١٨
يومها رغم كل تأكيد من جاك إلا أننا لم نعط له بالاً، وفي الصباح استيقظنا لنجد أن جاك قد تسلل ليلاً وفعلها ومعه بعض الملابس لثلاثتنا.
نادى علينا:
_جون، كارينا تعالا بسرعة هناك مفاجأة.
جون:
_تباً لك ولثقالتك، مفاجأة ماذا في هذا الصباح أيها البائس، دعني أنم.
شاركت جون الرأي وقلت له:
_معه حق يا جاك، أنسيت كم عانينا في الأيام الماضية نحن بحاجةٍ للراحة.
جاك زهواً:
_استيقظا؛ لتريا أنني فعلتها.
فعدلنا جلوسنا أنا وجون وصرخنا معاً:
_جلبت العربة! مستحيل.
جاك راح يمشي كالطاووس ويضحك:
_نعم، نعم، هل كنتما تظنان بأني أهذي.
جون:
_أنت بطل.
سألته:
_وكيف حصل هذا، احكي لنا.
فراح يسرد لنا ما فعله ليلاً:
_عندما وجدتكم نيام، لم يأتني شعور بالنوم أبداً، وفكرت ملياً:
"سأستغل فرصة نيامهم وأتسلل إلى مهاجع تلك الكائنات وأحقق هدفي."
وفعلا مشيت بهدوء خلف أحد الحراس وهو يقف قرب مركبة وضربته على رأسه بعد ان وضعت يدي على فمه؛ كي لا يصرخ، وسحبته وأخفيته ونزعت ملابسه وتابعت إلى خيمته وسرقت ثلاثاً من ملابسه، وفتحت المركبة وها ٱنذا بينكم الآن.
قبلته على وجهه دون انتباه لتصرفي ومدحته بقولي:
_أنت بطلي.
ضحك جون وثرثر:
_اوووه، يبدو أن كارينا تستغل الظروف لتحقيق مأربها مع جاك.
قهقه جاك وأيدني:
_أعتقد هذا، معك حق يا جون.
غضبت منهما والتففت مرددةً التوبيخات التي لم تعد تؤثر بهما اطلاقاً.
لكن طلب جاك اوقفتي فاستدرت ثانيةً:
_توقفي كارينا وهيا نذهب في نزهة في تلك المركبة.
_ماذا؟ نزهة والآن!
_أجل هيا هيا، ارتديا تلك الملابس وضعوا الأقنعة وتعالا لن نلفت انتباه أحد.
جون:
_أجل، أجل هيا بنا.
خفت ولا ادري لماذا ولكنني وافقتهما في النهاية.
ولما جهزنا نظرنا إلى أشكالنا ورحنا نضحك ونضحك على مناظرنا المضحكة.
_هل نشبههم حقاً، ألن يكشفونا؟
سألتهما وكلاهما أجمع على أنه لا خطر ولن نكشف أبداً وأن أشكالنا تشبههم حقاً.
ركبنا وانطلقنا بتلك المركبة الغريبة الشبيهة بالمركبة المصغرة، وكان احساسنا كالمراهقين الذين يخرجون رحلة لأول مرة.
جاك:
_انظري كارينا إننا نمر بينهم وهم لا يدركون أننا نحن.
فرحت وشعرت بانتهاء الخوف واستمتعنا بالوقت حتى وصلنا إلى المركبة ودخلناها بعد ان وارينا المركبة المسروقة بين الأشجار المتعملقة.
تفحصت المركبة وأظهرت لهم مشاعري:
_لا ادري لماذا أشعر بارتباطٍ عاطفي مع هذه المركبة.
جاك:
_وأنا كذلك.
جون:
_أيُّ أحمقين أنتَ وهي، تشعرونَ بماذا؟!
دققت النظر بملامح وجهه وعرفته كاذباً:
_ حتى وإن لم تكن تعترف لكنك كاذب.
_أنت مغرورةٌ جداً.
_اخرس جون
_اخرسي أنت.
وفجأة أوقفنا صراخ جاك :
_اخرسااا، أنتما الاثنين جئت بكم؛ لنستمتع بوقتنا ونصلح المركبة أم نسيتما.
_امممم، أجل، أجل.
قلت هذا وغمزت بعيني لجون الذي تابع عني:
_امم نحن نلهو ليس أكثر، هيا بنا هيا.
جربنا وفعلنا ما بوسعنا؛ لتتحرك المركبة، لكنا لم ننجح، كانت تصعد وتهبط فوراً.
جاك:
_يبدو أننا فشلنا وأعتقد أن السبب هو الطاقة المغناطيسة المحيطة بالمكان.
_أجل لقد أخبرتني ساراسا بذلك.
وجلسنا متعبين يائسين ورحنا نخوضُ العراك مع الوقت بالأحاديث عن ما نحب وما نكره، ففاجأني جون عندما قال:
_كم كنت أحب الرسم والفنون، صحيحٌ أنني لا أتقنه، لكنني كنت أتابع المشاهير والرسامين ومعارضهم.
جاك:
_حقاً، أنك فاجأتني ياجون، امممم، وأنا الذي كنت أرى في تصرفاتك السابقة أجمل لوحة فنية.
واطلق ضحكته الساخرة ليرد له جون:
_ تبا لذكائك إذن يشبه لوحة العشاء الأخيرة.
فاجأني برديهما لبعضهما فما عدت أستطيع امتلاك نفسي من الضحك،
ثم قمنا وركبنا ثانيةً تلك المركبة، ولكننا ونحن نتحرك هوجمنا من تلك الشمطاء وأعوانها وحصلت بيننا مطاردة مخيفة.
جون:
_ اعترف أني كما قلت يا جاك لكن أرجوك، أسرع قبل أن يمسكونا.
جاك:
_ساندني أنت وكارينا، وأطلقا أشعتكم باتجاههم.
أمسكت ساعتي ووضعت إصبعي على ذلك الزر الذي يصدر الأشعة وكذلك جون، وبدأنا بالإطلاق عليهم رغم شراستهم في محاولة اللحاق بنا.
جون:
_كيف سنتخلص منهم؟ يكادون يلحقون بنا.
أيدته السؤال:
_أجل متى، فعددهم ليس سهلاً.
وبينما نحن نركب تلك المركبة ونطلق دون جدوى، سقطنا على الأرض وأدركنا أنها النهاية.
_هل سنموت على أيديهم يا جاك؟
قلت له بيأس وأنا أمسك يده ويد جون وكأنها المرة الأخيرة لي معهم.
حتى حركنا تلك الساعات في آن واحد وفي نفس الاتجاه، فصدر إشعاعٌ قويٌ جداً وظهرت فتحة غريبة أمامنا.
جون:
_يا إلهي! ما هذا، هل هذا هو الجحيم؟
نظرت إلى الخلف وقلت للرفاق:
_أننا مسيرون لا مخيرون، انظروا من سيصل إلينا بعد لحظات.
جاك:
_للأسف لا حل والخيار معكم.
جون:
لا نعلم ماذا ينتظرنا خلف تلك الفتحة وان لم ندخلها أسرونا وانتهت حياتنا على ايديهم.
فعاودنا ركوب المركبة وقررنا خوض مصيرنا ما بعد تلك الفتحة فدخلناها واختفت بعدنا.
كان ذلك كالحلم عندما صحونا لنجد أنفسنا
في مكان مختلف عن ذلك المكان الذي كنا فيه معالمه قديمة جداً، وكأننا لانزال نائمين.
ثم نزلنا من تلك المركبة ورحنا نتفرج حولنا.
جاك:
_هل نحن غير موجودن، أم أننا نحلم؟
جون وهو في حالة اندهاش شديدة:
_هل سيفاجئنا القدر ثانية؟
فقاطعتهم برأيي:
_أشعر بأننا وقعنا مجددا في مصيبة لن ننجو منها بسهولة.
جاك:
_فلنتفاءل ياجماعة ولكن ماهذا المكان، هل هو احد مواقع كوكب بينوس.
جون:
_الشكل العام لا يظهر هذا، ترى هل ارتحنا من تلك المخاطر.
تمنيت هذا ودعوت لي ولهم:
_يارب، اغفر لنا.
ركبنا مجدداً تلك المركبة ورحنا نستكشف المكان، حيث لا طيرٌ ولا بشر وكأنّ المكان مهجورٌ تماماً.
كنا كالتائهين لانعرف إلى أين سنصل، وعندما قررنا التوقف رأينا أحداً يشاجر ويتهجم بلغوٍ غريب مع أحدٍ أخر.
قلت لهما:
_على الأقل بشرٌ مثلنا.
جون:
_نقطة في صالحنا.
جاك:
_لنأمل أن الكابوس قد انتهى تماماً.
وفجاة اقترب منا الرجل وراح يكلمنا بلهجة غريبة لم نفهمها.
جاك:
_اهدأ سيدي ماذا تريد أن تخبرنا.
أخذ يثرثر وكأنه يهددنا ولكننا لم نفهم شيئاً.
فلطم يده على رأسه وأخرج منها جهازاً يشبه ذلك الجهاز الذي وضعته لي ساراسا على رأسي.
وفجاة أصبح لغوه مفهوماً حيث قال:
_ماذا تفعلون هنا أيها الغرياء الغريبون؟
فأجابه جاك بعد أن فكرّ بالرد قليلاً:
_إننا سياح .
_ولماذا ترتدون هذه الملابس البالية التي لم أرها من قبل، آها دعوني أحذر، أنتم تنتمون لفرقة تمثيل مسرحي متنقلة، أليس كذلك.
نظرنا إلى بعضنا جميعاً وكدنا أن نقع على الأرض من الضحك.
_ما بكم، هل تسخرون مني.
وراح يشتمنا بأسوأ الألفاظ ونحنا ننظر إليه باستغراب.
ثم فاجأنا بما اتهمنا به:
_أنتم لصوص، لقد سرقتم لوحة سيدي وسأجلب لكم الشرطة.
بدأنا نتلعثم:
_ماذا سرقة؟
_أجل سرقة يا لصوص، وستمضون أيامكم الأخيرة في الزنزانة.
همست لهما:
قلتم لي، هانت وأن وراء الصبر نهايةً جيدة، فلتتفضلوا إذاً استلموا.
لم يردا فكانت الصدمة تعميهم.
نادي الرجل على سيده الذي بدا عليه الوقار وكان يضع كل راسه جهازاً أيضاً
:
_ هؤلاء هم اللصوص ياسيدي.
الرجل بصوتٍ أجش:
_أنتم من فعلها، أيها الأوغاد، إما أن تعيدوها او سيحدث ما لا يحمد عقباه.
جاك:
_أهكذا تستقبلون سياحكم بالشتم والاتهام، هل هذه هي اخلاقكم.
جون:
_لا تتحدث معه، دعنا نمشي.
وانا وافقت جون الرأي وقلت لهم:
_فلنذهب.
لكن الرجل وصاحبه حملوا علينا السلاح، سلاحٌ غريب لم نره في حياتنا، وكأنه طرازٌقديمٌ جداً.
نظر إلينا جاك وقال:
ترى أين نحن وما هو مصيرنا هنا مع هؤلاء المعاتيه.
فقال الرجل الأول:
_أتتجرأ وتقول عن سيدي الموقر الفنان العظيم والشهير في كل مكان، (معتوها)، أقسم ان أجعلك تندم،
السيد:
_سرقت لوحتي (العشاءُ الأخير) ليلة البارحة، وأنا لم أخرج من البيت بعد فمن سرقها غيركم وانتم الوحيدون الواصلون إلى هنا.
صاح جون:
_لا أصدق هذا، هل أنت الفنان الشهير؟
حدقت به أنا وجاك وقرصته من يده، لكنه لم يهتم وكان فرحاً جداً وكأنه يرى والدته.
جاك:
_تعال واتركهما، كائنٌ من كان، لا يهمنا أمره، أنسيت أنهما نعتانا بالسرقة.
جزن بفرح والرجل يزهو أمامه بغرورٍ شديد:
_أنت لا تعرف، إنه الفنان الشهير ليوناروا دافنشي.
صرخنا انا وجاك:
_من؟! هذه مصيبة؟
الرجل الاول:
_ويحكم، أتقولون مصيبة.
قلت لجاك وجون همساً:
على مايبدو أننا دخلنا فتحة الزمن ولم نعد في نفس الفترة الزمنية بل دخلنا الماضي البعيد.
جون ببله كالعادة:
_ ماذا؟ أجل هذا لم بخطر على بالي أبداً.
جاك:
_هذا يعني، إننا لم ننته بعد من مخاطرنا، فتجهزوا.
نادى علينا:
_جون، كارينا تعالا بسرعة هناك مفاجأة.
جون:
_تباً لك ولثقالتك، مفاجأة ماذا في هذا الصباح أيها البائس، دعني أنم.
شاركت جون الرأي وقلت له:
_معه حق يا جاك، أنسيت كم عانينا في الأيام الماضية نحن بحاجةٍ للراحة.
جاك زهواً:
_استيقظا؛ لتريا أنني فعلتها.
فعدلنا جلوسنا أنا وجون وصرخنا معاً:
_جلبت العربة! مستحيل.
جاك راح يمشي كالطاووس ويضحك:
_نعم، نعم، هل كنتما تظنان بأني أهذي.
جون:
_أنت بطل.
سألته:
_وكيف حصل هذا، احكي لنا.
فراح يسرد لنا ما فعله ليلاً:
_عندما وجدتكم نيام، لم يأتني شعور بالنوم أبداً، وفكرت ملياً:
"سأستغل فرصة نيامهم وأتسلل إلى مهاجع تلك الكائنات وأحقق هدفي."
وفعلا مشيت بهدوء خلف أحد الحراس وهو يقف قرب مركبة وضربته على رأسه بعد ان وضعت يدي على فمه؛ كي لا يصرخ، وسحبته وأخفيته ونزعت ملابسه وتابعت إلى خيمته وسرقت ثلاثاً من ملابسه، وفتحت المركبة وها ٱنذا بينكم الآن.
قبلته على وجهه دون انتباه لتصرفي ومدحته بقولي:
_أنت بطلي.
ضحك جون وثرثر:
_اوووه، يبدو أن كارينا تستغل الظروف لتحقيق مأربها مع جاك.
قهقه جاك وأيدني:
_أعتقد هذا، معك حق يا جون.
غضبت منهما والتففت مرددةً التوبيخات التي لم تعد تؤثر بهما اطلاقاً.
لكن طلب جاك اوقفتي فاستدرت ثانيةً:
_توقفي كارينا وهيا نذهب في نزهة في تلك المركبة.
_ماذا؟ نزهة والآن!
_أجل هيا هيا، ارتديا تلك الملابس وضعوا الأقنعة وتعالا لن نلفت انتباه أحد.
جون:
_أجل، أجل هيا بنا.
خفت ولا ادري لماذا ولكنني وافقتهما في النهاية.
ولما جهزنا نظرنا إلى أشكالنا ورحنا نضحك ونضحك على مناظرنا المضحكة.
_هل نشبههم حقاً، ألن يكشفونا؟
سألتهما وكلاهما أجمع على أنه لا خطر ولن نكشف أبداً وأن أشكالنا تشبههم حقاً.
ركبنا وانطلقنا بتلك المركبة الغريبة الشبيهة بالمركبة المصغرة، وكان احساسنا كالمراهقين الذين يخرجون رحلة لأول مرة.
جاك:
_انظري كارينا إننا نمر بينهم وهم لا يدركون أننا نحن.
فرحت وشعرت بانتهاء الخوف واستمتعنا بالوقت حتى وصلنا إلى المركبة ودخلناها بعد ان وارينا المركبة المسروقة بين الأشجار المتعملقة.
تفحصت المركبة وأظهرت لهم مشاعري:
_لا ادري لماذا أشعر بارتباطٍ عاطفي مع هذه المركبة.
جاك:
_وأنا كذلك.
جون:
_أيُّ أحمقين أنتَ وهي، تشعرونَ بماذا؟!
دققت النظر بملامح وجهه وعرفته كاذباً:
_ حتى وإن لم تكن تعترف لكنك كاذب.
_أنت مغرورةٌ جداً.
_اخرس جون
_اخرسي أنت.
وفجأة أوقفنا صراخ جاك :
_اخرسااا، أنتما الاثنين جئت بكم؛ لنستمتع بوقتنا ونصلح المركبة أم نسيتما.
_امممم، أجل، أجل.
قلت هذا وغمزت بعيني لجون الذي تابع عني:
_امم نحن نلهو ليس أكثر، هيا بنا هيا.
جربنا وفعلنا ما بوسعنا؛ لتتحرك المركبة، لكنا لم ننجح، كانت تصعد وتهبط فوراً.
جاك:
_يبدو أننا فشلنا وأعتقد أن السبب هو الطاقة المغناطيسة المحيطة بالمكان.
_أجل لقد أخبرتني ساراسا بذلك.
وجلسنا متعبين يائسين ورحنا نخوضُ العراك مع الوقت بالأحاديث عن ما نحب وما نكره، ففاجأني جون عندما قال:
_كم كنت أحب الرسم والفنون، صحيحٌ أنني لا أتقنه، لكنني كنت أتابع المشاهير والرسامين ومعارضهم.
جاك:
_حقاً، أنك فاجأتني ياجون، امممم، وأنا الذي كنت أرى في تصرفاتك السابقة أجمل لوحة فنية.
واطلق ضحكته الساخرة ليرد له جون:
_ تبا لذكائك إذن يشبه لوحة العشاء الأخيرة.
فاجأني برديهما لبعضهما فما عدت أستطيع امتلاك نفسي من الضحك،
ثم قمنا وركبنا ثانيةً تلك المركبة، ولكننا ونحن نتحرك هوجمنا من تلك الشمطاء وأعوانها وحصلت بيننا مطاردة مخيفة.
جون:
_ اعترف أني كما قلت يا جاك لكن أرجوك، أسرع قبل أن يمسكونا.
جاك:
_ساندني أنت وكارينا، وأطلقا أشعتكم باتجاههم.
أمسكت ساعتي ووضعت إصبعي على ذلك الزر الذي يصدر الأشعة وكذلك جون، وبدأنا بالإطلاق عليهم رغم شراستهم في محاولة اللحاق بنا.
جون:
_كيف سنتخلص منهم؟ يكادون يلحقون بنا.
أيدته السؤال:
_أجل متى، فعددهم ليس سهلاً.
وبينما نحن نركب تلك المركبة ونطلق دون جدوى، سقطنا على الأرض وأدركنا أنها النهاية.
_هل سنموت على أيديهم يا جاك؟
قلت له بيأس وأنا أمسك يده ويد جون وكأنها المرة الأخيرة لي معهم.
حتى حركنا تلك الساعات في آن واحد وفي نفس الاتجاه، فصدر إشعاعٌ قويٌ جداً وظهرت فتحة غريبة أمامنا.
جون:
_يا إلهي! ما هذا، هل هذا هو الجحيم؟
نظرت إلى الخلف وقلت للرفاق:
_أننا مسيرون لا مخيرون، انظروا من سيصل إلينا بعد لحظات.
جاك:
_للأسف لا حل والخيار معكم.
جون:
لا نعلم ماذا ينتظرنا خلف تلك الفتحة وان لم ندخلها أسرونا وانتهت حياتنا على ايديهم.
فعاودنا ركوب المركبة وقررنا خوض مصيرنا ما بعد تلك الفتحة فدخلناها واختفت بعدنا.
كان ذلك كالحلم عندما صحونا لنجد أنفسنا
في مكان مختلف عن ذلك المكان الذي كنا فيه معالمه قديمة جداً، وكأننا لانزال نائمين.
ثم نزلنا من تلك المركبة ورحنا نتفرج حولنا.
جاك:
_هل نحن غير موجودن، أم أننا نحلم؟
جون وهو في حالة اندهاش شديدة:
_هل سيفاجئنا القدر ثانية؟
فقاطعتهم برأيي:
_أشعر بأننا وقعنا مجددا في مصيبة لن ننجو منها بسهولة.
جاك:
_فلنتفاءل ياجماعة ولكن ماهذا المكان، هل هو احد مواقع كوكب بينوس.
جون:
_الشكل العام لا يظهر هذا، ترى هل ارتحنا من تلك المخاطر.
تمنيت هذا ودعوت لي ولهم:
_يارب، اغفر لنا.
ركبنا مجدداً تلك المركبة ورحنا نستكشف المكان، حيث لا طيرٌ ولا بشر وكأنّ المكان مهجورٌ تماماً.
كنا كالتائهين لانعرف إلى أين سنصل، وعندما قررنا التوقف رأينا أحداً يشاجر ويتهجم بلغوٍ غريب مع أحدٍ أخر.
قلت لهما:
_على الأقل بشرٌ مثلنا.
جون:
_نقطة في صالحنا.
جاك:
_لنأمل أن الكابوس قد انتهى تماماً.
وفجاة اقترب منا الرجل وراح يكلمنا بلهجة غريبة لم نفهمها.
جاك:
_اهدأ سيدي ماذا تريد أن تخبرنا.
أخذ يثرثر وكأنه يهددنا ولكننا لم نفهم شيئاً.
فلطم يده على رأسه وأخرج منها جهازاً يشبه ذلك الجهاز الذي وضعته لي ساراسا على رأسي.
وفجاة أصبح لغوه مفهوماً حيث قال:
_ماذا تفعلون هنا أيها الغرياء الغريبون؟
فأجابه جاك بعد أن فكرّ بالرد قليلاً:
_إننا سياح .
_ولماذا ترتدون هذه الملابس البالية التي لم أرها من قبل، آها دعوني أحذر، أنتم تنتمون لفرقة تمثيل مسرحي متنقلة، أليس كذلك.
نظرنا إلى بعضنا جميعاً وكدنا أن نقع على الأرض من الضحك.
_ما بكم، هل تسخرون مني.
وراح يشتمنا بأسوأ الألفاظ ونحنا ننظر إليه باستغراب.
ثم فاجأنا بما اتهمنا به:
_أنتم لصوص، لقد سرقتم لوحة سيدي وسأجلب لكم الشرطة.
بدأنا نتلعثم:
_ماذا سرقة؟
_أجل سرقة يا لصوص، وستمضون أيامكم الأخيرة في الزنزانة.
همست لهما:
قلتم لي، هانت وأن وراء الصبر نهايةً جيدة، فلتتفضلوا إذاً استلموا.
لم يردا فكانت الصدمة تعميهم.
نادي الرجل على سيده الذي بدا عليه الوقار وكان يضع كل راسه جهازاً أيضاً
:
_ هؤلاء هم اللصوص ياسيدي.
الرجل بصوتٍ أجش:
_أنتم من فعلها، أيها الأوغاد، إما أن تعيدوها او سيحدث ما لا يحمد عقباه.
جاك:
_أهكذا تستقبلون سياحكم بالشتم والاتهام، هل هذه هي اخلاقكم.
جون:
_لا تتحدث معه، دعنا نمشي.
وانا وافقت جون الرأي وقلت لهم:
_فلنذهب.
لكن الرجل وصاحبه حملوا علينا السلاح، سلاحٌ غريب لم نره في حياتنا، وكأنه طرازٌقديمٌ جداً.
نظر إلينا جاك وقال:
ترى أين نحن وما هو مصيرنا هنا مع هؤلاء المعاتيه.
فقال الرجل الأول:
_أتتجرأ وتقول عن سيدي الموقر الفنان العظيم والشهير في كل مكان، (معتوها)، أقسم ان أجعلك تندم،
السيد:
_سرقت لوحتي (العشاءُ الأخير) ليلة البارحة، وأنا لم أخرج من البيت بعد فمن سرقها غيركم وانتم الوحيدون الواصلون إلى هنا.
صاح جون:
_لا أصدق هذا، هل أنت الفنان الشهير؟
حدقت به أنا وجاك وقرصته من يده، لكنه لم يهتم وكان فرحاً جداً وكأنه يرى والدته.
جاك:
_تعال واتركهما، كائنٌ من كان، لا يهمنا أمره، أنسيت أنهما نعتانا بالسرقة.
جزن بفرح والرجل يزهو أمامه بغرورٍ شديد:
_أنت لا تعرف، إنه الفنان الشهير ليوناروا دافنشي.
صرخنا انا وجاك:
_من؟! هذه مصيبة؟
الرجل الاول:
_ويحكم، أتقولون مصيبة.
قلت لجاك وجون همساً:
على مايبدو أننا دخلنا فتحة الزمن ولم نعد في نفس الفترة الزمنية بل دخلنا الماضي البعيد.
جون ببله كالعادة:
_ ماذا؟ أجل هذا لم بخطر على بالي أبداً.
جاك:
_هذا يعني، إننا لم ننته بعد من مخاطرنا، فتجهزوا.