الفصل الخامس عشر صفعة إفاقة
منزل نصار الجوهري.
أسدل الليل ظلامه على البلدة، وقفت روح في الشرفة تترقب لحظة وصول زوجها الذي بات يتأخر كل ليلة كأنه يتعمد عدم العودة إلى المنزل سوى عند النوم فقط.
علت الابتسامة وجهها عندما شاهدت سيارته تصل أمام المنزل، حدثت نفسها قائلة:
—لم أعد أشعر بأن لي روح إلا عندما تكون هنا بالمنزل، حتى وإن كنت تتجنب التحدث معي، لكن أنفاسك تشعرني بالحياة.
أسرعت روح بالتظاهر بالنوم بعد أن قامت بإعداد الطعام ووضعه على الطاوله المجاورة لفرشه.
دلف سليم إلى داخل الغرفة، نظر صوب سريرها فوجدها نائمة ووجد الطعام مازال يتصاعد منه البخار مما يدل على إنه قد تم إعداده ووضعه منذ لحظات، علم سليم أن روح ليست نائمة؛ إنما تتظاهر بالنوم.
دلف إلى المرحاض وقام بالإستحمام وتغير ملابسه ثم افترش فراشه وتظاهر بالنوم.
بعد قليل نهضت روح من فراشها، دنت منه متسللة، ثم نظرت إلى الطعام فوجدته كما هو لم ينقص منه شيئًا، شعرت بالضيق والإختناق، ذهبت إلى الشرفة وظلت واقفة ت
كعادتها تسترجع الذكريات الجميله.
لقد تذكر عندما كان يحضر لها سليم الحلوى، كانت تشعر أنها ملكة متربعة على عرش قلبه، أما الٱن فلم تعد سوى امرأة غير مرغوب بها حبيس جدران هذا المنزل.
فجأة استمعت لصراخ سليم وهو ينادي على بدر ويقول:
—بدر القطار قادم ، انقذ فرحة.
أسرعت إليه وقامت بإيقاذه، ثم حدثته قائلة:
—سليم هل عاودك ذاك الكابوس.
إلتقط سليم أنفاسه الملاحقة، ثم علق قائلٌا:
_كابوس مفزع.
نظرت إليه روح وحدثته قائلة:
— سليم هل يمكنك أن تقص علي ما رأيته؟
نظر سليم إليها وحدثها قائلٌا:
—ليس من شأنك، لا تقحمي نفسك في أي شيء يخصني.
نهض سليم وارتدى ملابسه ثم غادر المنزل.
وقفت روح في حيرة من أمرها تتسائل قائلة:
—ما هذا الذي يحدث؟! يراوده كابوسًا، ثم ينهض ويغادر المنزل، ترى إلى أين يذهب في هذا الوقت كل يوم؟!
في صباح اليوم التالي.
استيقظت روح في وقت متأخر كعادتها، ذهبت إلى العمة سميرة وحدثتها قائلة:
—عمتي، ما الذي يحدث مع سليم كل ليلة؟!
نظرت العمة سميرة باهتمام وتحدثت قائلة:
_ روح ما الذي تعنيه من ذلك؟!
قصت روح إلى العمة سميرة ما يحدث مع سليم كل ليلة، ثم تسائلت قائلة:
—لا أعرف إلى أين يذهب في هذا الوقت كل ليلة؟!
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—هذا الأمر بسيط للغاية، لقد إعتاد ابني أن يستيقظ لصلاة الفجر ويذهب إلى المسجد لأداءها.
ابتسمت روح وشعرت بسعادة بالغة ثم قالت:
— لم انتبه لهذا لقد شعرت بالقلق عليه، ولكن ماذا عن ذلك الكابوس الذي يراوده كل ليلة؟!
علقت العمة سميرة وقالت:
— هذا يحدث معه منذ أن تعرض لحادث القطار.
شعرت روح بالحزن والٱسى لما يعاني منه سليم، تمنت لو تستطيع مساعدته.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—روح، هذه فترة مؤقتة ومع مرور الأيام سوف تزول.
عاد سليم من عمله فوجد عمته في حالة لا يرثى لها.
دنا منها وحدثتها قائلٌا:
—عمتي، ماذا بكِ؟!
تحدثت العمة سميرة وقد بدى عليها القلق وقالت:
—بني، لقد ذهبت اليوم لأطمأن على فرحة، فلم أجدها في المنزل، وأخبرتني ضرتها أنها لا تعلم عنها شيء
تلألأت الدموع في عينيها، ثم نظرت إلى سليم وقالت:
—سليم، هل يمكن أن يكونوا قد فعلوا شيئًا لإبنتي؟ لا بد أن نقوم بإبلاغ الشرطة.
لقد حاولت الاتصال بها مرات عديدة ولكن دون فائدة، دائما ما أجد هاتفها غير متاح.
ابتسم سليم وعلق قائلٌا:
—عمتي، لا داعي للقلق إنني أتواصل معها بشكل يومي، لقد سافرت إلى القاهرة هي وزوجها لقضاء شهر العسل.
نظرت العمة سميرة وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—بني، هل حقًا ما تقوله؟!
ابتسم سليم وحدثها قائلٌا:
—لقد تطورت علاقتها بزوجها بشكل كبير اليوم حدثتني كثيرًا عن مدى سعادتها معه وأنه يفعل كل ما بإستطاعته لإسعادها.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
— هل يمكن أن يحدث هذا، سبحانك ربي ما أعظمك، يطلب ليث يد روح وتحاول والدتها إجبارها على الزواج منه.
عندما يعلم بدر يقرر أن يتزوجها بشكل صوري وعندما ترفض والدتها يخبرها أنه سوف يقدم لها نصف أملاكه كمهر لها ولأن الأم تفكر بشكل مادي وافقت على الفور، وحدث ما حدث، ثم يعاود ليث الكرة فتتزوجه فرحة، يا له من قدر لا يمكن أن تتوقع حدوثه.
نظر سليم إلى عمته وحدثتها قائلٌا:
—عمتي ،ما الذي تقولينه؟! هل استطاعت روح أن تكذب عليكي وتظهر أمامك في دور المجني عليها.
ابتسمت العمة سميرة وربتت على كتف سليم ثم قالت:
—بني، بعد أن وصلنا خبر وفاتك المزعوم، حزن بدر كثيرًا وظل حبيس غرفتك لا يغادرها، بعد ذلك قرر أن يتقرب من كل شيء كنت متعلق به فكان يذهب إلى الربوة وهناك قابل روح وتعاطف معها وقرر أن يساعدها.
انهمرت الدموع من عين سليم وتذكر اللحظة التي دلف فيها إلى ساحة المنزل ووجد أخيه غارقًا بدمائه.
نظر سليم إلى عمته وحدثها قائلٌا:
—عمتي، كلما ذهبت عيني في النوم، أرى القطاران وقد أوشكا على التصادم، تسقط فرحة بجوار قضبان القطار، فأصيح على بدر أن ينقذها لقربه منها، وبالفعل يبعدها بدر ولكنه يموت فداءً لها.
تلألأت الدموع في عين العمة وعلقت قائلة:
— بني، الفتاة التي تراها في حلمك ليست بفرحة، إنها روح، ولكن لغضبك الشديد من روح فإن عقلك الباطن يراها في صورة فرحة أختك.
شرد سليم قليلًا، ثم عاود النظر إلى عمته وقال:
— كل شيء جائز، لا أخفي عليكِ عمتي أشعر إنني مشوش، لا استطيع أن أنسى ما حدث أو أن أقنع نفسي أن هذه الفتاة بريئة.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—بني، دع قلبك يتصرف كما يريد لا تحاول كتمان ما تشعر به من مشاعر.
بعد مرور اسبوعين.
دلف سليم إلى غرفته نظر إلى فراش روح ليفقدها، لكنها ليست نائمة أو تتظاهر بالنوم كعادتها.
عقد حاجبيه وهمس قائلٌا:
—ترى أين ذهبت ؟! حتى الطعام الذي تصر كل ليلة
على إعداده، لم تقوم بإعداده الليلة!
أخذ سليم يبحث عن روح في انحاء الغرفة، بدأ القلق يتسلل إلى قلبه أن تكون قد ملت من المعاملة الجافة فغادرت المنزل عائدة إلى منزل والدها.
وقف سليم يفكر فيما حدث، نظر إلى حديقة المنزل، فإذا بروح تجلس في أحد جوانب الحديقة ذات الضوء الخافت، جلست تتناول فنجانًا من القهوة وقد بدى عليها الشرود والحزن.
حدث سليم نفسه قائلٌا:
—ترى، ما الذي يحدث معها؟! ربما يكون السبب في ذلك هو معاملتي الجافة لها.
حاول سليم أن يتجاهل ما تمر به روح، والاستسلام. للنوم لكن دون جدوى، لقد أصبح مشغول الذهن بها يريد أن يعلم السبب في بقاءها بمفردها في حديقة المنزل في هذا الوقت المتأخر والجو البارد.
اشتدت برودة الجو فاضطرت روح للصعود إلى غرفتها، نظرت إلى سليم الذي تظاهر بالنوم عندما شعر بها تفتح باب الغرفة.
افترشت الفراش وذهبت في نومٍ عميق.
نظر سليم إلى ساعته فوجد أن موعد صلاة الفجر قد اقترب، نهض من فراشه وتوضأ، ثم ذهب إلى المسجد.
وفي اليوم التالي، قرر سليم عدم الذهاب للعمل ليعرف ما الذي يحدث مع روح.
نظر إلى الخادمة رضا وحدثها قائلًا:
—رضا، إذهبي إلى الغرفة وتفقدي روح هل هي مستيقظة أم أنها لا زالت نائمة؟
بعد قليل عادت الخادمة رضا وأخبرته قائلة:
—سيدي، إن سيدتي روح ليست بغرفتها.
تعجب سليم وعلق قائلًا:
—هل بحثتي عنها في الغرفة بشكل دقيق؟!
حضرت العمة سميرة ومعها الخادمة نرجس، نظرت إلى سليم الذي بدى عليه القلق وحدثته
قائلة:
—بني، ما بك؟!
نظر سليم إلى عمته وعلق قائلًا:
—عمتي لقد غادرت روح المنزل، ولا أعلم إلى أين ذهبت.
وما إن سمعت الخادمة نرجس الحديث حاى أسرعت قائلة:
—سيدي، لقد رأيت السيدة روح تغادر المنزل في الصباح الباكر.
تعجب سليم وعلق قائلًا:
—عمتي، ألم تخبرك إلى أين ستذهب؟!
علقت العمة سميرة قالت:
—لقد غادرت المنزل منذ الصباح وذهبت إلى المقابر، ولم أرأها منذ ليلة أمس، لا داعي للقلق ربما تكون قد ذهبت لزيارة والدتها.
أومأ سليم برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا، ما إن تعود سوف نعرف أين كانت.
بعد قليل عادت روح إلى المنزل، وقف أمامها سليم وحدثها قائلًا:
—أين كنتِ؟ كيف تغادرين المنزل دون أن تخبري أحد بذلك.
نظرت روح وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—ما الذي جعلك تهتم وتسألني أين كنت؟!
دائماً ما تتعامل معي بمنتهي التجاهل، ما الذي حدث لتهتم بذهابي أو إيابي؟! منذ أن تزوجنا وأنت تعاملني كأنني قطعة كقطع الأثاث في غرفتك.
شعر سليم بالغضب وعلق قائلًا:
—لا أريد أن توجهي لي العديد من الأسئلة،
أين كنت؟
ابتسمت روح بسخرية وعلقت قائلة:
—ليس من شأنك؟
لم يشعر سليم بنفسه فوجه صفعة قوية على وجهها.
أسدل الليل ظلامه على البلدة، وقفت روح في الشرفة تترقب لحظة وصول زوجها الذي بات يتأخر كل ليلة كأنه يتعمد عدم العودة إلى المنزل سوى عند النوم فقط.
علت الابتسامة وجهها عندما شاهدت سيارته تصل أمام المنزل، حدثت نفسها قائلة:
—لم أعد أشعر بأن لي روح إلا عندما تكون هنا بالمنزل، حتى وإن كنت تتجنب التحدث معي، لكن أنفاسك تشعرني بالحياة.
أسرعت روح بالتظاهر بالنوم بعد أن قامت بإعداد الطعام ووضعه على الطاوله المجاورة لفرشه.
دلف سليم إلى داخل الغرفة، نظر صوب سريرها فوجدها نائمة ووجد الطعام مازال يتصاعد منه البخار مما يدل على إنه قد تم إعداده ووضعه منذ لحظات، علم سليم أن روح ليست نائمة؛ إنما تتظاهر بالنوم.
دلف إلى المرحاض وقام بالإستحمام وتغير ملابسه ثم افترش فراشه وتظاهر بالنوم.
بعد قليل نهضت روح من فراشها، دنت منه متسللة، ثم نظرت إلى الطعام فوجدته كما هو لم ينقص منه شيئًا، شعرت بالضيق والإختناق، ذهبت إلى الشرفة وظلت واقفة ت
كعادتها تسترجع الذكريات الجميله.
لقد تذكر عندما كان يحضر لها سليم الحلوى، كانت تشعر أنها ملكة متربعة على عرش قلبه، أما الٱن فلم تعد سوى امرأة غير مرغوب بها حبيس جدران هذا المنزل.
فجأة استمعت لصراخ سليم وهو ينادي على بدر ويقول:
—بدر القطار قادم ، انقذ فرحة.
أسرعت إليه وقامت بإيقاذه، ثم حدثته قائلة:
—سليم هل عاودك ذاك الكابوس.
إلتقط سليم أنفاسه الملاحقة، ثم علق قائلٌا:
_كابوس مفزع.
نظرت إليه روح وحدثته قائلة:
— سليم هل يمكنك أن تقص علي ما رأيته؟
نظر سليم إليها وحدثها قائلٌا:
—ليس من شأنك، لا تقحمي نفسك في أي شيء يخصني.
نهض سليم وارتدى ملابسه ثم غادر المنزل.
وقفت روح في حيرة من أمرها تتسائل قائلة:
—ما هذا الذي يحدث؟! يراوده كابوسًا، ثم ينهض ويغادر المنزل، ترى إلى أين يذهب في هذا الوقت كل يوم؟!
في صباح اليوم التالي.
استيقظت روح في وقت متأخر كعادتها، ذهبت إلى العمة سميرة وحدثتها قائلة:
—عمتي، ما الذي يحدث مع سليم كل ليلة؟!
نظرت العمة سميرة باهتمام وتحدثت قائلة:
_ روح ما الذي تعنيه من ذلك؟!
قصت روح إلى العمة سميرة ما يحدث مع سليم كل ليلة، ثم تسائلت قائلة:
—لا أعرف إلى أين يذهب في هذا الوقت كل ليلة؟!
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—هذا الأمر بسيط للغاية، لقد إعتاد ابني أن يستيقظ لصلاة الفجر ويذهب إلى المسجد لأداءها.
ابتسمت روح وشعرت بسعادة بالغة ثم قالت:
— لم انتبه لهذا لقد شعرت بالقلق عليه، ولكن ماذا عن ذلك الكابوس الذي يراوده كل ليلة؟!
علقت العمة سميرة وقالت:
— هذا يحدث معه منذ أن تعرض لحادث القطار.
شعرت روح بالحزن والٱسى لما يعاني منه سليم، تمنت لو تستطيع مساعدته.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—روح، هذه فترة مؤقتة ومع مرور الأيام سوف تزول.
عاد سليم من عمله فوجد عمته في حالة لا يرثى لها.
دنا منها وحدثتها قائلٌا:
—عمتي، ماذا بكِ؟!
تحدثت العمة سميرة وقد بدى عليها القلق وقالت:
—بني، لقد ذهبت اليوم لأطمأن على فرحة، فلم أجدها في المنزل، وأخبرتني ضرتها أنها لا تعلم عنها شيء
تلألأت الدموع في عينيها، ثم نظرت إلى سليم وقالت:
—سليم، هل يمكن أن يكونوا قد فعلوا شيئًا لإبنتي؟ لا بد أن نقوم بإبلاغ الشرطة.
لقد حاولت الاتصال بها مرات عديدة ولكن دون فائدة، دائما ما أجد هاتفها غير متاح.
ابتسم سليم وعلق قائلٌا:
—عمتي، لا داعي للقلق إنني أتواصل معها بشكل يومي، لقد سافرت إلى القاهرة هي وزوجها لقضاء شهر العسل.
نظرت العمة سميرة وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—بني، هل حقًا ما تقوله؟!
ابتسم سليم وحدثها قائلٌا:
—لقد تطورت علاقتها بزوجها بشكل كبير اليوم حدثتني كثيرًا عن مدى سعادتها معه وأنه يفعل كل ما بإستطاعته لإسعادها.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
— هل يمكن أن يحدث هذا، سبحانك ربي ما أعظمك، يطلب ليث يد روح وتحاول والدتها إجبارها على الزواج منه.
عندما يعلم بدر يقرر أن يتزوجها بشكل صوري وعندما ترفض والدتها يخبرها أنه سوف يقدم لها نصف أملاكه كمهر لها ولأن الأم تفكر بشكل مادي وافقت على الفور، وحدث ما حدث، ثم يعاود ليث الكرة فتتزوجه فرحة، يا له من قدر لا يمكن أن تتوقع حدوثه.
نظر سليم إلى عمته وحدثتها قائلٌا:
—عمتي ،ما الذي تقولينه؟! هل استطاعت روح أن تكذب عليكي وتظهر أمامك في دور المجني عليها.
ابتسمت العمة سميرة وربتت على كتف سليم ثم قالت:
—بني، بعد أن وصلنا خبر وفاتك المزعوم، حزن بدر كثيرًا وظل حبيس غرفتك لا يغادرها، بعد ذلك قرر أن يتقرب من كل شيء كنت متعلق به فكان يذهب إلى الربوة وهناك قابل روح وتعاطف معها وقرر أن يساعدها.
انهمرت الدموع من عين سليم وتذكر اللحظة التي دلف فيها إلى ساحة المنزل ووجد أخيه غارقًا بدمائه.
نظر سليم إلى عمته وحدثها قائلٌا:
—عمتي، كلما ذهبت عيني في النوم، أرى القطاران وقد أوشكا على التصادم، تسقط فرحة بجوار قضبان القطار، فأصيح على بدر أن ينقذها لقربه منها، وبالفعل يبعدها بدر ولكنه يموت فداءً لها.
تلألأت الدموع في عين العمة وعلقت قائلة:
— بني، الفتاة التي تراها في حلمك ليست بفرحة، إنها روح، ولكن لغضبك الشديد من روح فإن عقلك الباطن يراها في صورة فرحة أختك.
شرد سليم قليلًا، ثم عاود النظر إلى عمته وقال:
— كل شيء جائز، لا أخفي عليكِ عمتي أشعر إنني مشوش، لا استطيع أن أنسى ما حدث أو أن أقنع نفسي أن هذه الفتاة بريئة.
ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—بني، دع قلبك يتصرف كما يريد لا تحاول كتمان ما تشعر به من مشاعر.
بعد مرور اسبوعين.
دلف سليم إلى غرفته نظر إلى فراش روح ليفقدها، لكنها ليست نائمة أو تتظاهر بالنوم كعادتها.
عقد حاجبيه وهمس قائلٌا:
—ترى أين ذهبت ؟! حتى الطعام الذي تصر كل ليلة
على إعداده، لم تقوم بإعداده الليلة!
أخذ سليم يبحث عن روح في انحاء الغرفة، بدأ القلق يتسلل إلى قلبه أن تكون قد ملت من المعاملة الجافة فغادرت المنزل عائدة إلى منزل والدها.
وقف سليم يفكر فيما حدث، نظر إلى حديقة المنزل، فإذا بروح تجلس في أحد جوانب الحديقة ذات الضوء الخافت، جلست تتناول فنجانًا من القهوة وقد بدى عليها الشرود والحزن.
حدث سليم نفسه قائلٌا:
—ترى، ما الذي يحدث معها؟! ربما يكون السبب في ذلك هو معاملتي الجافة لها.
حاول سليم أن يتجاهل ما تمر به روح، والاستسلام. للنوم لكن دون جدوى، لقد أصبح مشغول الذهن بها يريد أن يعلم السبب في بقاءها بمفردها في حديقة المنزل في هذا الوقت المتأخر والجو البارد.
اشتدت برودة الجو فاضطرت روح للصعود إلى غرفتها، نظرت إلى سليم الذي تظاهر بالنوم عندما شعر بها تفتح باب الغرفة.
افترشت الفراش وذهبت في نومٍ عميق.
نظر سليم إلى ساعته فوجد أن موعد صلاة الفجر قد اقترب، نهض من فراشه وتوضأ، ثم ذهب إلى المسجد.
وفي اليوم التالي، قرر سليم عدم الذهاب للعمل ليعرف ما الذي يحدث مع روح.
نظر إلى الخادمة رضا وحدثها قائلًا:
—رضا، إذهبي إلى الغرفة وتفقدي روح هل هي مستيقظة أم أنها لا زالت نائمة؟
بعد قليل عادت الخادمة رضا وأخبرته قائلة:
—سيدي، إن سيدتي روح ليست بغرفتها.
تعجب سليم وعلق قائلًا:
—هل بحثتي عنها في الغرفة بشكل دقيق؟!
حضرت العمة سميرة ومعها الخادمة نرجس، نظرت إلى سليم الذي بدى عليه القلق وحدثته
قائلة:
—بني، ما بك؟!
نظر سليم إلى عمته وعلق قائلًا:
—عمتي لقد غادرت روح المنزل، ولا أعلم إلى أين ذهبت.
وما إن سمعت الخادمة نرجس الحديث حاى أسرعت قائلة:
—سيدي، لقد رأيت السيدة روح تغادر المنزل في الصباح الباكر.
تعجب سليم وعلق قائلًا:
—عمتي، ألم تخبرك إلى أين ستذهب؟!
علقت العمة سميرة قالت:
—لقد غادرت المنزل منذ الصباح وذهبت إلى المقابر، ولم أرأها منذ ليلة أمس، لا داعي للقلق ربما تكون قد ذهبت لزيارة والدتها.
أومأ سليم برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا، ما إن تعود سوف نعرف أين كانت.
بعد قليل عادت روح إلى المنزل، وقف أمامها سليم وحدثها قائلًا:
—أين كنتِ؟ كيف تغادرين المنزل دون أن تخبري أحد بذلك.
نظرت روح وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—ما الذي جعلك تهتم وتسألني أين كنت؟!
دائماً ما تتعامل معي بمنتهي التجاهل، ما الذي حدث لتهتم بذهابي أو إيابي؟! منذ أن تزوجنا وأنت تعاملني كأنني قطعة كقطع الأثاث في غرفتك.
شعر سليم بالغضب وعلق قائلًا:
—لا أريد أن توجهي لي العديد من الأسئلة،
أين كنت؟
ابتسمت روح بسخرية وعلقت قائلة:
—ليس من شأنك؟
لم يشعر سليم بنفسه فوجه صفعة قوية على وجهها.