناله وقت ما أحب أما الآن فلا أريد حتى لمسك يا ساندرا

قالها وتركها فجأه لتنهار إلى الخلف أما هو فقد دخل إلى الحمام وسمعت صوت المياه في الداخل، ظلت في مكانها تراقبه حتى خرج شبه عاريًا يلف حول جسده فوطه استحمام تخفي جزءه السفلي فقط ثم اختفى داخل حجرة الملابس وارتدى ملابسه واتجه نحو باب الغرفة ثم توقف فجأه قائلاً " ارتدي ملابسك واجهزي الأيام القادمة سنرى ضيوفًا كثيراً وإياك يا ساندرا أحدهم يشعر بشيء منك، هذا آخر تحذير لك!

قالها وغادرها تركها مبتله الجسد من فرط العرق والخوف مما هو قادم!

. . .


كانت الأيام تمر تباعا، وإشمئزاز ساندرا من زوجها يتضاعف مما يزيده غضبا على

غضب ، وعنفا على عنف، بسبب وبدون سبب هو فقط كان يحب أن يعذبها ويرى خوفها الذي كانت تحاول اخفاءه بكل شكل، لا شك انها كانت تخافه ولكنها كانت تخفي هذا الخوف حتى لا تزيد من استمتاعه

، وتتظاهر بالبرود وتعامله بكل إحتقار ، وفي عرفها كان يستحقه.
" سوف تندمين على هذه الغطرسة ساندرا "
حذرها بهذه الكلمات ذات مساء، بعدما إنتهيا من تناول طعامهما وخرجا الى فناء

المنزل ليشربا القهوة.
" لقد أهنتني أمام نيكولاي وأولجا ."
نظرت اليه ساندرا بإستغراب:
" لماذا ؟ هل تحسب أنك تستطيع أن تقنع خدمك أن ما يربط بيننا هو الحب ؟
."
" إحذري ."
قال باريس ناصحا ، وكان صوته منخفضا لكن مخيفا ، واضاف:
" لقد هددتك أكثر من مرة ،وقلت أنني سأجعلك تندمين ويبدو أنك لا تصدقين وتريدين رؤية الأمر بنفسك !
شحب لون ساندرا ولكنها لم تتكلم، وإستمر هو في كلامه.
" سوف أخضعك لرادتي ، فالنساء اليونانيات يتعلمن الطاعة بسرعة ."....
لم تكمل في صمتها كثيراً فقد استفزها باريس فقاطعته قائلة:
" لكنني لست يونانية ، أنا انجليزية
، والخضوع ليس من شيمي ."
كان الغضب باديا في عينيه ولكن كان هناك ايضا بريق من الإعجاب
.
" يجب أن أعترف انني معجب بروحك."
" شكرا لك على التواضع سيد فيليب" قالتها ساخرة
"و مع ذلك ، فإنه يسرني أن أحطمها"
قالها متسليًا لتفاجئه بردها
."
" هل سبق وحطمت روح زوجتك السابقة؟ يبدو لي أنها هي التي حطمت روحك ."
توقفت وهي تصرخ من الألم، فقد أمسك بمعصمها ولواه.
" إياك أن تذكريها ثانية، فأنا لا أسمح لأحد أن يذكرها في هذا البيت ، وقد أقتلك

لذلك."
إنكمشت ساندرا في مقعدها وجلست تفرك معصمها ، وتساءلت ، ترى هل فيه مس من الجنون

؟ كاد الخوف يخنقها وهي تفكر بكلمات هاري عن باريس ، عندما قال لها انه من

الممكن ان يكون قاتلا ، فهل قتل زوجته يا ترى ؟ وقتلها خنقا؟ بصعوبة حاولت أن تبعد هذه الأفكار عن مخيلتها ، ويدها على عنقها ووجهها شاحب

كوجوه الموتى ، وقفت لتذهب ، ولكنها لم تستطع أن تتحرك.


سأل باريس متعجبًا :
" ما الأمر ؟ هل أنت مريضة؟ ." كان ينظر اليها ، يتفحصها ، ولاحظ لونها الشاحب وشفتيها المرتجفتين.
" نعم باريس ، إنني مريضة." خرجت كلماتها سريعة من بين شفتيها ، وإستدارت لتغادر المكان ، ولكن صوته الحاد

اوقفها وجعلها تستدير ثانية ، قال:
" إبقي مكانك ! انا لم أقتنع أنك مريضة."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي