تحت الاختبار

مى شغف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-08-25ضع على الرف
  • 86.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول معركة قاتلة

"أغرقني عشقا حتى نسيت"



خلال ظلام الليل الدامس خرجت قوات المخابرات الخاصة من الأماكن التي تتمركز بها بهدوء.

استعداداً وانتظاراً للأوامر من القائد الأعلى، يحاولون إيجاد نقطة خفية حتى يتمركزون، ويخفون أجسادهم والمغطاة بالملابس السوداء، ويحملون أسلحتهم بفخر.

يسيرون ويزحفون بهدوء تام نحو الهدف؛ ويراقبون بعيون كالصقر أماكن الاعداء دون لفت انتباههم، حتى جاءت أوامر الهجوم من القائد الأعلى؛ تلقى الأوامر الضابط المسؤول المكلف عن إتمام إنهاء العملية بنجاح.


كان القائد المسؤول عن نجاح العملية يجلس داخل سيارة مصفحة، يباشر من داخلها خط سير العملية ينتظر الأوامر، ويلقيها على القوات التي بأرض المعركة.


جاء الأمر إلى القائدة "ميرنا" بإرسال القوات المتمركزين في أرض المعركة وإنقاذ الرهائن:

- وان. ابدأ الآن وحرر الرهائن.



"وان" تتحدث بخضوع تام بصوت منخفض تجاوب على قائدها عند تلقيها الأوامر:

- أمرك يا سيدي.


بدلت "وان" قناة الإرسال، وأرسلت إشارة إلى فريقها وقالت:

- ابدأ لنهاجم الآن.



أجابها الجميع في نفس واحد:

- تلقينا الأمر.


"وان" هو لقب "ميرنا" القائدة التي تقود فريقها على أرض المعركة؛ وكانت ومساعدتها "منى" الملقبة باسم "تو" تجلس بجوارها خلف الحائط أمام المبنى المهجور الذي يحتجز به الرهان، ينتظرون الأوامر العليا بالهجوم.


فجأة ضحكت "تو" وسألت "وان" بسخرية:

- وان هل تشعرين بالخوف؟



ضحكت "وان" بسخرية تخبرها:

- أعلم أنك تتمنين ذلك.


- وان سوف أتغلب عليكِ هذه المرة، وأقتل أكبر عدد ممكن من رجال المافيا.



- ولكني سوف أنقذ الجميع.



- وان هل تعلمين لماذا الأوامر تأخرت مثل هذا؟ يجب الهجوم في أقرب وقت قبل انقضاء الليل!



- لا أعلم ولكن!


- ولكن ماذا؟


- لا أعرف، ولكني أشعر بإحساس مريب هذه المرة.



عندما تحدثت "ميرنا" بهذه الطريقة الغريبة لأول مرة أثناء قيامها بمهمة؛ شعرت "منى" بالقلق عليها لأنها أول مرة تتوتر فيها "ميرنا" خلال عملية بهذه الطريقة.

كانت "ميرنا" من الأشخاص المحاربين المندفعين خلال العمل،
لذا تساءلت بحيرة وفضول:

- وان لماذا أنتِ مثل هذا؟ لم يحدث معك هذا الآمر من قبل!



- لا أعلم يا وان ولكن أشعر باختناق شديد.

قطع حديثهم القائد يخبرهم بالهجوم؛ ودخلت قوات المخابرات الخاصة، وتم تبادل النار من جهة الطرفين، واستمر الهجوم لمدة ثلاث ساعات.


بعد تأمين المنطقة والتغلب على جميع رجال المافيا الروسية، وقف ثلاثة من القوات لتأمين المداخل والمخارج، وبدأ الثلاثة الآخرين في تحرير الرهائن.



تركت "ميرنا" سلاحها على الأرض، وبدأت فك قيود الرهائن ومحاولة تهدئتهم.



كانت "منى" تقف في ظهر صديقة عمرها "ميرنا" مع الضباط الآخرين تحمي ظهرها وظهر الضباط الآخرين الذين يقومون على تحرير الرهائن.

خلال لحظة صمت فوجئت "منى" بتحرك أحد الجثث القريبة، وكان يصوب تجاه صديقتها "ميرنا" السلاح، ولكن كان الوقت أزف.

خلال لحظة رفع المجرم سلاحه تجاه "ميرنا"، وكان السبيل الوحيد أمام "منى" هو إلقاء بجسدها أمام المجرم حتى تأخذ الرصاصة من أجل حماية صديقتها.

حينها اعتقدت "منى" أن المجرم سوف يطلق النار على الستارة الواقية، ولكن غالبها الحظ السيئ، وجاءت الرصاصة في مؤخرة رأسها في عنقها قريب من الشريان السباتي.


بعد تلقيها "منى" الرصاصة وقعت على الأرض فوراً، وبعد الاثنين الآخرين بإطلاق الرصاص على المجرم حتى قتله.

أسرعت "ميرنا" إلى صديقة دربها يتملكها الرعب والقلق؛ تسحبها صديقتها بذهول داخل حضنها، وتسألها بغضب:

- منى لماذا فعلتِ ذلك هل فقدتِ عقلك؟



حينها لاحظت "ميرنا" الدماء التي تنفجر فجأة من رقبة صديقتها، وبدأت تغلق الجرح بيديها دون وعي تصرخ في أعضاء الفريق تستنجي بهم وتترجاهم:

- هل يستطيع أحد فعل شيء! اطلبوا الإسعاف بسرعة أنقذوها أرجوكم؟


اقترب أحد أفراد الفريق الذي كان متخصصاً في طب الطوارئ ومسؤول عن الاهتمام بصحة الفريق أثناء أداء المهمات، وفحص جسم "منى" والجرح.

رفع نظره تجاه "ميرنا" وأخبرها:

- مازالت حية.

- أفعل شيئاً أرجوك؟

فتح حقيبة ظهره، وأخرج منها القطن والشاش، وحاول إغلاق الجرح حتى وصولهم إلى أقرب مشفى، حملها الضابط المسعف، وأخذ باقي الضباط الرهائن، وصعدوا إلى الطائرة الحربية.

كان مكان العملية في منطقة نائية في إحدى المدن المهجورة بروسيا، وكان هدف العملية هو تحرير مجموعة من الرهائن الشباب، وهم ابناء كبار كوادر رجال الأعمال في المجتمع، الذين كانوا مجموعة من الشباب المراهقين الذين تم خطفهم في أثناء رحلتهم في أوروبا.

رغم نجاح تنفيذ عملية الإنقاذ؛ ولكن اعتبرهم القادة فشلوا تأمين العملية عندما فشلوا في حماية أنفسهم وحماية أعضاء فريقهم، وذلك أمر لم تتهاون عليه الاستخبارات المصرية.

عندما تم التبليغ عن هذا الوضع دخل كل القادة داخل المنظمة بالمخابرات في حالة ذعر، وكان الجميع في حالة تأهب لأقصى درجة.

بعد عشر دقائق هبطت الطائرة على سطح المشفى في تركيا على مهبط الطائرات الخاص بالمشفى، وكان كادر من الأطباء ينتظرون على السطح وصول المريض.

عند وصولهم تم أخذ "منى" إلى غرفة العمليات، ولكن قبل دخولها كانت قد استعادت وعيها، وبدأت تبحث بنظرها عن صديقتها "ميرنا" حتى تطمئن عليها، وعندما لمحتها أشارت إليها حتى تقترب.

عندما اقتربت "ميرنا" من السرير الناقل الذي يحمل "منى" سحبتها "منى" أكثر من ملابسها حتى تخفض وجهها، وتقترب من فمها، وأخبرتها بشيء لم يسمعه شخص آخر غير "ميرنا".


بعد ذلك تم إدخالها إلى غرفة العمليات، وكانت هذه آخر مرة تراها "ميرنا" وتسمع صوت صديقتها المقربة.



ماتت "منى" داخل غرفة العمليات، واحتسبت من ضمن شهداء الوطن الفخورين الذين سيصبحون مجهولين هم وأعمالهم الوطنية إلى الأبد.

في الوقت الحاضر

بعد مرور عام من هذه الحادث المؤسف؛ أغلقت"ميرنا" على نفسها داخل شقتها، وأصبحت تعيش حياة مظلمة.

قامت بإغلاق كل النوافذ والإضاءة بكل أركان شقتها، التي أصبحت مهملة وقذرة من عدم الاهتمام، ومزدحمة من بقايا الطعام، والشراب، والملابس المتسخة المنتشرة في كل ارجاء الشقة.

جلست "ميرنا" على الأرض مُتَّكَئة على الحائط تشاهد بعض الصور القديمة على هاتفها المحمول، تسترجع بها ذكرياتها مع صديقة عمرها ورفيقة دربها منذ أيام الثانوية العامة.

بدأت "ميرنا" باسترجاع ذكرياتها في هذه الفترة عندما حدث أول لقاء لها مع "منى".

عندما بدأ تحويل مصير "ميرنا" إلى الأفضل عندما تم نقلها إلى مدرسة ثانوية آخرى، وكانت رابع مدرسة تذهب وتحول إليها خلال عامين.

كانت "ميرنا" في آخر مرحلة ثانوية في الفصل الثالث، وبسبب المشكلات الكثيرة التي سببتها في المدرسة السابقة تم طردها، ونقلتها والدتها إلى هذه المدرسة الجديدة.



مشهد داخل السيارة

تجلس "ميرنا" داخل السيارة مع والدتها في المقعد الخلفي، ترفع قدمها على المقعد الأمامي باستهتار وعدم اهتمام ووقاحة، كانت فتاة تفتقد احترام والدتها التي تتحدث معها، وتؤنبها على تصرفها الوقحة.

تقود الوالدة السيارة، وهي تستشيط غضباً تخبر ابنتها المتمردة:

- ميرنا أعلم جيداً أنك في سن مراهقة، وهذا التمرد سوف يكون مؤقتاً؛ ولكني لم أعد أستطيع تحمل هذه التصرفات الطفولية الوقاحة، وعدم الإنصات إلى أوامري، إلى متى سوف تستمرين في ذلك.

لم تجبها "ميرنا" وضعت السماعات بأذنها تستمع إلى أغانٍ "عمرو دياب" كي لا تستمع إلى تأنيب والدتها إليها.


ولكن غضبت أكثر والدتها، وصرخت بصوت مرتفع وقالت:

- ميرنا هذه آخر فرصة لكِ إن تم طردك مرة أخرى سوف أرسلك إلى جدتك تعيشين في الأرياف.


تنهدت والدتها من عدم احترام ابنتها المعتاد، ولكنها رغم ذلك استمرت في محاضرتها المعتادة وتقول:
- متى تنضج هذه الفتاة العنيدة.



وصلت "ميرنا" مع والدتها إلى مكتب مدير المدرسة؛ وعندما لمح المدير والدة "ميرنا" نهض فزع من مقعده، وأسرع تجاهها بسعادة وقال:

- مرحبا بالفنانة الجميلة العظيمة ماذا تفعلين هنا في مدرستي.


- مرحبا بك هل أنت المدير؟

- نعم ما الأمر.

- هذه ابنتي، وتم نقلها اليوم إلى المدرسة.

فزع المدير لأنه كان يعلم أن اليوم سيتم نقل واستقبال طالبة ذات "ملف أسود" وذلك يعني أنها تم طردها من مدارس كثيرة، بسبب العنف وعدم الإنصات إلى الأوامر.

شعر المدير بخيبة أمل من الوالدة الممثلة المشهورة، وفكر:
- هل ما يحدث مع الطفلة لأن والدتها لم تنتبه إليها جيداً، وتركت طفلتها وسعت إلى الشهرة والنجومية.



كانت والدة "ميرنا" ممثلة مشهورة واسمها "يسرا فؤاد" وهي ممثلة كبيرة في السينما والمسرح، وبسبب المشاهد الساخنة في الأفلام كانت "ميرنا" تعاني من التنمر والاضطهاد المستمر في الطفولة ومرحلة المراهقة.

ذلك الأمر تسبب لها بعقد نفسية جعلتها تبتعد عن حضن والدتها حتى حدث شرخ كبير في علاقتهما كأم وابنتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي