٢٠
صعق جاك وصرخ بخوف على جون، الذي كان صاحب الحظ الأسوأ بيننا.
بدأت أبكي لهول المنظر:
_جاك، ما هذا، أرجوك افعل شيئاً، جون في خطر محدق.
راح جاك يبكي:
_يا الله، لااا، جون، اتركوه، أرجوكم، لم نفعل لكم شيئاً.
تأزم الوضع وازداد سوءاً وصراخ جون قد ملأ المكان.
رحت أستنجد بجاك وأتوسل إليه:
_جاك، جاك أرجوك ، لقد قتلوا جون، انظر إليهم إنهم يقومون بعضّه غي رقبته، ماذا يفعل هؤلاء، ربااه، ماذا الآن يا الله.
اقترب مني جاك وأمسك يدي وبدا يسحبني ويركض وانا أنظر إلى الخلف وأحاول منعه.
_أسرعي كارينا، إنهم مصاصي دماء، وللأسف فقدنا جون، لقد أصبح مثلهم.
_لاا، لا تقل هذا، لا تهرب، لا تتركه، أرجوك يا جاك، توقف.
_هيا كارينا، بسرعة لا وقت لدينا، اركضي، وإلا جاء دورنا معهم، لقد تحول جون إلى مصاص دماء مثلهم انظري إليه.
صرنا نركص ونركض وهم يلاحقوننا ومعهم جون أيضاً.
وعندما وصلنا إلى صخرة، اختبأنا خلفها حتى ذهبوا، فسقطت على الارض مرهقةً يائسة من كل شيء،ورحت أصرخ وأبكي:
_لماذا، لماذا، لقد وعدناه أن يعود معنا إلى الأرض، ونصحح كل شيء هناك، لماذا يا جاك، ألن ينتهي هذا الغضب أبداً، ألن يسامحنا الله أبداً، لماذا حدث هذا مع جون، أنا حزينةٌ لأجله.
ضمني جاك ووضع رأسي على صدره وقال:
_قدرنا أن نعارك تلك القصص ونتخطاها معاً، لقد فقدنا أصدقاءنا، ولن أسمح بأن يحصل لك مكروه حبيبتي
_لا تتخلى عني جاك، أنا لا أريد أن أموت وأريد أن نعيش معاً.
ولكثرة ما بكيت وتكلمت ونحت نمت على صدر جاك، جاك الذي حملني إلى كوخ متطرف آمن لن يجدنا فيه أحد كما اعتقد هو.
وعندما صحوت وجدت جاك يطهو لي الطعام، ويضعه على طاولة وجدها في الكوخ.
ولم ادري كيف نسيت ما حصل بين الصاحية والنائمة فسألته:
_ألم يأتي جون بعد.
وفجأة، تذكرت ما حدث، وبدأت ابكي بحرقة وصار هو يبكي معي ثم مسح دموعه وقام إلي ومسح دموعي وسحبني إلى الطاولة، وجلس قربي وصار يطعمني بيديه.
_هيا كارينا، هيا علينا التحلي بالصبر والحذر.
_هل سننجو يا جاك.
_أعدك بذلك.
_صحيح نسيت ان أسألك بعد كل هذه الفترة، هل أنت مدخنة؟
ضحكت رغم الألم وأجبته:
_أتعلم أني نسيت أمر التدخين، نعم على الارض كنت مدخنة ولكن لست مدمنة، لكن لمَ تسأل؟
_لأني وجدت سجائر في هذا الكوخ، وأنا مدخن أيضاً، ما رأيك بواحدة؟
_أجل، أجل، هاتها فقد تنسيني ما أشعر به من وجع نفسي.
وهكذا أشعل لي سجاراً وله أيضاً، ورحنا نراقب بعضنا كيف ندخن و صرنا نضحك كالسكارى.
وبقينا على هذا الحال حتى حل الليل، وكنا قد هلكنا من التعب وعندما غفونا وبعد حوالي نصف ساعة استففت هلعةً على صوت ضوضاء خارج الكوخ فخفت كثيراً وأمسكت يد جاك، ووضعت رأسي تحت الغطاء.
ثم توالت الضوضاء فأيقظت جاك:
_جااك، جااك ، ما هذا؟ هناك أحدٌ في الخارج.
_امممم، كارينا ماذا تريدين الآن؟ أنا نعس جدا.
_جاك أنا خائفة.
وفجأة استيقظ جاك ونظر إلي بحنان وسحبني إليه ووضع راسي على ذراعه وضمني وقال لي:
_لا تخافي حبيبتي.
حاولت أن أبتعد عنه لكنه كان يضمني بقوة، و بدون سابق إنذار استسلمنا للحب ولم نتمكن من منع أنفسنا من الخطيئة والتصقت عواطفنا ونسينا عهداً أخذناه على أنفسنا بأن الحب لن يتكلل بالزواج إلا بين الاهل بعد العودة إلى الأرض.
_ماذا فعلنا يا جاك، يا إلهي خطيئة جديدة.
قلت هذا وصرت أبكي.
_حبيبتي لا تبكي سياتي اليوم الذي يبارك الاهل هذا الارتباط.
_ولكن، ولكن، لا ياربي سامحنا.
عشت فترة من تأنيب الضمير كانت تسقط عند رؤية عيني جاك لتكرار الخطيئة.
وبعد أيام عادت المخاوف لنا فقد تركني جاك؛ ليجلب لي بعض الطعام من الجوار.
فنسيت نفسي وتركت باب الكوخ مفتوحاً، ورحت أستذكر أيامي مع بيلي ومارك وجون وماذا حل بهم.
ولكن فجأة، سمعت صوتاً تسلل إلى مسمعي، وإذا به رجلٌ بدت عليه علامات الغرابة ذاتها، وتقدم مني وهاجمني فصرت أركض بكل اتجاه فحاول جاهداً أن ينال مني فأنيابه كانت واضحةً ومخيفةً.
قلبي بنبض بسرعة ورجلاي لم تعودا تحملاني ورحت أنادي وأستنجد:
_جاك، جاك، جاك النجدة يا جاك.
وعندما نال مني وأنا أرتجف من الخوف..
_رجاءً لا تقتلني، رجاء لا تفعل.
لكنه أخذ يصدر أصواتاً مخيفة كأصوات الذئاب، وعندما أمسك بي توقف قلبي، ووضع أنيابه على عنقي؛ ليقضي عليّ وتنتهي بي القصة إلى مصاصة دماء، لكنه سقط فوراً مغشياً عليه.
وإذا به جاك، يقف خلفه وهو يمسك بعصا:
_هل أنت بخير، هل نال منكِ، حبيبتي كارينا، لا تخافي أنا هنا معك.
كنت جامدةً لم أستوعب بعد أن جاك قد دخل وضربه على رأسه، وأنقذني.
_جاك حبيبي، أنتَ هنا.
صرت أضمه وأبكي من شدة الخوف.
_لا بد لنا من الرحيل كارينا، فوجودنا هنا أصبح خطراً علينا.
_أخ يا جاك، كنت أظن أن هدفنا الوحيد هو طريق العودة إلى الأرض، يبدو أنه قدر لنا الخطر والهرب منه طوال حياتنا.
_سلميها لخالقها.
وهكذا جمعنا مالنا في هذا الكوخ، مما يلزمنا في رحلة الهروب التي قدرت علينا، ثم انطلقنا إلى إلى درب المجهول.
ولم تتركنا المخاطر فقد توقفنا عند المغيب عند نبع؛ لنغسل وجهينا ونبلل فمنا ببعض الماء.
جاك:
_هيا علينا المتابعة.
_حسناً، هيا بنا
لكن صوت زئيرٍ أوقفنا..
سألت جاك وقد سقط قلبي بين قدمي:
_ما هذا يا جاك؟ هل هو أسد.
_لا أعتقد.
فأمسك بيدي وجعلني خلفه فوراً، وأخرج السكين التي جلبها من ذلك الكوخ.
_اهدأي وامشِ وراءي بحذر كارينا.
مشينا بهدوء والخوف يدبُّ قلبي، فخرجت لنا مجموعة من مصاصي الدماء المرعبة التي كان يبدو عليها بأنها جائعة فراحت تلاحقنا.
ونحن نركض بهلعٍ وسرعةٍ لم أعتدها بي، حتى نال التعب مني، وليزيد الطين بلة تعثرت على الأرض.
فنظرت إلى جاك والخوف يتسمر جوفي وقلت له بوداع وحزن:
_ارحل جاك، انجُ بنفسك هيا، فدتك نفسي.
ضحك جاك وقال لي:
_تخيلتك اليمامةفي مسلسل الزير سالم، ينقصنا في هذه اللحظة جون ليشبعك سخرية.
