٣
بدأ رون يشعر بالقلق فقد بات وحيداً في هذا المكان الغريب، فازداد معدل ضربات قلبه حتى أنها كادت تكون مسموعة في المكان حوله، فهو في مكان لا يفقه عنه أي شئ ولا يعرف لا عاداتهم ولا تقاليدهم.
قرر التوغل في المكان محاولاً استكشافه ولكن الخطوة الأولى كانت كالعادة هي الأصعب، فمن يقرر فعل شئ يصبح مسؤولاً عنه ويصبح هو المسؤول عن نتائج هذا الفعل.
أخذ شهيقاً عميقاً وأغمض عينيه لعل قلبه يسكن ثم زفر أنفاسه بهدوء ورفع قدمه اليمنى بعد أن قرر التخلص من القلق، ووضع عودته لمنزله الدافئ الذي لم يعتد على أن يخرج منه دافعاً وحافزاً لاتخاذ تلك الخطوة الصعبة والبدء في رحلته.
ولكن رون لاحظ اقتراب حلول الظلام لذلك أتخذ قرار تأجيل التجول إلى أن يحل الصباح في الغد، ولكنه كان قد علم أنه لا مفر من الاستكشاف، فالحل الوحيد لعودته هو أن يفهم أين أختفى منزله وما السر الذي وجهه لهذا المكان.
في إحدى الغرف اللامعة والتي تلونت باللون الأرجواني جلست تلك الفتاة على ذلك الفراش ذو اللون الأبيض بتوتر فمهما كانت شجاعتها فهي لن تستطيع ان تتغلب على خوفها منه ومن هيبته.
فُتح الباب الموصد في لحظة ولكنها شعرت بأن الزمان قد توقف وبدأ صوت قلبها يصبح أعلى، دخل بهدوء بينما كانت تضم ساقيها نحو صدرها، نظرت بخوف نحو عينيه لتتلاقى نظراتهما معاً ولكنها لم تتحمل نظراته الغاضبة وخجلت من نفسها لتشيح نظرها عنه.
نظرت لنقطة فارغة ووقفت بهدوء إحتراماً له، أحنت رأسها وهي تنتظر أن يبدأ كلامه رغم أنها لا تحتاج لأن تسمعه فقد سمعته مراراً وتكراراً.
بدأ يقول بصوت أجش:
_تعرفين يا أوچين أن خروجك بين العامة ممنوع وتعلمين مدى خطورة دخولك لتلك الغابة، كما أنني نبهتك كثيراً ولكنك تنصتين للكلام دون أن تنفذيه.
كانت نبرة صوته الغاضبة كفيلة بأن تجعل دموعها تتجمع في مقلتيها كاللآلئ، ولكنه أكمل كلامه قائلا:
_من الآن فصاعداً لن أراكِ تخرجين من القصر إطلاقاً.
_ولكن يا أبي.
_لا أريد أن أسمع أي شيء منك.
سكت لثوان ثم تابع بحسرة:
_أهكذا توفين بالعهد الذي قطعته؟ أبهذا الشكل تسيرين على ما اتفقنا عليه؟
عضت على شفتيها بندم ليرى دموعها التي صارت تتساقط أرضاً في صمت فهو يعلم أنها لن تتجرأ أبداً على أن تقاطعه ثم قال:
_ستبقين في غرفتك لليلتين عقاباً لك.
كادت تتحدث ولكنها قررت التزام الصمت بعد أن رأت نظراته، ليخرج هو من غرفتها بغضب ويتركها وحدها.
دخل رون حدود الغابة من جديد فهو لا يعرف المكان ولا يعرف مكاناً مناسباً للمبيت كما أنه يخاف من انكشاف أمره أمام أحد من أهل المدينة فليس الجميع رحيماً مثل هيلين.
بدأ يتوغل في الغابة وقد حل الظلام بالفعل، نوى الذهاب للكوخ الذي أخذته هيلين إليه في المرة الاولى ولكنه قرر قبلها أن يذهب ليروي عطشه فاتجه نحو نهر القهوة.
بدا له أن الطريق بات أطول، اثناء سيره ضغط على إحدى الغصون ليسمع صوت إنكساره يتبعه صوت صراخ ضعيف للغاية التفت ليرى ما الأمر ولكنه شعر بركض شئ ما من جانبه.
خاف رون لوهلة فبطبيعة الحال هي غابة وقد يتوقع وجود أي شئ يخطر على باله هنا، ولكنه قرر استجماع نفسه وحاول أن يبدو ساكناً.
عاد ليسير مقاوماً كلاً من الإرهاق والتعب في وسط الغابة الى أن وصل أخيراً للنهر وبدأ يروي عطشه وجلس ليرتاح قليلاً.
حاول أن يستجمع نفسه ونهض مجدداً مكملاً طريق عودته للكوخ الخشبي ولكنه شعر أنه قد ضل الطريق وبدأ شعور الخوف يزداد بداخله الى أن قرر الاستناد على إحدى الأشجار الموجودة وجلس أرضاً بتعب غير آبه بإتساخ ملابسه حتى غط في النوم.
في مكان آخر وتحديداً في إحدى البيوت بسيطة الطراز حيث إجتاح التوتر نفوس تلك العائلة والتي كانت تنتظر حلول الساعة الثانية عشر كي يبدأ يوم جديد تميز بأنه يوم مولد التوأم "ألما" و "آلن" حيث سيبلغان الثانية عشر من عمرهما وهو العمر المحدد الذي تظهر في الجنيات للأطفال.
توتر كل من الوالدين والتوأم فتلك هي اللحظة الحاسمة، بدأ الوقت يمر وصارت الساعة الثانية عشر إلا ربع، تبقى من الزمن خمسة عشر دقيقة ولكنها مرت ببطء مرور ساعات.
كان كل من الوالدين قد حضر الكعك والهدايا المبالغ فيها خصوصاً لهذا العام فهو عام مميز وهو ما سيحدد شكل حياتهم بعد الان.
أصبحت الساعة الثانية عشر لتظهر إحدى الجنيات ذوي المظهر اللطيف بشعر برتقالي و رداء أبيض مع بعض النمش اللطيف على وجنتيها، بدأت تطير بهدوء حتى وقفت على كتف "آلن" ليصرخ الأب والأم من الفرحة والطفل آلن يقفز فرحاً.
لكن لم يلحظ أحد الدموع في عيون "ألما" ، كما لم يلحظوا أيضاً تأخر جنيتها والذي جعل نفسها مضطربة.
استفاقت الأم وبعدها الأب بعد أن أدركا أن جنية ابنتهما لم تظهر بعد ولكن الوقت قد تأخر وقد خسرت ابنتها ثقتها في نفسها و جُرحت مشاعرها، مازالت الصغيرة تحت تأثير الصدمة تجلس على الأرض مستندة على الحائط وعيونها تحدق في الفراغ وتتساقط منها الدموع.
بدأت الأم تبكي وهي تنظر الي ابنتها وبدأت تلوم القدر ولكن الأب بدأ يفكر بمنطقية وقرر أن ينتظر وإن لم تظهر واحدة حتى وقت الظهيرة غداً فسيذهب للوزير على الفور.
هدأ كل من الأب و "آلن" الأم و "ألما" وساعداهما على النهوض و أخبرهما الأب عن توقعاته أنه مجرد خطأ فني وسيتم إصلاحه على الفور بالتأكيد.
حكة أصابت رون في أنفه ساعدته على أن يستفيق ففتح عينيه رويداً ليرى أمامه صورة مشوشة لقزم بحجم ذراعه ولكن سرعان ما اختفى فور أن فتح رون عينيه بشكل كامل.
رفع حاجبيه متعجباً مما يحدث، مسح على عينيه ثم حول نظره للمكان الذي كان مستلقياً فيه فرأى الأشجار ورأى النهر قريباً منه، نهض ببطء ليبدأ ما وجب عليه فعله فقام واستند على الشجرة وبدأ يتجه لأطراف الغابة.
خرج من الغابة وبدأ يقترب من الأسواق ليجد شاباً يقف أمام إحدى الأشجار ذوات الثمار الحمراء فوجده يقطف إحدى الثمرات ويضعها في فمه وهذا ما جعل رون يتضور جوعاً.
توجه نحو تلك الشجرة ومد يده نحو تلك الثمرة، لم يكد يسحب إحداهن حتى قاطعه صوت يقول:
_انت، ماذا تفعل أيها اللص؟ أتقطف الثمار دون إذن مني!
_أنا فقط..
حاول رون أن يشرح للشاب ما ود أن يفعله ولكنه لم يكد يكمل جملته وكان الشاب قد قاطعه من جديد وقال:
_أتود أخذها من دون مقابل ثم تبيعها انت، كم أنت وقح!
ثم تابع قائلاً:
_تعال معي سأسلمك لشرطة المدينة.
سحب الشاب رون من معصمه وبدأ يجره ولكنه توقف فجأة عندما صرخ رون به:
_توقف يا هذا!
نظر له الشاب بصدمة فاستجمع رون نفسه وقال مرة أخرى:
_أنا آسف، أنا حقا لم أقصد، فقط لم أكن أعلم انك صاحب الشجرة.
_حسناً ولكن وإن لم تكن لي فهي لشخص آخر.
سكت الشاب لوهلة ثم تابع:
_لا يحق لك أن تمس شيئاً لا يعود لك يا فتى.
طأطأ رون رأسه وقال بندم:
_معك حق، ولكنني لم آكل منذ البارحة وحقاً أنا أتضور جوعاً، لم أكن لآخذ الثمار بنية السرقة أبداً، لقد كنت سأقطف واحدة ظناً مني أنها شجرة عامة هنا.
_لا يوجد هنا شيء بلا مقابل يا فتى لقد أنتهى هذا الزمن.
_ابتسم رون خجلاً وأمسك معصم يسراه بكفه الأيمن فقال الشاب:
_إذا؟ أنا أنتظر منك اعتذاراً.
_ أوه صحيح، أنا حقاً آسف، آمل أن تسامحني وألا تسلمني للشرطة أرجوك.
قهقه الشاب ورد:
_لا تهتم لقد سامحتك، لقد كنت أمزح معك لا أكثر.
_أشكرك.
ابتسم الشاب وقال محاولاً استفتاح يومه بالبيع:
_ثمنها خمسة وثلاثون إن شئت.
نظر رون بعدم فهم وحيرة ولكن الآخر ترجم نظراته على أنها نظرات تردد، قال رون بسرعة:
_لا أشكرك، في وقت لاحق سآخذ منك.
_نظر الفتى له بتردد ثم مد يده بإحدى الثمار وقال:
_إذا اقبلها كهدية.
تردد رون ولكن معدته كادت تصرخ معبرة عن جوعها فمد يده على استحياء ونظر بإمتنان نظرات تحمل الكثير من الشكر.
قال الشاب معرفاً عن نفسه:
_اسمي ماثيو وانت؟
كاد رون يجيبه ولكن قاطعه صوت يناديه من بعيد قائلا:
رون!
قرر التوغل في المكان محاولاً استكشافه ولكن الخطوة الأولى كانت كالعادة هي الأصعب، فمن يقرر فعل شئ يصبح مسؤولاً عنه ويصبح هو المسؤول عن نتائج هذا الفعل.
أخذ شهيقاً عميقاً وأغمض عينيه لعل قلبه يسكن ثم زفر أنفاسه بهدوء ورفع قدمه اليمنى بعد أن قرر التخلص من القلق، ووضع عودته لمنزله الدافئ الذي لم يعتد على أن يخرج منه دافعاً وحافزاً لاتخاذ تلك الخطوة الصعبة والبدء في رحلته.
ولكن رون لاحظ اقتراب حلول الظلام لذلك أتخذ قرار تأجيل التجول إلى أن يحل الصباح في الغد، ولكنه كان قد علم أنه لا مفر من الاستكشاف، فالحل الوحيد لعودته هو أن يفهم أين أختفى منزله وما السر الذي وجهه لهذا المكان.
في إحدى الغرف اللامعة والتي تلونت باللون الأرجواني جلست تلك الفتاة على ذلك الفراش ذو اللون الأبيض بتوتر فمهما كانت شجاعتها فهي لن تستطيع ان تتغلب على خوفها منه ومن هيبته.
فُتح الباب الموصد في لحظة ولكنها شعرت بأن الزمان قد توقف وبدأ صوت قلبها يصبح أعلى، دخل بهدوء بينما كانت تضم ساقيها نحو صدرها، نظرت بخوف نحو عينيه لتتلاقى نظراتهما معاً ولكنها لم تتحمل نظراته الغاضبة وخجلت من نفسها لتشيح نظرها عنه.
نظرت لنقطة فارغة ووقفت بهدوء إحتراماً له، أحنت رأسها وهي تنتظر أن يبدأ كلامه رغم أنها لا تحتاج لأن تسمعه فقد سمعته مراراً وتكراراً.
بدأ يقول بصوت أجش:
_تعرفين يا أوچين أن خروجك بين العامة ممنوع وتعلمين مدى خطورة دخولك لتلك الغابة، كما أنني نبهتك كثيراً ولكنك تنصتين للكلام دون أن تنفذيه.
كانت نبرة صوته الغاضبة كفيلة بأن تجعل دموعها تتجمع في مقلتيها كاللآلئ، ولكنه أكمل كلامه قائلا:
_من الآن فصاعداً لن أراكِ تخرجين من القصر إطلاقاً.
_ولكن يا أبي.
_لا أريد أن أسمع أي شيء منك.
سكت لثوان ثم تابع بحسرة:
_أهكذا توفين بالعهد الذي قطعته؟ أبهذا الشكل تسيرين على ما اتفقنا عليه؟
عضت على شفتيها بندم ليرى دموعها التي صارت تتساقط أرضاً في صمت فهو يعلم أنها لن تتجرأ أبداً على أن تقاطعه ثم قال:
_ستبقين في غرفتك لليلتين عقاباً لك.
كادت تتحدث ولكنها قررت التزام الصمت بعد أن رأت نظراته، ليخرج هو من غرفتها بغضب ويتركها وحدها.
دخل رون حدود الغابة من جديد فهو لا يعرف المكان ولا يعرف مكاناً مناسباً للمبيت كما أنه يخاف من انكشاف أمره أمام أحد من أهل المدينة فليس الجميع رحيماً مثل هيلين.
بدأ يتوغل في الغابة وقد حل الظلام بالفعل، نوى الذهاب للكوخ الذي أخذته هيلين إليه في المرة الاولى ولكنه قرر قبلها أن يذهب ليروي عطشه فاتجه نحو نهر القهوة.
بدا له أن الطريق بات أطول، اثناء سيره ضغط على إحدى الغصون ليسمع صوت إنكساره يتبعه صوت صراخ ضعيف للغاية التفت ليرى ما الأمر ولكنه شعر بركض شئ ما من جانبه.
خاف رون لوهلة فبطبيعة الحال هي غابة وقد يتوقع وجود أي شئ يخطر على باله هنا، ولكنه قرر استجماع نفسه وحاول أن يبدو ساكناً.
عاد ليسير مقاوماً كلاً من الإرهاق والتعب في وسط الغابة الى أن وصل أخيراً للنهر وبدأ يروي عطشه وجلس ليرتاح قليلاً.
حاول أن يستجمع نفسه ونهض مجدداً مكملاً طريق عودته للكوخ الخشبي ولكنه شعر أنه قد ضل الطريق وبدأ شعور الخوف يزداد بداخله الى أن قرر الاستناد على إحدى الأشجار الموجودة وجلس أرضاً بتعب غير آبه بإتساخ ملابسه حتى غط في النوم.
في مكان آخر وتحديداً في إحدى البيوت بسيطة الطراز حيث إجتاح التوتر نفوس تلك العائلة والتي كانت تنتظر حلول الساعة الثانية عشر كي يبدأ يوم جديد تميز بأنه يوم مولد التوأم "ألما" و "آلن" حيث سيبلغان الثانية عشر من عمرهما وهو العمر المحدد الذي تظهر في الجنيات للأطفال.
توتر كل من الوالدين والتوأم فتلك هي اللحظة الحاسمة، بدأ الوقت يمر وصارت الساعة الثانية عشر إلا ربع، تبقى من الزمن خمسة عشر دقيقة ولكنها مرت ببطء مرور ساعات.
كان كل من الوالدين قد حضر الكعك والهدايا المبالغ فيها خصوصاً لهذا العام فهو عام مميز وهو ما سيحدد شكل حياتهم بعد الان.
أصبحت الساعة الثانية عشر لتظهر إحدى الجنيات ذوي المظهر اللطيف بشعر برتقالي و رداء أبيض مع بعض النمش اللطيف على وجنتيها، بدأت تطير بهدوء حتى وقفت على كتف "آلن" ليصرخ الأب والأم من الفرحة والطفل آلن يقفز فرحاً.
لكن لم يلحظ أحد الدموع في عيون "ألما" ، كما لم يلحظوا أيضاً تأخر جنيتها والذي جعل نفسها مضطربة.
استفاقت الأم وبعدها الأب بعد أن أدركا أن جنية ابنتهما لم تظهر بعد ولكن الوقت قد تأخر وقد خسرت ابنتها ثقتها في نفسها و جُرحت مشاعرها، مازالت الصغيرة تحت تأثير الصدمة تجلس على الأرض مستندة على الحائط وعيونها تحدق في الفراغ وتتساقط منها الدموع.
بدأت الأم تبكي وهي تنظر الي ابنتها وبدأت تلوم القدر ولكن الأب بدأ يفكر بمنطقية وقرر أن ينتظر وإن لم تظهر واحدة حتى وقت الظهيرة غداً فسيذهب للوزير على الفور.
هدأ كل من الأب و "آلن" الأم و "ألما" وساعداهما على النهوض و أخبرهما الأب عن توقعاته أنه مجرد خطأ فني وسيتم إصلاحه على الفور بالتأكيد.
حكة أصابت رون في أنفه ساعدته على أن يستفيق ففتح عينيه رويداً ليرى أمامه صورة مشوشة لقزم بحجم ذراعه ولكن سرعان ما اختفى فور أن فتح رون عينيه بشكل كامل.
رفع حاجبيه متعجباً مما يحدث، مسح على عينيه ثم حول نظره للمكان الذي كان مستلقياً فيه فرأى الأشجار ورأى النهر قريباً منه، نهض ببطء ليبدأ ما وجب عليه فعله فقام واستند على الشجرة وبدأ يتجه لأطراف الغابة.
خرج من الغابة وبدأ يقترب من الأسواق ليجد شاباً يقف أمام إحدى الأشجار ذوات الثمار الحمراء فوجده يقطف إحدى الثمرات ويضعها في فمه وهذا ما جعل رون يتضور جوعاً.
توجه نحو تلك الشجرة ومد يده نحو تلك الثمرة، لم يكد يسحب إحداهن حتى قاطعه صوت يقول:
_انت، ماذا تفعل أيها اللص؟ أتقطف الثمار دون إذن مني!
_أنا فقط..
حاول رون أن يشرح للشاب ما ود أن يفعله ولكنه لم يكد يكمل جملته وكان الشاب قد قاطعه من جديد وقال:
_أتود أخذها من دون مقابل ثم تبيعها انت، كم أنت وقح!
ثم تابع قائلاً:
_تعال معي سأسلمك لشرطة المدينة.
سحب الشاب رون من معصمه وبدأ يجره ولكنه توقف فجأة عندما صرخ رون به:
_توقف يا هذا!
نظر له الشاب بصدمة فاستجمع رون نفسه وقال مرة أخرى:
_أنا آسف، أنا حقا لم أقصد، فقط لم أكن أعلم انك صاحب الشجرة.
_حسناً ولكن وإن لم تكن لي فهي لشخص آخر.
سكت الشاب لوهلة ثم تابع:
_لا يحق لك أن تمس شيئاً لا يعود لك يا فتى.
طأطأ رون رأسه وقال بندم:
_معك حق، ولكنني لم آكل منذ البارحة وحقاً أنا أتضور جوعاً، لم أكن لآخذ الثمار بنية السرقة أبداً، لقد كنت سأقطف واحدة ظناً مني أنها شجرة عامة هنا.
_لا يوجد هنا شيء بلا مقابل يا فتى لقد أنتهى هذا الزمن.
_ابتسم رون خجلاً وأمسك معصم يسراه بكفه الأيمن فقال الشاب:
_إذا؟ أنا أنتظر منك اعتذاراً.
_ أوه صحيح، أنا حقاً آسف، آمل أن تسامحني وألا تسلمني للشرطة أرجوك.
قهقه الشاب ورد:
_لا تهتم لقد سامحتك، لقد كنت أمزح معك لا أكثر.
_أشكرك.
ابتسم الشاب وقال محاولاً استفتاح يومه بالبيع:
_ثمنها خمسة وثلاثون إن شئت.
نظر رون بعدم فهم وحيرة ولكن الآخر ترجم نظراته على أنها نظرات تردد، قال رون بسرعة:
_لا أشكرك، في وقت لاحق سآخذ منك.
_نظر الفتى له بتردد ثم مد يده بإحدى الثمار وقال:
_إذا اقبلها كهدية.
تردد رون ولكن معدته كادت تصرخ معبرة عن جوعها فمد يده على استحياء ونظر بإمتنان نظرات تحمل الكثير من الشكر.
قال الشاب معرفاً عن نفسه:
_اسمي ماثيو وانت؟
كاد رون يجيبه ولكن قاطعه صوت يناديه من بعيد قائلا:
رون!