الفصل الثلاثون حقيقة صادمة
بعد انتهاء "ميرنا" من المقابلة مع "شنكوف" ذهبت إلى المنظمة كي تقابل قائدها، وتخبره عما حدث من مستجدات.
عند وصولها جلست "ميرنا" أمام القائد تحدثه وتسأله:
- سيدي ماذا سأفعل الآن؟
- وان ما الأمر؟!
- يرد شنكوف إقامة زفاف هنا في مصر قبل السفر إلى روسيا.
- هذا الحقير يريد تقيدك.
- إذن ماذا سنفعل الآن!
- هل سألته عن "سفن؟
- نعم سيدي.
- ماذا قال؟
- سوف يطلق صرحها بعد الزواج والذهاب إلى روسيا.
- أنه كثير ذكي يريد ضمان الزواج حتى لا تنقذين صديقة سفن وتهربين من الزواج.
- ولكن سيدي.
- ما الأمر؟
- لقد علمت لماذا قتل أمير.
- لماذا قام بقتله؟
- المجرم الذي قتل منى كان أخيه الصغير وكان أمير هو الذي قتله بسلاحه.
- علمت الآن لماذا كان أمير الشخص الوحيد الذي قتله هذا الحقير من الفريق.
- سيدي ماذا سأفعل الآن كيف سأتزوج من شخص مجرم مثل هذا الرجل الحقير.
- وان لا تقلقي لم أنوي التضحية بك فأنا أبحث عن طريقة ذكية.
- سيدي عندما تأخرت في الرد وجدته جاء إلى الشركة، ويريد مشاركة "أدهم" في العمل.
- ماذا تعني بذلك أخبرني بالتفاصيل؟
- أنه يريد أن يغسل أمواله في شركة أدهم عن طريق مشاركته في صفقة ملابس التي ستحدث في تركيا.
- هذه الصفقة هل سوف يدخلها أدهم؟
- نعم يا سيدي أنه يستعد لها منذ فترة.
- ولكن هذا الأمر.
- ما الأمر سيدي؟
- هذه الصفقة مشبوهة.
- كيف هذا لقد رجعت كل أوراق وبيانات هذه الصفقة بنفسي؟
- هذه الصفقة معرف عنها أنها صفقة أسلحة سرية.
- كيف هذا أكيد يوجد خطأ في هذا الخبر.
- سوف أبحث في الأمر جيداً انتظري أجابتِ قريباً.
- سيدي والآن ماذا حدث مع فريق الإنقاذ الذي ذهب إلى روسيا هل تواصل إلى مكان سفن؟
- حتى الآن لا يوجد خبر عن هذا الأمر.
قاطع حديثهم مكالمة هاتفية إلى القائد جعلته يثور غضب، وعندما رأته "ميرنا" في هذه الحالة سألته:
- ما الأمر سيدي؟
- جاءتني أخبر أن فور وصل الآن إلى روسيا.
- كيف هذا ولماذا؟
- لا أعلم.
أخرجت "ميرنا" هاتفها، وطلبت "أحمد" تسأله:
- فور أين أنت الآن؟
- وصلت منذ عشرة دقائق إلى مطار بروسيا.
- كيف لك الذهاب إلى هناك بمفردك، وبدون معرفة أحد بذلك؟
- وان سوف أبحث عن سفن بنفسي، وأحاول إنقاذها لم أتركك تضحي بنفسك وتتزوجي من هذا اللعين.
- فور عود إلى هنا فوراً هذا خطر على حياتك.
- لن أعد بمفردي.
- فور لا تقلق سوف أجد حل لهذا الأمر.
- وان هل ترني مغفل؟ الآن الحل الوحيد الذي أمامك هو الزواج من هذا الحقير.
- أرجو عود يا فور الآن لا أريد خسارتك أيضاً؟
- لا تقلقي لم تخسرني ولم نخسر سفن سوف نعود قريباً نحن الاثنين سالمين.
أغلق "أحمد" المكالمة في وجهها، وجلست "ميرنا" ترتعش خوفاً، ولا تعلم ما يجب عليها فعله الآن حتى تنقذ الجميع من هذا القدر المؤلم.
بعد الانتهاء من المحادثة سألها القائد:
- ماذا أخبرك؟
- سيدي لا يوجد فائدة أنه مصمم على البقاء هناك والبحث بنفسه عن سفن.
- وان أظن أنه الوقت المناسب القبض على الخائن قبل أخبار رجال المافيا بوجود فور هناك.
- أظن ذلك يا سيدي.
رفع سماعة هاتف المكتب وأخبر أحدهم قائلاً:
- أفعل ذلك الآن.
بعد مكالمة القائد دخل أربعة ضباط غرفة الاتصالات، وتم القبض على "سمير"، ولكن كان الوقت متأخر جداً، لأنه كان أرسل أخبار إلى "شنكوف" بدخول "أحمد" إلى روسيا متنكر.
بعد القبض على الخائن علم القائد بما حدث وأخبر "ميرنا":
- وان لقد تأخر الوقت تم معرفة وجود فور داخل روسيا.
- سيدي سوف تصبح حياته في خطر الآن؟
رفعت "ميرنا" هاتفها بسرعة تتصل على "أحمد" حتى تخبره بما حدث لكي يؤمن نفسه، ولكن كان الهاتف مغلق.
في نفس الوقت داخل المطار بروسيا.
قبل خروج "أحمد" من مطار روسيا شعر بألم في معدته، وذهب إلى دورة المياه، وأثناء خروجه لاحظ وجود أفراد من عصابة المافيا الخاصة بـ "شنكوف".
حينها حاول الهروب من دون أن يشعر به أحد، ولكن فشل في ذلك.
لمحه أحد أفراد العصابة ثناء محاولته للهروب، ووقع هاتف وأنكسر، ولكن في النهاية استطاع "أحمد" خادعهم، والهروب بنجاح من هؤلاء الرجل.
كانت "ميرنا" في نفس الوقت تشعر بالرعب داخل مكتب القائد على صديقها الذي يخاطر بحياته بمفرده، والتي لم تستطع التواصل إليه، وعندما تمالكت أعصابها سألت القائد:
- سيدي ماذا سيحدث الآن؟
- لا تقلقي سوف أجد حل.
هاتف القائد أحد رجاله يخبرهم:
- أريد معرفة مكان "فور" داخل روسيا حالياً.
بعد انتهاء المكالمة سألته "ميرنا":
- سيدي هل يمكنك إخباري بالحقيقة الآن؟
- مالطا تقصدين يا وان؟
- لماذا سافر فور إلى روسيا قبل المهمة بفترة قصيرة منذ عامين؟
تنهد القائد بإحباط قائلاً:
- هذا الأمر كان فور يريد إخفاءه عن الجميع.
- لماذا يا سيدي؟
- لأنه كان يشعر بالإحراج والمهانة من هذا الأمر، ولكن الآن لا أستطيع إخفاء هذا الأمر عنك.
- أرجوك أخبرني بكل شيء عن سر فور؟
- وان هل تعلمي عن رجال الأعمال المعتز خيري؟
- هل تقصد ذلك الرجل الذي سرق مليار من الدولة والمواطنين وهرب؟
- نعم في الحقيقة أنه والد فور.
- ماذا كيف فور يمتلك أب مثل هذا اللص الذي لا ضمير؟
- ذلك الأمر ليس بيديه.
- بسبب هذا الرجل لقد مات الكثيرين من الناس بسبب ما فعله ذلك الحقير.
- لهذا السبب لم يكن يريدك فور أن تعلمي عن هذا الأمر.
- مسكين فور أنه شخص جيد، ولكنه يمتلك مصير سيء.
- أعلم ذلك لذا لم أتأثر بما فعله والده، وتركته يستمر في العمل لدى المنظمة.
- ولكن سيدي ما المرتبط بين سفره ووالده؟
- في الحقيقة والده سافر إلى روسيا، ولاحقه فور في هذا الوقت حتى يحاول إقناعه بالعودة، وأرجع حقوق الدولة والناس، ولكنه فشل في تحقيق ذلك، وتم قطع علاقته مع ولده للأبد.
- سيدي هل تعتقد أن فور من الممكن الذهاب إلى والده، وطلب المساعدة منه من أجل إنقاذ سفن؟
- وان في الحقيقة أتمنى ذلك، ولكن والده حقير لم أعلم أن كان سيوافق على مساعدته أما سيرفض ذلك.
جاء إلى القائد مكالمة، وبعد الرد عليه أخبر "ميرنا" بسعادة:
- الحمد لله لقد هرب فور بنجاح من رجال المافيا.
شعرت "ميرنا" بالارتياح من الخوف والرعب الذي كان متملك من قلبها، وقبل ذهابها أخبرت القائد:
- سيدي أتمنى وضع فايف في حراسة الطفلة والاعتناء بها جيداً لحين عودة فور.
- حسنا سوف أفعل ذلك.
خرجت "ميرنا" من المنظمة، وذهبت إلى منزل "أدهم" كي تراها وتطمئن على سلامة الطفلة.
عندما وصلت وجدت "أدهم" يفتح لها الباب له بوجه متخشب ومشاعر متبلد، وكأنها كان ينتظر وصولها.
عند دخولها سألته:
- أين ميرو؟
- داخل غرفتها.
- هل استطيع الصعود واللعب معها لفترة؟
- كما تريدين.
صعدت "ميرنا" وجلست تلعب مع الطفلة حتى وقت متأخر، وقبل ذهابها أخبرت الطفلة:
- سوف أحضر كل يوم أقضي معك الوقت حتى يعود سمير هل أنتِ موافقة يا ميرو؟
- بالطبع موافقة جيداً، ولكن هل سوف يتأخر سمير؟
- لا أعلم.
- لقد أخبرني أن أعد عشرين يوم، وسوف أجده أمام نظري عند الانتهاء من العد.
- أتمنى ذلك.
نزلت "ميرنا" من غرفة الطفلة، وذهبت إلى مكتب "أدهم"، وعند رؤيته سألته:
- أدهم لقد تأخر الوقت هل أستطيع المكوث وقضاء الليلة هنا؟
رغم سعادة "أدهم" بهذا الطلب المفاجئ، ولكنه ظل يتذكر ذلك المشهد المؤلم الذي رآه في الفندق، هذا المشهد المخيف الذي جلب له الكوابيس داخل أحلامه وهو مستيقظ.
عندما لم يجبها، ووجدته شارد الذهن سألته:
- أدهم هل تسمعني؟!
- ميرنا لقد أخبرتك من قبل أن هذا المنزل يعتبر منزلك أيضاً تستطيعين الحضور والذهاب كما تشائين وبدون أستأذن من أحد.
- شكرا يا أدهم الآن سوف أتركك تكمل ما تفعل.
لاحظ "أدهم" أنها غير طبيعية، ويظهر على وجهها الحزن والإحباط، وهذا الأمر كان يؤرقه كثيراً.
أنهى "أدهم" عمله متأخر، وكانت تقريباً الساعة الثانية صباحاً.
ذهاب إلى حديقة منزله الصغير يستنشق الهواء، وهناك وجد "ميرنا" تجلس في الظلام بمفردها شاردة الذهن.
شعر أن هناك شيء يؤلمها لذا ذهب إليها بفضول يسألها:
- ميرنا ما الأمر؟ لماذا مازالتِ مستيقظة حتى الآن!
- لا شيء هناك الكثير من الأفكار داخل عقلي ترهقني حالياً لذا لم استطع النوم.
- ما الأمر تستطيعين التحدث سوف أستمع إليكِ باهتمام؟
- لا شيء لا تهتم سأكون بخير غداً.
عندما وجدتها لا تريد التحدث لم يجبرها على التحدث حتى لا يضغطها أكثر، وظل جالس بجوارها بصمت لمدة حتى تذكر غياب صديقها "سمير" المفاجئ لذا سألها:
- ميرنا هل تعلمي لماذا ترك سمير العمل فجأة؟
- أنه لم يترك العمل لقد أخذ إجازة مؤقتا من أجل شأن خاص.
- ولكن ما حدث غير ذلك.
- ماذا تقصد؟!
- جاء إلي أمس كي يقدم استقالة وقال.
- ماذا قال؟
- قال أنه سيترك العمل، وعندما سألته لماذا؟ قال أنه سوف يذهب إلى مكان بعيد، ولا يعلم أن كان يستطيع العودة مرة أخرى أما لا.
- وكيف تركته يستقل بهذه السهولة؟!
- لقد حاولت معه كثيراً حتى لا يذهب متحججاً من تعلق ابنتي ميرو به، ولكن كان بالفعل اتخذ قراره.
- لا تهتم يا أدهم أعلم شخصيته هذا الصديق جيداً أنه عنيد جداً، وعندما يتخذ قرار لا يتراجع به.
- أظن أنه مثلك في هذا.
- أعلم ذلك لقد كان هذا السبب الذي جعلنا أصدقاء خلافاتنا الكثيرة على آرائنا وعتادنا جعلتنا أصدقاء مخلصين ومقربين.
- ميرنا هل ذهاب صديقك هو من أحزنك؟
- تقريباً لإنه ذهب من دون اخبري أو تودعي.
- من الممكن أن يكون لديه أمر ضروري.
- أعلم ذلك، ولكني لم أستطع الاعتراف بهذا.
- لا تقلقي سوف يكون صديقك بخير كوني واثقة أن عناده سوف ينقذه.
- أتمنى ذلك.
تنهدت ميرنا ونظرت إلى هاتفها وجدت أن الوقت تأخر، واقتربت الشمس على الشروق.
نظرت إلى "أدهم" وقالت:
- سوف أذهب للنوم لقد تأخر الوقت.
- حسناً اذهبي.
رغم أن "أدهم" أذن إليها بالذهاب، ولكنه بداخله كان يريدها أن تجلس أكثر من ذلك لأن كان الجلوس بجوارها هذه المدة جعلته أضعف ويشعر بالاشتياق والشغف.
لذا بعد نهوض "ميرنا" والذهاب تتجه إلى غرفتها تذكر هذه اللحظة الشائنة عندما رأى هذا الحقير يمسك بيديها، لذا ذهب خلفها واعترض طريقها، وسحبها داخل حضنه وقام بتقبيلها فجأة.
عند وصولها جلست "ميرنا" أمام القائد تحدثه وتسأله:
- سيدي ماذا سأفعل الآن؟
- وان ما الأمر؟!
- يرد شنكوف إقامة زفاف هنا في مصر قبل السفر إلى روسيا.
- هذا الحقير يريد تقيدك.
- إذن ماذا سنفعل الآن!
- هل سألته عن "سفن؟
- نعم سيدي.
- ماذا قال؟
- سوف يطلق صرحها بعد الزواج والذهاب إلى روسيا.
- أنه كثير ذكي يريد ضمان الزواج حتى لا تنقذين صديقة سفن وتهربين من الزواج.
- ولكن سيدي.
- ما الأمر؟
- لقد علمت لماذا قتل أمير.
- لماذا قام بقتله؟
- المجرم الذي قتل منى كان أخيه الصغير وكان أمير هو الذي قتله بسلاحه.
- علمت الآن لماذا كان أمير الشخص الوحيد الذي قتله هذا الحقير من الفريق.
- سيدي ماذا سأفعل الآن كيف سأتزوج من شخص مجرم مثل هذا الرجل الحقير.
- وان لا تقلقي لم أنوي التضحية بك فأنا أبحث عن طريقة ذكية.
- سيدي عندما تأخرت في الرد وجدته جاء إلى الشركة، ويريد مشاركة "أدهم" في العمل.
- ماذا تعني بذلك أخبرني بالتفاصيل؟
- أنه يريد أن يغسل أمواله في شركة أدهم عن طريق مشاركته في صفقة ملابس التي ستحدث في تركيا.
- هذه الصفقة هل سوف يدخلها أدهم؟
- نعم يا سيدي أنه يستعد لها منذ فترة.
- ولكن هذا الأمر.
- ما الأمر سيدي؟
- هذه الصفقة مشبوهة.
- كيف هذا لقد رجعت كل أوراق وبيانات هذه الصفقة بنفسي؟
- هذه الصفقة معرف عنها أنها صفقة أسلحة سرية.
- كيف هذا أكيد يوجد خطأ في هذا الخبر.
- سوف أبحث في الأمر جيداً انتظري أجابتِ قريباً.
- سيدي والآن ماذا حدث مع فريق الإنقاذ الذي ذهب إلى روسيا هل تواصل إلى مكان سفن؟
- حتى الآن لا يوجد خبر عن هذا الأمر.
قاطع حديثهم مكالمة هاتفية إلى القائد جعلته يثور غضب، وعندما رأته "ميرنا" في هذه الحالة سألته:
- ما الأمر سيدي؟
- جاءتني أخبر أن فور وصل الآن إلى روسيا.
- كيف هذا ولماذا؟
- لا أعلم.
أخرجت "ميرنا" هاتفها، وطلبت "أحمد" تسأله:
- فور أين أنت الآن؟
- وصلت منذ عشرة دقائق إلى مطار بروسيا.
- كيف لك الذهاب إلى هناك بمفردك، وبدون معرفة أحد بذلك؟
- وان سوف أبحث عن سفن بنفسي، وأحاول إنقاذها لم أتركك تضحي بنفسك وتتزوجي من هذا اللعين.
- فور عود إلى هنا فوراً هذا خطر على حياتك.
- لن أعد بمفردي.
- فور لا تقلق سوف أجد حل لهذا الأمر.
- وان هل ترني مغفل؟ الآن الحل الوحيد الذي أمامك هو الزواج من هذا الحقير.
- أرجو عود يا فور الآن لا أريد خسارتك أيضاً؟
- لا تقلقي لم تخسرني ولم نخسر سفن سوف نعود قريباً نحن الاثنين سالمين.
أغلق "أحمد" المكالمة في وجهها، وجلست "ميرنا" ترتعش خوفاً، ولا تعلم ما يجب عليها فعله الآن حتى تنقذ الجميع من هذا القدر المؤلم.
بعد الانتهاء من المحادثة سألها القائد:
- ماذا أخبرك؟
- سيدي لا يوجد فائدة أنه مصمم على البقاء هناك والبحث بنفسه عن سفن.
- وان أظن أنه الوقت المناسب القبض على الخائن قبل أخبار رجال المافيا بوجود فور هناك.
- أظن ذلك يا سيدي.
رفع سماعة هاتف المكتب وأخبر أحدهم قائلاً:
- أفعل ذلك الآن.
بعد مكالمة القائد دخل أربعة ضباط غرفة الاتصالات، وتم القبض على "سمير"، ولكن كان الوقت متأخر جداً، لأنه كان أرسل أخبار إلى "شنكوف" بدخول "أحمد" إلى روسيا متنكر.
بعد القبض على الخائن علم القائد بما حدث وأخبر "ميرنا":
- وان لقد تأخر الوقت تم معرفة وجود فور داخل روسيا.
- سيدي سوف تصبح حياته في خطر الآن؟
رفعت "ميرنا" هاتفها بسرعة تتصل على "أحمد" حتى تخبره بما حدث لكي يؤمن نفسه، ولكن كان الهاتف مغلق.
في نفس الوقت داخل المطار بروسيا.
قبل خروج "أحمد" من مطار روسيا شعر بألم في معدته، وذهب إلى دورة المياه، وأثناء خروجه لاحظ وجود أفراد من عصابة المافيا الخاصة بـ "شنكوف".
حينها حاول الهروب من دون أن يشعر به أحد، ولكن فشل في ذلك.
لمحه أحد أفراد العصابة ثناء محاولته للهروب، ووقع هاتف وأنكسر، ولكن في النهاية استطاع "أحمد" خادعهم، والهروب بنجاح من هؤلاء الرجل.
كانت "ميرنا" في نفس الوقت تشعر بالرعب داخل مكتب القائد على صديقها الذي يخاطر بحياته بمفرده، والتي لم تستطع التواصل إليه، وعندما تمالكت أعصابها سألت القائد:
- سيدي ماذا سيحدث الآن؟
- لا تقلقي سوف أجد حل.
هاتف القائد أحد رجاله يخبرهم:
- أريد معرفة مكان "فور" داخل روسيا حالياً.
بعد انتهاء المكالمة سألته "ميرنا":
- سيدي هل يمكنك إخباري بالحقيقة الآن؟
- مالطا تقصدين يا وان؟
- لماذا سافر فور إلى روسيا قبل المهمة بفترة قصيرة منذ عامين؟
تنهد القائد بإحباط قائلاً:
- هذا الأمر كان فور يريد إخفاءه عن الجميع.
- لماذا يا سيدي؟
- لأنه كان يشعر بالإحراج والمهانة من هذا الأمر، ولكن الآن لا أستطيع إخفاء هذا الأمر عنك.
- أرجوك أخبرني بكل شيء عن سر فور؟
- وان هل تعلمي عن رجال الأعمال المعتز خيري؟
- هل تقصد ذلك الرجل الذي سرق مليار من الدولة والمواطنين وهرب؟
- نعم في الحقيقة أنه والد فور.
- ماذا كيف فور يمتلك أب مثل هذا اللص الذي لا ضمير؟
- ذلك الأمر ليس بيديه.
- بسبب هذا الرجل لقد مات الكثيرين من الناس بسبب ما فعله ذلك الحقير.
- لهذا السبب لم يكن يريدك فور أن تعلمي عن هذا الأمر.
- مسكين فور أنه شخص جيد، ولكنه يمتلك مصير سيء.
- أعلم ذلك لذا لم أتأثر بما فعله والده، وتركته يستمر في العمل لدى المنظمة.
- ولكن سيدي ما المرتبط بين سفره ووالده؟
- في الحقيقة والده سافر إلى روسيا، ولاحقه فور في هذا الوقت حتى يحاول إقناعه بالعودة، وأرجع حقوق الدولة والناس، ولكنه فشل في تحقيق ذلك، وتم قطع علاقته مع ولده للأبد.
- سيدي هل تعتقد أن فور من الممكن الذهاب إلى والده، وطلب المساعدة منه من أجل إنقاذ سفن؟
- وان في الحقيقة أتمنى ذلك، ولكن والده حقير لم أعلم أن كان سيوافق على مساعدته أما سيرفض ذلك.
جاء إلى القائد مكالمة، وبعد الرد عليه أخبر "ميرنا" بسعادة:
- الحمد لله لقد هرب فور بنجاح من رجال المافيا.
شعرت "ميرنا" بالارتياح من الخوف والرعب الذي كان متملك من قلبها، وقبل ذهابها أخبرت القائد:
- سيدي أتمنى وضع فايف في حراسة الطفلة والاعتناء بها جيداً لحين عودة فور.
- حسنا سوف أفعل ذلك.
خرجت "ميرنا" من المنظمة، وذهبت إلى منزل "أدهم" كي تراها وتطمئن على سلامة الطفلة.
عندما وصلت وجدت "أدهم" يفتح لها الباب له بوجه متخشب ومشاعر متبلد، وكأنها كان ينتظر وصولها.
عند دخولها سألته:
- أين ميرو؟
- داخل غرفتها.
- هل استطيع الصعود واللعب معها لفترة؟
- كما تريدين.
صعدت "ميرنا" وجلست تلعب مع الطفلة حتى وقت متأخر، وقبل ذهابها أخبرت الطفلة:
- سوف أحضر كل يوم أقضي معك الوقت حتى يعود سمير هل أنتِ موافقة يا ميرو؟
- بالطبع موافقة جيداً، ولكن هل سوف يتأخر سمير؟
- لا أعلم.
- لقد أخبرني أن أعد عشرين يوم، وسوف أجده أمام نظري عند الانتهاء من العد.
- أتمنى ذلك.
نزلت "ميرنا" من غرفة الطفلة، وذهبت إلى مكتب "أدهم"، وعند رؤيته سألته:
- أدهم لقد تأخر الوقت هل أستطيع المكوث وقضاء الليلة هنا؟
رغم سعادة "أدهم" بهذا الطلب المفاجئ، ولكنه ظل يتذكر ذلك المشهد المؤلم الذي رآه في الفندق، هذا المشهد المخيف الذي جلب له الكوابيس داخل أحلامه وهو مستيقظ.
عندما لم يجبها، ووجدته شارد الذهن سألته:
- أدهم هل تسمعني؟!
- ميرنا لقد أخبرتك من قبل أن هذا المنزل يعتبر منزلك أيضاً تستطيعين الحضور والذهاب كما تشائين وبدون أستأذن من أحد.
- شكرا يا أدهم الآن سوف أتركك تكمل ما تفعل.
لاحظ "أدهم" أنها غير طبيعية، ويظهر على وجهها الحزن والإحباط، وهذا الأمر كان يؤرقه كثيراً.
أنهى "أدهم" عمله متأخر، وكانت تقريباً الساعة الثانية صباحاً.
ذهاب إلى حديقة منزله الصغير يستنشق الهواء، وهناك وجد "ميرنا" تجلس في الظلام بمفردها شاردة الذهن.
شعر أن هناك شيء يؤلمها لذا ذهب إليها بفضول يسألها:
- ميرنا ما الأمر؟ لماذا مازالتِ مستيقظة حتى الآن!
- لا شيء هناك الكثير من الأفكار داخل عقلي ترهقني حالياً لذا لم استطع النوم.
- ما الأمر تستطيعين التحدث سوف أستمع إليكِ باهتمام؟
- لا شيء لا تهتم سأكون بخير غداً.
عندما وجدتها لا تريد التحدث لم يجبرها على التحدث حتى لا يضغطها أكثر، وظل جالس بجوارها بصمت لمدة حتى تذكر غياب صديقها "سمير" المفاجئ لذا سألها:
- ميرنا هل تعلمي لماذا ترك سمير العمل فجأة؟
- أنه لم يترك العمل لقد أخذ إجازة مؤقتا من أجل شأن خاص.
- ولكن ما حدث غير ذلك.
- ماذا تقصد؟!
- جاء إلي أمس كي يقدم استقالة وقال.
- ماذا قال؟
- قال أنه سيترك العمل، وعندما سألته لماذا؟ قال أنه سوف يذهب إلى مكان بعيد، ولا يعلم أن كان يستطيع العودة مرة أخرى أما لا.
- وكيف تركته يستقل بهذه السهولة؟!
- لقد حاولت معه كثيراً حتى لا يذهب متحججاً من تعلق ابنتي ميرو به، ولكن كان بالفعل اتخذ قراره.
- لا تهتم يا أدهم أعلم شخصيته هذا الصديق جيداً أنه عنيد جداً، وعندما يتخذ قرار لا يتراجع به.
- أظن أنه مثلك في هذا.
- أعلم ذلك لقد كان هذا السبب الذي جعلنا أصدقاء خلافاتنا الكثيرة على آرائنا وعتادنا جعلتنا أصدقاء مخلصين ومقربين.
- ميرنا هل ذهاب صديقك هو من أحزنك؟
- تقريباً لإنه ذهب من دون اخبري أو تودعي.
- من الممكن أن يكون لديه أمر ضروري.
- أعلم ذلك، ولكني لم أستطع الاعتراف بهذا.
- لا تقلقي سوف يكون صديقك بخير كوني واثقة أن عناده سوف ينقذه.
- أتمنى ذلك.
تنهدت ميرنا ونظرت إلى هاتفها وجدت أن الوقت تأخر، واقتربت الشمس على الشروق.
نظرت إلى "أدهم" وقالت:
- سوف أذهب للنوم لقد تأخر الوقت.
- حسناً اذهبي.
رغم أن "أدهم" أذن إليها بالذهاب، ولكنه بداخله كان يريدها أن تجلس أكثر من ذلك لأن كان الجلوس بجوارها هذه المدة جعلته أضعف ويشعر بالاشتياق والشغف.
لذا بعد نهوض "ميرنا" والذهاب تتجه إلى غرفتها تذكر هذه اللحظة الشائنة عندما رأى هذا الحقير يمسك بيديها، لذا ذهب خلفها واعترض طريقها، وسحبها داخل حضنه وقام بتقبيلها فجأة.