_كم انت وقح يا حبيبي، أنا أتكلم بجدية، اهرب ليس هناك وقت.
حملني على ذراعيه وبدأ يركض ويركض، بأقصى سرعته حتى وجدنا كوخاً أخر مهجوراً ليس فيه أحد، فدخلناه وأقفلنا خلفنا الباب.
سالت جاك:
_ماقصة هذه الأكواخ كلها مهجورة.
_أمر يدعو للغرابة حقاً، لكن لا تقلقي قد تكون صدفةً بحتةً.
وفوراً أشعل جاك النار في الموقد وأضاء المكان؛ لأنه يعلم أنّ الدراكولا يخاف الضوء والنار.
_لن تنطفأ النار من هذا الكوخ حتى نجد حلاً نهائياً.
وضعت رأسي على كتفه وأنا جد خائفة، وقضينا تلك الليلة ساهرين لم تغفل لنا عيناً، أما تلك الكائنات فبقيت تدور حول الكوخ وتصدر أصواتاً مخيفة.
_ما العمل يا جاك؟
_غدا صباحاً سنمشي من هنا فهذه الكائنات تخاف شمس النهار ولا تظهر إلا بعد المغيب.
طمأنني جاك وكلامه، ونمت بسرعة رغم كل الأصوات التي كانت تصدرها تلك الكائنات.
أما جاك فسهر الليل كله يوقد النار في المجمر حتى لا تغافلنا تلك الكائنات بخطرٍ جديد.
وفي الصباح كانت الكائنات قد رحلت ، لكنني استيقظت على إحساسٍ سيءٍ جداً وهو الإقياء.
استفرغت ما بأمعائي بالكامل.
فاقترب مني جاك ومسد لي كتفي؛ ليخفف عني لكنّ معدتي لم ترتح، وتمكن الإقياء مني عدة مرات.
جاك بقلق:
_لا بد أنّك تعرضت ليلة البارحة للبرد.
_لا إطلاقاً، لكنني أعاني هذه الحالة منذ فترة لا تقل عن أسبوع، وترافقها حالةُ دوارٍ، ولكن لا تقلق أنا بخير.
_أسبوع وأنا لا أعلم، ماذا سأفعل لا أعرف إن كان هناك أطباء هنا.
حملني على ذراعيه ووضعني على السرير الموجود في ذلك الكوخ، وحلب لي طعاما وماءً.
_ارتاحي لا شيء ألا الراحة حتى تبرأين من مرضك.
وبعد ساعة شعرت بالراحة فقلت له:
_هيا بنا جاك، يجب أن نتابع المغادرة من هذا المكان.
_لا أعلم إن كان هناك مكانٌ آمن في هذه المدينة الغريبة.
وعند.الباب قتل جاك بحب:
_حسناً حبي، هل أحملك؟
_لا عزيزي ، أنا بخير ما دمت معك.
_أحبك جداً.
وتابعنا طريقنا إلى المجهول، ونحن نفكر بجون صديقنا.
_ترى هل جون لا يزال على قيد الحياة.
_لا أعلم لكنني اشتقت لمزاحه كثيراً.
دمعت عيناي:
_وانا أيضا اشتقت لسخريته اللطيفة.
وبعد حوالي ساعتين شعرت بالجوع
الشديد وطلبت الطعام من جاك فأحضر لي بعض الفاكهة التي وجدناه على بعض الأشجار وما هي إلا دقائق من إتمام الطعام.
_اممم، جاك، سأتقيأ ساعدني.
وبعد الإقياء طالني الدوار واغمي علي.
_كارينا، كارينا.
كانت اخر كلمات جاك التي سمعتها قبل اغمائي، ولم أستيقظ إلا وقد وضعت في سرير وجاك يجلس قربي وهناك إمرأةٌ تقف قربنا.
_جاك، أين نحن.
قالت المراة:
_لا تخافي أنت هنا بأمان يا حلوة.
جاك:
_حبيبتي، إنها السيدة جاكلين، لقد انقذتنا واعتنت بك، إنها بشرية لا تخافي.
_شكراً سيدة جاكلين.
_على الرحب والسعة، للأسف يكثر مصاصي الدماء منذ حوالي السنة، وحتى الآن ضحايا البشر كثرت بسببهم.
_لطفك يا الله.
_ألا تريد ان تنقل لها الخبر السعيد يا بني.
نظرت ألى جاك وإليها:
_عن أي خبرٍ تتكلم السيدة يا جاك
بدأت أبكي لهول المنظر:
_جاك، ما هذا، أرجوك افعل شيئاً، جون في خطر محدق.
راح جاك يبكي:
_يا الله، لااا، جون، اتركوه، أرجوكم، لم نفعل لكم شيئاً.
تأزم الوضع وازداد سوءاً وصراخ جون قد ملأ المكان.
رحت أستنجد بجاك وأتوسل إليه:
_جاك، جاك أرجوك ، لقد قتلوا جون، انظر إليهم إنهم يقومون بعضّه غي رقبته، ماذا يفعل هؤلاء، ربااه، ماذا الآن يا الله.
اقترب مني جاك وأمسك يدي وبدا يسحبني ويركض وانا أنظر إلى الخلف وأحاول منعه.
_أسرعي كارينا، إنهم مصاصي دماء، وللأسف فقدنا جون، لقد أصبح مثلهم.
_لاا، لا تقل هذا، لا تهرب، لا تتركه، أرجوك يا جاك، توقف.
_هيا كارينا، بسرعة لا وقت لدينا، اركضي، وإلا جاء دورنا معهم، لقد تحول جون إلى مصاص دماء مثلهم انظري إليه.
صرنا نركص ونركض وهم يلاحقوننا ومعهم جون أيضاً.
وعندما وصلنا إلى صخرة، اختبأنا خلفها حتى ذهبوا، فسقطت على الارض مرهقةً يائسة من كل شيء،ورحت أصرخ وأبكي:
_لماذا، لماذا، لقد وعدناه أن يعود معنا إلى الأرض، ونصحح كل شيء هناك، لماذا يا جاك، ألن ينتهي هذا الغضب أبداً، ألن يسامحنا الله أبداً، لماذا حدث هذا مع جون، أنا حزينةٌ لأجله.
ضمني جاك ووضع رأسي على صدره وقال:
_قدرنا أن نعارك تلك القصص ونتخطاها معاً، لقد فقدنا أصدقاءنا، ولن أسمح بأن يحصل لك مكروه حبيبتي
_لا تتخلى عني جاك، أنا لا أريد أن أموت وأريد أن نعيش معاً.
ولكثرة ما بكيت وتكلمت ونحت نمت على صدر جاك، جاك الذي حملني إلى كوخ متطرف آمن لن يجدنا فيه أحد كما اعتقد هو.
وعندما صحوت وجدت جاك يطهو لي الطعام، ويضعه على طاولة وجدها في الكوخ.
ولم ادري كيف نسيت ما حصل بين الصاحية والنائمة فسألته:
_ألم يأتي جون بعد.
وفجأة، تذكرت ما حدث، وبدأت ابكي بحرقة وصار هو يبكي معي ثم مسح دموعه وقام إلي ومسح دموعي وسحبني إلى الطاولة، وجلس قربي وصار يطعمني بيديه.
_هيا كارينا، هيا علينا التحلي بالصبر والحذر.
_هل سننجو يا جاك.
_أعدك بذلك.
_صحيح نسيت ان أسألك بعد كل هذه الفترة، هل أنت مدخنة؟
ضحكت رغم الألم وأجبته:
_أتعلم أني نسيت أمر التدخين، نعم على الارض كنت مدخنة ولكن لست مدمنة، لكن لمَ تسأل؟
_لأني وجدت سجائر في هذا الكوخ، وأنا مدخن أيضاً، ما رأيك بواحدة؟
_أجل، أجل، هاتها فقد تنسيني ما أشعر به من وجع نفسي.
وهكذا أشعل لي سجاراً وله أيضاً، ورحنا نراقب بعضنا كيف ندخن و صرنا نضحك كالسكارى.
وبقينا على هذا الحال حتى حل الليل، وكنا قد هلكنا من التعب وعندما غفونا وبعد حوالي نصف ساعة استففت هلعةً على صوت ضوضاء خارج الكوخ فخفت كثيراً وأمسكت يد جاك، ووضعت رأسي تحت الغطاء.
ثم توالت الضوضاء فأيقظت جاك:
_جااك، جااك ، ما هذا؟ هناك أحدٌ في الخارج.
_امممم، كارينا ماذا تريدين الآن؟ أنا نعس جدا.
_جاك أنا خائفة.
وفجأة استيقظ جاك ونظر إلي بحنان وسحبني إليه ووضع راسي على ذراعه وضمني وقال لي:
_لا تخافي حبيبتي.
حاولت أن أبتعد عنه لكنه كان يضمني بقوة، و بدون سابق إنذار استسلمنا للحب ولم نتمكن من منع أنفسنا من الخطيئة والتصقت عواطفنا ونسينا عهداً أخذناه على أنفسنا بأن الحب لن يتكلل بالزواج إلا بين الاهل بعد العودة إلى الأرض.
_ماذا فعلنا يا جاك، يا إلهي خطيئة جديدة.
قلت هذا وصرت أبكي.
_حبيبتي لا تبكي سياتي اليوم الذي يبارك الاهل هذا الارتباط.
_ولكن، ولكن، لا ياربي سامحنا.
عشت فترة من تأنيب الضمير كانت تسقط عند رؤية عيني جاك لتكرار الخطيئة.
وبعد أيام عادت المخاوف لنا فقد تركني جاك؛ ليجلب لي بعض الطعام من الجوار.
فنسيت نفسي وتركت باب الكوخ مفتوحاً، ورحت أستذكر أيامي مع بيلي ومارك وجون وماذا حل بهم.
ولكن فجأة، سمعت صوتاً تسلل إلى مسمعي، وإذا به رجلٌ بدت عليه علامات الغرابة ذاتها، وتقدم مني وهاجمني فصرت أركض بكل اتجاه فحاول جاهداً أن ينال مني فأنيابه كانت واضحةً ومخيفةً.
قلبي بنبض بسرعة ورجلاي لم تعودا تحملاني ورحت أنادي وأستنجد:
_جاك، جاك، جاك النجدة يا جاك.
وعندما نال مني وأنا أرتجف من الخوف..
_رجاءً لا تقتلني، رجاء لا تفعل.
لكنه أخذ يصدر أصواتاً مخيفة كأصوات الذئاب، وعندما أمسك بي توقف قلبي، ووضع أنيابه على عنقي؛ ليقضي عليّ وتنتهي بي القصة إلى مصاصة دماء، لكنه سقط فوراً مغشياً عليه.
وإذا به جاك، يقف خلفه وهو يمسك بعصا:
_هل أنت بخير، هل نال منكِ، حبيبتي كارينا، لا تخافي أنا هنا معك.
كنت جامدةً لم أستوعب بعد أن جاك قد دخل وضربه على رأسه، وأنقذني.
_جاك حبيبي، أنتَ هنا.
صرت أضمه وأبكي من شدة الخوف.
_لا بد لنا من الرحيل كارينا، فوجودنا هنا أصبح خطراً علينا.
_أخ يا جاك، كنت أظن أن هدفنا الوحيد هو طريق العودة إلى الأرض، يبدو أنه قدر لنا الخطر والهرب منه طوال حياتنا.
_سلميها لخالقها.
وهكذا جمعنا مالنا في هذا الكوخ، مما يلزمنا في رحلة الهروب التي قدرت علينا، ثم انطلقنا إلى إلى درب المجهول.
ولم تتركنا المخاطر فقد توقفنا عند المغيب عند نبع؛ لنغسل وجهينا ونبلل فمنا ببعض الماء.
جاك:
_هيا علينا المتابعة.
_حسناً، هيا بنا
لكن صوت زئيرٍ أوقفنا..
سألت جاك وقد سقط قلبي بين قدمي:
_ما هذا يا جاك؟ هل هو أسد.
_لا أعتقد.
فأمسك بيدي وجعلني خلفه فوراً، وأخرج السكين التي جلبها من ذلك الكوخ.
_اهدأي وامشِ وراءي بحذر كارينا.
مشينا بهدوء والخوف يدبُّ قلبي، فخرجت لنا مجموعة من مصاصي الدماء المرعبة التي كان يبدو عليها بأنها جائعة فراحت تلاحقنا.
ونحن نركض بهلعٍ وسرعةٍ لم أعتدها بي، حتى نال التعب مني، وليزيد الطين بلة تعثرت على الأرض.
فنظرت إلى جاك والخوف يتسمر جوفي وقلت له بوداع وحزن:
_ارحل جاك، انجُ بنفسك هيا، فدتك نفسي.
ضحك جاك وقال لي:
_تخيلتك اليمامةفي مسلسل الزير سالم، ينقصنا في هذه اللحظة جون ليشبعك سخرية.
_كم انت وقح يا حبيبي، أنا أتكلم بجدية، اهرب ليس هناك وقت.
حملني على ذراعيه وبدأ يركض ويركض، بأقصى سرعته حتى وجدنا كوخاً أخر مهجوراً ليس فيه أحد، فدخلناه وأقفلنا خلفنا الباب.
سالت جاك:
_ماقصة هذه الأكواخ كلها مهجورة.
_أمر يدعو للغرابة حقاً، لكن لا تقلقي قد تكون صدفةً بحتةً.
وفوراً أشعل جاك النار في الموقد وأضاء المكان؛ لأنه يعلم أنّ الدراكولا يخاف الضوء والنار.
_لن تنطفأ النار من هذا الكوخ حتى نجد حلاً نهائياً.
وضعت رأسي على كتفه وأنا جد خائفة، وقضينا تلك الليلة ساهرين لم تغفل لنا عيناً، أما تلك الكائنات فبقيت تدور حول الكوخ وتصدر أصواتاً مخيفة.
_ما العمل يا جاك؟
_غدا صباحاً سنمشي من هنا فهذه الكائنات تخاف شمس النهار ولا تظهر إلا بعد المغيب.
طمأنني جاك وكلامه، ونمت بسرعة رغم كل الأصوات التي كانت تصدرها تلك الكائنات.
أما جاك فسهر الليل كله يوقد النار في المجمر حتى لا تغافلنا تلك الكائنات بخطرٍ جديد.
وفي الصباح كانت الكائنات قد رحلت ، لكنني استيقظت على إحساسٍ سيءٍ جداً وهو الإقياء.
استفرغت ما بأمعائي بالكامل.
فاقترب مني جاك ومسد لي كتفي؛ ليخفف عني لكنّ معدتي لم ترتح، وتمكن الإقياء مني عدة مرات.
جاك بقلق:
_لا بد أنّك تعرضت ليلة البارحة للبرد.
_لا إطلاقاً، لكنني أعاني هذه الحالة منذ فترة لا تقل عن أسبوع، وترافقها حالةُ دوارٍ، ولكن لا تقلق أنا بخير.
_أسبوع وأنا لا أعلم، ماذا سأفعل لا أعرف إن كان هناك أطباء هنا.
حملني على ذراعيه ووضعني على السرير الموجود في ذلك الكوخ، وحلب لي طعاما وماءً.
_ارتاحي لا شيء ألا الراحة حتى تبرأين من مرضك.
وبعد ساعة شعرت بالراحة فقلت له:
_هيا بنا جاك، يجب أن نتابع المغادرة من هذا المكان.
_لا أعلم إن كان هناك مكانٌ آمن في هذه المدينة الغريبة.
وعند.الباب قتل جاك بحب:
_حسناً حبي، هل أحملك؟
_لا عزيزي ، أنا بخير ما دمت معك.
_أحبك جداً.
وتابعنا طريقنا إلى المجهول، ونحن نفكر بجون صديقنا.
_ترى هل جون لا يزال على قيد الحياة.
_لا أعلم لكنني اشتقت لمزاحه كثيراً.
دمعت عيناي:
_وانا أيضا اشتقت لسخريته اللطيفة.
وبعد حوالي ساعتين شعرت بالجوع
الشديد وطلبت الطعام من جاك فأحضر لي بعض الفاكهة التي وجدناه على بعض الأشجار وما هي إلا دقائق من إتمام الطعام.
_اممم، جاك، سأتقيأ ساعدني.
وبعد الإقياء طالني الدوار واغمي علي.
_كارينا، كارينا.
كانت اخر كلمات جاك التي سمعتها قبل اغمائي، ولم أستيقظ إلا وقد وضعت في سرير وجاك يجلس قربي وهناك إمرأةٌ تقف قربنا.
_جاك، أين نحن.
قالت المراة:
_لا تخافي أنت هنا بأمان يا حلوة.
جاك:
_حبيبتي، إنها السيدة جاكلين، لقد انقذتنا واعتنت بك، إنها بشرية لا تخافي.
_شكراً سيدة جاكلين.
_على الرحب والسعة، للأسف يكثر مصاصي الدماء منذ حوالي السنة، وحتى الآن ضحايا البشر كثرت بسببهم.
_لطفك يا الله.
_ألا تريد ان تنقل لها الخبر السعيد يا بني.
نظرت ألى جاك وإليها:
_عن أي خبرٍ تتكلم السيدة يا جاك