الفصل التاسع مساومة

لجأ سليم للحيلة حتى لا يستطيع ليث أن يعقد قرانه على روح.

دنت الأم من ابنتها وحدثتها قائلة:
—روح، هل حقًا ما يقوله سليم؟!

فالبداية ترددت روح قليلًا، ولكنها علقت قائلة:
—أجل لقد بنى بي زوجي وبذلك لا يمكن لأحد أن يقوم بعقد قرانه على ما لم تنتهي عدتي.

شعر ليث بالغضب وغادر هو والجميع منزل الناجي.

ابتسمت فرحة وأسرعت بمعانقة أخيها ثم حدثته قائلة:
—أخي، لقد فعلت شيء لم يخطر ببال أحد منا قط.

دنت روح من سليم وحدثته:
—سليم، اقدر لك ما فعلته اليوم من أجلي.

نظر إليها سليم وعلق قائلًا:
—لم أفعل من أجلك شيء ولكنني فعلت ما فعلته من أجل أخي بدر الذي أوصاني بكِ.

غادر سليم منزل الناجي وقبل أن يغادر نظر إلى والدة روح وحدثها قائلًا:
—سيدتي، لا يمكنك عقد قران روح حتى تنتهي العدة الشرعية اربعة أشهر وعشرة.

تهلل وجه فرحة وعانقت روح ثم قالت:
—روح لم أكن أتخيل أن أخي سليم سيفعل شيئًا كهذا.

ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—ولكن العدة قاربت على الإنتهاء، ماذا سأفعل بعد ذلك؟!

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—إلى أن يمضي الأربعون يومًا سنكون قد توصلنا إلى حيلة أخرى ندمر بها هذا الزواج.

غادرت فرحة منزل الناجي وعادت مع أخيها إلى منزلها.

وما إن دلفت إلى داخل المنزل حتى أسرعت إلى العمة سميرة؛ كي تقص لها ما حدث، وكيف استطاع أخيها سليم أن يلغي عقد القران بحيلته الرائعة.

ابتسمت العمة سميرة بعد أن روت لها فرحة ما حدث، وعلقت قائلة:
—ابنتي، ما حدث يبشر بالخير، فهذا معناه أن قلب سليم بدأ يرق لروح.

دلف سليم إلى غرفته، وقف أمام المرآة الخاصة به وحدث نفسه قائلًا:
—أرى أنك تشعر بمزيد من الراحة، ولكن كل ما فعلته  كانمن أجل أخي بدر الذي أوصاني بها، أما عن ما سيحدث فيما بعد فليس من شأني.

وبعد مرور شهرين.

قرر رعد ان يذهب ويقوم بالتحدث إلى سليم، والتقدم لخطبة فرحة؛ فهو لم يعد يحتمل بعدها دون أن يكون هناك ارتبطًا رسميًا، يريحه ويطمئن قلبه إلى  أنها ستكون زوجته ولن تكون زوجة أحد غيره.

داخل أحد المتاجر الخاصة بالتسوق، وقفت فرحة تتسوق بعض الأغراض اللازمة للمنزل، وأثناء مرورها في إحدى الممرات الخاصة بالمتجر، قام أحد الأطفال بدفعها دون قصدٍ منه أثناء ركض صديقه خلفه.

اختل توازن فرحة وشرعت فالسقوط أرضًا، فجأة شعرت بيد تمسك بها حتى لا تسقّط أرضًا.

استعادت فرحة توازنها، ثم نظرت إلى من كان له الفضل في عدم سقوطها على الأرض، فكانت الصدمة!

نظرت فرحة فإذا بليث هو من امسك بها وحماها من السقوط، شعرت فرحة بمشاعر مضاربة، لاتعلم هل تشكره على ما فعله، أم إنها تتجاهل ما حدث وتغادر المتجر، وأمام الصمت والتفكير تحدث ليث وقال:
—لا عليكِ، فأنا لا أنتظر أن تقومي بالثناء علي؛ فأنا أعلم جيدًا أنك غاضبة مني لإصراراي على الزواج من روح، ولكن لكل شخص دوافعه.

حاولت فرحة تجاهل الحديث الذي يتحدثه ليث واتجهت في طريقها إلى باب المتجر للخروج، لكنها وقفت لبرهة ثم إلتفتت وحدثته قائلة:
—أي دوافع هذه التي تجعلك تتزوج من امرأة لا تريد الزواج منك؟!

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—روح ابنة عمي وكرامتها من كرامتي، هل تظنين إنني سأقف مكتوف الأيدي أمام تلك الشائعات التي انتشرت في البلدة مؤخرًا؟!

نظرت فرحة إلى ليث وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—هل ترى أن هذا مبرر لإجبارها على الزواج؟!

نظر ليث إلى فرحة وقد شعر نحوها بالإرتياح الذي قد يصل إلى الإعجاب، علت الابتسامة وجهه وعلق قائلًا:
—اعتذر عن تلك الصورة السيئة لي  التي تكونت في مخيلتك، ولكن يمكنني أن  ألغي فكرة زواجي بروح ولكن بشرط.

نظرت فرحة إلى ليث وهي تتشوق لأن تعرف ما هو ذلك الشرط، بدأت تتطلع للحظة التي تسرع فيها إلى روح وتخبرها أن ليث قد صرف نظر عن  الزواح منها، فحدثته قائلة:
—هل يمكنني أن أعرف ما هو ذلك الشرط؟

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—سوف ألغي فكرة الزواج من روح بشرط أن توافقي على الزواج بي.

شعرت فرحة بالذهول وعلقت قائلة:
—أنت تتزوج بي! هذا من شيء محال.

ضحكت فرحة ساخرة، ثم غادرت المتجر وهي تحدث نفسها قائلة:
—كيف يجرؤ هذا الشخص على طلب شيئًا كهذا؟!

عادت فرحة إلى منزلها، وهناك وجدت سليم يتحدث هاتفيًا مع أحد الأشخاص ويحدثه بصوتٍ عالٍ قائلًا:
—لأن تلمس النجوم بيدك هذا أقرب لك من الزواج بأختي.

تعجبت فرحة وحدثت نفسها قائلة:
—ترى من الذي يرفض أخي زواجه بي، أخشى أن يكون المتحدث هو رعد؟!

انتظرت فرحة حتى أنهى سليم مكالمته الهاتفية ثم حدثته قائلة:
—أخي، ما هو السبب وراء ثورتك هذه؟! مع من كنت تنحدث؟

سليم وقد بدى عليه الغضب علق قائلًا:
—إنه شخص حقير يريد أن يساومني على شيء لا أملكه.

تعجبت فرحة وعلق قائلة:
—أخي،  لا أعي ما تقوله، هل يمكن أن توضح لي ما الذي حدث؟!

نظر سليم إلى فرحة وعلق قائلًا:
—فرحة، هذا ليس من شأنك، أما ذلك الحقير سوف ألقنه درسًا لن ينساه.

خرج سليم من المنزل وقد تملكه الغضب، شعر برغبته الشديدة في أن يسير بمفرده حتى يهدأ ما بداخله من غضب.

لم يشعر سليم بنفسه إلا وهو فوق الربوة جلس يفكر في أمر روح وقد بدا العد التنازلي على انتهاء العدة وبعدها سوف يعقد عقد قرانها.

طأطأ سليم رأسه لأسفل وقد أسندها بيده وصوت أخيه يتردد بداخله وهو يوصيه بروح.

فجأة سمع صوت يهمس قائلًا:
—هل ستتخلى عني؟
نظر لأعلى فإذا بروح تقف أمامه وتحدثه، نهض من مكانه وحدثها قائلًا:
—لا تقحميني في مشاكلك، الآن تتسائلين هل سأتخلى عنك أم لا؟!
ألم تتخلى عني وعن حبي من قبل؟!

امسكت روح بملابس سليم وجذبته نحوها وقالت:
—سليم، أنت حبي الأول والأخير، حبك كالدماء يجري بعروقي.

أمسك سليم بذراعها بقوة وحدثها قائلًا:
—روح، لم يعد بداخلي مشاعر لكي فاغربي عن وجهي لا أريد أن أراكِ.

انهمرت الدموع من عين روح وفجأة سمعت صوت تصفيق نظرت خلفها فإذا بليث يقف خلفهم، تحدثت إليه روح وقالت:
—أنت، ما الذي جاء بك إلى هنا؟!

وبابتسامة ساخرة علق ليث قائلًا:
—أليس من حقي أن اتتبع خطوات زوجتي المستقبلية اعرف إلى أين ستذهب ومع من تتحدث؟

نظرت روح إليه نظرة حادة مقتضبة وعلقت قائلة:
—ليث، ليس من حقك مراقبتي، وكما اخبرتك من قبل لست وليًا علي ولن  أقبل بك زوجًا لي.

نظر ليث إلى سلبم وحدثه قائلًا:
—سيدي سليم الجوهري، ألديك رأي آخر لم اكن أتوقع أنك تعيش قصة حب مع زجة أخيك؟!

دنا سلبم من ليث وحدثه قائلًا:
—بالطبع لدي رأي فمثلك لا يرد عليه إلا بهذا.

فاجأ سليم ليث بقبضة قوية في وجهه، تسببت في تدفق الدماء من فمه.
بصق ليث الدماء من فمه وأمسك بهاتفه وتحدث قائلًا:
—حسنًا سوف أجعلك تدفع ثمن هذه اللكمة غاليًا، سليم سوف اترك لك حبيبتك ولكن كما تحدثت إليك في الهاتف، مقابل زواجي بفرحة  أي أن هذه بتلك.

اشتعل سليم غضبًا وامسك بعنق ليث حتى  تغير لون وجهه، ظلت روح تمسك بسليم تجذبه نحوها وهي تردد:
—سليم، من فضلك دعه سوف تقتله، ارجوك دعه.

انتبه سليم إلى ان ليث كاد أن يخنق في يديه فتركه.

أخذ. ليث يسعل بقوة إلى أن هدأ، نظر إلى سليم وحدثه قائلًا:
—حسنًا، لدي فيديو سوف أرسله إلى هاتفك أريدك أن تشاهده وبهدها سأخبرك ما الذي سأفعله بكما.

وعلى الفور قام ليث بإرسال الفيديو إلى هاتف سليم، فقام سليم بتشغيل الفيديو ومشاهدة محتواه.

فوجيء سليم بأن ليث قام بتصويرهما أثناء اعتراف روح بالأعتراف لسليم بأنه حبها الأول والأخير وبأنه الدماء التي تجري في عروقها.

نظر سليم إلى ليث وحدثه قائلًا:
—كيف تجرؤ على فعل شيئًا كهذا؟!

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—سليم أنتظر ردك بشأن ارتباطي بفرحة، واتمنى ألا يأتي بالرفض فحينها سوف أرسل هذا الفيديو إلى الأهل والأحباب حتى يروا علاقة سليم بزوجة أخيه.

امسك سليم بليث وعنفه قائلًا:
—أيها الحقير، هذه العلاقة كانت قبل زواج روح بأخي، ولم تكن سوى مشاعر طاهرة نقية ليس كما يصور لك خيالك المريض.

ابتسم ليث وأعاد حديثه قائلًا:
—سليم، انتظر ردك بالموافقة على زواجي بفرحة، وإلا سوف تضطر لطرق منازل البلدة منزل منزل حتى توضح لهم كيف كانت علاقتك بزوجة أخيك.

وهنا فاجأت فرحة الجميع عندما قالت:
—ليث، إنني موافقة على زواجي منك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي