الفصلالسادسعشر
ضيقت عينيها بإشمئزاز :
" آسفة... ربما لست في وضع يسمح لي أن أبرهن على ذلك، فعليك ان تثق بكلامي، أريد ان أدخل ."
" في مثل هذا الوقت؟ والليل لا يزال في أوله ، فتيا ، جميلا ، إنه ليل المحبين يا جميلتي ونحن محبون أليس كذلك ساندرا ؟!
" لا تكن سخيفا ."
صاحت ساندرا وقد إنقلب خوفها الى غضب ، وتابعت :
" يا للسخرية ، اتتحدث عن الحب وقد إعترفت انك تكرهني ؟ وانا ايضا متأكدة
أنني لا أحبك مثلك ولن أستطيع ."!
ولدهشتها لم يعلق على كلامها، بل قال في هدوء:
" إجلسي يا ساندرا إجلسي، فأنا الآن في حالة رومانسية لا احب فيها ان أكون وحيدا ."
فتساءلت ساندرا ، ترى لماذا يخشى أن يبقى وحيدا ؟ أيريد ان يهرب من افكار تقلقه ،
افكار شريرة مثلا ؟ وفجأة فكرت بزوجته الأولى وأحست برغبة شديدة ان تعرف
شيئا عنها ، وعن موتها!
ولكنها تخاف أن تسأله عنها، كلما جاءت سيرتها انقلب عليها مهددًا!
كان باريس لازال جالسا بنفس نظرة الكبرياء والغرور وهو يأمرها بالجلوس ، رفعت ساندرا وجهها إليه وبريق
الغضب يشع من عينيها وقالت:
" أنا متعبة ، ليلة سعيدة ."
" ستبقين في رفقتي ."
اجابت ساندرا وقد ضبطت اعصابها بصعوبة:
" لست مجبرة على ذلك باريس، فلو كنت أنت الذي يريد الذهاب الى الفراش لفعلت من
غير ان تسألني."
بالتأكيد ، فأنا السيد هنا ، أفعل انا ما اريد ، وتفعلين انت ما آمرك به"
كان كلامه قاطعا لا يقبل الجدل.
" إجلسي ."
وبعد تردد قصير فعلت لم تجد فعلا شيئًا آخر تفعله غير ما أمرت به ، ثم أضاف :
أرى انك تتعلمين بسرعة ، يا فتاتي ."
وبقيت ساندرا صامتة لا تجيب ، اما باريس فقد تابع كلامه تبدو في صوته نبرات
السخرية المعتادة:
أنا أعرف أن الغضب يغلي في صدرك ، ولكنك لا تجسرين على إظهاره ، الواقع
أنني أهنئك على حكمتك ."
إرتجفت ساندرا والكره المميت يملأ قلبها وعيناها تتقدان بالحقد العميق ، وقالت:
ربما لا أستطيع أن أكون حكيمة دائما ! ولو كنت انت تملك شيئا من الحكمة ، لما
إستعملت مثل هذا الأسلوب في معاملتي ، فبذلك تدفعني بعيدا عنك أكثر سيد فيليب
إبتسم باريس ثم سألها قائلا:
" بعيدا ، الى أي شيء مثلا ؟ ."
الى عدم القدرة على الإحتمال، انت نفسك إعترفت أن لي روحا عالية ."
" وإن كنت تذكرين ، فقد قلت أيضا انني اريد أن احطمها، عزيزتي ساندرا
نظرت ساندرا اليه بإزدراء ، وقالت: أعتقد أنني هنا ، حتى لا تكون وحيدا ، وبناء على ذلك فإنني اقترح ان نحاول ان
نجعل نقاشنا مسليا ، فتهديداتك المستمرة أصبحت مملة ."
كانت جريئة في كلماتها بعكس ما يعتمل بداخلها، أرادت نفي تهمة الجبن عن نفسها ولو لفترة صغيرة، وخلال الصمت القصير الذي تلا ذلك، كانت تتوقع إجابة
قاسية مليئة بالإهانة من زوجها، ولكن لدهشتها ، رأت في عينيه بريقا من المرح
خفف حدة القسوة التي كانت تطل منهما ، حتى أنها في لحظة تائهة لمحت فيه معالم
الرجل الذي عرفته منذ زمن. رعشة غريبة رقيقة سرت في اوصالها ، شيء لطيف محير من الذاكرة عاد اليها.... نعم
أنها في يوم من الأيام كانت مولعة بجاذبية وجهه الذي كان يحمل كثيرا من المعاني
لعاطفية الرقيقة ، مولعة بلطفه ، بطباعه المرحة ، بإبتسامته العذبة وضحكته الحلوة ،
ففي أي جحيم وقع هذا الرجل حتى تغير الى هذا الحد؟ وبعد وقفة لم تدم طويلا ، قال باريس :
ربما تهديداتي مملة كما تقولين ، ولكن إطمئني فسيأتي يوم لا تملين منها فيه ، لأنك
ستكونين مشغولة بمداواة جراحك."
فرّ اللون من وجه ساندرا وسرى اليه الشحوب ، فلا شك انه يعني ما يقول ، وترددت
قليلا ثم قالت:
" في ذات قلت لي يوم لم تكن تحلم ان تمد يدك نحو إمرأة فهل صرت تهددها بتحطيمها بهذه السهولة ؟
قست ملامحه وأجابها بهدوء مخيف لها :
" ولكنني لست الرجل الذي تعرفين أو الذي قال لك ذلك
، وقد سبق وحذرتك ."
" لست بحاجة لكي تنذرني ، يمكنني أن ارى ذلك بنفسي ."
هل ندمت انك مررت بي ذات يوم؟ ."
" ليس الأمر مهما الآن ."
قالتها ساندرا بدون أن تفكر بشكل كافي
رفع باريس حاجبيه متسائلا:
" هل تعنين أنك لست مهتمة بزوجك؟."
" لماذا أكون ؟ فلست الزوج الذي إخترته بإرادتي ، لا تنس ذلك." بدا الغضب في عيني باريس، وأطبق بشدة على الكأس في يده ، لاحظت ساندرا ذلك ،
وإنتظرت هجومه..... ولكنه فاجأها وقال بإتزان:
لا ، انا لست بإختيارك ، ولكن ذاك المخلوق الذي تزوجتيه كان بملء إختيارك أليس
كذلك؟ لقد إخترته ! فبأي شيء خرجت من ذلك الزوج الرائع المختار ؟ لم يترك لك شيئا ، كم
أنتِ تعيسة ."
قاطعته ساندرا بحدة ، قائلة:
" هل يمكن أن نغيّر الموضوع؟ إذا كنا لا نستطيع ان نتحدث بقليل من اللطف
والمودة ، فبحق السماء ، دعني أذهب الى غرفتي."
وبالرغم من غضبها الشديد ، شعرت انها مهزومة أمام قوته، وليس هناك خيط من
رجاء ، ولدهشتها رأته يهز راسه وقد ظهر التهجم بين حاجبيه وهو يقول:
" حسنا ، إذهبي الى غرفتك، إذا كان هذا ما تفضلينه ." نظرت اليه تكاد لا تصدق ما تسمع ، وسألت:
" هل تعني ذلك حقا؟ ." بدت المرارة على وجه باريس بشكل غريب وهو يجيب:
" نعم إنني أعني ذلك، إذهبي الى فراشك ، ليلة سعيدة ."
وقفت ساندرا على الفور لم تفكر وقامت حتى تركت الفناء بأسرع ما يمكنها ، وما أن إرتقت درجات السلم
حتى غلبها فضولها وشعور بداخلها و إلتفتت لترى باريس متكئا الى ظهر كرسيه ، وفي يده كأس يديرها ذات اليمين
وذات الشمال في حركة منتظمة، خطت ساندرا خط وة أخرى الى الأمام ، فوجدت
نفسها تلتفت ثانية ، وقالت في نفسها .... هناك ما يحزن هذا الرجل الجالس كالجريح
، وكأنه فريسة للأسى .
وبالرغم منها شعرت ببعض اللم، تريد أن تسرع اليه وتتحدث معه ، تسأله ما به؟
ماذا يقلقه؟
تراجعت في الخطوات التي خطتها على السلم وقررت العودة إليه ولكنه إستدار فجأة، وقال غاضبا:
" إذهبي الى غرفتك ! لماذا تقفين وتعودين ؟
؟قلت أنك تريدين الذهاب إلى النوم ، إذن إفعلي ذلك قبل أن أبدل رأيي واحتجزك هنا الليلة كلها ساندرا!
ضغط على حروف اسمها ووصلها تحذيره فندمت أنها توقفت ولو ثوان تفكر في شأنه وتريد التخفيف عنه
لا فائدة منه !
