الفصل الثامن محاولات فاشلة
كانت "ميرنا" بالنسبة إلى "شنكوف" المرأة الأولى التي يتمنى امتلكها في هذه الحياة، رغم أنها في نفس الوقت تتمنى له الموت، وقتله بيديها العاريتين في هذه اللحظة.
هذه العلاقة المشؤومة التي جمعها الحب والكراهية كم سوف تتحملها تلك العلاقة التي كانت تشعرها بالندم والذنب في كل لحظة تقضيها مع هذا المختل.
كانت تتساءل بخاطرها:
هل سوف تأتني فرصة في المستقبل حتى استطيع قتله، وتحقيق العدالة من أجل شهداء فريقي الذين ضاعت حياتهم هباء بسبب الخيانة.
عندما انتهت "ميرنا" من تناول الشاي مع هذا المختل، ومصارعة أفكارها الملتهبة.
التفت إليه حتى تراقبه، وعندها وجدته يحدق بها بشغف منذ فترة جلوسها سألته بفضول:
- لماذا أنت تحدق في وجهي هكذا هل به شيء؟
- هذا لأنك جميلة.
ضحكت "ميرنا" بسخرية تخبره:
- أظن أن روسيا ممتلئة بالفتيات الجميلات.
تنهد قائلًا:
- أظن أن هذا صحيح، ولكنك من أجمل الفتيات التي رأتها عيني، وقابلتها في حياتي.
- لا تمزح هذا ليس لطيف.
- ثقي بي لا أمزح معكِ، ولكني فقط أشعر أني واقع في حبك بجنون.
- هذا غير حقيقي إنك تخدع نفسك أنها مجرد لحظات إعجاب عابرة.
- لا أنها الحقيقة.
- شنكوف هل هذه شخصيتك الحقيقية؟
- ماذا تعنين!
- أقصد هل تتحدث دوماً عما يجول في خاطرك دون الاهتمام إلى أحد، وتملك طريقة متهورة ومتسرعة في حل الأمور؟
- بالطبع لا، فأنا ليس من الأشخاص المتهورين.
- ولكني أظنك كذلك، ولكن تصرفاتك الغريبة أصبحت مخيفة أكثر.
- هل هي غريبة ومخيفة لكِ إلى هذه الدرجة؟
- لا أعلم؟ ولكنك تشعرني بالريبة.
- لماذا وهذه مشاعري الحقيقية تجاهك.
- حاول التحكم بها على الأقل لا تحاول إظهارها إمامي.
- حاولت ذلك، ولكني لا أعلم لماذا لم أستطع التحكم بها في وجودك بجواري!
تنهدت "ميرنا" بإرهاق قائلة:
- شنكوف متى سوف تتركني أرحل مع صديقي من هنا؟
رمقها " شنكوف" بنظرة فضول عابثة ممتلئة بالغيرة، والغضب، والجنون قائلًا:
- هل هذا الشخص حبيبك؟
- من تقصد؟ عن أي شخص تتحدث!.
فزع "شنكوف" يسألها:
- هل هناك أكثر من حبيب؟!
ضحكت "ميرنا" بسخرية تجيبه:
- بالطبع يوجد الكثير من الرجل الذين يردون الارتباط بي إلى درجة أني لم أعد أتذكر اسمائهم.
رمقها "شنكوف" بنظرة إحباط، وحزن قائلًا:
- أنتِ امرأة خطيرة ماكرة، ولكني أقصد هذا الرجل الذي جاء معك.
- هذا الشخص صديقي المقرب.
- أنتِ لا تكذبين؟
- لماذا أكذب عليك.
كان يعرف عن "شنكوف" أنه رجل عصامي، ومحارب قوي لم يكسره شيء من قبل في الحياة، ولا يهتم بشيء غير عمله، وأخيه الصغير الذي قام بتربيته.
لكن عندما وقع في الحب تحول إلى مراهق متهور يشعر بالغيرة، والفضول تجاه المرأة التي وقع في حبها جعلته ينسى أمر قتل أخيه الأصغر.
يعرف دائماً عن هذا النوع من الحب من مثل هؤلاء الأشخاص هو الأسوأ، لأنهم يضعون كل مشاعرهم في الحب بطريقة سيئة، ويتسببون بالألم إلى من يحب دون أن يدرك ذلك.
بدأت ظهور أجواء السعادة على وجه "شنكوف"، ويتغير طبقة صوته يسألها برقة وخوف:
- هل لديكِ حبيب ينتظرك في دولتك؟
ظلت "ميرنا" تفكر في أسئلته الكثيرة هل هو مجرد فضول أما هو استجواب خافي حتى هذه اللحظة لم تصدق مشاعره.
عندما بدأ يظهر على وجهها الكثير من الإحباط واليأس، توقف عن سؤالها عن حياتها الشخصية قائلاً:
- ما بكِ؟ هل أحزنتك!
- لماذا لديك فضول كبير تجاه حياتي الشخصية؟
- لم أقصد بهذا شيء سيئ، ولكني فقط أريد التعارف عليكِ أكثر.
- ولكني لا أحبذ ذلك.
- ولكني أريد التعارف عليكِ أكثر.
كانت تشعر بالرعب طول الوقت بسبب خلفية هذا الرجل التي يخفيها عنها، ولكنها تعلم جيداً
أنها أصبحت هكذا بسبب ما قامت بحفظها من الملفات، والمستندات الموجودة في المنظمة.
الآن تحاول أن تجلس بجواره بأريحية وهدوء مع هذا الشاب الذي يظهر أمامها ويجلس كالحمل الوديع، وهو في الواقع ذئب مفترس مستعد لافتراسها في أي لحظة، لذا يجب عليها الاحتراس من هذا الرجل بحكمة، وعقل دون تهور.
بعد الانتهاء من تناول الشاي أخذها "شنكوف" إلى الحديقة خارج القصر التي تقع داخل القلعة الضخمة.
بدأت "ميرنا" في تعريف عن نفسها المزيفة كما أراد هذا الرجل:
- اسمي سناء منصور العمر خمس وعشرون عام من مصر.
- أعلم عن ذلك.
- إذن ماذا تريد معرفته؟!
- لا أريد معرفة المعلومات التي موجودة داخل جواز السفر، لأني بالفعل قرأتها، وبحثت عنها، وعرفت كل هذه الأمور.
- إذن ماذا تريد أن تعرف؟
- أن تتحدثين عن نفسك مثلاً.
تنهدت "ميرنا"، وجلست على أقرب مقعد في الحديقة؛ وجاء "شنكوف" خلفها يجلس بجوارها.
ظل يحدق بها في صمت حتى بدأ يسألها:
- ما الأمر؟ لماذا يظهر الحزن على وجهك!
- لا شيء، ولكني حقك لا أريد التحدث عن نفسي.
- إذن ماذا تريدي؟
- أريد فقط الرحيل ،والعودة إلى وطني.
- لماذا لا أستطيع إقناعك من أجل البقاء؟ أخبرني ما الذي ينقصك هنا!
- هذا ليس منزلي.
- سوف أجعله منزلك.
- لا أريد.
- لماذا؟
- لأنه ليس المكان الذي يشعرني بالراحة.
- هل تكرهين المكوث في هذا القصر إلى هذه الدرجة؟
- نعم.
عندما أجابته "ميرنا" بهذه السرعة دون تردد على سؤاله البسيط؛ حينها علم أنه لم يستطع التأثير بها أو إجبارها على المكوث في هذه الدولة.
لذا شعر بالحزن يسألها بخوف:
- ولكن لماذا؟
- لأن لدي حياتي الخاصة هناك.
- وماذا عني!
- وأنت لك أيضاً حياتك الخاصة هنا.
- حياتي الآن تخصك وحدك، وأنتِ من أوقعتني في حبك عندما أنقذت حياتي لذا عليكِ تحمل مسؤلية ذلك الآن؟
- انسى هذا الأمر، فأن تبادل الحب ليس بالإجبار.
- هل حقاً هل هذه مشاعرك الحقيقية تجاهي؟
- نعم.
- ولكن مازلنا في البداية، وتستطيعين أن تعطيني فرصة حتى أستطيع تحول مشاعرك إلى حب.
- لماذا تحاول بشدة هكذا بدون أمل.
- لا أعلم، ولكن من الممكن أن يكون بسبب شخصيتي المنافسة العنيدة.
- ولكني واثقة من مشاعري أنها لم تتغير أبدًاً.
- وماذا عن مشاعري؟ هل ليست لدي حساب عندك!
- لا تجبرني على جرحك.
أقترب "شنكوف"، وأمسك بيديها يخبرها برقة:
- ولكن لماذا أشعر بأنك قدري؟
- ذلك لم يحدث أبداً.
- لماذا لم تعطني فرصة واحدة؟
- لأن لا يوجد في داخلي مشاعر رومانسية تجاهك الآن.
- حالياً لا يوجد، ولكن لن يعلم أحد ماذا يحدث في المستقبل لذا لا تحددِ تثقين في مشاعرك وتحددين مصير المستقبل.
- إذن حالياً لا يوجد أمل كيف سيكون هناك أمل في المستقبل!
- أنتِ شخص قاسي، وعنيد، ومتبلدة المشاعر.
- أعلم ذلك.
حاول "شنكوف" كثير إقناع "ميرنا" بإعطائه فرصة حتى يوقعها في حبه، ولكنها كانت ترفضه بشدة لذا أخبرها في النهاية:
- إذن كما تريدين سوف أتركك تذهبِ، وتعودي إلى بلاك بأمان.
- هل هذا وعد؟
- نعم وعد.
- أذن هذا جيد شكرا لك.
كانت "ميرنا" تعلم بداخلها أنها تضيع فرصة ذهبية في التخلص من هذا الرجل عندما تذهب هكذا، ولكنها كانت تهتم بحماية حياة "أحمد"، والعودة به إلى الوطن مسالم بخير.
كانت تعلم أنها فرصتها الوحيدة التي لديها في القضاء عليه، ولكنها أرادت أن تخبر قائدها عن شخصية زعيم المافيا الروسية الحقيقية التي لم يعلم عنها أحد غيرها.
تركها الزعيم تعود إلى الغرفة حتى تستعد هي وصديقها من أجل الرحيل، وعند دخولها الغرفة أسرع "أحمد" يسألها بفضول وقلق:
- ما الذي حدث؟ لماذا تأخرتِ هكذا!
-سوف نعود إلى الوطن غداً.
- هل هذا حقيقي؟ هل سوف يتركونا نرحل من دون التسبب في أذى!
- نعم لا تقلق سوف نعود إلى المنزل بأمان استعد من أجل الرحيل.
طرق أحد أفراد العصابة الباب بهدوء، وعند دخوله بدأ يسأل "ميرنا":
- سيدتي لقد أرسلني سيدي من أجل إيصال هذه الهدية إليكِ.
- إذن أتركها، وأذهب.
- سيدتي إلا بإمكانك البقاء هنا في القصر؟ أن الزعيم يحبك كثيراً، ويفضلك على الجميع سوف تحبين المكان هنا بعد فترة من الوقت، وسوف تكون لكِ حياة مثل الملكات؟
- أعتذر منك لا استطيع ذلك.
- أن الزعيم حزين جداً، وأراد أخبرك أن هذا القصر مفتوح لكِ في أي وقت.
- حسناً شكراً.
أخذت "ميرنا" علبة الهدية من يديه، ووضعتها داخل حقيبتها، وجهزت نفسها من أجل الرحيل في الصباح الباكر.
أقترب "أحمد" بعد خروج الرجل من "ميرنا" يسألها بصوت منخفض:
- وان أظن أنها فرصة عظيمة لنبقى هنا، وننهى الأمر كما يجب؟
- ليس الآن.
- لماذا أنها فرصة لا تعوض بثمن؟!
- فور أفعل ما أريده.
- وان أرجوكِ؟
كانت "ميرنا" تعلم ما يقصده "أحمد" من هذا الحديث، عندما قال ننهي الأمر كما يجب كان يريد بذلك موته.
لكنها كانت تفكر في أمور أكثر أهم بكثير من قتل هذا الرجل الذي ظهر أمامها فجأة دون هدف مثل كيف تقبض على الخائن الذي يعيش داخل المنظمة.
ألتفت إلى "أحمد" تخبره بجدية:
- أنه أمر أستمع إلى أمري دون تعليق.
أجابها بإحباط:
- كما تريدين.
- فور هذا لا يهم الآن من الأفضل الذهاب من هذا المكان والعودة في أقرب وقت.
شعر "أحمد" بوجود سر تخفيه لذا سألها:
- لماذا؟ ما الأمر يا وان!
- فور ثق بي فأني أعلم جيداً ما أقوم به الآن، والفعل الصحيح هو الرحيل ستعلم أني محقة في هذا التصرف لاحقاً.
- ولكن هذه فرصة عظيمة نادرة، ولم تأتينا فرصة كهذه مرة أخرى في المستقبل؟
- لا تقلق إن لم تأتي هذه الفرصة سوف اجلبها بنفسي.
- حسناً لنذهب كما تريدين.
في الصباح الباكر خرج "شنكوف" أمامهما خارج القصر يقود سيارته، ويطلب منها:
- اصعدي.
- لا تهتم سوف يوصلنا أحد رجالك.
- أخبرتك أن تصعدي؟
علمت "ميرنا" أن عناد هذ الرجل يفوق السحاب، لذا سحبت "أحمد" من ذراعه دون أن تتحدث، وأدخلته السيارة بهدوء.
أوصلها "شنكوف" إلى المطار، وأخبرها قبل صعودها إلى الطائرة:
- أيتها الفتاة الجميلة لا يهم أين مكانك أو ماذا تفعلين طالما أنت مازالتِ في هذا العالم سوف أجدك مهما طال الوقت.
- لا تفعل هذا.
- لماذا؟
- لأني أظن أن مقابلتنا القادمة لم تكن خير مثل مقابلتنا الحالية.
- حقاً، ولكني أظن عكس ذلك، وأريدك أن تذكري شيء واحد، وهو أن قلبي، وحضني أصبح لكِ منذ الآن، وقصري مفتوح لكِ إلى الأبد.
- شنكوف لا تنتظرني لأن لو تقابلنا مرة أخرى سوف نكون أعداء لدودين.
- سوف نرى حينها إلى أين سوف تأخذنا النهاية، وما سوف يحدث هل سنكون أعداء أما أحباء.
عندما تحدثت "شنكوف" بهذه الطريقة جعلتها تدرك أن من الممكن أن يكون هذا الرجل يعلم خلفيتها الحقيقية.
جعلها هذا الأمر تساءلت بفضول وحيرة:
هل علم هذا الرجل حقيقتي؟ ولكن لماذا تركنا نذهب، ولم يقتلنا حتى الآن!.
بعد ذلك قَبل "شنكوف" كفها، وأرسلها إلى صديقها، وتركها تصعد الطائرة بأمان قائلًا:
- إلى اللقاء حبيبتي الغالية لا تقلقي سوف نتقابل قريباً.
فزعت "ميرنا" من تصرفاته وحديثه المجنون، وصعدت إلى الطائرة وبداخلها ملايين الأفكار المرعبة.
هذه العلاقة المشؤومة التي جمعها الحب والكراهية كم سوف تتحملها تلك العلاقة التي كانت تشعرها بالندم والذنب في كل لحظة تقضيها مع هذا المختل.
كانت تتساءل بخاطرها:
هل سوف تأتني فرصة في المستقبل حتى استطيع قتله، وتحقيق العدالة من أجل شهداء فريقي الذين ضاعت حياتهم هباء بسبب الخيانة.
عندما انتهت "ميرنا" من تناول الشاي مع هذا المختل، ومصارعة أفكارها الملتهبة.
التفت إليه حتى تراقبه، وعندها وجدته يحدق بها بشغف منذ فترة جلوسها سألته بفضول:
- لماذا أنت تحدق في وجهي هكذا هل به شيء؟
- هذا لأنك جميلة.
ضحكت "ميرنا" بسخرية تخبره:
- أظن أن روسيا ممتلئة بالفتيات الجميلات.
تنهد قائلًا:
- أظن أن هذا صحيح، ولكنك من أجمل الفتيات التي رأتها عيني، وقابلتها في حياتي.
- لا تمزح هذا ليس لطيف.
- ثقي بي لا أمزح معكِ، ولكني فقط أشعر أني واقع في حبك بجنون.
- هذا غير حقيقي إنك تخدع نفسك أنها مجرد لحظات إعجاب عابرة.
- لا أنها الحقيقة.
- شنكوف هل هذه شخصيتك الحقيقية؟
- ماذا تعنين!
- أقصد هل تتحدث دوماً عما يجول في خاطرك دون الاهتمام إلى أحد، وتملك طريقة متهورة ومتسرعة في حل الأمور؟
- بالطبع لا، فأنا ليس من الأشخاص المتهورين.
- ولكني أظنك كذلك، ولكن تصرفاتك الغريبة أصبحت مخيفة أكثر.
- هل هي غريبة ومخيفة لكِ إلى هذه الدرجة؟
- لا أعلم؟ ولكنك تشعرني بالريبة.
- لماذا وهذه مشاعري الحقيقية تجاهك.
- حاول التحكم بها على الأقل لا تحاول إظهارها إمامي.
- حاولت ذلك، ولكني لا أعلم لماذا لم أستطع التحكم بها في وجودك بجواري!
تنهدت "ميرنا" بإرهاق قائلة:
- شنكوف متى سوف تتركني أرحل مع صديقي من هنا؟
رمقها " شنكوف" بنظرة فضول عابثة ممتلئة بالغيرة، والغضب، والجنون قائلًا:
- هل هذا الشخص حبيبك؟
- من تقصد؟ عن أي شخص تتحدث!.
فزع "شنكوف" يسألها:
- هل هناك أكثر من حبيب؟!
ضحكت "ميرنا" بسخرية تجيبه:
- بالطبع يوجد الكثير من الرجل الذين يردون الارتباط بي إلى درجة أني لم أعد أتذكر اسمائهم.
رمقها "شنكوف" بنظرة إحباط، وحزن قائلًا:
- أنتِ امرأة خطيرة ماكرة، ولكني أقصد هذا الرجل الذي جاء معك.
- هذا الشخص صديقي المقرب.
- أنتِ لا تكذبين؟
- لماذا أكذب عليك.
كان يعرف عن "شنكوف" أنه رجل عصامي، ومحارب قوي لم يكسره شيء من قبل في الحياة، ولا يهتم بشيء غير عمله، وأخيه الصغير الذي قام بتربيته.
لكن عندما وقع في الحب تحول إلى مراهق متهور يشعر بالغيرة، والفضول تجاه المرأة التي وقع في حبها جعلته ينسى أمر قتل أخيه الأصغر.
يعرف دائماً عن هذا النوع من الحب من مثل هؤلاء الأشخاص هو الأسوأ، لأنهم يضعون كل مشاعرهم في الحب بطريقة سيئة، ويتسببون بالألم إلى من يحب دون أن يدرك ذلك.
بدأت ظهور أجواء السعادة على وجه "شنكوف"، ويتغير طبقة صوته يسألها برقة وخوف:
- هل لديكِ حبيب ينتظرك في دولتك؟
ظلت "ميرنا" تفكر في أسئلته الكثيرة هل هو مجرد فضول أما هو استجواب خافي حتى هذه اللحظة لم تصدق مشاعره.
عندما بدأ يظهر على وجهها الكثير من الإحباط واليأس، توقف عن سؤالها عن حياتها الشخصية قائلاً:
- ما بكِ؟ هل أحزنتك!
- لماذا لديك فضول كبير تجاه حياتي الشخصية؟
- لم أقصد بهذا شيء سيئ، ولكني فقط أريد التعارف عليكِ أكثر.
- ولكني لا أحبذ ذلك.
- ولكني أريد التعارف عليكِ أكثر.
كانت تشعر بالرعب طول الوقت بسبب خلفية هذا الرجل التي يخفيها عنها، ولكنها تعلم جيداً
أنها أصبحت هكذا بسبب ما قامت بحفظها من الملفات، والمستندات الموجودة في المنظمة.
الآن تحاول أن تجلس بجواره بأريحية وهدوء مع هذا الشاب الذي يظهر أمامها ويجلس كالحمل الوديع، وهو في الواقع ذئب مفترس مستعد لافتراسها في أي لحظة، لذا يجب عليها الاحتراس من هذا الرجل بحكمة، وعقل دون تهور.
بعد الانتهاء من تناول الشاي أخذها "شنكوف" إلى الحديقة خارج القصر التي تقع داخل القلعة الضخمة.
بدأت "ميرنا" في تعريف عن نفسها المزيفة كما أراد هذا الرجل:
- اسمي سناء منصور العمر خمس وعشرون عام من مصر.
- أعلم عن ذلك.
- إذن ماذا تريد معرفته؟!
- لا أريد معرفة المعلومات التي موجودة داخل جواز السفر، لأني بالفعل قرأتها، وبحثت عنها، وعرفت كل هذه الأمور.
- إذن ماذا تريد أن تعرف؟
- أن تتحدثين عن نفسك مثلاً.
تنهدت "ميرنا"، وجلست على أقرب مقعد في الحديقة؛ وجاء "شنكوف" خلفها يجلس بجوارها.
ظل يحدق بها في صمت حتى بدأ يسألها:
- ما الأمر؟ لماذا يظهر الحزن على وجهك!
- لا شيء، ولكني حقك لا أريد التحدث عن نفسي.
- إذن ماذا تريدي؟
- أريد فقط الرحيل ،والعودة إلى وطني.
- لماذا لا أستطيع إقناعك من أجل البقاء؟ أخبرني ما الذي ينقصك هنا!
- هذا ليس منزلي.
- سوف أجعله منزلك.
- لا أريد.
- لماذا؟
- لأنه ليس المكان الذي يشعرني بالراحة.
- هل تكرهين المكوث في هذا القصر إلى هذه الدرجة؟
- نعم.
عندما أجابته "ميرنا" بهذه السرعة دون تردد على سؤاله البسيط؛ حينها علم أنه لم يستطع التأثير بها أو إجبارها على المكوث في هذه الدولة.
لذا شعر بالحزن يسألها بخوف:
- ولكن لماذا؟
- لأن لدي حياتي الخاصة هناك.
- وماذا عني!
- وأنت لك أيضاً حياتك الخاصة هنا.
- حياتي الآن تخصك وحدك، وأنتِ من أوقعتني في حبك عندما أنقذت حياتي لذا عليكِ تحمل مسؤلية ذلك الآن؟
- انسى هذا الأمر، فأن تبادل الحب ليس بالإجبار.
- هل حقاً هل هذه مشاعرك الحقيقية تجاهي؟
- نعم.
- ولكن مازلنا في البداية، وتستطيعين أن تعطيني فرصة حتى أستطيع تحول مشاعرك إلى حب.
- لماذا تحاول بشدة هكذا بدون أمل.
- لا أعلم، ولكن من الممكن أن يكون بسبب شخصيتي المنافسة العنيدة.
- ولكني واثقة من مشاعري أنها لم تتغير أبدًاً.
- وماذا عن مشاعري؟ هل ليست لدي حساب عندك!
- لا تجبرني على جرحك.
أقترب "شنكوف"، وأمسك بيديها يخبرها برقة:
- ولكن لماذا أشعر بأنك قدري؟
- ذلك لم يحدث أبداً.
- لماذا لم تعطني فرصة واحدة؟
- لأن لا يوجد في داخلي مشاعر رومانسية تجاهك الآن.
- حالياً لا يوجد، ولكن لن يعلم أحد ماذا يحدث في المستقبل لذا لا تحددِ تثقين في مشاعرك وتحددين مصير المستقبل.
- إذن حالياً لا يوجد أمل كيف سيكون هناك أمل في المستقبل!
- أنتِ شخص قاسي، وعنيد، ومتبلدة المشاعر.
- أعلم ذلك.
حاول "شنكوف" كثير إقناع "ميرنا" بإعطائه فرصة حتى يوقعها في حبه، ولكنها كانت ترفضه بشدة لذا أخبرها في النهاية:
- إذن كما تريدين سوف أتركك تذهبِ، وتعودي إلى بلاك بأمان.
- هل هذا وعد؟
- نعم وعد.
- أذن هذا جيد شكرا لك.
كانت "ميرنا" تعلم بداخلها أنها تضيع فرصة ذهبية في التخلص من هذا الرجل عندما تذهب هكذا، ولكنها كانت تهتم بحماية حياة "أحمد"، والعودة به إلى الوطن مسالم بخير.
كانت تعلم أنها فرصتها الوحيدة التي لديها في القضاء عليه، ولكنها أرادت أن تخبر قائدها عن شخصية زعيم المافيا الروسية الحقيقية التي لم يعلم عنها أحد غيرها.
تركها الزعيم تعود إلى الغرفة حتى تستعد هي وصديقها من أجل الرحيل، وعند دخولها الغرفة أسرع "أحمد" يسألها بفضول وقلق:
- ما الذي حدث؟ لماذا تأخرتِ هكذا!
-سوف نعود إلى الوطن غداً.
- هل هذا حقيقي؟ هل سوف يتركونا نرحل من دون التسبب في أذى!
- نعم لا تقلق سوف نعود إلى المنزل بأمان استعد من أجل الرحيل.
طرق أحد أفراد العصابة الباب بهدوء، وعند دخوله بدأ يسأل "ميرنا":
- سيدتي لقد أرسلني سيدي من أجل إيصال هذه الهدية إليكِ.
- إذن أتركها، وأذهب.
- سيدتي إلا بإمكانك البقاء هنا في القصر؟ أن الزعيم يحبك كثيراً، ويفضلك على الجميع سوف تحبين المكان هنا بعد فترة من الوقت، وسوف تكون لكِ حياة مثل الملكات؟
- أعتذر منك لا استطيع ذلك.
- أن الزعيم حزين جداً، وأراد أخبرك أن هذا القصر مفتوح لكِ في أي وقت.
- حسناً شكراً.
أخذت "ميرنا" علبة الهدية من يديه، ووضعتها داخل حقيبتها، وجهزت نفسها من أجل الرحيل في الصباح الباكر.
أقترب "أحمد" بعد خروج الرجل من "ميرنا" يسألها بصوت منخفض:
- وان أظن أنها فرصة عظيمة لنبقى هنا، وننهى الأمر كما يجب؟
- ليس الآن.
- لماذا أنها فرصة لا تعوض بثمن؟!
- فور أفعل ما أريده.
- وان أرجوكِ؟
كانت "ميرنا" تعلم ما يقصده "أحمد" من هذا الحديث، عندما قال ننهي الأمر كما يجب كان يريد بذلك موته.
لكنها كانت تفكر في أمور أكثر أهم بكثير من قتل هذا الرجل الذي ظهر أمامها فجأة دون هدف مثل كيف تقبض على الخائن الذي يعيش داخل المنظمة.
ألتفت إلى "أحمد" تخبره بجدية:
- أنه أمر أستمع إلى أمري دون تعليق.
أجابها بإحباط:
- كما تريدين.
- فور هذا لا يهم الآن من الأفضل الذهاب من هذا المكان والعودة في أقرب وقت.
شعر "أحمد" بوجود سر تخفيه لذا سألها:
- لماذا؟ ما الأمر يا وان!
- فور ثق بي فأني أعلم جيداً ما أقوم به الآن، والفعل الصحيح هو الرحيل ستعلم أني محقة في هذا التصرف لاحقاً.
- ولكن هذه فرصة عظيمة نادرة، ولم تأتينا فرصة كهذه مرة أخرى في المستقبل؟
- لا تقلق إن لم تأتي هذه الفرصة سوف اجلبها بنفسي.
- حسناً لنذهب كما تريدين.
في الصباح الباكر خرج "شنكوف" أمامهما خارج القصر يقود سيارته، ويطلب منها:
- اصعدي.
- لا تهتم سوف يوصلنا أحد رجالك.
- أخبرتك أن تصعدي؟
علمت "ميرنا" أن عناد هذ الرجل يفوق السحاب، لذا سحبت "أحمد" من ذراعه دون أن تتحدث، وأدخلته السيارة بهدوء.
أوصلها "شنكوف" إلى المطار، وأخبرها قبل صعودها إلى الطائرة:
- أيتها الفتاة الجميلة لا يهم أين مكانك أو ماذا تفعلين طالما أنت مازالتِ في هذا العالم سوف أجدك مهما طال الوقت.
- لا تفعل هذا.
- لماذا؟
- لأني أظن أن مقابلتنا القادمة لم تكن خير مثل مقابلتنا الحالية.
- حقاً، ولكني أظن عكس ذلك، وأريدك أن تذكري شيء واحد، وهو أن قلبي، وحضني أصبح لكِ منذ الآن، وقصري مفتوح لكِ إلى الأبد.
- شنكوف لا تنتظرني لأن لو تقابلنا مرة أخرى سوف نكون أعداء لدودين.
- سوف نرى حينها إلى أين سوف تأخذنا النهاية، وما سوف يحدث هل سنكون أعداء أما أحباء.
عندما تحدثت "شنكوف" بهذه الطريقة جعلتها تدرك أن من الممكن أن يكون هذا الرجل يعلم خلفيتها الحقيقية.
جعلها هذا الأمر تساءلت بفضول وحيرة:
هل علم هذا الرجل حقيقتي؟ ولكن لماذا تركنا نذهب، ولم يقتلنا حتى الآن!.
بعد ذلك قَبل "شنكوف" كفها، وأرسلها إلى صديقها، وتركها تصعد الطائرة بأمان قائلًا:
- إلى اللقاء حبيبتي الغالية لا تقلقي سوف نتقابل قريباً.
فزعت "ميرنا" من تصرفاته وحديثه المجنون، وصعدت إلى الطائرة وبداخلها ملايين الأفكار المرعبة.