الفصل الرابع عشر مقابلة قاسية

قاد "أدهم" بالسيارة إلى قصر كبير وضخم، وبعد نزوله من السيارة ساعد "ميرنا" على النزول، وعقد يديه بين ذراعها وصعدوا الدرج إلى داخل القصر.

داخل القصر وجدت "ميرنا" حفلة كبيرة ضخمة ممتلئة بأكبر رجال الأعمال في المنطقة وبعض الشخصيات السياسية الهامة.

أخذها "أدهم" وأقترب من مجموعة من الرجال وبعض في تعريف "ميرنا" عليهم وقال:
- مرحبا.

أجابه واحد من الأربعة رجال بابتسامة مزيفة:
- مرحبا يا أدهم مبروك لك بالفوز في الصفقة الجديدة.

وقال شخص آخر بلوم وحقد:
- أظن كان هناك لعب قذر في الصفقة.

ضحك "أدهم" بصوت مرتفع غطى على صوت الموسيقى الهادئة وقال:
- سيد "عمرو" يجب أن يكون لديك روح رياضية وتقبل الخسارة بروح راضية.

ضحك شخص أخر وأخر "أدهم":
- أدهم لا تهتم أنت تعلم جيداً كيف هو شخصية عمرو السروجي أنه من الأشخاص الذين لا يتقبل أبداً الخسارة.

- أعلم لذلك لم أحزن من تصرفات الطفولية في محاربتي في سوق العمل.

أجابه شخص أخر:
- أنت يا أدهم شخص مميز وذكي وناجح في سوق العمل والجميع يريد أن يمتلك ابن مثلك.

- ليست جيداً إلى هذه الدرجة سيدي مازالت أتعلم من الرجل الأذكياء مثلكما.

- أنت حقاً فخر شباب جيلك.

- شكر سيدي على رأيك الجميل في شخصيتي المتواضعة.

نظر أحد الرجال إلى "ميرنا" وسأله:
- من هذه المرأة يا أدهم؟

التفت "أدهم" إلى "ميرنا" بابتسامة هادئة وقال:
- هذه السيدة اسمها ميرنا.

- هل هي زوجتك؟!

- أنها صديقة.

- أنها امرأة جميلة.

- نعم هي هكذا لذلك أحضرتها معِ إلى الحفلة.

عندما بدأ "أدهم" ويتحدث مع هؤلاء الرجال في الأعمال أتأذنت "ميرنا".

وذهبت تتجول في المكان، ولكن كان "أدهم" يراقب طول الوقت تحركاتها، وهذا الأمر أشعر "ميرنا" بالحيرة.

ولكن بالنسبة إلى "أدهم" كان الوضع مختلف، ولأنه جلب "ميرنا" إلى هذه الحفلة من أجل اختبارها ومعرفة شخصيتها الحقيقية.

عندما تقدمت "ميرنا" إلى "أدهم" من أجل العمل قبل موافقته عليها طلب من سكرتيره التحريري عنها.

ولكن كانت المعلومات التي جلبها سكرتيره تثير ربته، عندما أخبره السكرتير:
- سيدي لقد جلبت كل البيانات الخاصة الانسة ميرنا.

- إذن أخبرني إلى ماذا توصلت؟

- اسمها ميرنا خالد المهندس، العمر خمسة وثلاثون عام.

- أنها في نفس عمر زوجتي.

- نعم سيدي.

- إذن أكمل.

- تخصص أدارة أعمال من جامعة عين شمس تخرجت في عام 2013.

- كيف تتشابه في كثير من المعلومات مع زوجتي؟ هل وجد شيء يربطها مع زوجتي!

- حتى الآن لا يا سيدي، ولكن.

- ولكن ماذا يا يسين تحدث؟!

- كانت تعمل مضيفة طيران في نفس الشركة مع زوجتك.

نهض "أدهم" فزعاً من مقعده يسأله:
- هل كانوا أصدقاء؟!

- لا يا سيدي لم يجمعهم سفر من قبل وعلى حسب بحثِ لم يتقابلوا أبداً.

عاد وجلس على مقعد وأخبر السكرتير:
- أكمل ما لديك.

- لقد تركت العمل في المطار منذ عامين في نفس الشهر الذي ماتت في زوجتك.

- هذا غريب هل تعلم لماذا؟!

- حتى الآن لم أتوصل إلى شيء ولكني أبحث في هذا الأمر.

- هل يوجد شيء آخر؟

- نعم سيدي.

- أخبرني.

- هذه المرأة ابنة ممثلة مشهورة وغنية جداُ اسمها "يسرا فؤاد".

- هل أنت متأكد من هذه البيانات؟!

- نعم سيدي.

- لماذا امرأة عاملة ناجحة وتكون ابنة ممثلة مشهورة وغنية تعمل لدي حتى تهتم بابنتي.

- لا أعلم سيدي.

- أظن هذه المعلومات مزيفة.

- إذن كيف سيدي كيف أتأكد من هذه المعلومات؟

- يسين أظن في حفلة خلال شهر سوف يحضرها الكثير من الشخصيات الهام؟

- نعم سيدي.

- أرسال دعوة إلى الممثلة يسرا فؤاد.

- أمر سيدي، هل هناك شيء آخر؟!

- لا أذهب أنت.

جلس "أدهم" يفكر في كل ما أخبره به السكرتير وكيف يوجد نقاط كثيرة تجمع "ميرنا" بزوجته، ويتساءل:
"هل هذه ميرنا صديقة زوجتي التي أخبرتني عنها"

كان "أدهم" يقف في الحفلة يراقب "ميرنا" حتى يرى رد فعلها عندما تتقابل مع الممثلة "يسرا" وجها لوجه.

عندما ظهرت الممثلة يسرا وتوجهت مع ابنتها بالصدفة، فزعت "ميرنا" من رؤيتها وحاولت الهروب من أمامها.

ولكن الممثلة "يسرا" ذهبت خلفها تنادي عليها بأعلى صوتها تخبرها:
- ميرنا توقفي.

عندما لم تقف "ميرنا" واستمرت في الهروب، غضبت "يسرا" وقالت بأعلى صوت:
- أنتِ أيتها الحقير لماذا تستمرين بالهروب من أمامي دائماً؟!

عندما انتباه الكثير من الناس لم يحدث شعرت "ميرنا" بالخجل وتوقفت مكانها.

عندها سحبتها والدتها من ذراعها وذهبت بها إلى أحدى النوافذ الموجودة داخل القصر حتى تتحدث معها بهدوء.

بالطبع كان سكرتيرا "أدهم" يراقبها طول هذه اللحظة، وذهب خلفهم دون أن يشعر أحد.

قامت "يسرا" باحتضان ابنتها بشوق وحزن وأخبرتها:
- عزيزتي لقد اشتقت إليكِ كثير.

أبعدتها "ميرنا" بجفاف وأخبرتها:
- ما الأمر ماذا تردين؟

- أريد من ابنتي أن تعود إلى حضني.

- لقد أخبرتك من قبل أن ابنتك مات في هذا اليوم، وأخبرتك بأن تبعدت عن حياتي.

- لماذا تفعلين ذلك؟!

- هل نسيت ما حدث في أخر يوم رأيتك؟ وما تحدثتِ به!

- هل تحسبين أم كانت سعيدة لأن ابنتها الوحيدة مازالت على قيد الحياة؟!

- أنتِ امرأة قاسية القلب.

- لست كذلك ولكني أم تحب ابنتها.

- لا أريد التحدث معك أو رؤيتكِ.

- أرجوكِ ابنتي أعطني فرصة حتى نتصالح؟!

- لا أريد.
- أرجوكِ؟!

- سوف أذهب الآن لنتحدث في يوم آخر.

- ميرنا هل مازالت غاضبه من حديثي حينها؟!

- لماذا لا تقدرين مشاعري؟!

- لأني أم تريد حماية طفلتها.

- منذ متى؟ لقد تركتني في أكثر وقت احتجت إليكِ!

- كنت امرأة شابة جاهل لم تعرف شيء عن الأمومة والتربية الصحيحة.

- والآن هل تغيرتِ؟ أنت كما أنت إنسانة أنانية.

- كل هذا لأني أخبرتك بها الكلام؟ هذا حدث بسبب مشاعر الأمومة!

- تلك المشاعر آذت مشاعر أب وأم لابنتهم التي حامت حياة ابنتك بحياتها؟!

- لم أقصد ذلك كنت مهملة حينها، ولكني لم أتراجع عما قلت في هذا الوقت.

غضب "ميرنا" وصرخت بصوت مرتفع وقالت:
- أمي أرجوكِ لا تقسى على قلبي لا تجبرني في قطع علاقتي معك نهائياُ.

فزعت الأم وسقطت دموعها من عينيها وقالت:
- سوف أظل أخبرك كما أخبرتك في هذا اليوم، وسوف تفهمين ما أقصد عندما تنجبين طفلك الخاص.

- لماذا أنجب طفلة؟ لكي أحول إلى شخص سيء مثلي ومثلك!

- لا تتحدثي هكذا أنت جميلة وقلبك مصنوع من اليشم الأبيض.

- يشم لقد أصبح إلى قطعة فحم محترقة، ولكن ماذا أتوقع من امرأة جافة مثلك أن تفهم، تركت طفلتها الوحيدة من أجل الشهرة السعي خلف والأضواء.

- هل تكرهيني إلى هذه الدرجة؟!

- نعم أكرهك بشدة لذا لا تحاولي مصالحتي لأن ذلك لم يحدث أبداً.

- لماذا؟!

- لأن ماتت من كانت تحاول مصالحتنا دائماً.

خلال هذه اللحظة لاحظت "ميرنا" أن سكرتيرا "أدهم" يراقبهم، لذا حاولت أيقاف والدتها عن التحدث والابتعاد عنها.

- سوف أذهب الآن وأتمنى أن لا نتقابل مرة أخرى.

- حسنا اذهبي لنتحدث في يوم آخر تكوني هادئة أكثر.

همت "ميرنا" بالذهاب عندها أخبرتها والدتها:
- ميرنا شكراً لأنك مازالتِ على قيد الحياة.

"حدقت ميرنا بها بغضب وتركتها وذهبت".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي