الفصل الرابع عشر الغيرة القاتلة
عندما دلف ليث إلى منزله، أسرع إلى غرفة فرحة فقد قام بشراء العديد من الأثواب عوضًا لها عن ملابسها التي مزقتها علية، لقد أراد ليث أن يفاجأها بما اشتراه لها.
شعر ليث بأن هناك شيئًا يحدث؛ خاصةً مع المحاولات العديد من علية لمنعه من الوصل إلى غرفة فرحة وايقافه لمرات عديدة بحجة التحدث إليه.
اصر ليث على الدلوف إلى داخل الغرفة، منعته علية ووقفت أمامه ثم قالت:
— لن أدعك تدلف إلى داخل الغرفة ، دعها واعدك أن كل شيء سيصبح كسابق عهده.
لم يجد ليث أمامه سوى أن قام بدفع علية والدلوف إلى داخل الغرفة، نظر إلى فرحة فوجدها تقوم بإحتساء كوب من العصير، لكنه لفت انتباهه بعض الترسبات في قاع الكوب.
صاح ليث قائلٌا:
_فرحة، انتظري لا تشربي هذا العصير.
نظرت فرحة إلى ليث وقد بدى عليها التعجب ،بينما أسرع ليث بدفع الكوب من يدها فأسقطه أرضًا.
نظر إلى علية فأسرعت راكضة، نظر إلى فرحة وحدثها قائلٌا:
_ هل أنتٍ بخير؟ أخبريني أرجوكي هل أنتِ بخير؟!
أومأت فرحة برأسها وهي لا تعلم ما الذي يحدث، فأسرع قائلٌا:
_ هل احتسيتي شيء من هذا العصير؟
نظرت فرحة إليه وقد بدى عليها لقلق وقالت:
_أجل، لقد أحضرته لي علية وطلبت مني أن اسامحها على معاملتها السيئة لي، ولكن ماذا حدث؟!
ربت ليث على وجنتي فرحة برفق وعلق قائلٌا:
—لا شيء، أنتظري وسأعود على الفور.
تعجب فرحة من الحالة التي بدى عليها ليث، بينما أسرع ليث إلى علية فوجدها قد أغلقت الغرفة عليها بإحكام، اشتعل غضبًا وحدثها قائلٌا:
—علية افتحي الباب.
انفجرت علية في البكاء وعلقت قائلة:
—لا لن أفتح، أعلم إنك سوف تبرحني ضربًا.
تعجب ليث فليس من عادته أن يضرب زوجته ، فأيقن أنها قد وضعت شيئًا لفرحة في كوب العصير .
هم ليث لكسر باب الغرفة ، لكنه توقف عندما سمع صوت تألم يأتي من غرفة فرحة، فأسرع راكضًا ليجد فرحة تتقيأ بألم.
أسرع ليث بحمل فرحة ووضعها داخل سيارته واتجه صوب المشفى، وفي الطريق كان ينظر بين الحين والٱخر إلى فرحة ويحدثها قائلٌا:
—فرحة، اصمدي لقد اقتربنا من المشفى.
وما إن وصل إلى المشفى أخذ يصيح ويصرخ على الأطباء ويقول:
—النجدة، النجدة زوجتي في حالة حرجة.
كانت فرحة تتألم بشدة غير أنها كانت تشعر بالسعادة لإهتمام ليث الزائد بها وخوفه الشديد عليها .
أسرع الأطباء إلى فرحة وقاموا بفحصها وعمل التحاليل الازمة لها فتبين أنها حالة تسمم.
نظر الطبيب إلى ليث وحدثه قائلٌا:
— لقد أحضرتها في الوقت المناسب قبل أن ينتشر السم في دماءها، ويصبح من الصعب انقاذها.
شكر ليث الطبيب وأسرع إلى فرحة، ثم حدثها قائلٌا:
—فرحة حمدًا لله على سلامتك.
نظرت فرحة إليه وقد بدى عليها الغضب وحدثته قائلة:
—هل يمكنك إخباري بما حدث؟ أم أقوم باستدعاء أخي سليم والشرطة وحينها سوف أعرف كل شيء؟!
نظر ليث إليها وقد بدى عليه الحزن وعلق قائلٌا:
—فرحة، أعلم أن الأمر لا يمكن الصمت عليه، ولكي الحرية كامل كي تفعلي ما تشائين، أما بالنسبة لعلية فلم تعد شيئًا بالنسبة لي، وما إن نعود سوف أقوم بتطليقها.
نظرت فرحة إلى ليث وحدثته قائلة:
— ليث، سوف أعود لمنزل والدي فلم يعد باستطاعتي البقاء في ذلك المنزل.
أومأ ليث برأسه وعلق قائلٌا:
— لم يعد باستطاعتي منعك من ذلك، سوف أنفذ كل ما تريدينه.
نظرت فرحة إلى زوجها وشعرت للمرة الأولى بدقات قلبها تتزايد، وعلقت قائلة:
—ليث ماذا لو طلبت منك الطلاق؟
نظر ليث إليها وقد بدى عليه الحزن،ثم علق قائلٌا:
— على الرغم من أن الأمر قد يصبح صعبٌا للغاية، إلا إنني سوف أنفذ لكي كل ما تطلبنه
تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—هل ستتخلى عني بهذه السهولة؟!
تلألأت الدموع في عين ليث وعلق قائلٌا:
— كل ما أريده وأتمناه هو أن تكوني بخير حتى إن كانت سعادتك هذه في ابتعادك عني، سوف أتحمل ألم الفراق، وحينها سيكون عذائي الوحيد أنكٍ ستكونين بخير.
ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
_حسنًا ، لا بأس من بداية جديدة.
شعر ليث بسعادة غامرة وتحدث قائلٌا:
— فرحة، هل حقٌا ما تقولينه؟!
وعلقت فرحة قائلة:
—لست من الذين يعترفون بالهزيمة ، لدي اصرارًا كبيرًا على انجاح علاقتي بك.
ابتسم ليث وعلق قائلٌا:
—حبيبتي هذا أسعد يومٕ في حياتي، ما رأيك أن نذهب إلى القاهرة ونقضي هناك بعض الوقت أو كما يقال ونقضي هناك شهر عسل.
ابتسمت فرحة وأومأت برأسها بالموافقة، فحدثها ليث قائلٌا:
— حسنًا ،سوف أعود إلى المنزل وأحضر بعض الأغراض اللازمة للسفر، سوف أقوم بحجز تذاكر على أول طائرة متجهة إلى مطار القاهرة الدولي.
غادر ليث المشفى عائدًا إلى منزله.
منزل نصار الجوهري.
نظرت العمة سميرة إلى روح وحدثتها قائلة:
—روح، أعلم ما تمرين به، كل ما أريده منكِ هو الصبر، اصبري وسوف تجني ثمار هذا الصبر قريبًا أعدك بذلك.
ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—عمتي، هذا بالفعل ما أفعله؛ فلم يعد أمامي غيره.
نظرت العمة سميرة إلى روح وقد دفعها الفضول إلى سؤالها:
— ابنتي، سؤال يدور بداخلي أريدك أن تجيبي عليه.
نظرت روح إلى العمة سميرة وعلقت قائلة:
—عمتي، تستطيعي أن تسأليني ما شئتي.
ابتسمت العمة سميرة وقالت:
— روح، هل الحديث الذي تحدث به ليث حديثًا حقيقيًا؟ بمعنى ٱخر هل كانت تربطك أنتِ وسليم علاقة قبل زواجك ببدر رحمة الله عليه؟
أومأت روح برأسها وعلقت قائلة:
—أجل، ولكن اقسم لكِ إنها كانت علاقة لم يشوبها شيء، لقد نشأ بيننا حبًا طاهرٌا صادقًا.
نظرت العمة سميرة إلى روح وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
— إذا كان بينكم حبًا صادقًا، فما الذي تغير إذن؟!
تلألأت الدموع في عين روح وهي تتحدث وتقول:
—كانت ٱخر لحظة في حياة هذا الحب عندما غادر سليم لأداء الخدمة الوطنية، استيقظت بعدها على خبر وفاته، كانت لحظات صعبة وحزينة شعرت خلالها أنني فقدت كل شيء جميل في حياتي.
عشت أسوء لحظات حياتي، وبعد مرور شهرين طلب ليث ابن عمي يدي من أمي، وعلى الرغم من اصراري على الرفض إلا أن أمي اصرت على زواجي بابن عمي.
العمة سميرة تنصت باهتمام شديد، فتواصل روح حديثها وتقول:
—في ذلك الوقت إلتقيت مع بدر رحمة الله عليه فوق الربوة، لقد كان يذهب إلى هناك لمكانة هذا المكان لدى سليم ، لقد جمع بيننا الحزن و الأسى على فقيدنا لكنه لم يكن يعرف أي شيء عن علاقتي بأخيه سليم.
عندما علم بدر أن أمي تريد اجباري على الزواج بليث، اقترح علي أن يتزوجني بشكل صوري حتى لا يتم إجباري على شيء لا أريده، فتقدم لأمي لكنها رفضت في البداية، وعندما أخبرها برغبته أن يكتب لي نصف أملاكه كمهر وافقت على الفور،لقد كان بدر رجلًا يتحلى بأخلاق الفرسان.
انهمرت الدموع من عين العمة سميرة وعلقت قائلة:
_ ابنتي، هذا هو فقيدنا الغالي كان لا يعنيه المال في شيء بقدر أهمية العائلة لديه.
انهمرت الدموع من عين روح وتحدثت قائلة:
—عمتي، لقد اعتقد سليم أنني بعت نفسي نظير المال، وأنني خنت حبه.
ربتت العمة سميرة على كتف روح وحدثتها قائلة:
— لدي شعور كبير أن كل شيء سوف يصبح على ما يرام، فقط تحلي بالصبر.
منزل ليث الناجي.
دلف ليث إلى منزله، تطالعه علية في صمت تام، دلف إلى غرفته وأحضر حقيبة وضع بداخلها بعض الأغراض الخاصة به كما اصطحب معه الأشياء التي اشتراها لفرحة، التي لم تراها ولم تعلم عنها شيء.
أمسك ليث الحقيبة وخرج من الغرفة، نظرت إليه علية وحدثته قائلة:
—ليث، إلى أين؟!
نظر إليها ليث نظرت حادة مقتضبة يملؤها الغل ثم حدثها قائلٌا:
—إنني في عجلة من أمري، ولكن كل ما أقوله لكٍ أنني لن أجعل ما فعلتيه بزوجتي يمر هباءً أيتها الحقيرة.
نظرت إليه علية وقد امتلأت عيناها بالدموع وقالت:
_لقد أخبرتك من قبل أن تعيدها إلى منزل أهلها لكنك لم تستمع لي، ليث هل أحببتها ؟! كل ما أراه منك يدل على حبك الجارف لها.
تحدث ليث في غضب وقال:
—أجل أحببتها ، وبقدر حبي لها بقدر كرهي لكي ولأفعالك الحقيرة.
أنهى ليث حديثه ثم غادر منزله على الفور ، بينما وقفت علية تظر إليه حتي اختفى عن عيناها فتحدثت قائلة:
—ليث، لم ترى مني شيء بعد، إنني أدافع عن حبي ولكن بطريقتي الخاصة التي لن تتوقع ما الذي سأفعله بهذه الحقيرة.
شعر ليث بأن هناك شيئًا يحدث؛ خاصةً مع المحاولات العديد من علية لمنعه من الوصل إلى غرفة فرحة وايقافه لمرات عديدة بحجة التحدث إليه.
اصر ليث على الدلوف إلى داخل الغرفة، منعته علية ووقفت أمامه ثم قالت:
— لن أدعك تدلف إلى داخل الغرفة ، دعها واعدك أن كل شيء سيصبح كسابق عهده.
لم يجد ليث أمامه سوى أن قام بدفع علية والدلوف إلى داخل الغرفة، نظر إلى فرحة فوجدها تقوم بإحتساء كوب من العصير، لكنه لفت انتباهه بعض الترسبات في قاع الكوب.
صاح ليث قائلٌا:
_فرحة، انتظري لا تشربي هذا العصير.
نظرت فرحة إلى ليث وقد بدى عليها التعجب ،بينما أسرع ليث بدفع الكوب من يدها فأسقطه أرضًا.
نظر إلى علية فأسرعت راكضة، نظر إلى فرحة وحدثها قائلٌا:
_ هل أنتٍ بخير؟ أخبريني أرجوكي هل أنتِ بخير؟!
أومأت فرحة برأسها وهي لا تعلم ما الذي يحدث، فأسرع قائلٌا:
_ هل احتسيتي شيء من هذا العصير؟
نظرت فرحة إليه وقد بدى عليها لقلق وقالت:
_أجل، لقد أحضرته لي علية وطلبت مني أن اسامحها على معاملتها السيئة لي، ولكن ماذا حدث؟!
ربت ليث على وجنتي فرحة برفق وعلق قائلٌا:
—لا شيء، أنتظري وسأعود على الفور.
تعجب فرحة من الحالة التي بدى عليها ليث، بينما أسرع ليث إلى علية فوجدها قد أغلقت الغرفة عليها بإحكام، اشتعل غضبًا وحدثها قائلٌا:
—علية افتحي الباب.
انفجرت علية في البكاء وعلقت قائلة:
—لا لن أفتح، أعلم إنك سوف تبرحني ضربًا.
تعجب ليث فليس من عادته أن يضرب زوجته ، فأيقن أنها قد وضعت شيئًا لفرحة في كوب العصير .
هم ليث لكسر باب الغرفة ، لكنه توقف عندما سمع صوت تألم يأتي من غرفة فرحة، فأسرع راكضًا ليجد فرحة تتقيأ بألم.
أسرع ليث بحمل فرحة ووضعها داخل سيارته واتجه صوب المشفى، وفي الطريق كان ينظر بين الحين والٱخر إلى فرحة ويحدثها قائلٌا:
—فرحة، اصمدي لقد اقتربنا من المشفى.
وما إن وصل إلى المشفى أخذ يصيح ويصرخ على الأطباء ويقول:
—النجدة، النجدة زوجتي في حالة حرجة.
كانت فرحة تتألم بشدة غير أنها كانت تشعر بالسعادة لإهتمام ليث الزائد بها وخوفه الشديد عليها .
أسرع الأطباء إلى فرحة وقاموا بفحصها وعمل التحاليل الازمة لها فتبين أنها حالة تسمم.
نظر الطبيب إلى ليث وحدثه قائلٌا:
— لقد أحضرتها في الوقت المناسب قبل أن ينتشر السم في دماءها، ويصبح من الصعب انقاذها.
شكر ليث الطبيب وأسرع إلى فرحة، ثم حدثها قائلٌا:
—فرحة حمدًا لله على سلامتك.
نظرت فرحة إليه وقد بدى عليها الغضب وحدثته قائلة:
—هل يمكنك إخباري بما حدث؟ أم أقوم باستدعاء أخي سليم والشرطة وحينها سوف أعرف كل شيء؟!
نظر ليث إليها وقد بدى عليه الحزن وعلق قائلٌا:
—فرحة، أعلم أن الأمر لا يمكن الصمت عليه، ولكي الحرية كامل كي تفعلي ما تشائين، أما بالنسبة لعلية فلم تعد شيئًا بالنسبة لي، وما إن نعود سوف أقوم بتطليقها.
نظرت فرحة إلى ليث وحدثته قائلة:
— ليث، سوف أعود لمنزل والدي فلم يعد باستطاعتي البقاء في ذلك المنزل.
أومأ ليث برأسه وعلق قائلٌا:
— لم يعد باستطاعتي منعك من ذلك، سوف أنفذ كل ما تريدينه.
نظرت فرحة إلى زوجها وشعرت للمرة الأولى بدقات قلبها تتزايد، وعلقت قائلة:
—ليث ماذا لو طلبت منك الطلاق؟
نظر ليث إليها وقد بدى عليه الحزن،ثم علق قائلٌا:
— على الرغم من أن الأمر قد يصبح صعبٌا للغاية، إلا إنني سوف أنفذ لكي كل ما تطلبنه
تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—هل ستتخلى عني بهذه السهولة؟!
تلألأت الدموع في عين ليث وعلق قائلٌا:
— كل ما أريده وأتمناه هو أن تكوني بخير حتى إن كانت سعادتك هذه في ابتعادك عني، سوف أتحمل ألم الفراق، وحينها سيكون عذائي الوحيد أنكٍ ستكونين بخير.
ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
_حسنًا ، لا بأس من بداية جديدة.
شعر ليث بسعادة غامرة وتحدث قائلٌا:
— فرحة، هل حقٌا ما تقولينه؟!
وعلقت فرحة قائلة:
—لست من الذين يعترفون بالهزيمة ، لدي اصرارًا كبيرًا على انجاح علاقتي بك.
ابتسم ليث وعلق قائلٌا:
—حبيبتي هذا أسعد يومٕ في حياتي، ما رأيك أن نذهب إلى القاهرة ونقضي هناك بعض الوقت أو كما يقال ونقضي هناك شهر عسل.
ابتسمت فرحة وأومأت برأسها بالموافقة، فحدثها ليث قائلٌا:
— حسنًا ،سوف أعود إلى المنزل وأحضر بعض الأغراض اللازمة للسفر، سوف أقوم بحجز تذاكر على أول طائرة متجهة إلى مطار القاهرة الدولي.
غادر ليث المشفى عائدًا إلى منزله.
منزل نصار الجوهري.
نظرت العمة سميرة إلى روح وحدثتها قائلة:
—روح، أعلم ما تمرين به، كل ما أريده منكِ هو الصبر، اصبري وسوف تجني ثمار هذا الصبر قريبًا أعدك بذلك.
ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—عمتي، هذا بالفعل ما أفعله؛ فلم يعد أمامي غيره.
نظرت العمة سميرة إلى روح وقد دفعها الفضول إلى سؤالها:
— ابنتي، سؤال يدور بداخلي أريدك أن تجيبي عليه.
نظرت روح إلى العمة سميرة وعلقت قائلة:
—عمتي، تستطيعي أن تسأليني ما شئتي.
ابتسمت العمة سميرة وقالت:
— روح، هل الحديث الذي تحدث به ليث حديثًا حقيقيًا؟ بمعنى ٱخر هل كانت تربطك أنتِ وسليم علاقة قبل زواجك ببدر رحمة الله عليه؟
أومأت روح برأسها وعلقت قائلة:
—أجل، ولكن اقسم لكِ إنها كانت علاقة لم يشوبها شيء، لقد نشأ بيننا حبًا طاهرٌا صادقًا.
نظرت العمة سميرة إلى روح وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
— إذا كان بينكم حبًا صادقًا، فما الذي تغير إذن؟!
تلألأت الدموع في عين روح وهي تتحدث وتقول:
—كانت ٱخر لحظة في حياة هذا الحب عندما غادر سليم لأداء الخدمة الوطنية، استيقظت بعدها على خبر وفاته، كانت لحظات صعبة وحزينة شعرت خلالها أنني فقدت كل شيء جميل في حياتي.
عشت أسوء لحظات حياتي، وبعد مرور شهرين طلب ليث ابن عمي يدي من أمي، وعلى الرغم من اصراري على الرفض إلا أن أمي اصرت على زواجي بابن عمي.
العمة سميرة تنصت باهتمام شديد، فتواصل روح حديثها وتقول:
—في ذلك الوقت إلتقيت مع بدر رحمة الله عليه فوق الربوة، لقد كان يذهب إلى هناك لمكانة هذا المكان لدى سليم ، لقد جمع بيننا الحزن و الأسى على فقيدنا لكنه لم يكن يعرف أي شيء عن علاقتي بأخيه سليم.
عندما علم بدر أن أمي تريد اجباري على الزواج بليث، اقترح علي أن يتزوجني بشكل صوري حتى لا يتم إجباري على شيء لا أريده، فتقدم لأمي لكنها رفضت في البداية، وعندما أخبرها برغبته أن يكتب لي نصف أملاكه كمهر وافقت على الفور،لقد كان بدر رجلًا يتحلى بأخلاق الفرسان.
انهمرت الدموع من عين العمة سميرة وعلقت قائلة:
_ ابنتي، هذا هو فقيدنا الغالي كان لا يعنيه المال في شيء بقدر أهمية العائلة لديه.
انهمرت الدموع من عين روح وتحدثت قائلة:
—عمتي، لقد اعتقد سليم أنني بعت نفسي نظير المال، وأنني خنت حبه.
ربتت العمة سميرة على كتف روح وحدثتها قائلة:
— لدي شعور كبير أن كل شيء سوف يصبح على ما يرام، فقط تحلي بالصبر.
منزل ليث الناجي.
دلف ليث إلى منزله، تطالعه علية في صمت تام، دلف إلى غرفته وأحضر حقيبة وضع بداخلها بعض الأغراض الخاصة به كما اصطحب معه الأشياء التي اشتراها لفرحة، التي لم تراها ولم تعلم عنها شيء.
أمسك ليث الحقيبة وخرج من الغرفة، نظرت إليه علية وحدثته قائلة:
—ليث، إلى أين؟!
نظر إليها ليث نظرت حادة مقتضبة يملؤها الغل ثم حدثها قائلٌا:
—إنني في عجلة من أمري، ولكن كل ما أقوله لكٍ أنني لن أجعل ما فعلتيه بزوجتي يمر هباءً أيتها الحقيرة.
نظرت إليه علية وقد امتلأت عيناها بالدموع وقالت:
_لقد أخبرتك من قبل أن تعيدها إلى منزل أهلها لكنك لم تستمع لي، ليث هل أحببتها ؟! كل ما أراه منك يدل على حبك الجارف لها.
تحدث ليث في غضب وقال:
—أجل أحببتها ، وبقدر حبي لها بقدر كرهي لكي ولأفعالك الحقيرة.
أنهى ليث حديثه ثم غادر منزله على الفور ، بينما وقفت علية تظر إليه حتي اختفى عن عيناها فتحدثت قائلة:
—ليث، لم ترى مني شيء بعد، إنني أدافع عن حبي ولكن بطريقتي الخاصة التي لن تتوقع ما الذي سأفعله بهذه الحقيرة.