واحد وعشرين
وقف أمامها يتطلع بها بإمعان شديد وعينين غائمتين بحزن دفين، إنها المرة الأولى إذا لم تكن الوحيدة التي لا يستطيع أن يستشعر فيها بخوفه على أحدهم.
كان حرفيا يشعر بضياع عندما رأها مستلقية بلا حول ولا قوة، قبض يده ثم بسطها كدلالة عن توتره وهو ينظر اليها الان.
إنها المرة الأولى في حياته التي لا يستطيع فيها أن يقرا أفكار من يقف امامه، في العادة لا تخفى عنه خافيو، بمجرد إقتراب أحدهم منه يسمع بوضوح لافكاره ويشعر بنواياه، ولكن هذه الفتاة التي تجلس أمامه في هذه اللحظة مختلفة تماما عن كل شيء مر بحياته من قبل، ربما لأنها رفيقته يشعر معها بهذه المشاعر الغريبة.
يود لو أنه يستطيع أن يقتلها ويشرب دمها إلى أن يجف جسدها وتقع ميتة بلا روح بين ذراعيه، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يفعل ذلك، إنه يشعر بالإختناق وضيق في صدره عندما يفكر بأنه على وشك أن يفعل هذا الأمر ، يشعر وكان روحه على وشك أن تغادر جسده.
كان اريوس يقف في جناح الخاص بسيليا وهو يضع كلتا يديه خلف ضهر،ه ينظر الى صورة الضخمة المعلقة هناك بعيون ضائعة.
إلتفت لينظر إلى الساحرة العجوز التي كانت تقف خلفه تنظر إليه بتوتر شديد، لأنها كانت تخشى أن يتهور ويفعل شيئا مجنونا يجعله يندم فيما بعد.
فتح فمه وهو يقول بصوت بارد:
" أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا الختم لا ينكسر إلا عندما يريد ذلك"
نظرت الساحرة أمامها مدة طويلة، وقد كانت خائفة من أن تجيبه عن سؤاله، لأنها تعلم أن جوابها لن يعجبه على الإطلاق، فربما وهو في نوبة غضب ممكن أن يدمر القصر على رؤوسهم.
نظرت نحو سيليا التي كانت لا تزال مستلقية هناك، فوق سريرها تغمض عينيها بسلام.
ركزت بعيونها الخضراء على ذلك الوشم الذي كان واضحا لها خلف أذنها، مما جعلها تبتسم إبتسامة واسعة وخببثة.
فكرة تلك العجوز بمرح حقيقي ،عندما يعلم الملك الجزء الآخر من اللعنة، سوف يغضب وهي تعرف ذلك جيدا ولكنه في نفس الوقت محضوض جدا، لأنه قد سبق ذلك الوغد الذي من الممكن أن يأخذها منه بخطوة ووسمها قبله.
حسنا ربما لم يفعل ذلك حتى الأن بشكل كامل، فنضرا إلى التصرفات التي يقوم بها معها، لا شك في أنها سوف تتركه عند أول فرصة.
الفتاة منذ أن وضعت قدمها على هذه الأرض، وهي تلازم ذلك السرير لا تغادره من قسوة الملك نحوها، فهو كان يتفنن في تعذيبها وإغتصابها بشتى الطرق، تبا لهذا الوحش حقا من اسماه بملك الوحوش، قد أعطاه إسما يستحقه وعن جدارة.
إلتفت اليها حتى يتناقش معها بشان الخاتمين اللذان تم كسرهما أنس، قبل أن يتفاجأ كل منهما بسيليا التي بدأت تفتح عينيها ببطء شديد، وهي تحاول أن تقاوم حتى لا يغمى عليها مجددا، تلك اللحظات بين الوعي ولا وعي التي كانت تتخبط فيها.
إستطاعت أن تشعر باقدام أحدهم تقترب منها بسرعة كبيرة، وشخصا ما يجلس على طرف السرير بجانبها ويمسك يديها، وهو يسالها بقلق شديد، أو ربما كانت تتوهم فقط بسبب تعبها:
تحدث أريوس بلهفة شديدة، وهو يقول لساحرة العجوز :
" أحضري طبيبا فورا "
نظر الى الساحره التي كانت تقف بجواره بجدية وهو يكمل كلامه، لتحرك رأسها إليه بطاعة شديدة، وهي تركض إلى الخارج حتى تحضر ما طلبه.
بينما هو في هذه اللحظة كان يقترب بجسده من سيليا ليحملها بين ذراعيه ويضعها في حجره، بعدما ألغى حاجز الحماية الذي كان قد فعله من أجل الحفاظ على حياتها، تلمس خدها ليجد أن حرارة جسمها مرتفعة جدا .
تنهد بسخط وتحرك وهو يحملها بين ذراعيه القوية كطفلة صغيرة نحو الحمام، قبل أن يضعها فوق طرف حوض الإستحمام، وهو يفتح صنبور المياه الباردة حتى تملء الحوض، لقد إضطر لفعل ذلك نظرا إلى إرتفاع درجة حرارتها التي تجاوزت الحد الطبيعي.
احسست سيليا بالماء يرش على وجهها وقد إستطاعت أن تسمع صوته أخيرا، وهو يقول بنبرة عنيفة وحادة بينما يهزها:
" إفتحي عينيك لعينتين، وأنضري إلي".
لقد حاولت أن تفعل ذلك عد مرات، ولكنها لم تستطع كانت ضعيفة جدا وجسمها لا يستجيب لها، لقد كانت منهكة لدرجة لا يمكن وصفها أبدا، أنت بالألم حقيقي بينما هو أمسكها من فكها يجبرها على رفع رأسها وهو يقول بغضب شديد:
" من سمح لك أن تحاولي قتل نفسك، أيتها اللعينة"
تمتمت بصوت مرتعش يكاد لا يسمع بأشياء لم تصل أبدا إلى اذنه، التي كانت قريبة من فمها حتى يسمعها.
عقد حاجبيه بحيرة كبيرة هذه المرة وهو يقول:
" ما الذي تهذين به بحق، خالق السماء؟"
رفعها ليغمرها في الحوض المليء بالماء البارد، والذي كان قد بدأ يتسلل إلى داخل ملابسها، ليلامس جسدها المحموم، مما جعلها تستيقظ جزئيا واعي لما حولها، حرفيا لا تعرف كيف إستطاعت أن تقاوم تلك الرغبة الشديدة التي إجتاحتها في أن تقذم إذنه التي كانت قريبة من فمها وتطحنها بين اسنانها، ولكنها حاربت تلك الرغبة الشديدة وهي تتمتم بسخرية شديدة رغم الوضع الذي هي فيه، وتقول بصوت متحشرش:
" إذهب إلى الجحيم"
إبتعد عنها وهو ينظر إليها بإبتسامة جانبية، قبل أن يجيبها بسخرية:
" لا تقلقي سوف أذهب إليه، ولكنني سوف اعود لكي اخذك معي"
نظرت إليه بشمئزاز شديد، وقبل أن تتمكن من الرد عليه كان الطبيب يقاطعهما بدخوله من باب الغرفة يهرول بسرعة، وهو يلهث من شدة التعب .
إقترب منها مجددا لكي يسحبها من الحوض ورغم عنها وجدت نفسها محمولة كالعروس وهو يتجه بها نحو السرير الملكي الفخم، بينما تلك الساحرة تراقبه بصمت وعلى وجهها إبتسامة جانبية.
كانت تراقب كل تصرفاته بالإهتمام، كيف أخذها الى سريرها ومددها هنالك، وكيف رفع الغطاء وغطاها به، بينما تلك المسكينة كانت تصارع للبقاء مستيقظة على قدر ما تستطيع، انحنى الطبيب بخنوع وإقترب من سريرها حتى يفحصها بعد أن سمح له ملك الوحوش بذلك بطبيعة الحال.
فحصها الطبيب جيدا تحت نظرات ذلك الذي كان على وشك أن يلتهمه حرفيا، إستمر على هذا الوضع دقائق قبل أن يلتفت إليه الطبيب وجبهته تتصبب عرقا ،بينما يديه لا تزال ترتجف قائلا دون أن يستطيع النظر إلى وجهه وقد ابقى نظراته مركزة على الأرض ليقول :
" إنها بخير جلابتك، الآنسة تحتاج فقط لبعض الدماء"
نظر له اريوس بصمت ليرفع يده وأشار له أن يغادر المكان، ولم تكن هذه إشارة له وحده، ولكن كانت موجهة لكل من كان داخل ذلك الجناح، كايوس وحتى تلك الساحرة التي كانت تقف بعيدا، وهي تراقب كل خطواته وتحركاته بصمت، الجميع خرج بعدما إنحنوا بالإحترام له، لقد فرغوا الغرفة لهم وتركوهم لوحدهم.
عندما غادر الجميع إقترب اريوس ليجلس على ركبته فوق سرير، وينحني فوق سيليا بدون أن ينطق بكلمة واحدة، ولا حتى دون أن يتردد للحظة واحدة.
كان يرفع كم قميصه قبل ان يقطع شريان يده البارز بأظافره الحادة، لتجري من شراينه دماء حمراء حارة قرب ذراعه من فمها وهو يقول :
" إشربي"
توسعت عيني سيليا وابعدت يده بقرف شديد، لتنظر إليه بغضب، حقا تريد أن تنزع ذلك القناع اللعين الذي يضعه على وجهه، وتفقع له تلك العينين اللتان تنظرني إليها من خلفه بحدة، ولكنها عوض ذلك اكتفت بأنها أدارت وجهها إلى الجانب الآخر، وزمت شفتيها رافضة الأمر.
شعر اريوس بالغضب يتصاعد في داخله بسرعة البرق كان يندفع أليها، وهو يضع يده خلف رقبتها وقرب معصمه من فمها صارخا بأعلى صوته:
" تبا لك أيتها اللعينة إشربي الدم اللعين"
ولكنها كانت أعند من أن تخضع له، بقيت تحرك رأسها إلى الجانبين، وتحاول أن لا تتحدث معه،فهي ترفض الأمر بصمت.
وهذا الشيء الذي جعله يفقد أعصابه حرفيا هذه المرة، لقد كان ملكا باردا صلد المشاعر يصعب حقا إغضابه تحت أي ضرف، ولكن هذه اللعينة حطمت الأرقام القياسية في هذا الجانب، فمنذ أن رأها لم تمر دقيقة واحدة دون أن يفقد فيها صوابه، ويرفع صوته صارخا بها وهو الملك المعروف بصمته وبروده أمام العامة.
صك أسنانه بغضب جحيمي، ليقرب وجهها منه ويقول بينما شفتيه على بعد إنش واحد من شفتيها:
" توقفي عن التصرف بهذا التكبر، إشربي دمي وأنهي هذه المهزلة"
إلا أنها على الرغم من ذلك حركت رأسها يمينا ويسارا رافضة للامر، كان بمقدوره أن يستشعر الطاقة التي كانت تنبعث من جسدها، وهذا يعني انها ليست كيان بشريا عاديا كما كان يظن من قبل، لماذا ولعنة ترفض شرب الدم؟ هل هي تتقزز منه؟
هذه الفكرة جعلته يفقد أعصابه حرفيا ويستغرب كل هذه التصرفات التي تصدر منها، إلا أن الإستغراب الحقيقي كان من نصيب جويا، التي كانت تقف هناك في جناح الخاص بسيليا وهي تمسك بيد خادمتها وهما متخفياتان عن انضار الجميع بسبب قدرت خادمتها، بما فيهم إريوس نفسه.
إستغربت حقا تصرفات أريوس إتجاه تلك الجارية الوضعية، هل من الممكن أن يكون هذا شعور الرفيق الذي يتحدث عليه الجميع؟.
كيف إستطاع بكل هذه السهولة أن يقدم دمه لبشرية لعينه مثلها ؟.
من معروف عن سلالة كوركانس أن دمائهم تعتبر من أندر أنواع الدماء وأقواها على وجه الأرض، لدرجة أنه قد حاولوا قتل اريوس وهو طفل عدت مرات فقط للحصول على قطرة دم واحدة منه، كيف يستطيع أن يقدم دمائه بهذه السهولة إلى تلك اللعينة الرخيصة.
كانت تنظر إليها بحقد شديد ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتجه إليها، وقد كانت كلها رغبة في أن تنزع قلبها من مكانه، ولكنها وجدت خادمتها تقف في طريقها وهي تشير لها بالصمت، خاصة عندما توقف الملك عما كان يفعله وبدا ينظر إلى المكان الذي كانت كل من جويا والخادمو تقفان فيه.
شد على يده بغضب شديد، قبل أن يترك سيليا التي كانت هذه فرصتها لكي تبتعد إلى اخر السرير، وهي تنظر إليه بحقد شديد، ولكنها كانت مستغربة من تصرفاته.
لانه لم يكن منتبها إليها حتى، بل إنه تقدم بخطوات واثقة إلى أن وقف في مكان ما وسط تلك الغرفة، ثم رفع يده وبدون تردد كان يمسك شيئا ما في يده ويرفعه للسماء.
في هذه للحظة زال الحاجز اللامرئي الذي كان يحجب جويا وخادمتها مما جعلهما مرئيتين للملك، الذي كان يبتسم إبتسامة غاضبة، وهو ينظر إلى تلك الخادمة بطريقة تقسم فيها أنها رأت في عينيه الفريدة موتها، بينما جويا كانت تهز رأسها وهي تنظر نحوه برعب حقيقي.
يتبع....
لا تنسوا الردود والدعم والتعليقات احبكم في الله كنبغيكم بزاااف بزااف
كان حرفيا يشعر بضياع عندما رأها مستلقية بلا حول ولا قوة، قبض يده ثم بسطها كدلالة عن توتره وهو ينظر اليها الان.
إنها المرة الأولى في حياته التي لا يستطيع فيها أن يقرا أفكار من يقف امامه، في العادة لا تخفى عنه خافيو، بمجرد إقتراب أحدهم منه يسمع بوضوح لافكاره ويشعر بنواياه، ولكن هذه الفتاة التي تجلس أمامه في هذه اللحظة مختلفة تماما عن كل شيء مر بحياته من قبل، ربما لأنها رفيقته يشعر معها بهذه المشاعر الغريبة.
يود لو أنه يستطيع أن يقتلها ويشرب دمها إلى أن يجف جسدها وتقع ميتة بلا روح بين ذراعيه، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يفعل ذلك، إنه يشعر بالإختناق وضيق في صدره عندما يفكر بأنه على وشك أن يفعل هذا الأمر ، يشعر وكان روحه على وشك أن تغادر جسده.
كان اريوس يقف في جناح الخاص بسيليا وهو يضع كلتا يديه خلف ضهر،ه ينظر الى صورة الضخمة المعلقة هناك بعيون ضائعة.
إلتفت لينظر إلى الساحرة العجوز التي كانت تقف خلفه تنظر إليه بتوتر شديد، لأنها كانت تخشى أن يتهور ويفعل شيئا مجنونا يجعله يندم فيما بعد.
فتح فمه وهو يقول بصوت بارد:
" أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا الختم لا ينكسر إلا عندما يريد ذلك"
نظرت الساحرة أمامها مدة طويلة، وقد كانت خائفة من أن تجيبه عن سؤاله، لأنها تعلم أن جوابها لن يعجبه على الإطلاق، فربما وهو في نوبة غضب ممكن أن يدمر القصر على رؤوسهم.
نظرت نحو سيليا التي كانت لا تزال مستلقية هناك، فوق سريرها تغمض عينيها بسلام.
ركزت بعيونها الخضراء على ذلك الوشم الذي كان واضحا لها خلف أذنها، مما جعلها تبتسم إبتسامة واسعة وخببثة.
فكرة تلك العجوز بمرح حقيقي ،عندما يعلم الملك الجزء الآخر من اللعنة، سوف يغضب وهي تعرف ذلك جيدا ولكنه في نفس الوقت محضوض جدا، لأنه قد سبق ذلك الوغد الذي من الممكن أن يأخذها منه بخطوة ووسمها قبله.
حسنا ربما لم يفعل ذلك حتى الأن بشكل كامل، فنضرا إلى التصرفات التي يقوم بها معها، لا شك في أنها سوف تتركه عند أول فرصة.
الفتاة منذ أن وضعت قدمها على هذه الأرض، وهي تلازم ذلك السرير لا تغادره من قسوة الملك نحوها، فهو كان يتفنن في تعذيبها وإغتصابها بشتى الطرق، تبا لهذا الوحش حقا من اسماه بملك الوحوش، قد أعطاه إسما يستحقه وعن جدارة.
إلتفت اليها حتى يتناقش معها بشان الخاتمين اللذان تم كسرهما أنس، قبل أن يتفاجأ كل منهما بسيليا التي بدأت تفتح عينيها ببطء شديد، وهي تحاول أن تقاوم حتى لا يغمى عليها مجددا، تلك اللحظات بين الوعي ولا وعي التي كانت تتخبط فيها.
إستطاعت أن تشعر باقدام أحدهم تقترب منها بسرعة كبيرة، وشخصا ما يجلس على طرف السرير بجانبها ويمسك يديها، وهو يسالها بقلق شديد، أو ربما كانت تتوهم فقط بسبب تعبها:
تحدث أريوس بلهفة شديدة، وهو يقول لساحرة العجوز :
" أحضري طبيبا فورا "
نظر الى الساحره التي كانت تقف بجواره بجدية وهو يكمل كلامه، لتحرك رأسها إليه بطاعة شديدة، وهي تركض إلى الخارج حتى تحضر ما طلبه.
بينما هو في هذه اللحظة كان يقترب بجسده من سيليا ليحملها بين ذراعيه ويضعها في حجره، بعدما ألغى حاجز الحماية الذي كان قد فعله من أجل الحفاظ على حياتها، تلمس خدها ليجد أن حرارة جسمها مرتفعة جدا .
تنهد بسخط وتحرك وهو يحملها بين ذراعيه القوية كطفلة صغيرة نحو الحمام، قبل أن يضعها فوق طرف حوض الإستحمام، وهو يفتح صنبور المياه الباردة حتى تملء الحوض، لقد إضطر لفعل ذلك نظرا إلى إرتفاع درجة حرارتها التي تجاوزت الحد الطبيعي.
احسست سيليا بالماء يرش على وجهها وقد إستطاعت أن تسمع صوته أخيرا، وهو يقول بنبرة عنيفة وحادة بينما يهزها:
" إفتحي عينيك لعينتين، وأنضري إلي".
لقد حاولت أن تفعل ذلك عد مرات، ولكنها لم تستطع كانت ضعيفة جدا وجسمها لا يستجيب لها، لقد كانت منهكة لدرجة لا يمكن وصفها أبدا، أنت بالألم حقيقي بينما هو أمسكها من فكها يجبرها على رفع رأسها وهو يقول بغضب شديد:
" من سمح لك أن تحاولي قتل نفسك، أيتها اللعينة"
تمتمت بصوت مرتعش يكاد لا يسمع بأشياء لم تصل أبدا إلى اذنه، التي كانت قريبة من فمها حتى يسمعها.
عقد حاجبيه بحيرة كبيرة هذه المرة وهو يقول:
" ما الذي تهذين به بحق، خالق السماء؟"
رفعها ليغمرها في الحوض المليء بالماء البارد، والذي كان قد بدأ يتسلل إلى داخل ملابسها، ليلامس جسدها المحموم، مما جعلها تستيقظ جزئيا واعي لما حولها، حرفيا لا تعرف كيف إستطاعت أن تقاوم تلك الرغبة الشديدة التي إجتاحتها في أن تقذم إذنه التي كانت قريبة من فمها وتطحنها بين اسنانها، ولكنها حاربت تلك الرغبة الشديدة وهي تتمتم بسخرية شديدة رغم الوضع الذي هي فيه، وتقول بصوت متحشرش:
" إذهب إلى الجحيم"
إبتعد عنها وهو ينظر إليها بإبتسامة جانبية، قبل أن يجيبها بسخرية:
" لا تقلقي سوف أذهب إليه، ولكنني سوف اعود لكي اخذك معي"
نظرت إليه بشمئزاز شديد، وقبل أن تتمكن من الرد عليه كان الطبيب يقاطعهما بدخوله من باب الغرفة يهرول بسرعة، وهو يلهث من شدة التعب .
إقترب منها مجددا لكي يسحبها من الحوض ورغم عنها وجدت نفسها محمولة كالعروس وهو يتجه بها نحو السرير الملكي الفخم، بينما تلك الساحرة تراقبه بصمت وعلى وجهها إبتسامة جانبية.
كانت تراقب كل تصرفاته بالإهتمام، كيف أخذها الى سريرها ومددها هنالك، وكيف رفع الغطاء وغطاها به، بينما تلك المسكينة كانت تصارع للبقاء مستيقظة على قدر ما تستطيع، انحنى الطبيب بخنوع وإقترب من سريرها حتى يفحصها بعد أن سمح له ملك الوحوش بذلك بطبيعة الحال.
فحصها الطبيب جيدا تحت نظرات ذلك الذي كان على وشك أن يلتهمه حرفيا، إستمر على هذا الوضع دقائق قبل أن يلتفت إليه الطبيب وجبهته تتصبب عرقا ،بينما يديه لا تزال ترتجف قائلا دون أن يستطيع النظر إلى وجهه وقد ابقى نظراته مركزة على الأرض ليقول :
" إنها بخير جلابتك، الآنسة تحتاج فقط لبعض الدماء"
نظر له اريوس بصمت ليرفع يده وأشار له أن يغادر المكان، ولم تكن هذه إشارة له وحده، ولكن كانت موجهة لكل من كان داخل ذلك الجناح، كايوس وحتى تلك الساحرة التي كانت تقف بعيدا، وهي تراقب كل خطواته وتحركاته بصمت، الجميع خرج بعدما إنحنوا بالإحترام له، لقد فرغوا الغرفة لهم وتركوهم لوحدهم.
عندما غادر الجميع إقترب اريوس ليجلس على ركبته فوق سرير، وينحني فوق سيليا بدون أن ينطق بكلمة واحدة، ولا حتى دون أن يتردد للحظة واحدة.
كان يرفع كم قميصه قبل ان يقطع شريان يده البارز بأظافره الحادة، لتجري من شراينه دماء حمراء حارة قرب ذراعه من فمها وهو يقول :
" إشربي"
توسعت عيني سيليا وابعدت يده بقرف شديد، لتنظر إليه بغضب، حقا تريد أن تنزع ذلك القناع اللعين الذي يضعه على وجهه، وتفقع له تلك العينين اللتان تنظرني إليها من خلفه بحدة، ولكنها عوض ذلك اكتفت بأنها أدارت وجهها إلى الجانب الآخر، وزمت شفتيها رافضة الأمر.
شعر اريوس بالغضب يتصاعد في داخله بسرعة البرق كان يندفع أليها، وهو يضع يده خلف رقبتها وقرب معصمه من فمها صارخا بأعلى صوته:
" تبا لك أيتها اللعينة إشربي الدم اللعين"
ولكنها كانت أعند من أن تخضع له، بقيت تحرك رأسها إلى الجانبين، وتحاول أن لا تتحدث معه،فهي ترفض الأمر بصمت.
وهذا الشيء الذي جعله يفقد أعصابه حرفيا هذه المرة، لقد كان ملكا باردا صلد المشاعر يصعب حقا إغضابه تحت أي ضرف، ولكن هذه اللعينة حطمت الأرقام القياسية في هذا الجانب، فمنذ أن رأها لم تمر دقيقة واحدة دون أن يفقد فيها صوابه، ويرفع صوته صارخا بها وهو الملك المعروف بصمته وبروده أمام العامة.
صك أسنانه بغضب جحيمي، ليقرب وجهها منه ويقول بينما شفتيه على بعد إنش واحد من شفتيها:
" توقفي عن التصرف بهذا التكبر، إشربي دمي وأنهي هذه المهزلة"
إلا أنها على الرغم من ذلك حركت رأسها يمينا ويسارا رافضة للامر، كان بمقدوره أن يستشعر الطاقة التي كانت تنبعث من جسدها، وهذا يعني انها ليست كيان بشريا عاديا كما كان يظن من قبل، لماذا ولعنة ترفض شرب الدم؟ هل هي تتقزز منه؟
هذه الفكرة جعلته يفقد أعصابه حرفيا ويستغرب كل هذه التصرفات التي تصدر منها، إلا أن الإستغراب الحقيقي كان من نصيب جويا، التي كانت تقف هناك في جناح الخاص بسيليا وهي تمسك بيد خادمتها وهما متخفياتان عن انضار الجميع بسبب قدرت خادمتها، بما فيهم إريوس نفسه.
إستغربت حقا تصرفات أريوس إتجاه تلك الجارية الوضعية، هل من الممكن أن يكون هذا شعور الرفيق الذي يتحدث عليه الجميع؟.
كيف إستطاع بكل هذه السهولة أن يقدم دمه لبشرية لعينه مثلها ؟.
من معروف عن سلالة كوركانس أن دمائهم تعتبر من أندر أنواع الدماء وأقواها على وجه الأرض، لدرجة أنه قد حاولوا قتل اريوس وهو طفل عدت مرات فقط للحصول على قطرة دم واحدة منه، كيف يستطيع أن يقدم دمائه بهذه السهولة إلى تلك اللعينة الرخيصة.
كانت تنظر إليها بحقد شديد ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتجه إليها، وقد كانت كلها رغبة في أن تنزع قلبها من مكانه، ولكنها وجدت خادمتها تقف في طريقها وهي تشير لها بالصمت، خاصة عندما توقف الملك عما كان يفعله وبدا ينظر إلى المكان الذي كانت كل من جويا والخادمو تقفان فيه.
شد على يده بغضب شديد، قبل أن يترك سيليا التي كانت هذه فرصتها لكي تبتعد إلى اخر السرير، وهي تنظر إليه بحقد شديد، ولكنها كانت مستغربة من تصرفاته.
لانه لم يكن منتبها إليها حتى، بل إنه تقدم بخطوات واثقة إلى أن وقف في مكان ما وسط تلك الغرفة، ثم رفع يده وبدون تردد كان يمسك شيئا ما في يده ويرفعه للسماء.
في هذه للحظة زال الحاجز اللامرئي الذي كان يحجب جويا وخادمتها مما جعلهما مرئيتين للملك، الذي كان يبتسم إبتسامة غاضبة، وهو ينظر إلى تلك الخادمة بطريقة تقسم فيها أنها رأت في عينيه الفريدة موتها، بينما جويا كانت تهز رأسها وهي تنظر نحوه برعب حقيقي.
يتبع....
لا تنسوا الردود والدعم والتعليقات احبكم في الله كنبغيكم بزاااف بزااف