الثالث
إنتصف النهار ورمت أشعة الشمس الذهبية بنورها في الأفق البعيد، كان إلزاما عليها أن تاخذ قسطا من الراحة فهي متعبة للغاية، وأيضا جوادها لقد أنهك جدا فهو يركض لساعات متواصلة، وهو يشعر العطش والجوع الشديد.
تنفست بقوة وهي تتذكر كلام مربيتها، وهي تنظر حولها بضياع كبير لتتمتم:
( ا سيليا هربي إلى آخر العالم ) ولكني لا أعرف ماذا كانت تقصد بهذا الكلام،ماذا كانت تقصد بآخر العالم وأين يقع."
وطبعا لم يكن بمقدورها أن تسأل أحدا مثل هذا السؤال، أغخذت قسطا من راحة داخل اسوار تلك القرية الصغيرة، قبل أن تعود مرة أخرى لتمطي ضهر جوادها وتعود إلى المسير مجددا.
كانت وجهتها هذه المرة الوصول إلى المدينة المجاورة ثم بعدها تركب قاربا يأخذها إلى بلاد المجاورة من جهة الشمال، وبهذه الطريقة تكون قد تخلصت من ماضيها إلى الأبد .
بعد مدة طويلة من المسير كان تعب قد أنهكها كليا وكانت على مشاريف تلك المدينة الساحلية الجميلة، تنهدت براحة شديدة وهي لا تصدق أنها قد إستطاعت أخيرا أن تصل بعد كل هذا التعب.
دخلت إلى سوق تلك المدينة وباعت حصانها لقاء بعض دنارير الفضية، ثم ذهبت للميناء لي تستأجر قاربا، كان سوف يغادر في نفس اليوم مساءا وهذا من حسن حظها.
تحركت إلى الحانة المجاورة للميناء حتى تجلس هناك تمتمت بهدوء كما هي عاتتها عندما تكلم نفسها :
حسنا اهدئي يا سيليا وتنفسي بعمق، لقد إتفقت مع صاحب القارب وأعطته نصف المبلغ وبطبيعة الحال أخفيت هويتي وأنا أتلبس هذه العبائة على رأسي وخاصة مع شعري الغريب هذا، لا أعرف لما هو شيئا منبوذا في مملكتنا ربما لأنه كان ينتسب إلى مملكة الوحوش، فقلة هم الأشخاص الذين كانوا يمتلكون شعرا ممزوج بين اللون الأحمر والأسود في مملكة،"
تنفست بهدوء وهي تلمس إحدى خصلاتها وهي تتذكر لتكمل :
" كان شعري لعنة أخرى أضيفت إلي تجعل حياتها بائسة أكثر".
جلست في الحانة وهي تتاكد أنها كانت تخفي كل شبر بها، ومرة أخرى عاد ذلك الكلام الذي كان يؤرقها لسنوات، ليهاجم ذهنها ولكن هذه المرة من طرف رجال ونساء اخرين وليس أولئك الأوغاد الذين كانوا يعيشون معها في القصر.
" هل سمعت ذلك يا رجال ؟ لقد قضى ملك الوحوش على القرية الحدودية بأكملها ولم يترك أحد منه على قيد الحياة ، لا أعرف كيف نواجه هذا اللعين ونحن بشر بلا حول ولا قوة ؟".
تحدث رجل بغيض وقد كان يجلس خلفها، يحتسي مشروبه بغل.
" لقد سمعت أنه قد قام بقتل أخيه حتى يستولي على الحكم من بعده، بالرغم من أنه كان شخصا منبوذا من العائلة الحاكمة إلى أنه فرض عليهم سطوته وجعلهم ينصاعون له، إنه حقا مرعب".
قال الرجل الآخر وهو يهمس له، كما لو أنه لم يكن يريد أن يسمعه أحد غيره:
" أجل، أجل لقد سمعت هذا، يقال أنه قد ولد باللعنة غيبة جدا تجعلك ببساطة تموت ميتة بشعة للغاية بمجرد النظر لعينيه اتصدق هذا؟!."
أجابه الرجل الأخر، وهو يرتجف بينما يقول هذا الكلام:
" إنه يسحق العالم الآن، نحن نغرق في الظلام بسببه فلينتقم منه الرب" .
قالها شخص آخر وهو يجلس إلى جوارهم، يتنهد بأسى شديد على الحال.
نظرت سيليا أمامها بهدوء ولا مبالات، لم يكن يوما ما يجري في العالم يثير إهتمامها، تمتمت بكره:
" فليحترق العالم بما فيه، أتتمنى لو أن الموت يأتي للجميع وتصبح الأرض خالية من البشر لأعيش فيها لوحدي وبسلام" .
كان العالم الذي تعيش به مختلفا تماما عما نعرف، فهو منقسم إلى ثلاثة ممالك أساسية، والمملكة الرابعة هي من تتحكم به، هذه المملكة معروفة بإسم مملكة كوركانز يحكمها ملك الوحوش كما يطلق عليه.
هنالك مملكه التيزانو ، وراس التنين، والغيريوس وبطبيعة الحال مملكة والدها مملكة ثيرانوس، كانت في الأصل تنتمي إلى مملكة راس التنين، كان يخطط لأن يقوم بإنقلاب على مملكة الكوركانز بمساعدة مملكه رأس التنين التي يحكمها الملك ادوارد.
كان يخططان لأن يجمعو حلفاء ويهجموا على العاصمة كوركانز وذلك بعد زواجها من الملك العجوز، ولكن كل مخططاتهم سوف تفشل الآن، لأنها هربت.
إبتسامة بشماتة على وجهها، لتخرج من الحانة وهي تتوجه الى الميناء من أجل ركوب القارب،تحدثت بينما تسرع خطواتها:
" سوف أغادر الليلة إلى العاصمة كوركانس بما أنها أكبر الممالك في ممالك التسعة، وبهذه الطريقة سوف أضمن لنفسي أنه لن يتم الإمساك بي بسهولة، وربما أكسب بعض الوقت الذي يمكنني من خلاله جمع حلفاء حتى أعود وأنتقم من ذلك اللعين المدعو بوالدي، فأنا لم أنسى لحد هذه اللحظة كيف طعن والدتي وقتلها أمام عينيها.
كانت تمشي بسرعة وحذر وهي تتحدث إلى نفسها تشجع نفسها حتى تلحق القارب، فهو على وشك أن يغادر، ولكنها توقفت في مكانها مرة واحدة وهي تستمع إلى ذلك الأنين الخافت الذي كسر سكون المكان.
حاولت أن تتجاهل ذلك الأمر وتغادر بسلام، ولكن الاثنين كان يمزق نياط القلب حقا،ضربت قدمها بالأرض بغيض وهي تتمتم:
" لعنة على نفسي الملعونة مليون مرة، لما لا يستيقظ ضميري إلا في الأوقات الخاطئة".
أكملت كلامها وهي تتحرك إلى الجهة التي أتى منها الصوت، وكما توقعت تماما كان هنالك رجل مصاب والدماء تسيل منه بغزارة لتملأ الأرض من حوله.
حاولت أن تتجاهله وتغادر المكان، ولكن ضميرها لم يجد الوقت ليصحى إلا في تلك لحظة، لعنت نفسها من جديد وتحركت إليه لتجلس القرفصاء أمامه وتبعد القلنسوة على رأسها، وتبدأ في تفحص جراحه بهدوء وحذر.
بينما فتح هو عينيه بتعب شديد، ونظر إليها لتتوسع عينيه الزرقاء الغريبة، وهو يراقبها كانت أجمل مخلوق راه في حياته كلها، إلا أنه أبعد نظراته بسرعة عنها ونظر إلى الأرض وكأنه يخشى عليها من الهلاك .
" سيدي إن جرحك عميق جدا وأنت تنزف بغزارة ، سوف تموت إذا إستمرت أكثر بالنزيف يجب أن تذهب إلا المشفى".
قالت كلامها وهي ترفع رأسها لتنظر إليه، وفجأة تقابلت عيناهما توسعت عينيه بدهشة حقيقية، وقبل أن يقول كلمة أخرى، كانت تتنهد وهي تعود لتقف قائلة بهدوء:
"اسفة لقد حاولت أن أساعدك حقا، ولكن بدون فائدة أنا أسفة للغاية جرحك مميت أنت تحتضر، لا أستطيع مساعدتك أكثر أنت تموت ببطء الآن".
" ألا تزالين حية؟! "
تحدث ذلك الرجل المسجى على الأرض، ونطق بأغبى سؤال كان من الممكن أن يطرحه رجل يموت على إمرأة تحاول مساعدته.
إلتفت إليه لتنظر في عينيه ورفعت أحد حاجبيها وهي ترسم إبتسامة ساخرة لتقول بينما تمسح يديها من دمائه :
" لست أنا من سيموت، بل إنه أنت يا سيد فهيم، أضن أن الإصابة لم تأثر على جسدك فقط بل على عقلك أيضا ".
كانت سترحل ولكنه عاد ليتحدث بصعوبة، وهو يقول :
" تبا، لطالما كنت أتمنى الموت وأطلبه ليلا نهار ، والآن عندما رفضته رحب بي بلا رحمة، يلا قساوة الحياة لا أريد الموت ليس الأن على الأقل ".
كلمته الأخيرة قالها بصوت هامس، لدرجة أنها سمعتها بصعوبة شديدة.
صمت ثقيل مر بينهما وهي تشد على طرف عبائتها السوداء المخملية بتوتر وغضب، قبل أن تفتح فمها وتلعن نفسها آلاف لعنات وهي تعود إليه.
لتجلس أمامه وتضع كلتا يديها على ركبتيه، وترفع وجهها لتضع شفتيها المكتنزة المغرية على خاصته في قبلة بريئة للغاية.
جعلت ذلك الرجل المجروح الضخم الجثة وأسمر البشرة، يفتح عينيه الزرقاء الفريدة، وتتوسعان بصدمة شديدة، بينما قلبه يقرع طبول الحرب وهو لا يكاد يصدق ما يحدث الآن معه، ليتمتم بغير تصديق:
" هل هذه الفتاة تقبله الأن ".
يتبع ......
تنفست بقوة وهي تتذكر كلام مربيتها، وهي تنظر حولها بضياع كبير لتتمتم:
( ا سيليا هربي إلى آخر العالم ) ولكني لا أعرف ماذا كانت تقصد بهذا الكلام،ماذا كانت تقصد بآخر العالم وأين يقع."
وطبعا لم يكن بمقدورها أن تسأل أحدا مثل هذا السؤال، أغخذت قسطا من راحة داخل اسوار تلك القرية الصغيرة، قبل أن تعود مرة أخرى لتمطي ضهر جوادها وتعود إلى المسير مجددا.
كانت وجهتها هذه المرة الوصول إلى المدينة المجاورة ثم بعدها تركب قاربا يأخذها إلى بلاد المجاورة من جهة الشمال، وبهذه الطريقة تكون قد تخلصت من ماضيها إلى الأبد .
بعد مدة طويلة من المسير كان تعب قد أنهكها كليا وكانت على مشاريف تلك المدينة الساحلية الجميلة، تنهدت براحة شديدة وهي لا تصدق أنها قد إستطاعت أخيرا أن تصل بعد كل هذا التعب.
دخلت إلى سوق تلك المدينة وباعت حصانها لقاء بعض دنارير الفضية، ثم ذهبت للميناء لي تستأجر قاربا، كان سوف يغادر في نفس اليوم مساءا وهذا من حسن حظها.
تحركت إلى الحانة المجاورة للميناء حتى تجلس هناك تمتمت بهدوء كما هي عاتتها عندما تكلم نفسها :
حسنا اهدئي يا سيليا وتنفسي بعمق، لقد إتفقت مع صاحب القارب وأعطته نصف المبلغ وبطبيعة الحال أخفيت هويتي وأنا أتلبس هذه العبائة على رأسي وخاصة مع شعري الغريب هذا، لا أعرف لما هو شيئا منبوذا في مملكتنا ربما لأنه كان ينتسب إلى مملكة الوحوش، فقلة هم الأشخاص الذين كانوا يمتلكون شعرا ممزوج بين اللون الأحمر والأسود في مملكة،"
تنفست بهدوء وهي تلمس إحدى خصلاتها وهي تتذكر لتكمل :
" كان شعري لعنة أخرى أضيفت إلي تجعل حياتها بائسة أكثر".
جلست في الحانة وهي تتاكد أنها كانت تخفي كل شبر بها، ومرة أخرى عاد ذلك الكلام الذي كان يؤرقها لسنوات، ليهاجم ذهنها ولكن هذه المرة من طرف رجال ونساء اخرين وليس أولئك الأوغاد الذين كانوا يعيشون معها في القصر.
" هل سمعت ذلك يا رجال ؟ لقد قضى ملك الوحوش على القرية الحدودية بأكملها ولم يترك أحد منه على قيد الحياة ، لا أعرف كيف نواجه هذا اللعين ونحن بشر بلا حول ولا قوة ؟".
تحدث رجل بغيض وقد كان يجلس خلفها، يحتسي مشروبه بغل.
" لقد سمعت أنه قد قام بقتل أخيه حتى يستولي على الحكم من بعده، بالرغم من أنه كان شخصا منبوذا من العائلة الحاكمة إلى أنه فرض عليهم سطوته وجعلهم ينصاعون له، إنه حقا مرعب".
قال الرجل الآخر وهو يهمس له، كما لو أنه لم يكن يريد أن يسمعه أحد غيره:
" أجل، أجل لقد سمعت هذا، يقال أنه قد ولد باللعنة غيبة جدا تجعلك ببساطة تموت ميتة بشعة للغاية بمجرد النظر لعينيه اتصدق هذا؟!."
أجابه الرجل الأخر، وهو يرتجف بينما يقول هذا الكلام:
" إنه يسحق العالم الآن، نحن نغرق في الظلام بسببه فلينتقم منه الرب" .
قالها شخص آخر وهو يجلس إلى جوارهم، يتنهد بأسى شديد على الحال.
نظرت سيليا أمامها بهدوء ولا مبالات، لم يكن يوما ما يجري في العالم يثير إهتمامها، تمتمت بكره:
" فليحترق العالم بما فيه، أتتمنى لو أن الموت يأتي للجميع وتصبح الأرض خالية من البشر لأعيش فيها لوحدي وبسلام" .
كان العالم الذي تعيش به مختلفا تماما عما نعرف، فهو منقسم إلى ثلاثة ممالك أساسية، والمملكة الرابعة هي من تتحكم به، هذه المملكة معروفة بإسم مملكة كوركانز يحكمها ملك الوحوش كما يطلق عليه.
هنالك مملكه التيزانو ، وراس التنين، والغيريوس وبطبيعة الحال مملكة والدها مملكة ثيرانوس، كانت في الأصل تنتمي إلى مملكة راس التنين، كان يخطط لأن يقوم بإنقلاب على مملكة الكوركانز بمساعدة مملكه رأس التنين التي يحكمها الملك ادوارد.
كان يخططان لأن يجمعو حلفاء ويهجموا على العاصمة كوركانز وذلك بعد زواجها من الملك العجوز، ولكن كل مخططاتهم سوف تفشل الآن، لأنها هربت.
إبتسامة بشماتة على وجهها، لتخرج من الحانة وهي تتوجه الى الميناء من أجل ركوب القارب،تحدثت بينما تسرع خطواتها:
" سوف أغادر الليلة إلى العاصمة كوركانس بما أنها أكبر الممالك في ممالك التسعة، وبهذه الطريقة سوف أضمن لنفسي أنه لن يتم الإمساك بي بسهولة، وربما أكسب بعض الوقت الذي يمكنني من خلاله جمع حلفاء حتى أعود وأنتقم من ذلك اللعين المدعو بوالدي، فأنا لم أنسى لحد هذه اللحظة كيف طعن والدتي وقتلها أمام عينيها.
كانت تمشي بسرعة وحذر وهي تتحدث إلى نفسها تشجع نفسها حتى تلحق القارب، فهو على وشك أن يغادر، ولكنها توقفت في مكانها مرة واحدة وهي تستمع إلى ذلك الأنين الخافت الذي كسر سكون المكان.
حاولت أن تتجاهل ذلك الأمر وتغادر بسلام، ولكن الاثنين كان يمزق نياط القلب حقا،ضربت قدمها بالأرض بغيض وهي تتمتم:
" لعنة على نفسي الملعونة مليون مرة، لما لا يستيقظ ضميري إلا في الأوقات الخاطئة".
أكملت كلامها وهي تتحرك إلى الجهة التي أتى منها الصوت، وكما توقعت تماما كان هنالك رجل مصاب والدماء تسيل منه بغزارة لتملأ الأرض من حوله.
حاولت أن تتجاهله وتغادر المكان، ولكن ضميرها لم يجد الوقت ليصحى إلا في تلك لحظة، لعنت نفسها من جديد وتحركت إليه لتجلس القرفصاء أمامه وتبعد القلنسوة على رأسها، وتبدأ في تفحص جراحه بهدوء وحذر.
بينما فتح هو عينيه بتعب شديد، ونظر إليها لتتوسع عينيه الزرقاء الغريبة، وهو يراقبها كانت أجمل مخلوق راه في حياته كلها، إلا أنه أبعد نظراته بسرعة عنها ونظر إلى الأرض وكأنه يخشى عليها من الهلاك .
" سيدي إن جرحك عميق جدا وأنت تنزف بغزارة ، سوف تموت إذا إستمرت أكثر بالنزيف يجب أن تذهب إلا المشفى".
قالت كلامها وهي ترفع رأسها لتنظر إليه، وفجأة تقابلت عيناهما توسعت عينيه بدهشة حقيقية، وقبل أن يقول كلمة أخرى، كانت تتنهد وهي تعود لتقف قائلة بهدوء:
"اسفة لقد حاولت أن أساعدك حقا، ولكن بدون فائدة أنا أسفة للغاية جرحك مميت أنت تحتضر، لا أستطيع مساعدتك أكثر أنت تموت ببطء الآن".
" ألا تزالين حية؟! "
تحدث ذلك الرجل المسجى على الأرض، ونطق بأغبى سؤال كان من الممكن أن يطرحه رجل يموت على إمرأة تحاول مساعدته.
إلتفت إليه لتنظر في عينيه ورفعت أحد حاجبيها وهي ترسم إبتسامة ساخرة لتقول بينما تمسح يديها من دمائه :
" لست أنا من سيموت، بل إنه أنت يا سيد فهيم، أضن أن الإصابة لم تأثر على جسدك فقط بل على عقلك أيضا ".
كانت سترحل ولكنه عاد ليتحدث بصعوبة، وهو يقول :
" تبا، لطالما كنت أتمنى الموت وأطلبه ليلا نهار ، والآن عندما رفضته رحب بي بلا رحمة، يلا قساوة الحياة لا أريد الموت ليس الأن على الأقل ".
كلمته الأخيرة قالها بصوت هامس، لدرجة أنها سمعتها بصعوبة شديدة.
صمت ثقيل مر بينهما وهي تشد على طرف عبائتها السوداء المخملية بتوتر وغضب، قبل أن تفتح فمها وتلعن نفسها آلاف لعنات وهي تعود إليه.
لتجلس أمامه وتضع كلتا يديها على ركبتيه، وترفع وجهها لتضع شفتيها المكتنزة المغرية على خاصته في قبلة بريئة للغاية.
جعلت ذلك الرجل المجروح الضخم الجثة وأسمر البشرة، يفتح عينيه الزرقاء الفريدة، وتتوسعان بصدمة شديدة، بينما قلبه يقرع طبول الحرب وهو لا يكاد يصدق ما يحدث الآن معه، ليتمتم بغير تصديق:
" هل هذه الفتاة تقبله الأن ".
يتبع ......