الثالث عشر
لم يكن ذلك التصرف الذي صدر عن سيليا في صالحها أبدا،فهو سوف يعرضها لخطر كبير ويجمع من حولها أعداء لا قبل لها بهم.
خاصة وأنها كانت تريد أن تبقى بعيدة عن الأنظار حتى تحقق إنتقامها من ذلك اللعين والدها، بقيه جويا تقف في مكانها وهي تتابعها بعيون حمراء.
كانت على وشك ان تنقض عليها وتمزق رقبتها لتشرب دمها، إبتسمت إبتسامة جانبية حقيرة، قبل أن ترفع إصبعها ثم تشير لحارسها بإتجاهها، ليحرك الحارس رأسه بتفهم ويذهب في إثرها.
نظر إليها كايوس بغضب شديد ولكنها تجاهلته تماما، وتحركت إلى جناحها الشرقي، وهنالك تلك الإبتسامة الغبية المرسومة على ملامح وجهها الشاحب، متأكدة أن الملك اريوس سوف يقتلها بمجرد أن يراها في اللحظة التالية.
عند سيليا بينما هي تتمشى رفقة الحارس ،عقدت حاجبيها بالإستغراب، بعدما شعرت بشيء غريب يحوم حولها ولكنها تجاهلت الأمر تماما، وفكرت أن ربما نظرات تلك المجنونة القاتلة التي كانت تمنحها لها تلك الفتاة لا زالت تلاحقها.
إبتسمت سيليا في سرها وهي تقول:
( إذا كانت تعتقد تلك الغبية أنها سوف تكون مثلها مثل باقي الفتيات الأخريات اللواتي يخضعن إلى الطبقة النبيلة، فهذا شيء بعيد كل البعد عن منالها فهذا الأمر مستحيل أن يكون ولو على جثتها ).
بعد مدة ليست بطويلة وصلت سيليا أخيرا إلى سرداب قديم، ومرة أخرى وجدت نفسها تجلس على سرير المهترء داخل غرفة من غرف السجن الخاصة بهذا القصر.
نظرت إلى الطائر الذي كان لا يزال يجلس على كتفها، لتقول له بإستغراب شديد:
" ألا تخطط للرحيل؟"
طار غور من كتفها وإستقر في نافذة صغيرة لتلك الزنزانة، لينظر إليها بينما هو يقول:
" لا، أريد أنا اعرف ما الذي سوف يكون مصيرك إن إبتعدت عنك ط، فأنني بشرية غبية توقعين نفسك بالمشاكل، ومن دوني سوف تهلكين لا محالة ".
أنهى غور جملته بإبتسامة ساخرة وهو ينظر إليها، بينما شعرت هي حقا برغبة جامحة في أن تنقض عليه وتنتف ريشه الأحمر ذاك واحدة تلوى الأخرى فقط لتكسر غروره، ولكنها عادت مرة أخرى لتجاهل الأمر برمته، وهي تنظر إلى ما حولها وهي تلوي ثغرها بعدم رضى.
في هذه الأثناء كان الملك قد عاد إلى قصره، وهناك شيء واحد يشغل باله وهو رفيقته المقدرة،
مشاعره متناقضة تحكم قبضتها على قلبه ،فهو من جهه يريد ان يذهب إليها ويضمها بقوة ويخفيها داخل صدره، فالرفيق شيء ضروري في عالمهم، خاصة وأنه لم يكن يتوقع أبدا أنها من الممكن أن تأتي لتنقضه من عزلته التي يعيشها حاليا، ولكن من ناحية أخرى لا يستطيع ان يتجاهل أنها تنتمي إلى السلالة التي دمرت حياته وجعلته هكذا.
مشاعر متناقضة واحاسيس متضاربة، كانت تموج في داخله، حاول أن يوقفها بقوة ولكن بدون فائدة، بمجرد أن وقف على شرفة قصره الضخمة ، حتى ادخل أجنحته السوداء الكبيرة داخل ظهره ،في تلك ثانية بضبط كان كايوس يظهر خلفه من العدم، وهو يقول بتسائل وحيرة حقيقية:
" هل حقا أرسلت تلك الفتاة، إلى هنا لتعبش في القصر؟"
همهم له دون أن يقول كلمة واحدة، وهو يتحرك ليخرج من المكان ،بينما توسعت عيون گايوس بصدمة وهو يتبعه قائلا بغير إدراك:
" وهل هي نفسها الفتاة التي أنقذتك تلك الليلة؟"
ومرة أخرى كانت إجابته عبارة عن همه، همهم بها دون أن يستدير له وهو ينظر إلى الاوراق التي كانت موضوعة أمامه على مكتبه بعدما دخل إليه، والآخر لا يزال يتبعه من الخلف، ويطرح أسئلة كثيرة دفعة واحدة ويجادله في مسائل لا فائدة منها.
تجسد كايوس امام اريوس، ليقف في وجهه وهو يقول بحماس طفولي :
" هذا يعني أنها رفيقتك المقدرة،تأكدت من ذلك أليس كذلك؟"
عندما لم يجدإاجابه مقنعة من اريوس، غمغم بتفكير وهو يقول:
"لقد قرأت في أحد المخطوطات القديمة قبل أيام، أنه لا يمكن أبدا فك لعنتك إلا من خلال رفيقتك المقدرة، فروسينا عندما لعنت الملك ارثينوس، قالت في لعنتها أنه لن تكسيرها إلا سليلتها ".
ومره أخرى كانت إجابة الملك عبارة عن همهمة غير مفهومة، تجهلها كايوس وهو يكاد أن يقفز من فرط السعادة، كل ما يهمه الآن أن الملكة التي كانوا ينتظرونها لسنوات طويلة، قد جاءت أخيرا لتحكم بينهم بالعدل كما تقول الأسطورة.
صفق كايوس بحماس شديد وحمل طرف ثوب الذي يرتديه، ليقول بينما هو يسرع الخطى نحو الخارج:
" سوف أذهب لأتحدث معها"
وهنا انفجر الملك بغضب شديد ليضرب المكتب بقبضة يده، ويزمجر كالوحش تماما وهو وهو يقول بتملك:
" يستحسن لك أن تقف في مكانك أيها اللعين، فأنا لم تسمح لك بالإقتراب منها"
إلتفت كايوس ببطء شديد، وقد إرتسمت على ملامحه الوسيمة، إبتسامة جانبية خطيرة وهو يقول بخبث شيطاني أجاده:
" لا. لا . لا . يا ملكي لا تخبرني أنك تغار عليها مني أنا صديقك الوحيد "
منحه اريوس إبتسامة سمجى، قبل أن يعود وينظر إلى الأوراق التي أمامه متجاهلا إياه تماما ،وعلى الرغم من برود ملامحه إلا أن قلبه كان يتمزق من داخل غيرة عليها، ولكنه كعادته رمى بتلك الأحاسيس وضربها عرض الحائط وهو يقول ببرود غريب اجاده:
" انها لا تهمني، تلك الفتاة لم ولن تهمني على الإطلاق، إذا اردتها يمكنك أن تأخذها وتفعل بها ما تشاء، ولكنني لا أريدها أن تعرف أنها الملكة، أو أنها رفيقة لي اهذا مفهوم كايوس ؟؟"
الصدمة هي كل ما كان يصف حالة كايوس في هذه اللحظة.
،كان ينظر إلى صديقه وفمه مفتوح بالإتساع، بينما الآخر كان لا يزال يجلس هناك على كرسيه جامد الملامح، ينظر أمامه مدعيا أنه يقوم باعماله، لم يستطع أن يصبر على ما كان يسمعه من هذا الغبي هل يعرف ماذا يعنيه الأمر؟
إقترب منه كايوس بلمح البصر ليضرب المكتب الذي كان أمامه دون أن يشعر، وهو يصرخ في وجهه دون إعتبار لمكانته وهو يقول:
" ما الذي تعنيه بهذا الكلام؟ هل تقصد أنك سوف ترفض رفيقتك التي سوف تنقذك من اللعنة التي عليك ،هل سوف ترفض المرأة التي من المفترض أن تكون شريكتك في كل شيء ."
نظر إليه ببرود شديد، متجاهلا كل كلامه السابق، ليقول بينما هو يحمل ريشته السوداء المطعمة بالذهب ليوقع بها على بعض برديات :
" أجل الديك مانع أيها الوزير كايوس، إنها لا تناسبني أبدا، جويا أفضل منها بكثير"
توسعت عيون بصدمة كييرة فهذا الكلام يستحيل أن يصدر من اريوس الذي يعرفه، الإله وحده يعرف الوقت الذي قضاه وهو ينتظر الحل الذي سينقذه من هذه اللعنة.
كيف يعقل أن يغير رأيه الآن وبهذه السرعة، أكيد هنالك شيءيخفيه عنه، بالإضافة إلى ذلك هو كان يعتبر جويا طوال حياته مجرد أخت صغيره له، أو لنقل هبة من الوزير السابق له، شعر بواجب حمايتها لأنها دخلت القصر وهي طفلة لا تعرف شيءخعن حروبه، كيف يعقل أنه اصبح مهتما بها بهذا الشكل فجأة بعد ضهور رفيقته.
عقد كايوس حاجبيه بسخرية، ليقول بينما هو يستقيم بجذعه:
" هل تعرف ما الذي تقوله هل تعي ماذا تفعل يا اريوس؟"
رفع هذا الاخير رأسه بسرعة كبيرة، ونظر اليه بحدة وهو يزمجر من تحت أسنانه ويقول بغضب حقيقي:
" كايوس اعتقد انك قد تجاوزت حدودك معي"
عقد هذا الاخير حاجبيه بإستغراب شديد، ولكنه تراجع للخلف ببرود وهو يقول:
" أنا حقا آسف أيها الملك العضيم، ولكنني لا أستطيع ان اكون متحيزا لك فقط، فكما أنت ملك لهذه البلاد هي ايضا ملكة، ومن واجبي أن احترمها واقدم لها فروض الطاعة بإعتبارها رفيقة المقدرة لجلالتك"
أنهى كلامه بنبرة ملئها الصرامة، وإنحنى بالإحترام لملكه، ثم إستدار حتى يرحل ولكن اوقفه اريوس وهو يصرخ في وجهه قائلا بغضب:
" أنا لم اعينها حتى الآن ملكة، كيف تتجرأ على أن تنسب ذلك اللقب نبيلة إلى لعينه ابنت رعاع مثلها"
إبتسم كايوس بجانبيه، لينظر إليه من فوق كتفه وهو يقول:
" اعترف بالأمر أيها الملك ،كل ما في الأمر أنك غاضب لأنها من تلك السلالة، وإلا لكنت قد وسمتها ونصبتها ملكة بمجرد أن قابلتها أول مرة، كلانا يعرف جيدا أن الالهة لم تختارها لك من أجل لا شيء"
أنهى كايوس كلامه وهو ينحني إليه باحترام شديد، قبل أن يغادر المكان وهو يقسم في داخله أنه سوف يكون مخلصا للملك والملكة معا، وسوف يعمل المستحيل حتى يقوم على جمعهما وإثبات حق الملكة.
خاصة وأنها كانت تريد أن تبقى بعيدة عن الأنظار حتى تحقق إنتقامها من ذلك اللعين والدها، بقيه جويا تقف في مكانها وهي تتابعها بعيون حمراء.
كانت على وشك ان تنقض عليها وتمزق رقبتها لتشرب دمها، إبتسمت إبتسامة جانبية حقيرة، قبل أن ترفع إصبعها ثم تشير لحارسها بإتجاهها، ليحرك الحارس رأسه بتفهم ويذهب في إثرها.
نظر إليها كايوس بغضب شديد ولكنها تجاهلته تماما، وتحركت إلى جناحها الشرقي، وهنالك تلك الإبتسامة الغبية المرسومة على ملامح وجهها الشاحب، متأكدة أن الملك اريوس سوف يقتلها بمجرد أن يراها في اللحظة التالية.
عند سيليا بينما هي تتمشى رفقة الحارس ،عقدت حاجبيها بالإستغراب، بعدما شعرت بشيء غريب يحوم حولها ولكنها تجاهلت الأمر تماما، وفكرت أن ربما نظرات تلك المجنونة القاتلة التي كانت تمنحها لها تلك الفتاة لا زالت تلاحقها.
إبتسمت سيليا في سرها وهي تقول:
( إذا كانت تعتقد تلك الغبية أنها سوف تكون مثلها مثل باقي الفتيات الأخريات اللواتي يخضعن إلى الطبقة النبيلة، فهذا شيء بعيد كل البعد عن منالها فهذا الأمر مستحيل أن يكون ولو على جثتها ).
بعد مدة ليست بطويلة وصلت سيليا أخيرا إلى سرداب قديم، ومرة أخرى وجدت نفسها تجلس على سرير المهترء داخل غرفة من غرف السجن الخاصة بهذا القصر.
نظرت إلى الطائر الذي كان لا يزال يجلس على كتفها، لتقول له بإستغراب شديد:
" ألا تخطط للرحيل؟"
طار غور من كتفها وإستقر في نافذة صغيرة لتلك الزنزانة، لينظر إليها بينما هو يقول:
" لا، أريد أنا اعرف ما الذي سوف يكون مصيرك إن إبتعدت عنك ط، فأنني بشرية غبية توقعين نفسك بالمشاكل، ومن دوني سوف تهلكين لا محالة ".
أنهى غور جملته بإبتسامة ساخرة وهو ينظر إليها، بينما شعرت هي حقا برغبة جامحة في أن تنقض عليه وتنتف ريشه الأحمر ذاك واحدة تلوى الأخرى فقط لتكسر غروره، ولكنها عادت مرة أخرى لتجاهل الأمر برمته، وهي تنظر إلى ما حولها وهي تلوي ثغرها بعدم رضى.
في هذه الأثناء كان الملك قد عاد إلى قصره، وهناك شيء واحد يشغل باله وهو رفيقته المقدرة،
مشاعره متناقضة تحكم قبضتها على قلبه ،فهو من جهه يريد ان يذهب إليها ويضمها بقوة ويخفيها داخل صدره، فالرفيق شيء ضروري في عالمهم، خاصة وأنه لم يكن يتوقع أبدا أنها من الممكن أن تأتي لتنقضه من عزلته التي يعيشها حاليا، ولكن من ناحية أخرى لا يستطيع ان يتجاهل أنها تنتمي إلى السلالة التي دمرت حياته وجعلته هكذا.
مشاعر متناقضة واحاسيس متضاربة، كانت تموج في داخله، حاول أن يوقفها بقوة ولكن بدون فائدة، بمجرد أن وقف على شرفة قصره الضخمة ، حتى ادخل أجنحته السوداء الكبيرة داخل ظهره ،في تلك ثانية بضبط كان كايوس يظهر خلفه من العدم، وهو يقول بتسائل وحيرة حقيقية:
" هل حقا أرسلت تلك الفتاة، إلى هنا لتعبش في القصر؟"
همهم له دون أن يقول كلمة واحدة، وهو يتحرك ليخرج من المكان ،بينما توسعت عيون گايوس بصدمة وهو يتبعه قائلا بغير إدراك:
" وهل هي نفسها الفتاة التي أنقذتك تلك الليلة؟"
ومرة أخرى كانت إجابته عبارة عن همه، همهم بها دون أن يستدير له وهو ينظر إلى الاوراق التي كانت موضوعة أمامه على مكتبه بعدما دخل إليه، والآخر لا يزال يتبعه من الخلف، ويطرح أسئلة كثيرة دفعة واحدة ويجادله في مسائل لا فائدة منها.
تجسد كايوس امام اريوس، ليقف في وجهه وهو يقول بحماس طفولي :
" هذا يعني أنها رفيقتك المقدرة،تأكدت من ذلك أليس كذلك؟"
عندما لم يجدإاجابه مقنعة من اريوس، غمغم بتفكير وهو يقول:
"لقد قرأت في أحد المخطوطات القديمة قبل أيام، أنه لا يمكن أبدا فك لعنتك إلا من خلال رفيقتك المقدرة، فروسينا عندما لعنت الملك ارثينوس، قالت في لعنتها أنه لن تكسيرها إلا سليلتها ".
ومره أخرى كانت إجابة الملك عبارة عن همهمة غير مفهومة، تجهلها كايوس وهو يكاد أن يقفز من فرط السعادة، كل ما يهمه الآن أن الملكة التي كانوا ينتظرونها لسنوات طويلة، قد جاءت أخيرا لتحكم بينهم بالعدل كما تقول الأسطورة.
صفق كايوس بحماس شديد وحمل طرف ثوب الذي يرتديه، ليقول بينما هو يسرع الخطى نحو الخارج:
" سوف أذهب لأتحدث معها"
وهنا انفجر الملك بغضب شديد ليضرب المكتب بقبضة يده، ويزمجر كالوحش تماما وهو وهو يقول بتملك:
" يستحسن لك أن تقف في مكانك أيها اللعين، فأنا لم تسمح لك بالإقتراب منها"
إلتفت كايوس ببطء شديد، وقد إرتسمت على ملامحه الوسيمة، إبتسامة جانبية خطيرة وهو يقول بخبث شيطاني أجاده:
" لا. لا . لا . يا ملكي لا تخبرني أنك تغار عليها مني أنا صديقك الوحيد "
منحه اريوس إبتسامة سمجى، قبل أن يعود وينظر إلى الأوراق التي أمامه متجاهلا إياه تماما ،وعلى الرغم من برود ملامحه إلا أن قلبه كان يتمزق من داخل غيرة عليها، ولكنه كعادته رمى بتلك الأحاسيس وضربها عرض الحائط وهو يقول ببرود غريب اجاده:
" انها لا تهمني، تلك الفتاة لم ولن تهمني على الإطلاق، إذا اردتها يمكنك أن تأخذها وتفعل بها ما تشاء، ولكنني لا أريدها أن تعرف أنها الملكة، أو أنها رفيقة لي اهذا مفهوم كايوس ؟؟"
الصدمة هي كل ما كان يصف حالة كايوس في هذه اللحظة.
،كان ينظر إلى صديقه وفمه مفتوح بالإتساع، بينما الآخر كان لا يزال يجلس هناك على كرسيه جامد الملامح، ينظر أمامه مدعيا أنه يقوم باعماله، لم يستطع أن يصبر على ما كان يسمعه من هذا الغبي هل يعرف ماذا يعنيه الأمر؟
إقترب منه كايوس بلمح البصر ليضرب المكتب الذي كان أمامه دون أن يشعر، وهو يصرخ في وجهه دون إعتبار لمكانته وهو يقول:
" ما الذي تعنيه بهذا الكلام؟ هل تقصد أنك سوف ترفض رفيقتك التي سوف تنقذك من اللعنة التي عليك ،هل سوف ترفض المرأة التي من المفترض أن تكون شريكتك في كل شيء ."
نظر إليه ببرود شديد، متجاهلا كل كلامه السابق، ليقول بينما هو يحمل ريشته السوداء المطعمة بالذهب ليوقع بها على بعض برديات :
" أجل الديك مانع أيها الوزير كايوس، إنها لا تناسبني أبدا، جويا أفضل منها بكثير"
توسعت عيون بصدمة كييرة فهذا الكلام يستحيل أن يصدر من اريوس الذي يعرفه، الإله وحده يعرف الوقت الذي قضاه وهو ينتظر الحل الذي سينقذه من هذه اللعنة.
كيف يعقل أن يغير رأيه الآن وبهذه السرعة، أكيد هنالك شيءيخفيه عنه، بالإضافة إلى ذلك هو كان يعتبر جويا طوال حياته مجرد أخت صغيره له، أو لنقل هبة من الوزير السابق له، شعر بواجب حمايتها لأنها دخلت القصر وهي طفلة لا تعرف شيءخعن حروبه، كيف يعقل أنه اصبح مهتما بها بهذا الشكل فجأة بعد ضهور رفيقته.
عقد كايوس حاجبيه بسخرية، ليقول بينما هو يستقيم بجذعه:
" هل تعرف ما الذي تقوله هل تعي ماذا تفعل يا اريوس؟"
رفع هذا الاخير رأسه بسرعة كبيرة، ونظر اليه بحدة وهو يزمجر من تحت أسنانه ويقول بغضب حقيقي:
" كايوس اعتقد انك قد تجاوزت حدودك معي"
عقد هذا الاخير حاجبيه بإستغراب شديد، ولكنه تراجع للخلف ببرود وهو يقول:
" أنا حقا آسف أيها الملك العضيم، ولكنني لا أستطيع ان اكون متحيزا لك فقط، فكما أنت ملك لهذه البلاد هي ايضا ملكة، ومن واجبي أن احترمها واقدم لها فروض الطاعة بإعتبارها رفيقة المقدرة لجلالتك"
أنهى كلامه بنبرة ملئها الصرامة، وإنحنى بالإحترام لملكه، ثم إستدار حتى يرحل ولكن اوقفه اريوس وهو يصرخ في وجهه قائلا بغضب:
" أنا لم اعينها حتى الآن ملكة، كيف تتجرأ على أن تنسب ذلك اللقب نبيلة إلى لعينه ابنت رعاع مثلها"
إبتسم كايوس بجانبيه، لينظر إليه من فوق كتفه وهو يقول:
" اعترف بالأمر أيها الملك ،كل ما في الأمر أنك غاضب لأنها من تلك السلالة، وإلا لكنت قد وسمتها ونصبتها ملكة بمجرد أن قابلتها أول مرة، كلانا يعرف جيدا أن الالهة لم تختارها لك من أجل لا شيء"
أنهى كايوس كلامه وهو ينحني إليه باحترام شديد، قبل أن يغادر المكان وهو يقسم في داخله أنه سوف يكون مخلصا للملك والملكة معا، وسوف يعمل المستحيل حتى يقوم على جمعهما وإثبات حق الملكة.