الفصل 17

رغم أن التفاعل معدووم وحاسه أنى بنشر لنفسى بس أنا عشان بحترم التلاته أربع الى بيدعمونى فنزلت ومرديتش أتأخر أكتر من كدا
ياريت يكون فى تقدير أكتر 

. . . . .

عمر وهو يخرج أموال من جيب بنطاله : اقولك على حاجه فكره حلوه اوى

لتنظر له أسراء وتتأمل ما بيده : فلوس ليه يا عمر ؟

تحدث عمر بخبث وهو يمسكها من قميصها : عشان ننزل نجيب فشار

عقدت حاجبيها وتحدثت بذهول : عشان نأكله للفار !

ضحك عمر بقوه : لا يا فالحه عشان نتفرج على فيديوهات محمود ومراته الى هتهبلك دى

حاولت التملص من يده وهى تتحدث بتوتر : محمود ومراته مين يا عمر ؟ وبعدين هو دا وقت فشار بقول لك فى فار كبير فى الشقه... لتعقد حاجبيها بقوه وهى تراه يضحك ويدخل الشقه بعدما فتحها ويتحدث :

_ ادخلى يا ست اسراء لما تحبى تعملى مقلب او تقلدى فيديو لبلوجر أبقى خدى بالك لا تعملى لصفحتهم لايك فيظهر عندى وأنا أصلا فيرند عندك ولا تقفى فى البلكونه تستنى انى ارجع وأول ما تشوفينى تجرى على الباب على طول وكأنك مستنيانى من بدرى وبعدين فار أى الى هيدخل الشقه وأنتى أربعه وعشرين ساعه قافله الشبابيك والبلكونات مبتفتحيهاش الا للضرورة .

لتبتسم هى ببلاهه وتدخل الشقه وهى تتمتم بهمس :  ودا امتى هعرف أعمل فيه مقلب

ليضحك : لما تعرفى تحبكى المقلب صح وبعدين شيلى البلوك يا هانم الى عملهولى مش عشان مش بعملك لايكات ولا بتفاعل معاكى يبقى تبلكينى ميبقاش محمود ومراته بيعملوا فيديوهات ويكسبوا فانز وأنا أشرب مقالبهم فى بعض لينهى كلامه وهو يعقد ذراعيه امامه ويرفع حاجبه ينتظر ردها

_ ما هو فيديوهاتهم حلوه أوى يا عمر وبتفصلنى ضحك وبتحمس انى اجربها فى حد ومش بلاقى حد قدامى غيرك 

ليهتف بتذمر وغيظ : فار تجارب أنا يعنى ؟

_ الله مش جوزى يا عمر وأعمل الى أنا عايزاه فيك بقا اوماال انا متجوزه ليه بس تعالى قولى عرفت انه مقلب ازاى

يجلس على الكرسى وهو يخلع حذائه : شوفت الفيديو أول امبارح وكنت متوقع انك تعملى حاجه لانها مش اول مره وبعدين دا انا الوحيد الى بيشوف فيديوهات محمود على الطبيعه من كتر الى بتعمليه فياا

لتتجهه الى المطبخ وهى تصحك : أنا برضوا شكيت فى الموضوع أصلك بتقول نفس كلامه فى الفيديو كانك بتسمعه

قهقه وهو يدخل ويفتح باب البراد ( الثلاجه ) وياخذ تفاحه ويبدا بتناولها : قوليلى بقا عملتى أكل اى النهارده

أبتسمت بخفه وهى تريه ما طهوته : حظر فظر ؟

انكمشت ملامحه بضيق وهتف بسرعه : لااااا يا اسراء مش معقول كدا عرفنا والله اننا فى الشتاء وأن الجو برد بس مش لدرجه كل يوم تعمليلنا شوربه عدس

_ اى يا عمر الشتاء بيحب العدس والحق عليا انى بعملك عدس عشان يدفينا فى البرد

زمجر بضيق وهو يتجهه لغرفته : والشتاء بردوا بيحب المحشى أنا من يوم ما أتجوزنا ولا شوفتك طبختى محشى لا فى صيف ولا فى شتاء

لتعقد حاجبيها بعدم فهم وهى تنظر لاناء العدس امامها : هو ماله اتعصب كدا ليه ! ماله العدس قمر وجميل دا ... لتتبعه وهى تهتف : يا عمر عمررر يا عمر بقولك ....

لتدخل خلفه غرفتهما وتنظر له وهى ممسكه بمغرفة الطعام وتتحدث ملوحه بها أمامه وهى تراه يخلع قميصه بعدما فك أزرة أكمامه : ما هو أنا كنت محتاره أوى أعمل فراخ ولا لحمه وأتصلت عليك اكتر من مره عشان أسالك واخيرك وانت مرضيتش فقلت أعمل شربه عدس وخلاص وبعدين انت مش حاسس الجو سقعه أوى والعدس بيدفى هو أنا غلطت فى اى يعنى ؟

يرمى بقميصه على السرير ويقترب منها وهو عارى الصدر وعيناه تطلق شرار الغيظ : امشى من وشى يا اسراء كل يوم عدس كل يوم عدس وانتى عارفه اصلا انى مبحبش العدس وبأكله مخصوص عشان مزعلكيش

_ دى نعمة ربنا يحبيبي أحمد ربنا لا تزول

يبتعد عنها بضيق : الحمد الله امشى بقا من وشى

اقتربت منه وهى تضع تلك المغرفه على الكرسى المقابل لفراشهم وتلمس كتفه برقه وتتحدث بنعومه : اهدى كدا يا عمر انت مالك بس يا حبيبى متنرفز كدا ليه خلاص بكرا هعملك حاجه تانيه غير العدس ولا تزعل نفسك

ينظر لها بعدما أستداره ليقابل وجهها ويبتسم بحب بعدما تنهد : خلاص يا حبيبتى انا هادى اهو وتسلم أيدك على أى حاجه بتعمليها

أتسعت أبتسامتها وأقتربت من وجنتيه وطبعت قبلاتها الرقيه ناطقه بكلمات ذو غنج أنثوى له تأثر جبار : حبيبى يا عمر ربنا ما يحرمنى منك أبدا

ليقبل جبينها بحنان وعشق : ولا يحرمنى منك يا روحى

ها هى تنظر لوجهه وعلى ملامحها أبتسامه يعرف مغزاها فتلك الأبتسامه ليست بالأمر الهين فنطق برفعة حاجب : أنا عارف الأبتسامه دى كويس وراها قنبله انجزى وقولى أى بسرعه ؟

اشارت أسراء الى نفسها وهى تدعى البرأه : انااا

هز راسه بتأيد : ايوا انتى انجزى عايزه تقولى أى

فرقت يدها بدلع : ولا حاجه يا حبيبى كل الى طالباه منك انك تجيب لى تورمومتر

عقد حاجه وسال بقلق وهو يضع يده على جبينها  : تورمومتر ليه يا حبيبتى انتى تعبانه ولا اى حاسه بأى طيب ؟

ابعدت اسراء يده : مش حاسه بحاجه أنا كويسه يا عمر

ليرفع عمر حاجبه : ولما أنتى كويسه عايزه تورمومتر ليه ؟

_ ما هو انا مش عايزه تورمومتر للبى أدمين

سال بتعجب : اومال عايزه تورمومتر لمين يا ست اسراء أشجينى

نطقت ببرأه وتوتر من ردة فعله : للبيض

نظر لها عمر باعين مفتوحه وهتف بصدمه وعدم تصديق لما سمعه : انتى قلتى اى ؟ بيض!!

هزت راسها بنعم وهى تبتسم بأنتصار كانها حصلت على العلامه النهائيه بالفزياء ليزمجر هو بغيظ : ومالك فرحانه من نفسك اوى كدا ليه ياختى اى الكلام الأهبل الى بتقوليه دا ؟ ترمومتر اى الى عايزاه للبيض دا هو أنتى عايزه ترفعيلى ضغطى

_ بعيد الشر عنك يا حبيبى، دا الترمومتر دا مهم جدا والله لسليق البيض

عقد عمر حاجبيه واستفسر بتعجب :  سلق البيض!

_ أيوا يا عمر الترمومتر دا بيبقى على شكل البيضه كدا وبحطه بقا فى المياه مع البيض وهو بيتسلق ومن خلاله بقا بعرف اءا كان البيض نص سوى ولا أستوى خالص لان الترمومتر دا بيعرفنى بقا لونه بيتغير على حسب سوى البيضه وهى فى المياه وبتغلى على النار

صفق بيده وأقترب منها ليمسك بروبها الصوف من الخلف وهو يخرجها من الغرفه : ومالها العشرين دقيقه الى طول عمرنا متعودينا عليها عشان البيض يستوى انتى مش مامتك طول عمرها تقول لك يا اسراء سيب البيض على النار من 15 ل 20 دقيقه يا اسراء وبعدين طفى عليها 

هزت راسها بنعم ليتحرك معها وهو مازال ممسك بروبها : ولما هو أه انتى طلعالى بحوار الترمومتر دا ليه هااا ؟

تذمرت اسراء وهى تحاول التملص من يده وهى تهندم ملابسها : اى يا عمر على فكره بقا الترمومتر دا اختراع هايل انت ليه دايما عايز تقلل من طلباتى وتقول أنها مش مهمه

_ لانها طلبات تافهه فعلا يا اسراء

نفخت بضيق : على فكره بقا الترمومتر دا كلب مش تافهه وبعدين ليه سهر يبقى عندها الترمومتر دا وأنا لا هاا ؟

رفع حاجبه وسال : مين سهر دى ؟

_ دى مرات مروان

ليعيد صيغة السوال وهو رافع احد حاجبيه وعاقد ذراعيه أمام صدره : ومين مروان دا

توترت وفركت يديها ونطقت بسرعه : دول مروان وسهر مراته بلوجر مشهوين على الميديا

لوح بيده وهو يخرج من المطبخ تاركها وهو يتمتم بصوت يصل لمسامعها : لا بقا كدا كتير مش أشحن النت أنا وتصدعينى طول اليوم بالبلوجر الى متابعاهم شويه محمود ومراته وشويه مروان وسهر اسراااء ارحمينى دا أنا جوزك برضوا  كان مالى ومال الجواز ما انا كنت عايش بطولى وملك ولا يتقالى ترمومتر ودوا كوحه حتى ....

. . . . . . . . . .  . . . . . . .

ممسكه بالهاتف تنتظر أجابة الطرف الأخر على الأتصال وهى متوتر وقلقه فهو لم يخبرها اين ذاهب كل ما قاله أنه لديه بعض الأعمال يجيب انجازها هى قلقه عليه فليس من عادته تركها والخروج من المنزل بذلك الوقت من الليل هتفت بسرعه عندما جاها الرد : الوو غيث حبيبي أنت فين قلقتنى عليك ليه مش بترد

تنهد غيث : انا موجود اهو يا حبيبتى

عقدت حاجبيها من صوته المنهك والمهموم لتساله بقلق واضح : مالك يا غيث صوتك باين تعبان ؟

نظر غيث حوله لتقع عينيه على يحيى الجالس بجانب منه ومراد ومها تنظر ليحيى بأعين قلقه ليتنهد تنهيده من الأعماق ويغمض عينيه ثوانى معدوده : انا كويس متقلقيش نامى انتى وأنا أول ما أخلص شغل هجيلك

_ طيب يا حبيبى خد بالك من نفسك لا إله الأ الله

هتف غيث بخفوت : محمد رسول الله

اغلق الأتصال وهو يهمس بينه وبين نفسه : يارب ما تزعل منى وتفهم أنى خبيت عليها بس لحد ما ابقى قدامهما لانها لو عرفت حاجه زى دى هتنهار وهى مش حمل أى صدمات والدكتور هو الى محرج عليا دا

_____________

الموت ناقوس يقرع آذاننا كل حين؛ ليوقظ كلَّ غافل منا، ويُشعرنا أن الحياة الدنيا ممرٌّ وليست مستقرًّا، هزَّة عنيفة تتعرض لها النفوس التي ما زالت تتنفس عَبَق الحياة، وتزداد شدَّتها إن كان الميت شخصًا ذا مقام وحُظوة وقرابة فلنتعظ قبل فوات الأوان فالحياة فانيه .... ها هم كل منهم يجلس على كرسيه يرتدى الأسود يستمعون الى صوت الشيخ وهو يتلوى عليهم أيات من القران الكريم بصوت خاشعًا يجعلهم يستمعون له بكل أنصات الجميع يبدو على وجهه علامات الحزن فمن فارقتهم اليوم غلاوتها كبيره فكانت مثل للطيبه والحنان تساعد من يلجأ لها وتعطوف على من يستحق اصوات البكاء تعلو عند احد زوايا المجلس فى ذلك الركن الذى تتوسطه منه تصطحب دموعها تربت عليها صديقتها جوهره التى لم تفارقها طوال اليوم وبالركن الأخر يقف كالصنم لا يظهر على وجهه سوا هاله من اليأس والضياع شاردًا لا يتفوة ببنت شفه منذُ خروجهم من المستشفى يسلم على المعزين بأليه بحته كانه انسان ألى تمت برمجته على حركه السلام وهو الرأس وفقط يقف بجانبه غيث ومراد يتممون معه مراسم العزاء مساندينه فى شدته وأيضاً أتى أسامه وأدهم

أما بجانبهم يجلس الجد سليمان بهدوء ورتابه على الكرسى وهو ممسك بعصاته يستند عليها وينظر لزوج حفيدته بحزن على ما يمر به مشفق على وضعه ففقدان الأم يقسم الظهر لا يعلم ماذا يفعل ليخفف عليه ولكن كل ما عليه هو مساندته والوجود بجانبه فى ظل تلك المحنه العصيبه حتى تقوم الأيام بعملها وتنسيه ليخف ألم ذلك الجرح.

لينهى القارئ تلاوة أيات القرأن بصدق الله العظيم ويترك مكانه راحلاً ليبدا المجلس بالأنتهاء ويخف ذلك الأزدحام ليقترب من أخته ويحتضنها متمتم ببعض أيات القرأن عند أذنها وينظر لزوجها فيتنهد مراد ممسك بها ويجعلها تدخل معه غرفتها فى منزل والدتها تسير بجانبه كالمغيبه عن الوعى غير واعيه أن ما يحدث حقيقه وليس كابوس

تقف بجانبه وتهمس بهدوء : يحيى ان....

نظر لها وهو يرفع يده امام وجهها ليجعلها تصمت : انا مش عايز أتكلم روحى مع جدك أنا مش عايز أشوف حد يتخطاهم تارك ساحة المنزل متجهه لغرفته مغلق بابها بهدوء وجميعهم ينظرون له بشفقه وقلق ليقاطع الصمت صوت الجد وهو ينظر لداده فطيمه : خدى بنتك يا فطميه وروحيها بيتها زمانه تعبت والدكتور حذرنا أنها متتحىكش من السرير

هتفت جوهره وهى تهز راسها بالرفض : لا انا مش هسيب منه لوحدها لازم أفضل جمبها

أقترب غيث منها : هترجعيلها تانى بس الوقتى أنتى لازم ترتاحى ولازم نسيبها كمان ترتاح اليوم كان ثعب جدا بالنسبالها

نظرت له جوهره بحزن : بس أنا لازم أبقى جمبها يا غيث مش كفايه أن مقولتليش الا تانى يوم ومكنتش معاها وهما فى المستشفى

_ يا حبيبتى انا مقولتكيش عشان انا كنت معاهم وقايم بالواجب وكمان عشان متتعبيش وأنا مش جمبك وبعدين مش وقته الوقتى فى داو لازم تاخدى نروح ساعتين ونرجع تانى أسمعى الكلام

كادت تعترض ولكن قاطعها صوت والدتها وهى تمسك بيدها : اسمعى كلام جوزك يا حبيبتى هزت راسها باستسلام لينظر غيث لجده : وانت يا جدو مش جاى معانا ولأى

نظر له سليمان وتحدث بتنهيده : لا خد معاك مها ترتاح وهاتها وأنت جاى

اعترضت مها : لا يا جدو انا مش مروحه أنا هفضل هنا جمب يحيى

رفع الجد حاجبه ونظر لها بنظرة ذات مغزى لينظر لغيث : خلاص روح انت يا غيث وأحنا هنفضل هنا

تنهد غيث وأتبع كلام جده وخرج من المنزل بهدوء وهو يدعو بالرحمه والمغفره

.. .  ............ . . . . . . . . . . .

تمر الأيام ويحيى حبيس غرفته لا يخرج منها أبدا يرفض دخول أى شخص له عدا غيث هو من يدل له ويجلس معه صامت يتفقده ويطمئن عليه يقنعه أن يتناول ما يبقيه على قيد الحياه فأخته بحاجه له وكعادته يدخل عليه الغرفه ويجده على جلسته طوال السبع أيام الماضيه جالس على فراشه ممسك بصورة والدته وينظر لها وكانه فى عالم خاص بهما وحدهما لا يلم ما يدور حوله أقترب غيث منه وهو يغلق الباب خلفه فهو لم ينقطع عن المجئ لهم هو وجوهره ... جلس بجانبه على الفراش وهو يربت على كتفه ليجعله ينتبه له وتحدث بهدوء :

_كنت فاكرك أقوى من كدا يا يحيى أدعيها يا يحيى ربنا يرحمها هى راحت للى احسن مننا عمرها ما تعز على الى خلقها لازم تشد حيلك عشان تسند اختك منه تعبانه من يوم ما دخلت الاوضه وهى منهاره وتعبانه وكل يوم محاليل يحيى متنساش انك انت الى باقيلها فى الدنيا انت سندها وقوتها لازم تقف جمبها وتدعمها وتمسك بأيديها لازم تعدوا المحنى دى

نظر له يحيى وتحدث بألم وصوت ضائع فى ملكوت الحزن والخذلان : حاولت وبحاول صدقنى يا غيث حاولت أبقى أقوى بس مش قادر امى راحت ... عارف يعنى أى يعنى ضهرى وجنتى فى الدنيا بح ... أنا مش قادر أخد نفسى وكأن فى حاجه كاتمه نفسى طول الفتره دى بحاول اخد نفسى بالعافيه وكانها النفس الى بتنفسه

ربت عليه غيث متمتم : لازم تبقى اقول لازم تسند نفسك وتصلب طولك لو مش عشانك يبقى عشان خاطر أختك متنساش أنها حامل وحملها متعب أصلا

نظر له بسرعه وكأنه تذكر شىئ غاب عن باله وتحدث بسرعه : منه ...

هز غيث راسه بسرعه : ايواا هو دا الى طالبه منك أن تاخد بالك من أختك هو مراد مسابهاش من يوم العزا بس أنت وجودك مهم جدا جمبهاا

وقف يحيى ليتجهه خارج من غرفته ليجد مها والجد سليمان يجليسان على الاريكه بالصاله ليتخطى وجودهما ويتجه لغرفه أخته ويدخل بعدما طرق الباب : منه ...

تنتفض كمن لدغه عقرب وترفع يدها وكأنها تطلب منه ان ينتشلها من الغرق وينقذ حاتها يقترب منها ويحتضنها مخبئ أخته وطفلته ومدللته داخل أحضانه بمنتصف صدره مربت على راسها بحنان اخوى ليسمع لنحيبها وشهقاتها برحابه صدر : ماما ماتت يا يحيى ماما ماتت من غير ما تشوف حفيدها ..  كان نفسها تشوفه أوى .. يحيى أنا تعبانه اوى ومحتجالها ... محتاجه لحضنها أوى يا يحيى أنا عارفه ان حرام أعيط وهتزعل. منى وأن المفروض ادعيلها بس غصب عنى والله مش قادره

_ هشش أهدى يا حبيبت أخوكى شده وربنا قادر أنها تمر وتزول أدعيلها بالرحمه هى موجوده أنا حاسس بطيفها حوالينا متخفيش يا عبيطه ماما روحها هتفضل محوطانا ومتابعانى موجوده بينا وفى قلوبنا أدعيلها لانها محتاجه دعانا الوقتى أنا جمبك لازم تشدى حيلك وتقوى عشان ربنا يكمل حملك على خير وتجيب الحفيد الى كان نفسها تشوفه وينور الدنيا... ولازم تاخدى بالك من صحتك عشان نشيل المحلول دا ومنحتاجوش تانى

انهى كلامه وهو يشير لذلك المحلول الطبى الموصول طرفه بيدها

أقتربت جوهره وهى تدخل الغرفه ممسكه بكوب من العصير وتناوله لمنه وتتحدث بحزن : شد حيلك يا يحيى كلنا محتاجينك ربنا يرحمها يارب

نظر لها يحيى بامتنان : شكرا جدا يا جوهره على وجودك جمب منه

هزت جوهره راسها بعتاب : منه دى أختى يا يحيى أوعى تنسى أنكوا أكتر من أخواتى

كاد أن يتحدث ولكن عقد حاجبيه عندما رأها تدخل الغرفه وتقف بجانب جوهره وهى تنظر لوجهه متصفحه ملامحه بأعين قلقه ليقبض على يده بغضب و قسوه ويرفعه أصبعه مشير بأتجاه باب الغرفه : أنا مش قلت .....

. . . . . . . . . . . . . .

يدخل الغرفه بسرعه عندما سمع صوت شهقاتها ليسالها بقلق وهو يتفحص وجهها وجسدها ليرى أى شئ أصابها أو ما هو سبب تلك الشهقات العاليه ولكن لا يوجد أى خدش : مالك يا ريهام فى أى ؟

نطقت ريهام وهى تشير الى أصبعها : بص يا أسامه أتعورت أزاى

ينظر الى ما تشير عليه ليجد جرح صغير يكاد لا يرى يتوسط أصبعها السبابه ليرفع حاجبه وهو يمسك أصباعها ويسالها بسخريه : بقا حتت التعويره الصغيره دى تخليكى عماله تشهقى وتعيطى كدا

_ أخص عليك يا حبيبى بقا أنت بتستهون بالتعويره دى .... انت متعرفش دى بتوجع قد أى

نظر لها وهو يبتلع ريقه ويحاول أن يجعل أنفاسه منتظمه ومتوازنه وهو يراها تتمايل امامه بدلع لا يعلم أهى تقصده أم هو عفويه منها ولكن صوتها بتلك النبره يجعلها مثيره هتف وهو يبتعد عنها ويهوى على نفسه بكفه : معلش يا حبيبتى أنا هروح اجيب لك حالا معقم

امسكت بذراعه وهى تقترب من ظهره وتفرك بيدها على كتفه : أسامه يا حبيبى وحشتنى

ابعد يدها عنه وهو يسالها بشك : ريهام أنتى كويسه مالك ؟

ابتسمت أبتسامه ماكره ولكن اجادت ان تظهر بمظهر الفتاه البريئه : مالى يا روحى ما أنا كويسه أهو بقول لك وحشتنى

رفع حاجبه : مش بالعاده يعنى تقوليلى وحشتنى فجاه كدا .... ومن ثم أقتربت منه لتقف أمام وجهه مباشرةً وجعلت يدها تأخذ مسارها لتبدا بلمس صدره ومداعبه أحد أزرة قميصه لتهمس بدلع مثير : هو أنا موحستكش ولا أى يا حبيبى

نفخ بقوه وهو يلتقط أنفاسه : هااا ...

ابتسمت بأنتصار وهى ترى مدى تاثيراها عليه لتزيد جرعه الدلع قليلا لتجعل يدها الثانيه تأخذ مكانها على شعره تحركه برقه مثيره وهمست بجانب أذنه : أساامه !!

لينتفض هو كمن لدغه عقرب : ايوا أفتكرت انتى بتعملى كدا عشان أخليكى تخرجى مع صحابك صح بس لا يا ريهام مش انا الى يضحك عليه

دبدبت على الأرض بقدميها بقوه وتذمر : لا بقا كدا كتير يعنى أعملك أى عشان توافق تخلينى أروح دهب يومين مع صحابى وفيها أى يعنى أنا مش فاهمه .... أنا غلبت معاك دلع وأتدلعت مياصه وأتميصت حتى حركات بطلة الروايه عملتها ولعبت فى شعرك أى كل دا مبيجبش نتيجه ليه هو أنا ملست على الزرار الغلط ولا أى

_ لا لا مش قادر بجد
هتف بكلماته وهو يمسك معدته من كثرة الضحك على ملامح وجهها لتضربه بغيظ فى كتفه

_ والله يا أسامه أنت زوج مستبد أنا هبلغ عنك محكمه الأسرة وأقول أنا مضطهدنى

رفع حاجب : لا والله طب أهدى كدا وخلي يومك يعدى

_ ليه أن شاء الله يومى مش هيعدى ليه هاااا ؟ عنلت اى انا يعنى هااا ؟!

جلس على الفراش وهو يربت على المكان بجانبه لتقترب وتجلس بجانبه ملبيه ندائه ليتحدث بنبرته الهادئه التى تأسرها وتجعلها تستمع لما يقوله بأنصات : بصى يا حبيبتى انا أى نعم اوبن ومتفتح ومش قفل بس مش لدرجه أنى اخليكى تروحى دهب أنتى وصحابك لوحدك كدا

عقدت يديها امام صدرها ورفعت حاجبها وتحدثت بتذمر واضح : ليه بقا ؟

تحدث بجديه بعدما تنهد وهو يمسك بيدها : بصى يا حبيبتى انا مش بخنقه ولا بضغط عليكى ولا قاصد أحتكرك ليا لوحدى أنا كل ما فى الموضوع انى مش عايزك تعملى حاجه غلط و ...

قاطعته : واى الحرام بقا هو انا قلت لك انى نسافره مع رجاله دا انا مسافره مع صحابى وكلهم بنات وولاد ناس محترمه

عقد حاجبيه لتسرعها فى الكلام ومقاطعته فتنهد مره أخرى : أسمعينى يا ريهام انا مقصدش انك مسافره مع رجاله أنا أقصد أن السفر لوحدك فى حد ذاته حرام الرسول صلى الله عليه وسلم قال فى حديثه الشريف : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة ) يعنى مينفعش تسافر الا مع مخرم يا انا يا أخوكى يا باباكى فهمتى قصدى فلو سيبتك تروحى مع صحابك كدا يبقى انا سيبتك تعمل حاجه حرام وربنا نهانا عنها

اعترضت ريهام وهى تهز راسها بلا : أنا مش هركب طياره يا اسامه احنا هنروح بالعربيه يبقى دا مش السفر المقصود فى الحديثه

_ لا يا حبيبتى السفر المقصود فى الحديثه هو  نهى المرأه من السفر بدون محرم مقطوعا ومقيدًا محددين يوما وليله زى ما أتذكر فى الحديث وقالوا مهما كانت طول المسافه أو قصرها هى مينفعش تسافر لوحدها مدة ما يعادل يوم وليله اقل من كدا تمام مش معنى أنك مش هتسافرى بطياره يبقى مش  سفر متنسيش أن ايام الرسول مكنش فى طيارات يا ريهام استعيذى بالله كدا وشيلى فكرة السفر دى

تذمرت ريهام وهى تقف امامه وهو مازال جالس على الفراش لتشير له بأصباعها : أنت زوج ديكتاتورى على فكره وأنا مخصماك هه وقطوعه بقاا ..

تحرك بسرعه لتخرج من الغرفه ليرفع حاجبه :  مخصاماك وقطوعه !!

يقف ويتحرك خلفها وهو ينادى عليها : ريهاام ريهاام حبيبتى النهارده الخميس استهدى بالله كظا مش وقت خصامك والقطوعه بتاعتك دى .... ليجلس بجانبها على الأريكه وهو ينظر الى التلفاز ليراها مندمجه على احدى الأفلام الأجنبيه : ريهام حبيبتى

اشارت له أن يصمت : اسكت يا أسامه عايزه أتابع أنا كنت مستنيه الفيلم دا من شهر

نظر لشاشه التلفاز مره أخرى ليشمئز وتنكمش ملامحه بتقزز لذلك المنظر فها هو البطل يمسك بالسكين ويغرزها بقلب ذلك الرجل دون رحمه ويرفعها من قلبه وينظر للسكين وعلى وجهه أبتسامه واسعه من بنظر لهيئته الان يكاد يجزم أنها مجنون ليضع السكين مره ثانيه وثالثه داخل معدته دون توقف لينظر الى ريهام بسرعه وهو يتحدث بتقزز :

_ اااااى دا يا ريهام مش معقول الى بتتفرجى عليه داا ؟!

_ فى أى يا أسامه ماالك يعنى لا عايزنى أسافر ولا أخرج أتفسح مع أصاحبى وحتى الفليم معترض عليه دا أى العيشه دى يا ربى

هز راسه ويديه : لا لا يا حبيبتى أتفرجى براحتك بس يعنى انا قلت مش معقول هتفضلى تتفرجى على الفيلم دا اصل مقرف اوى

_ ملكش دعوه عاجبنى

اقترب منها قليلا : طب بقول لك أى ما تيجى تقلدى بطلة الروايات وادلعى وأرجعى ريهام الى كانت حاضرة من ربع ساعه دى أحسن بدل ما انتى بتتفرجى على اكلى لحوم البشر دا

رفعت حاجبها ونطقت بلامبالاه : لا يا حبيبى كان فى منه وخلص مبقاش موجود الاوبش دا

هتف بتذمر واضح : ليه يا ريهام يا حبيبتى دا حبيبك اسامه

ضحكت باستفزاز : تؤ عدي علينا بكرا

رفع حاجبه : لا بجد ؟ لتهز راسها بنعم .... ليقترب منها واضعًا يد تحت قدمها والأخرى عند راسها حاملها بثبات لتشهق هى : اسامه قلت لك عايزه أتفرج على الفيلم

تحدث وهو يدخل بها الغرفه : من امتى وأنتى أصلا بتتفرجى على نوعية الأفلام دى تعالى بس نامى جمبى وكمليلى الروايه الى كنتى بتقرأئيها .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي