٢٠
نظرت هيلين لكارل الذي كانت تعتلي الصدمة قسمات وجهه وقالت:
_كارل أنا لا أمزح بشأن هذا الموضوع بل أتحدث بجدية تامة.
_هيلين، هل رون يعرف بشأن أوچين!
_لقد اضطررت أن أخبره.
_هيلين أنت لا تستطيعين كتم الأسرار، هل تعلمين خطورة ما قمت به؟
_يا كارل صدقني لقد وضعني في موقف صعب للغاية.
_إذاً أخبريني، ماذا حدث لتضطري أن تخبريه؟
_لقد رأى أوچين.
_ماذا؟ كيف؟
_عندما كان هو محتجز في القصر خرجت هي من غرفتها دون أن تعلم أنه موجود، وسمع من يناديها باسمها أو شيء من هذا القبيل.
_عندها أجبرتِ على إخباره أليس كذلك؟
_نعم.
_حسناً ولكن لماذا ستذهب هي عوضاً عنك؟
_لا أدري لقد أراد أن يقابلها.
_بيرلا تعلمين خطورة هذا الأمر أليس كذلك؟
_أعلم يا كارل ولكن ماذا علي أن أفعل؟
_ليس من الضروري أن تذهب.
_ولكنها تريد هذا.
تأفف كارل وقال:
_إن علم أبوك بهذا الشيء لن يرحمني، أتعلمين؟
طأطأت هيلين رأسها وتابع كارل:
_لن يثق في مجدداً، سيسامحكم ولن يسامحني،بل وربما يطردني.
_حسناً كارل إفعل ما شئت، يمكنك الاستعانة بچيلينا إن أردت، ولكن اتركني وحدي الآن.
لاحظ كارل ضيق هيلين ولكن ليس بيده شيء ليفعله، استدعى چيلينا وذهبوا إلى غرفة الاجتماعات وبدأ يملي عليها ما يود منها أن توصله لنازلي.
عند رون حيث كان مسترخياً في الكوخ ومغمضاً عينيه، بدأت معدته تقرصه قليلاً من الجوع ولكنه كان كسولاً جداً هذا اليوم، وكأن طاقته قد نفذت.
شعرت نازلي به فنهضت وحضرت الطعام في ثوانٍ معدودة وطارت في اتجاه رون، وقفت عليه ودار بينهما حديث كالتالي:
_رون.
_ماذا؟
قالها رون بخمول فرد عليه قائلة:
_تشعر بالجوع أليس كذلك؟
نهض فجأة واعتدل جالساً ثم قال:
_كيف عرفتِ؟
_تشعر الجنيات بكل ما يشعر به صاحبها.
رفع رون حاجبيه بدهشة ونظر لها فأشارت نحو الطاولة الخشبية التي وجه نظره لها، رأى عليها بعض من أصناف الطعام التي أحضرها كارل، وعندما دقق رون وجد أنها احتوت على كل ما تشتهي نفسه.
اقترب منها وجلس على المقعد الخشبي وجلست نازلي على الطاولة أمامه، بدأ يأكل على مهله مستمتعاً بلذة الطعام ورائحته الدافئة الزكية.
رغم مرور وقت على إحضار كارل له الطعام وكونه أصبح بارداً ولكن نازلي استطاعت جعله كالطازج تماماً في ثوانٍ معدودة باستخدام السحر.
دفء الطعام وحده ساعده على ملئ معدته رغم أنه لم يأكل الكثير ولكنه شعر ببركة الطعام، كما أنه شعر أن طاقته تجددت وذهب الخمول والكسل.
عندما أوشك رون على إنهاء طعامه، تغير شكل نازلي لدقيقتين، كانت وكأنها تجمدت في مكانها، قلق رون فجأة فقد كان يراها بهذا الشكل لأول مرة.
_نازلي، نازلي لماذا لا تتحركين؟
لم تجبه نازلي، كانت تحدق في نقطة فارغة في الحائط، فجأة ظهر وميض أصفر فوقها، كُتب عليه "وصلتك رسالة من چيلينا، إن كنت تود فتحها قل كلمة فتح، وإن كنت تود تجاهلها قل تَجاهُل"
كان رون يحدق بتوتر نحو نازلي وقال لها:
_نازلي، هل تمزحين معي؟
لم تجبه نازلي فقال:
_نازلي لماذا لا تردين علي؟
لم يلقى منها إجابة مجدداً فعاد وقرأ المكتوب في الوميض مجدداً، حينها نطق وقال:
_فتح.
تغيرت الشاشة الظاهرة فوق رأسها وتغير الكلام المكتوب فقالت نازلي بصوت آلي:
_تم فتح الرسالة، هل تود قراءتها أم الاستماع إليها؟
_الاستماع إليها.
قالها رون فردت عليه نازلي بنفس الصوت الآلي:
_أهلاً رون أنا كارل، أرسل لك تلك الرسالة عن طريق چيلينا، أمرني الحاكم بأن أخبرك عن العشب الأول المطلوب منك جمعه.
صمتت للحظات فتغيرت الشاشة الظاهرة في الأعلى ثم تابعت:
_العشب الأول يدعى "اللصف"، يمكنك جمع المعلومات عنه من مكتبة الشمال العظيمة، أتمنى لك التوفيق.
سكتت نازلي للحظات مرة أخرى ثم تابعت بنفس الصوت الآلي:
_لقد انتهت الرسالة، هل تريدني أن أكررها مرة أخرى؟
_لا.
في تلك اللحظة عادت نازلي كما كانت في السابق، مد رون كفه وأخذها فيه وقال لها:
_نازلي لقد قلقت عليكِ كثيراً، ظننت أنني سأفقدك.
_لا تقلق إنها فقط رسالة، كل ما حدث أنك لم تكن تعرف أننا نستقبل الرسائل من بعضنا فقلقت، ولكنك ستعتاد مع الوقت.
قالتها هي والدموع متجمعة في عيونها، رفع رون حاجبه الأيسر وسأل بتعجب:
_أي أنك كنتِ تعرفين؟
هزت رأسها للأعلى ومن ثم الأسفل عدة مرات بشكل سريع ثم قالت:
_نعم.
_إذاً لماذا تبكين.
ابتسمت نازلي وهي تمسح دموعها من عينيها وقالت:
_هل تعلم من أرسل لي تلك الرسالة؟
_من؟
_إنها چيلينا ابنة خالتي.
_تمزحين هل چيلينا تكون ابنة خالتك؟
_نعم، كنت اشتاق إليها كثيراً، لم أرها منذ أن حان موعد وصولها إلى هنا.
_آمل أن تتقابلا قريباً.
ابتسمت نازلي وهي تحلم بلقاء چيلينا مجدداً.
في نفس الوقت كان المساء قد حل، أصبح الجو سيئاً مجدداً، فبدأ الغيث يهطل مجدداً وبدأ البرق يضيء الليل مع ضوء القمر الخافت للحظات ثم يختفي ويتبعه صوت الرعد الذي لطالما بدا وكأنه صوت وحش يزمجر.
قرر رون الخلود إلى النوم ليستيقظ في الصباح الباكر ويبحث عن المكتبة التي حدثه عنها كارل ويبدأ في جمع المعلومات عن العشب الأول المطلوب منه.
في مكان آخر وتحديداً في غرفة الحاكم الذي كان يتجهز للخلود الى النوم، طُرق بابه فسأل:
_من ؟
_أنا كارل يا مولاي.
_هل هنالك أمر مهم؟
_نعم يا سيدي.
_ألا يحتمل التأجيل؟
_للأسف يا سيدي إنه شيء يجب أن تعرفه على الفور.
_حسنا، تفضل.
دخل كارل إلى الغرفة وظهر وراءه الحارس الذي كلفه بمراقبة عائلة ألما.
_ما هو الأمر الذي يتوجب علي معرفته في مثل هذا الوقت المتأخر؟
نطق الحارس قائلاً:
_سيدي مع مراقبتي لمنزل عائلة الفتاة، لاحظت غرفة لا أحد يدخلها وطوال الوقت نورها مغلق، تسللت في ليلة أثناء نومهم إلى تلك الغرفة.
_كيف دخلتها؟
_لقد دخلتها من النافذة يا سيدي، وحينها بدأت أحاول كشف سر الغرفة وبدأت أبحث عن أي شيء يثير الشبهات بهم، ولكن وجدت ما لم أتوقعه مطلقاً.
_ماذا وجدت؟
_وجدت جنية بشعة وسوداء مجمدة في برطمان أخفوه في تلك الغرفة!
بدأت أوداج الحاكم تنتفخ، قبض على كفه الأيمن وقال:
_هذا الرجل المحتال!
حينها أمر كارل وقال له:
_أرسل القوات إلى منزلهم واقبض عليهم، أريدهم في القصر قبل أن يحل الصباح.
_أمرك يا مولاي.
_أخرجا الآن، لا أريد رؤية وجه أحد حالياً.
_بالطبع.
انحنا كل من الحارس وكارل وخرجا من غرفة الحاكم، وجه كارل حديثه إلى الحارس وقال له:
_انتهت مهمتك عند هذا الحد، يمكنك العودة لأعمالك القديمة.
_حسناً.
صافحه كارل واتجه الحارس لغرف الحراس أما عن كارل فبدأ يجمع القوات للقبض على الفتاة ووالدها.
هذا بالفعل ما قام به وذهب معهم كي يضمن نجاح العملية بأقل الخسائر، خرجوا من القصر ملثمين واتجهوا نحو منتصف المدينة وتحديداً منزل ألما، طرق الباب بقوة ليستيقظ أهل المنزل جميعاً.
اتجه الأب نحو الباب وفتحه، وجد أمامه خمسة رجال ملثمين، أظهروا له تصريحاً بتفتيش المنزل فبدأ الجميع يشعر بالقلق، أفسح الأب لكارل المجال للدخول وقال:
_سيدي، هل لي أن أفهم سبب تفتيشكم المنزل؟ أظن أن معرفة السبب هو حقي.
_ستعرف بعد قليل.
وزع كارل القوات على أركان المنزل وبدأ كل منهم يفتش فيه، لاحظ كارل باباً مغلقاً، حاول فتحه فوجده موصد.
اتجه نحو الأب وسأله بنبرة حادة:
_لماذا هذا الباب موصد؟
_سيدي هذه الغرفة كل ما بها خردة، وهي غرفة مليئة بالأتربة.
_افتحها لي حالاً.
قالها كارل الذي تذكر كلام الحارس فرد عليه الأب بقلق:
_لو لا نفتحها؟ كما أخبرت حضرتك، إنها غرفة مليئة بالأتربة كما أن زوجتي مريضة في الأساس.
بدأت زوجته تسعل كذباً، لاحظ كارل هذا وكان فطن كفاية ليفهم أنهم جميعاً قد اتخذوا أدواراً ومثلوها فقال:
_أنا آسف، إنها الأوامر، ليس بيدي شيء لأفعله.
أعطى الأب المفتاح لكارل وكانت يداه ترتجفان، لاحظ كارل إرتجافة يده فضحك ساخراً، مد يده نحو الباب الموصد وفتحه.
دخل وبدأ يبحث، كانت الخردة تملأ الغرفة كما قال الرجل فكاد يتراجع ولكنه تذكر أنها نفس مواصفات الغرفة التي وصفها الحارس.
تابع البحث إلى أن وجد برطمان مغطى بقطع من القماش، رفع عنه القماش ليرى ما رواه الحارس له وللحاكم، أصدر كارل صفيراً فاجتمع الأربعة الذي أمرهم قائلاً:
_اقبضوا على الأب والابنة الصغيرة.
_أمرك.
قالها الجميع بصوت واحد بينما كان كارل يحمل في يده الدليل على فعلتهم، كان يحمل البرطمان الذي يحتوي على الجنية.
بدأ كل من الأب والابنة يتراجعان للخلف ببطء، سحب الأب ابنته بسرعة وركض محاولاً الهرب بها ولكن القوات ركضت وراءه وأمسكوه مع ابنته التي حاول تهريبها وقبضوا عليهما معاً.
_تم إلقاء القبض عليكما بتهمة تزوير الحقيقة وعدم تسليم ابنتك للحاكم.
قالها كارل بحدة وأمر البقية تغطية عيونهما فأمسكوا قطعتين من القماش وغطوا به عيونهما.
كانت الفتاة تبكي والأب يتحسر على ما وقع به وعلى ما أوقع ابنته به.
سارا مع القوات التي مع كارل، فكان كل منهما يمسكه رجل من ذراعه الأيمن وآخرون من الأيسر.
وصلوا جميعاً إلى القصر وأمر كارل بإلقائهم داخل الغرفة المظلمة، وهذا ما تم بالفعل، فور أن تركوهم نزعا القماش الذي كان على عيونهما، ركضت الفتاة في اتجاه والدها وعانقته وهي تبكي وصوت شهقاتها يعتلي المكان.
وفي منزلهما كان الحال مماثل عند الأم وولدها آلن، فكان كليهما يبكيان وهم متعانقين، لم يستطيعا توديعهما، كان كل ما يأملانه أن يبقيا أحياء على الأقل.
أما عن كارل فقد ذهب إلى فراشه لينام قبل أن يحل الصباح ويبدأ في عمله، فغفى بالفعل في دقائق من الإرهاق.
أشرقت الشمس مع مرور الوقت لتصدر أشعة خافتة وضئيلة، كانت تضيء المكان بصعوبة، فتح رون عينيه ببطء وبدأ يفرك عيونه ببطء، ففتحهما ببطء وعاد لإغلاقهما مجدداً.
أخفى رون عيونه بذراعه الأيمن وبدل وضعية نومه، ليسمع صوت حفظه يقول:
_رون، هل استيقظت؟
_لا أزال نائماً.
_هل تسخر مني يا رون؟ إن كنت نائماً فلم تكن لترد علي.
_حقاً يا نازلي، لا أعتبر مستيقظاً الآن اتركيني لأنام قليلاً.
_حسناً سوف أحضر لك طعام الإفطار.
_اتفقنا.
قالها وأكمل نومه، أما هي فبدأت تجهز طعامه وتضعه على الطاولة، بعد أن أنهت تحضيره ذهبت وأيقظته، لم يكن يود الاستيقاظ ولكنه تذكر أنه عليه البدء في البحث اليوم وعليه أن يكون بكامل نشاطه.
نهض وغسل وجهه، اتجه نحو الطاولة ليجد شطائر مما كان يشتهيها، كانت رائحتها دافئة وطازجة، لفت انتباهه كوب مليء بسائل بني اللون فأشار إليه وقال لها:
_ما هذا؟
_قهوة مثلجة كما تحب.
_كيف حصلت عليها فالأشجار اختفت.
_وجدت بعضاً من الحلوى البنية في الخزانة فصنعته منها.
مط رون شفتيه وقال بعيون لامعة:
_أشكرك جزيل الشكر.
_لا شكر على واجب.
بدأ رون يتناول طعامه بهدوء وفي نفس الوقت يشرب القهوة، خطر على باله سؤال فتحدث وفي فمه الطعام:
_صحيح ألا تشعرين بالجوع أبداً؟
_موعد غذائنا يكون في اليوم الثالث والعشرون في الشهر.
_أوه حقاً؟ اشرحي لي الأمر.
_بالطبع، في اليوم الثالث العشرون من كل شهر تتجمع جميع الجنيات ونتجه لكهف نتغذى فيه.
_وعلى ماذا تتغذون؟
_نحن نأكل اليراعة المضيئة.
_وما هي تلك؟
_نوع من أنواع الحشرات.
_كم هذا مقرف.
ابتسمت نازلي على كلامه وتابع هو تناول طعامه، وبعد أن أنهاه قرر البحث عن الخريطة التي أعطتها له چيلينا من قبل.
بدأ يفتش في الأدراج محاولاً إيجادها ولكن لا فائدة ترجى.
تذكر لوهلة أنه في مكان يعتمد على السحر، فحول أنظاره نحو نازلي وقال:
_نازلي، هل تستطيعين إختراع خريطة لألورا من أجلي؟
اومأت نازلي برأسها وقالت بثقة:
_نعم، بالطبع أستطيع فعل ذلك إن شئت.
_نعم، أرجوك.
بدأت تتمتم بكلمات لم يفهمها، أخذت ورقة فارغة من الخزانة وجعلتها تشبه الكرة، رمتها إلى الأعلى وأمسكتها سريعاً قبل أن تسقط.
فتحتها ونفخت بها الهواء لتظهر معالم الخريطة على الورقة، ضربت الهواء بالورقة فأصبحت مفرودة.
اكتفى رون من الانبهار ورأى أنه يجب أن يعتاد على كل ما هو مذهل هنا.
في مكان آخر، وتحديداً في القصر كان كارل يستعد للذهاب لرون ليعطيه ما يستلزمه في مهمته.
اتجه نحو غرفة هيلين وطرق الباب فقالت:
_ادخل.
دخل كارل فقد كان يريد أن يسألها ما ان كانت سوف تأتي معه ام لا، ولكنه شعر بالضيق على ملامحها فقد كانت تعلم ان أوچين تود الذهاب، كما أن رون أيضاً كان يريد أن يراها ولم تكن تريد هيلين أن تكون مانعاً بينهما.
_كارل أرجوك، فلتأخذ أوچين اليوم.
_وماذا إن لاحظ أحد؟
_سأتقمص شخصيتها، لن يدرك أحد سوى أبي، وهو مشغول تلك الأيام لا أظن أنه سيلحظ شيئاً.
_حسناً يا هيلين، كما تشائين.
ابتسمت له وقالت:
_شكراً كارل.
_العفو يا هيلين.
قالها ثم تابع:
_هيا من أجل طعام الإفطار.
_حسناً، سأذهب لأستدعي أوچين.
_لا عليك، سأخبرها أنا، إذهبي أنت كي لا يشك شخص بشيء.
اعطته إيماءة موافقة ونزلت هي لغرفة الطعام، اتجه هو نحو غرفة أوچين المجاورة لغرفة هيلين، طرق الباب ثلاث طرقات، كانت طرقته تشبه طريقة طرق هيلين فقالت أوچين:
_تعالي يا هيلين.
فتح كارل الباب، نظرت هي نحو الباب المفتوح ولم تجد هيلين بل وجدت كارل الذي قال لها:
_وإن كنت أنا الطارق؟
_كارل!
_نعم أوچين، إنه أنا.
_صدقني لم أكن أعرف أن رون في القصر حينها.
_أعلم ذلك، أنا أصدقك.
_أشكرك.
ابتسم لها ثم قال:
_هيا تعالي إلى غرفة الطعام، وبعد تناول الإفطار ستبدلين الأدوار مع هيلين، اتفقنا؟
_حقاً، هل ستعرض نفسك للخطر من أجلي؟
مطت شفتيها ولمعت عينيها قال:
_تعلمين يا أوچين أنك وهيلين في مقام أختاي، وسأفعل المستحيل من أجل سعادتكما.
_شكراً لك يا كارل.
_لا شكر على واجب أوچين.
_كارل أنا لا أمزح بشأن هذا الموضوع بل أتحدث بجدية تامة.
_هيلين، هل رون يعرف بشأن أوچين!
_لقد اضطررت أن أخبره.
_هيلين أنت لا تستطيعين كتم الأسرار، هل تعلمين خطورة ما قمت به؟
_يا كارل صدقني لقد وضعني في موقف صعب للغاية.
_إذاً أخبريني، ماذا حدث لتضطري أن تخبريه؟
_لقد رأى أوچين.
_ماذا؟ كيف؟
_عندما كان هو محتجز في القصر خرجت هي من غرفتها دون أن تعلم أنه موجود، وسمع من يناديها باسمها أو شيء من هذا القبيل.
_عندها أجبرتِ على إخباره أليس كذلك؟
_نعم.
_حسناً ولكن لماذا ستذهب هي عوضاً عنك؟
_لا أدري لقد أراد أن يقابلها.
_بيرلا تعلمين خطورة هذا الأمر أليس كذلك؟
_أعلم يا كارل ولكن ماذا علي أن أفعل؟
_ليس من الضروري أن تذهب.
_ولكنها تريد هذا.
تأفف كارل وقال:
_إن علم أبوك بهذا الشيء لن يرحمني، أتعلمين؟
طأطأت هيلين رأسها وتابع كارل:
_لن يثق في مجدداً، سيسامحكم ولن يسامحني،بل وربما يطردني.
_حسناً كارل إفعل ما شئت، يمكنك الاستعانة بچيلينا إن أردت، ولكن اتركني وحدي الآن.
لاحظ كارل ضيق هيلين ولكن ليس بيده شيء ليفعله، استدعى چيلينا وذهبوا إلى غرفة الاجتماعات وبدأ يملي عليها ما يود منها أن توصله لنازلي.
عند رون حيث كان مسترخياً في الكوخ ومغمضاً عينيه، بدأت معدته تقرصه قليلاً من الجوع ولكنه كان كسولاً جداً هذا اليوم، وكأن طاقته قد نفذت.
شعرت نازلي به فنهضت وحضرت الطعام في ثوانٍ معدودة وطارت في اتجاه رون، وقفت عليه ودار بينهما حديث كالتالي:
_رون.
_ماذا؟
قالها رون بخمول فرد عليه قائلة:
_تشعر بالجوع أليس كذلك؟
نهض فجأة واعتدل جالساً ثم قال:
_كيف عرفتِ؟
_تشعر الجنيات بكل ما يشعر به صاحبها.
رفع رون حاجبيه بدهشة ونظر لها فأشارت نحو الطاولة الخشبية التي وجه نظره لها، رأى عليها بعض من أصناف الطعام التي أحضرها كارل، وعندما دقق رون وجد أنها احتوت على كل ما تشتهي نفسه.
اقترب منها وجلس على المقعد الخشبي وجلست نازلي على الطاولة أمامه، بدأ يأكل على مهله مستمتعاً بلذة الطعام ورائحته الدافئة الزكية.
رغم مرور وقت على إحضار كارل له الطعام وكونه أصبح بارداً ولكن نازلي استطاعت جعله كالطازج تماماً في ثوانٍ معدودة باستخدام السحر.
دفء الطعام وحده ساعده على ملئ معدته رغم أنه لم يأكل الكثير ولكنه شعر ببركة الطعام، كما أنه شعر أن طاقته تجددت وذهب الخمول والكسل.
عندما أوشك رون على إنهاء طعامه، تغير شكل نازلي لدقيقتين، كانت وكأنها تجمدت في مكانها، قلق رون فجأة فقد كان يراها بهذا الشكل لأول مرة.
_نازلي، نازلي لماذا لا تتحركين؟
لم تجبه نازلي، كانت تحدق في نقطة فارغة في الحائط، فجأة ظهر وميض أصفر فوقها، كُتب عليه "وصلتك رسالة من چيلينا، إن كنت تود فتحها قل كلمة فتح، وإن كنت تود تجاهلها قل تَجاهُل"
كان رون يحدق بتوتر نحو نازلي وقال لها:
_نازلي، هل تمزحين معي؟
لم تجبه نازلي فقال:
_نازلي لماذا لا تردين علي؟
لم يلقى منها إجابة مجدداً فعاد وقرأ المكتوب في الوميض مجدداً، حينها نطق وقال:
_فتح.
تغيرت الشاشة الظاهرة فوق رأسها وتغير الكلام المكتوب فقالت نازلي بصوت آلي:
_تم فتح الرسالة، هل تود قراءتها أم الاستماع إليها؟
_الاستماع إليها.
قالها رون فردت عليه نازلي بنفس الصوت الآلي:
_أهلاً رون أنا كارل، أرسل لك تلك الرسالة عن طريق چيلينا، أمرني الحاكم بأن أخبرك عن العشب الأول المطلوب منك جمعه.
صمتت للحظات فتغيرت الشاشة الظاهرة في الأعلى ثم تابعت:
_العشب الأول يدعى "اللصف"، يمكنك جمع المعلومات عنه من مكتبة الشمال العظيمة، أتمنى لك التوفيق.
سكتت نازلي للحظات مرة أخرى ثم تابعت بنفس الصوت الآلي:
_لقد انتهت الرسالة، هل تريدني أن أكررها مرة أخرى؟
_لا.
في تلك اللحظة عادت نازلي كما كانت في السابق، مد رون كفه وأخذها فيه وقال لها:
_نازلي لقد قلقت عليكِ كثيراً، ظننت أنني سأفقدك.
_لا تقلق إنها فقط رسالة، كل ما حدث أنك لم تكن تعرف أننا نستقبل الرسائل من بعضنا فقلقت، ولكنك ستعتاد مع الوقت.
قالتها هي والدموع متجمعة في عيونها، رفع رون حاجبه الأيسر وسأل بتعجب:
_أي أنك كنتِ تعرفين؟
هزت رأسها للأعلى ومن ثم الأسفل عدة مرات بشكل سريع ثم قالت:
_نعم.
_إذاً لماذا تبكين.
ابتسمت نازلي وهي تمسح دموعها من عينيها وقالت:
_هل تعلم من أرسل لي تلك الرسالة؟
_من؟
_إنها چيلينا ابنة خالتي.
_تمزحين هل چيلينا تكون ابنة خالتك؟
_نعم، كنت اشتاق إليها كثيراً، لم أرها منذ أن حان موعد وصولها إلى هنا.
_آمل أن تتقابلا قريباً.
ابتسمت نازلي وهي تحلم بلقاء چيلينا مجدداً.
في نفس الوقت كان المساء قد حل، أصبح الجو سيئاً مجدداً، فبدأ الغيث يهطل مجدداً وبدأ البرق يضيء الليل مع ضوء القمر الخافت للحظات ثم يختفي ويتبعه صوت الرعد الذي لطالما بدا وكأنه صوت وحش يزمجر.
قرر رون الخلود إلى النوم ليستيقظ في الصباح الباكر ويبحث عن المكتبة التي حدثه عنها كارل ويبدأ في جمع المعلومات عن العشب الأول المطلوب منه.
في مكان آخر وتحديداً في غرفة الحاكم الذي كان يتجهز للخلود الى النوم، طُرق بابه فسأل:
_من ؟
_أنا كارل يا مولاي.
_هل هنالك أمر مهم؟
_نعم يا سيدي.
_ألا يحتمل التأجيل؟
_للأسف يا سيدي إنه شيء يجب أن تعرفه على الفور.
_حسنا، تفضل.
دخل كارل إلى الغرفة وظهر وراءه الحارس الذي كلفه بمراقبة عائلة ألما.
_ما هو الأمر الذي يتوجب علي معرفته في مثل هذا الوقت المتأخر؟
نطق الحارس قائلاً:
_سيدي مع مراقبتي لمنزل عائلة الفتاة، لاحظت غرفة لا أحد يدخلها وطوال الوقت نورها مغلق، تسللت في ليلة أثناء نومهم إلى تلك الغرفة.
_كيف دخلتها؟
_لقد دخلتها من النافذة يا سيدي، وحينها بدأت أحاول كشف سر الغرفة وبدأت أبحث عن أي شيء يثير الشبهات بهم، ولكن وجدت ما لم أتوقعه مطلقاً.
_ماذا وجدت؟
_وجدت جنية بشعة وسوداء مجمدة في برطمان أخفوه في تلك الغرفة!
بدأت أوداج الحاكم تنتفخ، قبض على كفه الأيمن وقال:
_هذا الرجل المحتال!
حينها أمر كارل وقال له:
_أرسل القوات إلى منزلهم واقبض عليهم، أريدهم في القصر قبل أن يحل الصباح.
_أمرك يا مولاي.
_أخرجا الآن، لا أريد رؤية وجه أحد حالياً.
_بالطبع.
انحنا كل من الحارس وكارل وخرجا من غرفة الحاكم، وجه كارل حديثه إلى الحارس وقال له:
_انتهت مهمتك عند هذا الحد، يمكنك العودة لأعمالك القديمة.
_حسناً.
صافحه كارل واتجه الحارس لغرف الحراس أما عن كارل فبدأ يجمع القوات للقبض على الفتاة ووالدها.
هذا بالفعل ما قام به وذهب معهم كي يضمن نجاح العملية بأقل الخسائر، خرجوا من القصر ملثمين واتجهوا نحو منتصف المدينة وتحديداً منزل ألما، طرق الباب بقوة ليستيقظ أهل المنزل جميعاً.
اتجه الأب نحو الباب وفتحه، وجد أمامه خمسة رجال ملثمين، أظهروا له تصريحاً بتفتيش المنزل فبدأ الجميع يشعر بالقلق، أفسح الأب لكارل المجال للدخول وقال:
_سيدي، هل لي أن أفهم سبب تفتيشكم المنزل؟ أظن أن معرفة السبب هو حقي.
_ستعرف بعد قليل.
وزع كارل القوات على أركان المنزل وبدأ كل منهم يفتش فيه، لاحظ كارل باباً مغلقاً، حاول فتحه فوجده موصد.
اتجه نحو الأب وسأله بنبرة حادة:
_لماذا هذا الباب موصد؟
_سيدي هذه الغرفة كل ما بها خردة، وهي غرفة مليئة بالأتربة.
_افتحها لي حالاً.
قالها كارل الذي تذكر كلام الحارس فرد عليه الأب بقلق:
_لو لا نفتحها؟ كما أخبرت حضرتك، إنها غرفة مليئة بالأتربة كما أن زوجتي مريضة في الأساس.
بدأت زوجته تسعل كذباً، لاحظ كارل هذا وكان فطن كفاية ليفهم أنهم جميعاً قد اتخذوا أدواراً ومثلوها فقال:
_أنا آسف، إنها الأوامر، ليس بيدي شيء لأفعله.
أعطى الأب المفتاح لكارل وكانت يداه ترتجفان، لاحظ كارل إرتجافة يده فضحك ساخراً، مد يده نحو الباب الموصد وفتحه.
دخل وبدأ يبحث، كانت الخردة تملأ الغرفة كما قال الرجل فكاد يتراجع ولكنه تذكر أنها نفس مواصفات الغرفة التي وصفها الحارس.
تابع البحث إلى أن وجد برطمان مغطى بقطع من القماش، رفع عنه القماش ليرى ما رواه الحارس له وللحاكم، أصدر كارل صفيراً فاجتمع الأربعة الذي أمرهم قائلاً:
_اقبضوا على الأب والابنة الصغيرة.
_أمرك.
قالها الجميع بصوت واحد بينما كان كارل يحمل في يده الدليل على فعلتهم، كان يحمل البرطمان الذي يحتوي على الجنية.
بدأ كل من الأب والابنة يتراجعان للخلف ببطء، سحب الأب ابنته بسرعة وركض محاولاً الهرب بها ولكن القوات ركضت وراءه وأمسكوه مع ابنته التي حاول تهريبها وقبضوا عليهما معاً.
_تم إلقاء القبض عليكما بتهمة تزوير الحقيقة وعدم تسليم ابنتك للحاكم.
قالها كارل بحدة وأمر البقية تغطية عيونهما فأمسكوا قطعتين من القماش وغطوا به عيونهما.
كانت الفتاة تبكي والأب يتحسر على ما وقع به وعلى ما أوقع ابنته به.
سارا مع القوات التي مع كارل، فكان كل منهما يمسكه رجل من ذراعه الأيمن وآخرون من الأيسر.
وصلوا جميعاً إلى القصر وأمر كارل بإلقائهم داخل الغرفة المظلمة، وهذا ما تم بالفعل، فور أن تركوهم نزعا القماش الذي كان على عيونهما، ركضت الفتاة في اتجاه والدها وعانقته وهي تبكي وصوت شهقاتها يعتلي المكان.
وفي منزلهما كان الحال مماثل عند الأم وولدها آلن، فكان كليهما يبكيان وهم متعانقين، لم يستطيعا توديعهما، كان كل ما يأملانه أن يبقيا أحياء على الأقل.
أما عن كارل فقد ذهب إلى فراشه لينام قبل أن يحل الصباح ويبدأ في عمله، فغفى بالفعل في دقائق من الإرهاق.
أشرقت الشمس مع مرور الوقت لتصدر أشعة خافتة وضئيلة، كانت تضيء المكان بصعوبة، فتح رون عينيه ببطء وبدأ يفرك عيونه ببطء، ففتحهما ببطء وعاد لإغلاقهما مجدداً.
أخفى رون عيونه بذراعه الأيمن وبدل وضعية نومه، ليسمع صوت حفظه يقول:
_رون، هل استيقظت؟
_لا أزال نائماً.
_هل تسخر مني يا رون؟ إن كنت نائماً فلم تكن لترد علي.
_حقاً يا نازلي، لا أعتبر مستيقظاً الآن اتركيني لأنام قليلاً.
_حسناً سوف أحضر لك طعام الإفطار.
_اتفقنا.
قالها وأكمل نومه، أما هي فبدأت تجهز طعامه وتضعه على الطاولة، بعد أن أنهت تحضيره ذهبت وأيقظته، لم يكن يود الاستيقاظ ولكنه تذكر أنه عليه البدء في البحث اليوم وعليه أن يكون بكامل نشاطه.
نهض وغسل وجهه، اتجه نحو الطاولة ليجد شطائر مما كان يشتهيها، كانت رائحتها دافئة وطازجة، لفت انتباهه كوب مليء بسائل بني اللون فأشار إليه وقال لها:
_ما هذا؟
_قهوة مثلجة كما تحب.
_كيف حصلت عليها فالأشجار اختفت.
_وجدت بعضاً من الحلوى البنية في الخزانة فصنعته منها.
مط رون شفتيه وقال بعيون لامعة:
_أشكرك جزيل الشكر.
_لا شكر على واجب.
بدأ رون يتناول طعامه بهدوء وفي نفس الوقت يشرب القهوة، خطر على باله سؤال فتحدث وفي فمه الطعام:
_صحيح ألا تشعرين بالجوع أبداً؟
_موعد غذائنا يكون في اليوم الثالث والعشرون في الشهر.
_أوه حقاً؟ اشرحي لي الأمر.
_بالطبع، في اليوم الثالث العشرون من كل شهر تتجمع جميع الجنيات ونتجه لكهف نتغذى فيه.
_وعلى ماذا تتغذون؟
_نحن نأكل اليراعة المضيئة.
_وما هي تلك؟
_نوع من أنواع الحشرات.
_كم هذا مقرف.
ابتسمت نازلي على كلامه وتابع هو تناول طعامه، وبعد أن أنهاه قرر البحث عن الخريطة التي أعطتها له چيلينا من قبل.
بدأ يفتش في الأدراج محاولاً إيجادها ولكن لا فائدة ترجى.
تذكر لوهلة أنه في مكان يعتمد على السحر، فحول أنظاره نحو نازلي وقال:
_نازلي، هل تستطيعين إختراع خريطة لألورا من أجلي؟
اومأت نازلي برأسها وقالت بثقة:
_نعم، بالطبع أستطيع فعل ذلك إن شئت.
_نعم، أرجوك.
بدأت تتمتم بكلمات لم يفهمها، أخذت ورقة فارغة من الخزانة وجعلتها تشبه الكرة، رمتها إلى الأعلى وأمسكتها سريعاً قبل أن تسقط.
فتحتها ونفخت بها الهواء لتظهر معالم الخريطة على الورقة، ضربت الهواء بالورقة فأصبحت مفرودة.
اكتفى رون من الانبهار ورأى أنه يجب أن يعتاد على كل ما هو مذهل هنا.
في مكان آخر، وتحديداً في القصر كان كارل يستعد للذهاب لرون ليعطيه ما يستلزمه في مهمته.
اتجه نحو غرفة هيلين وطرق الباب فقالت:
_ادخل.
دخل كارل فقد كان يريد أن يسألها ما ان كانت سوف تأتي معه ام لا، ولكنه شعر بالضيق على ملامحها فقد كانت تعلم ان أوچين تود الذهاب، كما أن رون أيضاً كان يريد أن يراها ولم تكن تريد هيلين أن تكون مانعاً بينهما.
_كارل أرجوك، فلتأخذ أوچين اليوم.
_وماذا إن لاحظ أحد؟
_سأتقمص شخصيتها، لن يدرك أحد سوى أبي، وهو مشغول تلك الأيام لا أظن أنه سيلحظ شيئاً.
_حسناً يا هيلين، كما تشائين.
ابتسمت له وقالت:
_شكراً كارل.
_العفو يا هيلين.
قالها ثم تابع:
_هيا من أجل طعام الإفطار.
_حسناً، سأذهب لأستدعي أوچين.
_لا عليك، سأخبرها أنا، إذهبي أنت كي لا يشك شخص بشيء.
اعطته إيماءة موافقة ونزلت هي لغرفة الطعام، اتجه هو نحو غرفة أوچين المجاورة لغرفة هيلين، طرق الباب ثلاث طرقات، كانت طرقته تشبه طريقة طرق هيلين فقالت أوچين:
_تعالي يا هيلين.
فتح كارل الباب، نظرت هي نحو الباب المفتوح ولم تجد هيلين بل وجدت كارل الذي قال لها:
_وإن كنت أنا الطارق؟
_كارل!
_نعم أوچين، إنه أنا.
_صدقني لم أكن أعرف أن رون في القصر حينها.
_أعلم ذلك، أنا أصدقك.
_أشكرك.
ابتسم لها ثم قال:
_هيا تعالي إلى غرفة الطعام، وبعد تناول الإفطار ستبدلين الأدوار مع هيلين، اتفقنا؟
_حقاً، هل ستعرض نفسك للخطر من أجلي؟
مطت شفتيها ولمعت عينيها قال:
_تعلمين يا أوچين أنك وهيلين في مقام أختاي، وسأفعل المستحيل من أجل سعادتكما.
_شكراً لك يا كارل.
_لا شكر على واجب أوچين.