وقفت ساندرا على الفور لم تفكر وقامت حتى تركت الفناء بأسرع ما يمكنها ، وما أن إرتقت درجات السلم
حتى غلبها فضولها وشعور بداخلها و إلتفتت لترى باريس متكئا الى ظهر كرسيه ، وفي يده كأس يديرها ذات اليمين
وذات الشمال في حركة منتظمة، خطت ساندرا خط وة أخرى الى الأمام ، فوجدت
نفسها تلتفت ثانية ، وقالت في نفسها .... هناك ما يحزن هذا الرجل الجالس كالجريح
، وكأنه فريسة للأسى .
وبالرغم منها شعرت ببعض اللم، تريد أن تسرع اليه وتتحدث معه ، تسأله ما به؟
ماذا يقلقه؟
تراجعت في الخطوات التي خطتها على السلم وقررت العودة إليه ولكنه إستدار فجأة، وقال غاضبا:
" إذهبي الى غرفتك ! لماذا تقفين وتعودين ؟
؟قلت أنك تريدين الذهاب إلى النوم ، إذن إفعلي ذلك قبل أن أبدل رأيي واحتجزك هنا الليلة كلها ساندرا!
ضغط على حروف اسمها ووصلها تحذيره فندمت أنها توقفت ولو ثوان تفكر في شأنه وتريد التخفيف عنه
لا فائدة منه !
جاء الصباح، أحست بأشعه الشمس الدافئه التي تميز اليونان ودخولها من شرفة الغرفة، فتحت عينيها لتتأكد أنه ليس بجوارها، لقد تركها بمفردها هذه الليلة أيضا، لا تعلم لماذا ولن تسأله وهذا أمر يريحها للغاية خاصة بعد طريقة تعامله معها أمس ورفضه لها ولاهتمامها برغم كل ما يفعله!
جلست في الفراش ثم قامت ومشت ساندرا نحو الشرفة الواسعة ، أزاحت الستائر ودخلت إليها، وقفت تشم نسيم البحر وترى مياهه الزرقاء من على بعد لكنها تشعر بأمواجه الحائره، حائرة مثلها ومثل مشاعرها ومما لا يزال
يخالجها نحو باريس أهو الخوف المزوج بالغضب؟ أم الممزوج بالشفقة ؟ الشفقة !
ابعدت هذه
الكلمة عن ذهنها فمثل باريس لا يجب أن تشعر بالشفقة نحوه ابدا!
ولكنها كانت كلما أبعدتها تعود ثانية الى تفكيرها وبسرعة ، لماذا
تشعر بالإشفاق على زوجها ؟
فهو ليس الرجل الوحيد الذي كان زواجه مشؤوما، هي أيضًا كان زواجها مشؤومًا ولكنه لا يعرف ولا يريد أن يعرف أو يصدق!
لكنها وبرغم ذلك ينتابها الفضول نحوه، تمنت لو أنها تستطيع ان تعرف شيئا عن زوجته السابقة، تلك التي كلما آتى ذكرها هاج كالبحر فجأه!
ولكن كيف تعرف وتلك هي ردود افعاله على مجرد طيفها!
وفجأة مرت في خاطرها فكرة ابتسمت لنفسها عندما جاءتها،
أولجا
تلك المرأة التي عملت عنده لسنوات بالتأكيد تعرف كل شيء ، وكثيراً ما شعرت ساندرا أنها
تريد أن تفضي اليها ببعض الأسرار ، لكنها كانت ترفض وقتها، لم تكن تريد أن تعرف شيئًا عنه، أما الآن هي لا ترى بأسًا من أن تعرف،
لن يحدث شيئًا لو سألتها بعض الأسئلة.
دخلت ساندرا إلى الحمام لتأخذ حمامًا دافئًا وتفكر كيف ستسدرج أولجا في الاسئلة بدون أن تظهر لها فضولها
أحست ساندرا أن هناك من بالخارج خاصة عندما اقتربت الخطوات من باب الحمام،جاءتها الطرقات وعرفت أنها أولجا
نعم جاءت في وقتها،
أخبرتها أنها حضرت لها قهوتها الصباحية فقالت لها ساندرا أن تنتظرها
وبسرعة خرجت لها
كانت أولجا قد قررت ترتيب الغرفة وتنظيفها
وأثناء ترتيبها وإبتسمت وهي تشير الى عقد ماسي جميل ملقى على
طاولة الزينة الخاصة بساندرا وسألت:
" لقد إشتراها لك سيدي باريس أليس كذلك؟ ."
هزت ساندرا رأسها واجابت:
" لا أولجا، والدتي إشترته لي قبل وفاتها بقليل ."
" آسفة... ربما لست في وضع يسمح لي أن أبرهن على ذلك، فعليك ان تثق بكلامي، أريد ان أدخل ."
" في مثل هذا الوقت؟ والليل لا يزال في أوله ، فتيا ، جميلا ، إنه ليل المحبين يا جميلتي ونحن محبون أليس كذلك ساندرا ؟!
" لا تكن سخيفا ."
صاحت ساندرا وقد إنقلب خوفها الى غضب ، وتابعت :
" يا للسخرية ، اتتحدث عن الحب وقد إعترفت انك تكرهني ؟ وانا ايضا متأكدة
أنني لا أحبك مثلك ولن أستطيع ."!
ولدهشتها لم يعلق على كلامها، بل قال في هدوء:
" إجلسي يا ساندرا إجلسي، فأنا الآن في حالة رومانسية لا احب فيها ان أكون وحيدا ."
فتساءلت ساندرا ، ترى لماذا يخشى أن يبقى وحيدا ؟ أيريد ان يهرب من افكار تقلقه ،
افكار شريرة مثلا ؟ وفجأة فكرت بزوجته الأولى وأحست برغبة شديدة ان تعرف
شيئا عنها ، وعن موتها!
ولكنها تخاف أن تسأله عنها، كلما جاءت سيرتها انقلب عليها مهددًا!
كان باريس لازال جالسا بنفس نظرة الكبرياء والغرور وهو يأمرها بالجلوس ، رفعت ساندرا وجهها إليه وبريق
الغضب يشع من عينيها وقالت:
" أنا متعبة ، ليلة سعيدة ."
" ستبقين في رفقتي ."
اجابت ساندرا وقد ضبطت اعصابها بصعوبة:
" لست مجبرة على ذلك باريس، فلو كنت أنت الذي يريد الذهاب الى الفراش لفعلت من
غير ان تسألني."
بالتأكيد ، فأنا السيد هنا ، أفعل انا ما اريد ، وتفعلين انت ما آمرك به"
كان كلامه قاطعا لا يقبل الجدل.
" إجلسي ."
وبعد تردد قصير فعلت لم تجد فعلا شيئًا آخر تفعله غير ما أمرت به ، ثم أضاف :
أرى انك تتعلمين بسرعة ، يا فتاتي ."
وبقيت ساندرا صامتة لا تجيب ، اما باريس فقد تابع كلامه تبدو في صوته نبرات
السخرية المعتادة:
أنا أعرف أن الغضب يغلي في صدرك ، ولكنك لا تجسرين على إظهاره ، الواقع
أنني أهنئك على حكمتك ."
إرتجفت ساندرا والكره المميت يملأ قلبها وعيناها تتقدان بالحقد العميق ، وقالت:
ربما لا أستطيع أن أكون حكيمة دائما ! ولو كنت انت تملك شيئا من الحكمة ، لما
إستعملت مثل هذا الأسلوب في معاملتي ، فبذلك تدفعني بعيدا عنك أكثر سيد فيليب
إبتسم باريس ثم سألها قائلا:
" بعيدا ، الى أي شيء مثلا ؟ ."
الى عدم القدرة على الإحتمال، انت نفسك إعترفت أن لي روحا عالية ."
" وإن كنت تذكرين ، فقد قلت أيضا انني اريد أن احطمها، عزيزتي ساندرا
نظرت ساندرا اليه بإزدراء ، وقالت: أعتقد أنني هنا ، حتى لا تكون وحيدا ، وبناء على ذلك فإنني اقترح ان نحاول ان
نجعل نقاشنا مسليا ، فتهديداتك المستمرة أصبحت مملة ."
كانت جريئة في كلماتها بعكس ما يعتمل بداخلها، أرادت نفي تهمة الجبن عن نفسها ولو لفترة صغيرة، وخلال الصمت القصير الذي تلا ذلك، كانت تتوقع إجابة
قاسية مليئة بالإهانة من زوجها، ولكن لدهشتها ، رأت في عينيه بريقا من المرح
خفف حدة القسوة التي كانت تطل منهما ، حتى أنها في لحظة تائهة لمحت فيه معالم
الرجل الذي عرفته منذ زمن. رعشة غريبة رقيقة سرت في اوصالها ، شيء لطيف محير من الذاكرة عاد اليها.... نعم
أنها في يوم من الأيام كانت مولعة بجاذبية وجهه الذي كان يحمل كثيرا من المعاني
لعاطفية الرقيقة ، مولعة بلطفه ، بطباعه المرحة ، بإبتسامته العذبة وضحكته الحلوة ،
ففي أي جحيم وقع هذا الرجل حتى تغير الى هذا الحد؟ وبعد وقفة لم تدم طويلا ، قال باريس :
ربما تهديداتي مملة كما تقولين ، ولكن إطمئني فسيأتي يوم لا تملين منها فيه ، لأنك
ستكونين مشغولة بمداواة جراحك."
فرّ اللون من وجه ساندرا وسرى اليه الشحوب ، فلا شك انه يعني ما يقول ، وترددت
قليلا ثم قالت:
" في ذات قلت لي يوم لم تكن تحلم ان تمد يدك نحو إمرأة فهل صرت تهددها بتحطيمها بهذه السهولة ؟
قست ملامحه وأجابها بهدوء مخيف لها :
" ولكنني لست الرجل الذي تعرفين أو الذي قال لك ذلك
، وقد سبق وحذرتك ."
" لست بحاجة لكي تنذرني ، يمكنني أن ارى ذلك بنفسي ."
هل ندمت انك مررت بي ذات يوم؟ ."
" ليس الأمر مهما الآن ."
قالتها ساندرا بدون أن تفكر بشكل كافي
رفع باريس حاجبيه متسائلا:
" هل تعنين أنك لست مهتمة بزوجك؟."
" لماذا أكون ؟ فلست الزوج الذي إخترته بإرادتي ، لا تنس ذلك." بدا الغضب في عيني باريس، وأطبق بشدة على الكأس في يده ، لاحظت ساندرا ذلك ،
وإنتظرت هجومه..... ولكنه فاجأها وقال بإتزان:
لا ، انا لست بإختيارك ، ولكن ذاك المخلوق الذي تزوجتيه كان بملء إختيارك أليس
كذلك؟ لقد إخترته ! فبأي شيء خرجت من ذلك الزوج الرائع المختار ؟ لم يترك لك شيئا ، كم
أنتِ تعيسة ."
قاطعته ساندرا بحدة ، قائلة:
" هل يمكن أن نغيّر الموضوع؟ إذا كنا لا نستطيع ان نتحدث بقليل من اللطف
والمودة ، فبحق السماء ، دعني أذهب الى غرفتي."
وبالرغم من غضبها الشديد ، شعرت انها مهزومة أمام قوته، وليس هناك خيط من
رجاء ، ولدهشتها رأته يهز راسه وقد ظهر التهجم بين حاجبيه وهو يقول:
" حسنا ، إذهبي الى غرفتك، إذا كان هذا ما تفضلينه ." نظرت اليه تكاد لا تصدق ما تسمع ، وسألت:
" هل تعني ذلك حقا؟ ." بدت المرارة على وجه باريس بشكل غريب وهو يجيب:
" نعم إنني أعني ذلك، إذهبي الى فراشك ، ليلة سعيدة ."
وقفت ساندرا على الفور لم تفكر وقامت حتى تركت الفناء بأسرع ما يمكنها ، وما أن إرتقت درجات السلم
حتى غلبها فضولها وشعور بداخلها و إلتفتت لترى باريس متكئا الى ظهر كرسيه ، وفي يده كأس يديرها ذات اليمين
وذات الشمال في حركة منتظمة، خطت ساندرا خط وة أخرى الى الأمام ، فوجدت
نفسها تلتفت ثانية ، وقالت في نفسها .... هناك ما يحزن هذا الرجل الجالس كالجريح
، وكأنه فريسة للأسى .
وبالرغم منها شعرت ببعض اللم، تريد أن تسرع اليه وتتحدث معه ، تسأله ما به؟
ماذا يقلقه؟
تراجعت في الخطوات التي خطتها على السلم وقررت العودة إليه ولكنه إستدار فجأة، وقال غاضبا:
" إذهبي الى غرفتك ! لماذا تقفين وتعودين ؟
؟قلت أنك تريدين الذهاب إلى النوم ، إذن إفعلي ذلك قبل أن أبدل رأيي واحتجزك هنا الليلة كلها ساندرا!
ضغط على حروف اسمها ووصلها تحذيره فندمت أنها توقفت ولو ثوان تفكر في شأنه وتريد التخفيف عنه
لا فائدة منه !
وقفت ساندرا على الفور لم تفكر وقامت حتى تركت الفناء بأسرع ما يمكنها ، وما أن إرتقت درجات السلم
حتى غلبها فضولها وشعور بداخلها و إلتفتت لترى باريس متكئا الى ظهر كرسيه ، وفي يده كأس يديرها ذات اليمين
وذات الشمال في حركة منتظمة، خطت ساندرا خط وة أخرى الى الأمام ، فوجدت
نفسها تلتفت ثانية ، وقالت في نفسها .... هناك ما يحزن هذا الرجل الجالس كالجريح
، وكأنه فريسة للأسى .
وبالرغم منها شعرت ببعض اللم، تريد أن تسرع اليه وتتحدث معه ، تسأله ما به؟
ماذا يقلقه؟
تراجعت في الخطوات التي خطتها على السلم وقررت العودة إليه ولكنه إستدار فجأة، وقال غاضبا:
" إذهبي الى غرفتك ! لماذا تقفين وتعودين ؟
؟قلت أنك تريدين الذهاب إلى النوم ، إذن إفعلي ذلك قبل أن أبدل رأيي واحتجزك هنا الليلة كلها ساندرا!
ضغط على حروف اسمها ووصلها تحذيره فندمت أنها توقفت ولو ثوان تفكر في شأنه وتريد التخفيف عنه
لا فائدة منه !
جاء الصباح، أحست بأشعه الشمس الدافئه التي تميز اليونان ودخولها من شرفة الغرفة، فتحت عينيها لتتأكد أنه ليس بجوارها، لقد تركها بمفردها هذه الليلة أيضا، لا تعلم لماذا ولن تسأله وهذا أمر يريحها للغاية خاصة بعد طريقة تعامله معها أمس ورفضه لها ولاهتمامها برغم كل ما يفعله!
جلست في الفراش ثم قامت ومشت ساندرا نحو الشرفة الواسعة ، أزاحت الستائر ودخلت إليها، وقفت تشم نسيم البحر وترى مياهه الزرقاء من على بعد لكنها تشعر بأمواجه الحائره، حائرة مثلها ومثل مشاعرها ومما لا يزال
يخالجها نحو باريس أهو الخوف المزوج بالغضب؟ أم الممزوج بالشفقة ؟ الشفقة !
ابعدت هذه
الكلمة عن ذهنها فمثل باريس لا يجب أن تشعر بالشفقة نحوه ابدا!
ولكنها كانت كلما أبعدتها تعود ثانية الى تفكيرها وبسرعة ، لماذا
تشعر بالإشفاق على زوجها ؟
فهو ليس الرجل الوحيد الذي كان زواجه مشؤوما، هي أيضًا كان زواجها مشؤومًا ولكنه لا يعرف ولا يريد أن يعرف أو يصدق!
لكنها وبرغم ذلك ينتابها الفضول نحوه، تمنت لو أنها تستطيع ان تعرف شيئا عن زوجته السابقة، تلك التي كلما آتى ذكرها هاج كالبحر فجأه!
ولكن كيف تعرف وتلك هي ردود افعاله على مجرد طيفها!
وفجأة مرت في خاطرها فكرة ابتسمت لنفسها عندما جاءتها،
أولجا
تلك المرأة التي عملت عنده لسنوات بالتأكيد تعرف كل شيء ، وكثيراً ما شعرت ساندرا أنها
تريد أن تفضي اليها ببعض الأسرار ، لكنها كانت ترفض وقتها، لم تكن تريد أن تعرف شيئًا عنه، أما الآن هي لا ترى بأسًا من أن تعرف،
لن يحدث شيئًا لو سألتها بعض الأسئلة.
دخلت ساندرا إلى الحمام لتأخذ حمامًا دافئًا وتفكر كيف ستسدرج أولجا في الاسئلة بدون أن تظهر لها فضولها
أحست ساندرا أن هناك من بالخارج خاصة عندما اقتربت الخطوات من باب الحمام،جاءتها الطرقات وعرفت أنها أولجا
نعم جاءت في وقتها،
أخبرتها أنها حضرت لها قهوتها الصباحية فقالت لها ساندرا أن تنتظرها
وبسرعة خرجت لها
كانت أولجا قد قررت ترتيب الغرفة وتنظيفها
وأثناء ترتيبها وإبتسمت وهي تشير الى عقد ماسي جميل ملقى على
طاولة الزينة الخاصة بساندرا وسألت:
" لقد إشتراها لك سيدي باريس أليس كذلك؟ ."
هزت ساندرا رأسها واجابت:
" لا أولجا، والدتي إشترته لي قبل وفاتها بقليل ."