الفصل الثاني عشر تحدي القط والفأر

بعد انتهاء "ميرنا" من مقابلتها مع "أحمد" خرجت تتسوق لجلب ملابس جديدة تليق بالعمل الجديد.

عند اقتراب الساعة إلى الثانية عشرن ذهبت "ميرنا" إلى مدرسة الطفلة كي تأخذها وتعدها إلى المنزل.

أخذت "ميرنا" الطفلة في سيارة أجرة إلى المنزل ولكن خلال الطريقة أخبرتها الطفلة:
- أخبري السواق أن يتوقف هنا.

- ذلك لم يحدث أبداً.

- ولكني أريد تناول المثلجات.

- عند وصولنا إلى المنزل سوف أطلب تحضر لكِ كل ما تردين.

عبست الطفلة بعينيها وقال بعصبية:
- لقد أخبرتك أني أريد مثلجات الآن.

عندما حدقت "ميرنا" في الطفلة الغاضبة وجدت أنها تشبه والدتها كثير حتى ملامح الغضب تخبرها أنها نسخة من والدتها.

لذا شعرت بالضعف وأرادت تحقيق مطالبها، لذا أخبرت السائق:
- سيدي توقف هنا سوف ننزل.

أخذت الطفلة وجلبت لها مثلجات الفراولة، ولكن بعد تناولها فقدت الطفلة القدرة على التنافس وتصابت بصدمة حساسية.

شعرت "ميرنا" بالرعب وبدت في استخدام فمها من أجل عمل تنفس صناعي للطفلة.

أخذت "ميرنا" الطفلة إلى المشفى وهي ترتعش، وعند دخول الطفلة غرفة الطوارئ من أجل انعاشها هاتف "ميرنا" والد الطفلة "أدهم" وأخبرته عنما حدث.

جاء "أدهم" بسرعة رهيبة إلى المشفى، وعند رؤيتها بدأ في سؤالها بعنف وقلق:
- ما الذي حدث مع ابنتي؟

- لا أعلم.
- كيف لا تعلمين؟!

- أنها في الداخل يسعفونها.

- ما الذي أوصلها إلى هذه المرحلة؟!

- لا شيء كنا نتناول المثلجات فقط.

- ما كان نوعها؟

- الفراولة.

فزع "أدهم" وسحب "ميرنا" من ذراعها وأخبرها:
- كيف تجبرين طفلة على تناول طعام تتحسس منه؟.

صدمت "ميرنا" وأجابته برعب تدافع عن نفسها:
- أنا لم أجبرها.

تركها "أدهم" ولم يؤذيها وأخبرها:
- أدعي من الله أن تصبح بخير غير ذلك سوف أدمرك.

كنت "ميرنا" تعلم أن هذه الفتاة يجهز لها مقلب، ولكنها لم تكون تتوقع أن تؤذي نفسها لكي تتسبب لها بالأذى.

بعد ساعتين خرج الطبيب وأسر إليه "أدهم" وسأله بخوف وقلق:
- كيف حال ابنتي؟!

- أنها بخير الآن ولكن يجب وضعها تحت الملاحظة.
- هل استطع رؤيتها الآن؟!

- أجل، ولكن لوقت قصير من أجل راحة المريضة.

- حسنا يا دكتور.

عند دخوله وجد "ميرنا" تحاول الدخول خلفه، فالتفت وأخبرها بغضب:
- أنتِ أذهبِ من هنا لا أريد رؤياكِ.

- أتركني أدخل أطمئن عليها؟

- لم يحدث أبداً أبتعدِ عن ابنتي فوراً.

- أرجوك ادهم أتركني أدخل؟

ألتفت نظره إلى الأمن وأخبرهم:
- أخرجوا هذه المرأة من هنا فوراً.

حاول الأمن سحب "ميرنا" إلى الخارج ولكنها قاومتهم، وأبعدتهم، وأخبرتهم:
- أبتعد، اتركوا، سوف ذهب بمفردي.

نظر إليهم "أدهم" وأخبرهم:
- حسنا أتركوها.

ذهب "أدهم" إلى الغرفة الخاصة التي أمر أدخل ابنته إليها وانتظر بهدوء بجوار ابنته النائمة، واستمر يخبرها بحزن وبكاء:
"أسف لأني تركت بمفردك طفلتي الغالية".

بعد خروج "ميرنا" من المشفى عادت منكسرة إلى شقتها كعادتها بعد كل أمر سيئ تمر به، تنكمش داخل تلك الغرفة الكئيبة، وتغلق على نفسها حتى يلتئم جروحها.

عندما علم "أحمد" بما حدث مع قائدة "ميرنا" كان مر من الوقت أثنان عشر ساعة،.

شعر بالخوف عليها وذهب يبحث عنها في منزلها، وبالطبع رفضت "ميرنا" فتح الباب لهم، واستمر هذا الوضع لمدة يومين.

خلال هذا الوقت كان الطفلة "ميرنا" استيقظت، وأصبحت صحتها جيدة، وكان والدها يلازمها طول الوقت تاركاً أعمالهم ومصالحه.

عندما أصبحت صحة الطفلة جيداً؛ جلس والدها بجوارها وأخبرها:
- ميرنا لقد أحبطتني بشدة.

- لماذا والدي؟!

- لقد أذيتي نفسك من أجل طرد جالستك؟!

شعرت الطفلة بالحرج من تصرفاتها الطفولية وأخبرته:
- أسف والدي.

- لا تتأسفي إلي أذهبي وتأسفي من هذه المرأة التي أرعبتها.

صمتت الطفلة للحظات وبعد ذلك نظرت إلي والدها وقالت:
- ولكن والدي أين ميرنا؟!

- لقد طردها.

ابتسمت الطفلة بسعادة وسألت والدها:
- إذن هذا يعني أنك لم تثق بها؟!

- ليس الأمر هكذا.
- إذن ما كن الأمر؟!

- كنت أشعر بالصدمة وذلك جعلني أتصرف بجنون، لقد ظلمتها.
- ولكن كيف علمت أنه مقلب قومت بإعداده؟!

- علمت عندما استيقظتِ.

- كيف؟!

- لأنك كنتِ هادئة.

- لم أفهم؟!

- لأن لو أجبرتك هذه المرأة على تناول الفراولة كنتِ استيقظتِ تصنعين مشهد سيئ.

- إذن أني من فضح نفسه بنفسه.

- رغم أنك فتاة ذكية ولكنك ابنتي وأبيكِ أذك منك مراحل كثيرة.

ضحكت الطفلة ومزحت مع والدها وقالت:
- لذلك أكرهك.

أجابها والدها بغضب مصطنع:
- طفلة وقحة مشاكسة.

ضحك الاثنان يمزحان مع بعضهما بسعادة وفرحة.

بعد مرور اسبوع من حادث الطفلة "ميرنا"، وبعد خروجها من المشفى، شعر "أدهم" بتأنيب الضمر، وأخذ ابنته وذهب إلى عنوان منزل "ميرنا".

بعد طرق الباب لدقائق معدودة فتحت "ميرنا" الباب منهكة القوى.

وفجأة تظهر أمامها الطفلة "ميرنا" تضحك في وجهها وتخبرها بسعادة:
- لقد فزت عليكِ هذه المرة "أنت خاسرة".

صدمت "ميرنا" من رؤية الطفلة بخير تتحرك وتبتسم أمامها، وعندما قال والدها:
- أسف.

بكت "ميرنا" بكثرة متألمة.

بعد لحظات بكاء خفضت "ميرنا" بجسدها تجاه الطفلة وقامت باحتضانها بشدة حتى اختنقت الطفلة وقالت:
- سوف أمت من الاختناق وليس الفراولة.

ضحكت "ميرنا" وهي تبكي، وابتعدت عن الطفلة وسألتها بخوف ولهفة:
- هل أنتِ بخير الآن؟!

- أنا بخير لا تقلقي.

- لماذا فعلتِ ذلك كيف تجريئين في أذية نفسك هكذا؟!

- لم أتوقع أن الامر سوف يصل إلى هذه الدرجة.


ضحك "أدهم" والدها وقال وهو بنظر إليها بخبث:
- هذا عقابها الإلهي لأنها كانت تدبر مكيدة لكِ.

أمسكت "ميرنا" بذراع الطفلة برقة وأخبرتها:
- ميرنا أعدني بأنك لم تفعلي شيء مؤذي هكذا في نفسك مرة أخرى؟!

- هل شعرتي بالخوف من أجلي؟!

- نعم لقد كنت أموت من القلق والخوف عليكِ.

- ولكن.
- ولكن ماذا؟!

- حتى وأن كان هذا صحيح لم أتوقف عن التقدم عليكِ.

بعد ذلك ضحكت الطفلة بسعادة جعلت "ميرنا" تخبرها:
- حسنا أفعلِ معِ كل ما تريدين ولكن لا تؤذي نفسك من اجل عقابي مرة أخر، حسنا؟!

- حسنا سوف أفعل.

- هل تعديني بذلك؟!

- نعم أعدك بذلك.

اقتربت "ميرنا" من الطفلة أكثر وسحبتها إلى حضنها وأكملت بكاء.

رغم أن "ميرنا" شخص ليست بكائي، ولكن بعد قتل صديقتها كانت المرة الأولي في حياتها تختبر البكاء على أصغر الأشياء.

ولكن ما حدث مع الطفلة "ميرنا" جعلها مهتزة المشاعر، ولك تستطع التحكم في بكائها أو مشاعرها الملتهب ذعراً.

عندما شاهد "أدهم" تصرفات ميرنا الغريبة؛ شعر في البداية شعر بالغربة من هذه المرأة الغريبة التي تشعر بالرعب على ابنته الغالية رغم تصرفاتها الطائشة.

وبعد ذلك شعر بالامتنان لهذه المرأة التي تعبر عن مشاعر قوية تخرج من قلبها إلى ابنته الصغير التي تفتقد حب الأم.

اقترب "أدهم" منهما وخفض بنظره تجاه "ميرنا" وسألها:
- هل يمكنك سماحنا والعودة معنا مرة أخرى؟!

رفعت "ميرنا" بعينها تجاه "أدهم" وأجابته بسعادة مسرعةً:
- نعم بالتأكيد.

شعر "أدهم" بالسعادة من رد فعلها وطريقتها في الإجابة، وسألها مرة أخرى:
- هل أنتِ متأكدة بأنك تستطيعين سماحي وسماح الطفلة عما بدرى منا؟!

- ماذا تقصد؟ أنا لم أتذكر شيئاً!

بعد ذلك تركت حضن الطفلة واعتدلت وقفتها وعرضت يدها من أجل السلام وأخبرته:
- لنبدأ من جديد ونمسح الماضي؟!

- حسنا لنبدأ من جديد.

سحبت الطفلة يد "ميرنا" من يد والدها، وامسكها بقوة وهي تبتسم بخبث وقالت:
- لنبدأ الحرب من جديد.

- حسنا لنبدأ بحرب نظيفة وشريفة.

"هنا انتهى الخلاف الأول بينهما ولكن ما كان ينتظرهم كان الأصعب".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي