٥

خرجت وأنا كلي إصرار وقد توخيت الحذر ورحت أستذكر المكان ومواصفاته كما حصل في الفيلم.

"أتمنى أن يكون هذا حقيقيا وينجح."

ورحت أبحث عن مكان العشبة وأستذكر شكلها.

تمتمت لنفسي وأنا كلّي احساس بالخذلان:

"يبدو أن الأمر كان مجرد خيال سأعود إلى المركبة قبل أن أتعرض للخطر."

وبينما كنت ألتفتُ خلفي للعودة وقع نظري على تلك النبتة فصرخت:

‏_أجل أجل، إنها هي لقد وجدتها.

صرت أقفز كالطفلة من الفرح..

فقطفت بعضها وهرعت إلى المركبة فرحةً بما أنجزت لكن الفرحة لم تكتمل فقد شاهدت ذلك الكائن الغريب، وراح يلاحقني وصرت أحاول الهرب منه وتضييعه.

وقلت مترجيةً الإله في داخلي:

"ياربي لا أرجوك، ساعدني رفاقي بحاجتي."


أخذت أركض وأركض حتى ضاع مني ووصلت إلى المركبة ونفَسِي يكادُ ينقطع وهنا كان الوضع قد تأزم كثيراً فالرجال أصبحوا بحال صعبة جداً جداً.

جاك وهو يتألم جداً:
_ساعديني كارينا أنا أصبت بالعدوى، وانتبهي لنفسك حتى لاتصالي بها.

شعرت بقلق شديد عليه فقلت مطمئنة له:

_لا تقلق جاك وجدت الحل، سأنقذكم.

وهنا غاب عن الوعي كالبقية وصرت أكلمه كالمجنونة:

_لا لا، جاك جاك لا تضعف، أرجوك أنا بحاجتك، لا تتخلى عني.

كانت يداي ترتجفان، فاقتربت أولاً من جاك وسقيته من الوصفة التي صنعتها بسرعة، ورحت أسقي البقية وانتظر مفعول الدواء.

حدثت نفسي بقلق:

‏"يا إلهي إن حالهم قد ساءت، مارك تقشر جسده وجون بدأ يستفرغ أحشاءه ويغيب عن الوعي أما بيلي فقد ظننت أنه مات لأن النبض قد توقف، ساعدني يا رب لاتتخلى عنا."

ثم صرخت ورحت اخاطبهم:

_لا، لا أرجوكم لا تتركوني وحيدةً هنا، أرجوك جاك، مارك ،بيلي استيقظ رجاءً، وأنت يا جون، لا تفعلوها بي.

صرت أصرخ وأصرخ إلى أن فقدت الأمل وانخفض ضغط الدم عندي وأصابني الدوار من شدة التعب وقلة الطعام فغبت عن الوعي.

وبعد وقت لا أدري كم يكون قال جاك بخوف:

_استيقظي أيتها البطلة لقد أنقذتنا للمرة الثانية، قومي كارينا.

فتحت عيناي ونظرت إليه بتعب فتبسمت بصعوبة:

_لقد نجوتم يا جاك، حمداً لله.

مارك وهو ممتن:
_أجل بفضلك عزيزتي.

جون بيأس:
_هل سننجو مرة أخرى على سطح هذا الكوكب البائس.

بيلي:
_أجل ما دامت كارينا معنا سنفعلها.

قاطعتهم بهزل:
_هل يمكنك يا جاك أن تجلب لنا طعاماً وماءً فقد هلكت من الجوع والعطش.

فضحك مارك قبل ان يرد جاك:
_لكن هلا جلبته طعاما وليس سما كما في المرة السابقة.

ضحك الجميع وقال جاك:
هل أنت خائف أيها الحبان، سأختبره قبلكم هذه المرة.

قلت له:
_لن تذهب بدوني سأساعدك في معرفة نوع الطعام.

وقلت لنفسي:
"علي ان أتذكر نوع الثمار التي كانت تأكلها كارينا كوست في الفيلم؛ لأن هذا سينفعنا."


حاول جاك أن يرفض مرافقتي، لكنني قلت باصرار:
_لن أدعك تذهب لوحدك، أتفهم؟ وأنتم لا تفتحوا الباب لأحد مهما حصل.

أصررت وانطلقنا ونحن خائفين من المجهول الذي ينتظرنا .

جاك وقد بدا عليه القلق:
_لا أعلم ما الذي سيحصل لكنني معك .

_شكرا جاك.

رغم كل الخوف لكنني قلت لنفسي:

" ما هذا الشعور بالارتياح الذي ينتابني كلما كنت معه، رغم كل الصعوبات إلا أن وجوده يمنحني الراحة، أيتها الفتاة احذري قد وقعت في الحب في الوقت الخطأ."

وفجأةً وقع نظري على عيني جاك الذي كان ينظر إلي بنظرة أحرجتني، فأبعدت عيناي ورحت أبتعد عن الفكرة، إلا أنه قال لي مفاجئاً:

_أنا أحبك كارينا.

احمرت وجنتاي ولزمت الصمت فقال:
‏_أجل، لا أدري كيف ومتى، لكنني قد وقعت في حبك، عيناك الجميلتين تسحراني بشدة.

رددت بهروب وضحكة مزيفة:
_كف عن مزاحك ودعنا نبحث عن الطعام للبقية.

سحب بيدي لألتصق به وقال:
_أنت مجنونة وأنا كذلك، جمعنا القدر سويا ولن يفرقنا،أنت تفهمين يا فتاة، أنا أحبك.

شعرت للحظة بالضعف وكادت شفتيه أن تلتصق بشفتي لولا أننا سمعنا صوتاً غريباً أيقظنا ممّا كنا فيه.

جاك بحذر:
_ابقِ خلفي كارينا.

فصرخت من الرعب عندما شاهدنا حشراتٍ عملاقة تشبه العناكب تقترب منا وشكلها مخيف جداً.

جاك:
_اهدأي لا تخافي أنا معك.

_يا إلهي ما هذا، إنها عملاقة وتفرز مواد غريبة.

_أخشى أنها سامة، احذري.

بدأنا نتسلل بهدوء كي لا ترانا وقدماي تكادان تلتصقان ببعضهما من شدة الاهتزاز وعندما اختبأنا خلف صخرة.

همس لي جاك:
علينا أن نكون حذرين وأنا وعلينا أن لا نضعف، فورطتنا تحتاج القوة وعدم الخوف، فهمتني حبيبتي.

نظرت إليه وقد خفق قلبي فقلت:

_ربما لن أستطيع البوح لك لاحقا، لكن ضمن كل هذا الرعب سأخبرك شيئا مهما.

_ماذا؟

كثيراً، لقد نلت من قلبي الذي تكبر على الكثيرين من قبلك.

ابتسم فرحاًوقال بغرور:
_أعرف هذا يا مجنونة.

_ولو نجونا.

_سنكون معا.

_وعائلتك؟ قد ترفض وجودي معك.

_انا منفصل عن زوجتي منذ زمن طويل، لا تخافي.

أمسكت بيده،وضممته، وشعرت أنني أقوى من كل مرة ثم ضمني جاك إل صدره بقوة وربت على كتفي، فتذكرت أمي.

في نفسي:
" آه يا أمي لو أنك معي الآن لفرحت لي، كنت دائماً تؤنبين غروري، وتكبري على القادمين لخطبتي، هآنذا أقع في الحب وأحتاجك، سامحيني يا أمي."

جاك:
_ما بك؟ أنا أكلمك منذ قليل، أين سرحتِ؟

_لا، لا شيء، ماذا تريد؟

_أقول لك بأن العناكب قد رحلت فهيا بنا.

_ حقاً، هيا بسرعة قبل أن تعود.

كان نبض قلبي مضطربا جداً جداً من جهة بسبب الخوف ومن جهةٍ أخرى بسبب الاحساس بالحب.

وبينما نحن نتابع المسير، وقع نظرنا على نباتات متسلقة، فاقتربتٌ وعاينتها محاولةً تذكر ذلك المشهد في الفيلم، فاخترت المناسب منها وملأ جاك الماء وعدنا حذرين.

جاك:
_ما الذي جعلك متأكدة أن هذة النباتات صالحة للأكل؟ هل أنت خبيرة أعشاب.

_آها، هل تسخر بقدراتي يا جاك؟

_أجل.

وأطلق ضحكته التي ارتفعت بقوة، فهمست له:

_اخرس، أبعد غرورك الآن، فقد توقعنا ضحكتك بمأزق.

_حاضر يا حبي.

تبسمت له ومشينا بحذر حتى عدنا إلى المركبة وهناك كانت المشكلة فالعناكب كانت تحيط بالمركبة.

جاك بهدوء:
_اللعنة على تلك العناكب، ماذا تريد؟

_انظر جاك، إنها تحيك نسيجها حول المركبة، هل البقية بخير يا ترى؟

_أتمنى ذلك، تعالي؛ لنرى كيف سنتصرف لنبعدها.

جلسنا بعيداً عنها حتى لا تلاحظ وجودنا، ورحنا نراقبها.

فقلت لجاك باستغراب:
_انظر جاك، كيف تتصرف تلك الحشرات.

_ألاحظ هذا، ياللهول وكأنها بشر ولها عواطف، انظري كيف تعتني بصغارها.

_أجل، ربما تحاول الأقدار أن تذكرنا عن طريق الخطر، مدى أهمية العائلة التي خسرناها؛ بسبب طبائعنا الغريبة.

_معك حق أشتاق لكل التفاصيل للأرض، لأهلي وأحبتي، أرغب بالاعتذار منهم جميعاً، حتى زوجتي أريد أن أعتذر منها.

_أشعر أننا سنعود، مهما طال بنا هذا الكابوس، عندها سنصحح كل أخطائنا.

_أتمنى ذلك حقاً.

صمتنا مذهولين بالمشهد الذي أمامنا حتى تعثرت وأصدرت جلبة فلاحظتنا تلك الحشرات وأخذت تلحق بنا وجرت ملاحقة بيننا.

_هيا كارينا اركضي بسرعة بسرعة.

_ لا أستطيع جاك لقد أنهكني التعب، دعني واستمر بالركض وأنقذ البقية.

فتوقفت وتوقف هو ننظر لبعضنا وقد فقدنا كل الأمل بالنجاة، فقد كان منظر الحشرات مرعباً.

جاك بغضب:
_اخرسي، لن أتركك أنت حبيبتي، هيا سأحملك.

_اهرب أرجوك، فلن ننجو هكذا.

_لن أسمح بأن نكون فريسةً لهذه الحشرات بعد أن دخل حبك في قلبي يا حمقاء.

وفجاة حملني بين يديه وبدأ يركض ويركض وأنا فقط كنت أحدق إليه فنسيت كل الخوف.

لقد كانت مطاردة مخيفة أنهتها تلك الساعة الغريبة عندما ضغطت بالخطأ على أحد أزرارها الكثيرة فأصدرت إشعاعاتٍ غريبةٍ أصابت إحدى الحشرات وقتلتها.

صرخت بشغب:
_توقف جاك، أنزلني بسرعة لقد وجدت الحل.

_ماذا؟

وعندما انزلني قلت له:
_راقبني وقلد جما أفعل.

رحت أضغط ذلك الزر وأوجه إشعاعاته لأقتل تلك الحشرات فصار يفعل جاك مثلي، بقينا على هذا الحال نصف ساعة تقريباً حتى انتهينا، ثم سقطنا منهكين.

بقينا هكذا مصدومين بلاكلام ندير ظهورنا على بعض حتى استيقظت من الصدمة بقول جاك:

_ساعةٌ مجنونة، لكنها مفيدة.

فضحكنا وضحكنا حتى انتهينا وقمنا نتابع المشي إلى حيث المركبة، كانت خطانا متعبة، وهناك وجدنا النباتات التي جمعناها لا تزال مرميةً على الأرض فجمعناها.

أمرت جاك:
هلا انتزعت من على المركبة خيوط العنكبوت العالقة عليها ياحبي.

_وهلا ساعدتني حبيبة قلبي لطفاً.

_حاضر سيد جاك، حاضر.

ولما انتهينا، دخلنا ووجدنا البقية بانتظارنا هناك.

مارك بفرح:
_أنتم أبطالٌ حقاً لقد أرعبنا منظر تلك الكائنات خارج المركبة.

جون:
_أنا جائعٌ جداً، هلا أكلنا ثم تحدثنا.

صاح بيلي:
_هل هي أمنة، تلك النباتات؟

تبسم جاك وقال له بتعب:
_لاتقلق، سأكل قبلكم.

لم أتفوه أنا بأية كلمة، فقط أكلت بشراهة كبيرة ثم دخلت ونمت وقتاً طويلاً.


وعندما استيقظت شعرت بتعب ووجعٍ بعضلات جسمي.

ووجدت جاك يحدث البقية:
_لقد فوجئت بشجاعة كارينا.

جون:
_وأمر تلك الساعات المعلقة بأيدينا غريبٌ جداً.

مارك:
_ فعلاً كيف وصلت إلينا ومتى؟

مارك:
_بدأت شبه متأكد بأننا وقعنا فريسةً للمجهول.

أما بيلي فأجهش بالبكاء دون أي تعليق.

اقتربت منه وقلت له:

_ لا تقلق بيلي سننجو ونعود، أنا متأكدة بأن الأمر سيكول لكن الأهم أننا عرفنا سبب وجودنا هنا.


جاك:
_لننسى الأمر.

جون:
_وكيف ننسى ونحن محاطون بالخطر من كل اتجاه.

قلت لهم لأبعد الخوف عنهم:
_لنبعد عنا أوجاعنا، إن الليل طويل، فليسرد كلٌ منا قصته للأخرين، فنضيع الوقت ونقتل الفراغ ونتعلم من تجارب بعضنا.

جاك بتأييد:
_سأبدأ أنا، لكن علينا أن نستمع كل يومٍ لقصة فنحن لا ندري ماذا ينتظرنا همنا الأول هو إصلاح المركبة.

وأخذ يسرد جاك قصته عن إهماله لأهله واهانته لزوجته وخياناته لها.

فقاطعه جون:
_ومادخل ما سردت بما حصل معنا.

قال جاك:
_سأوجه السؤال لكم، هل كنتُ رجلاً صالحاً وسوياً كما فهمتم أنتم.

ضحك بيلي وأجاب:
_بالطبع لا لقد كنت فظاً جداً ومغرورا للغاية، ما رأيك يا كارينا؟

_أجل وهذا يعني أنه وصل إلى هنا؛ لأنه تجاوز كل الحدود.

نظرني جاك وضمني إليه ففاجأ الجميع ثم قال:
_لقد عرفت خطأي وسأحتمل كل شيء وخاصةً انني وقعت في حب كارينا.

تبسمت وسط مباركات البقية وهتافاتهم وتصفيقهم، إلا مارك فقد صمت ولم ينطق بكلمة واحدة.


فحدثت نفسي:
"ما به مارك؟ لم هو صامت هكذا؟"

وتناسيت الأمر وقلت لهم:
_لدي اقتراح.

مارك باستهزاء غير معهود:
_وما هو؟

_لقد جمعت بذور النباتات التي جمعناها وسأجرب زرعها قرب المركبة وعليكم مساعدتي.

سخر جون:
_ولماذا كل هذا؟

فأجبته:
_لأننا لا نعرف كم سنمكث هنا، لا نريد ان نموت جوعاً.

جاك بتأييد:
_معك حق، أنا سأساعدك.

بيلي:
_علينا تدبر امر الماء بحيث نقلل تجوالنا في هذا الكوكب.

بيلي وهو يعبث بساعة يده:
_لنفعلها غدا، اليوم تأخر الوقت والتعب نال منا كثيرا جدا.

لاحظت أن الجميع همّ لينام بعدما تأكدوا من سلامة الأمور حولنا، إلا مارك فقد بقي مستيقظاً طول الوقت وكان الغضب بادياً على وجهه.

سألته:
_أخبرني مارك ماذا هناك؟ لمَ لمْ تنم بعد.

فاستدار عكس اتجاهه ولم ينطق بأي كلمة، ما أثار استغرابي فقلت لنفسي:

"ترى ماذا دهاه، ولٍماذا يتصرف بغرابة، من جهتي لن أنام أنا قبل أن أطمئن على الجميع، فقد بت أشعر أن الجميع أصبحوا مسؤوليتي الشخصية."

وبعد قليل سمعت صوت شخير مارك.فاطمأن قلبي عليه وعندما أنهيت عملي غفوت فوراً.

وفي نومي رأيت أمي تناديني باسمي الحقيقي:

_سارة، سارة، استيقظي بسرعة.

_أمي حبيبتي أرجوك سامحيني، خذينا معكِ.

لكن طيفها أشار إلى الحبوب التي قذفت بها قبل نومي من فتحة في المركبة ثم اختفى ورحت أصرخ وأنادي

_أمي، أني لا تتركيني.

وبعد نوم طال استيقظت على صوت جون يشهق ويستغرب وينادي:

_يإ إلهي، ما هذا سبحانك يا الله، استيقظوا جميعاً.

فقال له مارك وهو يتقلب نعساً:

_اخرس جون، وأغلق فمك أريد أن أنام.

وفجأة نادى جاك:

_واو مستحيل.

فجلست فوراً أسألهم عن ما جرى:
_ما بكم هل أصابكم الجنون منذ الصباح؟

لكنني صرت أنادي مثل البقية:
‏_محال، يا الله، لا أصدق عيناي.

بيلي بذهول شديد:
_قم يا مارك لترى.

_آه منكم.

قال هذا مارك ثم استيقظ ليرَ والتزم الصمت وعيناه مشخصتان إلى تلك النباتات التي تعملقت قرب المركبة.

حدثت نفسي:
" فهمت الآن معنى منامي، لقد كان ظهور أمي في المنام مجرد إشارة."

ثم قلت لهم:
_جيد جداً، هذا الكوكب لا ينتظر أسابيعاً وشهور؛ لينبت زرعه، وهذه نقطة في صالحنا.

نطق مارك الصامت وقال:
_لا أدري، ماذا سنتوقع أيضاً من هذا الكوكب.

فضحك بيلي وقال:
قد ينزل العملاق وسام يركض أمامه ليقطع الشجرة.

فضحكنا جميعاً، لكن ضحكتنا كانت ملونة بالخوف من القادم المجهول.

لذلك حاولت تهدأتهم بقولي:

_هيا جميعاً لنتفاءل، انظروا إلى الجافنب الجيد في الأمر، فنحن لم نتحمل مشقة الحفر والبحث عن مصدر مياه؛ لسقاية تلك الحبوب.

نظرني جاك بحبٍ قائلاً:
_حبيبتي دائماً تفكر بسلام ، هل أنتدائما لطيفة هكذا.

قلت له وأنا:
_اصمت جاك، سأحضر لكم الطعام فوراً.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي