٢٧
_أتعلمين يا حبيبتي أتوق؛ لأن يجمعنا بيتٌ واحد هناك على سطح كوكب الأرض، حيث الناس والأحبة، أقسم أني أشتاق لتلك التفاصيل.
_آه يا عزيزي وأنا أيضاً، اشتقت لأمي، أبي وتأنيبهم لي على تصرفاتي، أقسم أني سأغير كل تصرفاتي، فقد فهمت الدرس.
_وأنا كذلك، إن كتب لنا عمر.
نظرنا إلى إينجل فكانت نائمة بارتياح، واقتربنا منها وقبلناها كلٌ من خد، فلمس وجهي وجهه بالخطأ.
نظر إلي بكل حب وقال:
_إشتقتُ لكِ كثيراً.
_تأدب جاك، اصبر حتى نصبح في بيتنا، لا تنسى ان طفلتنا ستصبح صبية، لذلك عليك أن تشتري لنا بيتاً بغرف متعددة، أحدها لإينجل.
ضحك جاك وأمسكني لأذني وقال:
_هل نسيتِ منذ قليل قلنا غرفة واحدة؟ بدأت الطلبات منذ اللحظة.
_جاك، اترك اذني ، ستنفذ دون اعتراض.
_امرك سيدي.
ضحكنا، وكأننا لم نضحك يوماً حتى استفاقت اميرتنا وهنا وضعتها على ثديها الذي تحجر لتأخر الإرضاع.
جاك:
_بقي ساعات قليلة وستفتح الفتحة الزمنية، أقترح أن نتحرك، باتجاه المركبة هناك حيث ستفتح، ونبقى فيها حمايةً لأنفسنا من تي خطر.
_نعم صحيح ونسترجع ذكرياتنا في هذا المكان، ونودعها بحلوها النادر ومرها الكثير.
_هيا إذن تجهزي وجهزي صغيرتنا الحلوة.
_ستكون أصغر شاهد على تلك الذكريات وهذه الحقيقة القاسية.
ضحك جاك وقال:
_هذا الشاهد لن يشهد بشيء لانه لايعلم شيئاً.
_اعطني قليلا من الوقت، علينا أن نكون هناك قبل وفت الغروب لأننا مضطرون لمراقبة الفتحة، نحن لانملك ساعة مؤقتة.
_صحيح، هل ستبقى تلك الساعة في يدنا ام لا.
هززت له برأسي:
_لا أعلم.
وفعلاً اتجهنا باتجاه المركبة، خائفين من أن تتعرض لنا تلك الكائنات والطفلة معنا.
فمررنا حيث دفن أصدقاؤنا والهيكل العظمي، ولاحظنا أن زهوراً وعشباً أخضر حول قبورهم.
_أتعلم ما معنى هذا المنظر الذي تشكلّ حول تلك القبور.
_لا، ماذا يعني؟
_يعني ان أرواحهم مرتاحة وآمنة، أعتقد ذلك.
_إن شاء الله، أتمنى لهم الرحمة.
ورحنا نتذكر مارك، بيلي وأحاديثهم، أفعالهم وكم تذكرنا بحزن نهاية جون.
جاك:
_تمنيت لو أنني مت ولم أقتل جون بيدي، لكننا للأسف لم نقتل صديقنا جون وقتها، بل قتلنا مصاص الدماء، الذي شكلّ خطراً علينا.
_كان جون يحب المزاح والهزل، كم اشتقت له ولمارك وبيلي!
_وأنا أيضاً، فليرحمهم الله ويسامحنا.
وما أدهشنا أننا في كل خطوة كنا نلاحظ تلك الكائنات المخيفة، وقلوبنا كانت تقف من شدة الخوف على أنفسنا وعلى إينجل، لكنها لم تكن تتعرض لنا رغم استعدادنا للهجوم عليها كما في السابق.
_هل لاحظت هذا يا جاك؟ أكاد أجزم بأنها كائنات أليفة لولا ما مر بنا بسببها.
_فعلاً ما الذي يحدث؟ أمرها غريبٌ جداً.
تابعنا طريقنا وفي كل موقع نتذكر كيف مرّ الموقف أو الحدث فيه ونضحك وربما نبكي.
ولمّا وصلنا المركبة كان منظرها وكأنها المرة الأولى التي وجدنا فيها في هذا المكان.
_هناك شيءٌ غربب يا جاك، ما الذي جرى لهذا الكوكب في غيابنا، لقد قلب تماماً عما تركناه.
_أقسم بأن هذا صحيح،غريب فعلاً.
دخلنا إليها وهناك وضعت إينجل، على نفس السريرالذي كنت أنام عليه.
تركتها وقررت أن أخرج؛ لالتقاط الثمار التي علينا أكلها، وهناك رأيت عنكبوتاً عملاقاً، فصرخت وتراجعت ولحق بي جاك عندما سمع صوتي.
_ماذا هناك؟
_هناك عنكبوتٌ عملاقٌ جداً
والغريب العجيب نظر إلينا العنكبوت نظرة بلاهة وتركنا وابتعد.
_جاك، هل تفهم شيئاً يا جاك.
_لا، وانت.
_لا إطلاقاً.
_الشيء اللطيف في هذا، أن ابنتي ستنعم بالسلام مع هذا الكوكب الغريب حتى رحيلنا، وبقينا متفاجئين، نحلل الأمور ونتساءل عمّا جرى.
استمر الحال عل هذا الهدوء إلى أن نمنت قليلاً داخل المركبة.
ولكن وفجأة، استيقظنا على أصواتٍ رهيبةٍ ومخيفة جداً.
أمسكت طفلتي وضممتها بخوف وسألت جاك الذي كان مصدوماً:
_ما هذا يا جاك؟ ما هذه الأصوات المرعبة.
_ابق مكانك مع الطفلة لا تتحركي، سأنظر ما الامر.
ركض جاك باتجاه زجاج المركب، التي كانت تهتز بسبب تلك الحركة.
جاك بقلق:
_ابقِ مكانك كارينا لا تتحركي، انتبهي للطفلة، كائناتُ هذ الكوكبِ قد جنت، إنها تركض عشوائياً وبهلعٍ شديدٍ.
_يا إلهي، ماذا بها؟ لقد أخافت إينجل وهي تبكي بخوف.
اقترب جاك وقال لا يسعنا إلا الانتظار لنعرف ما بها، غريب أمرها، في الصباح كنا تقول أنها أصبحت أليفة، ما الذي جرى لها؟
بعد قليل هدأت وابتعدت، فتوقعنا أنها حالة عابرة، وقررنا أن لا ننام حتى نرى فتحة الزمن.
ولم يمض وقتٍ قصيرٍ جداً إلا وبدأت الأرض تهتز تحتنا، وأصوات الكائنات قد عادت، صوت صرير صخور، اهتزازات.
جاك:
_إنها هزة، يا إلهي لطفك.
_يا إلهي، أرجوك يا جاك ماذا سنفعل.
_اخرجي إلى خارج المركبة هيا بنا.
وقفنا خارجها ونحن نرتجف، لقد كان منظراً مرعباً، كلّ شيءٍ يهتز، والكائنات على هذا الكوكب تشعر بالخوف وتركض عشوائياً.
_يا إلهي، ابنتي في حفظك، إحمها يا الله.
أمسكت بذراع جاك، وضممت ابنتي بشدة وهي كانت تبكي بشدة وكأنها تفهم ما يحصل حولها.
جاك :كم
_هيا بسرعة دعينا نلجأ إلى أقرب كهف.
_لا أعتقد أن هذا آمن.
_انتبهي وابقِ قربي.
وفجأة، حدث تشققٌ في الأرض فارتددنا إلى الخلف وأنا أضم ابنتي وأصرخ:
_يا الله، يا الله، أرجوك، نحنا يارب ابنتي في حفظك يا الله.
ثم سألت جاك:
_أين هي تلك الفتحة، متى ستظهر، قد تبتلعنا الأرض، يا إلهي أرجوك.
وهدأت الأرض بعد أن تشققت تشققات كثيرة، وخلا المكان من أي أحد سوانا.
جاك:
_انتهى كل شيء لا تخافي يا حبيبتي.
صرت أبكي وأقول:
_أقسم أنني تعبت وما عدت أتحمل، لقد عانينا الكثير، وبت أخاف على إينجل، هذه الصغيرة التي لم ترَ شيئاً من الدنيا بعد.
وبينما نحن نتكلم هكذا، علا صوت الكائنات مجدداً.
_يا إلهي ما الذي يحدت بعد؟
جاك:
هزات ارتدادية مجدداً, أمرٌ طبيعي، كان يحدث هذا عندنا في الأرض بعد حدوث الزلازل.
وفجأة صدر صوت إنفجار شديد.
_رباه، هل هو يوم القيامة، هل ستنتهي الحياة،
جلست على الأرض وضممت ابنتي التي اخذت تتصرف بطريقةٍ تظهر جوعها
_حبيبتي هل أنت جائعة؟ حسناً سأرضعك، قد تكون المرة الأخيرة يا حبيبتي.
ثم عاود صوت انفجارات متكررة وازدادت حرارة الجو
.
_يا إلهي، إنه بركان، يا ألطاف السماء.
صرت ابكي بحرقة وأقبل ابنتي واودعها.
_وداعاً يا صغيرتي، إنها النهاية، ظننت أني أنقذتك من المرض لكنني جلبتك للتهلكة.
ثم ازدادت الأصوات، وبدأت الانهيارات وكان الكوكب سينهار تماماً
بدأنا نشعر أن كل شيء انتهى ولم يعد هناك أي أمل.
_سأشتاقك جاك لا تنسى أنني أحبك كثيرا، أحبكَ جداً وأحب إينجل، وداعاً.
ضمني جاك وهو يرتحف واخذ يقبل رأسي ويقبل رأس الطفلة ويكرر:
_وأنا أحبكما حبيبتي، لا تنسي انت ايضاً انني أحبكِ بجنون.
ولكن وفجاة ظهرت ساراسا وقالت لي:
_هيا سارة، هيا ستفتح فتحة الزمن يا عزيزتي، سامحيني لقد ظلمتكما، انتما أحمل زوج يحبان بعضهما، اذهبا هيا.
وأشارت لنا إلى الفتحة فتبسمت وقلت لها:
_شكرا قرينتي الغالية، شكرا جزيلاً.
واتجهنا بسرعة إلى الفتحة وبينما نحن ندخل فيها نظرنا أخر مرة على ذلك الكوكب وتركنا خلفنا كل الوجع والضياع.
ناديت على قرينتي:
_هل سينجو هذا الكوكب، ماذا عنك وعن أصدقائك.
_لا تقلقي سيكون كل شيءٍ بخير
_وداعا، وداعا
_انتبهي لطفلتك وزوجك سارة
سألني جاك:
_لماذا تناديكِ بسارة.
_قصة سوف أحكيها لك عندما نصل إلى الأرض.
صرخنا:
_وداعا كوكب بينوس وداعا.
ثم اختفت تلك الفتحة وانتهى ذلك الكابوس، وننتظر تلك الفتحة إلى أي مكان ستوصلنا هذه المرة.
لا ندري كم بقينا في تلك الفتحة، لكنها تأخرت حتى أوصلتنا فوجدنا أنفسنا مع الطفلة في مكان لم أره من قبل في بلادي.
إنها الارض فعلاً، يا جاك، ولكن ما الذي حل بها، أين انزلتنا تلك الفتحة.
سأل جاك أحد المارة وكان يلبس لباسا:
_عفوا سيدي، أين نحن الآن؟
_إنها بلاد الوداد، سيدي.
_يا إلهي، نحن هنا.
حملنا الطفلة ومشينا ومشينا حتى وصلنا إلى فندق.
_إنه فندق، ولكن ليس معنا نقود. فماذا سنفعل.
_يجب أن نتصرف فالطفلة مرهقة جدا ونحن كذلك.
كان الناس ينظرون إلينا و كأننا متسولون.
قلت لجاك:
_انظر إلى الناس، كيف ينظرون إلينا.
_ معهم حق يبدو علينا التسول، فملابسنا رثة مقطعة.
قمت ببيع الإسورة التي كانت في يدي في أحد متاجر الذهب ثم عدنا إلى الفندق فطردنا الموظفون.
الموظف:
_إذهبوا إلى فندق يناسب منظركم المقرف.
جاك:
_هل تعاملون الناس بفوقية دائماّ.
الموظف:
_الم تنظروا إلى أنفسكم فبل الدخول إلم؟
_نحن نحتاج لمكان نبيت فيه ومعنا مال.
لكنه غضب وقال:
_لا ممنوع ، ليس لأمثالكم مكان هنا، اخرجوا
غادرنا الفندق ودموعي تنزل حزنا على طفلتي التي لم تر من الدنيا شيئا.
وتابعنا المسير، علنا نجد مأوىً قريباً يأوينا لهذه الليلةِ فقط.
وبعد قليل دخلنا فندق أخر نجمة واحدة وأولطلب.كان منهم:
_أين وثيقةالزواج؟
ورطة حقيقية يا جاك ماذا سنفعل؟
_آه يا عزيزي وأنا أيضاً، اشتقت لأمي، أبي وتأنيبهم لي على تصرفاتي، أقسم أني سأغير كل تصرفاتي، فقد فهمت الدرس.
_وأنا كذلك، إن كتب لنا عمر.
نظرنا إلى إينجل فكانت نائمة بارتياح، واقتربنا منها وقبلناها كلٌ من خد، فلمس وجهي وجهه بالخطأ.
نظر إلي بكل حب وقال:
_إشتقتُ لكِ كثيراً.
_تأدب جاك، اصبر حتى نصبح في بيتنا، لا تنسى ان طفلتنا ستصبح صبية، لذلك عليك أن تشتري لنا بيتاً بغرف متعددة، أحدها لإينجل.
ضحك جاك وأمسكني لأذني وقال:
_هل نسيتِ منذ قليل قلنا غرفة واحدة؟ بدأت الطلبات منذ اللحظة.
_جاك، اترك اذني ، ستنفذ دون اعتراض.
_امرك سيدي.
ضحكنا، وكأننا لم نضحك يوماً حتى استفاقت اميرتنا وهنا وضعتها على ثديها الذي تحجر لتأخر الإرضاع.
جاك:
_بقي ساعات قليلة وستفتح الفتحة الزمنية، أقترح أن نتحرك، باتجاه المركبة هناك حيث ستفتح، ونبقى فيها حمايةً لأنفسنا من تي خطر.
_نعم صحيح ونسترجع ذكرياتنا في هذا المكان، ونودعها بحلوها النادر ومرها الكثير.
_هيا إذن تجهزي وجهزي صغيرتنا الحلوة.
_ستكون أصغر شاهد على تلك الذكريات وهذه الحقيقة القاسية.
ضحك جاك وقال:
_هذا الشاهد لن يشهد بشيء لانه لايعلم شيئاً.
_اعطني قليلا من الوقت، علينا أن نكون هناك قبل وفت الغروب لأننا مضطرون لمراقبة الفتحة، نحن لانملك ساعة مؤقتة.
_صحيح، هل ستبقى تلك الساعة في يدنا ام لا.
هززت له برأسي:
_لا أعلم.
وفعلاً اتجهنا باتجاه المركبة، خائفين من أن تتعرض لنا تلك الكائنات والطفلة معنا.
فمررنا حيث دفن أصدقاؤنا والهيكل العظمي، ولاحظنا أن زهوراً وعشباً أخضر حول قبورهم.
_أتعلم ما معنى هذا المنظر الذي تشكلّ حول تلك القبور.
_لا، ماذا يعني؟
_يعني ان أرواحهم مرتاحة وآمنة، أعتقد ذلك.
_إن شاء الله، أتمنى لهم الرحمة.
ورحنا نتذكر مارك، بيلي وأحاديثهم، أفعالهم وكم تذكرنا بحزن نهاية جون.
جاك:
_تمنيت لو أنني مت ولم أقتل جون بيدي، لكننا للأسف لم نقتل صديقنا جون وقتها، بل قتلنا مصاص الدماء، الذي شكلّ خطراً علينا.
_كان جون يحب المزاح والهزل، كم اشتقت له ولمارك وبيلي!
_وأنا أيضاً، فليرحمهم الله ويسامحنا.
وما أدهشنا أننا في كل خطوة كنا نلاحظ تلك الكائنات المخيفة، وقلوبنا كانت تقف من شدة الخوف على أنفسنا وعلى إينجل، لكنها لم تكن تتعرض لنا رغم استعدادنا للهجوم عليها كما في السابق.
_هل لاحظت هذا يا جاك؟ أكاد أجزم بأنها كائنات أليفة لولا ما مر بنا بسببها.
_فعلاً ما الذي يحدث؟ أمرها غريبٌ جداً.
تابعنا طريقنا وفي كل موقع نتذكر كيف مرّ الموقف أو الحدث فيه ونضحك وربما نبكي.
ولمّا وصلنا المركبة كان منظرها وكأنها المرة الأولى التي وجدنا فيها في هذا المكان.
_هناك شيءٌ غربب يا جاك، ما الذي جرى لهذا الكوكب في غيابنا، لقد قلب تماماً عما تركناه.
_أقسم بأن هذا صحيح،غريب فعلاً.
دخلنا إليها وهناك وضعت إينجل، على نفس السريرالذي كنت أنام عليه.
تركتها وقررت أن أخرج؛ لالتقاط الثمار التي علينا أكلها، وهناك رأيت عنكبوتاً عملاقاً، فصرخت وتراجعت ولحق بي جاك عندما سمع صوتي.
_ماذا هناك؟
_هناك عنكبوتٌ عملاقٌ جداً
والغريب العجيب نظر إلينا العنكبوت نظرة بلاهة وتركنا وابتعد.
_جاك، هل تفهم شيئاً يا جاك.
_لا، وانت.
_لا إطلاقاً.
_الشيء اللطيف في هذا، أن ابنتي ستنعم بالسلام مع هذا الكوكب الغريب حتى رحيلنا، وبقينا متفاجئين، نحلل الأمور ونتساءل عمّا جرى.
استمر الحال عل هذا الهدوء إلى أن نمنت قليلاً داخل المركبة.
ولكن وفجأة، استيقظنا على أصواتٍ رهيبةٍ ومخيفة جداً.
أمسكت طفلتي وضممتها بخوف وسألت جاك الذي كان مصدوماً:
_ما هذا يا جاك؟ ما هذه الأصوات المرعبة.
_ابق مكانك مع الطفلة لا تتحركي، سأنظر ما الامر.
ركض جاك باتجاه زجاج المركب، التي كانت تهتز بسبب تلك الحركة.
جاك بقلق:
_ابقِ مكانك كارينا لا تتحركي، انتبهي للطفلة، كائناتُ هذ الكوكبِ قد جنت، إنها تركض عشوائياً وبهلعٍ شديدٍ.
_يا إلهي، ماذا بها؟ لقد أخافت إينجل وهي تبكي بخوف.
اقترب جاك وقال لا يسعنا إلا الانتظار لنعرف ما بها، غريب أمرها، في الصباح كنا تقول أنها أصبحت أليفة، ما الذي جرى لها؟
بعد قليل هدأت وابتعدت، فتوقعنا أنها حالة عابرة، وقررنا أن لا ننام حتى نرى فتحة الزمن.
ولم يمض وقتٍ قصيرٍ جداً إلا وبدأت الأرض تهتز تحتنا، وأصوات الكائنات قد عادت، صوت صرير صخور، اهتزازات.
جاك:
_إنها هزة، يا إلهي لطفك.
_يا إلهي، أرجوك يا جاك ماذا سنفعل.
_اخرجي إلى خارج المركبة هيا بنا.
وقفنا خارجها ونحن نرتجف، لقد كان منظراً مرعباً، كلّ شيءٍ يهتز، والكائنات على هذا الكوكب تشعر بالخوف وتركض عشوائياً.
_يا إلهي، ابنتي في حفظك، إحمها يا الله.
أمسكت بذراع جاك، وضممت ابنتي بشدة وهي كانت تبكي بشدة وكأنها تفهم ما يحصل حولها.
جاك :كم
_هيا بسرعة دعينا نلجأ إلى أقرب كهف.
_لا أعتقد أن هذا آمن.
_انتبهي وابقِ قربي.
وفجأة، حدث تشققٌ في الأرض فارتددنا إلى الخلف وأنا أضم ابنتي وأصرخ:
_يا الله، يا الله، أرجوك، نحنا يارب ابنتي في حفظك يا الله.
ثم سألت جاك:
_أين هي تلك الفتحة، متى ستظهر، قد تبتلعنا الأرض، يا إلهي أرجوك.
وهدأت الأرض بعد أن تشققت تشققات كثيرة، وخلا المكان من أي أحد سوانا.
جاك:
_انتهى كل شيء لا تخافي يا حبيبتي.
صرت أبكي وأقول:
_أقسم أنني تعبت وما عدت أتحمل، لقد عانينا الكثير، وبت أخاف على إينجل، هذه الصغيرة التي لم ترَ شيئاً من الدنيا بعد.
وبينما نحن نتكلم هكذا، علا صوت الكائنات مجدداً.
_يا إلهي ما الذي يحدت بعد؟
جاك:
هزات ارتدادية مجدداً, أمرٌ طبيعي، كان يحدث هذا عندنا في الأرض بعد حدوث الزلازل.
وفجأة صدر صوت إنفجار شديد.
_رباه، هل هو يوم القيامة، هل ستنتهي الحياة،
جلست على الأرض وضممت ابنتي التي اخذت تتصرف بطريقةٍ تظهر جوعها
_حبيبتي هل أنت جائعة؟ حسناً سأرضعك، قد تكون المرة الأخيرة يا حبيبتي.
ثم عاود صوت انفجارات متكررة وازدادت حرارة الجو
.
_يا إلهي، إنه بركان، يا ألطاف السماء.
صرت ابكي بحرقة وأقبل ابنتي واودعها.
_وداعاً يا صغيرتي، إنها النهاية، ظننت أني أنقذتك من المرض لكنني جلبتك للتهلكة.
ثم ازدادت الأصوات، وبدأت الانهيارات وكان الكوكب سينهار تماماً
بدأنا نشعر أن كل شيء انتهى ولم يعد هناك أي أمل.
_سأشتاقك جاك لا تنسى أنني أحبك كثيرا، أحبكَ جداً وأحب إينجل، وداعاً.
ضمني جاك وهو يرتحف واخذ يقبل رأسي ويقبل رأس الطفلة ويكرر:
_وأنا أحبكما حبيبتي، لا تنسي انت ايضاً انني أحبكِ بجنون.
ولكن وفجاة ظهرت ساراسا وقالت لي:
_هيا سارة، هيا ستفتح فتحة الزمن يا عزيزتي، سامحيني لقد ظلمتكما، انتما أحمل زوج يحبان بعضهما، اذهبا هيا.
وأشارت لنا إلى الفتحة فتبسمت وقلت لها:
_شكرا قرينتي الغالية، شكرا جزيلاً.
واتجهنا بسرعة إلى الفتحة وبينما نحن ندخل فيها نظرنا أخر مرة على ذلك الكوكب وتركنا خلفنا كل الوجع والضياع.
ناديت على قرينتي:
_هل سينجو هذا الكوكب، ماذا عنك وعن أصدقائك.
_لا تقلقي سيكون كل شيءٍ بخير
_وداعا، وداعا
_انتبهي لطفلتك وزوجك سارة
سألني جاك:
_لماذا تناديكِ بسارة.
_قصة سوف أحكيها لك عندما نصل إلى الأرض.
صرخنا:
_وداعا كوكب بينوس وداعا.
ثم اختفت تلك الفتحة وانتهى ذلك الكابوس، وننتظر تلك الفتحة إلى أي مكان ستوصلنا هذه المرة.
لا ندري كم بقينا في تلك الفتحة، لكنها تأخرت حتى أوصلتنا فوجدنا أنفسنا مع الطفلة في مكان لم أره من قبل في بلادي.
إنها الارض فعلاً، يا جاك، ولكن ما الذي حل بها، أين انزلتنا تلك الفتحة.
سأل جاك أحد المارة وكان يلبس لباسا:
_عفوا سيدي، أين نحن الآن؟
_إنها بلاد الوداد، سيدي.
_يا إلهي، نحن هنا.
حملنا الطفلة ومشينا ومشينا حتى وصلنا إلى فندق.
_إنه فندق، ولكن ليس معنا نقود. فماذا سنفعل.
_يجب أن نتصرف فالطفلة مرهقة جدا ونحن كذلك.
كان الناس ينظرون إلينا و كأننا متسولون.
قلت لجاك:
_انظر إلى الناس، كيف ينظرون إلينا.
_ معهم حق يبدو علينا التسول، فملابسنا رثة مقطعة.
قمت ببيع الإسورة التي كانت في يدي في أحد متاجر الذهب ثم عدنا إلى الفندق فطردنا الموظفون.
الموظف:
_إذهبوا إلى فندق يناسب منظركم المقرف.
جاك:
_هل تعاملون الناس بفوقية دائماّ.
الموظف:
_الم تنظروا إلى أنفسكم فبل الدخول إلم؟
_نحن نحتاج لمكان نبيت فيه ومعنا مال.
لكنه غضب وقال:
_لا ممنوع ، ليس لأمثالكم مكان هنا، اخرجوا
غادرنا الفندق ودموعي تنزل حزنا على طفلتي التي لم تر من الدنيا شيئا.
وتابعنا المسير، علنا نجد مأوىً قريباً يأوينا لهذه الليلةِ فقط.
وبعد قليل دخلنا فندق أخر نجمة واحدة وأولطلب.كان منهم:
_أين وثيقةالزواج؟
ورطة حقيقية يا جاك ماذا سنفعل؟