الفصل العشرون التحايل على الحقيقة

عندما عادت "ميرنا" إلى المنزل، وجدت "أدهم" ينتظرها وملامح القلق والخوف تظهر على واجه، وعند رؤيتها سألها:
- ميرنا هل أنتِ بخير؟

- نعم إني بخير، ولكن أين ميرو!

- لماذا تسألين عنها؟

- لقد اشتقت إليها كثيراً، أريد رؤيتها حتى يطمئن قلبي.

- أنها بخير لا تقلق، لقد ذهبت إلى تمرين السباحة.

- هذا جيد أستطيع الارتياح الآن.

بعد اطمئنان "أدهم" على سلامة "ميرنا" بدأ يتذكر الأخبار التي أوصلها إليه السكرتير.

الحديث الذي دار بين "ميرنا" ووالدتها، وبدأ يتساءل:
"من هذه الفتاة، ولماذا خلفها قضايا كثير، ولماذا جاءت من أجل العمل لدي، هل يا ترى موت زوجتي يتعلق بها".

كان "أدهم" يشعر بالفزع من التفكير بارتباط "ميرنا" بموت "زوجته، لذلك قرر في البحث خلف هذا الأمر.

نفس الوقت كانت "ميرنا" تفكر في خلفية هذا الرجل وتتساءل:
"لماذا هذا الرجل جيد في الفنون القتالية مثل هذا، أعلم أنه يخفي سر كبير".

صعدت "ميرنا" إلى غرفتها، وسقطت في نوم عميق لمدة عشر ساعات متواصلة، وعندما استيقظت كان في الصباح المبكر.

نزلت "ميرنا" إلى المطبخ؛ وصنعت كوباً من القهوة الصباحي المعتادة، وبدأت تنتظر استيقاظ الجميع.

دخلت مكتب "أدهم" وأخرجت كتاباً لمؤلف فرنسي، وبدأت تقرأ به مع شرب القهوة، وعند قربها إلى منتصف الكتاب.

وجدت "أدهم" يقف أمامها عابساً بوجهه يسألها:
- ماذا تفعلين داخل مكتبي من دون أذن.

- لقد أردت كتاباً أشغل به وقت فراغي.

- لماذا لا تسألني أولاً قبل دولك إلى المكتب؟.

- أعتذر لم أقصد التطفل.

- أتمنى أن تخبرني قبل دخولك المكتب مرة أخرى.

- حسنا سوف أفعل المرة القادمة.

تصرفات "أدهم" المثيرة للريبة جعلت "ميرنا" تتساءل :
"ما الذي يخفيه داخل هذا المكتب كي لا يريد من أحد الاقتراب من هذا المكتب".

رغم ذلك كانت "ميرنا" داخل المكتب ليست بسبب الفضول أو البحث خلفه لأنها تعلم أنه ليس ساذجاً إلى هذه الدرجة ليترك أدلة داخل مكتبه.

"ولكن تصرفاته الغريبة جعلتها تفكر في البحث داخل هذا المكتب الذي يحميه بشدة في أثناء غيابه".

بعد إنهاء تناول الطعام جاء السكرتير ومعه ظرف أصفر يسلمه إلى رئيسه "أدهم" ويقترب من أذنه يهمس به، وبعد ذلك يبتعد لينظر أوامره.

يظهر على وجه "أدهم" السعادة، ويخبر السكرتير:
- هذا جيد أذهب إلى الشركة سوف ألحق بك.

كان الوضع مثيراً للريبة، لذا راقبت "ميرنا" تحركات "أدهم" هائمة مثل زهرة عباد الشمس حتى دخل إلى المكتب، وأغلقه عليه من الداخل.

قطعت الطفلة تركزها بسؤالها:
- ميرنا لقد تأخرت على المدرسة.

فزعت "ميرنا" وقالت:
- لا تقلقي يا ميرو فأني سائقة محترفة ستصلين قبل موعد إطلاق الجرس.

- سوف نرى!

حملت "ميرنا" حقيبة المدرسة الخاصة بالطفلة، وسبقتها وذهبت إلى الجراج أخذت السيارة، وقادتها إلى أمام باب المنزل.

منزل "أدهم" مكون من طابقين؛ منزل بسيط من الخارج والداخل، ويوجد جراج للسيارات في خلف المنزل بالمعادي.

رغم أن "أدهم" يمتلك ملايين، ولكنه ما زال يسكن في منزل والده، ولم يتركه حتى يذهب إلى مكان آخر، وهذا الأمر كان يشغل تفكير "ميرنا" منذ وصلها هذا المنزل.

أخذت "ميرنا" الطفلة إلى مدرستها، وبعد الاطمئنان على سلامة الطفلة عادت إلى المنزل، ودخلت المكتب فور وصولها، وبدأت في البحث عن السر الذي يخفيه "أدهم" ولا يريد من "ميرنا" اكتشافه.

خلال البحث في كل ركن وأرض وسقف في المكتب وجدت "ميرنا" باب سري، وبداخله طرقه تأخذها إلى تحت الأرض أسفل المنزل.

هذه الطرقة في آخرها باب فتحته "ميرنا" ودخلت الغرفة، ولكن كانت المفاجأة ما وجدته "ميرنا" داخل هذه الغرفة.

وجدت "ميرنا" جميع الأجهزة الحديثة للتكنولوجيا والاتصالات؛ أجهزة خاصة الصنع لم تصنع غير للمخابرات الخاصة، أجهزة تعرفة رأتها، وأجهزة لم ترها من قبل.

أثناء ذهولها ظهر صوتاً من الخلف يسألها:
- ماذا تفعلين هنا؟

فزعت ميرنا ولم تستطع الإجابة، ولكنها قالت:
- أدهم؟ لماذا أنت هنا؟

- أنا من يسألك هذا السؤال؟

- أعتذر منك؛ لقد دخلت إلى هذا المكان بالخطأ.

حاولت "ميرنا" الخروج، ولكن "أدهم" منعها، وامسك بذراعها لذا حاربته محاولة الهروب.

قيدها "أدهم" بذراعه جيداً، وسحبها أجلسها على كرسي عندما جلست عليه قام الكرسي بتقييدها بالأسلاك الرفيعة.

حاولت "ميرنا" تحرير نفسها، ولكنها فشلت في ذلك، بسبب رفع الأسلاك جعلها تستسلم خوفاً من الإصابة.

وبدأت تسأله بحيرة وفضول:
- من أنت؟ وما كل هذا!

ضحك "أدهم" بسخرية، وسحب كرسي، وجلس أمامها يسألها:
- أخبرني أولاً من أنتِ؟

- لم أفهم ماذا تقصد.

- أظنك لم تجاوبني على أسئلتي لذا سوف أسألك سؤال مختلف.

- ماذا تريد؟

- كيف مات زوجتي ومن قتلها.

هذا الوقت علمت "ميرنا" أن كل الأسرار كشفت؛ حاولت في البداية تمالك أعصابها، ولكن عندما ذكر "أدهم" الأمر.

تذكرت ماضيها مع صديقتها العزيزة وضعف قلبها مرة أخرى، وسقطت الدموع من عينيها وظلت تبكي.

انتظر "أدهم" لدقائق حتى تهدأ، وعاد يسألها:
- ميرنا أخبرني الحقيقة من السبب في قتل زوجتي؟

- إنها أنا السبب في موت زوجتك.

"وظلت تبكي بصوت مرتفع تعيد نفس الجملة مراراً وتكراراً".

صدم "أدهم" من حديث "ميرنا" الغريب، وصار يسألها:
- عما تتحدثين؟ توقفي عن البكاء، وتحدثي، من الأفضل أخبرني بكل شيء!.

توقفت "ميرنا" عن البكاء وقالت:
- كانت هذه الرصاصة من أجلي لقد أخذتها منى بدلاً عني.

- ماذا!

- لقد كنت السبب الرئيسي في موتها.

- أنتِ تكذبين زوجتي لديها طفلة لم تتهور، وتضحي بحياتها من أجل أخرى.

- ولكنها الحقيقة.

- إذن من قتلها؟

- شخص حقير، ويجب عليك الابتعاد عن طريقه.

- ميرنا أريد اسمه؟

- لا أستطع إخبارك، ولكن لا تقلق سوف أنتقم قريباً من أجلك.

- لا أريد منك شيء غير اسم القاتل.

- هل يمكنك الوثوق في وترك الأمر حتى أعود، وأخبرك بالحقيقة في الوقت المناسب؟

- لا أستطيع.

- لماذا!

- لأن من قتلت هي زوجتي التي أحبها ووالدة طفلتي الوحيدة.

غضبت "ميرنا" وصرخت تقول:
- وكانت صديقتي الوحيدة التي نشأت معها.

- هل أنت ميرنا صديقتها منذ الثانوية!

- نعم إنها أنا.

- لماذا أخفيتِ الأمر، ولم تخبرني الحقيقية؟

- في البداية لم أعلم ماذا أخبرتك منى عن هواية، ولكن كل تفكير هو البقاء بجوار الطفلة وحمايتها.

- من هذا الشخص الذي تريد حمايتها منه!

عندما فكرت "ميرنا" في الأمر، وجدت أنى "أدهم" شخص متهور، ويجب أن لم تخبره عن "شنكوف" حتى لا يعرض حياته للخطر.

لذا أخبرته:
- منذ قضية خطفها أصبح قلبي مريضاً من الخوف عليها، لذا أردت البقاء بجوارها من أجل حمايتها.

- لماذا؟

- لأنها ابنة صديقتي الوحيدة.

- هذه الابنة التي لم تقابلها من قبل؟

- لا لقد تقابلنا كثيراً في الماضي، ولكنها كانت صغيرة جداً لا تتذكرني.

- هل أخذت زوجتي طفلتي لمقابلتك في السر!

- نعم كثيراً، وأيضاً هذا العقد الذي تردده الطفلة كان هديتي لها لاكتمالها عمر العام.

- لماذا لم تخبرني منى عن ذلك؟ لم أخفت أمرك!

- ليس الأمر مثل هذا.

- إذن ماذا كان الأمر.

- في الحقيقة كنا نعمل في منظمة حكومية سرية، وكان أمراً من الجهات العالي بعدم الاقتراب في الحياة العام حتى لا نعرض بعضنا إلى الخطر.

- هل قتلت بسبب عملها؟

- منى ماتت شهيدة في مهمة مشرفة ولكن.

- ولكن.

- رغم أنها ماتت شهيدة لدي ثأر وسوف أحقق قريباً لذا لا تقلق وانتظر الأخبار.

كان "أدهم" يعلم أنه لم يستطع أن يأخذ اسم القاتل من فم "ميرنا"، لذا قرر أن يتركها، ويراقبها عن بعد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي