الفصل العاشر قلبٌ مجروح

وقفت فرحة وقد فاجأت الجميع بوجودها، تحدثت إلى ليث وقالت:
—ليث، لقد اليوم طلبت موافقتي على الزواج منك عندما كنا في المتجر، وقد أخبرتك أن تتحدث مع أخي بهذا الشأن، ولكن يبدو أن أخي لم يتقبل الأمر، ها أنا أخبرك بموافقتي أمام أخي.

علت الابتسامة وجه ليث وعلق قائلًا:
—فرحة،لا تعلمي مدى سعادتي بهذه الموافقة.

أسرع سليم إلى أخته، أمسك ذراعها  بقوة وحدثها قائلًا:
—فرحة هل أصابك الجنون؟!

نظرت فرحة إلى أخيها وقالت:
—أخي، أرجوك لا تقف أمام رغبتي في الزواج بليث.

دنت روح من فرحة وقد بدى عليها التعجب والذهول، وحدثتها قائلة:
—فرحة، ما الذي تقولينه؟! كيف تريدين الإرتباط بهذا الحقير؟!

نظرت فرحة إلى روح نظرة يملؤها الضيق والحزن وعلقت قائلة:
—ما رأيك هل أرفض الزواج منه، وتصبح فضيحتك كالعلكة في الأفواه؟ هل تطلبين مني عدم قبول الزواج من هذا الحقير، وتصبح سمعة أخي سيئة وتذهب هيبته بين الناس؟

ما إن سمعت روح هذه الكلمات حتى طأطأ رأسها وتحدثت قائلة:
—روح، اعتذر منكِ على كل ما حدث.

فرحة وقد بدى عليها الغضب حدثتها قائلة:
—روح، لن اقبل اسفك، فأنتِ من تسبب في كل هذا، هل يمكنني أن اعرف ما الذي جاء بك إلى هنا؟!  اجيبك أنا، لقد جئتي إلى هنا عندما رأيتي اخي وهو يصعد الربوة، جئتي إلى هنا أملًا في أن تعود مياه الحب إلى مجاريها غير عابئة بما يمكنه أن يحدث جراء هذا.

تحدث سليم وقد بدى عليه الضيق الشديد وقال:
—فرحة، لن أوافق على هذه المساومة الرخيصة، ولن تكوني كبش فداء لتلك المرأة.

ثم نظر إلى ليث وأشار له بإصبعه قائلًا:
—أما أنت فيمكنك أن تفعل ما تريده، ولتذهب أنت والجميع إلى الجحيم.

أمسكت فرحة بيد أخيها وعلقت قائلة:
—أخي، لا يمكنك فعل هذا أنت لا تمثل نفسك فقط؛ أنت تمثل عائلة نصار الجوهري بأكملها، سوف توافق على زواجي من هذا الرجل  ليس هذا فحسب بل ستتزوج أنت أيضًا من روح، وحينها لا يمكن لأي شخص أن يتحدث عليك بسوء.

نظر سليم إلى ليث الذي حدثه قائلًا:
—لا اعلم سبب ثورتك هذه؟!  كان يمكنني أن اتزوج بروح رغمًا عنها، كنت حينها سوف أبدوا أمام الجميع الرجل الشهم الذي ضحى بنفسه لإنقاذ سمعة ابنة عمه التي اصبحت سمعتها على كل لسان، لكنني ساترك لك حبيبتك وسوف أتزوج بفرحة.

صمت سليم قليلًا، ولكنه أمام اصرار فرحة اضطر سليم للموافقة على تلك المبادرلة الرخيصة او كما قال ليث:
—هذه بتلك.

عادت فرحة إلى المنزل، أسرعت إلى غرفتها، افترشت فراشها وانفجرت في البكاء.

أسرع سليم خلفها وما إن دنا من غرفتها حتى سمع صوت بكاءها، امسك بمقبض الباب، لكنه لم يستطيع الدلوف إلى داخل الغرفة وحدث نفسه قائلًا:
—لا أعلم ما الذي يمكنني فعله معك يا قلب أخيكِ، ففي الوقت الذي تضحين بنفسك لإنقاذ سمعتي، اقف أنا أمام غرفتك عاجزًا، استمع إلى بكاءك ولا استطيع الدلوف إلى داخل الغرفة ومسح دموعك.

في اليوم التالي.
اجتمع سليم برعد وبقية الرجال وجلس يحدثهم ويقول:
—لدي أخبار اود أن ازفها إليكم.

نظر رعد وهمس إلى حسان قائلًا:
—حسان، هل يمكن أن تكون فرحة قد قامت بإخبار سليم إنني ارغب في الزواج منها؟!

ابتسم حسان وعلق قائلًا:
—أخي، لا داعي للعجلة انتظر فكل شيء سوف يتضح بعد قليل.

تحدث سليم وقال:
—سوف يقام بعد يومان من الآن حفل زفافي على روح الناجي، ليس هذا فحسب.

ثم نظر إلى رعد وحدثه قائلًا:
—سوف يكون العرس عرسان.
وهنا تهلل وجه رعد بالابتسامة وعلق قائلًا:
—سليم، مبارك عليك أخي الحبيب.

تظاهر سليم بالسعادة على الرغم مما بداخل قلبه من أحزان وعلق قائلًا:
—رعد بارك الله فيك اخي الحبيب، ألا تريد ان تعرف من هم اصحاب العرس الثاني؟!

نظر رعد وقد بدى عليه السعادة وقال:
—بالطبع أخي الحبيب من هم أصحاب  العرس الثاني؟

نظر سليم إلى رجاله وعلق قائلًا:
—سوف يقام حفل زفاف خاص بي وبأختي فرحة.

أسرع حسان وعلق قائلًا:
—مبارك أخي، ولكن من هو ذلك المحظوظ الذي سوف يتزوج بالسيدة فرحة.

سليم وقد تغير وجهه، علق قائلًا:
—ليث الناجي.

شعر رعد بصدمة قوية أطاحت بقلبه، لم يستطيع التحدث، فغادر المجلس دون أن يتحدث بكلمة واحدة.

تعجب سليم وعلق قائلًا:
—ما الذي حدث؟ لماذا غادر رعد المجلس دون أن يخبر أحد؟!

أسرع حسان وعلق قائلًا:
—سيدي، بالطبع هذا شيء قد أحزننا جميعًا، فالأخت فرحة تستحق من هو أفضل من ليث الناجي، إنه رجل انتهازي والأهم من ذلك إنه متزوج من امرأة أخري.

أومأ سليم برأسه وعلق قائلًا:
—حسان، إنها إرادة الله، فقد وافقت أختي على الزواج منه.

تعجب حسان وعلق قائلًا:
—ما دامت العروس موافقة، فليس لنا أن نقول شيئًا آخر سوى أن نقدم التهاني مبارك عليكم أخي الكريم، أسمح لي أن ألحق برعد حتى أطمئن عليه.

أسرع حسان خلف رعد، فوجده في حالة لا يرثى لها، ما إن رأى حسان حتى حدثه قائلًا:
—كيف استطاع سليم ان يفعل شيء كهذا؟! هل يبادل فرحة نظير زواجه بروح؟!

علق حسان وقال:
—اخي، اهدأ  فرحة قد وافقت على الزواج منه بمحض إرادتها.

نظر رعد إلى حسان وأسرع إليه وقام بصفعه على وجهه بقوة وهو يقول:
—كيف تجرؤ على قول شيئًا كهذا أيها الحقير؟!

تحمل حسان على نفسه فهو يعلم أن ما حدث بسبب الصدمة القوية التي تعرض لها رعد، نظر إليه وحدثه قائلًا:
—سليم هو الذي اخبرني بذلك اعتذر إليك أخي الحبيب.

انفجر رعد في البكاء وعانق حسان وهو يقول:
—حسان،  اعتذر إليك أخي، ولكن  لا يمكن لفرحة أن تفعل شيئًا كهذا، لا بد أن اعرف ما الذي دفعها للموافقة على هذا الحقير؟!

صمت رعد قليلًا ثم تحدث قائلًا:
—حسان، لا بد أن أقابل فرحة مهما كلفني الأمر.

تعجب حسان وعلق قائلًا:
—رعد، من فضلك لا تفعل ذلك، لا ارى داعيًا لهذه المقابلة.

أسرع رعد بالاتصال على فرحة ولكنها نظرت آلى الهاتف ولم تستطيع أن تجيبه، بل امسكت بالهاتف وقامت بضمه إلى صدرها والدموع منهمرة من عينيها بغزارة.

تم اقامة حفل زفاف كبير يجمع بين كلًا من روح وسليم وفرحة وليث، قبل أن تغادر فرحة منزل نصار الجوهري إلى منزل زوجها ليث الناجي جلس معها سليم وحدثها قائلًا:
—رغم أن عقد القران قد تم إلا إنني للمرة الأخيرة أخبرك يمكنك العدول عن فكرة الزواج  بليث واقسم لكي سوف أجبره على الطلاق. دون أن يلمس خصلة واحدة منك.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—أخي، لم اندم على شيء فعلته طوال حياتي، حتى قبولي بالزواج من هذا الشخص لم أندم عليه فموافقتي تمت لأجل انقاذ سمعة أخي.

شعر سليم بالغضب الشديد، قبض على يديه بقوة وقام بتوجيه لكمة قوية للمرآة التي أمامه، فأصاب الزجاج يده.

تدفقت الدماء من يد سليم فأسرعت فرحة إليه وقامت بتمزيق الطرحة الخاصة بها وضمدت بها جرح أخيها.

نظر إليها سليم وتلألأت الدموع بعينيه ثم حدثها قائلًا:
—فرحة، لا أعلم ما الذي أقوله لك، حتى طرحة زفافك مزقتيها لتضمدي جراحي.

أمسكت فرحة بيد أخيها وقامت بتقبيلها ثم علقت قائلة:
— ليس لي في هذه الحياة سواك وعلى استعداد أن أضحي بنفسك فداءً لك أخي الحبيب.

دلفت العمة سميرة إلى داخل الغرفة وتحدثت قائلة:
—أبنائي لماذا كل هذا التأخير؟! الجميع ينتظر بالخارج  .

نظرت العمة سميرة إلى طرحة العروس وقد بدى عليها الذهول وتحدثت قائلة:
—فرحة، ما الذي حدث لطرحة الزفاف الخاصة بكِ؟!

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—لا عليكِ عمتي سوف أنزعها فليس لها داعي مطلقًا.

نظرت العمة سميرة وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—ابنتي الطرحة تضيف جمالًا واناقة للعروس، لا يمكنك نزعها، سوف احضر لكِ الطرحة الخاصة بوالدتك أنني احتفظ بها إلي الآن.

بعد أن قامت فرحة بارتداء الطرحة الخاصة بزفاف والدتها، امسكت بيد سليم وعلقت قائلة:
—هيا أخي، لنخرج فالجميع ينتظر بالخارج، سوف اتوجه آلى بيتي الجديد لأبدأ حياة  جديدة، فلا داعي للحزن.

امسك سليم بيد أخته وخرج من غرفته إلى حيث يقف ليث ينتظر خروج عروسه التي كانت تودع أخيها.

نظرت فرحة آلى عريسها وحدثت نفسها قائلة:
—سوف اغادر الجنة لأذهب إلى الجحيم بقدمي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي