الفصل السابع عشر

أظلم وجه اولجا ، ووضعت يدها على فمها كعادتها وقالت:
" إذن توفيت والدتك وهي شابة؟ ." أحنت ساندرا راسها:
" أجل يا اولجا ، لقد ماتت شابة." مضت برهة من الصمت ، بدا فيها التأثر على وجه ساندرا ، أما أولجا فقد شجعها

سلوك سيدتها على ان تقف الى جانب سريرها وتربت على كتفها
أحست ساندرا أنها فرصة لسؤالها عما تريد وقررت بدء الحديث و سألتها " منذ متى وأنت تعملين عند السيد فيليب ؟"
" انا ونيكولاي زوجي نعمل عند السيد فيليب منذ مدة طويلة ." " أعني كم سنة؟ ."
" سنوات عديدة، تسع... تسع ونصف ."...
نظرت ساندرا الى المرآة ، فوجدتها تبتسم سعيدة للتغير الذي طرأ على سلوك سيدتها نحوها، بالطبع تشعر بأنها ستتحدث أخيراَ بل وتسألها ايضا
أكملت ساندرا وسألتها
" لكن هذا المنزل لا يبدو قديما الى هذا الحد."
" الا تعرفين ، سيدتي؟ الم يقل لك السيد باريس انه جاء الى هنا فقط منذ ثلاثة أو

أربعة شهور؟ ."
عضت ساندرا على شفتها لهذه الغلطة التي بدرت منها ، ثم هزت كتفيها، وقالت:
" بالتأكيد ، إنه غباء مني ! كان عقلي شاردا في امر آخر ، ثلاثة او اربعة شهور...

كان زوجي يسكن في جزيرة أخرى من قبل ."
" نعم في جزيرة بتمووس ."
" بتمووس ؟ إنني متأكدة انها جزيرة جميلة مثل اليونان كلها ."
" إنها جميلة جدا سيدتي ."
وسكتت أولجا لحظة تنظر في وجه ساندرا التي إبتسمت لها تشجعها على الكلام ،
وأضافت أن السيد باريس ترك بتمووس بعد وفاة زوجته الأولى في الحال كما أتبعت

ذلك بقولها:
" لكنني اتوقع أنك تعرفين ذلك يا سيدتي ، لا بد ان زوجك أخبرك بذلك."
إبتسمت ساندرا لقد جاء الحديث عند النقطة التي تريدها قررت الصمت حتى لا تظهر أي شيء
وتابعت أولجا :
" زوجي كان متزوجا بأخرى قبلي ، وهو دائما يتكلم عنها ، ويقول أنها تشتغل بجد

أكثر مني ولكن هذا لا يعني انها افضل مني ، والسيد باريس لن يقول أن زوجته

الأولى أفضل منك ، لأنها كانت سيئة جدا ."....
توقفت أولجا عن الكلام لما رأت وجه سيدتها وخافت أن تكون قد تعدت حدودها ثم قالت:
" أأنت غاضبة مني سيدتي لأنني تحدثت عن الزوجة الأولى؟ ." في الواقع لم تكن غاضبة بل أنها كانت تريد هذه المناقشة مع أولجا لكنها حاولت التمثيل أنها تضايقت ولو قليلاً حتى لا يظهر أنها تريد أن تعرف المزيد عن تلك الزوجة ، فهزت راسها نفيا، من غير أن تظهر انها متلهفة لسماع المزيد ، وقالت:
" لا اولجا، لست غاضبة منك
" أنا سعيدة سيدتي ، هل رأيت ؟ أنت تختلفين عنها ، واضافت:
" إنها متغطرسة .... نعم ، كانت تتحدث الي كأنها الملكة ، وأنا امامها نملة صغيرة تحبو

على الأرض ! هل فهمت ما اعنيه سيدتي؟ ."
" نعم لقد فهمت ."
" وكما أخبرك سيدي ،
وابتسمت ساندرا لانها افترضت ذلك الافتراض بمفردها ولم تضطر إلى الكذب أمامها
وأكملت أولجا : كان لها عشاق كثيرون ، وكان السيد باريس يتمنى أن
يخنقها حتى الموت عندما اكتشف ذلك ، لولا تدخل زوجي ."
شحب لون ساندرا وهي تتخيل باريس ويديه القويتين حول عنق زوجته، وتذكرت انه

غضب مرة عندما كانت ترفع يدها الى عنقها ، لعل حركتها تلك ذكرته بما كان يريد

أن يفعل... بانه كان يريد أن يخنق زوجته ، لولا أن خادمه نجاه من ذلك.
وبعد برهة صمت ، تحدثت ساندرا محاولة أن تجعلها لا تتوقف عن الحديث، لم تشبع فضولها بعد بل زادت من ناره
تنهدت قائلة:
" كان وقتا عصيبا بالنسبة الى زوجي، أنا أعرف ذلك."
" كان وقتا فظيعا جدا ومليئا بالحزن عندما توفي الطفل الصغير ." وأخذت أولجا تتابع الحديث:
" كان جذابا.... طفلا جميلا ، إبن السيد باريس ، وقد كان فخورا به كثيرا ، لمعت عينا ساندرا، تلك المعلومة كانت أول مرة تعرفها، اعتدلت في جلستها ووجهت كل اهتمامها لأولجا التي أكملت :
وفي

ذات يوم كانت زوجة سيد فيليب مشغولة بحبيب جديد.... ومن عادتها أن تجتمع به
عندما يكون سيدي باريس بعيدا في أثينا يقوم ببعض العمال ، بكى الطفل الصغير،

وبكى .... ولم يأتي إليه أحد، فإستمر في البكاء في غرفة أمه ، إلى أن سمعته ودخلت فضربته ضربا اليما والقت به
بعيدا."
" ماذا تقولين؟ القت به بعيدا." صرخت ساندرا من الصدمة وهي متعجبة ومشمئزة من هذه الصورة كانت تريد أن تبقى هادئه لكنها لم تستطع عند ذلك الحد
يبدو أن زواج باريس كان بائسًا بالفعل

أكملت أولجا وأجابتها
" نعم.... ألقت به عبر الغرفة، فإرتطم رأسه الصغير بزاوية الطاولة الرخامية التي

كانت للسيد باريس ."
توقفت أولجا قليلا ، ونظرت الى سيدتها ، وسألتها بتشكك:
" ألم يخبرك السيد باريس عن الصغير؟ ."
وهذه المرة اجابتها ساندرا بصدق قائلة :
" لا يا أولجا ، فهو لا شك لا يحب أن يتحدث عنه ."
" انت تريدين ان أحدثك عنه ، هذا ما أظنه ، أليس كذلك؟ ."
" نعم اريدك أن تخبريني بكل شيء وكيف حدث ذلك بالضبط ألم يكن أحد في المنزل سوى أمه ؟."
فرحت أولجا وتابعت حديثها
" لقد أحضر السيد باريس ممرضة لإبنه ، ولكنها في ذات يوم إستدعيت للعناية بأمها

المريضة ، وأما انا وزوجي فقد كنا في منزلنا الصغير قرب منزل السيد باريس، لم نكن نعيش معه بعد
وهكذا لم يكن في المنزل سوى زوجة سيدي وحبيبها ."
هزت ساندرا رأسها إستنكارا ، ورفعت أولجا يدها الى قلبها وهي تعيد:
" اخذ الطفل الصغير يبكي ، فقد كان المسكين مريضا ... ولما لم يأت أحد اليه ، قام
من فراشه وجاء الى غرفة أمه ، فثار غضبها وضربته ضربا موجعا كما أخبرتك ثم

دفعته بقسوة حيث إرتطم رأسه بزاوية الطاولة ، لقد اصيب برضوض في جميع انحاء جسمه بالإضافة الى الصدمة الكبيرة في راسه ، ومات إثر ذلك، وإستدعى الطبيب
سيد باريس ، فجاء في الحال."
سكتت أولجا عن الكلام وفي عينيها نظرة رعب ، ومرت بضع لحظات والصمت

يخيم على المكان ، حتى إستطاعت ان تعود الى الحديث.
" تذرع السيد باريس بالصبر ، وحتى وجد نفسه اخيرا وحده مع زوجته ، وعندها

أطبق على عنقها يضغط عليه بشدة، لا بد أنها قاومت لتتخلص منه لكنها لم تستطع

، ولولا ان زوجي جاء في الوقت المناسب ولحق به عامل آخر وانا، لكانت ماتت

على يديه ، فجميعنا تعاونا حتى إستطعنا ان نبعده عنها ونمنعه من قتل تلك المرأة
اللعينة التي كنا جميعا نريد موتها ولكن بدون أذى لسيدي باريس!

" ماذا تقولين؟ القت به بعيدا." صرخت ساندرا من الصدمة وهي متعجبة ومشمئزة من هذه الصورة كانت تريد أن تبقى هادئه لكنها لم تستطع عند ذلك الحد
يبدو أن زواج باريس كان بائسًا بالفعل

أكملت أولجا وأجابتها
" نعم.... ألقت به عبر الغرفة، فإرتطم رأسه الصغير بزاوية الطاولة الرخامية التي

كانت للسيد باريس ."
توقفت أولجا قليلا ، ونظرت الى سيدتها ، وسألتها بتشكك:
" ألم يخبرك السيد باريس عن الصغير؟ ."
وهذه المرة اجابتها ساندرا بصدق قائلة :
" لا يا أولجا ، فهو لا شك لا يحب أن يتحدث عنه ."
" انت تريدين ان أحدثك عنه ، هذا ما أظنه ، أليس كذلك؟ ."
" نعم اريدك أن تخبريني بكل شيء وكيف حدث ذلك بالضبط ألم يكن أحد في المنزل سوى أمه ؟."
فرحت أولجا وتابعت حديثها
" لقد أحضر السيد باريس ممرضة لإبنه ، ولكنها في ذات يوم إستدعيت للعناية بأمها

المريضة ، وأما انا وزوجي فقد كنا في منزلنا الصغير قرب منزل السيد باريس، لم نكن نعيش معه بعد
وهكذا لم يكن في المنزل سوى زوجة سيدي وحبيبها ."
هزت ساندرا رأسها إستنكارا ، ورفعت أولجا يدها الى قلبها وهي تعيد:
" اخذ الطفل الصغير يبكي ، فقد كان المسكين مريضا ... ولما لم يأت أحد اليه ، قام
من فراشه وجاء الى غرفة أمه ، فثار غضبها وضربته ضربا موجعا كما أخبرتك ثم

دفعته بقسوة حيث إرتطم رأسه بزاوية الطاولة ، لقد اصيب برضوض في جميع انحاء جسمه بالإضافة الى الصدمة الكبيرة في راسه ، ومات إثر ذلك، وإستدعى الطبيب
سيد باريس ، فجاء في الحال."
سكتت أولجا عن الكلام وفي عينيها نظرة رعب ، ومرت بضع لحظات والصمت

يخيم على المكان ، حتى إستطاعت ان تعود الى الحديث.
" تذرع السيد باريس بالصبر ، وحتى وجد نفسه اخيرا وحده مع زوجته ، وعندها

أطبق على عنقها يضغط عليه بشدة، لا بد أنها قاومت لتتخلص منه لكنها لم تستطع

، ولولا ان زوجي جاء في الوقت المناسب ولحق به عامل آخر وانا، لكانت ماتت

على يديه ، فجميعنا تعاونا حتى إستطعنا ان نبعده عنها ونمنعه من قتل تلك المرأة
اللعينة التي كنا جميعا نريد موتها ولكن بدون أذى لسيدي باريس!


بصعوبة كانت ساندرا تبتلع ريقها من صدمة ما تسمعه من أولجا، فقد فهمت الآن كل شيء وتذكرت باريس كما

كانت تعرفه رقيقا هادئا محبا
لقد عرفت لماذا تبدل حاله بهذا الشكل
لم تكتفي الحياه بجعل زوجته خائنه لكنها أيضا فجعته في ولده
كان شيء قاسيًا حقًا لو كانت مكانه ورأت ابنها بهذا الشكل لجنت!
أغمضت عينيها لتبعد عن ناظريها

مشهد القتل ....

لقد عانى زوجي الكثير، ولا عجب أن يصبح على ما هو عليه ".
كان صوتها منخفضا جدا، ومع ذلك كانت تنظر نحو أولجا راجية ألا تكون قد

سمعت الجملة الأخيرة ، ولكن المرأة كانت تحرك راسها من جانب الى جانب يبدو أنها سمعت جيدًا
" إنه لخسارة ان يتزوج من تلك المرأة ، ولكن كان يجب عليه أن يفعل."
قالتها أولجا لتكمل حديثها
فتفاجئت ساندرا وسألتها
" كان يجب عليه أن يفعل ، ماذا تعنين بذلك أولجا ؟."
أنا لا اعني أنه كان يجب عليه أن يتزوج هذه المرأة بالذات ، ولكن كان يجب أن

يتزوج من أي إمرأة ، فقد أجبره ابوه على ذلك الزواج، كان السيد باريس يحب فتاه

انجليزيه ، ولكنها رفضت أن تتزوجه ، أنا لا اعرف كيف يمكن لأي فتاة ان تقول

لا للسيد باريس ؟ ، لقد كان جميلا جدا ومحبوباً في ذلك الحين. "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي