الفصل الثامن والعشرون العودة إلى فك القرش

كان الأمر بالنسبة إلى "أدهم" ليست مختلف بالنسبة له كان الأمر أنه خرج من سجن ودخل سجن أخر، ولكن بأسلوب وشكل مختلف.

برغم ذلك لم يستوعب لما يحدث كل هذا له، وكان هذا الفتى الملقب باسم "أدهم" حينها مختلف تماماً، وإلى درجة كبيرة عن رجل الأعمال "أدهم" الحالي.

هذا الوقت كان "أدهم" لا يتحدث، أو يبكي، أو يضحك كان مجرد من المشاعر الإنسانية ليس لأنه كان فاقد النطق أو الوعي، ولكن لإنه كان فاقد لذة الحياة الحقيقة التي حرم منها منذ الطفولة، وعاش وسط العذاب.

كان "أدهم" منذ دخوله من أول يوم في المنشأة اليابانية تم تدريبه بعنف وعدم إنسانية، وإنشاءه مثل الرجل الآلي الذي لم يعلم شيء عن الحياة غير القتال، والنوم، والأكل.

بعد القبض على "أدهم" تم إجراء كل الفحوصات والاختبارات اللازمة حتى اكتشفت المخابرات أن هذا الشاب عبارة جوهرة نادرة، وأن تم تشكيلة بطريقة صحيحة وجيدة سوف تجعله يصبح قائد عظيم للبلاد.

تم حجز "أدهم" داخل المنظمة.

بعد ذلك بدأ القائد بإحضار دكاترة نفسين مختصين من أجل علاجه، وتحسن عقله الذي أصبح مريضاً من كثرة الضغط والعذاب.

بعد ذلك تم تعليمه لغات عديدة ومختلفة، والتدريب على العمليات الحسابية الصعبة، تم تثقيفه على أعلى مستوى مع التدريب الجسدي المستمرة.

رغم كل المحاولات الفاشلة في إنقاذه وإخراجه من هذا المكان.

كان يشعر اللواء بالمسؤولية لأنه من كان أنقذ الشاب وأخرجه من السجن حتى يدخله سجن أخر، لذا ذهب إلى القائد الأعلى وأخبره:
- سيدي أطلق سراح أدهم من فضلك؟

- أدهم ليس إنسان عادي أنه سوف يصبح من أكفى الضباط التي لدينا.

- سيدي لقد وعدت ابنتي قبل الذهاب إني سوف أنقذه وأحضرها إليها.

- صادق هل تمزح؟

- لا يا سيدي أنه فعلا عريس ابنتي، وهذا الوعد الذي قطعته مع والده، وأن لم يتزوج من ابنتي لم أعطيها إلى أحد أخر وسوف تظل عانس.

ضحك القائد قائلاً:
- كيف ستقنع هذان الاثنان الذين لم يتقابلوا من قبل بالوقوع في الحب والزواج؟

- هذا لا يهم حتى أن اضطرت إجبارهم على هذا سوف أزوجهم لبعض.

- صادق ما رأيك أن ساعدتك في هذا؟

- كيف ستفعل ذلك يا سيدي!

- هذا سهل جداً بما أن أدهم أصبح أحد أبنائي يجب أن أختار له فتاة تصلح للزواج، وأن ابنتك هي الفتاة التي يتمنها جميع الضباط.

- ماذا ستفعل؟

- ابنتك مازالت في الثانوية العامة صحيح؟

- نعم صحيح يا سيدي.

- أجعلها تدخل كلية ألسن لغات قسم أدارة أعمال.

- لماذا يا سيدي؟ كنت أريد أدخلها كلية حربية.

- سأجعلهم يتقابلوا هناك، ويقعون في الحب ويتزوجوا عن حب وإخلاص دون معرفتهم بتدخلونا.

- هذه فكرة جيد جداً.

- إذن هل أنت موافق على ذلك؟

- نعم موافق جداً.

عندما وضع هذا الاتفاق كان أمر ومستقبل الاثنان أنتهى بالفعل عندما تم حدد كل شيء.

بعد دخوله الجامعة كانت الفتاة الأولى التي قابلها بالصدفة ووقع "أدهم" في حبها كانت "ميرنا"، ومنذ أول نظرة تعلق بها حتى دون معرفة اسمها.


عندما علم القائد بهذا الأمر بسبب وضع "أدهم" تحت المراقبة الدقيقة والمستمرة، حينها تدخلت المخابرات وتم إضاءة الضوء الأحمر، ووضع خطط من أجل إبعاد "ميرنا" عن طريقه.

في البداية فكر القائد بطردها من الجامعة حتى لا يتقابل مرة أخري، ولكن عندما أخبر اللواء قال:
- سيدي الأمر ليس خطير كما تعتقد؟

- هل تظن ذلك أنه قابلها مرة واحدة وظل يفكر بها طول الوقت ويبحث عنها كل يوم في الجامعة.

- ولكن سيدي أن ميرنا صديقة ابنتي الغالية أن أجبرتها على الخروج من الجامعة سوف تلاحقها ابنتي، وتذهب خلفها في كل مكان.

- حاول السيطرة على ابنتك.

- لا استطيع يا سيدي حالياً ابنتي تحب صديقتها أكثر من زوجها المستقبلي التي لم تعرفه.

- إذن ماذا سنفعل الآن هذا الوضع خطير جداً.

- كيف هو خطير سيدي؟!

- لا استطيع ترك أحد أبنائي بالزوج من فتاة مثل هذه.

- سيدي أنا لم أعطي زوج ابنتي إلى فتاة أخرى، ولكن ذلك لا يعني أن أتركك تهين هذه الفتاة أنها فتاة صالحة وصديقة جيدة ومخلصة لابنتي.

- صادق منذ الآن نضع خطة طوارئ من أجل أبعاد حياتهم عن حياة بعض.

- سيدي هل لديك خطة؟

- هذه الفتاة ما الموهبة التي تملكها؟

- أظن سمعت ابنتي تحكى عن مدي تعلقها الجديد بتصميم الملابس رغم أنها سيئة في هذا.

- هذا جيد لنساعدها على تنمية هذا الموهبة وتحقيق هذا الحلم.

- كيف ذلك؟

- سوف أخبرك عن مركز تجعلها تذهب إليه من أجل تعلم التصميم، وسوف أجل أيام التدريب على التصميم في أيام مختلفة عن أيام دراسة أدهم بهذه الطريقة لم يتقابلوا أبدا.

وسيظل لدي منى وأدهم فرصة يتعرفوا على بعض.

- أظن أنها فكرة جيدة.

- إذن لنبدأ في تحقيقها من الغد.

كانت هذه الخطة التي استطاع بها القائد إبعاد "ميرنا" عن طريق "أدهم" حتى انتهت أيام الجامعة.

بعد التخرج بمرور شهرين طلب القائد الأعلى لقاء اللواء صادق وعند مقابلة أخبره:
- صادق لقد أخبرتني من قبل أنك تريد أدخل ابنتك في سلك الشرطة؟

- نعم سيدي كانت أمنيتي فعلا منذ إنجابها.

- إذن أطلب منها التقديم إلى القسم الجديد الذي يتم إنشاءه في المخابرات.

- هل هناك قسم جديد يتم إنشاءه؟

- نعم لذلك أخبرك بإحضار ابنتك.

- حسنا سوف أخبرها وأرى أن كانت ستوافق أما تغير تفكرها.

- صادق لقد فعلت كما أردت، وجعلت أدهم يخطب ابنتك، لذا أفعل كما أريد وأقنعها بالذهاب، وأن كانت رافضة بالأمر حاول معها كثير.

- كما تريد سوف أحاول إقناعها.

- هذا جيد.

ذهب الوالد وأخبر أبنته عند القسم الجديد الذي يفتح في المخابرات، ويجب أن تذهب وتقدم به ولكنها أخبرته:
- هذا جيد سوف أذهب يا والدي ولكن.

- ولكن ماذا؟

- أريد أخذ ميرنا معي إلى هذا العمل.

- منى أنتِ تعلمين جيداً أن ميرنا لا تصلح للعمل في المخابرات.

- لماذا؟

- بسبب عمل والدتها، وأيضاً والدتها لديها ماضي سيء ممتلأ بالإشاعات القذرة.

- هذا ليس ذنب ميرنا.

- أعلم ذلك ولكنه قدرها.

- والدي الغالي ابحث ضمن اتصالاتك وإدخالها حتى نكون معاً أرجوك.

- إلى متى سوف تلتصقين بهذه الفتاة لقد أصبحتِ مخطوبة الآن يجب أن تنفصلي عنها حتى تبشري حياتك بهدوء وعقل.

ضحكت "منى" وقالت بسخرية:
- والدي هل يجب أن أجعل أدهم يتزوجنا نحن الاثنان حتى نكون معا دائماً؟!

صدم الأب ولم يستطع الإجابة على ابنته المجنونة، لأنه كان يعلم أن الحديث معها منتهى ولم تتراجع أبداً عن قرارها.

لذا عندما وجدها متماسكة بصديقتها، ورفضت الذهاب إلى مكان أي مكان من دون صديقتها الغالية.

ذهب إلى القائد الأعلى يخبره بما حدث، ورغم رفض القائد بهذا الأمر في البداية، ولكن عندما فكر جيداً أعتقد أنه فرصة جيدة حتى لا تدخل في حياة "منى" ف

أعطى القائد أمر التصريح الموافقة بإدخالها إلي اللواء واخبره:
- سوف أجعلها تمر باختبارات كلية الشرطة، ولكن نجاحها أو فشلها بين يديها.

- شكرا سيدي لم تندم على هذا القرار أنها فتاة شجاعة وقوية.

- أتمنى ذلك.

بعد ذهاب "شنكوف" جلس "أدهم" بمكتبه يتذكر اللحظة التي لم تتذكرها "ميرنا" وهي عندما قابل "ميرنا" أول مرة في الجامعة.

يتذكر هذه اللحظة عندما وقع في حبها من أول نظرة، وتذكر ثاني مرة قابلة بها كان يوم زفافه، ورغم حبه الكبير إلى "منى"، ولكنه شعر بالتعاسة لمقابلة متأخر.

كان هذا القدر الخافي والمؤلم داخل قلب "أدهم" الذي عاني الكثير منذ الطفولة حتى الآن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي