الفصل الواحد والثلاثون حقيقة قاسية
عندما سحبها "أدهم" إلى صدره حينها علمت "ميرنا" أنها تمتلك مشاعر قوية تجاه هذا الرجل أكثر مما كانت تتوقع، ولكنها كانت في وضع لا يسمح لها بالاعتراف بهذا الحب والوقوع به الآن.
رغم أنها كانت تشتاق بشدة للبوح عن تلك المشاعر التي تحبسها بداخلها، ولكن كانت تشعر بالخوف من "شنكوف" الذي يطاردها في كل مكان، والذنب تجاه صديقتها الغالية "منى" التي ماتت فداءها.
منذ البداية استلمت لهذه المشاعر، ولكن عندما جمعت شتات نفسها رفعت يديها برقة تحاول أبعاده عنها رغم قوتها الجسدية القوية.
ولكن هذا الوقت فقدت كل شعورها وقوة تحكمها بنفسها استطاعت تلك القبلة التي لا تتعد الثواني السيطرة عليها، وتسلب قوة التحكم لديها.
حاولت تملكت نفسها، واتخذت خطوة إلى الخلف تبتعد عن "أدهم" وهي تبكي.
تركته حتى تذهب إلى غرفتها بدون أن تتحدث معه، وكان "أدهم" أيضاً في حالة ذهول مما حدث، لأنه شعر وقتها انه تم سحره.
ثاني يوم حين تناولهم الإفطار نظرت "ميرنا" إلى "ميرو" تسألها:
- ميرو هل تريدن أن إيصالك إلى المدرسة؟
- موافقة ولكن لدي شرط.
- ما هو؟
- غداً الإجازة الرسمية لنذهب معا إلى الملاهي.
عندما أقترحت الطفلة هذا الأمر شعرت "ميرنا" بسعادة غامرة لأنها سوف تجعلها تحقق مطالبها بقضاء يوم مرح مع الطفلة و"أدهم" لآخر مرة.
نظرت إلى "أدهم" تسأله بعينها ما رأيك، عندها أجاب "أدهم" على ابنته بمزاح:
- إذن هل أعطيها غداً إجازة من العمل ونذهب إلى رحلة إلى الملاهي؟!
- نعم يا والدي أتمنى ذلك.
- لنذهب للمرح غداً.
أخذت "ميرنا" الطفلة وإرساله إلى المدرسة أولاً وبعد ذلك عادت إلى الشركة، وعند وصولها هاتفتها السكرتيرة تسألها:
- سيدتي الرئيس يطلب حضورك إلى المكتب.
- حسنا سآتي.
ذهبت "ميرنا" إلى المكتب متوترة خائفة من محادثتها عما حدث أمس، وعند وصولها طلب منها:
- اجلسي هناك على صالون الضيوف حتى انتهي من العمل، ونتحدث.
جلست ميرنا" تنظرت "أدهم" حتى ينتهي من عمله، وداخل عقلها الألاف من الأفكار.
بعد انتهائه من العمل جلس أمام "ميرنا" ، وبدأ في سؤالها:
- ميرنا هل من الممكن أن نتحدث بصراحة أكثر؟
- ما الأمر يا أدهم؟
- ميرنا أظنك الآن تعلمين عن مشاعر تجاهك؟
- أظن ذلك.
- إذن لنكن صرحاء أكثر مع بعض؟
- ماذا تريد؟
- أخبرني بالحقيقة الكاملة التي تخفيها؟
- ليس الآن يا أدهم، ولكن لا تقلق سوف أخبرك بكل شيء عندما يحين الوقت.
- لم أنتظر حتى هذا الوقت أخبرني الآن؟
عندما وجدها لا تريد التحدث، وتحاول كتمان الأمر بدأ في سؤال:
- إذن أخبرني عن علاقتك مع جون؟
عندما سألها عن جون توترت، ولم تجد شيء تقوله لذا سألها:
- ما هي علاقته به؟!
توترت "ميرنا" وغضبت وأخبرته:
- أدهم لقد أخبرتك أني لا أريد التحدث الآن لماذا تجبرني على ذلك إذا؟
- لأني أشعر بوجود شيء غير طبيعي؟
- أدهم أترك الأمر الآن، وعندما نعود من النزهة غداً سوف أخبرك بشيء هام.
- حسناً سوف أنتظر حتى الغد.
عادت "ميرنا" إلى مكتبها، وجهزت رسالة استقالتها التي وضعتها داخل درج مكتبها، وجلست أنهت جميع أعمالها المتأخرة.
كانت حينها تشعر بخيبة الأمل لأنه لم يحدثها عن مشاعرهم رغم أنها كانت تتمنى بالا يتحدث عما حدث أمس، ولكن عندما لم يذكر الأمر شعرت بالإحباط.
ثاني يوم قامت "ميرنا" بتحضير كل الأشياء التي سوف تحتاج إليها الطفلة في هذه الرحلة، وصعدوا باكر إلى السيارة معا ليذهبوا إلى الملاهي.
بهذه النزهة كانت "ميرنا" تودع بها الطفلة و"أدهم" بصنع ذكريات جميلة ومميزة أخيرة معهما، لأنها لم تكن تعلم ما الذي سوف يحدث لها في المستقبل.
بعد انتهاء هذا اليوم الجميل جاء اتصال إلى "أدهم" من المحقق الذي أرسله في البحث عن ماضي "ميرنا"، وطلب مقابلة حتى يخبره بما توصل إليه.
كان هذا المخبر ضابط في المخابرات العامة، ولكنه ترك العمل بسبب مرض مزمن من عامين، ولكن مازالت علاقة جيدة مع فريقه.
لذا عندما طلب "أدهم" من هذا الرجل البحث في هذه المعلومات كان يعلم أنه يستطيع إحضار كل شيء بسهولة.
اتفق الاثنان على موعد، وترك الطفلة مع "ميرنا" وذهب لمقابلة، وحينها بدأ المخبر في أخباره:
- مرحبا أدهم لقد مر مدة منذ رؤياك في أخر مرة.
- عمرو كيف حالك، وكيف حال مرضك الآن؟
- بخير كل شيء تحت السيطرة لا تقلق.
- هذا جيد أتمنى ذلك.
- شكرا لك.
- عمرو أخبرني الآن ما توصلت إليه.
تنهد "عمرو" قائلاً:
- لماذا تبحث عن هذه الفتاة يا أدهم؟
- لماذا تسأل؟!
- هذه الفتاة ليست شخص عادي.
- كيف هذا؟
- أنها تعمل في المخابرات الخاصة وذات منصب كبيرة وأنها قائدة فريقها.
- إذن ماذا تفعل الآن داخل شريكتي ومنزلي؟
- لا أعلم لا يوجد بيانات عن ذلك ولكني أظن إن ذلك بسبب شعورها بالذنب.
- ماذا تقصد؟!
- في الحقيقة أن زوجتك وهذه الفتاة أصدقاء منذ مرحلة الثانوية العامة والجامعة.
- أعلم عن هذا الأمر.
- وأيضاً التحقوا معا إلى كلية الشرطة وصار في فريق مهمات واحد.
- علمت عن هذا الأمر أيضاً مؤخراً.
- وأيضاً.
توتر المخبر "عمرو" ولم يعلم كيف يخبره عن هذه المعلومات، وعندما لاحظ "أدهم" ذلك سأله:
- وأيضاً ماذا؟!
- في الحقيقية زوجتك ضحت بحياتها في سبيل إنقاذ هذه المرأة.
صدم "أدهم" وظل يخبر نفسه:
- إذن أنها لم تكن تكذب عندما قالت أن زوجتي ماتت بسببها، كنت أعتقد أنها تقول هذا الكلام حتى تقترب مني ومن الطفلة.
سمعه المخبر وهو يتحدث بهذه الطريقة لذا أوقفه قائلاً:
- أدهم هناك أمر آخر أكثر أهمية.
- ما الأمر يا عمرو؟!
- تلك الفتاة في خطر محدق.
- ماذا كيف هذا؟
- هناك زعيم مافيا يحاول الزواج منها، وأخذها إلى روسيا.
- هل تقصد شنكوف؟
- نعم كيف علمت عن هذا الرجل؟ هل تعلم أن أخيه الصغير من قتل زوجتك!
- كنت أعلم أنه السبب خلف مقتل زوجتي، ولكني لم أعلم عن موضوع أخيه حتى أخبرتني الآن.
- إذن ماذا ستفعل؟!
- سوف أحاول منعها من الاقتراب من هذا الحقير.
- لم تستطع ذلك.
- لماذا؟!
- لأن هذا الرجل لديه رفيقتها وأحد أعضاء فريقها لذا سوف تتزوج منه قريباً حتى تنقذ هذه الفتاة.
- لماذا الأمور معقدة إلى هذه الدرجة؟
- في الحقيقة الأمور أصعب مما تتوقع بكثير.
- ماذا تقصد؟
- هذا الرجل الذي يريد الزواج منها بسببه لقد قتلت صديقة عمرها، وثلاث أشخاص من فريقها ورفيقها تحت قبضتهم والرابع صديقها مفقود الآن.
- صديقها من؟
- أحمد أظن أنك تعرفه لأنه كان يعمل لديك تحت اسم سمير.
- ماذا سمير كيف فقد؟
- أظنه سافر إلى روسيا من أجل إنقاذ رفيقتهم حتى يمنع هذا الزواج ويقبض على هذا الحقير داخل مصر.
- لذلك كانت تعيسة هذا اليوم، ولكن كيف يحدث كل هذا، ولم تحاول أن تحدثني وتخبرني عنها كيف استطاعت تحمل كل هذا بمفردها؟
- لقد أخبرتك أن الأمر أكبر بكثير ما تتوقف.
- لم أكن أعلم أنها تتحمل كل هذا الأمر بمفردها.
- لأنها قائدة فريقها لذا يجب عليها ذلك، والآن ماذا ستفعل؟
- لا تهتم سوف أجد حل.
- ولكن يا أدهم هناك شيء أخرى.
- أخبرني بكل شيء.
- هذا الرجل شنكوف على حسب المعلومات التي جاءتني عن شخصيته الحقيقة أنه رجل لا يرحم ولا يشفق لأحد، وكان أخيه التي قتل مثل ابن له لقد قتل الشخص الذي قتله كيف سيترك ميرنا حية التي كانت السبب في موت أخيه وأيضاً يريد أن يتزوجها ويحبها؟!
- عمر أظن الأمر أكثر من ذلك بكثير.
- وأنا أظن ذلك أيضاً ولكن لا تقلق سأستمر في البحث عن هذا الأمر.
- أتمنى ذلك.
- لكن انتبه جيداً يا أدهم إلى حالك، ولا تدخل في أمر يعرض الجهاز إلى مشاكل أخرى.
ولكن في الحقيقة أن "أدهم" تدخل في هذا الأمر عندما قتلت زوجته “منى” صار يبحث عن سبب مقتلها حتى تواصل إلى من كان السبب خلف هذا الأمر رغم تجهله بعض الأمور الهامة.
بدأ في تحقيق رسمي بعد قتل بعض الرهائن الذين تم تحريرهم، وكان ينتظر خروج "شنكوف" من قلعة في روسيا حتى يستطيع القبض عليه، ولكنه لم يكن يعلم أنه سوف يأتي إلى مصر في يوما ما.
لذا نظر بإحباط إلى "عمرو" يخبره:
- سوف أفعل لا تقلق من هذا.
- ماذا ستفعل الآن؟ هذا الأمر أكبر بكثير من التغلب عليه بمفردك!
- سوف أجد طريقة لا تقلق.
- أدهم أظن أن يجب أن يعلم القائد الأعلى أنك علمت كل شيء وتطلب منه المساعدة.
- لا أظنه سوف يساعد أن كان يريد فعل شيء كان أخبرني بالحقيقة ولم يخفيها.
- أظن ذلك أيضاً ماذا سأقول الآن غير كون الله في العون.
- لا تقلق سوف أجد حل لا تهتم بهذا الأمر وأهتم بالعلاج حتى تصبح أفضل.
- حسناً إذن سأذهب الآن.
- عمرو أعتني بحالك حتى ألقاك المرة القادمة.
- حسناً إلى اللقاء.
ذهب عمر وتركت "أدهم" في حيرة من أمره يفكر في طريقة حتى يستطع إنقاذه "ميرنا" من هذا المصير.
أثناء ذهاب "عمرو" أعتذر في سره إلى "أدهم"، وظل يتذكر أنه عندما جلب هذه المعلومات من قائد "ميرنا" كان السبب في إشراكه في عملية إنقاذها من هذا الإرهابي، ولكن بشكل غير مباشر.
كان قائد "ميرنا" علم حقيقة شخصية "أدهم" التي يخفيها خلف صورة رجل الأعمال الناجح، وعندما علم أن صديقه "عمرو" يبحث خلف سيرة "ميرنا" جلبه إلى مكتبه.
أخبر القائد "عمرو" بكل شيء عن حقيقة هذا الأمر لأنه أراد أدخل "أدهم" في الأمر حتى يساعد في عملية إنقاذ الفريق والقبض على "شنكوف"
رغم أن مشروع أعداد "أدهم" سري للغاية، ولكن قائد فريق "ميرنا" كان يعلم عنه بسبب أنه كان مع والد منى عندما تم تجنيد والد "أدهم" من أجل المهمة في اليابان، وكان مع اللواء صادق أثناء تحرير وإنقاذ "أدهم" من المنشأة اليابانية من خمسة عشر عام.
لذا استغل صديقه "عمرو" لكي يصل الأمور إلى "أدهم" دون ظهوره في الصورة حتى لا يغضب القائد العام الذي كان تحت رعايته طول الوقت.
ذهب "أدهم" بعد ذلك إلى أكثر رجل يثق به، ويفضله هو والد زوجته الشهيدة "منى" اللواء "صادق" حتى يخبره بهذه الأمور.
تفاجئ اللواء قائلاً:
- ماذا ميرنا كيف يحدث لها كل هذا؟ ولم أعلم عن هذه الأمور!
- والدي ساعدني؟!
- لا تقلق سوف أساعدك أن ميرنا أعتبرها ابنتي وكانت صديقة وأخت إلى ابنتي لم أتركها تعاني بمفردها.
- إذن ماذا سنفعل الآن؟
- لا تقلق لدي علاقتي مع المخابرات الروسية سوف أطلب منهم المساعد في إنقاذ رفيقتها.
- إذن سوف أنتظر منك أتصال مفرح قريباً.
- لا تقلق.
توقف اللواء عن التحدث للحظات صمت، وبعد ذلك سأل "أدهم":
- أدهم هل تحب ميرنا؟
تردد للحظة "أدهم"، ولكنها تجمع شجاعته وقائلاً:
- والدي فهل أستطيع فعل ذلك؟
- لماذا لا تستطيع ذلك؟ هل بسبب ابنتي لا تريد أخباري عن مشاعرك.
صمت "أدهم" ولم يجبه لذا أخبره اللواء:
- أدهم ميرنا هي الشخص الوحيد الذي أثق في وجودها بجوارك أنت وحفيدتي.
- لماذا؟!
- لأني اعتبرها ابنتي وابنتي كانت تحبها إلى درجة أنه ضحت بحياتها خوفاً من فقدنا دون تفكير.
- هل كانوا أصدقاء جيداً إلى هذه الدرجة؟
- نعم كانوا أفضل الأصدقاء.
- شكر لك على تشجيع علاقتنا، ولكن الأهم الآن هو إنقاذها من هذه الكارثة حتى لا تضيع تضحية "منى" هدر.
- لا تقلق سوف أنقذها أنها ابنتي الأخرى.
- شكراً سيدي.
في الواقع كان اللواء يشعر بالذنب منذ مدة طويلة عندما فرق بين "أدهم وميرنا" من أجل أن يزوجه إلى ابنته "منى".
عندما علم أن "ميرنا" تقربت من عائلة "أدهم" شعر براحة شديدة وتمنى لهم السعادة والرخاء الأبدي.
رغم أنها كانت تشتاق بشدة للبوح عن تلك المشاعر التي تحبسها بداخلها، ولكن كانت تشعر بالخوف من "شنكوف" الذي يطاردها في كل مكان، والذنب تجاه صديقتها الغالية "منى" التي ماتت فداءها.
منذ البداية استلمت لهذه المشاعر، ولكن عندما جمعت شتات نفسها رفعت يديها برقة تحاول أبعاده عنها رغم قوتها الجسدية القوية.
ولكن هذا الوقت فقدت كل شعورها وقوة تحكمها بنفسها استطاعت تلك القبلة التي لا تتعد الثواني السيطرة عليها، وتسلب قوة التحكم لديها.
حاولت تملكت نفسها، واتخذت خطوة إلى الخلف تبتعد عن "أدهم" وهي تبكي.
تركته حتى تذهب إلى غرفتها بدون أن تتحدث معه، وكان "أدهم" أيضاً في حالة ذهول مما حدث، لأنه شعر وقتها انه تم سحره.
ثاني يوم حين تناولهم الإفطار نظرت "ميرنا" إلى "ميرو" تسألها:
- ميرو هل تريدن أن إيصالك إلى المدرسة؟
- موافقة ولكن لدي شرط.
- ما هو؟
- غداً الإجازة الرسمية لنذهب معا إلى الملاهي.
عندما أقترحت الطفلة هذا الأمر شعرت "ميرنا" بسعادة غامرة لأنها سوف تجعلها تحقق مطالبها بقضاء يوم مرح مع الطفلة و"أدهم" لآخر مرة.
نظرت إلى "أدهم" تسأله بعينها ما رأيك، عندها أجاب "أدهم" على ابنته بمزاح:
- إذن هل أعطيها غداً إجازة من العمل ونذهب إلى رحلة إلى الملاهي؟!
- نعم يا والدي أتمنى ذلك.
- لنذهب للمرح غداً.
أخذت "ميرنا" الطفلة وإرساله إلى المدرسة أولاً وبعد ذلك عادت إلى الشركة، وعند وصولها هاتفتها السكرتيرة تسألها:
- سيدتي الرئيس يطلب حضورك إلى المكتب.
- حسنا سآتي.
ذهبت "ميرنا" إلى المكتب متوترة خائفة من محادثتها عما حدث أمس، وعند وصولها طلب منها:
- اجلسي هناك على صالون الضيوف حتى انتهي من العمل، ونتحدث.
جلست ميرنا" تنظرت "أدهم" حتى ينتهي من عمله، وداخل عقلها الألاف من الأفكار.
بعد انتهائه من العمل جلس أمام "ميرنا" ، وبدأ في سؤالها:
- ميرنا هل من الممكن أن نتحدث بصراحة أكثر؟
- ما الأمر يا أدهم؟
- ميرنا أظنك الآن تعلمين عن مشاعر تجاهك؟
- أظن ذلك.
- إذن لنكن صرحاء أكثر مع بعض؟
- ماذا تريد؟
- أخبرني بالحقيقة الكاملة التي تخفيها؟
- ليس الآن يا أدهم، ولكن لا تقلق سوف أخبرك بكل شيء عندما يحين الوقت.
- لم أنتظر حتى هذا الوقت أخبرني الآن؟
عندما وجدها لا تريد التحدث، وتحاول كتمان الأمر بدأ في سؤال:
- إذن أخبرني عن علاقتك مع جون؟
عندما سألها عن جون توترت، ولم تجد شيء تقوله لذا سألها:
- ما هي علاقته به؟!
توترت "ميرنا" وغضبت وأخبرته:
- أدهم لقد أخبرتك أني لا أريد التحدث الآن لماذا تجبرني على ذلك إذا؟
- لأني أشعر بوجود شيء غير طبيعي؟
- أدهم أترك الأمر الآن، وعندما نعود من النزهة غداً سوف أخبرك بشيء هام.
- حسناً سوف أنتظر حتى الغد.
عادت "ميرنا" إلى مكتبها، وجهزت رسالة استقالتها التي وضعتها داخل درج مكتبها، وجلست أنهت جميع أعمالها المتأخرة.
كانت حينها تشعر بخيبة الأمل لأنه لم يحدثها عن مشاعرهم رغم أنها كانت تتمنى بالا يتحدث عما حدث أمس، ولكن عندما لم يذكر الأمر شعرت بالإحباط.
ثاني يوم قامت "ميرنا" بتحضير كل الأشياء التي سوف تحتاج إليها الطفلة في هذه الرحلة، وصعدوا باكر إلى السيارة معا ليذهبوا إلى الملاهي.
بهذه النزهة كانت "ميرنا" تودع بها الطفلة و"أدهم" بصنع ذكريات جميلة ومميزة أخيرة معهما، لأنها لم تكن تعلم ما الذي سوف يحدث لها في المستقبل.
بعد انتهاء هذا اليوم الجميل جاء اتصال إلى "أدهم" من المحقق الذي أرسله في البحث عن ماضي "ميرنا"، وطلب مقابلة حتى يخبره بما توصل إليه.
كان هذا المخبر ضابط في المخابرات العامة، ولكنه ترك العمل بسبب مرض مزمن من عامين، ولكن مازالت علاقة جيدة مع فريقه.
لذا عندما طلب "أدهم" من هذا الرجل البحث في هذه المعلومات كان يعلم أنه يستطيع إحضار كل شيء بسهولة.
اتفق الاثنان على موعد، وترك الطفلة مع "ميرنا" وذهب لمقابلة، وحينها بدأ المخبر في أخباره:
- مرحبا أدهم لقد مر مدة منذ رؤياك في أخر مرة.
- عمرو كيف حالك، وكيف حال مرضك الآن؟
- بخير كل شيء تحت السيطرة لا تقلق.
- هذا جيد أتمنى ذلك.
- شكرا لك.
- عمرو أخبرني الآن ما توصلت إليه.
تنهد "عمرو" قائلاً:
- لماذا تبحث عن هذه الفتاة يا أدهم؟
- لماذا تسأل؟!
- هذه الفتاة ليست شخص عادي.
- كيف هذا؟
- أنها تعمل في المخابرات الخاصة وذات منصب كبيرة وأنها قائدة فريقها.
- إذن ماذا تفعل الآن داخل شريكتي ومنزلي؟
- لا أعلم لا يوجد بيانات عن ذلك ولكني أظن إن ذلك بسبب شعورها بالذنب.
- ماذا تقصد؟!
- في الحقيقة أن زوجتك وهذه الفتاة أصدقاء منذ مرحلة الثانوية العامة والجامعة.
- أعلم عن هذا الأمر.
- وأيضاً التحقوا معا إلى كلية الشرطة وصار في فريق مهمات واحد.
- علمت عن هذا الأمر أيضاً مؤخراً.
- وأيضاً.
توتر المخبر "عمرو" ولم يعلم كيف يخبره عن هذه المعلومات، وعندما لاحظ "أدهم" ذلك سأله:
- وأيضاً ماذا؟!
- في الحقيقية زوجتك ضحت بحياتها في سبيل إنقاذ هذه المرأة.
صدم "أدهم" وظل يخبر نفسه:
- إذن أنها لم تكن تكذب عندما قالت أن زوجتي ماتت بسببها، كنت أعتقد أنها تقول هذا الكلام حتى تقترب مني ومن الطفلة.
سمعه المخبر وهو يتحدث بهذه الطريقة لذا أوقفه قائلاً:
- أدهم هناك أمر آخر أكثر أهمية.
- ما الأمر يا عمرو؟!
- تلك الفتاة في خطر محدق.
- ماذا كيف هذا؟
- هناك زعيم مافيا يحاول الزواج منها، وأخذها إلى روسيا.
- هل تقصد شنكوف؟
- نعم كيف علمت عن هذا الرجل؟ هل تعلم أن أخيه الصغير من قتل زوجتك!
- كنت أعلم أنه السبب خلف مقتل زوجتي، ولكني لم أعلم عن موضوع أخيه حتى أخبرتني الآن.
- إذن ماذا ستفعل؟!
- سوف أحاول منعها من الاقتراب من هذا الحقير.
- لم تستطع ذلك.
- لماذا؟!
- لأن هذا الرجل لديه رفيقتها وأحد أعضاء فريقها لذا سوف تتزوج منه قريباً حتى تنقذ هذه الفتاة.
- لماذا الأمور معقدة إلى هذه الدرجة؟
- في الحقيقة الأمور أصعب مما تتوقع بكثير.
- ماذا تقصد؟
- هذا الرجل الذي يريد الزواج منها بسببه لقد قتلت صديقة عمرها، وثلاث أشخاص من فريقها ورفيقها تحت قبضتهم والرابع صديقها مفقود الآن.
- صديقها من؟
- أحمد أظن أنك تعرفه لأنه كان يعمل لديك تحت اسم سمير.
- ماذا سمير كيف فقد؟
- أظنه سافر إلى روسيا من أجل إنقاذ رفيقتهم حتى يمنع هذا الزواج ويقبض على هذا الحقير داخل مصر.
- لذلك كانت تعيسة هذا اليوم، ولكن كيف يحدث كل هذا، ولم تحاول أن تحدثني وتخبرني عنها كيف استطاعت تحمل كل هذا بمفردها؟
- لقد أخبرتك أن الأمر أكبر بكثير ما تتوقف.
- لم أكن أعلم أنها تتحمل كل هذا الأمر بمفردها.
- لأنها قائدة فريقها لذا يجب عليها ذلك، والآن ماذا ستفعل؟
- لا تهتم سوف أجد حل.
- ولكن يا أدهم هناك شيء أخرى.
- أخبرني بكل شيء.
- هذا الرجل شنكوف على حسب المعلومات التي جاءتني عن شخصيته الحقيقة أنه رجل لا يرحم ولا يشفق لأحد، وكان أخيه التي قتل مثل ابن له لقد قتل الشخص الذي قتله كيف سيترك ميرنا حية التي كانت السبب في موت أخيه وأيضاً يريد أن يتزوجها ويحبها؟!
- عمر أظن الأمر أكثر من ذلك بكثير.
- وأنا أظن ذلك أيضاً ولكن لا تقلق سأستمر في البحث عن هذا الأمر.
- أتمنى ذلك.
- لكن انتبه جيداً يا أدهم إلى حالك، ولا تدخل في أمر يعرض الجهاز إلى مشاكل أخرى.
ولكن في الحقيقة أن "أدهم" تدخل في هذا الأمر عندما قتلت زوجته “منى” صار يبحث عن سبب مقتلها حتى تواصل إلى من كان السبب خلف هذا الأمر رغم تجهله بعض الأمور الهامة.
بدأ في تحقيق رسمي بعد قتل بعض الرهائن الذين تم تحريرهم، وكان ينتظر خروج "شنكوف" من قلعة في روسيا حتى يستطيع القبض عليه، ولكنه لم يكن يعلم أنه سوف يأتي إلى مصر في يوما ما.
لذا نظر بإحباط إلى "عمرو" يخبره:
- سوف أفعل لا تقلق من هذا.
- ماذا ستفعل الآن؟ هذا الأمر أكبر بكثير من التغلب عليه بمفردك!
- سوف أجد طريقة لا تقلق.
- أدهم أظن أن يجب أن يعلم القائد الأعلى أنك علمت كل شيء وتطلب منه المساعدة.
- لا أظنه سوف يساعد أن كان يريد فعل شيء كان أخبرني بالحقيقة ولم يخفيها.
- أظن ذلك أيضاً ماذا سأقول الآن غير كون الله في العون.
- لا تقلق سوف أجد حل لا تهتم بهذا الأمر وأهتم بالعلاج حتى تصبح أفضل.
- حسناً إذن سأذهب الآن.
- عمرو أعتني بحالك حتى ألقاك المرة القادمة.
- حسناً إلى اللقاء.
ذهب عمر وتركت "أدهم" في حيرة من أمره يفكر في طريقة حتى يستطع إنقاذه "ميرنا" من هذا المصير.
أثناء ذهاب "عمرو" أعتذر في سره إلى "أدهم"، وظل يتذكر أنه عندما جلب هذه المعلومات من قائد "ميرنا" كان السبب في إشراكه في عملية إنقاذها من هذا الإرهابي، ولكن بشكل غير مباشر.
كان قائد "ميرنا" علم حقيقة شخصية "أدهم" التي يخفيها خلف صورة رجل الأعمال الناجح، وعندما علم أن صديقه "عمرو" يبحث خلف سيرة "ميرنا" جلبه إلى مكتبه.
أخبر القائد "عمرو" بكل شيء عن حقيقة هذا الأمر لأنه أراد أدخل "أدهم" في الأمر حتى يساعد في عملية إنقاذ الفريق والقبض على "شنكوف"
رغم أن مشروع أعداد "أدهم" سري للغاية، ولكن قائد فريق "ميرنا" كان يعلم عنه بسبب أنه كان مع والد منى عندما تم تجنيد والد "أدهم" من أجل المهمة في اليابان، وكان مع اللواء صادق أثناء تحرير وإنقاذ "أدهم" من المنشأة اليابانية من خمسة عشر عام.
لذا استغل صديقه "عمرو" لكي يصل الأمور إلى "أدهم" دون ظهوره في الصورة حتى لا يغضب القائد العام الذي كان تحت رعايته طول الوقت.
ذهب "أدهم" بعد ذلك إلى أكثر رجل يثق به، ويفضله هو والد زوجته الشهيدة "منى" اللواء "صادق" حتى يخبره بهذه الأمور.
تفاجئ اللواء قائلاً:
- ماذا ميرنا كيف يحدث لها كل هذا؟ ولم أعلم عن هذه الأمور!
- والدي ساعدني؟!
- لا تقلق سوف أساعدك أن ميرنا أعتبرها ابنتي وكانت صديقة وأخت إلى ابنتي لم أتركها تعاني بمفردها.
- إذن ماذا سنفعل الآن؟
- لا تقلق لدي علاقتي مع المخابرات الروسية سوف أطلب منهم المساعد في إنقاذ رفيقتها.
- إذن سوف أنتظر منك أتصال مفرح قريباً.
- لا تقلق.
توقف اللواء عن التحدث للحظات صمت، وبعد ذلك سأل "أدهم":
- أدهم هل تحب ميرنا؟
تردد للحظة "أدهم"، ولكنها تجمع شجاعته وقائلاً:
- والدي فهل أستطيع فعل ذلك؟
- لماذا لا تستطيع ذلك؟ هل بسبب ابنتي لا تريد أخباري عن مشاعرك.
صمت "أدهم" ولم يجبه لذا أخبره اللواء:
- أدهم ميرنا هي الشخص الوحيد الذي أثق في وجودها بجوارك أنت وحفيدتي.
- لماذا؟!
- لأني اعتبرها ابنتي وابنتي كانت تحبها إلى درجة أنه ضحت بحياتها خوفاً من فقدنا دون تفكير.
- هل كانوا أصدقاء جيداً إلى هذه الدرجة؟
- نعم كانوا أفضل الأصدقاء.
- شكر لك على تشجيع علاقتنا، ولكن الأهم الآن هو إنقاذها من هذه الكارثة حتى لا تضيع تضحية "منى" هدر.
- لا تقلق سوف أنقذها أنها ابنتي الأخرى.
- شكراً سيدي.
في الواقع كان اللواء يشعر بالذنب منذ مدة طويلة عندما فرق بين "أدهم وميرنا" من أجل أن يزوجه إلى ابنته "منى".
عندما علم أن "ميرنا" تقربت من عائلة "أدهم" شعر براحة شديدة وتمنى لهم السعادة والرخاء الأبدي.