الحادية عشر
الحالة التي كانت عليها سيليا الآن ، كانت الأسف سيئة جدا ،فهي أرادت فقط أن تقدم المساعدة إلى ذلك الشيطان فقط.
لم يخطر في بالها أبدا أنها من الممكن أن تتعرض لهذا الموقف الصعب والمحرج فقط لأنها قدمت يد المساعدة، وجدت نفسها تقف إلى جانب الجندي الذي كان ينظر إليها بإبتسامة جانبية، كما لو أنه كان سعيدا بالموقف الذي تعرضت له، وحقيقة الأمر أنه كان كذلك
لأنها تطاولت عليه كثيرا.
نظرت إليه بملل شديد قبل أن تلحق به فهو ذاهب بها إلى الشخص الذي من المفترض أن يحكم عليها.
وجدت سيليا نفسها أمام قصر ضخم جدا ومزخرف بالاشكال هندسية جميلة للغاية ورموز واختام سحرية رائعة.
نظرت إليه ببرود شديد، فهي لم تكن من ذلك النوع من الفتيات الذي يروقه ويحب رأيت القصور الملكية والأموال والجاه، لقد كانت تروم دائما إلى ذلك الجانب الهادئ من الحياة والمملوء بالبساطة والحب.
كان ذلك الجندي لا يزال يمسك يدها بقيد سحري، عبارة عن طاقه حمراء تلتف حول معصمها وتقيد حركتها، نظرت إليه ببرود شديد، كما لو أنها كانت سوف تهرب، إنها تواجه مشاكلها دائما لذلك يستحيل أن تهرب منها.
تجاهلت الأمر وبقيت تجلس في قاعة ضخمة للغاية، تنتظر دورها حتى تمثل أمام الحاكم ويتم الحكم عليها، بينما ذلك الجندي يجلس إلى جوارها، وهو ينظر أمامه بهدوء.
تذمرت في نفسها وهي تهز قدمها اليمنى بتوتر، الصمت كان سيد المكان وقد اربكها ذالك، فهي بطبعها لا تحب الأماكن المغلقة المليئة بالناس، والصمت للمدة طويلة وهذا الأخير كان قد سيطر على الجو ليبعث توتر داخل حولها، نظرت إلى الحارس وهي تقول بتسائل وضيق في نفس الوقت:
" برأيك كم هي المدة التي سوف يتم بها الحكم علي، نضير مساعدتي لذلك الشيطان السارق ؟"
قالت وهي ترفع أحد حاجبيها وتنظر إليه ببرود، جعله حقا يستغرب من تصرفات هذه الفتاة التي تجلس أمامها الآن.
عقد حاجبيه بتفكير وهو يقول في نفسه، اليست غاضبة؟
ربما عليها أن تكون خائفة من مصيرها المنتظر، ضيق عينيه بخبث شديد ونظر إليها قائلا بمكر ذئب:
"لا أعتقد بأنها كبيره جدا، فبالنسبة لفتاة مثلك أعتقد أن أكبر مدة هي ألف عام فقط ".
حسنا في هذه اللحظة، كانت تبعد تلك اللا مبالات التي كانت تسيطر على ملامح وجهها الجميل، ونظرت إليه وهي تفتح عينيها على وسعهما.
لتجده يضحك ضحكة جانبية، لتعلم أنه كان يريد أن يسخر منها ويتسلى بينما جاء دورها، زمت شفتيها كطفلة الصغيرة، ونظرت إليه نظرة جانبية حادة، علم من خلالها انها كشفت أنه كان يسخر منها، تجاهلته تماما وفضلت الصمت على أن تتحدث مع هذا الكائن اللزج والذي يجلس إلى جوارها حاليا.
بعد وقت طويل من الإنتضار كان دورها في الدخول قد حان، فوقفت بعدما وقف ذلك الشخص الذي كان المسؤل عن قضيتها، ولكن قبل أن تتحرك إلى داخل قاعة المحكمة، وجدت نفسها تسحب بقوة شديدة إلى الخلف قبل أن ترتطم بالحائط الذي كان خلفها، لتغمض عينيها بالألم كبير.
تاوهت بألم شديد وهي تقوس ظهرها من شدة الإصابة التي تعرضت لها من هذا الدفع الهمجي الذي تعرضت له، فتحت عينيها بغضب شديد وهي تنظر إلى ذلك الشخص الذي كان يقف أمامها الان.
وقبل أن تستوعب من هو أو لماذا فعل ذلك حتى ؟وجدته ينقض عليها وهو يقبلها بجنون شديد.
توسعت عيون الجميع بصدمة شديدة، وهناك من لم يستطع حتى أن يغادر مكانه أو يبعد عينيه على الرغم من أنه عرف جيدا أمام من كانو يقفون الآن.
إبتعد عنها بعد مدة طويلة، وهو يتنفس بغضب وإضطراب مجبرا نفسه على ذلك، بعدما ذكر نفسه من هي هذه الفتاة التي تقف امامه، وحقيقة الأمر أنه فعل ذلك بصعوبة شديدة، فكل خلية في جسده ترتعش، لقد كان يشعر نحوها بمشاعر قوية للغاية، كما لو أنها تسحبه نحوها ليغرق داخل بحر عينيها الفريدة تلك.
لا شك في أنها تمارس نوعا ما من السحر، كما هو الأمر عند اسلافها الذين دمروا حياته، إعترف بهذا الأمر لنفسه، لأنه يرفض أن تكون له أي علاقة بينه وبين تلك العفريت التي تقف أمامه.
دفعته عنها بعنف شديد قبل أن تنظر إليه بغصب وحدة وهي لا تصدق جرأته، ارادت فتح فمها وصراخ عليه لكن وبسرعة البرق كانت تتذكره، وكيف تستطيع أن تنساه إنه الشخص الذي كاد أن يؤذي بحياتها إلى الموت بسبب مساعدتها له.
على الرغم من أنه كان يرتدي قناعا_ وهو الأمر الذي أثار إستغرابها بشدة، إلا أنها تجاهلت ذالك تماما
فقد كانت عيناه الفريدة واضحتان وضوح الشمس من تحت القناع الذي يرتديه، وهو الأمر الذي جعل معرفته أمرا سهلا بالنسبة إليها.
لم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع يدها حتى تهبط على خده بصفعه قوية، جعلت الجميع يشهق بصدمة، وهناك من رحل بسرعة قبل أن يستخدم الملك قدرته ويحطم كل من يقف أمامه، وضع ذلك الجمدي يده على فمه بصدمة شديدة، وكاد ان يموت واقفا في مكانه من شدة الرعب.
لا شك في أن الملك سوف يأمر بقتله لأنه هو الذي أحضر هذه الفتاة المجنونة إليه، يريد فقط أن يعرف قبل موته إلى أي فصيلة تنتمي إليها هذه الملعونة، ويقسم أنه سوف يخلص عليها بالكامل، لأنه واثق أن هذا الغباء سوف يكون شيئا متوارثا عند القبيلة التي تنحذر منها.
فجميع القبائل والممالك في العالم تعرف من هو سيد الوحوش، وما هي طقوس الإحترام الذي يجب أن يقدمه إليه الجميع، إلاهذه الغبية هنا؟.
بينما بقيت هي تقف أمامه تنظر إليه بملامح غاضبة، ولازالت لحد هذه اللحظة تتذكر كيف خاطرت بحياتها حتى تنقذه، حسنا هو لم يجبرها على الأمر ولكنها تحمله المسؤولية، سواء أراد ام لم يرد.
إلتفت ينظر اليها ببطء شديد، بينما هي رفعت إليه وجهها بسبب فارق الطول بينهما، لتنظر في عينيه بحدة كما لو أنها كانت تتحداه أن يقول شيئا، أو يعترض عما فعلتها قبل قليل، ليقول بينما هو يشير على خده بعدم تصديق:
" هل صفعتني لتوك؟"
تحدث في البداية بدهشة، قبل أن تتحول ملامحه بالكامل إلى الببرود شديد، بعد أن اشار إلى خده، وحقيقة الأمر أنه لم يتأذى كثيرا ،فالقناع الذي يضعه على وجهه قد إمتص الصفعة التي وجهتها له، ولكنه لا يستطيع أن يسمح لعاهرة كالتي تقف أمامه الآن ،أن تنزل من قيمته أمام حاشيته، وتجعله لا يساوي شيء بعدما وصل إليه الأن .
" أجل ، الديك مانع يا هذا".
مرة أخرى شهق من كان قد بقي هنالك، بينما هو إبتسم إبتسامة جانبية، قبل ان يضع يده على قناعه ويسحبه مره واحدة مبعدا إياه عن وجهه، شهق الجميع برعب شديد واغمض عيونهم، وهنالك من بدأ يتدافع حتى يرحل من المكان، فأخر شيء يريدونه هو الموت بسبب لعنة عيون ملك الوحوش.
ظل يحدق بها بتلك العينين، بينما هي بقيت تنظر إلى ذلك اللون الفريد الذي يستحوذ عليهما، تبا له ولكل شيء خاص يملكه.
تقسم أنها لم ترى في حياتها جمالا كجمال تلك العيون التي تطالعها الان، فهنالك سحر خاص بهما يجبرها على النظر إليه غير قادرة على إبعاد عينيها عن خاصته.بقي يحدق بها مده طويلة، بينما هي كانت مستغربة من حال هذا المهرج، لما إرتعاب الجميع منه ورحل.
ضيق عينيه بغضب شديد وهو لا يستطيع إلى الآن أن يستوعب الأمر، لماذا لا تتاطاثر كالحال الجميع؟.
حتى لو كانت من تلك السلالة يجب أن تموت؟ هذا ما كان يحدث؟ ولكن هي؟ تبا وألف تبا لها.
إنها لا تزال حيهة أمامه تنظر إليه باإستغراب، قبل أن تبتسم إبتسامة جانبية ساخرة وهي تقول:
" ماذا، هل نزعت قناعك اللعين حتى تريني وجهك القبيح؟ انسيت يا هذا أنني قد رايته من قبل؟"
قالت بإبتسامة، وهي تنظر إليه منتظرة ردة فعله، بينما بقي هو ينظر إليها مدة طويلة بصمت، يحاول أن يحلل الأمور في عقله، واثق أن اللعنة تعمل حتى مع سلالة الدم الملعون، ألم ينجح الأمر معها لأنها من المفترض أن تكون رفيقته.
ولكنه لم يشعر أتجاهها بأي مشاعر غريبة في لقاء الأول بينهما، كان ينظر إليها بطريقة عادية ومشاعره بالنسبة إليها، أيضا عادية ما الذي يجري مع هذه الفتاة بحق خالق السماء؟.
بينما بقيت هي تقف أمامه تنظر إليه بغيض، قبل أن تدفعه مبتعدة عنه وتتحرك إلى الداخل وهي تقول بينما هي تلعن نفسها:
" فقط فلتبتعد عن طريقي أيها اللعين، يكفيني المصيبة التي رميت بها نفسي."
ضم يديه إلى صدره وهو ينظر إليها ،قبل أن يقول بإبتسامة ساخرة:
" هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟"
وقفت في مكانها قبل أن ان تستدير، وتلتفت إليه قائلة بتهكم:
" وماذا يفترض أن تكون ملك الوحوش مثلا؟"
قالت جملتها بسخرية شديدة، وهي تستدير حتى ترحل ولكن جمدها صوت غور الذي كان لا يزال يقف عند كتفيها، وهو يقول بسخرية شديدو:
" أحب أن أبشرك يا أنسة ، إنه هو بشحمه وعظمه"
ومره أخرى كانت تتجمد حرفيا في مكانها، قبل أن تلتفت ببطء شديد، وتنظر إلى الملك الذي كان لا يزال يقف في مكانه، وهو يرفع أحد حاجبيه ينظر إليها بإبتسامة مستفزة.
هذه الفتاه مثيرة للإهتمام حقا، هو واثق أنها رفيقه وذلك ظهر عند أول لقاء لهما، ولكنه لا يعرف لما لا يشعر بتلك المشاعر التي شعر بها في السابق.
هل يعقل أن مشاعره تجاهها تظهر مرة واحدة فقط، لقد أخبرته الساحره ذات مرة أن مشاعر الرفيق تكون محجوبة لدى البعض ولكن هو، حسنا إنها ليست محجوبة بالنسبة إليه إنه يشعر بهالة طفيفة تنبعث منها تسحبه نحوها، ولكنه يشعر بشيء ما يقف كالحاجز بينهما.
بينما بقيت هي تلعن نفسها آلاف المرات، اللعنة الملعونة على كل ملعون في هذا العالم، لقد جاءت إلى هذه المملكة حتى لا تثير الإنتباه، وذلك لكونها مملكة ضخمة لم يخطر في بالها أبدا، أنها سوف تقع مع الملك بنفسه.
إبتسمت بتوتر طفيف، قبل أن تستدير وتنظر إليه وهي تقول:
" حسنا لنعد حسابتنا"
قالتها وهي تفرك يديها بتوتر، بينما كان هو ينظر إليها بسخرية شديدة.
حسنا تلك الإبتسامة التي كانت ترتسم على وجهه أشعرتها بالرغبة في الغثيان حقا، لن تسمح له حتى لو كان الملك بنفسه أن يجعلها تشعر أنها مدينه له، بينما في الحقيقة هو المدين لها بإنقاذ حياته وليست هي.
عادت ملامح اللامبالات والجدية ترتسم على وجهها، وهي تقول:
" وماذا إذا كنت الملك ماذا تريد مني؟ لا تنسى أنك من جئت إلي وبدات تقبلني، كيف تريد أن تكون ردة فعلي؟"
قالتها وهي تهز كتفيها بلا مبالات، بينما شد يده بغضب شديد ، وهو ينظر إليها بحقد حسنا لقد فعل ذلك ولكنه أراد أن يتاكد من حقيقة الختم، ولكن لم يحدث أي شيء ولم يفك أي واحد منهم، ثم كيف تتجرأ تلك اللعينة على أن تقول هذا الكلام؟.
" إحترمي نفسك، ولا تنسي أنك لا تزالين تقفين أمام الملك".
" أنا لا تهمني المظاهر، ولا يهمني منصبك ولا من أنت".
قالتها بجمود حقيقي، ولقد تغيرت شخصيتها كثيرا لدرجة أنها جعلت الملك يعيد تفكير مرة اخرى، بعدما كان قد قرر ان يتخلص منها.
إبتسم بتهكم قبل أن يضع قناعه على وجهه مرة أخرى ،وهنا فقط انتبهت إلى الناس الذين كانوا لا يزالون يغمضون عيونهم، وهناك من كان قد وقع على الأرض وهو يغطي كل ملامح وجهه.
لماذا هم خائفون منه إلى هذه الدرجة، إنه مجرد شخص عادي حتى ملامحه عادية جدا، حسنا ربما هو وسيم بعض الشيء، ولكن بطبيعة الحال الناس لا تموت من الوسامة.
ضحكت على سخرية أفكارها، قبل أن ينظر إليها بجانبية وهو يأمر الحارس الذي كان يقف إلى جوارها أن ياخذها إلى قلعة النار.
هزت كتفيها بلا مبالات ولحقت بالحارس الذي كان لا يزال يغمض عينيه، كانت تريد أن تعقد لسانها ولكنها لم تستطع ذلك، فقد وجدت نفسها تقول بسخرية:
" لا داعي لكل هذا الرعب، إفتح عينيك قبل أن تجد نفسك تقبل الحائط الذي تسير نحوه الان".
يتبع.....
لا تنسوا الردود والتصويت ودعم اصدقائي الأعزاء،احبكم في الله love you
لم يخطر في بالها أبدا أنها من الممكن أن تتعرض لهذا الموقف الصعب والمحرج فقط لأنها قدمت يد المساعدة، وجدت نفسها تقف إلى جانب الجندي الذي كان ينظر إليها بإبتسامة جانبية، كما لو أنه كان سعيدا بالموقف الذي تعرضت له، وحقيقة الأمر أنه كان كذلك
لأنها تطاولت عليه كثيرا.
نظرت إليه بملل شديد قبل أن تلحق به فهو ذاهب بها إلى الشخص الذي من المفترض أن يحكم عليها.
وجدت سيليا نفسها أمام قصر ضخم جدا ومزخرف بالاشكال هندسية جميلة للغاية ورموز واختام سحرية رائعة.
نظرت إليه ببرود شديد، فهي لم تكن من ذلك النوع من الفتيات الذي يروقه ويحب رأيت القصور الملكية والأموال والجاه، لقد كانت تروم دائما إلى ذلك الجانب الهادئ من الحياة والمملوء بالبساطة والحب.
كان ذلك الجندي لا يزال يمسك يدها بقيد سحري، عبارة عن طاقه حمراء تلتف حول معصمها وتقيد حركتها، نظرت إليه ببرود شديد، كما لو أنها كانت سوف تهرب، إنها تواجه مشاكلها دائما لذلك يستحيل أن تهرب منها.
تجاهلت الأمر وبقيت تجلس في قاعة ضخمة للغاية، تنتظر دورها حتى تمثل أمام الحاكم ويتم الحكم عليها، بينما ذلك الجندي يجلس إلى جوارها، وهو ينظر أمامه بهدوء.
تذمرت في نفسها وهي تهز قدمها اليمنى بتوتر، الصمت كان سيد المكان وقد اربكها ذالك، فهي بطبعها لا تحب الأماكن المغلقة المليئة بالناس، والصمت للمدة طويلة وهذا الأخير كان قد سيطر على الجو ليبعث توتر داخل حولها، نظرت إلى الحارس وهي تقول بتسائل وضيق في نفس الوقت:
" برأيك كم هي المدة التي سوف يتم بها الحكم علي، نضير مساعدتي لذلك الشيطان السارق ؟"
قالت وهي ترفع أحد حاجبيها وتنظر إليه ببرود، جعله حقا يستغرب من تصرفات هذه الفتاة التي تجلس أمامها الآن.
عقد حاجبيه بتفكير وهو يقول في نفسه، اليست غاضبة؟
ربما عليها أن تكون خائفة من مصيرها المنتظر، ضيق عينيه بخبث شديد ونظر إليها قائلا بمكر ذئب:
"لا أعتقد بأنها كبيره جدا، فبالنسبة لفتاة مثلك أعتقد أن أكبر مدة هي ألف عام فقط ".
حسنا في هذه اللحظة، كانت تبعد تلك اللا مبالات التي كانت تسيطر على ملامح وجهها الجميل، ونظرت إليه وهي تفتح عينيها على وسعهما.
لتجده يضحك ضحكة جانبية، لتعلم أنه كان يريد أن يسخر منها ويتسلى بينما جاء دورها، زمت شفتيها كطفلة الصغيرة، ونظرت إليه نظرة جانبية حادة، علم من خلالها انها كشفت أنه كان يسخر منها، تجاهلته تماما وفضلت الصمت على أن تتحدث مع هذا الكائن اللزج والذي يجلس إلى جوارها حاليا.
بعد وقت طويل من الإنتضار كان دورها في الدخول قد حان، فوقفت بعدما وقف ذلك الشخص الذي كان المسؤل عن قضيتها، ولكن قبل أن تتحرك إلى داخل قاعة المحكمة، وجدت نفسها تسحب بقوة شديدة إلى الخلف قبل أن ترتطم بالحائط الذي كان خلفها، لتغمض عينيها بالألم كبير.
تاوهت بألم شديد وهي تقوس ظهرها من شدة الإصابة التي تعرضت لها من هذا الدفع الهمجي الذي تعرضت له، فتحت عينيها بغضب شديد وهي تنظر إلى ذلك الشخص الذي كان يقف أمامها الان.
وقبل أن تستوعب من هو أو لماذا فعل ذلك حتى ؟وجدته ينقض عليها وهو يقبلها بجنون شديد.
توسعت عيون الجميع بصدمة شديدة، وهناك من لم يستطع حتى أن يغادر مكانه أو يبعد عينيه على الرغم من أنه عرف جيدا أمام من كانو يقفون الآن.
إبتعد عنها بعد مدة طويلة، وهو يتنفس بغضب وإضطراب مجبرا نفسه على ذلك، بعدما ذكر نفسه من هي هذه الفتاة التي تقف امامه، وحقيقة الأمر أنه فعل ذلك بصعوبة شديدة، فكل خلية في جسده ترتعش، لقد كان يشعر نحوها بمشاعر قوية للغاية، كما لو أنها تسحبه نحوها ليغرق داخل بحر عينيها الفريدة تلك.
لا شك في أنها تمارس نوعا ما من السحر، كما هو الأمر عند اسلافها الذين دمروا حياته، إعترف بهذا الأمر لنفسه، لأنه يرفض أن تكون له أي علاقة بينه وبين تلك العفريت التي تقف أمامه.
دفعته عنها بعنف شديد قبل أن تنظر إليه بغصب وحدة وهي لا تصدق جرأته، ارادت فتح فمها وصراخ عليه لكن وبسرعة البرق كانت تتذكره، وكيف تستطيع أن تنساه إنه الشخص الذي كاد أن يؤذي بحياتها إلى الموت بسبب مساعدتها له.
على الرغم من أنه كان يرتدي قناعا_ وهو الأمر الذي أثار إستغرابها بشدة، إلا أنها تجاهلت ذالك تماما
فقد كانت عيناه الفريدة واضحتان وضوح الشمس من تحت القناع الذي يرتديه، وهو الأمر الذي جعل معرفته أمرا سهلا بالنسبة إليها.
لم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع يدها حتى تهبط على خده بصفعه قوية، جعلت الجميع يشهق بصدمة، وهناك من رحل بسرعة قبل أن يستخدم الملك قدرته ويحطم كل من يقف أمامه، وضع ذلك الجمدي يده على فمه بصدمة شديدة، وكاد ان يموت واقفا في مكانه من شدة الرعب.
لا شك في أن الملك سوف يأمر بقتله لأنه هو الذي أحضر هذه الفتاة المجنونة إليه، يريد فقط أن يعرف قبل موته إلى أي فصيلة تنتمي إليها هذه الملعونة، ويقسم أنه سوف يخلص عليها بالكامل، لأنه واثق أن هذا الغباء سوف يكون شيئا متوارثا عند القبيلة التي تنحذر منها.
فجميع القبائل والممالك في العالم تعرف من هو سيد الوحوش، وما هي طقوس الإحترام الذي يجب أن يقدمه إليه الجميع، إلاهذه الغبية هنا؟.
بينما بقيت هي تقف أمامه تنظر إليه بملامح غاضبة، ولازالت لحد هذه اللحظة تتذكر كيف خاطرت بحياتها حتى تنقذه، حسنا هو لم يجبرها على الأمر ولكنها تحمله المسؤولية، سواء أراد ام لم يرد.
إلتفت ينظر اليها ببطء شديد، بينما هي رفعت إليه وجهها بسبب فارق الطول بينهما، لتنظر في عينيه بحدة كما لو أنها كانت تتحداه أن يقول شيئا، أو يعترض عما فعلتها قبل قليل، ليقول بينما هو يشير على خده بعدم تصديق:
" هل صفعتني لتوك؟"
تحدث في البداية بدهشة، قبل أن تتحول ملامحه بالكامل إلى الببرود شديد، بعد أن اشار إلى خده، وحقيقة الأمر أنه لم يتأذى كثيرا ،فالقناع الذي يضعه على وجهه قد إمتص الصفعة التي وجهتها له، ولكنه لا يستطيع أن يسمح لعاهرة كالتي تقف أمامه الآن ،أن تنزل من قيمته أمام حاشيته، وتجعله لا يساوي شيء بعدما وصل إليه الأن .
" أجل ، الديك مانع يا هذا".
مرة أخرى شهق من كان قد بقي هنالك، بينما هو إبتسم إبتسامة جانبية، قبل ان يضع يده على قناعه ويسحبه مره واحدة مبعدا إياه عن وجهه، شهق الجميع برعب شديد واغمض عيونهم، وهنالك من بدأ يتدافع حتى يرحل من المكان، فأخر شيء يريدونه هو الموت بسبب لعنة عيون ملك الوحوش.
ظل يحدق بها بتلك العينين، بينما هي بقيت تنظر إلى ذلك اللون الفريد الذي يستحوذ عليهما، تبا له ولكل شيء خاص يملكه.
تقسم أنها لم ترى في حياتها جمالا كجمال تلك العيون التي تطالعها الان، فهنالك سحر خاص بهما يجبرها على النظر إليه غير قادرة على إبعاد عينيها عن خاصته.بقي يحدق بها مده طويلة، بينما هي كانت مستغربة من حال هذا المهرج، لما إرتعاب الجميع منه ورحل.
ضيق عينيه بغضب شديد وهو لا يستطيع إلى الآن أن يستوعب الأمر، لماذا لا تتاطاثر كالحال الجميع؟.
حتى لو كانت من تلك السلالة يجب أن تموت؟ هذا ما كان يحدث؟ ولكن هي؟ تبا وألف تبا لها.
إنها لا تزال حيهة أمامه تنظر إليه باإستغراب، قبل أن تبتسم إبتسامة جانبية ساخرة وهي تقول:
" ماذا، هل نزعت قناعك اللعين حتى تريني وجهك القبيح؟ انسيت يا هذا أنني قد رايته من قبل؟"
قالت بإبتسامة، وهي تنظر إليه منتظرة ردة فعله، بينما بقي هو ينظر إليها مدة طويلة بصمت، يحاول أن يحلل الأمور في عقله، واثق أن اللعنة تعمل حتى مع سلالة الدم الملعون، ألم ينجح الأمر معها لأنها من المفترض أن تكون رفيقته.
ولكنه لم يشعر أتجاهها بأي مشاعر غريبة في لقاء الأول بينهما، كان ينظر إليها بطريقة عادية ومشاعره بالنسبة إليها، أيضا عادية ما الذي يجري مع هذه الفتاة بحق خالق السماء؟.
بينما بقيت هي تقف أمامه تنظر إليه بغيض، قبل أن تدفعه مبتعدة عنه وتتحرك إلى الداخل وهي تقول بينما هي تلعن نفسها:
" فقط فلتبتعد عن طريقي أيها اللعين، يكفيني المصيبة التي رميت بها نفسي."
ضم يديه إلى صدره وهو ينظر إليها ،قبل أن يقول بإبتسامة ساخرة:
" هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟"
وقفت في مكانها قبل أن ان تستدير، وتلتفت إليه قائلة بتهكم:
" وماذا يفترض أن تكون ملك الوحوش مثلا؟"
قالت جملتها بسخرية شديدة، وهي تستدير حتى ترحل ولكن جمدها صوت غور الذي كان لا يزال يقف عند كتفيها، وهو يقول بسخرية شديدو:
" أحب أن أبشرك يا أنسة ، إنه هو بشحمه وعظمه"
ومره أخرى كانت تتجمد حرفيا في مكانها، قبل أن تلتفت ببطء شديد، وتنظر إلى الملك الذي كان لا يزال يقف في مكانه، وهو يرفع أحد حاجبيه ينظر إليها بإبتسامة مستفزة.
هذه الفتاه مثيرة للإهتمام حقا، هو واثق أنها رفيقه وذلك ظهر عند أول لقاء لهما، ولكنه لا يعرف لما لا يشعر بتلك المشاعر التي شعر بها في السابق.
هل يعقل أن مشاعره تجاهها تظهر مرة واحدة فقط، لقد أخبرته الساحره ذات مرة أن مشاعر الرفيق تكون محجوبة لدى البعض ولكن هو، حسنا إنها ليست محجوبة بالنسبة إليه إنه يشعر بهالة طفيفة تنبعث منها تسحبه نحوها، ولكنه يشعر بشيء ما يقف كالحاجز بينهما.
بينما بقيت هي تلعن نفسها آلاف المرات، اللعنة الملعونة على كل ملعون في هذا العالم، لقد جاءت إلى هذه المملكة حتى لا تثير الإنتباه، وذلك لكونها مملكة ضخمة لم يخطر في بالها أبدا، أنها سوف تقع مع الملك بنفسه.
إبتسمت بتوتر طفيف، قبل أن تستدير وتنظر إليه وهي تقول:
" حسنا لنعد حسابتنا"
قالتها وهي تفرك يديها بتوتر، بينما كان هو ينظر إليها بسخرية شديدة.
حسنا تلك الإبتسامة التي كانت ترتسم على وجهه أشعرتها بالرغبة في الغثيان حقا، لن تسمح له حتى لو كان الملك بنفسه أن يجعلها تشعر أنها مدينه له، بينما في الحقيقة هو المدين لها بإنقاذ حياته وليست هي.
عادت ملامح اللامبالات والجدية ترتسم على وجهها، وهي تقول:
" وماذا إذا كنت الملك ماذا تريد مني؟ لا تنسى أنك من جئت إلي وبدات تقبلني، كيف تريد أن تكون ردة فعلي؟"
قالتها وهي تهز كتفيها بلا مبالات، بينما شد يده بغضب شديد ، وهو ينظر إليها بحقد حسنا لقد فعل ذلك ولكنه أراد أن يتاكد من حقيقة الختم، ولكن لم يحدث أي شيء ولم يفك أي واحد منهم، ثم كيف تتجرأ تلك اللعينة على أن تقول هذا الكلام؟.
" إحترمي نفسك، ولا تنسي أنك لا تزالين تقفين أمام الملك".
" أنا لا تهمني المظاهر، ولا يهمني منصبك ولا من أنت".
قالتها بجمود حقيقي، ولقد تغيرت شخصيتها كثيرا لدرجة أنها جعلت الملك يعيد تفكير مرة اخرى، بعدما كان قد قرر ان يتخلص منها.
إبتسم بتهكم قبل أن يضع قناعه على وجهه مرة أخرى ،وهنا فقط انتبهت إلى الناس الذين كانوا لا يزالون يغمضون عيونهم، وهناك من كان قد وقع على الأرض وهو يغطي كل ملامح وجهه.
لماذا هم خائفون منه إلى هذه الدرجة، إنه مجرد شخص عادي حتى ملامحه عادية جدا، حسنا ربما هو وسيم بعض الشيء، ولكن بطبيعة الحال الناس لا تموت من الوسامة.
ضحكت على سخرية أفكارها، قبل أن ينظر إليها بجانبية وهو يأمر الحارس الذي كان يقف إلى جوارها أن ياخذها إلى قلعة النار.
هزت كتفيها بلا مبالات ولحقت بالحارس الذي كان لا يزال يغمض عينيه، كانت تريد أن تعقد لسانها ولكنها لم تستطع ذلك، فقد وجدت نفسها تقول بسخرية:
" لا داعي لكل هذا الرعب، إفتح عينيك قبل أن تجد نفسك تقبل الحائط الذي تسير نحوه الان".
يتبع.....
لا تنسوا الردود والتصويت ودعم اصدقائي الأعزاء،احبكم في الله love you