26
قفزت كالمجنونة وصرخت:
يا إلهي يا الله لا لا ، أريد ان أعود معها إلى البيت لتراها أمي.
صرت أحمل التراب وأرميه على وجهي وأندب وأبكي، وأصرخ ليستيقظَ جاك:
_جاك، جاك، استيقظ، أنقذ ابنتنا.
استيقظ جاك هلعاً وصدمه المنظر ، لقد كان هناك عنكبوتٌ عملاقة كالتي شاهدناها في كوكب بينوس، ويبدو أنها دخلت من فتحة الزمن، وقامت بلدغ إينجل، ولفتها بنسيجها العنكبوتي.
لقد كانت تقف قربها وتحاول أن تمتص دمها وقد تقتلها.. ناديت الله:
_يا إلهي احمها، إنها تقف قرب الطفلة، ابتعدي عنها، هيي أنت.
وجهت الساعة باتجاهها، وقتلها الشعاع، ثم ركضت مع جاك إليها، وصرنا نقطع النسيج بيدينا، لكن إينجل ملاكنا الصغير قد تضخم جسدها، ولم تكن تتحرك ووكانت تتنفس بصعوبة وكأنها تحتضر.
ركعت على ركبتي أنا وأبوها، نظرت إلى وجهها، وضعت يدي على خدها وقلت لجاك:
_انظر إليها، إنها ملاك، هل ماتت طفلتي يا جاك، هل ماتت؟ آااه ياجاك، هل تبخرت أحلامنا وانتهت هنا، هل سنفقد اينجل.
_لااا لااا، إنها لا تزال تتنفس اهدأي كارينا لن نسمح بان تموت ابنتي، لترحمنا يا الله.
نظرت إلى السماء خاطبت الإله: وتوسلت إليه:
_لماذا، لماذا، ما ذنب إينجل حتى تعاقب بذنوبنا نحن؟ أنا أستحق الموت، لكن ابنتي لا ، لاا
شعرت بقبض في قلبي وصمت قلبلا بلا قوة ثم تابعت أخاطب الطفلة:
أااخ، أااخ يا حبيبتي، إينجل، استيقظي، ماما تناديكي، ألست جائعة اشتاق لمناغاتك يا حبببتي.
صمتَ، وصمتَ جاك ثم بدأ بالصراخ:
_لااا، لااا ، يكفي هذا يكفي ، لقد تعذبنا بما فيه الكثير الكثير، تعبنا يا الله، إلا إينجل، إنها حبيبتي، أهٍ، إنها حبيبتي.
.وسقط يبكي كالطفل عليها، فقبلته على جبينه وقلت له:
_هيا، هيا حبيبي،فلنأخذها للطبيب، قم لا تضيع الوقت أين هو جاك الذي أعرفه سندا لي ؟
تمتم بهدوء لا يخلو من النزق:
لقد مات جاك الآن ، لو حصل لها شيء لن أسامح نفسي.
حملنا الطفلة ودموعنا تتحطم معها قلوبنا، وركضنا نبحث عن طبيب حتى وصلنا إلى عيادة كتب عليها الدمتور حوهان بيل اختصاصي طوارئ.
_أجل هناك طبيب، بسرعة بسرعة يا جاك
_فوراً ، سينقذ طفلتنا، نعم.
توسلت للطبيب، ولم أنتبه لشكله إطلاقاً:
_أرجوك أيها الطبيب افعل شيئاً لابنتي، أنقذها بسرعة إنها تحتضر.
جاك:
_أجل، أجل أرجوك ساعدها، إنها ابنتنا حبيبتنا.
عاينها الطبيب دون أي احساس بمشاعرنا قال:
_حالها ميؤوس منها تماما، إنها تختضر.
أمسكتُ بيد أبيها وصرنا نبكي ونبكي، لكن ذلك الطبيب لم يكن مريحاً، كل ما فعله هو أنه طلب منا الخروج إلى غرفة الاستقبال، حتى يرى ما يمكنه فعله.
ولا أدري عندما خرجنا، لماذا شعرت بخوفٍ شديدٍ وانقباضٍ في قلبي، ولم تمض دقائق على خروجنا، إلا وأحسست بأن شيئاً ما قال لي:
_عودي بسرعة، بنتك ليست على ما يرام.
التففت ودخلت بسرعة ولحق بي جاك وجنّ جنوني لمنظر ذلك الطبيب، لقد كان يحملها ويحمل معه مشرك ويحاول أن يجرحها ويمتص من دمها.
جاك راح يصرخ ويضربه:
_ابتعد عنها أيها الحقير.
هجمت عليه، أبعدته عنها، قاومني وحاول ضربي بمشرط بيده.
صرخت:
_أيها الحقير، لما فعلت هذا، ألست طبيباً.
الطبيب:
_لست كذلك، أخبرتك من قبل أن بنتك هي الحل لمرضي، فما كان علي إلا أن أستغل مأزقكم بها.
عرفته، يا إلهي إنه هو مجدداً..
_حقيير، حقيير، لن تمس شعرة منها أيها السافل.
جرى عراكٌ معه حتى أمسكتُ أخيراً بزجاجة كانت موضوعة على مكتبه، فضربتهُ بها على رأسه وهو يحاول الهرب بابنتي، فسقط على الأرض وسقطتْ الطفلة معه وكاد أن يقع عليها.
توسلت وناديت جاك:
_جااك، أمسك إينجل.
حملها أبوها وهو يبكي عليها، وأنا منهارة ورحنا بسرعة نركض؛ لنجد أحداً ينقذها فحرارتها كانت ترتفع بسرعة والتضخم كان يزداد.
_أرجوك، يا جاك ابنتي ستموت.
بلا اي قوى قال حاك يا ئساً:
_لا أدري ما أفعل، نحن عالقون في متاهة شر.
وفجأةً رأينا تلك العرافة تجلس أمام بيتها فانتزعت الطفلة من حضن أبوها وركضت إلى تلك السيدة وتوسمت فيها الحل:
_أتوسل إليكِ يا سيدتي، ابنتي تحتضر، لقد لدغتها عنكبوت عملاقة.
_لا تخافي يا بنتي هاتها؛ لأرى.
جاك:
_أنقذيها أرجوكِ.
قالت العجوز بحب بعد أن تفحصت حال الطفلة:
_ابنتكم ستكون بخير لكن بشرط.
أحسست أني هدأت عندما لفظت كلمة (بخير) فقلت لها:
_تشرطي كما تشاءين، فقك أنقذيها.
_هذه العنكبوت جاءت عبر فتحة الزمن أليس كذلك.
_أجل صحيح، يبدو انها جاءت من كوكب بينوس عبر فتحة الزمن.
حملقت بعينيها وأشارت لي:
_عليك أن تعودي إلى ذلك الكوكب، ومن فتحة الزمن تلك، وعليك أن تحضري عشبة تسمى عشبة الشوما، هي وليس سواها.
حيث وصفت لي شكلها، فسألتها:
_وما نفعها؟ وكيف الوصول إليها؟
_ستشفى الطفلة فور وضعها على مكان اللدغ.
_لكن فتحة الزمن ستفتح اليوم، وتغلق عند الساعة الثانية عشر ليلاً.
_جيد إذا كنت تريدين طفلتك أن تعود فهذا هو الحل الوحيد.
_وفتحة الزمن ستعود ثانيةً لفرصةٍ أخيرة قد تنقلنا إلى عالم الأرض.
جاك:
_ وربما لا، فتنتهي كل أمالنا في ذلك المكان البغيض.
العرافة:
_لا تخطئ يا بني، كوكب بينوس كان درساً لكم، إياك أن تتلفظ بألفاظ قد تجلب لك السوء.
طأطأ جاك رأسه دون كلام. وعاود فاعتذر
وقلتُ لها بالرد:
_كان أكبرَ درسٍ تلقنتهُ في حياتي ياخالة.
_القادم أجمل تذكري كارينا.
وفعلاً لملمت أموري وطفلتي التي كانت قد تحولت إلى شبحِ آدمي ورافقت جاك.
ولكن العجوز صاحت لي قبل أن نتوارى عن نظرها:
_إياك أن تتأخري فالعشبة تظهر في هذا اليوم فقط عند اكتمال القمر وتختفي مع فتحة الزمن.
ورمت لي ببلورة قالت لي :
_ ستنفعنك وقت المآذق التي قد تتعرضين لها.ط، استخدميها.
ونادتني ناصحةً:
_اقرأي عليها الأدعية التي تعلمتها ثم ارمها.
أومأت لها شاكرة وانطلقنا بسرعة إلى المكان الذي ستفتح فيه، وبقينا ننتظر ذلك الحدث وحالنا يسوء أكثر، كما حالة الطفلة.
جلسنا على ساقِ شجرةٍعريضةٍ، ولكن جاك شعر بالعطش.
_سأذهب بسرعة؛ لإحضار الماء، فقد تمكن منا العطش.
_أسرع جاك حتى إينجل تحتاج الماء من أجل الحرارة التي تخيفني شدتها، لا تتاخر رحاءً.
غاب بضعة دقائق و كالعادة لابد من المشاكل، وصلت المراة الحصان وابنها الطبيب المزيف، ولحقت بهم ساراسا.
"لم أتفاجئ بهم ولكن لم أفهم لمَ ساراسا هنا"
المرأة:
_هات الطفلة حالاً، وأنهِ الأمر، لم يعد لنا سوى اللحاق بك، أسمئتنا.
نظرت إليها بتحقيير لحديثها ثم نظرت إلى ساراسا وقلت:
_ما الذي أتى بك هنا، ألم تدعي بأنك ذهبت نهائياً من هنا.
ضحكتْ ضحكتها الشريرة وقالت:
_يا لك من ساذجة، هل صدقتِ بأنني أتخلى عن أحلامي وأهدافي.
سرحت قليلاً ثم أتبعت:
_لقد كانت خطةًمشتركةً بيني وبين هذه المرأة، أعطيها دم الطفلة وآخذ جاك، وكل هذا لكسب الوقت حتى تعود طاقة السحر خاصتي التي فقدتها على كوكبكم هذا تباً لكم يا معشر البشر.
صعقتني فقلت لها:
_سافلةٌ أنت، وتحلمين أيضاً، سوف نرى ساراسا.
وقفت على تلك الشجرة لففت ابنتي وحزمتها جيداً على ظهري وربطتها بإحكام.
في هذه اللحظة وصل جاك، فأمسكت الزجاجة ووضعتها على فمي، وطلبت من جاك أن يرش الماء على وجه إينجل، ويرش بعضه على شفتيها.
كنت قد لاحظت أن الفتحة بدأت تظهر شيئاً فشيئاً، فصرت أعلي صوتي بالكلام والتهديد وأراوغ وأنا امسك يد جاك وغمزت له و عندما فهم مطلبي، فوراً قفزنا فيها بعد أن وجهت تلك البلورة وأعطت شاعا؟ قوياً لتغلق تلك الفتحة فوراً ، ولم نكن ندر إن ماذا حصل لهم بعدها.
ويبدو إننا فقدنا وعينا للحظات، فقمت وجاك وفعلاً نحن الآن قرب كهف على كوكب بينوس ثانيةً.
جاك:
_يا لهذا الكوكب، كم كان لنا فيه ذكريات صعيبة.
_هيا جاك علينا أن نسرع قبل فوات الآوان، ابق مع الطفلة داخل الكهف وأنا سأبحث عن تلك العشبة في الجوار.
_حسناً، انتبهي، وأسرعي فليس هناك وقت، علينا الاسراع قبل أن نخوض في مخاطر هذا المكان،
_معك حق، انتبه لها.. لن أتاخر.
وبسرعة رحت أبحث هنا وهناك حول الكهف وقرب النباتات المتعملقة.
أنت ع نبتة وأستم أخرى ثم أرميها.
واستغرق مني البحث وقتا طويلاّ، ولم أكن لأجدها، فعدت يائسة إلى الكهف لأجد وضع ابنتي يزداد سوءاً.
طار صوابي، قلت لجاك ببكاء:
_تبا لكل الذنوب التي قمت بها، ما ذنب بنتي فيها، أرجوك يا الله، ساعدها.
قام إلي جاك وضمني وصار يبكي، قال لي:
_يبدو اننا سنفقدها، إنها النهاية كارينا.
دفعته بيدي فسقط أرضاً.
_تباً لك ارحل، لن أسمح ان يحصل لملاكي شيء.
تركته منهاراً قربها وهي تتنفس بصعوبة شديدة، وتلهث من شدة الألم.
ورحت أبحث وأبحث؛ لتخرج لي أفعى مرقطة سامة، تجلس على تلك العشبة
_يا ربي، ماذا سأفعل، ابنتي يا الله، لو حاولت إبعاد تلك الأفعى ستقتلني وتضيع الفرصة على اينجل.
فكرت وفكرت فتذكرت البلورة وأخرجتها من جيبي، ثم وجهتها على الأفعى وقرأت الأدعية فأصدرت شعاعا قويا دفع بي إلى الخلف لأنهض وأجدد الافعى قد رحلت بعيداً.
نظرت للسماء وفلت:
_شكرا لك يارب.
ثم أخذت العشبة بسرعة وفركتها ثم وضعتها على اللدغ في جسم إينجل وانتظرنا وقتاً طويلاً ونحن نراقب أثار تلك العشبة عليها.
قلقنا ومللنا وأتعبنا الانتظار
قال جاك:
_لقد ارتفعت حرارتها كثيراً، ماذا سنفعل، هل يعقل أنك أخطأت العشبة.
_أرجوك لا تقل هذا، هذه أعراض طبيعية
لهذه العشبة.
ذهبت وجئت بكمادات ماء باردة اقتطعت قماشها من ثوبي.
وبت اضع لها الكمادات حتى نابني التعب وسهوت، وفي الصباح عندما استيفظنا، وجدت إينجل تناغي مجدداً.
تبسمت وقمت إليها، قبلتها بشدة وداعبتها ولاطفتها ثم بدأت أضحك فرحاً ثم أبكي
صحا جاك ووجدني على هذه الحال، ففرح كثيراً وقال حامداً:
_الحمدلله يا كارينا، لقد نجت ابنتنا.
_حمداً لله حبيبي، الشكر لله.
جلسنا نراقبها طيلة الوقت ونفكر بالقادم.
جاك بأمل:
_ترى هل سننجو كارينا؟ وكيف سيكون أمرنا هناك على فرضية النجاة؟
_أتتذكر قلت لي بأنني يجب أن لا أيأس ما دمت معي، هل نسيت؟ يحب ان نكون أقوى مهنا كانت الظروف لتنجو طفلتنا، وتعيش بأمان
يا إلهي يا الله لا لا ، أريد ان أعود معها إلى البيت لتراها أمي.
صرت أحمل التراب وأرميه على وجهي وأندب وأبكي، وأصرخ ليستيقظَ جاك:
_جاك، جاك، استيقظ، أنقذ ابنتنا.
استيقظ جاك هلعاً وصدمه المنظر ، لقد كان هناك عنكبوتٌ عملاقة كالتي شاهدناها في كوكب بينوس، ويبدو أنها دخلت من فتحة الزمن، وقامت بلدغ إينجل، ولفتها بنسيجها العنكبوتي.
لقد كانت تقف قربها وتحاول أن تمتص دمها وقد تقتلها.. ناديت الله:
_يا إلهي احمها، إنها تقف قرب الطفلة، ابتعدي عنها، هيي أنت.
وجهت الساعة باتجاهها، وقتلها الشعاع، ثم ركضت مع جاك إليها، وصرنا نقطع النسيج بيدينا، لكن إينجل ملاكنا الصغير قد تضخم جسدها، ولم تكن تتحرك ووكانت تتنفس بصعوبة وكأنها تحتضر.
ركعت على ركبتي أنا وأبوها، نظرت إلى وجهها، وضعت يدي على خدها وقلت لجاك:
_انظر إليها، إنها ملاك، هل ماتت طفلتي يا جاك، هل ماتت؟ آااه ياجاك، هل تبخرت أحلامنا وانتهت هنا، هل سنفقد اينجل.
_لااا لااا، إنها لا تزال تتنفس اهدأي كارينا لن نسمح بان تموت ابنتي، لترحمنا يا الله.
نظرت إلى السماء خاطبت الإله: وتوسلت إليه:
_لماذا، لماذا، ما ذنب إينجل حتى تعاقب بذنوبنا نحن؟ أنا أستحق الموت، لكن ابنتي لا ، لاا
شعرت بقبض في قلبي وصمت قلبلا بلا قوة ثم تابعت أخاطب الطفلة:
أااخ، أااخ يا حبيبتي، إينجل، استيقظي، ماما تناديكي، ألست جائعة اشتاق لمناغاتك يا حبببتي.
صمتَ، وصمتَ جاك ثم بدأ بالصراخ:
_لااا، لااا ، يكفي هذا يكفي ، لقد تعذبنا بما فيه الكثير الكثير، تعبنا يا الله، إلا إينجل، إنها حبيبتي، أهٍ، إنها حبيبتي.
.وسقط يبكي كالطفل عليها، فقبلته على جبينه وقلت له:
_هيا، هيا حبيبي،فلنأخذها للطبيب، قم لا تضيع الوقت أين هو جاك الذي أعرفه سندا لي ؟
تمتم بهدوء لا يخلو من النزق:
لقد مات جاك الآن ، لو حصل لها شيء لن أسامح نفسي.
حملنا الطفلة ودموعنا تتحطم معها قلوبنا، وركضنا نبحث عن طبيب حتى وصلنا إلى عيادة كتب عليها الدمتور حوهان بيل اختصاصي طوارئ.
_أجل هناك طبيب، بسرعة بسرعة يا جاك
_فوراً ، سينقذ طفلتنا، نعم.
توسلت للطبيب، ولم أنتبه لشكله إطلاقاً:
_أرجوك أيها الطبيب افعل شيئاً لابنتي، أنقذها بسرعة إنها تحتضر.
جاك:
_أجل، أجل أرجوك ساعدها، إنها ابنتنا حبيبتنا.
عاينها الطبيب دون أي احساس بمشاعرنا قال:
_حالها ميؤوس منها تماما، إنها تختضر.
أمسكتُ بيد أبيها وصرنا نبكي ونبكي، لكن ذلك الطبيب لم يكن مريحاً، كل ما فعله هو أنه طلب منا الخروج إلى غرفة الاستقبال، حتى يرى ما يمكنه فعله.
ولا أدري عندما خرجنا، لماذا شعرت بخوفٍ شديدٍ وانقباضٍ في قلبي، ولم تمض دقائق على خروجنا، إلا وأحسست بأن شيئاً ما قال لي:
_عودي بسرعة، بنتك ليست على ما يرام.
التففت ودخلت بسرعة ولحق بي جاك وجنّ جنوني لمنظر ذلك الطبيب، لقد كان يحملها ويحمل معه مشرك ويحاول أن يجرحها ويمتص من دمها.
جاك راح يصرخ ويضربه:
_ابتعد عنها أيها الحقير.
هجمت عليه، أبعدته عنها، قاومني وحاول ضربي بمشرط بيده.
صرخت:
_أيها الحقير، لما فعلت هذا، ألست طبيباً.
الطبيب:
_لست كذلك، أخبرتك من قبل أن بنتك هي الحل لمرضي، فما كان علي إلا أن أستغل مأزقكم بها.
عرفته، يا إلهي إنه هو مجدداً..
_حقيير، حقيير، لن تمس شعرة منها أيها السافل.
جرى عراكٌ معه حتى أمسكتُ أخيراً بزجاجة كانت موضوعة على مكتبه، فضربتهُ بها على رأسه وهو يحاول الهرب بابنتي، فسقط على الأرض وسقطتْ الطفلة معه وكاد أن يقع عليها.
توسلت وناديت جاك:
_جااك، أمسك إينجل.
حملها أبوها وهو يبكي عليها، وأنا منهارة ورحنا بسرعة نركض؛ لنجد أحداً ينقذها فحرارتها كانت ترتفع بسرعة والتضخم كان يزداد.
_أرجوك، يا جاك ابنتي ستموت.
بلا اي قوى قال حاك يا ئساً:
_لا أدري ما أفعل، نحن عالقون في متاهة شر.
وفجأةً رأينا تلك العرافة تجلس أمام بيتها فانتزعت الطفلة من حضن أبوها وركضت إلى تلك السيدة وتوسمت فيها الحل:
_أتوسل إليكِ يا سيدتي، ابنتي تحتضر، لقد لدغتها عنكبوت عملاقة.
_لا تخافي يا بنتي هاتها؛ لأرى.
جاك:
_أنقذيها أرجوكِ.
قالت العجوز بحب بعد أن تفحصت حال الطفلة:
_ابنتكم ستكون بخير لكن بشرط.
أحسست أني هدأت عندما لفظت كلمة (بخير) فقلت لها:
_تشرطي كما تشاءين، فقك أنقذيها.
_هذه العنكبوت جاءت عبر فتحة الزمن أليس كذلك.
_أجل صحيح، يبدو انها جاءت من كوكب بينوس عبر فتحة الزمن.
حملقت بعينيها وأشارت لي:
_عليك أن تعودي إلى ذلك الكوكب، ومن فتحة الزمن تلك، وعليك أن تحضري عشبة تسمى عشبة الشوما، هي وليس سواها.
حيث وصفت لي شكلها، فسألتها:
_وما نفعها؟ وكيف الوصول إليها؟
_ستشفى الطفلة فور وضعها على مكان اللدغ.
_لكن فتحة الزمن ستفتح اليوم، وتغلق عند الساعة الثانية عشر ليلاً.
_جيد إذا كنت تريدين طفلتك أن تعود فهذا هو الحل الوحيد.
_وفتحة الزمن ستعود ثانيةً لفرصةٍ أخيرة قد تنقلنا إلى عالم الأرض.
جاك:
_ وربما لا، فتنتهي كل أمالنا في ذلك المكان البغيض.
العرافة:
_لا تخطئ يا بني، كوكب بينوس كان درساً لكم، إياك أن تتلفظ بألفاظ قد تجلب لك السوء.
طأطأ جاك رأسه دون كلام. وعاود فاعتذر
وقلتُ لها بالرد:
_كان أكبرَ درسٍ تلقنتهُ في حياتي ياخالة.
_القادم أجمل تذكري كارينا.
وفعلاً لملمت أموري وطفلتي التي كانت قد تحولت إلى شبحِ آدمي ورافقت جاك.
ولكن العجوز صاحت لي قبل أن نتوارى عن نظرها:
_إياك أن تتأخري فالعشبة تظهر في هذا اليوم فقط عند اكتمال القمر وتختفي مع فتحة الزمن.
ورمت لي ببلورة قالت لي :
_ ستنفعنك وقت المآذق التي قد تتعرضين لها.ط، استخدميها.
ونادتني ناصحةً:
_اقرأي عليها الأدعية التي تعلمتها ثم ارمها.
أومأت لها شاكرة وانطلقنا بسرعة إلى المكان الذي ستفتح فيه، وبقينا ننتظر ذلك الحدث وحالنا يسوء أكثر، كما حالة الطفلة.
جلسنا على ساقِ شجرةٍعريضةٍ، ولكن جاك شعر بالعطش.
_سأذهب بسرعة؛ لإحضار الماء، فقد تمكن منا العطش.
_أسرع جاك حتى إينجل تحتاج الماء من أجل الحرارة التي تخيفني شدتها، لا تتاخر رحاءً.
غاب بضعة دقائق و كالعادة لابد من المشاكل، وصلت المراة الحصان وابنها الطبيب المزيف، ولحقت بهم ساراسا.
"لم أتفاجئ بهم ولكن لم أفهم لمَ ساراسا هنا"
المرأة:
_هات الطفلة حالاً، وأنهِ الأمر، لم يعد لنا سوى اللحاق بك، أسمئتنا.
نظرت إليها بتحقيير لحديثها ثم نظرت إلى ساراسا وقلت:
_ما الذي أتى بك هنا، ألم تدعي بأنك ذهبت نهائياً من هنا.
ضحكتْ ضحكتها الشريرة وقالت:
_يا لك من ساذجة، هل صدقتِ بأنني أتخلى عن أحلامي وأهدافي.
سرحت قليلاً ثم أتبعت:
_لقد كانت خطةًمشتركةً بيني وبين هذه المرأة، أعطيها دم الطفلة وآخذ جاك، وكل هذا لكسب الوقت حتى تعود طاقة السحر خاصتي التي فقدتها على كوكبكم هذا تباً لكم يا معشر البشر.
صعقتني فقلت لها:
_سافلةٌ أنت، وتحلمين أيضاً، سوف نرى ساراسا.
وقفت على تلك الشجرة لففت ابنتي وحزمتها جيداً على ظهري وربطتها بإحكام.
في هذه اللحظة وصل جاك، فأمسكت الزجاجة ووضعتها على فمي، وطلبت من جاك أن يرش الماء على وجه إينجل، ويرش بعضه على شفتيها.
كنت قد لاحظت أن الفتحة بدأت تظهر شيئاً فشيئاً، فصرت أعلي صوتي بالكلام والتهديد وأراوغ وأنا امسك يد جاك وغمزت له و عندما فهم مطلبي، فوراً قفزنا فيها بعد أن وجهت تلك البلورة وأعطت شاعا؟ قوياً لتغلق تلك الفتحة فوراً ، ولم نكن ندر إن ماذا حصل لهم بعدها.
ويبدو إننا فقدنا وعينا للحظات، فقمت وجاك وفعلاً نحن الآن قرب كهف على كوكب بينوس ثانيةً.
جاك:
_يا لهذا الكوكب، كم كان لنا فيه ذكريات صعيبة.
_هيا جاك علينا أن نسرع قبل فوات الآوان، ابق مع الطفلة داخل الكهف وأنا سأبحث عن تلك العشبة في الجوار.
_حسناً، انتبهي، وأسرعي فليس هناك وقت، علينا الاسراع قبل أن نخوض في مخاطر هذا المكان،
_معك حق، انتبه لها.. لن أتاخر.
وبسرعة رحت أبحث هنا وهناك حول الكهف وقرب النباتات المتعملقة.
أنت ع نبتة وأستم أخرى ثم أرميها.
واستغرق مني البحث وقتا طويلاّ، ولم أكن لأجدها، فعدت يائسة إلى الكهف لأجد وضع ابنتي يزداد سوءاً.
طار صوابي، قلت لجاك ببكاء:
_تبا لكل الذنوب التي قمت بها، ما ذنب بنتي فيها، أرجوك يا الله، ساعدها.
قام إلي جاك وضمني وصار يبكي، قال لي:
_يبدو اننا سنفقدها، إنها النهاية كارينا.
دفعته بيدي فسقط أرضاً.
_تباً لك ارحل، لن أسمح ان يحصل لملاكي شيء.
تركته منهاراً قربها وهي تتنفس بصعوبة شديدة، وتلهث من شدة الألم.
ورحت أبحث وأبحث؛ لتخرج لي أفعى مرقطة سامة، تجلس على تلك العشبة
_يا ربي، ماذا سأفعل، ابنتي يا الله، لو حاولت إبعاد تلك الأفعى ستقتلني وتضيع الفرصة على اينجل.
فكرت وفكرت فتذكرت البلورة وأخرجتها من جيبي، ثم وجهتها على الأفعى وقرأت الأدعية فأصدرت شعاعا قويا دفع بي إلى الخلف لأنهض وأجدد الافعى قد رحلت بعيداً.
نظرت للسماء وفلت:
_شكرا لك يارب.
ثم أخذت العشبة بسرعة وفركتها ثم وضعتها على اللدغ في جسم إينجل وانتظرنا وقتاً طويلاً ونحن نراقب أثار تلك العشبة عليها.
قلقنا ومللنا وأتعبنا الانتظار
قال جاك:
_لقد ارتفعت حرارتها كثيراً، ماذا سنفعل، هل يعقل أنك أخطأت العشبة.
_أرجوك لا تقل هذا، هذه أعراض طبيعية
لهذه العشبة.
ذهبت وجئت بكمادات ماء باردة اقتطعت قماشها من ثوبي.
وبت اضع لها الكمادات حتى نابني التعب وسهوت، وفي الصباح عندما استيفظنا، وجدت إينجل تناغي مجدداً.
تبسمت وقمت إليها، قبلتها بشدة وداعبتها ولاطفتها ثم بدأت أضحك فرحاً ثم أبكي
صحا جاك ووجدني على هذه الحال، ففرح كثيراً وقال حامداً:
_الحمدلله يا كارينا، لقد نجت ابنتنا.
_حمداً لله حبيبي، الشكر لله.
جلسنا نراقبها طيلة الوقت ونفكر بالقادم.
جاك بأمل:
_ترى هل سننجو كارينا؟ وكيف سيكون أمرنا هناك على فرضية النجاة؟
_أتتذكر قلت لي بأنني يجب أن لا أيأس ما دمت معي، هل نسيت؟ يحب ان نكون أقوى مهنا كانت الظروف لتنجو طفلتنا، وتعيش بأمان