الفصل الثالث والعشرون أسرار خافية
ذهبت "ميرنا" إلى الشركة من أجل العمل مع رئيسها الجديد، وعند وصولهم إلى مكتبه أخبرها:
- ميرنا هل لديكِ ملابس أخرى؟
- ماذا تقصد؟
- هذا الأسلوب لا يصلح للعمل.
- لم أفهم عما تتحدث؟
- أسلوبك في اختيار الملابس.
صدمت "ميرنا" لأنها تزينت جيداً من أجل عملها الجديد، ولكنها تعرضت للنقد في ذوقها واختيارها للملابس من أول يوم.
غضبت بشدة لأنها كانت في الماضي تعشق التصميم والألوان، وكانت تعتقد أنها ستصبح مصممة أزياء عالمية.
ولكن من منعها من تحقيق هذا الحلم كانت صديقتها "منى" التي لم تعترف بموهبتها، وتراها مضيعة للوقت والمال.
والأن شخص أخر يقلل من ذوقها الشخص، ويعتقد أنها مهملة، وهذا أشعرها باليأس والإحباط.
عندما لمح "أدهم" ملامح التهجم واضح على وجهها سألها بفضول:
- لماذا تغيرت وجهك؟هل أنتِ غاضبة!
- لماذا ملابسي لا تصلح؟ هل تعلم ما ثمنها!
- ليس المال هو ما يصنع الذوق الجيد.
- أن ملابس ذات جودة عالية، أنها ماركة مشهورة!
حينها تذكر "أدهم" حديث زوجته عن صديقتها المقربة التي تعتقد أن لديها أفضل ذوق في اختيار الملابس، وكانت تريد أن تصبح مصممة أزياء، وهي لا تمتلك ذوق جيد في اختيار الألوان.
حينها ضحك من دون سبب فسألته "ميرنا" بفضول شديد:
- لماذا تضحك؟
- لقد تذكرت موقف مضحك.
دخلت السكرتيرة تحمل بين يديها ملفات، وضعتها على مكتبه الرئيس تنتظر إشرافه عليه ومراجعتها حتى تسليمها إلى قسم المحاسبة.
جلس"أدهم" على مكتبه يراجع أمور عمله اليومية، وعندما بدأ في مباشرة عمله جلست "ميرنا" أمامه تنتظر أن ينتهي من أعماله، ويخبرها عن عملها الجديد.
بعد انتهائه من مراجعة الملفات، خرجت السكرتيرة بالمستندات المختومة، حينها بدأ "أدهم" يسألها:
- ميرنا هل تعلمين شيء عن المحاسبة؟
- أدهم أنا خريجة أدارة أعمال.
- ميرنا ليس كل خرجين أدارة أعمال يتقون العمل المحاسبي.
- أظنك محق في ذلك، ولكن لا تقلق فأني أتقن المحاسبة جيداً.
- هذا جيد، ولكن هناك بعض الأشياء التي يجب تدريبك عليها أولاً.
ظلت تسمع حديثه وشرح على وظيفتها الجديدة حتى ملت، وعندما وجدها في مثل هذه الحالة سألها:
- ميرنا ما بك؟
- لا شيء.
- كيف وأنتِ فاقدة التركيز؟
تنهدت "ميرنا" وقالت:
- أدهم في الحقيقة لا أريد أن أعمل في الشركة.
- هل من فضلك أن تتراجع عن قرارك؟
- للاسف لا أستطيع ذلك.
- حسناً ما رأيك أن تجعلني حارستك الشخصية؟
ترك "أدهم" المستندات التي أمامه، وقال بعزم حاد:
- هذه الوظيفة الوحيدة التي احتاجك بها.
- لماذا أنت عنيد، أنت فعلا تشبها كثيراً.
- أشبه من؟
- منى كانت عنيدة مثلك.
- بالطبع لا متى كانت أكثر عناداً.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- نعم هذا حقيقي أنها كانت عنيدة إلى درجة الجنون.
تراجع "أدهم" للخلف بظهره يستند على ظهر الكرسي يسألها:
- ميرنا هل تستطيعي أخباري عن كيف تعارفتِ على زوجتي؟
- كنت فتاة جامحة أثناء المدرسة، ومنى التي حولتني إلى سيدة لطيفة.
- بالتأكيد أنتِ تمزحين منى التي أعرفها كانت فتاة متهورة جداً.
- نعم هذا صحيح، ولكنها فعلياً من قامت بتربتي وأصلحت شخصيتي السيئة.
- هذا غريب!
- هل تعلم أن منى من جعلتني أحب تصميم الأزياء، ولكنها صارحتني متأخر بالحقيقة.
- ماذا أخبرتك؟
- قالت أني فاشلة ولا أصلح كمصممة أزياء، وأخذتني وجعلتني أضم لهذا العمل إجباراً دون أخذ موافقتي أو حتى اعطائي فرصة من أجل التفكير.
ضحك "أدهم" وقال:
- جعلتني أتذكر عندما قابلتها أول مرة.
- كيف حدث هذا؟
- تعرفنا بالصدفة في أحد المحاضرات، وكان دكتور المادة بدأ هذا اليوم مبكراً، وعندما حاولت منى الدخول منعها دكتور المادة بسبب التأخير.
- هل تعاركت مع دكتور الجامعة؟
- نعم وشرحت لمدة ساعة كم هو شخص مهمل ويعتبر قدوة سيئة.
- هذه منى التى أعرفها.
- ومنذ هذه اللحظة ووقعت في حبها.
- هل أنت من صارحها بحبها؟
- بالطبع لا كنت شاب خجول.
- إذن كيف أرتبط بها؟
- كانت تطاردني في كل مكان بالجامعة حتى أوقعت بي.
- تذكرتك الآن هل أنت الشاب الذي كان الجميع يتحدث عنه بسبب مطاردتها منى له؟
- نعم أنه أنا، بسببها كنت مشهور في الجامعة.
- كيف لم نتقابل حينها أبداً؟
- هذا جيد لكِ.
- لماذا؟
- لأنه أذ تعارفنا وقتها كانت الصديقات تحولوا إلى أعداء من أجل شاب.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- هذا مستحيل.
نظر "أدهم" إلى ساعته وأخبرها:
- ما زال هناك ساعتين قبل الاجتماع القادم، لنذهب إلى مكان ما؟
- إلى أين تريد الذهاب الآن؟
- ستعلمين حين نصل.
سحبها "أدهم" من ذراعها، وأخرجها من الشركة، وأجبرها في دخول السيارة، وقام بقيادتها عندها سألته "ميرنا" بخوف:
- هل أنت من سيقود السيارة.
- نعم لماذا!
- هل نسيت أخر مرة قمت بقيادة السيارة ماذا حدث؟
- ميرنا ما حدث لا يخص قيادتي؟
- فعلاً، ولكني عندما أراك تقود أشعر بالرعب.
ضحك "أدهم" وقالت:
- ميرنا أنتِ تمزحين؟
- ثق بي فأنا لم أمزح أبداً.
قاد "أدهم" السيارة، وذهب إلى مول للملابس النسائية، وأخذها إلى محل بيع البدل النسائية وأخبرها:
- قومي باختيار كل ما يعجبك.
- لماذا؟
- هذه الأزياء لا تصلح لعمل موظفة.
- ماذا أن رفضت ذلك؟
- سوف أجبرك.
ذهب "أدهم" وأختار بضعت بدل وأخبر الفتاة العاملة:
- خذي كل ما قمت باختياره.
وأشرت إلى "ميرنا، وقال:
- وأجبريها على أرتده.
- حسنا سيدي.
أخذت العاملة الملابس، وطلبت من "ميرنا" باحترام أن ترافقها إلى الداخل، شعرت بالإحراج وذهبت مع العاملة.
بدأت ميرنا في أرتد البدل والذهاب إلى أدهم للإخذ برأيه.
رغم أن "ميرنا" جميلة جداً، ولكنها كانت تتعامل بخشونة وذات مظهر رجالي، لذا لم تليق بها البدل، وكانت تشبه الحارس الشخصي في كل بدله قامت بقياسها.
عندما نفد صبره أخذها إلى مصمم بدل محترم ومشهور في عمل وأخبره:
- أرجوك منك تحويل هذه المرأة إلى أنثى.
- أمرك سيدي.
غضبت "ميرنا" وصاحت به تسأله:
- أدهم هل أنت لم تراني كأنثى؟
شعر "أدهم" بالحرج ولم يجاوبها، عندها أنقذه المصمم قال:
- كم بدله تريد سيدي؟
- أصنع ثلاث قطع بألوان مختلة.
- هل تريد الألوان فاتحه أما غامقة؟
نظر إلى "ميرنا" يسألها:
- ميرنا هل تحبين الألوان الفاتحة أما الغامقة؟
- بالتأكيد الغامقة.
التفت إلى المصمم وقال:
- ألوان فاتح.
صاحت به "ميرنا" تخبره:
- ماذا تفعل لقد أخبرتك أريدها غامقة؟
- ولكني أحب الفاتحة، وسوف تناسبك أكثر.
- ولكني لا أحب الألوان الفاتحة.
- سوف تحبينها.
- لم أحبها.
- ميرنا هل نسيت أني من سيدفع المال؟!
عندما ذكر "أدهم" المال توقفت عن التنافس معه على اختيار الألوان.
مر الوقت وعادوا إلى المكتب لحضور الاجتماع، وكان أول اجتماع تحضره "ميرنا" داخل الشركة.
بعد مرور ثلاث أشهر استطاعت "ميرنا" فهم كل العمل، وقامت بإتقان العمل بذكاء، وأصبحت تلازم "أدهم" في كل مكان وكل اجتماع، ومع مرور الوقت أصبح الاثنان أقرب، ونمأ بينهما مشاعر حب وصداقة.
كانت "ميرنا" خلال هذه الشهور الثلاثة تسأله دائم:
- أدهم لماذا جلبتني للعمل لديك؟
كان دائماً الفضول لهذا الأمر يقتلها، ولكنها لم تحصل على إجابه مريحة منه أبداً.
في الاتجاه الأخر استطاع "أحمد" كسب ثقة الطفلة، وأصبحوا مقربين جداً، وهذا الأمر أحبط "ميرنا" بشدة.
لأنها كانت تعتمد على الطفلة في استرجاع مكانها بجوارها مرة أخرى.
عندما شعرت إن الطفلة لا تحتاجها هذا الأمر جعل قلبها ينزف حرفياً من الحزن.
رغم تركيز "ميرنا" في العمل مع "أدهم"، ولكنها لم تهمل وظيفتها الأخرى، وكانت تحضر اجتماعاتهم في موعدها، وتباشر عمل المنظمة بإخلاص وتفاني.
بعد مرور ثلاث أشهر من حادث حفلة القصر، عاد الفريق الذي أرسلته "ميرنا" إلى روسيا.
حتى يتم البحث في أمر خطف "ريهام"، وخلال الاجتماع قال فاروق:
- لقد بحثنا في كل مكان خلال الثلاثة أشهر، ولكن لم أجد أثرا أو خبر عن مكان تواجد سفن.
نظرت "ميرنا" إلى القائد وقالت:
- سيدي لقد مر ثلاثة أشهر، ولا يوجد أثر على الرفيقة سفن، هل من الممكن أن تكون قد قتلت؟
- حتى لو أن قتلت يجب أن أجد جثتها على الأقل وتسليمها إلى أسرتها.
- ولكن يا سيدي لماذا لم يتفاوض أحد لحد الآن على حياتها منذ اختفائها؟
- لا أعرف، ولكن هذا الأمر مخزي جداً بالنسبة إلى المنظمة والفريق.
- سيدي كأنها لعنة حلت على الفريق.
نظر القائد إلى المقاعد الفارغة، وإحساس الحزن والقهر يعتصر بروحه داخل صدره قالاً:
- أعتذر إلى جميع فريقنا لعدم حمايتكم جيداً.
- هذا ليس ذنبك سيدي، ولكنه ذنب هذا الحقير الذي دمر فريقي، ولكن سيدي لا تقلق سوف أجعله يدفع الثمن أضعافاً مضاعفة.
- أتمنى ذلك، ولكن يا وان لم يحدث الأمر كما أخبرتني؟
- ماذا تقصد سيدي؟
- لقد مر ثلاثة أشهر وهذا الحقير لم يدخل مصر حت الآن.
- سوف يحضر قريباً.
- هل أنتِ واثقة؟
- نعم سيدي لقد تعاملت مع هذا الرجل من قبل، وأعلم جيداً كيف يفكر أنه لا يحب الخسارة وخسارة وعد.
- أتمنى ذلك سوف ننتظر ونرى.
- لا تقلق سيدي قريباً سوف تسمع أخبار جيدة.
كانت "ميرنا" تعلم أن هذا المجرم "شنكوف" لم تستطع فعل له شيء داخل بلاده، لذا أرادت استدراجه خارج مملكة، وإحضاره إلى مصر حتى تستطع القبض عليه ومعاقبة.
- ميرنا هل لديكِ ملابس أخرى؟
- ماذا تقصد؟
- هذا الأسلوب لا يصلح للعمل.
- لم أفهم عما تتحدث؟
- أسلوبك في اختيار الملابس.
صدمت "ميرنا" لأنها تزينت جيداً من أجل عملها الجديد، ولكنها تعرضت للنقد في ذوقها واختيارها للملابس من أول يوم.
غضبت بشدة لأنها كانت في الماضي تعشق التصميم والألوان، وكانت تعتقد أنها ستصبح مصممة أزياء عالمية.
ولكن من منعها من تحقيق هذا الحلم كانت صديقتها "منى" التي لم تعترف بموهبتها، وتراها مضيعة للوقت والمال.
والأن شخص أخر يقلل من ذوقها الشخص، ويعتقد أنها مهملة، وهذا أشعرها باليأس والإحباط.
عندما لمح "أدهم" ملامح التهجم واضح على وجهها سألها بفضول:
- لماذا تغيرت وجهك؟هل أنتِ غاضبة!
- لماذا ملابسي لا تصلح؟ هل تعلم ما ثمنها!
- ليس المال هو ما يصنع الذوق الجيد.
- أن ملابس ذات جودة عالية، أنها ماركة مشهورة!
حينها تذكر "أدهم" حديث زوجته عن صديقتها المقربة التي تعتقد أن لديها أفضل ذوق في اختيار الملابس، وكانت تريد أن تصبح مصممة أزياء، وهي لا تمتلك ذوق جيد في اختيار الألوان.
حينها ضحك من دون سبب فسألته "ميرنا" بفضول شديد:
- لماذا تضحك؟
- لقد تذكرت موقف مضحك.
دخلت السكرتيرة تحمل بين يديها ملفات، وضعتها على مكتبه الرئيس تنتظر إشرافه عليه ومراجعتها حتى تسليمها إلى قسم المحاسبة.
جلس"أدهم" على مكتبه يراجع أمور عمله اليومية، وعندما بدأ في مباشرة عمله جلست "ميرنا" أمامه تنتظر أن ينتهي من أعماله، ويخبرها عن عملها الجديد.
بعد انتهائه من مراجعة الملفات، خرجت السكرتيرة بالمستندات المختومة، حينها بدأ "أدهم" يسألها:
- ميرنا هل تعلمين شيء عن المحاسبة؟
- أدهم أنا خريجة أدارة أعمال.
- ميرنا ليس كل خرجين أدارة أعمال يتقون العمل المحاسبي.
- أظنك محق في ذلك، ولكن لا تقلق فأني أتقن المحاسبة جيداً.
- هذا جيد، ولكن هناك بعض الأشياء التي يجب تدريبك عليها أولاً.
ظلت تسمع حديثه وشرح على وظيفتها الجديدة حتى ملت، وعندما وجدها في مثل هذه الحالة سألها:
- ميرنا ما بك؟
- لا شيء.
- كيف وأنتِ فاقدة التركيز؟
تنهدت "ميرنا" وقالت:
- أدهم في الحقيقة لا أريد أن أعمل في الشركة.
- هل من فضلك أن تتراجع عن قرارك؟
- للاسف لا أستطيع ذلك.
- حسناً ما رأيك أن تجعلني حارستك الشخصية؟
ترك "أدهم" المستندات التي أمامه، وقال بعزم حاد:
- هذه الوظيفة الوحيدة التي احتاجك بها.
- لماذا أنت عنيد، أنت فعلا تشبها كثيراً.
- أشبه من؟
- منى كانت عنيدة مثلك.
- بالطبع لا متى كانت أكثر عناداً.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- نعم هذا حقيقي أنها كانت عنيدة إلى درجة الجنون.
تراجع "أدهم" للخلف بظهره يستند على ظهر الكرسي يسألها:
- ميرنا هل تستطيعي أخباري عن كيف تعارفتِ على زوجتي؟
- كنت فتاة جامحة أثناء المدرسة، ومنى التي حولتني إلى سيدة لطيفة.
- بالتأكيد أنتِ تمزحين منى التي أعرفها كانت فتاة متهورة جداً.
- نعم هذا صحيح، ولكنها فعلياً من قامت بتربتي وأصلحت شخصيتي السيئة.
- هذا غريب!
- هل تعلم أن منى من جعلتني أحب تصميم الأزياء، ولكنها صارحتني متأخر بالحقيقة.
- ماذا أخبرتك؟
- قالت أني فاشلة ولا أصلح كمصممة أزياء، وأخذتني وجعلتني أضم لهذا العمل إجباراً دون أخذ موافقتي أو حتى اعطائي فرصة من أجل التفكير.
ضحك "أدهم" وقال:
- جعلتني أتذكر عندما قابلتها أول مرة.
- كيف حدث هذا؟
- تعرفنا بالصدفة في أحد المحاضرات، وكان دكتور المادة بدأ هذا اليوم مبكراً، وعندما حاولت منى الدخول منعها دكتور المادة بسبب التأخير.
- هل تعاركت مع دكتور الجامعة؟
- نعم وشرحت لمدة ساعة كم هو شخص مهمل ويعتبر قدوة سيئة.
- هذه منى التى أعرفها.
- ومنذ هذه اللحظة ووقعت في حبها.
- هل أنت من صارحها بحبها؟
- بالطبع لا كنت شاب خجول.
- إذن كيف أرتبط بها؟
- كانت تطاردني في كل مكان بالجامعة حتى أوقعت بي.
- تذكرتك الآن هل أنت الشاب الذي كان الجميع يتحدث عنه بسبب مطاردتها منى له؟
- نعم أنه أنا، بسببها كنت مشهور في الجامعة.
- كيف لم نتقابل حينها أبداً؟
- هذا جيد لكِ.
- لماذا؟
- لأنه أذ تعارفنا وقتها كانت الصديقات تحولوا إلى أعداء من أجل شاب.
ضحكت "ميرنا" وقالت:
- هذا مستحيل.
نظر "أدهم" إلى ساعته وأخبرها:
- ما زال هناك ساعتين قبل الاجتماع القادم، لنذهب إلى مكان ما؟
- إلى أين تريد الذهاب الآن؟
- ستعلمين حين نصل.
سحبها "أدهم" من ذراعها، وأخرجها من الشركة، وأجبرها في دخول السيارة، وقام بقيادتها عندها سألته "ميرنا" بخوف:
- هل أنت من سيقود السيارة.
- نعم لماذا!
- هل نسيت أخر مرة قمت بقيادة السيارة ماذا حدث؟
- ميرنا ما حدث لا يخص قيادتي؟
- فعلاً، ولكني عندما أراك تقود أشعر بالرعب.
ضحك "أدهم" وقالت:
- ميرنا أنتِ تمزحين؟
- ثق بي فأنا لم أمزح أبداً.
قاد "أدهم" السيارة، وذهب إلى مول للملابس النسائية، وأخذها إلى محل بيع البدل النسائية وأخبرها:
- قومي باختيار كل ما يعجبك.
- لماذا؟
- هذه الأزياء لا تصلح لعمل موظفة.
- ماذا أن رفضت ذلك؟
- سوف أجبرك.
ذهب "أدهم" وأختار بضعت بدل وأخبر الفتاة العاملة:
- خذي كل ما قمت باختياره.
وأشرت إلى "ميرنا، وقال:
- وأجبريها على أرتده.
- حسنا سيدي.
أخذت العاملة الملابس، وطلبت من "ميرنا" باحترام أن ترافقها إلى الداخل، شعرت بالإحراج وذهبت مع العاملة.
بدأت ميرنا في أرتد البدل والذهاب إلى أدهم للإخذ برأيه.
رغم أن "ميرنا" جميلة جداً، ولكنها كانت تتعامل بخشونة وذات مظهر رجالي، لذا لم تليق بها البدل، وكانت تشبه الحارس الشخصي في كل بدله قامت بقياسها.
عندما نفد صبره أخذها إلى مصمم بدل محترم ومشهور في عمل وأخبره:
- أرجوك منك تحويل هذه المرأة إلى أنثى.
- أمرك سيدي.
غضبت "ميرنا" وصاحت به تسأله:
- أدهم هل أنت لم تراني كأنثى؟
شعر "أدهم" بالحرج ولم يجاوبها، عندها أنقذه المصمم قال:
- كم بدله تريد سيدي؟
- أصنع ثلاث قطع بألوان مختلة.
- هل تريد الألوان فاتحه أما غامقة؟
نظر إلى "ميرنا" يسألها:
- ميرنا هل تحبين الألوان الفاتحة أما الغامقة؟
- بالتأكيد الغامقة.
التفت إلى المصمم وقال:
- ألوان فاتح.
صاحت به "ميرنا" تخبره:
- ماذا تفعل لقد أخبرتك أريدها غامقة؟
- ولكني أحب الفاتحة، وسوف تناسبك أكثر.
- ولكني لا أحب الألوان الفاتحة.
- سوف تحبينها.
- لم أحبها.
- ميرنا هل نسيت أني من سيدفع المال؟!
عندما ذكر "أدهم" المال توقفت عن التنافس معه على اختيار الألوان.
مر الوقت وعادوا إلى المكتب لحضور الاجتماع، وكان أول اجتماع تحضره "ميرنا" داخل الشركة.
بعد مرور ثلاث أشهر استطاعت "ميرنا" فهم كل العمل، وقامت بإتقان العمل بذكاء، وأصبحت تلازم "أدهم" في كل مكان وكل اجتماع، ومع مرور الوقت أصبح الاثنان أقرب، ونمأ بينهما مشاعر حب وصداقة.
كانت "ميرنا" خلال هذه الشهور الثلاثة تسأله دائم:
- أدهم لماذا جلبتني للعمل لديك؟
كان دائماً الفضول لهذا الأمر يقتلها، ولكنها لم تحصل على إجابه مريحة منه أبداً.
في الاتجاه الأخر استطاع "أحمد" كسب ثقة الطفلة، وأصبحوا مقربين جداً، وهذا الأمر أحبط "ميرنا" بشدة.
لأنها كانت تعتمد على الطفلة في استرجاع مكانها بجوارها مرة أخرى.
عندما شعرت إن الطفلة لا تحتاجها هذا الأمر جعل قلبها ينزف حرفياً من الحزن.
رغم تركيز "ميرنا" في العمل مع "أدهم"، ولكنها لم تهمل وظيفتها الأخرى، وكانت تحضر اجتماعاتهم في موعدها، وتباشر عمل المنظمة بإخلاص وتفاني.
بعد مرور ثلاث أشهر من حادث حفلة القصر، عاد الفريق الذي أرسلته "ميرنا" إلى روسيا.
حتى يتم البحث في أمر خطف "ريهام"، وخلال الاجتماع قال فاروق:
- لقد بحثنا في كل مكان خلال الثلاثة أشهر، ولكن لم أجد أثرا أو خبر عن مكان تواجد سفن.
نظرت "ميرنا" إلى القائد وقالت:
- سيدي لقد مر ثلاثة أشهر، ولا يوجد أثر على الرفيقة سفن، هل من الممكن أن تكون قد قتلت؟
- حتى لو أن قتلت يجب أن أجد جثتها على الأقل وتسليمها إلى أسرتها.
- ولكن يا سيدي لماذا لم يتفاوض أحد لحد الآن على حياتها منذ اختفائها؟
- لا أعرف، ولكن هذا الأمر مخزي جداً بالنسبة إلى المنظمة والفريق.
- سيدي كأنها لعنة حلت على الفريق.
نظر القائد إلى المقاعد الفارغة، وإحساس الحزن والقهر يعتصر بروحه داخل صدره قالاً:
- أعتذر إلى جميع فريقنا لعدم حمايتكم جيداً.
- هذا ليس ذنبك سيدي، ولكنه ذنب هذا الحقير الذي دمر فريقي، ولكن سيدي لا تقلق سوف أجعله يدفع الثمن أضعافاً مضاعفة.
- أتمنى ذلك، ولكن يا وان لم يحدث الأمر كما أخبرتني؟
- ماذا تقصد سيدي؟
- لقد مر ثلاثة أشهر وهذا الحقير لم يدخل مصر حت الآن.
- سوف يحضر قريباً.
- هل أنتِ واثقة؟
- نعم سيدي لقد تعاملت مع هذا الرجل من قبل، وأعلم جيداً كيف يفكر أنه لا يحب الخسارة وخسارة وعد.
- أتمنى ذلك سوف ننتظر ونرى.
- لا تقلق سيدي قريباً سوف تسمع أخبار جيدة.
كانت "ميرنا" تعلم أن هذا المجرم "شنكوف" لم تستطع فعل له شيء داخل بلاده، لذا أرادت استدراجه خارج مملكة، وإحضاره إلى مصر حتى تستطع القبض عليه ومعاقبة.