الفصل الخامس والعشرون تصادم مرفوض

ظلت "ميرنا" تخفي مشاعرها تجاه "أدهم" كي لا تعرضه إلى الخطر، لأنها تعلم أن "شنكوف" كان يعشقها، وعندما يعلم عن مشاعرها تجاه "أدهم" سوف يقتله، لذا أخفت مشاعرها بداخلها عن الجميع.

استمرت في الذهاب إلى عملها بطريقة طبيعية، وتجنبت وجدها حول "أدهم" كثيراً، وبعد مرور يومين وجدت شخص يطرق الباب، في البداية ظنت أنه "أدهم" عاد مرة أخرى حتى يقنعها للعودة.

أسرعت إلى الباب حتى تفتحه بسعادة، ولكنها صدمت عندما وجدت "شنكوف" يقف أمامها، وعند رؤيته أرادت قتله بشدة، ولكنها منعت نفسها في آخر لحظة حتى تستطيع معرفة مكان "ريهام".

بعد لحظات من الصدمة والذهول سألته:
- أنت ماذا تفعل هنا؟!

- لقد أتيت من أجلك.

- ماذا!

- هل استطعت الدخول أولاً؟

- تفضل.

دخل "شنكوف" يتفحص الشقة بعناية، وبعد ذلك جلس على الأريكة في الصالة، ينظر إلى "ميرنا" ويشار إليها يخبرها:
- ميرنا تعالي إلى هنا واجلسي بجواري.

اقتربت "ميرنا" تسأله:
- متى وصلت؟

- منذ وقت قريب.

- لماذا أتيت؟

- من أجل تحقيق الوعد الذي قطعناه.

- عن أي وعد تتحدث؟

- ميرنا هذا مؤلم كيف تنسين هذا الوعد، لقد كنت أعيش منذ هذه اللحظة على هذا الوعد؟

- شنكوف لماذا أتيت وماذا تريد؟

- أريدك.

- هل فقدت عقلك؟

- أظن ذلك لقد فقدته عندما قابلتك.

- إذن ماذا ستفعل أن رفضت عرضك؟

- لا تستطيعين ذلك.

- لماذا؟

- لأن حياة والدتك أصبحت بيدي الآن.

- والدتي زوجة أمير وهو سوف يحميها جيداً.

- هل تظنين ذلك؟

- نعم، لذا أذهب الآن لا أريد رؤياك.

- هل تطردني من منزلك؟

- نعم.

- لقد أعطيتك غرفة وطعام عندما جئتِ إلى منزلي.

- لا تحاول يا شنكوف فالعلاقة بيننا مستحيلة.

ضحك بسخرية وصوت مرتفع وقال:
- كنت أعلم أنك سوف تفعلين هذا لذا جئت مستعد.

- ماذا تقصد؟

أخرج هاتفه وشغل فيديو مصور كي يريه إلى "ميرنا" يسألها:
- وماذا عن هذه الفتاة الجميلة؟!

كان هذا الفيديو مصور للضابط "ريهام" التي كانت مقيدة الجسد على كرسي مغلقة العينين داخل غرفة مظلمة.

صدمت "ميرنا" وقال:
- كنت أعلم أنك من أخذها.

- إذن ما قولك الآن؟

- أتركها فوراً؟

- لا تقلقي أنها لا تهمني، ولكن.

- ولكن ماذا!

- ما المقابل الذي سيدفع؟

- شنكوف أعلم أنك تفعل كل شيء بمقابل، لذا ماذا تريد من أجل تركها حية؟

- لقد أخبرتك من قبل بأني أريدك أنتِ.

- وأخبرتك أيضاً أن هذا مستحيل.

- لماذا هل تكرهني إلى هذه الدرجة؟

- نعم إني أكرهك بشدة.

تغيرت ملامح "شنكوف" السعيدة إلي غضب وقال:
- إذا أردتِ صديقتك حية.

قبل أن يكمل "شنكوف" جملته قطعتها "ميرنا" تخبره:
- لا تحاول تهديدِ، وأنت تعلم جيداً أن لمست شعرة من رأسها سوف أقتلك وأنتزع قلبك بيدي.

- ميرنا لا أحاول تهديدك، وإنما أحاول كسب قلبك.

- شنكوف أنت تعلم جيداً أن ذلك مستحيل بسبب وجود اختلافات بيننا كثيرة ملوثة بالدماء.

- ميرنا لا تحاولي إقناعي بالعدول عن قراري، لأني بالفعل اتخذت قراري منذ زمن.

- لماذا تفعل هذا هل هو حب أما تملك؟

- ميرنا هل تعلمين هذه المرة الوحيدة التي أقع في الحب بها وأكون هكذا من أجل امرأة.


تنهدت "ميرنا" تسأله:
- وهل يكفيك ليلة واحدة؟

صدم "شنكوف" من ردها وقال:
- لا أقصد ذلك ولا أريدك بهذه الطريقة.

- إذن ماذا تريد!

- ميرنا لنتزوج.

كان واقع كلمة الزواج على مسامع "ميرنا" كالقنبلة التي تفجر الكوكب، في البداية لم تستوعب الكلمة، ولكن بعد لحظات سألته:
- لماذا تريد الزواج من فتاة غريبة لم تقابله غير ثلاث مرات فقط؟

- ميرنا لقد وقعت في حبك منذ أول لحظة قابلتك بها.

- هل تقصد هذا اليوم الذي أنقذك به؟

- نعم.

- ولكن هذا ليس حب إنما امتنان.

- هل تعتقدين أني طفل صغيراً لا يعرف التفريق بين الحب والامتنان.

- نعم أظن ذلك.

- ميرنا لا أريد التحدث كثيراً في هذا الأمر، تزوجني وسوف أعطيكِ صديقتك قطعة واحدة.

- وأن رفضت؟

- سوف اسلمها إلى تاجر أعضاء بشرية وأنت تعلمين هؤلاء البشر كيف يتعاملون؟!

- حسنا أتركني أفكر في هذا الأمر.

- أذن سوف أذهب الآن رغم اشتياقي إليكِ ولكن ما زال لدينا الكثير من الوقت في المستقبل.

بعد خروجه وإغلاق الباب خلفه أمسكت زهرية الزهور وألقتها على الباب انكسرت إلى قطع صغيرة.

بعد ذلك ذهبت إلى المنظمة وأخبرت القائد بما يريد "شنكوف" في البداية أنصدم القائد وغضب.

ولكن عندما هدئت أعصابه وفكر في الأمر سأل "ميرنا":
- هل توصلتِ إلى قرار؟

- مازالت أفكر.

- إذن ما رأيك أن توافقين على اقتراحه؟

- سيدي كيف تخبرني بذلك!

- ميرنا هذا الرجل يعشقك، ولكل ما يهمنا الآن هو إنقاذ ريهام، وبعد ذلك تستطيعين قتله في أي وقت، وأن فشلتي سوف يسامحك من أجل الحب.

ظلت "ميرنا" تفكر في كلام القائد، وتشعر أنه محق في هذا الأمر، ولكنها الآن أصبح قلبها مملوك إلى "أدهم"، وهذا الأمر وضعها في حيرة من أمرها.

أصبح أمامها اختيارين الأول هو إنقاذ رفيقتها "ريهام"، والزواج من عدوها اللدود، أما بالنسبة إلى الاختيار الثاني هو الأصعب، محاولة الهروب من هذا الرجل إلى الأبد من أجل إنقاذ الجميع.

ظل القائد يتحدث ويشرح إليها عواقب العداء مع هذا المجرم هذه الفترة، وكم هي خطيرة محاولة اغتياله.

وظلت "ميرنا" تفكر وتبحث عن حل ينقذها من هذه المعضلة حتى قاطع أفكارها نادى القائد يسألها:
- وان هل تستمعين إلى ما أقول؟

- أعتذر سيدي، ولكن هل توصلت إلى جديد في أمر الخائن؟

- نعم بعد البحث اكتشفت الأمر.

- من هو الخائن؟

- كما توقعتِ أنه سمير.

- كنت أشعر بذلك.

- عندما أخبرتني أنك تشكين به رفضت تصديق أن عضو في فريقي هو الخائن.

- متى شكت به سيدي كنت ترفض الإنصات إلى حديثِ؟

- خلال آخر اجتماع.

- كيف؟!

- عندما ذكر اسم ريهام.

- ماذا تعني بالتأكيد سوف يعلم أسمها الحقيقي أنه المسئول عن المعلومات والاتصالات.

- ريهام كان اسم ثنائي.

- كيف هذا لم أفهم؟!

- اسمها الحقيقي داخل الملفات هو أميرة العوض، واسم ريهام لا يعلمه أحد غير عائلتها المقربة وأنت وفور.

- هل من الممكن أن يكون فور أخبره باسم ريهام بالخطأ؟

- عندما سألته أخبرني أنه لم يسبق له التحدث مع سمير على انفراد من قبل.

- هل يوجد دليل آخر على خيانة؟

- نعم عندما بحث داخل حياته الشخصية وجود حساب بنكي في الهند تحت اسم خالة زوجته التي تعيش هناك مع زوجها.

- سيدي من الممكن أن يكون مال قريبة زوجته.

- أنهم فقراء جداً، وكمية المال ضخمة.

- هل باع فريقي بسبب الأموال سوف أقتله.

- لا تفعلي هذا الخائن ليس ضمن صلاحيتك أتركيه من أجلي وسوف أعتني به جيداً.

- ولكن هذا جيد سيدي لقد تواصلنا أخيراً إلى الخائن.

- لا تستريحين الآن.

- لماذا سيدي!

- أظن بوجود خائن داخل الفريق.

- ماذا، كيف هذا يا سيدي؟ لماذا تشك الآن في الفريق بعد كل ما حدث!

- لقد وجدت أدلة.

- هل توصلت إلى هذا الخائن؟

- مازالت أبحث في الأمر سوف تعلمين عندما أصل إلى شيء جيد.

- سيدي ما الذي يحدث مع فريقي؟ منذ قتل منى وكل شيء في الانحطاط!

- وان هذا الفريق كان فخري داخل المنظمة والآن أصبحت أخاف من مواجهة رؤسائي وزملائي.

- أعتذر منك سيدي لقد فشلت في الاعتناء جيداً باعضاء فريقي.

- لقد كنتِ قائد جيداً ومجتهد لفريق.

- لا يا سيدي أذا كنتِ أمتلك المهارة والخبرة الكافية لم يكن فريقي يتعرض إلى كل هذه الكوارث.

- وان أنت أفضل قائد صنعته المنظمة لا تجعلي ما حدث يغير تفكيرك ويقنعك بشيء آخر.

خرجت "ميرنا" من مكان المنظمة، وعادت إلى منزلها تفكر جيداً في الأمر، وتحاول إيجاد طريقة تجعلها تتغلب على هذا الأمر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي