الثاني عشر
كانت سيليا تقف أمام بوابة قصر النار، وهي تنظر إليه ببرود شديد ،وبجانبها يقف الحارس الذي كان ينظر إليها كما لو أنه كان يريد أن يأكل جسدها، فقد ركز بعينيه على كل إنش من جسدها، وكأنه يتفحصه بشدة باحثا عن شيء ما.
" ماذا هناك الان؟"
تحدث يويان بملل بحدة، وهي تنظر إلى عينيه التي كانت تتفحصها خلسة، بينما تطلع الآخر أمامه قبله أن يعود وينظر إليها قائلا بفضول حقيقي:
" لدي فضول وأريد أن أسئلك إن سمحتي لي بذلك طبعا ؟!".
اومئت هذه الآخيرة برأسها دلالة على موافقتها، ليقول الحارس بينما هو يشير عليها ويضيق عينيه بشك حقيقي :
" هل كنت حقا تفتحين عينيك أمام حضرة الملك؟"
رمشت عدة مرات وهي مستغربة من كلامه لوهلة، بتعقد حاجبيها في لحظة ثانية، ولكن قبل أن تتمكن من إجابة عليه.
كان الباب الرئيسي للقصر كوركانس يفتح على مصرعيه أمامها، لتدخل سيليا سليلة السلالة الدم الملعون وهي ترفع رأسها بكبرياء شديد، فأخر شيء تريده الآن هو أن تنهزم أمام ذالك اللعين.
كان كايوس مساعد وذراع اليمنى للملك يسرع خطواته حتى يتمكن من الوصول إلى قاعة العرش الرئيسية، قبل أن يأتي الملك فهو يجب أن يكون هناك قبل كما تقتضي بروتوكولات القصر ، ولكنه توقف في منتصف الطريق، عندما وجد الباب يفتح على مصرعيه وهو مستغرب مما يرى.
بقي ينظر إلى تلك الفتاة التي تدخل منه بكبرياء، تنظر إلى هذا المكان بقرف وإشمئزاز إستغربه فمن يدخل قصر كوركانس أول مرة ينبهر بجماله، للحظة توقف الناس عما كانوا يفعلون وأخذوا ينظرون إليها بالإستغراب.
اخذ كايوس لفة بسيطة حول ينبوع المياه التي تتدفق في وسط القصر، وعاد لكي بشبع فضوله، ليقف أمام الحارس الذي كان معها ليقترب منه، وعندما رأه هذا الأخير إنحنى له بإحترام، وهو يقول بينما يشير على سيليا التي كانت تقف بجانبه الأيسر :
"سيدي الوزير الأول كايوس، هذه الفتاة أمانة من السيد ملك الوحوش، لقد أمر بإرسلها إلى هنا".
نظر إليها كايوس بإستغراب شديد، قبل أن ينظر إلى الطائر غور الذي كان يجلس على كتفها، وهنا إستوعب من تكون لتوسع عينيه بصدمة وهو يقول بحماس حقيقي:
" أنت الفتاة التي قبلت الملك أريوس، أليس كذالك؟؟؟"
لم يتحكم في نفسه وهو يصرخ بهذا الأمر مصرحا به أمام الجميع.
نظرت اليه سيليا بغضب شديد، وحقا كانت تريد أن تقتله على الطريقة التي تحدث بها الآن.
الكل بدأ يتهامس من حولها شعرت بحمرة الخجل تتصاعد إلى وجنتيها، ليحول وجهها إلى حبة طماطم.
شعر كايوس بغباء ما نطق به، ليرفع يده ويحك بها مؤخرة رأسه وهو يقول بحرج حقيقي:
" حقا أنا آسف على ما قلت، ولكن ما فعلته كان جنوني للغاية"
زمت شفتيها ببرودة شديدة، وهي تعقد يديها على صدرها، بينما هي تشيح بوجهها عنه بغضب للجانب وهي تقول:
" لم اقبله لأنني معجبه به يا سيد، لقد أضطررت إلى فعل ذلك حتى أنقذ حياته"
رفعها كايوس حاجبه بإستغراب، ونظر إلى تلك الفتاة التي كانت واثقة من نفسها، وتتحدث بلا مبالات، ليقول بينما يفسح لها الطريق لكي تمر بجانبه :
" حقا أنا اسف عن تطفلي، تفضلي من هنا سيدتي "
وقف الحارس خلفها، وقد بدأ التوتر يغزو ملامح وجهه ليقول بعد تردد:
" أنا حقا آسف جدا يا سيدي الوزير، ولكن الآنسة سجينة هنا وليست ضيفة ".
أستدار نحوه كايوس بهدوء، وهو يرفع أحد حاجبيه،ليهز الحارس رأسه مؤكدا كلامه،ليعاود النظر إليها لتمنحه إبتسامة ساخرة على ثغرها الشهي ذاك، بينما هي تأكد كلام الحارس:
" إنه يقول الصدق"
قالتها بعدما لحظت الإستغراب الذي كان واضحا على محيا كايوس الرجولي، الذي حاول أن يتحكم في نوبة الغضب التي بدأت تجتاحه ليقول بالإندفاع:
" أنا لا تفهم كيف يمكن أن يجعلك الملك أسيرة لديه، وانت ساعدتيه وانقذتي حياته من قبل ؟"
إبتسمت ابتسامة سمجا، لتقول بينما هي تميل رأسها للجانب:
" ببساطة لأنه ناكر للجميل".
غمغم غور بالإعتراض وهو يقول بغضب:
" ألا تعتقدين أنك قد تتجاوزين حدودك قليلا، يا صبية ؟! "
نظرت إليه سيليا بطرف عينها، لتهز كتفيها وهي تقول :
" أنت شخص غير ديمقراطي بالمرة يا غور، بنسبة لك الشخص الوحيد الذي يسمح له بتجاوز حده هو الملك، عفوا أقصد ملكك أما أنا فلا "
أنهت كلامها بسخرية شديدة، ولكن قبل ان تتمكن من إكمال كلامها شعرت بشخص ما يدفعها بقوة من الخلف.
إلى أن إصطدمت بكايوس الذي كان يقف امامها، أسرع نحوها ليمسك كتفيها واسندها حتى توازن جسدها، ونظر إلى الفتاة التي كانت تقف خلفها بغضب شديد، بينما هي أشارت على سيليا بغرور وتكبر وهي تقول:
" من هي هذه اللعينة"
استدارت إليها ييليا لتنظر إليها بغضب، بينما هي تقول:
" لا أرى أي لعينة في هذا المكان غيرك يا أنسة ".
وضعت وصيفات جويا ايدهن على فمهن بصدمة، بينما تسمرت هذه الأخيرة في مكانها، وهي تنظر إلى سيليا لتقول بجنون ساحق:
" أيتها اللعينة هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟ أنا الملكة جويا ،ملكة مملكة كوركانس"
رفعت سيليا حاجبها، لتقول بالإستغراب حقيقي:
" لم يخبرني أحد أن الملك متزوج "
أشارت جويا، إلى الحراس الذين يحطون بها من كل جانب لتقول بغضب:
" خذوا هذه اللعينة إلى الإعدام فورا "
تدخل كايوس في هذه اللحظة، ليقف امام جويا بتحدي وهو يقول بتحذير:
" لا أعتقد أنك مستعدة للوقوف في وجه الملك يا جويا".
نظرهدت هذه الأخيرة إلى الوزير كايوس، وهي تقول بعدم تصديق:
" هل أنت تتجرأ على الوقوف في وجهي، من أجل كبة الحقارة هذه ؟".
تدخلت سيليا لتقول بلا مبالات كما هي عادتها، بينما هي تنظر إلى اضافرها لتستفز الأخرى أكثر، بينما هي تقول :
" اعتقد أنك قد أخطأت الوصف هنا يا سيدة فأنا لست خادمة ".
نظرت لها جويا وهي تجعد جبهتها بقرف، لتقول بينما هي ترفع رأسها عاليا بغرور:
" اصمتي فأنا هي الملكة هنا، لم أمنحكي إذن الكلام بعد"
مسح كايوس صفحة وجهه بغضب، ليقول بينما هو يشير على جانب الشرقي من القصر :
" جويا عودي إلى جناجك، صدقيني هذه الفتاة مهمة للملك كثيرا وإن تاذت سوف تدفعين الثمن ".
شدت جويا على طرف فستانها بأناملها بغضب، تحاول بكل قوتها السيطرة على غيضها، لتقول من بين اسنانها بغل:
" لماذا هي مهمة إلى الملك إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يجعلها مميزها عني حتى تكون مميزة بالنسبة له"
ضحكت سيليا بمرح طفولي، بينما هي تسترق نظر من فوق كتف الوزير كايوس الذي يقف حاجزا بينهما، لتقول بسخرية لاذعة:
" لا تخبريني أيتها الطفلة المدللة، أنك معجبة به"
ضربت جويا قدمها بغيض، بينما هي تصرخ وتقول:
" إخرسي، لقد قلت لكم خذوها إلى قاعة الإعدام فورا"
إبتسمت يويان بينما هي تقول بطريقة مستفزة :
" لقد أمر ان يتم سجني، وليس إعدامي يا أنسة حمراء"
فتح كايوس فمه ،وهو ينظر إلى هذه الفتاة صاحبة الشخصية القوية بغير تصديق، لقد كان آخر شيء يتوقعه في كل حياته، هو أن يجد فتاة قوية تستطيع أن تقف في وجه جويا، وتتحدث معها بهذه الطريقة الفضة.
تنفس هذا الأخير بقوة، بينما هو يضع يده على رأسه يمسد صدعه بألم:
" ما رأيك في أن تصمتي قليلا، حتى لا تطير رقبتك يا أنسة طويلة لسان؟"
أنهى كايوس كلامه وهو يضغط على أسنانه، وينظر إلى سيليا بتحذير، بينما هي كانت تنظر إليه ببرود شديد.
" مستحسن لك أن تأخذني إلى السجن، قبل أن يأتي الملك، ويصرع رأسي بكلامه".
قالتها وهي تشير للحارس الذي أحضرها إلى هنا، بأن يتبعها كما لو أنها ملكه هذا المكان،بينما هذا الأخير فتح فمه وهو حرفيا يكاد أن يصل إلى الأرض من جرئتها.
بينما بقي كل من جويا وكايوس ينظرون إلى إثرها بإستغراب شديد، إضافه إلى ذلك لإستغراب والفضول.
كانت جويا على وشك أن تأكل أطرافها حرفيا، لأن اريوس لأول مرة في حياته يهتم بفتاة ما، ويامر بإحضارها إلى قصر المملكة.
في كوخ قديم جدا داخل غابات وجبال المملكة، وقف الملك اريوس أمامه لوهلة بتردد، قبل أن ينزل على الأرض ليمشي، بينما هو يسحب أجنحته إلى الداخل أضلاعه ليخفيها تماما، ودون أي مقدمات كان يدفع الباب بفضاضة ويدخل بغضب.
(الحوار بين الساحرة والملك)
دخل الملك إلى الكوخ الخشبي القديم والمهترئ، وهو يتنفس بالأضطراب ليقول بينما تحولت عينيه للون الأسود القاتم:
" كيف يعقل هذا؟ كيف يمكن لتلك اللعينة صاحبة الدم الملعونة أن تكون رفيقتي؟."
إستدارت تلك الساحرة العجوز بهدوء غير عابئة بنوبة جنونه، لتقول بهدوء بينما هي تقف من على كرسيها الهزاز بهدوء:
" كيف تريد مني أن أعرف هذا الأمر؟ أنا لست من جعلها رفيقتك أيها المتحاذق ".
إقترب منها اريوس في غمضت عين، ليقف أمامها مباشرة بينما هو يصك أسنانه بغضب ويقول:
" لكنك ساحرة لعينة تستطيعين أن تعرفي كل شيء يدور في المملكة، أليس كذلك ؟"
نظرت إليه بصمت ثواني، قبل أن تهز رأسها بيأس.
لم ينتبه أريوس لنفسه حتى أخرج كل طاقته الشيطانية أمامها، تلك الفتاة تجعله يخرج عن السيطرة، إستدارت وأعطته بظهرها بينما هي تشير على الباب وتقول :
" ما رأيك أن تخرج من بيتي وتعود عندما تكون هادئا قليلا، لأنه يصعب التعامل معك وأنت في هذه الحالة "
تنهد بغضب ليقول، بينما هو يتحرك في أرجاء الكوخ بغضب:
"كفي عن تعامل معي كااطفل الصغير، أنا لست مجنونا حتى تطرديني من هنا، أريد جوابا مقنعا الآن وإلا أقسم لك أنني سوف احولك إلى ضفدع أحمر اللون، وليس اخضر".
أنهى كلامه بتهديد حقيقي، بينما هي توسعت عينيها بدهشة، لتقترب منه وتضربه على كتفه، وهي تقول بغيض حقيقي:
" أيها اللعين لا تنسى أنني من منحتك هذه الهبة، الآن تهددني بها يا لك من جاحد"
ابعدها عنه بصعوبة شديدة، فهي كانت تبدو غاضبة للغاية يبدو أن ما قاله لم يعجبها على الإطلاق، رفع يديه بالإستسلام أمامها وهو يقول بيأس حقيقي:
" أرجوكي كيرارا اخبريني الآن كيف يمكن لأمر كهذا أن يحدث؟
بالإضافة إلى كل هذا، لقد قلت أنه في كل مرة أقترب منها سوف يفك ختم من الأختام السبعة التي على ظهري، لماذا لم يفك أي ختم الآن؟"
" هل أقمت علاقة معها؟!"
نظرت له وهي تضيق عينيها بشك، بينما إشمئز هو من الأمر أو إدعى ذلك، ولا يعرف لماذا قد اخذه ذهنه الى ذلك الأمر وقد إستحبه كثيرا، على الرغم من أنه كان رافضا للفكرة من الأساس، فهي سليلة تلك سلالة الملعونة.
" بطبيعة الحال كيف تريدين مني أن تقترب من غبية بشعة مثلها، قبلتها مثلما فعلت مرة الماضية فقط، ولكن لم يحدث شيء".
تمتم بها، وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها.
يتبع....
لا تنسوا الدعم وتعليق
" ماذا هناك الان؟"
تحدث يويان بملل بحدة، وهي تنظر إلى عينيه التي كانت تتفحصها خلسة، بينما تطلع الآخر أمامه قبله أن يعود وينظر إليها قائلا بفضول حقيقي:
" لدي فضول وأريد أن أسئلك إن سمحتي لي بذلك طبعا ؟!".
اومئت هذه الآخيرة برأسها دلالة على موافقتها، ليقول الحارس بينما هو يشير عليها ويضيق عينيه بشك حقيقي :
" هل كنت حقا تفتحين عينيك أمام حضرة الملك؟"
رمشت عدة مرات وهي مستغربة من كلامه لوهلة، بتعقد حاجبيها في لحظة ثانية، ولكن قبل أن تتمكن من إجابة عليه.
كان الباب الرئيسي للقصر كوركانس يفتح على مصرعيه أمامها، لتدخل سيليا سليلة السلالة الدم الملعون وهي ترفع رأسها بكبرياء شديد، فأخر شيء تريده الآن هو أن تنهزم أمام ذالك اللعين.
كان كايوس مساعد وذراع اليمنى للملك يسرع خطواته حتى يتمكن من الوصول إلى قاعة العرش الرئيسية، قبل أن يأتي الملك فهو يجب أن يكون هناك قبل كما تقتضي بروتوكولات القصر ، ولكنه توقف في منتصف الطريق، عندما وجد الباب يفتح على مصرعيه وهو مستغرب مما يرى.
بقي ينظر إلى تلك الفتاة التي تدخل منه بكبرياء، تنظر إلى هذا المكان بقرف وإشمئزاز إستغربه فمن يدخل قصر كوركانس أول مرة ينبهر بجماله، للحظة توقف الناس عما كانوا يفعلون وأخذوا ينظرون إليها بالإستغراب.
اخذ كايوس لفة بسيطة حول ينبوع المياه التي تتدفق في وسط القصر، وعاد لكي بشبع فضوله، ليقف أمام الحارس الذي كان معها ليقترب منه، وعندما رأه هذا الأخير إنحنى له بإحترام، وهو يقول بينما يشير على سيليا التي كانت تقف بجانبه الأيسر :
"سيدي الوزير الأول كايوس، هذه الفتاة أمانة من السيد ملك الوحوش، لقد أمر بإرسلها إلى هنا".
نظر إليها كايوس بإستغراب شديد، قبل أن ينظر إلى الطائر غور الذي كان يجلس على كتفها، وهنا إستوعب من تكون لتوسع عينيه بصدمة وهو يقول بحماس حقيقي:
" أنت الفتاة التي قبلت الملك أريوس، أليس كذالك؟؟؟"
لم يتحكم في نفسه وهو يصرخ بهذا الأمر مصرحا به أمام الجميع.
نظرت اليه سيليا بغضب شديد، وحقا كانت تريد أن تقتله على الطريقة التي تحدث بها الآن.
الكل بدأ يتهامس من حولها شعرت بحمرة الخجل تتصاعد إلى وجنتيها، ليحول وجهها إلى حبة طماطم.
شعر كايوس بغباء ما نطق به، ليرفع يده ويحك بها مؤخرة رأسه وهو يقول بحرج حقيقي:
" حقا أنا آسف على ما قلت، ولكن ما فعلته كان جنوني للغاية"
زمت شفتيها ببرودة شديدة، وهي تعقد يديها على صدرها، بينما هي تشيح بوجهها عنه بغضب للجانب وهي تقول:
" لم اقبله لأنني معجبه به يا سيد، لقد أضطررت إلى فعل ذلك حتى أنقذ حياته"
رفعها كايوس حاجبه بإستغراب، ونظر إلى تلك الفتاة التي كانت واثقة من نفسها، وتتحدث بلا مبالات، ليقول بينما يفسح لها الطريق لكي تمر بجانبه :
" حقا أنا اسف عن تطفلي، تفضلي من هنا سيدتي "
وقف الحارس خلفها، وقد بدأ التوتر يغزو ملامح وجهه ليقول بعد تردد:
" أنا حقا آسف جدا يا سيدي الوزير، ولكن الآنسة سجينة هنا وليست ضيفة ".
أستدار نحوه كايوس بهدوء، وهو يرفع أحد حاجبيه،ليهز الحارس رأسه مؤكدا كلامه،ليعاود النظر إليها لتمنحه إبتسامة ساخرة على ثغرها الشهي ذاك، بينما هي تأكد كلام الحارس:
" إنه يقول الصدق"
قالتها بعدما لحظت الإستغراب الذي كان واضحا على محيا كايوس الرجولي، الذي حاول أن يتحكم في نوبة الغضب التي بدأت تجتاحه ليقول بالإندفاع:
" أنا لا تفهم كيف يمكن أن يجعلك الملك أسيرة لديه، وانت ساعدتيه وانقذتي حياته من قبل ؟"
إبتسمت ابتسامة سمجا، لتقول بينما هي تميل رأسها للجانب:
" ببساطة لأنه ناكر للجميل".
غمغم غور بالإعتراض وهو يقول بغضب:
" ألا تعتقدين أنك قد تتجاوزين حدودك قليلا، يا صبية ؟! "
نظرت إليه سيليا بطرف عينها، لتهز كتفيها وهي تقول :
" أنت شخص غير ديمقراطي بالمرة يا غور، بنسبة لك الشخص الوحيد الذي يسمح له بتجاوز حده هو الملك، عفوا أقصد ملكك أما أنا فلا "
أنهت كلامها بسخرية شديدة، ولكن قبل ان تتمكن من إكمال كلامها شعرت بشخص ما يدفعها بقوة من الخلف.
إلى أن إصطدمت بكايوس الذي كان يقف امامها، أسرع نحوها ليمسك كتفيها واسندها حتى توازن جسدها، ونظر إلى الفتاة التي كانت تقف خلفها بغضب شديد، بينما هي أشارت على سيليا بغرور وتكبر وهي تقول:
" من هي هذه اللعينة"
استدارت إليها ييليا لتنظر إليها بغضب، بينما هي تقول:
" لا أرى أي لعينة في هذا المكان غيرك يا أنسة ".
وضعت وصيفات جويا ايدهن على فمهن بصدمة، بينما تسمرت هذه الأخيرة في مكانها، وهي تنظر إلى سيليا لتقول بجنون ساحق:
" أيتها اللعينة هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟ أنا الملكة جويا ،ملكة مملكة كوركانس"
رفعت سيليا حاجبها، لتقول بالإستغراب حقيقي:
" لم يخبرني أحد أن الملك متزوج "
أشارت جويا، إلى الحراس الذين يحطون بها من كل جانب لتقول بغضب:
" خذوا هذه اللعينة إلى الإعدام فورا "
تدخل كايوس في هذه اللحظة، ليقف امام جويا بتحدي وهو يقول بتحذير:
" لا أعتقد أنك مستعدة للوقوف في وجه الملك يا جويا".
نظرهدت هذه الأخيرة إلى الوزير كايوس، وهي تقول بعدم تصديق:
" هل أنت تتجرأ على الوقوف في وجهي، من أجل كبة الحقارة هذه ؟".
تدخلت سيليا لتقول بلا مبالات كما هي عادتها، بينما هي تنظر إلى اضافرها لتستفز الأخرى أكثر، بينما هي تقول :
" اعتقد أنك قد أخطأت الوصف هنا يا سيدة فأنا لست خادمة ".
نظرت لها جويا وهي تجعد جبهتها بقرف، لتقول بينما هي ترفع رأسها عاليا بغرور:
" اصمتي فأنا هي الملكة هنا، لم أمنحكي إذن الكلام بعد"
مسح كايوس صفحة وجهه بغضب، ليقول بينما هو يشير على جانب الشرقي من القصر :
" جويا عودي إلى جناجك، صدقيني هذه الفتاة مهمة للملك كثيرا وإن تاذت سوف تدفعين الثمن ".
شدت جويا على طرف فستانها بأناملها بغضب، تحاول بكل قوتها السيطرة على غيضها، لتقول من بين اسنانها بغل:
" لماذا هي مهمة إلى الملك إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يجعلها مميزها عني حتى تكون مميزة بالنسبة له"
ضحكت سيليا بمرح طفولي، بينما هي تسترق نظر من فوق كتف الوزير كايوس الذي يقف حاجزا بينهما، لتقول بسخرية لاذعة:
" لا تخبريني أيتها الطفلة المدللة، أنك معجبة به"
ضربت جويا قدمها بغيض، بينما هي تصرخ وتقول:
" إخرسي، لقد قلت لكم خذوها إلى قاعة الإعدام فورا"
إبتسمت يويان بينما هي تقول بطريقة مستفزة :
" لقد أمر ان يتم سجني، وليس إعدامي يا أنسة حمراء"
فتح كايوس فمه ،وهو ينظر إلى هذه الفتاة صاحبة الشخصية القوية بغير تصديق، لقد كان آخر شيء يتوقعه في كل حياته، هو أن يجد فتاة قوية تستطيع أن تقف في وجه جويا، وتتحدث معها بهذه الطريقة الفضة.
تنفس هذا الأخير بقوة، بينما هو يضع يده على رأسه يمسد صدعه بألم:
" ما رأيك في أن تصمتي قليلا، حتى لا تطير رقبتك يا أنسة طويلة لسان؟"
أنهى كايوس كلامه وهو يضغط على أسنانه، وينظر إلى سيليا بتحذير، بينما هي كانت تنظر إليه ببرود شديد.
" مستحسن لك أن تأخذني إلى السجن، قبل أن يأتي الملك، ويصرع رأسي بكلامه".
قالتها وهي تشير للحارس الذي أحضرها إلى هنا، بأن يتبعها كما لو أنها ملكه هذا المكان،بينما هذا الأخير فتح فمه وهو حرفيا يكاد أن يصل إلى الأرض من جرئتها.
بينما بقي كل من جويا وكايوس ينظرون إلى إثرها بإستغراب شديد، إضافه إلى ذلك لإستغراب والفضول.
كانت جويا على وشك أن تأكل أطرافها حرفيا، لأن اريوس لأول مرة في حياته يهتم بفتاة ما، ويامر بإحضارها إلى قصر المملكة.
في كوخ قديم جدا داخل غابات وجبال المملكة، وقف الملك اريوس أمامه لوهلة بتردد، قبل أن ينزل على الأرض ليمشي، بينما هو يسحب أجنحته إلى الداخل أضلاعه ليخفيها تماما، ودون أي مقدمات كان يدفع الباب بفضاضة ويدخل بغضب.
(الحوار بين الساحرة والملك)
دخل الملك إلى الكوخ الخشبي القديم والمهترئ، وهو يتنفس بالأضطراب ليقول بينما تحولت عينيه للون الأسود القاتم:
" كيف يعقل هذا؟ كيف يمكن لتلك اللعينة صاحبة الدم الملعونة أن تكون رفيقتي؟."
إستدارت تلك الساحرة العجوز بهدوء غير عابئة بنوبة جنونه، لتقول بهدوء بينما هي تقف من على كرسيها الهزاز بهدوء:
" كيف تريد مني أن أعرف هذا الأمر؟ أنا لست من جعلها رفيقتك أيها المتحاذق ".
إقترب منها اريوس في غمضت عين، ليقف أمامها مباشرة بينما هو يصك أسنانه بغضب ويقول:
" لكنك ساحرة لعينة تستطيعين أن تعرفي كل شيء يدور في المملكة، أليس كذلك ؟"
نظرت إليه بصمت ثواني، قبل أن تهز رأسها بيأس.
لم ينتبه أريوس لنفسه حتى أخرج كل طاقته الشيطانية أمامها، تلك الفتاة تجعله يخرج عن السيطرة، إستدارت وأعطته بظهرها بينما هي تشير على الباب وتقول :
" ما رأيك أن تخرج من بيتي وتعود عندما تكون هادئا قليلا، لأنه يصعب التعامل معك وأنت في هذه الحالة "
تنهد بغضب ليقول، بينما هو يتحرك في أرجاء الكوخ بغضب:
"كفي عن تعامل معي كااطفل الصغير، أنا لست مجنونا حتى تطرديني من هنا، أريد جوابا مقنعا الآن وإلا أقسم لك أنني سوف احولك إلى ضفدع أحمر اللون، وليس اخضر".
أنهى كلامه بتهديد حقيقي، بينما هي توسعت عينيها بدهشة، لتقترب منه وتضربه على كتفه، وهي تقول بغيض حقيقي:
" أيها اللعين لا تنسى أنني من منحتك هذه الهبة، الآن تهددني بها يا لك من جاحد"
ابعدها عنه بصعوبة شديدة، فهي كانت تبدو غاضبة للغاية يبدو أن ما قاله لم يعجبها على الإطلاق، رفع يديه بالإستسلام أمامها وهو يقول بيأس حقيقي:
" أرجوكي كيرارا اخبريني الآن كيف يمكن لأمر كهذا أن يحدث؟
بالإضافة إلى كل هذا، لقد قلت أنه في كل مرة أقترب منها سوف يفك ختم من الأختام السبعة التي على ظهري، لماذا لم يفك أي ختم الآن؟"
" هل أقمت علاقة معها؟!"
نظرت له وهي تضيق عينيها بشك، بينما إشمئز هو من الأمر أو إدعى ذلك، ولا يعرف لماذا قد اخذه ذهنه الى ذلك الأمر وقد إستحبه كثيرا، على الرغم من أنه كان رافضا للفكرة من الأساس، فهي سليلة تلك سلالة الملعونة.
" بطبيعة الحال كيف تريدين مني أن تقترب من غبية بشعة مثلها، قبلتها مثلما فعلت مرة الماضية فقط، ولكن لم يحدث شيء".
تمتم بها، وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها.
يتبع....
لا تنسوا الدعم وتعليق