الفصل العاشر تحت الاختبار

وصلت "ميرنا" إلى نقطة الالتقاء مع "ريهام"، وسلمت له الطفلة لأنها لم تريد أن تظهر في الصورة الآن.

أخذت "ريهام" الطفلة، وذهبت سلمتها إلى السلطات المختصة في البحث عن الطفلة، وعادت الطفلة بأمان إلى والدها والمنزل.

كانت "ميرنا" تجلس داخل السيارة عندما بدأ "أحمد" بإخبارها:
- وان أظن الطفلة في أمان الآن.

- أظن ذلك.

- جيد أن من خطفها ليس تابع للمافيا الروسية.

- أؤيدك في هذا، ولكن أن ذلك الوقت مؤقت، ولن نعلم متى سوف تقع الطفلة في الخطر مرة أخرى.

- إذن ماذا سنفعل الآن؟!

- نراقبهم بأنفسنا، أنت أهتم بالوالد، وأنا سأهتم بالطفلة.

- حسنا سأفعل ذلك.

أدارت "ميرنا" السيارة، وقادتها حتى تخرج من هذا المكان، أوصلت "أحمد" إلى المنزل ثم عادت إلى منزلها تستعد لمهمتها الجديدة.

ثاني يوم في الصباح الباكر ذهبت "ميرنا" إلى قائدها لكي تبلغه بكل شيء حدث لهم أثناء سفرهم إلى روسيا.

تفاجئ القائد عند معرفة ما حدث وأخبرها:
- لقد اتخذتِ القرار الصحيح يا وان.

- إذن لم تلومني سيدي؟!

- بالطبع لا، القائد الجيد هو من يختار أصعب قرار من أجل إنقاذ فريقه والمهمة.

- شكراً سيدي على تشجيعك الدائم.

- لأنك شخص يستحق ذلك.

بعد انهاء التحدث مع القائد ذهبت "ميرنا" إلى مدرسة الطفلة "ميرنا" لكي تراقبها عن بعد، واستمر هذا الوضع لمدة أسبوع.

خلال مراقبتها الطفلة لاحظت أنها طفلة مشاغبة، ولم تستطع جالسة أطفال عادية التعامل معها، أو الاستمرار في العمل لمدة أكثر من أسبوع.

لذا أجتمعت مع "أحمد" حتى تخبره:
- فور أظن أنه يجب أن أقترب أكثر من هذه الطفلة.

- لماذا؟!

- هذه الطفلة مشاغبة جداً، وتحتاج إلى تهذيب.

- أظني أعرف السبب.
- ماذا تقصد؟!

- انها مشاغبة مثل والدتها.
- فعلاً أظنك محق في ذلك.

- أظن أيضاً أنتِ الشخص الوحيد الذي يستطيع إصلاح شخصيتها السيئة.

- أعلم ذلك، ولكن أخبرني هل هناك جديد؟

- لا أعرف.
- كيف ذلك؟!

- هذا الرجل تحركاته غريبة.
- ماذا تقصد؟

- حتى الآن لا يوجد شيء يدينه، ولكني أشعر أنه شخص غير عادي.

- كيف ذلك؟

- الانتباه لديه عالي جداً لقد شعر بمراقبتي بعد خمس دقائق.

- كيف علمت ذلك.

- أنه أنا فور، أنتِ تعلمين أني حاد النظر والعقل مثل الصقر.

- فور لا تمزح.

- حسنا هذا الرجل تغيرت تحركاته بعد مراقبتي له، وأصبح حريص أكثر.

- أعلم أن لديك ميزة الانتباه في أدق التفاصيل، بما أنك لحظة شيء غير طبيعي فهذا يعنى أن هناك شيء مخفي.

- أظن ذلك.

- إذن استمر في المراقبة كما أنت.

- حسنا، ولكن ماذا ستفعلِ من الآن مع الطفلة؟!

- سيلتصق بها.
- كيف ذلك؟!

- سأصبح جلستها.

- في الواقع الاقتراب أكثر يصب في مصلحة الجميع ولكن.

- ولكن ماذا؟!

- أخاف من إيقاعها في الخطر الأكثر.

- لا تقلق لدي خطة.

بعد مرور يومين ذهبت "ميرنا" من أجل مقابلة عمل في شركة "أدهم الشرقاوي"، وكان نوع العمل هو اختيار جليسة الطفلة.

قدمت "ميرنا" إلى هذا العمل باسمها، ومعلوماتها الحقيقي، وعند رؤيتها سألها "أدهم":
- ما اسمك؟!

- ميرنا خالد.

- هل لديك سابق معرفة في التعامل مع الأطفال؟

- نعم، لقد عملت من قبل في مدرسة أطفال تحت السن العاشر.

- هل تجيدين التعامل مع الأطفال المشاكسين؟!

- بالتأكيد لقد كنت مسئولة في المدرسة عن الأطفال الذين لديهم فرط حركة ومشاكل نفسية.

- هذا جيد لقد قبلتِ.

بعد فحص "أدهم الشرقاوي" الملف الخاص "ميرنا" رفع نظرت تجاها، وشعر أنه قابلها من قبل، واستمر في التحديق بها.

شعرت "ميرنا" بالتوتر وظلت تتساءل:
" لماذا يحدق في هكذا هل علم حقيقتي".

بعد تحديق طويل سألها بفضول يملاْ وجهه الوسيم:
- هل تقابلنا من قبل؟!

عندها تذكرت "ميرنا" عندما قابلته بالصدفة أمام طرقة دورة المياه في الفندق خلال حفل زفافه على صديقتها "منى" وتساءلت بخاطرها:
"كيف يتذكر وجهي حتى الآن".

توترت "ميرنا" وأجابت:
- لا أظن ذلك يا سيدي.

ضحك "أدهم وقال:
- لا تنادني سيدي.

- إذن بماذا أناديك؟!
- أدهم.

- هل هذا يعني أني قبلت في الوظيفة؟!

- نعم لقد نجحتِ في الاختيار، ولكن.

- ولكن ماذا؟!

- ستكونين تحت الاختبار لمدة اسبوعين.

ضحكت "ميرنا" بداخلها لأنها تعلم ما يعني هذا الأمر، لأن لا يوجد جليسة أطفال استقرت في هذه الوظيفة لمدة اسبوعين وإجابته:
- حسنا سيدي كما تريد.

- لقد أخبرتك أدهم، وليس سيدي.

- حسناً أدهم، إذن متى سوف ابدأ بالعمل؟!

- من الغد، سوف تعطيكِ السكرتيرة في الخارج عنوان المنزل.

- حسنا.

- سوف أنتظرك في المنزل غداً الساعة السادسة، ومعكِ حقيبة ملابسك.

- حقيبة ملابسي؟!

- نعم هذا العمل مرفق بالسكن.

- ولكن هذا الأمر ليس مذكور في الإعلان؟

- هل لديكِ أعتراض على العمل هكذا؟!

فكرت "ميرنا" للحظات، وبعد ذلك أجابت:
- لا يوجد أعتراض .

كانت "ميرنا" تعلم أنه هكذا يقيد تحركاتها، ورغم أنه في مصالحتها البقاء مع هذا الرجل والطفلة داخل المنزل.

ولكن هذا الأمر سوف يضعها تحت المراقبة المستمرة، ويصعب عليها أكمل المهمة في هدوء وسرية.

بعد خروج "ميرنا" من الشركة اقترب السكرتيرة تسأل رئيسها "أدهم":
- سيدي لماذا أخترت هذه الفتاة؟!

أبتسم "أدهم" بخبث وأجابه:
- هذا بسبب اسمها.

- لماذا سيدي؟!

- هذا الاسم مميز جداً لعائلتناً.

- لم أفهم، ولكن سيدي أنت دائم محق.

- أذهبِ وجهز للاجتماع.

ذهبت "ميرنا" إلى مقر العمل داخل المنظمة، واجتمعت مع "أحمد"، وبدأت في وضع الخطط اللازمة للأيام القادمة:
- فور منذ الآن سوف أظهر في الصورة، ويجب أن نستعد لأي شيء طارئ يحدث خارج إرادتنا.

- حسناً، ولكني ليس موافق على البقاء داخل هذا المنزل.

- لا تقلق سوف أعتني بهذا الأمر.

- وماذا عن "شنكوف"
- ما تقصد؟!

-لقد كان تحت المراقبة منذ عودتنا، ولكن.
- ولكن ماذا؟

- لقد اختفى.
- كيف يختفي؟!

- لا أعلم لقد أخبروني أنه تبخر، وليس لديه أثر في الدولة.

- هل قتل؟!

- لا أظن لأن مازالت المافيا تحت رئاسته.

توترت "ميرنا تسأل نفسها:
- هذا الحقير إلى أين ذهب؟ وماذا يفعل الآن!

قاطع "أحمد" أفكارها قائلاً:
- لا تقلقي سوف أجده في أقرب وقت.

- إختفاء هذا الرجل لا يعني خير.

- أعلم لذلك أبحث عنه في مصر.

- هل تظن أنه جاء إلى مصر بنفسه؟!

- أتوقع ذلك.
- لماذا؟!

- لأني شعرت بمدى تعلقه بك أثناء وجدنا هناك، وأظنه لم يتخلى عنك بهذه السهولة.

- أتمنى أن تكون مخطئ.

- وأنا أتمنى ذلك أيضاً، وأن تكون معتقداتِ خاطئة.

بدأت "ميرنا" في وضع خطة من أجل التواصل بينهما بدون أثارت الشك، ووضع إشارة لحدوث شيء خارج أو وقوع خطر محدق.

جهزت "ميرنا" حقيبتها، وثاني يوم ذهبت إلى منزل صديقتها الغالية "منى" لأول مرة.

وبالطبع كانت الطفلة كالمعتاد مستعدة من أجل استقبال جائزتها بالمقلب الجديد، لأنها كانت ترفض وجود أحد سوف يرافقها طوال الوقت خلال حياتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي