الفصل الثاني والعشرون قرد متحكم
جاءت "ميرنا" في الصباح الباكر، بيدها "أحمد" من أجل مقابلة "أدهم"، وعند رؤيته قالت:
- أدهم لقد وجدت لك سكرتيرًا ممتاز.
ظل ينظر إليه "أدهم" باستهزاء من تصرفاتها الطفولية يسألها بغضب يهيم على وجهه:
- ميرنا ماذا تفعلين؟
ضحكت بخبث واجابت:
- هل يستطيع سمير أن يكون السكرتير، وأظل بجوار الطفلة؟
ملحوظة.
"سمير" هو اللقب المزيف الذي ابتكرته "ميرنا" من أجل حماية سرية "أحمد".
غضب "أدهم" بشدة، وحدق في "أحمد" بغضب، وصاح بصوت مرتفع:
- أخرج من منزل حالياً.
فزعت "ميرنا" من غضبه العارم وقالت:
- توقف يا أدهم أهدى، هذا صديق أثق به جداً.
- لماذا جلبتِ صديقك الذي تثقِ به إلى منزلي؟
- في الحقيقة لقد أحضرته من أجل البقاء بجوار ميرو وحماية، ولكني أردت التجربة مرة واحدة.
- لماذا؟
- لأنك من الممكن أن تغير رأيك.
حينها شعر "أحمد" أن غضب "أدهم" من هذه المزحة مبالغ به، وكانت نظراته إلى "ميرنا" غريبة، لذا شعر بالغيرة عليها من هذا الرجل الوسيم تلك الغيرة التي كانت واضحة على وجهه.
توقف "أدهم" عن الصياح، وقال:
- لقد أخبرتك إن ميرو بأمان، لدى شخص محترف يحميها جيداً.
أشار "أدهم" إليها بمعنى أنه يرفض وجوده، ولكنها أخبرته:
- هذا الشخص الوحيد الذي أثق به لوضعه بجوار ميرو خلال هذه الأيام.
- ولكني لا أثق به.
- منى كانت تثق به، وكانت رفيقته في العمل.
عندما ذكرت اسم زوجته اقترب من "أحمد"، وظل يفحصه بعينيه، ثم تنهد وقال:
- سوف أفعل ما تريدين حتى يشعر قلبك بالطمأنينة.
شعرت "ميرنا" بالسعادة، وضحكت بخفة وقالت:
- هذا جيد منذ الآن لم أقلق على حماية الطفلة سوف أتركها لك يا صديقي.
حين تحدثت هكذا شعر "أحمد" بسعادة غامرة لعودة ثقتها به مرة أخرى، وأمسكها من يديها وقال:
- ميرنا لا تقلقي سوف أهتم بها باحترافية، وأفديها بحياتي إذا لزم الأمر.
- أتمنى بأن لا يحدث أمر سيء.
وجدا "أدهم" أن علاقتهم قريبة جداً، وذلك الأمر جعله يشعر بالغيرة، ولكنه عندما أكتشف ذلك صعق وشعر بالاحراج من أفكاره المبتذلة.
أقترب "أدهم" من "أحمد" بكل كبرياء وشموخ، ومد يده بالسلام يخبره:
- اسمي أدهم وأتمنى أن تعتني بابنتي جيداً.
أبتسم "أحمد" بخبث، وأمسك بيده، وضغط عليها بقوة يختبر درجة تحمله يخبر نفسه، وهو يحدق في عين غريمه:
- لما أفعل ذلك؟ هل هو من أجل ميرنا لأني شعرت بالغيرة، أما من أجل الطفلة ميرنا ومنى!
بعد الضغط على يده لفترة فعل "أحمد" نفس الشيء، وضغط بقوة أكبر على يد "أدهم"، واستمر هذا الوضع حتى استسلم "أحمد" عندما سمع صوت "ميرنا" تخبره:
- سمير توقف الآن؟
ألمه يده بشدة، ولكنه ضحك وقال:
- تشرفت بمعرفتك سيدي اسمي سمير وجدي.
- تشرفت بمعرفتك.
كانت نظرات الغيرة والحقد تتطاير بين الاثنان خوف من فقدان "ميرنا" للآخر؛ وكانت "ميرنا" تنظر إلى الاثنان تراقب تصرفاتهم الغريبة دون فهم.
اقتربت "ميرنا" من "أدهم" تسأله:
- ماذا سأفعل الآن؟
- نذهب إلى الشركة.
قطع انتبهم صوت نزول "ميرو" على الدرج، وهي في غاية السعادة عند رؤيتها جليستها تصيح بأعلى صوت:
- ميرنا أنتِ هنا؟
- نعم، ولكن لا تسرعي يا ميرو حتى لا تقعين أهبطِ بهدوء.
كانت الطفلة تسرع في النزول لأجل الذهاب إلى جليستها التي فرحت برؤيتها، وعندما اقتربت منها قامت باحتضانها تسألها:
- أين كنتِ طول هذه الفترة لقد انتظرتك كثيراً؟
- إني أسفة يا ميرو على هذا التقصير.
- لقد كنت أشعر بالممل، ولم أجد شيء أفعله أو أحد أجرب عليه مقالبي الجديدة.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- هل اشتقتِ لي من أجل هذا فقط!
شعرت الطفلة بالاحراج، وردت بصوت منخفض:
- ليس الأمر كذلك.
كانت بالفعل الطفلة وقعت في حب جليستها، وأرادتها أن تمضية معها معظم وقتها.
كانت "ميرو" تصطنع المقالب والمشاكسات من أجل قضاء أكبر وقت ممكن مع جليستها التي أصبحت أقرب إليها من والدها.
فجأة قاطع "أدهم" هذه المشاعر الجياشة بقوله:
- منذ الأن الأخ سمير سوف يكون جليسك الجديد.
فزعت الطفلة تسأل والدها بغضب:
- ماذا تقول؟
- كما سمعتِ.
- هل تطرد ميرنا؟
- لا سوف تعمل لدي في الشركة.
- لماذا تسرقها مني أنها ملكي؟
- ميرنا ليست لعبة لديك أنها إنسانة.
- لا أريد هذا الرجل أريد ميرنا فقط.
- لقد اتخذت قراري، وهذا أمر نهائي حاولي التعامل معه والتعود عليه منذ الآن.
عندما لم تجد الطفلة فائدة من تغيير قرار والدها صاحت به بغضب، وقالت بصوت مرتفع:
- أنت شخص أناني أكرهك.
اقتربت "ميرنا" من الطفلة بهدوء، وأخبرتها:
- ميرو أنه شخص جيد هل يمكنك تحمله لمدة شهر من أجلي؟
- لا أعلم.
- ميرو أرجوك من أجل صداقتنا أفعلِ ذلك؟
- حسناً سوف أحاول من أجلك فقط.
- ولكن ميرو لا تقتله فأنه صديقي الوحيد فلا أريد خسارته، أريده حياً.
- لا تقلقي لم أقتله سوف أعذبه فقط.
غضب "أحمد" بشدة من تصرفات ابنة صديقته "منى" المتمردة، لأنه وجدها مختلفة تماما في الشخصية مع والدتها.
كانت منى التي تعرف عليها فتاة ترمز إلى الاحترام، والحب، والإخلاص، والمودة، وشعر بالأسف عليها لأن موت والدتها السبب في تكوين شخصيتها الحالية.
اقتربت "ميرنا" من صديقها "أحمد" تخبره بصوت منخفض:
- انتبه جيداً لقد وضعتك الطفلة في قائمتها السوداء.
سألها بصوت منخفض:
- ماذا تقصدين بهذا؟
- سوف تعلم لاحقاً.
تنهدت "ميرنا" تتحدث بصوت منخفض:
- أعتذر منك لقد بدأت معاناتك يا صديقي.
لأنها كانت تعلم أن الطفلة لم تستسلم إلى قرار والدها بسهولة، وهذا الأمر أسعدها كثيراً لأنها قريباً سوف تعود إلى جانب الطفلة، لأن لن يستطع أحد التعامل مع طباعها الحادة غيرها.
التفت "أدهم" إلى "ميرنا" وقال:
- هيا بنا نذهب إلى المكتب.
- أمرك سيدي.
ذهب الاثنان إلى العمل، وترك "أحمد" بمفردة مع الطفلة في المنزل، وكانت هذه المرة الأولى التي يشعر بالخوف بسبب تنبيه "ميرنا" له.
وظل يضحك على نفسه بسبب هذا الخوف قالاً:
- هل أشعر بالخوف من طفلة؟ لقد ذهبت إلى مهمات خطيرة كثيرة، ماذا تستطع هذه الطفلة الصغيرة فعله.
ثبت مكانه ينتظر نزول الطفلة من غرفتها حتى يوصلها إلى المدرسة، وكانت "ميرو" تبكي داخل غرفتها بحرقة بسبب فقدانها صديقتها الجديدة.
كانت الطفلة بسبب تصرفاتها المشاغبة فقدت كل أصدقائها في المدرسة، ولم يعد لديها صديقة واحدة، وكانت "ميرنا" أول صديقة تحصل عليها بعد موت والدتها.
عند انتهائها من البكاء أخذت مسدسها الخرز، ونزلت وهي تضمر بداخلها السوء إلى "أحمد".
عندما وجدها تخفي شيئاً خلف ظهرها استوعب الأمر، وشعر بوجود هجوم قريباً.
لذا ظل يراقب تحركاتها عن كثب، وعندما أظهرت يديها ولمح المسدس، تحرك بسرعة وسحب غطاء طاولة الطعام بطريقة أحترافية، وبدأ في تخطي الطلقات الخرز، وحماية نفسه ببراعة.
ضحك وقال بصوت مرتفع حتى تسمعه الطفلة:
- هل هذا كل ما لديك!
- ماذا تظن؟
- إذن سوف انتظر أفضل ما لديكِ.
- أنتِ تتمنى ذلك سوف أقضي عليك.
عندما انتهت الطلقات الخرز من المسدس البلاستيك خرج "أحمد" بكل ثقة وسعادة يسألها:
- لقد انتهى الأمر، هل نستطيع الذهاب إلى المدرسة الآن؟
لاحظت الطفلة أن "أحمد" يتحرك ويتصرف مثل "ميرنا"، ورغم أنها طفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام فقط، ولكنها كانت ذكية جداً لاستيعابها هذه الأمور.
عندما وجدته يظهر على وجهه ملامح النصر شعرت بالغضب، وأرادت كسر هذا الإحساس، لذا رفعت المسدس وبكل قوتها ألقته على وجهه الجميل.
نجحت الطفلة في أصابت "أحمد" بوجهه الوسيم، وعندها شعرت بسعادة غامرة.
عندما لاحظ "أحمد" هذه السعادة استسلم للأمر واعلان خسارة، لأنه لا يريد من هذا الوجه البريء الجميل أن يشعر بالتعاسة أبداً.
- أدهم لقد وجدت لك سكرتيرًا ممتاز.
ظل ينظر إليه "أدهم" باستهزاء من تصرفاتها الطفولية يسألها بغضب يهيم على وجهه:
- ميرنا ماذا تفعلين؟
ضحكت بخبث واجابت:
- هل يستطيع سمير أن يكون السكرتير، وأظل بجوار الطفلة؟
ملحوظة.
"سمير" هو اللقب المزيف الذي ابتكرته "ميرنا" من أجل حماية سرية "أحمد".
غضب "أدهم" بشدة، وحدق في "أحمد" بغضب، وصاح بصوت مرتفع:
- أخرج من منزل حالياً.
فزعت "ميرنا" من غضبه العارم وقالت:
- توقف يا أدهم أهدى، هذا صديق أثق به جداً.
- لماذا جلبتِ صديقك الذي تثقِ به إلى منزلي؟
- في الحقيقة لقد أحضرته من أجل البقاء بجوار ميرو وحماية، ولكني أردت التجربة مرة واحدة.
- لماذا؟
- لأنك من الممكن أن تغير رأيك.
حينها شعر "أحمد" أن غضب "أدهم" من هذه المزحة مبالغ به، وكانت نظراته إلى "ميرنا" غريبة، لذا شعر بالغيرة عليها من هذا الرجل الوسيم تلك الغيرة التي كانت واضحة على وجهه.
توقف "أدهم" عن الصياح، وقال:
- لقد أخبرتك إن ميرو بأمان، لدى شخص محترف يحميها جيداً.
أشار "أدهم" إليها بمعنى أنه يرفض وجوده، ولكنها أخبرته:
- هذا الشخص الوحيد الذي أثق به لوضعه بجوار ميرو خلال هذه الأيام.
- ولكني لا أثق به.
- منى كانت تثق به، وكانت رفيقته في العمل.
عندما ذكرت اسم زوجته اقترب من "أحمد"، وظل يفحصه بعينيه، ثم تنهد وقال:
- سوف أفعل ما تريدين حتى يشعر قلبك بالطمأنينة.
شعرت "ميرنا" بالسعادة، وضحكت بخفة وقالت:
- هذا جيد منذ الآن لم أقلق على حماية الطفلة سوف أتركها لك يا صديقي.
حين تحدثت هكذا شعر "أحمد" بسعادة غامرة لعودة ثقتها به مرة أخرى، وأمسكها من يديها وقال:
- ميرنا لا تقلقي سوف أهتم بها باحترافية، وأفديها بحياتي إذا لزم الأمر.
- أتمنى بأن لا يحدث أمر سيء.
وجدا "أدهم" أن علاقتهم قريبة جداً، وذلك الأمر جعله يشعر بالغيرة، ولكنه عندما أكتشف ذلك صعق وشعر بالاحراج من أفكاره المبتذلة.
أقترب "أدهم" من "أحمد" بكل كبرياء وشموخ، ومد يده بالسلام يخبره:
- اسمي أدهم وأتمنى أن تعتني بابنتي جيداً.
أبتسم "أحمد" بخبث، وأمسك بيده، وضغط عليها بقوة يختبر درجة تحمله يخبر نفسه، وهو يحدق في عين غريمه:
- لما أفعل ذلك؟ هل هو من أجل ميرنا لأني شعرت بالغيرة، أما من أجل الطفلة ميرنا ومنى!
بعد الضغط على يده لفترة فعل "أحمد" نفس الشيء، وضغط بقوة أكبر على يد "أدهم"، واستمر هذا الوضع حتى استسلم "أحمد" عندما سمع صوت "ميرنا" تخبره:
- سمير توقف الآن؟
ألمه يده بشدة، ولكنه ضحك وقال:
- تشرفت بمعرفتك سيدي اسمي سمير وجدي.
- تشرفت بمعرفتك.
كانت نظرات الغيرة والحقد تتطاير بين الاثنان خوف من فقدان "ميرنا" للآخر؛ وكانت "ميرنا" تنظر إلى الاثنان تراقب تصرفاتهم الغريبة دون فهم.
اقتربت "ميرنا" من "أدهم" تسأله:
- ماذا سأفعل الآن؟
- نذهب إلى الشركة.
قطع انتبهم صوت نزول "ميرو" على الدرج، وهي في غاية السعادة عند رؤيتها جليستها تصيح بأعلى صوت:
- ميرنا أنتِ هنا؟
- نعم، ولكن لا تسرعي يا ميرو حتى لا تقعين أهبطِ بهدوء.
كانت الطفلة تسرع في النزول لأجل الذهاب إلى جليستها التي فرحت برؤيتها، وعندما اقتربت منها قامت باحتضانها تسألها:
- أين كنتِ طول هذه الفترة لقد انتظرتك كثيراً؟
- إني أسفة يا ميرو على هذا التقصير.
- لقد كنت أشعر بالممل، ولم أجد شيء أفعله أو أحد أجرب عليه مقالبي الجديدة.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- هل اشتقتِ لي من أجل هذا فقط!
شعرت الطفلة بالاحراج، وردت بصوت منخفض:
- ليس الأمر كذلك.
كانت بالفعل الطفلة وقعت في حب جليستها، وأرادتها أن تمضية معها معظم وقتها.
كانت "ميرو" تصطنع المقالب والمشاكسات من أجل قضاء أكبر وقت ممكن مع جليستها التي أصبحت أقرب إليها من والدها.
فجأة قاطع "أدهم" هذه المشاعر الجياشة بقوله:
- منذ الأن الأخ سمير سوف يكون جليسك الجديد.
فزعت الطفلة تسأل والدها بغضب:
- ماذا تقول؟
- كما سمعتِ.
- هل تطرد ميرنا؟
- لا سوف تعمل لدي في الشركة.
- لماذا تسرقها مني أنها ملكي؟
- ميرنا ليست لعبة لديك أنها إنسانة.
- لا أريد هذا الرجل أريد ميرنا فقط.
- لقد اتخذت قراري، وهذا أمر نهائي حاولي التعامل معه والتعود عليه منذ الآن.
عندما لم تجد الطفلة فائدة من تغيير قرار والدها صاحت به بغضب، وقالت بصوت مرتفع:
- أنت شخص أناني أكرهك.
اقتربت "ميرنا" من الطفلة بهدوء، وأخبرتها:
- ميرو أنه شخص جيد هل يمكنك تحمله لمدة شهر من أجلي؟
- لا أعلم.
- ميرو أرجوك من أجل صداقتنا أفعلِ ذلك؟
- حسناً سوف أحاول من أجلك فقط.
- ولكن ميرو لا تقتله فأنه صديقي الوحيد فلا أريد خسارته، أريده حياً.
- لا تقلقي لم أقتله سوف أعذبه فقط.
غضب "أحمد" بشدة من تصرفات ابنة صديقته "منى" المتمردة، لأنه وجدها مختلفة تماما في الشخصية مع والدتها.
كانت منى التي تعرف عليها فتاة ترمز إلى الاحترام، والحب، والإخلاص، والمودة، وشعر بالأسف عليها لأن موت والدتها السبب في تكوين شخصيتها الحالية.
اقتربت "ميرنا" من صديقها "أحمد" تخبره بصوت منخفض:
- انتبه جيداً لقد وضعتك الطفلة في قائمتها السوداء.
سألها بصوت منخفض:
- ماذا تقصدين بهذا؟
- سوف تعلم لاحقاً.
تنهدت "ميرنا" تتحدث بصوت منخفض:
- أعتذر منك لقد بدأت معاناتك يا صديقي.
لأنها كانت تعلم أن الطفلة لم تستسلم إلى قرار والدها بسهولة، وهذا الأمر أسعدها كثيراً لأنها قريباً سوف تعود إلى جانب الطفلة، لأن لن يستطع أحد التعامل مع طباعها الحادة غيرها.
التفت "أدهم" إلى "ميرنا" وقال:
- هيا بنا نذهب إلى المكتب.
- أمرك سيدي.
ذهب الاثنان إلى العمل، وترك "أحمد" بمفردة مع الطفلة في المنزل، وكانت هذه المرة الأولى التي يشعر بالخوف بسبب تنبيه "ميرنا" له.
وظل يضحك على نفسه بسبب هذا الخوف قالاً:
- هل أشعر بالخوف من طفلة؟ لقد ذهبت إلى مهمات خطيرة كثيرة، ماذا تستطع هذه الطفلة الصغيرة فعله.
ثبت مكانه ينتظر نزول الطفلة من غرفتها حتى يوصلها إلى المدرسة، وكانت "ميرو" تبكي داخل غرفتها بحرقة بسبب فقدانها صديقتها الجديدة.
كانت الطفلة بسبب تصرفاتها المشاغبة فقدت كل أصدقائها في المدرسة، ولم يعد لديها صديقة واحدة، وكانت "ميرنا" أول صديقة تحصل عليها بعد موت والدتها.
عند انتهائها من البكاء أخذت مسدسها الخرز، ونزلت وهي تضمر بداخلها السوء إلى "أحمد".
عندما وجدها تخفي شيئاً خلف ظهرها استوعب الأمر، وشعر بوجود هجوم قريباً.
لذا ظل يراقب تحركاتها عن كثب، وعندما أظهرت يديها ولمح المسدس، تحرك بسرعة وسحب غطاء طاولة الطعام بطريقة أحترافية، وبدأ في تخطي الطلقات الخرز، وحماية نفسه ببراعة.
ضحك وقال بصوت مرتفع حتى تسمعه الطفلة:
- هل هذا كل ما لديك!
- ماذا تظن؟
- إذن سوف انتظر أفضل ما لديكِ.
- أنتِ تتمنى ذلك سوف أقضي عليك.
عندما انتهت الطلقات الخرز من المسدس البلاستيك خرج "أحمد" بكل ثقة وسعادة يسألها:
- لقد انتهى الأمر، هل نستطيع الذهاب إلى المدرسة الآن؟
لاحظت الطفلة أن "أحمد" يتحرك ويتصرف مثل "ميرنا"، ورغم أنها طفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام فقط، ولكنها كانت ذكية جداً لاستيعابها هذه الأمور.
عندما وجدته يظهر على وجهه ملامح النصر شعرت بالغضب، وأرادت كسر هذا الإحساس، لذا رفعت المسدس وبكل قوتها ألقته على وجهه الجميل.
نجحت الطفلة في أصابت "أحمد" بوجهه الوسيم، وعندها شعرت بسعادة غامرة.
عندما لاحظ "أحمد" هذه السعادة استسلم للأمر واعلان خسارة، لأنه لا يريد من هذا الوجه البريء الجميل أن يشعر بالتعاسة أبداً.