٨

في ذلك القصر العريق وتحديداً في تلك الغرفة ذات الحوائط الملونة بلون الذهب اللامع كانت غرفة ذات طراز رفيع لتليق بجلالته، طُرق الباب ثلاث طرقات فرد الحاكم قائلاً:

_تفضل.

_هل استدعيتني يا مولاي؟

قالها الحارس الذي دخل الي الغرفة ووقف أمام الحاكم فانحنى له وحياه، رد عليه الحاكم مستفسراً بنبرة هادئة وقورة:

_هل استدعيت والد الفتاة التي لم يظهر لها جنية؟

_نعم يا سيدي، وهو على وشك الوصول حالياً.

هز الحاكم رأسه بهدوء متفهماً فقال بعدها:

_عندما يصل دعه ينتظر في غرفة الإجتماعات واترك لي خبراً بوصوله.

أحنى الحارس رأسه ووضع كفيه خلف ظهره إحتراماً وإجلالاً للحاكم وقال:

_أمرك يا مولاي.

خرج الحارس ووقف خارج القصر منتظراً والد الفتاة ألما، وصل والد ألما ليصحبه الحارس لغرفة الإجتماعات، أخبر الحارس صديقه بأن يقف بجانب غرفة الاجتماعات حرصاً على ألا يحدث أي شئ لم يكن فالحسبان حتى يذهب هو ويبلغ الحاكم بوصول الرجل.

ذهب وبالفعل بلغ الحاكم الذي نهض وذهب الى غرفة الإجتماعات رويداً رويداً.

دخل الحاكم للغرفة ليجد الرجل يجلس على أحد المقاعد نهض على الفور إحتراما للحاكم وأحنى رأسه، جلس الحاكم على المقعد الأساسي في طاولة الإجتماعات.

_أشكرك يا سيدي على دعوتك لي من جديد، وأشكرك خصيصاً على اهتمامك المبالغ بعائلتنا.

قالها الرجل بنبرة ممزوجة بالتوتر مع الحماس.

_هذا واجبي نحو سكان الشمال، وقد تعهدت على الحكم بالعدل وحل المشاكل للسكان، وإن لم ألتزم بما تعهدت به فهنا تكمن المشكلة.

قالها بثقة ثم تابع قائلا:

_كما أنني لا أميزك لا أنت ولا عائلتك ولكن إن كانت تلك المشكلة قد حلت على شخص آخر او عائلة أخرى لفعلت ذات ما فعلته معك.

هز الرجل رأسه وأغمض عينيه لوهلة ثم فتحها وصمت منتظراً أن يوجه له حاكم الشمال أي سؤال أو ما شابه.

صمت ساد المكان لثوانٍ ثم قطعه الحاكم قائلا:

_ كيف حال أسرتك؟ وبالأخص ابنتك.

_ اقسم لك يا مولاى أننا تدمرنا، لم يعد بوسعنا التحمل، كما أن ألما ابنتي تبكي ليلاً ونهاراً وقد صارت في حالٍ مذرية لا تتحدث وقد أضربت عن عيش حياتها كما إعتادت.

_ألم تظهر لها جنية بعد؟

سأل الحاكم فتوتر الأب، ابتلع ريقه وحك أنفه قائلاً:

_لا يا سيدي، ليس بعد.

راقب الحاكم ملامح وجهه وإنفعالاته ثم قال:

_لقد فهمت.

_ما العمل يا سيدي؟

سأل الأب بتوتر فقال الحاكم مجيباً على سؤاله:

_إن لم تظهر لها واحدة في خلال أسبوع او أثنين عليك التواصل معي بأي شكل من الأشكال، وإن ظهرت لها واحدة فأخبر أحد الحراس.

اومأ له الأب ونهض بعد أن استأذنه وخرج من القصر فعاد الى منزله.

جلس الحاكم لدقائق ليستريح وبدأ يسعل بشدة، دخل عليه الحارس بسرعة وناوله كأساً من الماء ممزوج بالمسحوق الشافي فشربه بسرعة وبدأ يشعر بتحسن طفيف.

ساعده الحارس على الوقوف ومع ذلك استند على الطاولة وصار يسير بهدوء إلى أن خرج من غرفة الإجتماعات، دخل غرفته وقرر أن يرتاح قليلاً، فوجه كلامه للحارس المقرب لقلبه:

_لم أطمئن لذلك الرجل إطلاقاً.

_ هل تود مشاركتي الأمر يا مولاي؟

قالها الحارس باستفسار فهز الحاكم رأسه إيجاباً وقال:

_لقد شعرت بكذبه، لم ألتمس الصدق في حديثه.

_هل تود مني التدخل يا سيدي؟

_بالطبع لا، ليس لدينا أي دليل ولا نملك حق إتهامه بالكذب.

_حسناً، وما العمل؟

صمت الحاكم مفكراً فقال مستشيراً حارسه:

_ماذا ترى أنت في هذا الموضوع؟

_لا يحق لي التدخل في شئون حضرتك ولا في شئون المملكة.

قال الحاكم بعناد:

_ولكنني أمرتك بالتدخل.

هز الحارس رأسه وقال بتواضع:

_من رأيي المتواضع أن نضع خلفه حارساً وفي ليتتبعه وليعلم لنا ما إن كان يخفي شيئاً او لا.

_فكرٌ رائع، ولكن إختر شخصاً مناسباً، تثق به وبقدراته كي لا يكشف.

ثم تابع الحاكم بصوت متعب:

_سوف أرتاح هنا قليلاً، بعد ساعة أحضر لي الفتى ذو الياقوت في إحدى الغرف الشاغرة؛ كي أعرف ما وراءه ونواياه وخططه.

_أمرك يا سيدي.

قالها الحارس وانحنى كما اعتاد وخرج من الغرفة وأغلق بابها.

اتجه الحارس نحو المطبخ وتوجه نحو السيدة ليند المسؤولة عن رون، وجده تقف أمام الموقد فنبهها بصوته وهو يناديها قائلاً:

_سيدة ليند؟

_كارل، كيف حالك يا بني.

_بخير يا خالة.

تابع قائلاً:

_الحاكم يريد الطفل الذي في الغرفة بعد ساعة، قبل أن يأتي الموعد أطعميه وأسقيه كي يصبح بكامل طاقته عند مقابلته للحاكم.

_حسناً كارل، لا تقلق سأتولى تلك المهمة بنفسي.

_أشكرك.

قالها مع ابتسامة بادلته إياها، خرج كارل فبدأت تحضر شطائر لذيذة مع بعض الماء ووضعتهم ومعهم شمعتين لإضاءة الغرفة في صحن دائري مع كبير، حملتهم على ذراعها الأيسر وأخذت المفتاح وخرجت من المطبخ.

اتجهت نحو الغرفة التي يجلس بها رون وفتحتها بهدوء، كان نائماً كالأطفال الصغيرة، ذكرها بإبنها فتجمعت في مقلتيها بعض الدموع ولكنها مسحتها بسرعة.

تركت الطعام أرضاً وذهبت نحوه وباتت تربت عليه كي توقظه، فتح عينيه ببطء على إبتسامة منها.

بادلها الإبتسامة ونهض ببطء مستنداً على أرضية الغرفة وقال:

_صباح الخير يا خالة.

ردت هي عليه بحنان:

_صباح الخير يا بني.

استكملت قائلة:

_بعد ساعة، سيأتي كارل لأخذك لأنك ستقابل الحاكم.

شهق رون وبدأ الدموع تتجمع في عيونه فقال:

_ماذا فعلت كي تأخذونني إليه! لم أكن أنا المذنب بل كنت الضحية في الأساس!

_لا تقلق يا بني، إن مقابلة الحاكم شرف؛ كما أن حاكمنا رجل طيب ومتفهم، لعله يساعدك او يعطف عليك من يدري!

كان رون يبكي بخوف ولكن حديثها معه طمئنه ولو قليلاً، ظل يشهق محاولاً إيقاف بكاءه.

أمسك كوب الماء وشرب منه القليل فبدأ يشعر بتحسن، ودعته ليند وودعها أيضاً.

بدأ رون يتناول طعامه الشهي والذي كان كل مرة يُبهر به أكثر من السابقة.

مرت الساعة ففتح كارل الباب ونادى رون الذي نهض سريعاً وضربات قلبه تزداد، أخذ شهيقاً عميقاً وتحرك وراء كارل بعد أن أغلق الباب وراءه، كانت الأنوار عالية بعد أن كان رون يجلس في الظلام سريعاً.

كاد يتأمل المكان من حوله ولكن سبق ذلك رؤيته ل طيف لفت إنتباهه، تأمل الشخص الذي كان يسير في الردهة البعيدة ليرى ما لم يتوقعه مطلقاً.

لقد رأى هيلين!

نظر نحوها وبات يتأمل ملامحها، إنها هي بالفعل، قاطع تأمله صوت ضعيف وبعيد يقول بلهجة آمرة:

_أوچين! تعالي إلى هنا، عودي الى غرفتك الآن أنت معاقبة ولا يمكنك الخروج من الغرفة.

كانت نظرات الصدمة تعتلي ملامح مالك فكان بؤبؤه متسعاً وفاهه مفتوح، كان يسير شارداً؛ فقد بدأ يجمع الأحداث في رأسه ويربط الخيوط معاً.

أدرك حينها أن هيلين هي ابنة الحاكم فكانت الصدمة بالنسبة له، كما أنها على الأغلب كذبت عليه بشأن اسمها وأن اسمها الحقيقي هو أوچين!

كانت أوداجه قد انتفخت، وتعالت أنفاسه الغاضبة فالتفت نحوه كارل الذي قال له بنبرة مترددة وقلقة:

_ هل أنت بخير؟

اومأ رون وقبض على يديه ونظر للجهة اليمنى وصار يسحب شهيقاً ويزفره محاولاً التنفيس عن غضبه.

كل ما دار في باله في تلك اللحظة أن هيلين قصدت أن تجعله يبحث عن الياقوت ليتم القبض عليه، قال بخفوت:

_أيتها اللئيمة.

دخل رون وراء كارل وجلس منتظراً وصول الحاكم، مازال يشعر بالغضب نحو هيلين فبرأيه هي قد غدرت به وعاملته كالمغفل.

دخل الحاكم الى الغرفة وجلس بهدوء، ظل رون على المقعد واضعاً ساقاً فوق الأخرى ولكنه لمح كارل نهض بسرعة من مقعده وانحنى سريعاً.

توتر رون فأنزل ساقيه ونظر إلى كارل الذي نظر نحوه نظرات منبهة، فوقف رون وقلد كارل وهو لا يفهم التقاليد هنا، بل كان يقلد تقليداً أعمى.

وقف كارل بجابن الحاكم بثبات فقال الحاكم موجهاً حديثه إلى رون:

_عد للجلوس على المقعد من جديد.

بدأ فؤاد رون يضطرب مجدداً وتناسى الغضب مؤقتا فهو الآن أمام حاكم ألورا يقف بتوتر لا يدري ماذا سيحل به بعد قليل أو حتى ما سيواجهه.

عاد رون للجلوس فسأله الحاكم:

_من أين لك بالياقوت؟

صمت رون لوهلة، فرك يديه وقال بتلعثم:

_أقسم لك يا سيدي لقد جمعته بنفسي.

_لم اسألك هل جمعته بنفسك أو لا لقد وجهت لك سؤالاً واضحاً وانت هنا تراوغ وتتهرب من الإجابة.

التزم رون الصمت ليثير غضب الحاكم الذي خرج عن شعوره ونطق صارخاً برون:

_أجب على السؤال!

بدأ رون يشعر بالتوتر وبدأ قلبه ينبض أسرع من المعتاد.

تذكر رون غضبه من هيلين أو بالأصح أوچين كما يدعونها، وتذكر غدرها به فقرر الإنتقام قائلاً:

_ابنتك يا مولاي هي من دلتني على مكانه وساعدتني على الحصول عليه.

عقد الحاكم حاجبيه وقال بدهشة ممزوجة ببعض الغضب:

_ماذا!

وجه الحاكم نظراته نحو كارل الذي كان يقف بجانبه، قال بغضب حاول كتمه:

_أحضرها لي الى هنا.

نظر له كارل بحيرة الذي لم يتحرك قيد أنملة فطن الحاكم ما يرمي اليه كارل فوجه له نظرة لم يفهمها رون الذي كان قد ارتاح نفسياً عندما أفشى عن فعلة هيلين.

خرج كارل واستدعى ابنة الحاكم التي أتت الى الغرفة وجلست أمام والدها، نطق الأب وقال مختبراً لابنته:

_هل تعرفين هذا الفتى يا عزيزتي؟

قالها بلطافة فلم تدرك ما ينتظرها، توترت قليلاً وفركت كفيها في بعضهما ثم ردت قائلة:

_ لا يا أبي، لا أعرف هذا الفتى فأنا أراه للمرة الأولى الآن.

كذبت هيلين وأدرك والدها هذا فهي ابنته وهو يعرفها حق المعرفة، ويعرف متى تقول الصدق ومتى تختار الكذب.

عاد الغضب ليظهر على ملامح رون فصاح قائلاً:

_أيتها الكاذبة!

لمح نظرات كارل المنبهة فاتسع بؤبؤا عينيه وشهق مخفياّ فمه بكفه الأيمن، لم يدرك سوى الآن أنه نعت ابنة الحاكم بالكاذبة وبات يفكر في عواقب ذلك.

ولكنه بالفعل لم يكن يقصد ولكن كذب هيلين أغضبه وخاف ألا يصدقه الحاكم، فهل من الطبيعي أن يُكذب الحاكم قرة عينه ويصدق غريباً!

ولكنه لم يكن يعلم أن الحاكم قد صدقه عوضاً عن ابنته، فهو مدرك قلقها من حركات يدها التي اعتادها.

نطق رون بهرع مصححاً لما قال منذ قليل:

_أنا آسف، لم أكن أقصد أقسم لك.

صمت للحظات مراقباً ملامحهما، فكانت هيلين غاضبة والشرار يتطاير من عينيها وكان الحاكم ينظر له نظرات لم يدرك معناها فتابع بقلق وتلعثم:

_ولكن حقاً صدقني، ليس لي أي ذنب حقا هي من دلتني على النهر.

صاحت هيلين بغضب:

_كم أنت ناكر للجميل! لقد ساعدتك وأنت هنا توشي بأمري.

رد عليها رون بنفس الغضب:

_أي مساعدة يا لئيمة لقد قصدتي أذيتي!

صرخ الحاكم بوجههما وقال:

_أصمتا، لا أريد أن أسمع صوت أنفاس أحدكما.

ارتعش بدنيهما وعادا للجلوس بأدب على المقعدين، لقد أدركا أنهما بالغا في أفعالهما أمام والدها، وأنهما ليسا لا في المكان المناسب ولا الوقت المناسب للجدال؛ فقررا في أنفسهما إنهاء الموضوع.

حل الصمت لدقائق في أرجاء الغرفة وبدأ الحاكم يحاول استجماع نفسه فقد شعر أنه ليس بخير، بدأ يسعل ففزعت ابنته، هرع كارل وأحضر له كأساً من الماء فهدأه قليلاً.

عاد الحاكم ليتحدث بهدوء فهو لا يريد أن يضر نفسه أكثر، وجه كلامه لهيلين فقال:

_كيف عرفتِ مكان الياقوت؟

قالت هيلين متذمرة:

_هل صدقته حقاً يا أبي!

كرر الحاكم سؤاله بحدة فقال:

_أجيبيني على ما سألتك، كيف عرفتِ مكان الياقوت!

نظرت هيلين إلى الأرض ووضعت كفها الأيسر فوق كوع ذراعها الأيمن وقالت بخجل:

_سمعتك تتحدث مع أحد المستشارين.

انطلق من عينيه الشرار وقال باستنكار:

_وهل تتنصتين على والدك ومستشاريه؟

ثم تابع بنبرة حادة:

_أهذا ما ربيتك عليه؟

_آسفة يا أبي.

قالتها بندم شعرت به بالفعل ولكن يبدو أن والده لم يكتفي باعتذارها الأول فسألها مجدداً:

_ولماذا تدخلين الغابات؟ أليس هذا ممنوع عليك؟

بدأت الدموع تتجمع في أعينها وسألته:

_هل تقبل بالمناقشة أم أنك تريد أن تملي علي أوامرك وعلي فقط تنفيذها دون أي نقاش؟

_أقبل بالطبع فأنت لست أي شخص عادي.

_في الحقيقة، لا أرى مبرراً لمنعي من دخول الغابات، بل لمنع أي فرد من أفراد أسرتنا من دخولها في الأصل.

رد عليها بنبرة حكيمة ومتفهمة:

_هناك ما لا تعرفينه يا بنيتي، لا تفتشي في الخبايا والغيب، لا تبحثي في المجهول كي لا تصابي بأي أذى.

_أبي أنت لا تفهمني، إني أشعر بالحياة فيها، بل وعند دخولي للغابة أشعر وكأنها منزلي الآمن، تلك المناظر الخلابة والتثقف بين أرجاء الطبيعة يجعلني سعيدة!

صمتت لوهلة ثم تابعت بعيون لامعة حزينة:

_أرى أن بدون تلك الغابة لما اكتشفت نفسي ولو منعتني من دخولها سأصاب بالحزن.

علينا الإعتراف بأن ملامح الحاكم قد ظهر عليها التأثر بما قالته ابنته، فهي صغيرته التي يتمنى لها السعادة الأبدية، لم يستطع منعها فقال:

_سأسمح بدخولك للغابات.

تهلللت أساريرها وارتسمت إبتسامة عميقة على محياها فتابع كلامه قبل أن تفهمه بشكل خاطئ:

_ولكن فقط إن كان معك أحد الحراس.

_ولكن يا أبي!

قال الحاكم:

_لا أود سماع أي كلمة تخص هذا الموضوع من جديد وإلا قد أغير رأيي.

تأففت هيلين ووضعت سبابتها وإبهامها على شفتيها ومررت يديها عليهما.

_لنعد لموضوعنا الآن.

نظر لرون ثم وجه أنظاره لابنته وسأل:

_لماذا ساعدتيه وأخبرته عن مكان الياقوت؟

كان حقاً ينتظر جواباً يفسر ما حدث، فبالفعل ما هو مبرر ابنته لإخبار غريب عن مكان شئ كالياقوت مثلاً.

خلع رون شعره المستعار البرتقالي ليظهر شعره البني ذو الطول المتوسط، وخلع العدسات لثوان معدودة ليراها الحاكم وعاد لارتدائها لتتضح معالم المكان حوله.

كانت الدهشة تعتلي ملامح الحاكم وكانت الصدمة تعتلي ملامح هيلين، فكيف لرون أن يكشف سره لأبيها!

هرعت هيلين أمام رون وقالت لوالدها بتوتر:

_ دعني أشرح الأمر لك يا أبي؛ فما ستسمعه سيذهلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي