الفصل الثامن عشر موعد مع المرض

دلف أدهم إلى غرفة والدته، نظر إليها وقد تلألأت الدموع في عينيه .
نظرت الأم وبداخلها بركان شوق لهذا الأبن الذي حرمت منه منذ أكثر من خمسة وعشرون عامًا، فتحت ذراعيها مستقبلة ابنها العائد إليها، لكنه وقف متسمرًا في مكانه.

نظر سليم إليه وبدأ القلق يتسرب إلى قلبه على عمته، وقبل أن ينطق بكلمة واحدة، اندفع أدهم إلى قدم والدته وقام بتقبيلها وقد انفجر في البكاء، ثم تحدث إليها:
—أمي، لا تعلمين مدى اشتياقي إليكِ، لقد افتقدتك طوال أعوامي الماضية، كثيرًا ما كنت أشعر ببرودة واشتياق إلى حضن الأم الدافئ الذي حرمت منه.

انهمرت الدموع من عين الأم وامسكت بذراعي أدهم، جذبته إليها وقامت بضمه إلى صدرها وهي تصيح:
— بني، لقد انفطر قلبي حزنٌا على فراقك.

بكت الأم وبكي الأبن ولم يجد سليم أمامه سوى أن غادر الغرفة دون أن يشعر به أحد؛ حتي يترك العمة سميرة مع ابنها العائد تشبع عينيها منه وينفرد كلًا منهما بالٱخر.

صعد سليم إلى غرفته ليجد روح وقد ذهبت في نوم عميق.

نظر إليها وعلق قائلًا:
—حسنًا موعدنا في الصباح لا بد أن تنكشف الحقائق وأعلم ما الذي تخفينه عني.

في صباح اليوم التالي.
اجتمع الجميع على مائدة الطعام تفاجأت روح بوجود أدهم الذي بدت عليه السعادة بعد أن جمعه القدر بوالدته التي كان يعتقد طوال السنوات الماضية إنها قد توفيت كما أخبره والده.

نظر سليم إلى أدهم وحدثه قائلًا:
—ادهم، لقد اخبرتني عمتي أن والدك مريض، كيف حاله الٱن؟

أدهم وقد بدى عليه الحزن تحدث:
—لقد توفي والدي منذ عدة أيام، كان قد أخبرني قبل وفاته أن والدتي لم تتوفى وأنها ما زالت على قيد الحياة، وأنه اضطر إلى إخباري طوال السنوات الماضية بنبأ وفاتها عقابًا لها على عدم الإنصياع لأوامره.

ابتسمت الأم وأمسكت بيد ابنها وضعت قبلة حانية عليها ثم قالت:
—أشهد الله يا بني أنني سامحت والدك على حرماني منك طوال هذه السنوات، كيف لا أسامحه وقد اعتنى بك حتى صرت شابًا يافعًا .

نظر أدهم إلى والدته وقد علت الابتسامة وجهه وتحدث قائلًا:
—ليس هذا فحسب، لقد أصبح ابنك طبيبًا بارعًا أيضًا.

شعرت الأم بالسعادة وعانقت ابنها ثم قالت:
—بني، أكثر ما يسعد قلبي هو وجودك بجواري.

انتهى الجميع من تناول الطعام جلس سليم يتحدث إلى أدهم، بينما كان من الوقت إلى الٱخر يختلس النظرات إلى روح، التي بدت باهتة على غير عادتها.

لا حظ أدهم أن العلاقة بين الزوجين ليست على ما يرام،  تحدث إلى والدته التي قصت عليه الظروف القاسية التي مرت بهما، ثم حدثته:
—تلك الظروف يا بني قد جمدت مشاعر سليم، رغم المحاولات العديدة التي قمت بها إلا أن سليم لم يتفهم ما حدث ولم يغفر لروح زواجها بأخيه.

ابتسم أدهم وتحدث قائلًا:
—أمي، سليم ليس برجل قاسي القلب متجمد مشاعر، كنت أشاهده اليوم وهو ينظر إليها كالعاشق المحب.

ضحكت الأم وأعجبت بفراسة أدهم ثم حدثته:
— بني، يبدو أنك ورثت من والدتك الفراسة وسرعة البديهة.

نظر أدهم إلى والدته وشرد قليلٌا ثم قال:
— أمي، لقد كان والدي دائمٌا يخبرني بذلك، كان يقول:"أدهم لقد ورت من والدتك الذكاء وسرعة البديهة".

اومأت الأم برأسها وتلألأت الدموع داخل مقلتيها ثم علقت:
—رحمة الله عليه، كان متصلب الرأي دائمًا ما يظن أنه على حق ولا يعترف بخطأه، ولولا عناده لكن الحال بيننا قد تغير كثيرًا، ولكنه النصيب يا بني.

ربت أدهم على يد والدته وحدثها:
—أمي، إنني شخص يبغض الغرفة والخصام، فما رأيك في عمل حيلة تقرب بين الاثنين.

نظرت الأم بتعجب إلى ابنها العائد منذ ساعات قليلة ولكنه يتعامل كأنه شخص يعيش في هذا المنزل منذ سنوات عديدة وقالت:
—بني، لا أريدك أن تصطدم بسليم، إنه على الرغم من طيبته ورقة قلبه، إلا أنه غيور جدًا.

ابتسم أدهم وهمس إلى والدته :
—أمي، إن هذا ما ابغيه بالفعل، فأرجوا أن تساعديني على ذلك.

نظرت الأم إلى أدهم وأخذها الشرود فحدثت نفسها:
—ربي، ما أعظمك فأنت أعلم بالعبد من نفسه، تجمع بيني وبين ابني بعد أن يأس قلبي من رؤيته مرة اخرى.

استعد سليم الذهاب لمتابعة أعماله، قبل أن يغادر نظر إلى روح وحدثها قائلًا:
—لا تغادري المنزل حتى أعود؛ سوف أنهي كل شيء اليوم فاستعدي لذلك، لم أعد  أحتمل المزيد من الخداع والكذب.

غادر سليم المنزل بينما قررت روح أن تعد حقيبتها لتعود إلى بيت والدها.

منزل ليث الناجي .

ودع ليث زوجته فرحة قبل ذهابه إلى العمل، دنا منها وحدثها قائلًا:
—يمكنك الذهاب إلى منزل والدك إلى حين عودتي من العمل.

شعرت فرحة بالقلق الذي ينتاب ليث لخوفه من مكائد علية، فأرادت أن تبث بداخله الطمأنينة حتى لا ينشغل باله عليها وهو في عمله فحدثته:
—حبييي، لا داعي للقلق لقد أصبح لدي طريقتي في التعامل معها.

ضع ليث قبلة حانية على جبين فرحة وهمس قائلًا:
—حسنٌا، ولكن لا تتناولي شيء تقوم علية بإعداده.

أومأت فرحة برأسها وقالت:
—حسنًا، لن أتناول شيء تصنعه علية.

غادر ليث المنزل متجهٌا إلى عمله، بينما دلفت فرحة إلى غرفتها وظلت بها.

وقفت علية أمام غرفة فرحة تتسمع وتنظر إليها عبر ثقب الباب، فجأة قامت فرحة بفتح باب الغرفة وقد علت الابتسامة وجهها وحدثها:
—ما الذي  تفعلينه أيتها الحمقاء التي لا تكل ولا تمل عن إيذاء من حولها؟!
نظرت علية وقد تملكها الغيظ واشتعلت بداخلها نيران الغضب وقالت:
—سأظل هكذا حتى تخرجين من حياتي وحياة زوجي.

ابتسمت فرحة وتحدثت ساخرة:
—لم أدلف إلى حياته لأخرج منها، إنني اللعنة التي أصابة قلب زوجك، ألا وهي لعنة الحب.
نظرت علية إلى فرحة نظرة حادة يملؤها الغل والغيظ ثم انصرفت إلى غرفتها.

ليث في عمله مشغول البال على فرحة، نظر إليه صديقه عارف وحدثه قائلًا:
—ليث، ماذا بك أراك مشغول البال شاردًٌا على غير عادتك؟!

نظر ليث إلى عارف وحدثه:
—لا شيء ولكنني أشعر ببعض الإجهاد وكنت أفكر في العودة إلى المنزل.

ربت عارف على كتف ليث وحدثه:
—سلمك الله ليث، عد إلى منزلك وسوف أدبر أنا أمر العمل فلا داعي للقلق.

ابتسم ليث وشكر عارف ثم أستقل سيارته عائدًا إلى منزله وقد سيطر الخوف والقلق على قلبه؛ يخشى أن يصب فرحة مكروه.

منزل نصار الجوهري.
سليم يتحدث إلى حسان بشأن رعد ويقول:
—حسان، ماذا يحدث مع رعد منذ أن كنا نرتب لحفل الزفاف وأنا لم أراه مرة اخرى؟!

لم يجد حسان ما يقوله لسليم سوى أن يخبره قائلًا:
— سيدي، رعد مريض ولهذا السبب لم يأتي للعمل منذ فترة.

تعجب سليم وصاح قائلًا:
—كيف لم تقوم بإخباري بشيءٍ كهذا؟! صديقي وذراعي اليمنى مريض وأنا ٱخر من يعلم؟!

شعرت حسان ببعض التوتر ثم علق:
—سيدي، لقد أصر رعد علي وطلب مني ألا أخبرك بأمر مرضه هذا.

اصطحب سليم حسان إلى منزل رعد، وما إن دلف إلى منزل رعد وشاهد الحالة التي بدى عليها حتى تحدث إليه:
—رعد، لماذا تهمل في هيئتك بهذا الشكل؟!

رعد وقد بدى عليه الحزن والاكتئاب يتحدث بصوتٍ حزين:
—أنت الذي فعلت بي ذلك.

تعجب سليم وبدى عليه الذهول مما يقوله رعد، أسرع بسؤاله وقال:
—رعد ما الذي تعنيه من قولك:"إنني الذي فعلت ذلك بك؟!"

رعد وقد تملكه الغضب ثار في وجه سليم:
—في الوقت الذي كنت أود أن أحدثك فيه بشأن زواجي من فرحة
أجدك تخبرني بأمر زواجها من ذلك الحقير ليث، كيف استطعت أن تفعل ذلك بأختك الوحيدة؟! هل يمكن لأي شخص عاقل أن يزوج أخته الوحيدة لرجل متزوج، ليس هذا فحسب بل يعرف الجميع عنه إنه شخص إنتهازي؟!

شعر سليم بأن ما يعاني منه رعد لم يكن مرضًا وإنما ما يعانيه العاشق الذي فقد الأمل في الزواج بمحبوبته.

ربت سليم على كتف رعد وحدثه:
— ليث الحقير كما تقول لم يكتم حبه لفرحة ورغبته في الزواج واستغل الفرصة التي أتيحت له للفوز بها، أما أنت أحببت فرحة وكانت لديك الرغبة في الزواج منها أليس كذلك؟

رعد بكل حزن وأسى أومأ برأسه مجيبًا:
—أجل، ولكن ما الذي يفيد الٱن.

سليم بغضب تحدث قائلًا:
—لقد التزمت الصمت وكتمت حبك بداخلك فلا تلومن إلا نفسك.

اتجه سليم صوب باب المنزل للمغادرة، وفجأة إلتفت جهة رعد وحدثه:
—رعد، لم يتم اجبار فرحة على الزواج بليث، ارجوا ألا تذكرها مرة اخرى ولو حتى في مخيلتك، فرحة الٱن زوجة ليث، ليس هذا فحسب بل هي تحب زوجها كثيرٌا وتحترمه، بل وكانت السبب في تغيره إلى شخص أخر غير الذي تتحدث عنه أنت.

غادر سليم منزل رعد، دنا حسان من رعد وحدثه قائلًا:
—كيف يمكنك أن تتحدث مع السيد سليم هكذا؟! لقد اخبرته بشأن حبك لها وهذا لا يصح الٱن، رعد لقد أخطأت في ذلك.

رعد وقد اشتد غضبه صاح قائلًا:
—ليتني استطعت أن  أخبره قبل أن يحدث ما حدث.

عاد سليم إلى منزله والحالة التي بدى عليها رعد أشعرته بالحزن عليه فحدث نفسه:
—لو كنت سبقت في طلبها لم أكن لأزوجها لأفضل منك رعد، ولكنه النصيب والقضاء  والقدر!

دلف سليم إلى منزله فوجد روح جالسة بجوار العمة سميرة يحدثها أدهم بما يثير ضحكات روح.

دلف سليم إلى المجلس وقد بدى عليه الضيق، نظر إلى روح وحدثها :
— هل قمتِ بتحضير الغداء؟

نظرت روح إلى سليم وقد بدى عليها التعجب؛ فهذه هي المرة الاولى التي يسألها  سليم عن الغداء، فدائمًا ما تقوم نرجس بتحضيره.

روح وقفت ثم قالت:
—حسنًا، بعد قليل سوف يكون الغداء جاهزٌا.

سليم بغضب :
—بالطبع لم يكن لديك الوقت لإعداده الطعام للرجل الذي سيعود من عمله جائعًا، فقط لديك الوقت للضحك والسخافات.

نظرت روح إليه نظر حادة غاضبة، رأت العمة سميرة ما يحدث وعلمت السبب وراء ذلك الغضب الواضح على سليم، فتحدثت قائلة:
—بني، لقد كانت روح حبيسة غرفتها طوال اليوم، فأرسلت إليها كي تجلس معنا.

أومأ سليم برأسه وعلق :
—حسنٌا عمتي،  لا داعي لهذه المبررات فمن حقي عند  عودتي من عملي أن أجد الطعام جاهزٌا.

وفي هذه الاثناء حضرت الخادمة نرجس وتحدثت:
—سيدتي، الغداء جاهز.

ابتسمت العمة سميرة واشارت إلى سليم قائلة:
—ها هو الغداء قد أصبح جاهزًا سيد سليم.

نظرت العمة سميرة إلى أدهم وقد علت الابتسامة وجهها وهمست إليه:
—بني، يبدو أن خطتك تأتي بثمارها.

ابتسم أدهم وقال:
—امي، انتظري وسترين ما يسعد قلبك.

جلس الجميع على طاولة الطعام وقد بدى الغضب واضحًا على وجه سليم الذي أطال النظر إلى روح وبداخله بركان ثائر من الغضب.

ما إن أنهى سليم طعامه حتى استئذن من عمته وحدثها:
—عمتي، أدهم، استئذنكم بالذهاب إلى غرفتي؛ أشعر ببعض الإجهاد وأود أن أنال قسطًا من الراحة.

ثم إلتفت سليم إلى روح وقال:
—أريد كوبًا من الشاي بغرفتي.

صعد سليم إلى غرفته وجلس على الأريكة ينتظر حضور روح إلى الغرفة.

بعد قليل دلفت روح إلى داخل الغرفة، نظرت إلى سليم وحدثه:
—كيف تجرؤ على التحدث معي هكذا أمام  العمة سميرة؟!

ابتسم سليم ابتسامة ساخرة ثم حدثته:
—هل أنتِ غاضبة لأنني حدثتك أمام عمتي أم أن الحديث كان أمام ابن عمتي؟

حاولت روح أن تتمالك نفسها حتى لا يعلو صوت سليم  ويسمعه جميع من بالمنزل، فحدثته:
—سليم، لا داعي لتلك التلميحات السخيفة، اخبرني على الفور، ما الذي تريده مني؟!

سليم دنا من روح وهمس قائلًا:
—أريد أن أين ذهبتي بالأمس ومع من؟!

روح تحدثت بكبرياء المراة الي لا تحب أن يسيء إليها أحد حتى لو كان زوجها:
—سليم، لقد أسأءت إلي كثيرٌا، وإلى هذا الوقت وأن تصر على توجه الإساءة إلي، كل ما اريدك ان تعلمه إنني أرفض تلك التلميحات السخيفة التي ليس لها أساسًا من الصحة.

سليم لم يبدى اهتمامًا بما تقوله روح وأصر على أن يعرف أين كانت روح بالأمس ومن الشخص الذي قامت بزيارته في ذلك المبنى؟.

وضعت روح كوب الشاي أمام سليم على الطاولة، وأدارت ظهرها متجهة الخروج من الغرفة، فأمسك سليم بيدها وجذبها نحوه وهو يقول:
—لم انتهي من حديثي بعد، هل تريدين الخروج من الغرفة لإستكمال نوبة الضحك على حديث أدهم، أرى أن الأمر قد حاز على اعجابك، فسليم لا يتمتع بخفة الظل التي يتمتع بها أدهم أليس كذلك؟

روح وقد بدى صبرها ينفذ، لم تجد امامها سوى أن تحدثت إليه قائلة:
— سليم من فضلك أرغب في الطلاق منك يكفي هذا القدر من الإساءة والعذاب.

ضحك سليم وهمس إليها:
—هل ترغبين في الطلاق؛ لتكونين حرة تذهبين إلى حيث تشائين وتقضين وقتًا ممتعًا مع الشخص الذي ذهبتي إليه ليلة أمس أليس كذلك؟

لم تشعر روح بنفسها إلا بعد أن قامت بتوجيه صفعة قوية على وجه سليم، تخرج بها ما بداخلها من غضب وحزن.

اتجهت إلى خزانة الملابس وقامت بإخراج ملف ثم قذفته في وجهه وهي تقول:
—أتريد أن تعرف أين ذهبت ليلة أمس أليس كذلك؟
لقد كان لدي موعد، اجل كنت على موعد ولكنه لم يكن موعدًا غراميًا كما خيلت إليك نفسك المريضة؛ لقد كان موعدًا مميزًا للغاية.

وهنا نظر سليم إليها وقد بدى عليه الذهول والصدمة، وحدثها:
—روح، ما الذي تقولينه؟!

روح والدموع تنهمر من عينيها تخبره قائلة:
—لم أكن أعلم أن الحياة قاسية إلى هذا الحد، فكلما شعرت أن الحياة بدأت تبتسم لي، اجدها تدير لي ظهرها ليس هذا فحسب بل تصفعني بقوة.

شعر سليم بالٱسى والحزن لما يراه من روح التي واصلت حديثها قائلة:
—أحببتك لدرجة العشق واحببت معك هذه الحياة التي وهبتني حبك، كنت احلم باليوم الذي سيجمعنا فيه بيتًا واحدًا يملؤه الحب والحنان، لكن ما بين عشية وضحاها انقلب كل شيء.

حتى عندما تزوجنا اقنعت نفسي أنها مجرد أيام قليلة وسوف تكتشف الحقيقى وتعرف أنني لم انسى حبك وأن كل ما حدث كان من تدبير القدر، لكنني فوجئت بشخصًا ٱخر غريب عني لا أعرفه ولم اقابله من قبل، شخصًا لا يعبأ بمشاعري ولا يتهاون عن إيذائي بكلماته التي تسري في جسدي كالسم القاتل.

انفجرت روح في البكاء، مما اثار تعجب سليم الذي لم يراها على هذه الحالة من قبل، دنا منها وحاول أن يقوم بتهدئتها ولكنها دفعته للخلف في غضب وقالت:
— رأيتني أغادر المنزل وأول ما ذهب إلى مخيلتك أنني امراة خائنة، تخرج لقضاء وقتًا ممتعًا مع شخص ٱخر، فهذه هي فكرتك المأخوذة عني، لكنني سوف أخبرك إلى أين ذهبت ومع من قضيت ذلك الوقت.
نظر سليم إلى الملف الذي ألقت به روح في وجهه وتبعثرت محتوياته، فأخبرته روح وقالت:
—سليم، إنني مصابة بورم في المخ، لقد كنت في موعد مع المرض، وباتت أيامي في هذه الحياة القاسية معدودة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي