ال فصل السادس والعشرون لا مجال للهروب
استمرت "ميرنا" في تجنب أسئلة "أدهم" المستمرة، والهروب من "شنكوف" الذي يريد إجابتها على طلب الزواج في أسرع وقت متعللة بالتفكير في الأمر.
كانت هذه الطريقة الوحيدة التي كانت أمامها للهروب من الأمر مؤقتاً حتى تجد طريقة أخرى تتعامل بها في هذا الوضع تستطع به حل هذا الأمر.
عندما علم "أحمد" بخصوص أمر "شنكوف" أسرع إلى "ميرنا" يسألها:
- وان هل هذا الأمر صحيح؟
- ما بك يا فور!
- هل حقاً طلب هذا الحقير الزواج منك؟
- من تقصد!
- الحقير شنكوف.
- نعم هذا صحيح.
غضب وثار بشدة، وصار يصيح، ويهدد بالذهاب حت يقتله قائلاً:
- هذا الحقير اللعين سأذهب واقتله.
- أهدئ يا فور أرجوك لا تتهور.
استمر "أحمد" في هذه الحالة لمدة نصف ساعة يثور غضباً ذهاباً وإياباً، وتحاول "ميرنا" بكل الوسائل تهدئة اعصابه.
ولكن عندما لم تنجح في ذلك، وعندما لم تجد طريقة اخرى ناجحة مع عصبية أخبرته:
- إذن أذهب، وقوم بقتله، وعندها سوف نخسر سفن إلى الأبد.
- ماذا سفن؟ هل هي مع هذا الحقير!
- نعم وهدد بأنه سوف يبيعها إلى تاجر أعضاء بشرية أن لم أتزوجه.
صدم "أحمد" ولم يستطع التحدث الذي كان يثرثر بالسب ويهدد بالقتل، لأنه أصبح يعلم أن غضبه وغيرته لم تصلح مع هذا الأمر، والأهم الآن هو إنقاذ رفيقتهم الضابط "ريهام" من فك الموت.
عندما وجدته أصبح أكثر هدوء تركته، وذهبت تجلس على الأريكة، بدأت تتحدث بإحباط ممتلىء باليأس:
- فور هل تعتقد أني سوف أسمح إلى هذا الحقير أن يطلب أمر كهذا ويظل حي؟
- ماذا ستفعلين الآن في هذه الكارثة؟
- فور هل تعتقد أني من الممكن أن أضحي بحياتي في سبيل إنقاذ سفن؟
لاحظ "أحمد" انها غير طبيعية تثرثر بكلام غريب، لذا حاول إخراجه من تلك الحالة بدأ يسألها عن "ريهام" وقال:
- هل رأيتها؟
- نعم أراني فيديو يقيدها به.
- هذا الحقير اللعين.
- نعم إنه فعلاً حقير لعين.
- هل هي بخير؟
- أظن ذلك حتى هذه اللحظة.
- ماذا ستفعلين الآن!
- لا أعرف، ما رأيك أنت؟
وقع سؤال "ميرنا" على مسامع "أحمد" مثل السكين الذي يغرز بقلبه المسكين لأنه لا يستطيع أن يخبرها بإجابة تريحها.
أقترب من الأريكة، وجلس بجوارها يجوبها:
- لا أعرف لا أستطيع انصحك بحل هذا الأمر.
حدقت بها "ميرنا"تسألته:
- ماذا تعتقد سوف يكون تصرف منى أمام هذا الموقف إذ كانت حية؟
لم يستطع "أحمد" تحمل تلك الجملة التي خرجت من فمها بحزن رهيب وقال:
- ميرنا اهربي بعيداً اهربي من كل هذه المشاكل والضغوط التي تجيرك على فعل أشياء لا ترديها.
كانت هذه أول مرة "أحمد" ينادي "ميرنا" باسمها الحقيقي عندها علمت أنه استسلم للأمر الواقع، والآن القرار الأخير والنهائي وقع بين يدها.
ظل الاثنان يجلسون بصمت مخيف يحدقون ببعضهما لفترة طويلة، ولم يستطع "أحمد" أنصحها بشيء من الممكن أن يضر بحياة صديقتهما الأسيرة.
ظل "أحمد" بجوار الطفلة يلزمها، ويرافقها طول الوقت، ويعتني بها أكثر من قبل خوفاً من"شنكوف" حتى لا يقترب من الطفلة ويقوم على أذيتها.
حاول "شنكوف" طول الوقت الاقتراب من "ميرنا"، ولكنها كانت تتجنبه وتتهرب منه بسبب عدم وصولها إلى إجابة تريحه حتى الآن.
كانت تأمل أن تجد طريقة تجعلها تهرب من هذا الرجل، وتنقذ بها "ريهام" دون أن تسلم نفسها إلى هذا الرجل، لذا كانت تتجنب مقابلته حتى تكون مستعدة نفسياً لذلك.
في يوما ما أثناء وجودها في العمل بالشركة داخل مكتبها رفعت سماعة الهاتف المكتبي، وطلبت السكرتيرة "أدهم" تسألها:
- هل السيد أدهم داخل مكتبه الآن؟
- نعم آنستي أنه موجود في المكتب.
أغلقت الهاتف مع السكرتيرة، وحملت المستندات اللازم مراجعتها، وذهبت إلى مكتبه كي يتم العمل على المعاملات الحسابية، وعند وصولها وجدت أمامها "شنكوف" يقف على أعقاب مكتب "أدهم" يهم بالدخول إلى المكتب.
فزعت "ميرنا" من المفاجئة، وسقطت كل المستندات والأوراق التي كانت بيدها على الأرض، وذلك بعدما نظر إليها "شنكوف" بابتسامة عريضة يعني بها الانتصار.
أرتعش جسدها من الرعب ، وقبض قلبها بقوة، وظلت تضغط على قبضة يدها بكل قوتها تحاول التماسك، والتحكم في أعصابها.
عندما وجدت السكرتيرة "ميرنا" في هذه الحالة قلقت عليها، وأسرعت تجاهها حتى تساعدها في تجميع الأوراق المبعثرة على الأرض.
نزل الاثنان على الأرض معا كي يتم جمع الأوراق عندها سألت "ميرنا" بتوتر السكرتيرة:
- من هذا الرجل؟
- أظن أنه رجل أعمال أوربي.
- ماذا يفعل هنا؟
- لا أعلم يا سيدتي، ولكن أظنه جاء من أجل التحدث في العمل.
نهضت "ميرنا"، وأخذت الأوراق التي بيد السكرتيرة حملتها، وجمعت شتات نفسها، ودخلت إلى المكتب.
عندما عملت "ميرنا" في الشركة أعطها "أدهم" كل الصلاحيات اللازمة الخاصة بالشركة، وأصبحت هي الشخص الوحيد المسموح له الوصول إلى كل أسرار وبيانات الشركة، وأيضاً الدخول إلى مكتب الرئيس بدون استئذان في اي وقت.
عندما دخلت "ميرنا" المكتب كان الاثنان يجلسان على الصالون الذي يستقبل "أدهم" به الضيوف في الشركة.
وضعت الأوراق على مكتب "أدهم"، وذهبت بكل ثقة إليهم، وجلست مع هذان الاثنان حتى تكتشف الوضع، وتحاول معرفة ما الذي يحدث.
حينها نظر "أدهم" إلى "ميرنا" بسعادة، والتفت إلى "شنكوف" حتى يعرفه بها وقال:
- أنها المديرة المالية للشركة، وأهم شخص في الشركة، وأرجو السماح لها بحضورها هذا الاجتماع أظن وجودها مهم جداً.
أجاب "شنكوف" بسخرية غير مباشرة:
- هل تظن ذلك؟
أجابه "أدهم" بكل ثقة:
- بالتأكيد.
أجاب "شنكوف" بخبث:
- إذن لنترك هذه المرأة تحضر هذا الاجتماع.
غضب "أدهم" وأخبره:
- أنها ليست امرأة لديها اسم تستطيع ندائها به واسمها السيدة "ميرنا".
ضحك "شنكوف" ضحكة عالية وقال:
- لا تغضب لم أقصد الإهانة أو التقليل من شئنها.
بعد ذلك التفت إلى "ميرنا" وقال:
- لقد تشرفت بلقائك سيدتي، إنه شرف كبير التعارف عليكِ.
حينها لاحظ "أدهم" أن "ميرنا" غير طبيعية كان التوتر، والقلق، والخوف، واضح جداً على وجهها بصورة كبيرة، لذا شعر أن هذا الاثنان يعرفان بعضهما ولا يريدون الاعتراف بذلك.
رغم ذلك شعر أن علاقتهما ليس علاقة عادية، ولكنه حاول إنكار ذلك حاليا، والتعامل بالأمر بصورة طبيعية حتى يصل إلى نهاية الأمر.
أثناء هذا الوقت كانت "ميرنا" تمت رعباً من الرهبة، والخوف من أن يؤذي هذا الرجل حبيبها "أدهم" الذي أصبح الآن كل حياتها.
ولكن بالنسبة إلى "شنكوف" كان الوضع مختلف لأنه جاء إلى هذه الشركة من أجل إيجاد طريقة حتى يقترب بها أكثر من "ميرنا".
لكن عند وصل صدمة بشدة لأنه أكتشف سر مخيف أشعره أنه سوف يخسر حبيبته إلى الأبد.
وذلك عندما قراءة وترجم الخوف الذي كان على وجهها من أجل هذا الرجل.
عندما أكتشف ذلك كان يموت رعب خوفاً من أن يخطف "أدهم" منه فتاته الجميلة الغالية، وذلك الأمر أغضب بشدة.
عندها الوضع توتر أكثر وأكثر، وحتى يهدئ الوضع تحدث "أدهم" يسأل "شنكوف":
- ما العمل الذي جئت من أجله؟
أجابه "شنكوف":
- هل علمت عن صفقة الملابس التي بتركيا؟
- نعم الجميع يستعد من أجل هذه الصفقة.
- هذا جيد، ما رأيك أن نتشارك في هذه الصفقة؟
- للأسف فأنا لا أحبذ الشراكة مع أحد.
- هل تعلم كم تبلغ كمية هذه الصفقة؟
- نعم أعلم.
- أدهم لقد قمت بأبحاثِ، وأعلم بأنك لا تستطيع تحمل هذه مبلغ الخاصة بالصفقة بمفردك.
- أعلم ذلك.
- ورغم ذلك تريد المحاولة بمفردك بهذه الموارد الضعيفة؟!
- سيد جون الأمر ليس كما تعتقد.
- إذن ما الأمر؟
- تلك الصفقة يوجد عليه الكثير من العيون يطمح به، وأن فزت بها بمفردي ذلك سوف يثبت في مجال الأعمال أني شخص قادر يجد عمله ويتقنه.
- هل هذا الأمر الذي يمنعك من الشراكة؟
- نعم يا سيد جون.
أجابه "شنكوف" ببساطة:
- إذن لم يعلم أحد بوجود شريك معك.
- ماذا تقصد؟!
- أنا رجل أعمال معروف لدي منافس كثيرة وأعمال لا أريد أحد معرفتها لذا لا أريد الظهور في هذه الصفقة لظروف خاصة.
ملحوظة: أن الاسم الذي دخل به "شنكوف" إلى مصر هو "جون باتريك"، وهواية رجل أعمال أمريكي ثري.
ظل "شنكوف" محاولا إقناع "أدهم" من أجل الشراكة معه في هذه الصفقة حتى خرجت "ميرنا" عن هدوءها وقالت:
- اليس هذا عمل غير شرعي يا سيد جون!
- لماذا لا تقولين أنه عمل محترفين؟
- سيد جون من أين تأتي أموالك؟
- ماذا تقصدين؟
- أعتقد انها أموال مشبوهة.
- كيف تتحدين بهذه الطريقة؟
- سيد جون هل تريد غسيل أموالك داخل شريكتنا النظيفة؟!
كانت "ميرنا" في قمة غضبها من "شنكوف"، وتتعارك معه بالحديث عن المبادئ والأخلاق، ولكن كان الوضع بالنسبة إلى "أدهم" مختلف تماماً كان هادئ إلى درجة جعلت "ميرنا" تستفز أكثر، وتخرج عن شعورها حتى أنها تركت المكتب وخرجت.
بعد خروجها غاضبة من المكتب انتظرت خروج "شنكوف" بعد انتهائه حديثه مع "أدهم" كانت تنظره في الخارج أمام المكتب.
وعند رؤيته اقتربت منه تخبرته بصوت منخفض:
- لنتحدث الآن.
عندها رسم على وجهه ابتسامة خبيثة وقال:
- ليس الآن سأنتظرك في الفندق.
بعد ذلك ترك "ميرنا" تشتعل غضباً وذهب في غاية السعادة والانبساط، ولكن رغم السعادة التي كان يرسمها من أجل إخراجها عن شعورها.
كان بداخل يتألم من تلك المشاعر والقلوب المتطايرة التي لاحظها، وكانت ظهرت بوضوح شديد بين هذان الاثنان.
كانت هذه المرة الأولى التي يشعر بها "شنكوف" بخوف الخسارة، لأنها المرة الأولى التي أصبح يعشق به بجنون.
وكم يتمنى من هذه المرأة التي يعشقها أن تبادله نفس الشعور إلى الأبد.
لأنه كان يريد أن يفوز بقلبها بإخلاص، ولا يريد أن يأخذ جسدها غصب حاول استرضاه كثيراً مستخدمين كل لطفك للفوز بقلها المتحجر.
عاد "شنكوف" إلى الفندق ينتظر حضور "ميرنا" بفارغ الصبر.
خلال نفس اللحظة كانت "ميرنا" تقف خارج مكتب "أدهم" تحاول إجبار نفسها على الدخول، والتحدث معه، وإخباره بالحقيقة حتى لا يتورط مع هذا الرجل، ولكنها كانت تشعر عليه بالخوف والرعب الشديد.
أما بالنسبة إلى "أدهم" كان بداخل عقلها وضع أخر يفكر به، وسر خطير يخفيه عن "ميرنا" يخص حياته وكيانه وعمله السري.
كانت هذه الطريقة الوحيدة التي كانت أمامها للهروب من الأمر مؤقتاً حتى تجد طريقة أخرى تتعامل بها في هذا الوضع تستطع به حل هذا الأمر.
عندما علم "أحمد" بخصوص أمر "شنكوف" أسرع إلى "ميرنا" يسألها:
- وان هل هذا الأمر صحيح؟
- ما بك يا فور!
- هل حقاً طلب هذا الحقير الزواج منك؟
- من تقصد!
- الحقير شنكوف.
- نعم هذا صحيح.
غضب وثار بشدة، وصار يصيح، ويهدد بالذهاب حت يقتله قائلاً:
- هذا الحقير اللعين سأذهب واقتله.
- أهدئ يا فور أرجوك لا تتهور.
استمر "أحمد" في هذه الحالة لمدة نصف ساعة يثور غضباً ذهاباً وإياباً، وتحاول "ميرنا" بكل الوسائل تهدئة اعصابه.
ولكن عندما لم تنجح في ذلك، وعندما لم تجد طريقة اخرى ناجحة مع عصبية أخبرته:
- إذن أذهب، وقوم بقتله، وعندها سوف نخسر سفن إلى الأبد.
- ماذا سفن؟ هل هي مع هذا الحقير!
- نعم وهدد بأنه سوف يبيعها إلى تاجر أعضاء بشرية أن لم أتزوجه.
صدم "أحمد" ولم يستطع التحدث الذي كان يثرثر بالسب ويهدد بالقتل، لأنه أصبح يعلم أن غضبه وغيرته لم تصلح مع هذا الأمر، والأهم الآن هو إنقاذ رفيقتهم الضابط "ريهام" من فك الموت.
عندما وجدته أصبح أكثر هدوء تركته، وذهبت تجلس على الأريكة، بدأت تتحدث بإحباط ممتلىء باليأس:
- فور هل تعتقد أني سوف أسمح إلى هذا الحقير أن يطلب أمر كهذا ويظل حي؟
- ماذا ستفعلين الآن في هذه الكارثة؟
- فور هل تعتقد أني من الممكن أن أضحي بحياتي في سبيل إنقاذ سفن؟
لاحظ "أحمد" انها غير طبيعية تثرثر بكلام غريب، لذا حاول إخراجه من تلك الحالة بدأ يسألها عن "ريهام" وقال:
- هل رأيتها؟
- نعم أراني فيديو يقيدها به.
- هذا الحقير اللعين.
- نعم إنه فعلاً حقير لعين.
- هل هي بخير؟
- أظن ذلك حتى هذه اللحظة.
- ماذا ستفعلين الآن!
- لا أعرف، ما رأيك أنت؟
وقع سؤال "ميرنا" على مسامع "أحمد" مثل السكين الذي يغرز بقلبه المسكين لأنه لا يستطيع أن يخبرها بإجابة تريحها.
أقترب من الأريكة، وجلس بجوارها يجوبها:
- لا أعرف لا أستطيع انصحك بحل هذا الأمر.
حدقت بها "ميرنا"تسألته:
- ماذا تعتقد سوف يكون تصرف منى أمام هذا الموقف إذ كانت حية؟
لم يستطع "أحمد" تحمل تلك الجملة التي خرجت من فمها بحزن رهيب وقال:
- ميرنا اهربي بعيداً اهربي من كل هذه المشاكل والضغوط التي تجيرك على فعل أشياء لا ترديها.
كانت هذه أول مرة "أحمد" ينادي "ميرنا" باسمها الحقيقي عندها علمت أنه استسلم للأمر الواقع، والآن القرار الأخير والنهائي وقع بين يدها.
ظل الاثنان يجلسون بصمت مخيف يحدقون ببعضهما لفترة طويلة، ولم يستطع "أحمد" أنصحها بشيء من الممكن أن يضر بحياة صديقتهما الأسيرة.
ظل "أحمد" بجوار الطفلة يلزمها، ويرافقها طول الوقت، ويعتني بها أكثر من قبل خوفاً من"شنكوف" حتى لا يقترب من الطفلة ويقوم على أذيتها.
حاول "شنكوف" طول الوقت الاقتراب من "ميرنا"، ولكنها كانت تتجنبه وتتهرب منه بسبب عدم وصولها إلى إجابة تريحه حتى الآن.
كانت تأمل أن تجد طريقة تجعلها تهرب من هذا الرجل، وتنقذ بها "ريهام" دون أن تسلم نفسها إلى هذا الرجل، لذا كانت تتجنب مقابلته حتى تكون مستعدة نفسياً لذلك.
في يوما ما أثناء وجودها في العمل بالشركة داخل مكتبها رفعت سماعة الهاتف المكتبي، وطلبت السكرتيرة "أدهم" تسألها:
- هل السيد أدهم داخل مكتبه الآن؟
- نعم آنستي أنه موجود في المكتب.
أغلقت الهاتف مع السكرتيرة، وحملت المستندات اللازم مراجعتها، وذهبت إلى مكتبه كي يتم العمل على المعاملات الحسابية، وعند وصولها وجدت أمامها "شنكوف" يقف على أعقاب مكتب "أدهم" يهم بالدخول إلى المكتب.
فزعت "ميرنا" من المفاجئة، وسقطت كل المستندات والأوراق التي كانت بيدها على الأرض، وذلك بعدما نظر إليها "شنكوف" بابتسامة عريضة يعني بها الانتصار.
أرتعش جسدها من الرعب ، وقبض قلبها بقوة، وظلت تضغط على قبضة يدها بكل قوتها تحاول التماسك، والتحكم في أعصابها.
عندما وجدت السكرتيرة "ميرنا" في هذه الحالة قلقت عليها، وأسرعت تجاهها حتى تساعدها في تجميع الأوراق المبعثرة على الأرض.
نزل الاثنان على الأرض معا كي يتم جمع الأوراق عندها سألت "ميرنا" بتوتر السكرتيرة:
- من هذا الرجل؟
- أظن أنه رجل أعمال أوربي.
- ماذا يفعل هنا؟
- لا أعلم يا سيدتي، ولكن أظنه جاء من أجل التحدث في العمل.
نهضت "ميرنا"، وأخذت الأوراق التي بيد السكرتيرة حملتها، وجمعت شتات نفسها، ودخلت إلى المكتب.
عندما عملت "ميرنا" في الشركة أعطها "أدهم" كل الصلاحيات اللازمة الخاصة بالشركة، وأصبحت هي الشخص الوحيد المسموح له الوصول إلى كل أسرار وبيانات الشركة، وأيضاً الدخول إلى مكتب الرئيس بدون استئذان في اي وقت.
عندما دخلت "ميرنا" المكتب كان الاثنان يجلسان على الصالون الذي يستقبل "أدهم" به الضيوف في الشركة.
وضعت الأوراق على مكتب "أدهم"، وذهبت بكل ثقة إليهم، وجلست مع هذان الاثنان حتى تكتشف الوضع، وتحاول معرفة ما الذي يحدث.
حينها نظر "أدهم" إلى "ميرنا" بسعادة، والتفت إلى "شنكوف" حتى يعرفه بها وقال:
- أنها المديرة المالية للشركة، وأهم شخص في الشركة، وأرجو السماح لها بحضورها هذا الاجتماع أظن وجودها مهم جداً.
أجاب "شنكوف" بسخرية غير مباشرة:
- هل تظن ذلك؟
أجابه "أدهم" بكل ثقة:
- بالتأكيد.
أجاب "شنكوف" بخبث:
- إذن لنترك هذه المرأة تحضر هذا الاجتماع.
غضب "أدهم" وأخبره:
- أنها ليست امرأة لديها اسم تستطيع ندائها به واسمها السيدة "ميرنا".
ضحك "شنكوف" ضحكة عالية وقال:
- لا تغضب لم أقصد الإهانة أو التقليل من شئنها.
بعد ذلك التفت إلى "ميرنا" وقال:
- لقد تشرفت بلقائك سيدتي، إنه شرف كبير التعارف عليكِ.
حينها لاحظ "أدهم" أن "ميرنا" غير طبيعية كان التوتر، والقلق، والخوف، واضح جداً على وجهها بصورة كبيرة، لذا شعر أن هذا الاثنان يعرفان بعضهما ولا يريدون الاعتراف بذلك.
رغم ذلك شعر أن علاقتهما ليس علاقة عادية، ولكنه حاول إنكار ذلك حاليا، والتعامل بالأمر بصورة طبيعية حتى يصل إلى نهاية الأمر.
أثناء هذا الوقت كانت "ميرنا" تمت رعباً من الرهبة، والخوف من أن يؤذي هذا الرجل حبيبها "أدهم" الذي أصبح الآن كل حياتها.
ولكن بالنسبة إلى "شنكوف" كان الوضع مختلف لأنه جاء إلى هذه الشركة من أجل إيجاد طريقة حتى يقترب بها أكثر من "ميرنا".
لكن عند وصل صدمة بشدة لأنه أكتشف سر مخيف أشعره أنه سوف يخسر حبيبته إلى الأبد.
وذلك عندما قراءة وترجم الخوف الذي كان على وجهها من أجل هذا الرجل.
عندما أكتشف ذلك كان يموت رعب خوفاً من أن يخطف "أدهم" منه فتاته الجميلة الغالية، وذلك الأمر أغضب بشدة.
عندها الوضع توتر أكثر وأكثر، وحتى يهدئ الوضع تحدث "أدهم" يسأل "شنكوف":
- ما العمل الذي جئت من أجله؟
أجابه "شنكوف":
- هل علمت عن صفقة الملابس التي بتركيا؟
- نعم الجميع يستعد من أجل هذه الصفقة.
- هذا جيد، ما رأيك أن نتشارك في هذه الصفقة؟
- للأسف فأنا لا أحبذ الشراكة مع أحد.
- هل تعلم كم تبلغ كمية هذه الصفقة؟
- نعم أعلم.
- أدهم لقد قمت بأبحاثِ، وأعلم بأنك لا تستطيع تحمل هذه مبلغ الخاصة بالصفقة بمفردك.
- أعلم ذلك.
- ورغم ذلك تريد المحاولة بمفردك بهذه الموارد الضعيفة؟!
- سيد جون الأمر ليس كما تعتقد.
- إذن ما الأمر؟
- تلك الصفقة يوجد عليه الكثير من العيون يطمح به، وأن فزت بها بمفردي ذلك سوف يثبت في مجال الأعمال أني شخص قادر يجد عمله ويتقنه.
- هل هذا الأمر الذي يمنعك من الشراكة؟
- نعم يا سيد جون.
أجابه "شنكوف" ببساطة:
- إذن لم يعلم أحد بوجود شريك معك.
- ماذا تقصد؟!
- أنا رجل أعمال معروف لدي منافس كثيرة وأعمال لا أريد أحد معرفتها لذا لا أريد الظهور في هذه الصفقة لظروف خاصة.
ملحوظة: أن الاسم الذي دخل به "شنكوف" إلى مصر هو "جون باتريك"، وهواية رجل أعمال أمريكي ثري.
ظل "شنكوف" محاولا إقناع "أدهم" من أجل الشراكة معه في هذه الصفقة حتى خرجت "ميرنا" عن هدوءها وقالت:
- اليس هذا عمل غير شرعي يا سيد جون!
- لماذا لا تقولين أنه عمل محترفين؟
- سيد جون من أين تأتي أموالك؟
- ماذا تقصدين؟
- أعتقد انها أموال مشبوهة.
- كيف تتحدين بهذه الطريقة؟
- سيد جون هل تريد غسيل أموالك داخل شريكتنا النظيفة؟!
كانت "ميرنا" في قمة غضبها من "شنكوف"، وتتعارك معه بالحديث عن المبادئ والأخلاق، ولكن كان الوضع بالنسبة إلى "أدهم" مختلف تماماً كان هادئ إلى درجة جعلت "ميرنا" تستفز أكثر، وتخرج عن شعورها حتى أنها تركت المكتب وخرجت.
بعد خروجها غاضبة من المكتب انتظرت خروج "شنكوف" بعد انتهائه حديثه مع "أدهم" كانت تنظره في الخارج أمام المكتب.
وعند رؤيته اقتربت منه تخبرته بصوت منخفض:
- لنتحدث الآن.
عندها رسم على وجهه ابتسامة خبيثة وقال:
- ليس الآن سأنتظرك في الفندق.
بعد ذلك ترك "ميرنا" تشتعل غضباً وذهب في غاية السعادة والانبساط، ولكن رغم السعادة التي كان يرسمها من أجل إخراجها عن شعورها.
كان بداخل يتألم من تلك المشاعر والقلوب المتطايرة التي لاحظها، وكانت ظهرت بوضوح شديد بين هذان الاثنان.
كانت هذه المرة الأولى التي يشعر بها "شنكوف" بخوف الخسارة، لأنها المرة الأولى التي أصبح يعشق به بجنون.
وكم يتمنى من هذه المرأة التي يعشقها أن تبادله نفس الشعور إلى الأبد.
لأنه كان يريد أن يفوز بقلبها بإخلاص، ولا يريد أن يأخذ جسدها غصب حاول استرضاه كثيراً مستخدمين كل لطفك للفوز بقلها المتحجر.
عاد "شنكوف" إلى الفندق ينتظر حضور "ميرنا" بفارغ الصبر.
خلال نفس اللحظة كانت "ميرنا" تقف خارج مكتب "أدهم" تحاول إجبار نفسها على الدخول، والتحدث معه، وإخباره بالحقيقة حتى لا يتورط مع هذا الرجل، ولكنها كانت تشعر عليه بالخوف والرعب الشديد.
أما بالنسبة إلى "أدهم" كان بداخل عقلها وضع أخر يفكر به، وسر خطير يخفيه عن "ميرنا" يخص حياته وكيانه وعمله السري.