لعنة الوحوش

بوحوت راضية`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-12-14ضع على الرف
  • 126K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الأول

ما هو الشيء الأكثر أهمية في هذه الحياهة؟

إذا ما وجهنا هذا السؤال إلى رجل لا يجد ما يشبع به جوعه ,سوف يخبرونا بكل بساطة أنه الطعام! .

أما إذا واجهنا هذا السؤال إلى رجل يرتجف من البرد، فسيقول أنه الدفء وبيت يأويه ، وكل يجيب على هذا السؤال وفق إحتياجاته.

الجميع يؤكد أن الإنسان لا يمكن له أن يحيا بالاكل وحده، لا شك في أننا جميعا نحتاج للطعام و نحتاج إلى الدفء والحنان ،ولكن هنالك شيء آخر نحتاجه كلنا، أبعد من كل هذه الإحتياجات التي سبق لنا ذكرها.

نعيش ونحيا من أجل أن نكون أشخاصا مميزين محبوبين من الكل، نحيا لإهتمام الدفى والحنان ورفقة الجيدة ،ما نحتاج إليه حقا هو الحب الذي يحتوينا وصدر نلقي عليه رأسنا لنرتاح من هموم الحياة .

فتحت عينيها الواسعة بهدوء شديد تحاول أن تبقى ثابتة وقوية، وهي تقف أمام ذلك الرجل الذي يرتدي ثيابا أنيقة ومزخرفة.

رفعت رأسها بكبرياء وغرور انثى لاقى عليها  ،يستحيل ان تنحني برأسها أو تنظر للأرض، ففي النهاية هي سليلة سلالة الدم الملعون .

كانت تقف أمام ثلاثة رجال، واحد منهم كان يجلس على كرسي العرش أمامها ،ينظر إليها بسخرية شديدة، بينما كانت الدماء تتدفق ساخنة من بين خصلات شعرها الشقراء ،وتتساقط بغزارة على عينيها الفيروزية الجميلة.

" ألا تزالين ترفضين الفكرة؟"

قالها ذلك الرجل الذي يجلس على عرشه، وهو ينظر إليها بغضب، ورغم ذلك كانت هنالك إبتسامة ساخرة ترتسم على وجهه.

" أنت تعلم انني لن أخضع لمخنث مثلك."

قالتها بكل برود وهي تنظر إلى وجهه غير عابئة به أو بحاشيته ،لم تشعر إلا بتلك الصفعة التي نزلت على خدها ،وجعلتها تسقط بقوة على الأرض بقوة.

رفعت رأسها بغرور مرة أخرى ، وهي تعيد شعرها الذي بعثر على وجهها إلى الخلف ،وتنظر إلى ذلك الرجل الذي صفعها لتو ببرود شديد، لتقول بينما هي ترسم شبح إبتسامة على شفتيها الحمراء المغربة:

" هل تعتقد أنك سوف تخيفني بهذه الطريقة؟".

أنهت كلامها وهي ترفع أحد حاجبيها بزاوية مثالية ،بينما شد الآخر على يده بغضب شديد ،وبدون سابق إنذار كان ينهض من عرشه ويتوجه إليها ليمسك رأسها ،ليبدا بضربها مع الأرضية الرخامية القاسية.

" أرجوك توقف يا سيدي، أنت ستقتلها، وهذا ما تريده".

تحدث مساعده  ليام هو يقترب منه ليبعده عنها ،تركها ذلك العجوز اللعين، وهو ينظر إليها بغضب شديد.

دفعها بقدمه كما لو أن بها فيروسا من الممكن أن ينتقل إليع ويقتله ،أعاد شعره الأشقر الذي تناثر على ملامح وجهه إلى الخلف وهو يقول بغضب :

" العاهرة لقد جعلتني أفقد صوابي، لا أعرف كيف أنجبت فتاة مثلها ".

تحدث والدها بغيض وهو يعود ليجلس على عرشه ، وعلى الرغم من الحالة التي هي عليها الآن،إلا أنها رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء شديد ،وهي تقول بينما هي تمسح الدماء التي تنزف من فمها :

" لم تنجبني لقد كنت نتيجة علاقة محرمة".

" أيتها العاهرة...."

قالها بغضب شديد وهو ينزل من عرشه مجددا ،ليقترب منها ويدفعها بقدمه ،لتسقط على الأرض ممددة ، ولكن ليام مساعده تدخل مرة أخرى ،وهو يحاول أن يحميها
قبل أن ينظر لأخيه الذي كان يقف بعيدا عنه نسبيا، ينظر إلى ما يجري ببرود شديد، كما لو أنه لا يهمه الأمر برمته.

" ليان ابعدها من هنا حالا"

تحدث المساعد إلى توأمه الذي نظر إليه بلا مبالاة، قبل أن يتحرك إليها ويمسك شعرها الطويل في قبضة يده ثم يصدم رأسها بقوة مع الأرض مرة تلوى الأخرى ، وهو ينظر إلى صديقه وتوأمه الذي توسعت عينيه بصدمه شديدة،بينما إبتسم الملك بصخب وهو يرى وزيره الأول ليان يقوم بتعذيب إبنته.

في تلك لحظة دخلت إمرأة كبيره في السن، وهي تركض إلى حيث كان ثلاثة يقفون، وبسرعة ركعت أمام ذلك الرجل الذي كان ينظر إليها بسخرية شديدة، والذي من المفترض أنه والدها ، لتقول تلك المراة برجاء بينما هي تركع أمام قدميه:

" أرجوك إغفر لها يا سيدي، إنها مجرد طفلة لا تعرف شيئا، أرجوك إعفو عنها يا سيدي سوف أقنعها بنفسي "

نظر إليها بإشمئزاز ليقول، بينما هو يشير على إبنته المضجرة بدمائها أمامه:

" يستحسن لك ان تقنعيها بالزواج بالملك إدوارد، وإلا فإن مصيرها ومصيرك سيكون هو الموت لا محالة."

أنهى الملك كلامه وهو ينظر إليها بغضب، بينما تلك العنيدة وقفت بترنح ورفعت رأسها بكبرياء مرة أخرى، ونظرت إلى والدها لتفتح فمها رغم الألم الذي يجتاجها وتقول :

" أنا إبنة ملكة الدم الملعون، يستحيل أن اقبل هذا الأمر ،يستحيل أن أقبل أن أكون فداء لك ولمملكتك اللعينة ."

"أنت..."

صرخ بها ذلك المساعد المدعو بليان بغضب،بينما تراجعت هي للخلف عده خطوات ،فهي لا تريد ان تقع بين يدي هذا الوحش مجددا.

لقد نالت منه كفايتها من العذاب اليوم، ومرة أخرى كانت خادمتها تركع بتوسل وهي تقبل حذاء الملك قائلة ببكاء :

" أرجوك إعفو عنها يا سيدي، إنها طفلة فقط ،سوف أقنعها بالزواج أيها الملك العضيم، وسوف اجهزها بيدي هاتين،أرجوك أعطيني فرصة ."

تحدثت تلك الخادمة المسكينة وهي ترتجف يخوف ، بينما نظرت إليها تلك العنيدة بغضب، وكورة يدها على شكل قبضة،حتى إبيضت مفاصلها وهي تفكر ،
لماذا تفعل ذلك؟
لماذا تقف في وجه الملك وتصر على دفاع عنها؟.
لما هي تحميها من الموت دائما ؟.

هي مستعدة للموت ما إن يأمر والدها قتلها سوف تكون سعيدة لأنها سوف تكون سعيدة بجانب والدتها.

أوليست هي إبنة صاحبة الدم الملعون، لقد كانت هذه صفه تطلق عليها منذ ولادتها ،لأنها كانت إبنة والدتها وولدها هو خالها في نفس الوقت.

أجل والدتها كانت أخت هذا العاهر الذي يقف أمامها ،والذي من المفترض أنه أبوها ، كيف تجرأ على إقامة علاقه زنا محرمة مع أمها؟.

وهي الأسف كانت نتيجة تلك العلاقة المحرمة، ولكن بطبيعة الحال ليس الأمر مثلما يظن الجميع؟.

فوالدها لم يكن يعرف أن تلك المرأة التي كان مهوسا بها وإغتصبها عدة مرات، هي في الأصل أخته من زواج سري لوالده الملك السابق،لقد تزوج إمرأة لم يعرف أصلها ،هناك شائعات تقول أنها أميرة لمملكة الوحوش ،وهناك من يقول أنها كانت عبدة هاربة من مملكة الساحرات،لم يكتشفوا أمر كون أمها ورجل الذي إغتصبها إخوة إلا بعد ولادتها بسنة، هذا ما أخبرتها به خادمتها ومربياتها.

لذلك تم نفي والدتها لمكان بعيد الى أن ماتت وحيدة في أحد الجزر النائية، هذا ما قيل لي عامة الشعب اما الحقيقة فهي شيء أسوء، تم إحضار جثتها للمملكة لترها سيليا للمرة الأخيرة قبل حرقها أما بشأنها هي، فلقد تم عرضها للشعب على أنها إبنة غير شرعية أنجبها الملك من إحدى المحضيات التي ماتت أثناء ولادتها ،لذلك يدعوها الجميع بصاحبة الدم الملعون.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي