الثامن عشر
كانت في جناحها الخاص واقفة تتامل النجوم المتلائلة في سماء كوركانس من سجنها الجديد ،لقد كانت غارقة في عالم آخر بعيدا كل البعد عن كل هذا البذخ والرقي الذي يحاوطها، لم تكن تحس بأي شيء من حولها،فقط الفراغ.
عقدت حاجبها بالإستنكار وهي تشم رائحته المميزة تقترب من جناحها، جعدت أنفها بقرف شديد لتستدير لكي تعود إلى سريرها وتستلقي عليه، إلى أنها صعقت عندما وجدته يدخل إلى غرفتها مره أخرى.
تجاهلته تماما ونظرت إلى الأرض عندما شعرت به يتحرك متقدما نحوها ،وذلك البريق الذي يلمع بعينيه المحمرتين اللتان تشعان بالظلام.
تجمدت في مكانها وإنقطعت الأنفاس التي كانت تأخذها داخل صدرها، وهي تنتظر ظهوره امامها، إنه الوحش الذي فتك بآلاف المخلوقات من قبلها
قد جاء لينهي ما بدأه معها.
اريوس رغم صغر سنه وحكمه، إلا أنه لا يزال يرعب أقوى الرجال في العالم، لا أحد يستطيع أن يتحداه أن يرفع عينيه في حضرته فكيف بها هي.
قد يبدو رجلا طبيعيا جدا من الوهلة الأولى، لا شيء مميز فيه سوى أنه ضخم الجسد ووسيم للغاية، هذا ما تعتقد أنه يميزه ولكن ما خفي كان أعظم.
تقدم نحوها بخطوات بطيئة وهو يتطلع إليها بإمعان يقيمها من رأسها إلى اخمص قدميها، توقف على مقروبة منها ولم يتحدث بل أكمل تحديقه بها بصمت، وهو يميل رأسه إلى الجانب وفي خلده أسئلة كثيرة لا يجد لها إجابه على الإطلاق.
تلك النظرة التي كان يرمقها بها لم تكن نظرة غريبة عنها أبدا ،فسيليا تعلم جيدا أنها فتاة جميلة للغاية، بل وفاتنة، لديها قوام مثير حد لعنة وبشرة بيضاء كالحليب تماما، بعيون واسعة ذات لون مميز وفم أحمر مكتنز، مع شعر أشقر طويل جدا ممزوج بخصلات حمراءكالدم ،فهي نسخة طبق الأصل عن أمها التي كانت تعتبر أجمل ملكة في ممالك الخمس كلها.
لقد كانت كثيرا ما تتعرض للمضايقات والتحرشات وهي طفلة صغيرة في قصر والدها، خاصة عندما كان الحرس يعرفون أنها الفتاة المنبوذة من طرف الملك، فما بالك وهي الآن شابة كاملة الأنوثة برائحة مميزة جدا تنجذب إليها الوحوش قبل البشر.
لذلك تلك النظرة التي يرمقها بها الآن الملك اريوس، كانت معروفة جدا بالنسبة إليها ،بها رغبة وشيء غريب أيضا لا تعرف ما هو ولا تستطيع أن تفسره ،ولكنه يرعبها حد الحجيم.
مد يده ليلمس خدها ولكنها تراجعت إلى الخلف خطوتين ،كما لو أنها كانت تنفر منه ومن لمساته لها.
إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة، قبل ان يختفي كسراب ويعود ليضهر أمامها مباشرة على بعد إنش واحد منها ليمسك وجهها في قبضة يده، ويقترب بجسده الضخم مقارنة بها أكثر ويحاصرها بين أحضانه وهو يمرر أصابعه الطويلو على عنقها الجميل.
كانت تريد أن تتراجع أكثر وتبعد عنه لكن للاسف وجدت نفسها تلتصق بالحائط من خلفها، تمنت في هذه للحظة لو كان بإمكانه أن تخترقه وتسقط منه وتغادر هذه الحياو اللعينة، وعلى الرغم من ذلك النفور والغضب الذي كانت تشعر به إتجاهه، ولكنها لم تدفعه عنها، بل أنما رفعت عينيها ونضرت إليه بغضب مكتوم كانت تتحداه بعينيها اللتان كانت تنظران إليه بطريقة مرعبة بحق.
إبتسم اريوس إبتسامة جانبية مسلية وقرب وجهه لها حتى أصبحت أنفاسه تداعب خدها، الذي أصبح يشبه ورد الجوري بحمرته ليقول بإبتسامة جانبية وثقة:
" أمرك غريب حقا يا فتاة؟!!"
رمشت عدة مرات، وهي نظرت إليه ببرود شديد لتقول بغيض:
" أين هي الغرابة بي يا هذا ؟"
أبعد رأسه عنها ليطلعها من أسفل إلى الأعلى، وركز عينيه الفريدة بالخصوص على لون شعرها الطويل الذي يسحبه إليه ويجعله يشعر بأشياء لا يعرف كيف يستطيع أن يفسرها.
يشعر برغبة ميميتة في أن يغرس أصابعه الرجولية داخل شلال شعرها ذاك، ويقترب بأنفه منه ليشمه كالمدمن!!
يعرف أنها رفيقته و تأثيرها عليه سوف يكون مختلفا للغاية، تراجع إلى الخلف وابعد يديه قصرا عنها وهو يقول ببرود اجاده:
" عادة ما استشعر خوف الناس مني ،كل من وقفوا أمامي كنت أشعر بالخوف يتذبذب من اجسادهم بسببي، ولكنك مختلفه حقا!، أستطيع أن أشعر بسرعة نبضات قلبك وليس خوفك، اكاد اجزم أنك لست خائفة مني على الإطلاق وهذا شيء غريب علي"
إبتسمت إبتسامة واثقة، بينما عينيها كانت لا تزال تنظر إليه بنفور وغضب شديد لتقول:
" ولماذا قد أشعر بالخوف منك؟ ماذا بوسعك أن تفعل أكثر مما فعلته بي تلك الليلة؟ لقد مت اليوم الذي سلبتني فيه براءتي قتلتني ذلك اليوم وإنتهى امري"
انهت كلامها بغيض حقيقي، بينما إبتسم هو بخبث قبل أن يقترب منها إلى أن أصبحت أنفاسه تلفح وجهها الجميل، ليقول بإبتسامة واثقة:
" صدقيني عندما أقول إنه بوسعي أن افعل أشياء أسوأ من القتل نفسه "
أنهى كلماته بابتسامة قبل أن تتحول إلى ضحكة مجنونة، كان يسمع صداها في الأرجاء ذالك الجناح، ولوهلة...
لوهلة صغيرة فقط شعرت سيليا بالخوف حقا من هذا المجنون الذي امامها، كانت تشعر بالغرابة من تقلباته المزاجية، قبل قليل كان يضحك كالمجنون أم الأن، فقد تتحولت ملامحه تماما وأصبح جامدا أمامها وهو يقول:
" هل تعرفين مع من تتحدثين أيتها الصغيرة؟"
قالها وهو يعيد خصلة من خصلات شعرها الشقراء الطويلة إلى الخلف بهدوء غريب .
نظرت إليه بالإستغراب ثم أنزلت عينيها مرة أخرى نحو الأرض ،لتمر مدة طويلة قبل أن ترفع راسها إليه وتنظر إليه بصمت .
وتبا لها ولكل شيء يتعلق بها، ففي كل مرة تلتقي فيها عينيها بعينيه يدق قلبه كالطبول.
في هذه لحضة أدرك أن هنالك رجال اخرين يمكن أن يكونوا حضوا منها بهذه النظرة التي تأسر قلب أقوى الرجال في العالم .
وهذه الفكرة لوحدها تجعله يشعر بالغضب الشديد يتصاعد داخله ،مجرد فكرة تجعله يفقد صوابه حرفيا ولا يعرف كيف يمكن أن يتصرف مع هذه الفتاة التي ظهرت من العدم لتتجسد أمامه ونقلب حياته.
بالنسبة إليه لم يكن يخطط أبدا ان تكون لديه رفيقه ،لم يكن يريد هذا ، لقد كان يعيش في وحدته منعزلا عن العالم غارقا في احزانه وألامه ،لم يخيل إليه أبدا أنه من الممكن أن يأتي يوم ويعيش هذا تلخبط في المشاعر.
آفاقه من شروده بها صوتها وهي تجيبه بهدوء قائلة بصوت خافت :
" بطبيعة الحال أعرف من أنت جيدا أيها الملك؟"
همست وهي تحني رأسها إلى الارض، وللحظة شعر حقا بالإنتصار عندما وجدها خاضعة ومنهزمة امامه، على الأقل الآن سوف ينتقم ممن دمر حياته، إبتسم بسخرية شديدة وهو يقول:
" لقد قالت الخادمات أنك لا تحتاجين لهم، لما رفضتي واصيفاتك ؟!"
ومره أخرى عادت قوتها لترفع رأسها وتنظر إليه وهي تقول:
" أنا لست بحاجة الى وصيفات ليخدمنني، أستطيع أن اخدم نفسي بنفسي لا أحتاج لأحد"
تطلعت به بعينين تعصفان بمشاعر الغضب والحزن والكره ،مشاعر مختلطة ومؤلمة ومحيرة بذات الوقت، شعر بالغضب حقا ولم يشعر بنفسه إلا عندما كان يمسك بها بدون مقدمات ويرفعها من رقبتها مرددا بصوت أجش حاد وغاضب:
" أيتها اللعينة انا من يقرر هنا لا أنت"
ثم قربها منه إلى أن أصبحت أنفاسه تضرب صفحة وجهها الفاتن، ليكمل كلامه بصوت غاضب وهو يقول:
" لا تعطي نفسك أكثر من حجمها ،أنت مجرد لعبة هنا لتسلية"
إبتسم ابتسامته المريضة المختلة التي تجعلها تشعر بالكره إتجاهه، ليكمل كلامه بطريقة مهينة للغاية لدرجة أنها شعرت أنها تكره نفسها حقا:
" أنت هنا من أجل أن تجعليني أشعر بالمتعة فقط ،انت مجرد وعاء افرغ فيه شهوتي، وبمجرد أن أنتهي منك سوف أرميك كما يرمي الكلب العظمة المستعملة، لستي إستثناء ولن تكوني أنت مجرد لعبة مثلك مثل باقي الجواري هنا "
وعلى الرغم من ذلك الألم الذي كان يكسر عظامها، وعلى الرغم من تلك الاهانة التي كانت كالمرارة في حلقها.
لكنها رسمت إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن تفتح عينيها ببطء شديد، تنظر إليه بطريقة جعلته يكره نفسه وهي تقول بسخرية لاذعة:
" من الجيد أنك تعلم أنك مجرد كلب لا يجيد شيئا سوى النباح"
توسعت عينيه بصدمة شديدة وأفلت رقبتها لتسقط أمام قدميه ،تراجع إلى الخلف غير مصدق كلامها، كيف تجرأت هذه اللعينة على أن تهينه بهذه الطريقه الخسيسة؟
بينما هي وضعت يدها على رقبتها عندما تركها تسقط على الأرض جراء صدمته من كلامها، مدت يدها واخذت تمسد رقبتها بهدوء، حتى تتمكن أن تعيد الهواء إلى رئتبها، بينما هو كان لا يزال ينظر إليها بصدمة شديدة.
إنها المره الأولى التي يتجرأ فيها شخص على أن يتحدث معه بهذه الطريقة، المصيبة الكبرى أنه لا يستطيع أن يستشعر خوفها منه على الإطلاق وهذا ما يزيد من غضبه وحقده عليها، إنه لا يستطيع أن يقرا أفكارها.
بالعادة لا تخفى عنه خافية ويستطيع أن يعرف ما الذي يفكر به الشخص الذي يقف أمامها ،ولكن هذه اللعينة مختلفة تماما وهذا أمر ازعجه حقا ،كم يود قتلها وشرب دمها الملعون إلى ان يجف جسدها، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأن رابطة الرفقاء اللعينة تمنعه.
لماذا هي بالذات لا يستطيع ان يقرا افكارها، مع العلم ان الرفقاء يستطيعون ان يقراوا افكار بعضهم دون أن يكون لديهم هذه الميزة، ولكنه إستعان بالساحرة ليكون شخصا متميزا بسبب اللعنة التي اصابته وهو حق ملك للوحوش وسيد عليهم.
إلا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا أمامها ،وهذا يجعله يشعر بالغضب طوال الوقت نظر إليها كانت تسعل وهي لا تزال أسفل قدميه تنظر إليه بحقد ،لم يتحمل تلك النظرة التي كانت تمنحها له.
تقدم منها بدون شعور واخذ يصفعها بقوة وكل ما يفكر به في هذه لحضة، انها لها يد باللعنة التي أصابته وأنها تكبت جماح قوته بلعنتها.
بينما هي إبتسمت إبتسامة متعبة، كما لو أن اللعينة كانت سعيدة بما يفعله بها.
" يا إلهي اريوس توقف ما الذي تفعله هل جننت؟؟!"
كان هذا صوت الساحرة التي دخلت من باب الجناح بسرعة كبيرة ،وكايوس يركض من خلفها وهو يفتح عينيه بصدمة شديدة.
لم يتخيل أحد منهم أنه من الممكن أن يفقد أعصابه بهذه الطريقة، نظر إليهم نظرة باردة قبل أن يستقيم بجذعه وينفض يده بقرف ،وهو يخرج من الغرفة متوجها الى مهجعه حيث طلب جويا حتى تقضي معه ليلته.
يتبع .....
لا تنسو التقييم والدعم اصدقائى قبلاتي للجميع احبكم
عقدت حاجبها بالإستنكار وهي تشم رائحته المميزة تقترب من جناحها، جعدت أنفها بقرف شديد لتستدير لكي تعود إلى سريرها وتستلقي عليه، إلى أنها صعقت عندما وجدته يدخل إلى غرفتها مره أخرى.
تجاهلته تماما ونظرت إلى الأرض عندما شعرت به يتحرك متقدما نحوها ،وذلك البريق الذي يلمع بعينيه المحمرتين اللتان تشعان بالظلام.
تجمدت في مكانها وإنقطعت الأنفاس التي كانت تأخذها داخل صدرها، وهي تنتظر ظهوره امامها، إنه الوحش الذي فتك بآلاف المخلوقات من قبلها
قد جاء لينهي ما بدأه معها.
اريوس رغم صغر سنه وحكمه، إلا أنه لا يزال يرعب أقوى الرجال في العالم، لا أحد يستطيع أن يتحداه أن يرفع عينيه في حضرته فكيف بها هي.
قد يبدو رجلا طبيعيا جدا من الوهلة الأولى، لا شيء مميز فيه سوى أنه ضخم الجسد ووسيم للغاية، هذا ما تعتقد أنه يميزه ولكن ما خفي كان أعظم.
تقدم نحوها بخطوات بطيئة وهو يتطلع إليها بإمعان يقيمها من رأسها إلى اخمص قدميها، توقف على مقروبة منها ولم يتحدث بل أكمل تحديقه بها بصمت، وهو يميل رأسه إلى الجانب وفي خلده أسئلة كثيرة لا يجد لها إجابه على الإطلاق.
تلك النظرة التي كان يرمقها بها لم تكن نظرة غريبة عنها أبدا ،فسيليا تعلم جيدا أنها فتاة جميلة للغاية، بل وفاتنة، لديها قوام مثير حد لعنة وبشرة بيضاء كالحليب تماما، بعيون واسعة ذات لون مميز وفم أحمر مكتنز، مع شعر أشقر طويل جدا ممزوج بخصلات حمراءكالدم ،فهي نسخة طبق الأصل عن أمها التي كانت تعتبر أجمل ملكة في ممالك الخمس كلها.
لقد كانت كثيرا ما تتعرض للمضايقات والتحرشات وهي طفلة صغيرة في قصر والدها، خاصة عندما كان الحرس يعرفون أنها الفتاة المنبوذة من طرف الملك، فما بالك وهي الآن شابة كاملة الأنوثة برائحة مميزة جدا تنجذب إليها الوحوش قبل البشر.
لذلك تلك النظرة التي يرمقها بها الآن الملك اريوس، كانت معروفة جدا بالنسبة إليها ،بها رغبة وشيء غريب أيضا لا تعرف ما هو ولا تستطيع أن تفسره ،ولكنه يرعبها حد الحجيم.
مد يده ليلمس خدها ولكنها تراجعت إلى الخلف خطوتين ،كما لو أنها كانت تنفر منه ومن لمساته لها.
إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة، قبل ان يختفي كسراب ويعود ليضهر أمامها مباشرة على بعد إنش واحد منها ليمسك وجهها في قبضة يده، ويقترب بجسده الضخم مقارنة بها أكثر ويحاصرها بين أحضانه وهو يمرر أصابعه الطويلو على عنقها الجميل.
كانت تريد أن تتراجع أكثر وتبعد عنه لكن للاسف وجدت نفسها تلتصق بالحائط من خلفها، تمنت في هذه للحظة لو كان بإمكانه أن تخترقه وتسقط منه وتغادر هذه الحياو اللعينة، وعلى الرغم من ذلك النفور والغضب الذي كانت تشعر به إتجاهه، ولكنها لم تدفعه عنها، بل أنما رفعت عينيها ونضرت إليه بغضب مكتوم كانت تتحداه بعينيها اللتان كانت تنظران إليه بطريقة مرعبة بحق.
إبتسم اريوس إبتسامة جانبية مسلية وقرب وجهه لها حتى أصبحت أنفاسه تداعب خدها، الذي أصبح يشبه ورد الجوري بحمرته ليقول بإبتسامة جانبية وثقة:
" أمرك غريب حقا يا فتاة؟!!"
رمشت عدة مرات، وهي نظرت إليه ببرود شديد لتقول بغيض:
" أين هي الغرابة بي يا هذا ؟"
أبعد رأسه عنها ليطلعها من أسفل إلى الأعلى، وركز عينيه الفريدة بالخصوص على لون شعرها الطويل الذي يسحبه إليه ويجعله يشعر بأشياء لا يعرف كيف يستطيع أن يفسرها.
يشعر برغبة ميميتة في أن يغرس أصابعه الرجولية داخل شلال شعرها ذاك، ويقترب بأنفه منه ليشمه كالمدمن!!
يعرف أنها رفيقته و تأثيرها عليه سوف يكون مختلفا للغاية، تراجع إلى الخلف وابعد يديه قصرا عنها وهو يقول ببرود اجاده:
" عادة ما استشعر خوف الناس مني ،كل من وقفوا أمامي كنت أشعر بالخوف يتذبذب من اجسادهم بسببي، ولكنك مختلفه حقا!، أستطيع أن أشعر بسرعة نبضات قلبك وليس خوفك، اكاد اجزم أنك لست خائفة مني على الإطلاق وهذا شيء غريب علي"
إبتسمت إبتسامة واثقة، بينما عينيها كانت لا تزال تنظر إليه بنفور وغضب شديد لتقول:
" ولماذا قد أشعر بالخوف منك؟ ماذا بوسعك أن تفعل أكثر مما فعلته بي تلك الليلة؟ لقد مت اليوم الذي سلبتني فيه براءتي قتلتني ذلك اليوم وإنتهى امري"
انهت كلامها بغيض حقيقي، بينما إبتسم هو بخبث قبل أن يقترب منها إلى أن أصبحت أنفاسه تلفح وجهها الجميل، ليقول بإبتسامة واثقة:
" صدقيني عندما أقول إنه بوسعي أن افعل أشياء أسوأ من القتل نفسه "
أنهى كلماته بابتسامة قبل أن تتحول إلى ضحكة مجنونة، كان يسمع صداها في الأرجاء ذالك الجناح، ولوهلة...
لوهلة صغيرة فقط شعرت سيليا بالخوف حقا من هذا المجنون الذي امامها، كانت تشعر بالغرابة من تقلباته المزاجية، قبل قليل كان يضحك كالمجنون أم الأن، فقد تتحولت ملامحه تماما وأصبح جامدا أمامها وهو يقول:
" هل تعرفين مع من تتحدثين أيتها الصغيرة؟"
قالها وهو يعيد خصلة من خصلات شعرها الشقراء الطويلة إلى الخلف بهدوء غريب .
نظرت إليه بالإستغراب ثم أنزلت عينيها مرة أخرى نحو الأرض ،لتمر مدة طويلة قبل أن ترفع راسها إليه وتنظر إليه بصمت .
وتبا لها ولكل شيء يتعلق بها، ففي كل مرة تلتقي فيها عينيها بعينيه يدق قلبه كالطبول.
في هذه لحضة أدرك أن هنالك رجال اخرين يمكن أن يكونوا حضوا منها بهذه النظرة التي تأسر قلب أقوى الرجال في العالم .
وهذه الفكرة لوحدها تجعله يشعر بالغضب الشديد يتصاعد داخله ،مجرد فكرة تجعله يفقد صوابه حرفيا ولا يعرف كيف يمكن أن يتصرف مع هذه الفتاة التي ظهرت من العدم لتتجسد أمامه ونقلب حياته.
بالنسبة إليه لم يكن يخطط أبدا ان تكون لديه رفيقه ،لم يكن يريد هذا ، لقد كان يعيش في وحدته منعزلا عن العالم غارقا في احزانه وألامه ،لم يخيل إليه أبدا أنه من الممكن أن يأتي يوم ويعيش هذا تلخبط في المشاعر.
آفاقه من شروده بها صوتها وهي تجيبه بهدوء قائلة بصوت خافت :
" بطبيعة الحال أعرف من أنت جيدا أيها الملك؟"
همست وهي تحني رأسها إلى الارض، وللحظة شعر حقا بالإنتصار عندما وجدها خاضعة ومنهزمة امامه، على الأقل الآن سوف ينتقم ممن دمر حياته، إبتسم بسخرية شديدة وهو يقول:
" لقد قالت الخادمات أنك لا تحتاجين لهم، لما رفضتي واصيفاتك ؟!"
ومره أخرى عادت قوتها لترفع رأسها وتنظر إليه وهي تقول:
" أنا لست بحاجة الى وصيفات ليخدمنني، أستطيع أن اخدم نفسي بنفسي لا أحتاج لأحد"
تطلعت به بعينين تعصفان بمشاعر الغضب والحزن والكره ،مشاعر مختلطة ومؤلمة ومحيرة بذات الوقت، شعر بالغضب حقا ولم يشعر بنفسه إلا عندما كان يمسك بها بدون مقدمات ويرفعها من رقبتها مرددا بصوت أجش حاد وغاضب:
" أيتها اللعينة انا من يقرر هنا لا أنت"
ثم قربها منه إلى أن أصبحت أنفاسه تضرب صفحة وجهها الفاتن، ليكمل كلامه بصوت غاضب وهو يقول:
" لا تعطي نفسك أكثر من حجمها ،أنت مجرد لعبة هنا لتسلية"
إبتسم ابتسامته المريضة المختلة التي تجعلها تشعر بالكره إتجاهه، ليكمل كلامه بطريقة مهينة للغاية لدرجة أنها شعرت أنها تكره نفسها حقا:
" أنت هنا من أجل أن تجعليني أشعر بالمتعة فقط ،انت مجرد وعاء افرغ فيه شهوتي، وبمجرد أن أنتهي منك سوف أرميك كما يرمي الكلب العظمة المستعملة، لستي إستثناء ولن تكوني أنت مجرد لعبة مثلك مثل باقي الجواري هنا "
وعلى الرغم من ذلك الألم الذي كان يكسر عظامها، وعلى الرغم من تلك الاهانة التي كانت كالمرارة في حلقها.
لكنها رسمت إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن تفتح عينيها ببطء شديد، تنظر إليه بطريقة جعلته يكره نفسه وهي تقول بسخرية لاذعة:
" من الجيد أنك تعلم أنك مجرد كلب لا يجيد شيئا سوى النباح"
توسعت عينيه بصدمة شديدة وأفلت رقبتها لتسقط أمام قدميه ،تراجع إلى الخلف غير مصدق كلامها، كيف تجرأت هذه اللعينة على أن تهينه بهذه الطريقه الخسيسة؟
بينما هي وضعت يدها على رقبتها عندما تركها تسقط على الأرض جراء صدمته من كلامها، مدت يدها واخذت تمسد رقبتها بهدوء، حتى تتمكن أن تعيد الهواء إلى رئتبها، بينما هو كان لا يزال ينظر إليها بصدمة شديدة.
إنها المره الأولى التي يتجرأ فيها شخص على أن يتحدث معه بهذه الطريقة، المصيبة الكبرى أنه لا يستطيع أن يستشعر خوفها منه على الإطلاق وهذا ما يزيد من غضبه وحقده عليها، إنه لا يستطيع أن يقرا أفكارها.
بالعادة لا تخفى عنه خافية ويستطيع أن يعرف ما الذي يفكر به الشخص الذي يقف أمامها ،ولكن هذه اللعينة مختلفة تماما وهذا أمر ازعجه حقا ،كم يود قتلها وشرب دمها الملعون إلى ان يجف جسدها، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأن رابطة الرفقاء اللعينة تمنعه.
لماذا هي بالذات لا يستطيع ان يقرا افكارها، مع العلم ان الرفقاء يستطيعون ان يقراوا افكار بعضهم دون أن يكون لديهم هذه الميزة، ولكنه إستعان بالساحرة ليكون شخصا متميزا بسبب اللعنة التي اصابته وهو حق ملك للوحوش وسيد عليهم.
إلا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا أمامها ،وهذا يجعله يشعر بالغضب طوال الوقت نظر إليها كانت تسعل وهي لا تزال أسفل قدميه تنظر إليه بحقد ،لم يتحمل تلك النظرة التي كانت تمنحها له.
تقدم منها بدون شعور واخذ يصفعها بقوة وكل ما يفكر به في هذه لحضة، انها لها يد باللعنة التي أصابته وأنها تكبت جماح قوته بلعنتها.
بينما هي إبتسمت إبتسامة متعبة، كما لو أن اللعينة كانت سعيدة بما يفعله بها.
" يا إلهي اريوس توقف ما الذي تفعله هل جننت؟؟!"
كان هذا صوت الساحرة التي دخلت من باب الجناح بسرعة كبيرة ،وكايوس يركض من خلفها وهو يفتح عينيه بصدمة شديدة.
لم يتخيل أحد منهم أنه من الممكن أن يفقد أعصابه بهذه الطريقة، نظر إليهم نظرة باردة قبل أن يستقيم بجذعه وينفض يده بقرف ،وهو يخرج من الغرفة متوجها الى مهجعه حيث طلب جويا حتى تقضي معه ليلته.
يتبع .....
لا تنسو التقييم والدعم اصدقائى قبلاتي للجميع احبكم