الفصل الثالث خداع مزيف

كانت "منى" سبب التحاق "ميرنا" في الشرطة، وذلك عندما ذهبت إلى صديقتها المفضلة تسألها:
- ميرنا ما رأيك في الالتحاق بالسلك العسكري للقوات الخاصة؟

- ما هذا الأمر؟ لم أسمع عنه من قبل!

- لقد أخبرني والدي عن فتح باب التقديم لخريجي الجامعات في الشرطة لتخصصات مختلفة جديدة من نوعها.

- منى لقد أخبرتني من قبل إنك تريدين أن تصبحي ممثلة مثل والدتي؟

- هذا صحيح ولكن عندما ساعدتني والدتك ودخلت عالم التمثيل كان الأمور صعبة ومرهقة.

- لأنه الأمر كان مرهقة تردين الالتحاق بالشرطة؟!

- نعم أنه مغامرة جيدة، وسوف تكون ممتعة.

- ولكني أريد أن أصبح مصممة أزياء.

- لا تفعلين ذلك.
- لماذا!

- لأن ذوقك سيء في تنسيق الألوان والملابس.

- أيتها الحقيرة لقد أخبرتني من قبل إني جيدة في أجد صنع الأزياء.

- لأني صديقتك الوحيدة فيجب أن أشجع قراراتك، ولكنها الحقيقة أنتِ سيئة جداً.

تنهدت "ميرنا" وسألتها:
- إذن كيف نفعل ذلك؟

- جهزي ملفك الخاص حتى يخبرني والدي عما فعل.

- يفعل ماذا!

- يحضر وسطه من أجل التحاقك.

- لماذا؟

- لأن من شروط التقديم أن يكون المتقدم من ابناء الضباط.

- هذا جيد أذهبِ بمفردك، وسوف استمر في صنع الأزياء حتى احترف المهنة.

- بالطبع لم أفعل ذلك سوف نذهب معا أو لم اذهب.

- لماذا تلتصقين في بهذه الطريقة أريد الانفصال عنك لفترة من الوقت كي استطيع التنفس بحرة.

- لم يحدث ذلك أبداً، عندما أموت إفعل كما تردين.

قطع حديثهم إتصال من "والد منى" يخبرها:
- منى أن "ميرنا" تستطيع الآن التقدم من أجل الالتحاق، ولكن بالنسبة إلى نجاحها في هذه الأمر يتوقف عليها، وعلى تفوقها في الاختبارات التي سوف يمر بها الجميع بطريقة عادلة أثناء الاختبار.

- شكراً والدي.

بعد ذلك التحقت الصديقتان معاً إلى الاختبارات القاسية من أجل نيل الوظيفة في سلك الشرطة.

رغم عدم العلم أو معرفة حقيقة هذه الوظيفة العسكرية التي يتنافسون من أجلها بكل عزمهم وإصرار للفوز بها والتخرج بنجاح.

بعد انتهاء جميع الاختبارات البدنية، والنفسية جاء وقت فحص العائلة؛ وكانت هذه أول عقبة في حياة "ميرنا" المهنية.

وتسبب في الرفض بسبب عمل والدتها الذي يضعها تحت الملاحظة دائماً، ورغم اعتراض أغلبية اللجنة القائمة على اختيار الأفضل من المتفوقين الأوائل في جميع النواحي.

تداخل "والد منى" بعلاقاته الجيدة مع القادة الكبار؛ هذا الرجل الذي تسبقه سمعته الجيدة وسط رجال الجيش والشرطة حتى تم الموافقة على التحاق "ميرنا" إلى جهاز المخابرات.

التحقت "ميرنا" بنجاح وتفوق مع صديقتها المفضلة "منى" وثمان أشخاص آخرين من ضمن مائة شخص دخل هذه الاختبارات.

باشروا فوراً تخرجهم التعليم والتدريب داخل كلية الشرطة، وبعد أربعة أعوام تخرجوا الثمانية من ضم دفعة الشرط بإمتياز وتفوق.

بعد التخرج على الفور تم أخذ المتخرجين الثامنة إلى مطار مهجور، وأسفله يوجد مبنى المخابرات الخاصة.

تم أجراء الاجتماع داخل غرفة سرية من غرف المخابرات، وتم شرح كل شيء عن سبب اختيارهم، وتدريبهم منذ البداية حتى الآن، وما نوع العمل الذي سوف يقومون به، والذي تم اختيارهما من أجله.

خلال الاجتماع بعد انتهاء قائدهم الجديد من شرح نوع العمل.

كان حينها يقرأ القوانين من المستندات التي أمامه حتى جاء أهم بند في العقد عندها قال:
- والآن أهم بند في العقد هو لا يجب على الملتحقين الإفصاح عن نوع عملهم مع أشخاص خارج هذا الفريق من الأهل، والأقارب، والأصدقاء، وسوف يكون لكن شخص اسم مستعار داخل المؤسسة حتى الموت ويمسح اسمه ولقبه الحقيقي من كل الملفات.

فزعت "ميرنا" وسألته:
- وماذا عن عائلتنا؟

- لم تخبرهم عن نوع العمل.

- لماذا؟

- هذه هي الأوامر.

- ولكن بماذا سوف نخبرهم!

- هذا عائد إليكِ.

- كيف هذا؟ وعائلتنا جميعهما يعلمون أننا التحقنا بالشرطة!

- يجب عليكِ اختراع كذبة، وسوف نساعدك على تأسيسها.

- كيف هذا!

- مثلاً أن أردتِ أن تكوني موظفة في شركة في الخارج، أو مضيفة طيران، أو مرشدة سياحية يتوجب عليها السفر باستمرار، سوف نساعدك في استخراج المستندات المطلوبة التي تثبت أنك في هذا العمل.

- ولكن لماذا نكذب على عائلتنا، ونخبرهم بخدعة مثل هذه؟

- من أجل حماية عائلتك من الخطر.

- الخطر!

- نعم نوع عملك هو التضحية بحياتك من أجل الوطن.

- لماذا لم يخبرنا أحد عن هذا الأمر منذ البداية؟

- أنها أسرار دولة، ونخبرك الآن ولديكِ الحرية في اختيار القرار كما تفضلين.

تدخلت "منى" وسألت القائد:
- وماذا أن رفضنا هذا النوع من العمل ماذا سيحدث؟

- سوف يتم فصلك من العمل في سلك الشرطة نهائياً.

- ماذا؟ هل تقصد أني لم أستطع العمل في الشرطة!

- نعم هذا هو العمل الوحيد المتوفر لدينا من أجلكم.

غضبت "ميرنا" وقالت بصوت مرتفع:
- ولكن ذلك يعتبر خداع.

عندها ضحكت "منى" ونظرت إلى صديقتها بسعادة وقالت:
- سوف أوقع على العقد.

أجابتها "ميرنا" بغضب:
- هل فقدتِ عقلك؟

- ميرنا هذا العمل الذي كنت أحلم به.

- لا تفعلي؟

- سوف أفعل وأنتِ أيضاً سوف توقعين على هذا العقد.

- هل تريدِ تعريض حياتك للخطر؟!

- نعم أريد ذلك.
- منى.

- هل تعلمي أن هذا العمل يتشابه مع شخصيتنا.

- ليست مقتنعة لا تحاولين.

أمسكت "منى" القلم ووقعت على العقد الذي أمامها، ونظرت إلى القائد وأخبرته:
- أريد أن أكون مضيفة طيران ذات زي رائع.

- حسناً.

غضبت "ميرنا"، ونادت عليها بصوت مرتفع:
- منى لا تفعلي؟

عندها ضحكت "منى" مرة أخرى وقالت لصديقتها بسعادة:
- هل تعلمين أن هذا العمل سيكون وقت الطلب؟

- ماذا تعنين بذلك؟

- هذا يعني أن أيام الإجازات سوف تكون أكثر من أيام العمل.

عندما تحدث صديقتها المجنونة "منى" بهذه الطريقة، شعرت بالإحباط، وعلمت أن صديقتها اتخذت قرارها النهائي، وأنها لم تستطع تغيره أبداً.

ذلك الأمر أشعر "ميرنا" بالخوف والقلق على صديقتها العنيدة، وقررت عدم تركها بمفردها في هذا العمل الخطير.

وبعد فترة تحدق "ميرنا" في القائد وصديقتها المجنونة والعقد اللاعقلاني الذي أمامها.

رفعت القلم الذي أمامها ووقعت على العقد، وبعد ذلك التحق بها الجميع ووقعوا العقود مثلها رغم عدم الاقتناع الكافي.

خلال هذه اللحظة وجد القائدة الشخص الذي سوف سيقود الفريق ويكون قائد، وكانت "ميرنا" تمثل هذا الشخص الذي يقود الجميع من دون بذل مجهود.

عندما كان القائد يجمع العقود رفع عقد "ميرنا" نظر إليها وسألها بحيرة:
- لماذا وقعدتي هذا العقد وأنتِ غير مقتنعة؟

أخبرته بإحباط:
- لأني أخاف ترك هذه المجنونة بمفردها في هذا العمل الخطير.

- لماذا!

- لأن أن لم أكن بجوارها سوف تتسبب في قتل نفسها.

- أتمنى أن تحبِ هذا العمل في يوما ما.

"بعد هذه اللحظة تم تأسيس الفريق الجديد السري للغاية من أجل القيام بالعمليات الغاية في الصعوبة والانتحارية".

أصبح الصديقتان "ميرنا ومنى" خلال خمس أعوام من اقوى المحاربات المتفوقين في العمل، وبسبب أعمالهم الجيدة تم إنقاذ الكثيرين من الأبرياء.

ولكن أمام المجتمع والأهل والأصدقاء يصحبون مضيفات طيران الذين هم مشغولين بعملهم الدائم بالسفر والتقصير مع عائلتهم.

"في وقتنا الحاضر"

كانت "ميرنا" تجلس على الأرض تشاهد الصور على هاتفها، وتتذكر ذكرياتها مع صديقة عمرها بأسه، وحزينة تبكي بقهر يصاحبه الألم كبيراً داخل صدرها.

سبب حادث "منى" صدمة نفسية إلى "ميرنا"؛ وقامت بتقديم استقالتها إلى قائدها في العمل.

في البداية رفض قائدها قبول الاستقالة، ولكن بسبب تقصيرها، وعدم ذهابها إلى العمل فقد الأمل في عودتها مرة أخرى وتخلى عنها.

دخلت "ميرنا" في حالة اكتئاب لمدة عامين حتى ظهر فجأة أمامها أحد زملائها في العمل اسمه "أحمد عزمي" يقوم بزيارتها في المنزل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي