١٩
وهكذا بين شد وصد اكتشفنا أن تلك الفتحة كانت فتحة العودة إلى الزمن وقد أوصلتنا إلى زمنٍ أخر
جون:
كم أنا فرح لأنني قابلت ليوناردو دافنشي.
جاك؛
_تسعد لأنك رأيت فناناً تشكيلياً وتنسى أننا ضعنا عبر الزمن، هل تريد أن أجن يا احمق.
شعرت وللمرة الاولى أن جاك خائفٌ جداً فسألته:
_ما الذي يقلقك حبيبي؟
_ أنت تدركين كارينا، أننا الآن تركنا كوكب بينوس، كوكب المخاطر والتعب لنقع فريسة فتحة للزمن لا ندري أين ستوصلنا.
_أجل ولكن للأسف جون لم يفهم بعد.
وفي خضم نقاشنا تدخل الرجل الذي يقول أنه دافنشي وقال غاضباً:
_أنصحكم بالاعتراف بمكان اللوحة وإلا سأطلب الشرطة حالاً.
غضب جاك وهجم على الرجل وأراد أن يضربه ولكني منعته وطلبت منه الهدوء..
_اهدأ جاك نحن بحاجتك.
_ دعيني ألقنه درساً كارينا، إنه مستفذٌ جداً.
_أنت بغضبك هذا تورطنا بمشاكل في مكانٍ لا نعلم عنه شيئاً.
_أتوسلُ إليكِ كارينا، انظري إلى ذلك الأبله جون الذي بدأ ينظر كعاشق للوحات رحل بتهمنا بالسرقة.
_سنجد حلاً حبيبي، أنا أثق بك.
لا أدري لماذا وللمرة الأولى أشعر بجمال عيني جاك، وأحسست بمشاعر تتدفق تجاهه ولكنني لا أستطيع إلا ضبط النفس تجاهه؛ حتى نعود إلى بلادنا.
"كم أريد أن أحدثك عن مشاعري تجاهك حبيبي، لكن"
قطع جون الأبله سلسلة حديثي مع نفسي وصرخ:
_دعني، دعني أرجوك لم أفعل سيئاً..
وإذا به ذلك الرجل يمسك به ويهددنا جميعاً.:
_إذا لم تعد واللوحة معك يا من ينادونك جاك، سأقتل صاحبك و تلك العربة ستصبح ملكي.
جاك بغضب وشرر:
_لا أصدق أنك دافنشي لابد أنك محتال سارق، دع جون وشأنه حالاً.
أيدت جاك بما قال:
_فعلاً معك حق دافنشي كان انساناً قبل إن يكون فنان..
قال الرجل بوقاحة:
_اخرسا ونفذا الأمر هيا.
وراح يدفع جون الأحمق السعيد بوجوده مع دافنشي إلى الأمام.
وانصرفت أنا وجاك نحاول أن نفهم ماذا يحدث لنا.
صرنا نمشي في تلك المدينة غرباء لا نعرف أحداً فيها نسأل ناسها ليعاملونا كأننا شحاتون، أو مجرمون.
_انظر جاك أشكال هؤلاء الناس مخيفة، ينظرون إلينا وكأننا سيئون.
_أبقي يدك في يدي حتى نجد حلاً.
ولطول مسيرنا،هلكنا وجلسنا قرب جسر؛ لنرتاح قليلاً.
وبينما نحن نجلس متعبين جائعين، اقترب منا فتىً صغير يسألنا بعض الطعام.
_أرجوكم أنا جائعٌ جداً ولا أملك النقود.
فقلت له بحزن:
_حالنا كحالك يا بني، نحن لا نملك النقود لشراء الطعام.
جاك:
_أليس لديك أهل.
_لا أنا يتيم.
_هل تسكن وحدك.
صمت الفتى ولم يتكلم، عندما أصررت عليه:
_قل حبيبي لا تخف، سنساعدك قدر المستطاع.
شعرنا بأن هذا الطفل خائفٌ لا يتجرأ على الكلام، وأن في عينيه وحعٌ كبير، فقمت بأخذه على جنب وإضغاء الراحة على نفسه :
_انظر حبيبي أنا مثلك الآن بلا أب ولا أم وحيدة، لكنني لا أسكت عن حقي.
لقد أحزنني منظر هذا المسكين
عندما سألني مطأطأً رأسه:
_هل أنت يتيمةٌ أيضاً؟
فتبسمت له ومسّدت على شعره:
_لا لست يتيمة لكنني تهت عن أمي وأبي وأنا الآن أحاول الوصول إليهما، أتعلم أني أشتاق لهما كثيراً.
دمعت عيناه وقال:
_حسناً سأحكي لكم قصتي فهل تستطيعون مساعدتي.
_طبعاً حبيبي الصغير، تعال وتكلم أمام أبوك جاك.
فتحت عيناه وقال:
_أبي، كم هي حميلةٌ هذه الكلمة، وكم هو رائع وحود الأب.
قبلته على رأسه ثم أمسكت يده، واتجهنا باتجاه جاك وبدأ الطفل يسرد لنا قصته:
_نعيش كمجموعة أطفال مع رجلٍ قاسٍ وظالم، يجعلنا نسرق ليقدم لنا السكن وإن لم نفعل يعاقبنا بقسوة.
_كم هو ظالم! إنه وحشٌ وليس إنساناً.
جاك وهو ينظر إلى الفتى بحزن:
_يبدو أن الحياة مليئةٌ بالقصص، وقصتنا ليست الوحيدة يا كارينا.
قال الطفل بعفوية:
_وهل أنتم أيضاً لديكم رجلٌ قاسٍ يجعلكم تسرقون.
ضحكت أنا وجاك من أعماقنا بسبب كلامه البريء.
جاك:
_لا عليك حبيبي، سنساعدك لا تقلق.
سألته وأنا أرى الخوف بعينيه:
_هل تستطيع أن تدلنا على مكان هذا الظالم.
تأتأ الفتى وبصعوبةٍ بالغةٍ تكلم قائلاً:
_أجل سأفعل، لكن عدوني لن تتخادلوا في الدفاع عني لأنه لو علم بي لقتلني.
وراح الفتى يبكي خائفاً ونحن نسير خلفه إلى أن أوصلنا إلى منزل مهجور وهنا قلت للفتى:
_ادخل أنت قبلنا، ونحن سندخل خلفك ونراقب؛ حتى لا يعرفَ ذلك الظالم أنك أنت من أخبرنا.
وقتها رحنا نراقب ونراقب حتى دخل عليهم رجلٌ سمين فاجأنا عندما أدار وجهه تجاهنا.
همست لجاك:
_يا إلهي، انظر يا جاك إنه ذلك الرجل الفنان، لا أصدق.
_قلت لك، أنني لا أصدق بأنه فنان من البداية، وأنه كاذب، ذلك الوغد.
_ترى أين هو جون الآن.
_انتظري لنراقب ونفهم.
عندها وقف ذلك الرجل أمام الأطفال من عدة أعمار وقال بصوتٍ أجش:
_هيا أروني ماذا بجعبتكم، ماذا سرقتم اليوم.
ثم أشار للفتى ذاته الذي تقدم بخوفٍ شديدٍ وقال له:
_هيي تعال أنت، أعطني ما جنيت اليوم.
تأتأ الصبيُّ مرتجفاً:
_سامحني يا سيدي، لن أكررها، لم أجن اليوم شيئاً.
فصرخ مزمجراً واقترب من الفتى وضربه ضرباً مبرحاً، والفتى يستنجد بنا:
_النجدة، النجدة، أرجوك يا جاك وأنت يا خالة، ساعدونا.
وهنا ارتجف قلبي ولم أستطع أن أمنع جاك الغاضب من التدخل فهجم عليه وأخذ يضربه حتى نزف دماً.
جاك:
_هل هذا هو الفنان يا فنان.
_اخرس، أنت لا تفهم ولتتنحى جانباً وإياك أن تتدخل.
فعاود جاك ضربه وربطه على كرسي
وبدأ يحقق في أمر هذا الرجل.
_هيا تكلم ما الذي تفعله أنت مع هؤلاء الفتية قبل أن أفقد صوابي، وأقتلك منهياً حياتك.
وهكذا وبعد ضغطٍّ شديدٍ مني ومن جاك وتهديدات ٍ متعددة نطق الرجل أخيراً:
_بدأتُ اختطفُ الأولاد في سنٍ مبكرةٍ، ورحت أربيهم على السرقة ومن مردوهم أعيش وأهمت الناس من سرقة اللوحات بأني فنا وأدعى دافنشي.
_ ماذا كانوا يسرقون؟
_مال، لوحات، أي شيء يسهل حمله.
جن جنون جاك وأمسكه من قميصه وقال له مهدداً:
_أين صديقي جون، أقسم إن أصابع الاتهام تدور حولك منذ البداية، فتكلم.
فأجاب بغير اكتراث:
_صديقك مسجون في القبو هنا في هذا البيت.
شعرت أنا بأن كل ما حدث يكاد يقضي على قلبي وسندت ظهري على الحائط كي لا أقع.
أما جاك فزمجر قائلاً:
_فك وثاق الأطفال جميعهم،
من ثم قدني إلى جون، هيا هيا.
تقدم أمامي ولا تتأخر.
وبعد ذلك وصل جون بعد تحريره وكان لا يزال يتحدث بفوقية زائدة بعد كل ما سبب لنا.
_لن تتغير أبداً يا جون.
...قلت له وأنا أسخر منه.
جون :
_اخرسي وما أدراني أنا بما يحدث.
جاك:
_ عليك تشغيل ذلك الوعاء الموجود في الرأس ثانيةً.
ضحكت وجاك ورافقنا جون لنكمل المشوار.
حيث كشفنا لجون سوء نوايا الرجل، وكان ذلك الطفل هو من دلنا على الحقيقة، حيث اتصلنا بالشرطة و قبضت على المخادع وحررت الأطفال وإحالت بهم إلى التحقيق؛ لتتأكد منهم من كان مخطوفاً، ومن كان يتيماً.
جاك:
علينا ان نسترجع المركبة ونخىج من هنا فوراً.
لكننا وجدنا الشرطة قد ألقت القبض على الرجل الثاني والمركبة أخذوها معه للتأكد من وضعها، فكما وصلنا أن الشرطة تعتبرها شيئاً غريباً.
ثرثرت قائلةً:
_لقد اعتقدوا أنها لسكان الفضاء، وكان اعتقادهم صائباً.
جاك:
_تباً، لن يكون من السهل علينا التحرك بدونها.
فهونت عليه:
_سنتدبر أمرنا ما دمت معنا حبيبي.
فاقترب مني ووضع يده على خصري وقال بحب:
_إن من نعم الله علي أنك معي يا حلوة، لوكان الظرف مناسبا لعلمتك درساً في الحب.
_تأدب جاك، وانظر إلى الناس هناك.
لقد لاحظنا ان أهل القرية غريبي الأطوار
يحدقون بنا ونحن نمر بينهم.
جون:
_لا بد أنهم سمعوا بما حدث معنا وسعدوا بنا، انظروا إلى نظرات الإعجاب في عيونهم.
سخر منه جاك:
_أيُّ عمى ألوانٍ قد أصابك، إنهم ينظرون إلينا بطريقةٍ غريبة جداً.
أيدت جاك وأنا أ ضغط على يده من شدة الخوف:
_ كم أنت أحمق يا جون يبظو أنك فقدت عقلك في هذه المدينة.
نظرت إلى جاك وقلت له بخوف:
ترى هل كان ما حدث هو البداية فقط.
ورحنا نمشي بسرعة كبيرة، وبدأت مجموعة من الناس يتبعوننا ولكن أشكالهم كانت مريبة فعيونهم مشخصة وأياديهم مسبلة.
جاك:
_إنهم يشبهون المومياء، علينا الاسراع من هنا.
صرنا نركص بسرعة وهم يركضون خلفنا ، پأشكالهم التي لبست طبيعية أبداً.
كعادته جون بدأ بالاضطراب والصراخ ومن صخرة إلى أخرى ومن شجرة إلى أخرى، لكننا لم ننجو منهم فقد قبضوا علينا.
_جاك، انتبه من الذي خلفك.
التفت جاك فرأى جون قد أصبح في قبضة ذلك الرجل بمنظرٍ يقشعر له البدن
جون:
كم أنا فرح لأنني قابلت ليوناردو دافنشي.
جاك؛
_تسعد لأنك رأيت فناناً تشكيلياً وتنسى أننا ضعنا عبر الزمن، هل تريد أن أجن يا احمق.
شعرت وللمرة الاولى أن جاك خائفٌ جداً فسألته:
_ما الذي يقلقك حبيبي؟
_ أنت تدركين كارينا، أننا الآن تركنا كوكب بينوس، كوكب المخاطر والتعب لنقع فريسة فتحة للزمن لا ندري أين ستوصلنا.
_أجل ولكن للأسف جون لم يفهم بعد.
وفي خضم نقاشنا تدخل الرجل الذي يقول أنه دافنشي وقال غاضباً:
_أنصحكم بالاعتراف بمكان اللوحة وإلا سأطلب الشرطة حالاً.
غضب جاك وهجم على الرجل وأراد أن يضربه ولكني منعته وطلبت منه الهدوء..
_اهدأ جاك نحن بحاجتك.
_ دعيني ألقنه درساً كارينا، إنه مستفذٌ جداً.
_أنت بغضبك هذا تورطنا بمشاكل في مكانٍ لا نعلم عنه شيئاً.
_أتوسلُ إليكِ كارينا، انظري إلى ذلك الأبله جون الذي بدأ ينظر كعاشق للوحات رحل بتهمنا بالسرقة.
_سنجد حلاً حبيبي، أنا أثق بك.
لا أدري لماذا وللمرة الأولى أشعر بجمال عيني جاك، وأحسست بمشاعر تتدفق تجاهه ولكنني لا أستطيع إلا ضبط النفس تجاهه؛ حتى نعود إلى بلادنا.
"كم أريد أن أحدثك عن مشاعري تجاهك حبيبي، لكن"
قطع جون الأبله سلسلة حديثي مع نفسي وصرخ:
_دعني، دعني أرجوك لم أفعل سيئاً..
وإذا به ذلك الرجل يمسك به ويهددنا جميعاً.:
_إذا لم تعد واللوحة معك يا من ينادونك جاك، سأقتل صاحبك و تلك العربة ستصبح ملكي.
جاك بغضب وشرر:
_لا أصدق أنك دافنشي لابد أنك محتال سارق، دع جون وشأنه حالاً.
أيدت جاك بما قال:
_فعلاً معك حق دافنشي كان انساناً قبل إن يكون فنان..
قال الرجل بوقاحة:
_اخرسا ونفذا الأمر هيا.
وراح يدفع جون الأحمق السعيد بوجوده مع دافنشي إلى الأمام.
وانصرفت أنا وجاك نحاول أن نفهم ماذا يحدث لنا.
صرنا نمشي في تلك المدينة غرباء لا نعرف أحداً فيها نسأل ناسها ليعاملونا كأننا شحاتون، أو مجرمون.
_انظر جاك أشكال هؤلاء الناس مخيفة، ينظرون إلينا وكأننا سيئون.
_أبقي يدك في يدي حتى نجد حلاً.
ولطول مسيرنا،هلكنا وجلسنا قرب جسر؛ لنرتاح قليلاً.
وبينما نحن نجلس متعبين جائعين، اقترب منا فتىً صغير يسألنا بعض الطعام.
_أرجوكم أنا جائعٌ جداً ولا أملك النقود.
فقلت له بحزن:
_حالنا كحالك يا بني، نحن لا نملك النقود لشراء الطعام.
جاك:
_أليس لديك أهل.
_لا أنا يتيم.
_هل تسكن وحدك.
صمت الفتى ولم يتكلم، عندما أصررت عليه:
_قل حبيبي لا تخف، سنساعدك قدر المستطاع.
شعرنا بأن هذا الطفل خائفٌ لا يتجرأ على الكلام، وأن في عينيه وحعٌ كبير، فقمت بأخذه على جنب وإضغاء الراحة على نفسه :
_انظر حبيبي أنا مثلك الآن بلا أب ولا أم وحيدة، لكنني لا أسكت عن حقي.
لقد أحزنني منظر هذا المسكين
عندما سألني مطأطأً رأسه:
_هل أنت يتيمةٌ أيضاً؟
فتبسمت له ومسّدت على شعره:
_لا لست يتيمة لكنني تهت عن أمي وأبي وأنا الآن أحاول الوصول إليهما، أتعلم أني أشتاق لهما كثيراً.
دمعت عيناه وقال:
_حسناً سأحكي لكم قصتي فهل تستطيعون مساعدتي.
_طبعاً حبيبي الصغير، تعال وتكلم أمام أبوك جاك.
فتحت عيناه وقال:
_أبي، كم هي حميلةٌ هذه الكلمة، وكم هو رائع وحود الأب.
قبلته على رأسه ثم أمسكت يده، واتجهنا باتجاه جاك وبدأ الطفل يسرد لنا قصته:
_نعيش كمجموعة أطفال مع رجلٍ قاسٍ وظالم، يجعلنا نسرق ليقدم لنا السكن وإن لم نفعل يعاقبنا بقسوة.
_كم هو ظالم! إنه وحشٌ وليس إنساناً.
جاك وهو ينظر إلى الفتى بحزن:
_يبدو أن الحياة مليئةٌ بالقصص، وقصتنا ليست الوحيدة يا كارينا.
قال الطفل بعفوية:
_وهل أنتم أيضاً لديكم رجلٌ قاسٍ يجعلكم تسرقون.
ضحكت أنا وجاك من أعماقنا بسبب كلامه البريء.
جاك:
_لا عليك حبيبي، سنساعدك لا تقلق.
سألته وأنا أرى الخوف بعينيه:
_هل تستطيع أن تدلنا على مكان هذا الظالم.
تأتأ الفتى وبصعوبةٍ بالغةٍ تكلم قائلاً:
_أجل سأفعل، لكن عدوني لن تتخادلوا في الدفاع عني لأنه لو علم بي لقتلني.
وراح الفتى يبكي خائفاً ونحن نسير خلفه إلى أن أوصلنا إلى منزل مهجور وهنا قلت للفتى:
_ادخل أنت قبلنا، ونحن سندخل خلفك ونراقب؛ حتى لا يعرفَ ذلك الظالم أنك أنت من أخبرنا.
وقتها رحنا نراقب ونراقب حتى دخل عليهم رجلٌ سمين فاجأنا عندما أدار وجهه تجاهنا.
همست لجاك:
_يا إلهي، انظر يا جاك إنه ذلك الرجل الفنان، لا أصدق.
_قلت لك، أنني لا أصدق بأنه فنان من البداية، وأنه كاذب، ذلك الوغد.
_ترى أين هو جون الآن.
_انتظري لنراقب ونفهم.
عندها وقف ذلك الرجل أمام الأطفال من عدة أعمار وقال بصوتٍ أجش:
_هيا أروني ماذا بجعبتكم، ماذا سرقتم اليوم.
ثم أشار للفتى ذاته الذي تقدم بخوفٍ شديدٍ وقال له:
_هيي تعال أنت، أعطني ما جنيت اليوم.
تأتأ الصبيُّ مرتجفاً:
_سامحني يا سيدي، لن أكررها، لم أجن اليوم شيئاً.
فصرخ مزمجراً واقترب من الفتى وضربه ضرباً مبرحاً، والفتى يستنجد بنا:
_النجدة، النجدة، أرجوك يا جاك وأنت يا خالة، ساعدونا.
وهنا ارتجف قلبي ولم أستطع أن أمنع جاك الغاضب من التدخل فهجم عليه وأخذ يضربه حتى نزف دماً.
جاك:
_هل هذا هو الفنان يا فنان.
_اخرس، أنت لا تفهم ولتتنحى جانباً وإياك أن تتدخل.
فعاود جاك ضربه وربطه على كرسي
وبدأ يحقق في أمر هذا الرجل.
_هيا تكلم ما الذي تفعله أنت مع هؤلاء الفتية قبل أن أفقد صوابي، وأقتلك منهياً حياتك.
وهكذا وبعد ضغطٍّ شديدٍ مني ومن جاك وتهديدات ٍ متعددة نطق الرجل أخيراً:
_بدأتُ اختطفُ الأولاد في سنٍ مبكرةٍ، ورحت أربيهم على السرقة ومن مردوهم أعيش وأهمت الناس من سرقة اللوحات بأني فنا وأدعى دافنشي.
_ ماذا كانوا يسرقون؟
_مال، لوحات، أي شيء يسهل حمله.
جن جنون جاك وأمسكه من قميصه وقال له مهدداً:
_أين صديقي جون، أقسم إن أصابع الاتهام تدور حولك منذ البداية، فتكلم.
فأجاب بغير اكتراث:
_صديقك مسجون في القبو هنا في هذا البيت.
شعرت أنا بأن كل ما حدث يكاد يقضي على قلبي وسندت ظهري على الحائط كي لا أقع.
أما جاك فزمجر قائلاً:
_فك وثاق الأطفال جميعهم،
من ثم قدني إلى جون، هيا هيا.
تقدم أمامي ولا تتأخر.
وبعد ذلك وصل جون بعد تحريره وكان لا يزال يتحدث بفوقية زائدة بعد كل ما سبب لنا.
_لن تتغير أبداً يا جون.
...قلت له وأنا أسخر منه.
جون :
_اخرسي وما أدراني أنا بما يحدث.
جاك:
_ عليك تشغيل ذلك الوعاء الموجود في الرأس ثانيةً.
ضحكت وجاك ورافقنا جون لنكمل المشوار.
حيث كشفنا لجون سوء نوايا الرجل، وكان ذلك الطفل هو من دلنا على الحقيقة، حيث اتصلنا بالشرطة و قبضت على المخادع وحررت الأطفال وإحالت بهم إلى التحقيق؛ لتتأكد منهم من كان مخطوفاً، ومن كان يتيماً.
جاك:
علينا ان نسترجع المركبة ونخىج من هنا فوراً.
لكننا وجدنا الشرطة قد ألقت القبض على الرجل الثاني والمركبة أخذوها معه للتأكد من وضعها، فكما وصلنا أن الشرطة تعتبرها شيئاً غريباً.
ثرثرت قائلةً:
_لقد اعتقدوا أنها لسكان الفضاء، وكان اعتقادهم صائباً.
جاك:
_تباً، لن يكون من السهل علينا التحرك بدونها.
فهونت عليه:
_سنتدبر أمرنا ما دمت معنا حبيبي.
فاقترب مني ووضع يده على خصري وقال بحب:
_إن من نعم الله علي أنك معي يا حلوة، لوكان الظرف مناسبا لعلمتك درساً في الحب.
_تأدب جاك، وانظر إلى الناس هناك.
لقد لاحظنا ان أهل القرية غريبي الأطوار
يحدقون بنا ونحن نمر بينهم.
جون:
_لا بد أنهم سمعوا بما حدث معنا وسعدوا بنا، انظروا إلى نظرات الإعجاب في عيونهم.
سخر منه جاك:
_أيُّ عمى ألوانٍ قد أصابك، إنهم ينظرون إلينا بطريقةٍ غريبة جداً.
أيدت جاك وأنا أ ضغط على يده من شدة الخوف:
_ كم أنت أحمق يا جون يبظو أنك فقدت عقلك في هذه المدينة.
نظرت إلى جاك وقلت له بخوف:
ترى هل كان ما حدث هو البداية فقط.
ورحنا نمشي بسرعة كبيرة، وبدأت مجموعة من الناس يتبعوننا ولكن أشكالهم كانت مريبة فعيونهم مشخصة وأياديهم مسبلة.
جاك:
_إنهم يشبهون المومياء، علينا الاسراع من هنا.
صرنا نركص بسرعة وهم يركضون خلفنا ، پأشكالهم التي لبست طبيعية أبداً.
كعادته جون بدأ بالاضطراب والصراخ ومن صخرة إلى أخرى ومن شجرة إلى أخرى، لكننا لم ننجو منهم فقد قبضوا علينا.
_جاك، انتبه من الذي خلفك.
التفت جاك فرأى جون قد أصبح في قبضة ذلك الرجل بمنظرٍ يقشعر له البدن