إثنان وعشرون
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بشئٍ من الخوف عندما يتعرّض لبعض المواقف التي تسببّ له القلق والتوتر، لكن في هذه اللحضة بذات.
كانت جويا تنظر إلى الملك اريوس وهي ترتجف برعب حقيقي، لقد بدا غاضبا جدا حد الجحيم، وخادمتها المعلقة بين يديه تجاهد كي تاخذ أنفاسها فهو قد فعل هالته الشيطانية وبدأ بسحب طاقتها.
بغبائها لم تكن تعرف أن خادمتها اللعينهة ضعيفة القوة إلى هذه الدرجة، حتى يتمكن اريوس من كشفها من اللحظة الاولى، والحقيقة انها لم تكن ضعيفة على الإطلاق، فهي من سلالة تتقن فن الإختفاء ومستحيل أن يكشفها أحد، لكنسبب فشلها أنها إستعملت قوتها مرتين متتاليتين وعلى شخصين إثنين، وليس عليها وحدها مما جعل قوتها تصبح ضعيفة جدا، ويشعر بها إريوس رغم تخفيها، ودعونا لا ننسى أن الشخص الذي كانت أمامه لم يكن شخصا عاديا على الإطلاق، فقد كان ملك الوحوش بنفسه.
ادار إريوس عينيه في إتجاها وهو يقول بغضب جحيمي :
"هلا شرحتي لي ما الذي تفعلينه هنا في جناح الحريم يا جويا؟؟؟"
امتلات عينيها بالدموع والغضب، وهي تنظر في إتجاه سيليا الجالسة على السرير،والتي كانت تنظر إليها بهدوء شديد، غير قادرة على فهم أي شيء مما يحدث امامها، وعلى الرغم من ذلك الإستغراب الذي كان يسيطر على ملامح وجهها الجميلة، إلا أنها بقيت هادئة.
رفعت رأسها عاليا بغرور وهي تجيبه، بينما هي لا تزال واقفة في مكانها:
" جئت الى هنا لكي أرى وأعرف ماذا تفعل؟"
توسعت عيني أريوس من جراتها التي بدأت تسيطر عليها في الأيام الأخيرة، ليرفع حاجبه بزاوية مثالية وهو يقول:
" إنتبهي لنبرة صوتك،وإلزمي أدبك هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟!"
امتلات عينيها بالدموع، وإقتربت منه إلى أنها أصبحت قريبة منه بطريقة مستفزة جدا، لدرجه أن تلك التي كانت ترقد على سريرها شعرت بألم في صدرها وهي لا تعرف لماذا؟.
بحق خالق السماء لقد اذاها وإغتصبها، لماذا تشعر بهذا الشعور البغيض إتجاهه؟.
أدارت رأسها ونظرت ناحية النافذة متجاهلة كل منهما، وربما هذا التصرف الذي صدر منها جعل جويا تبتسم إبتسامة مستفزة، وهي تنظر نحو الملك بسعادة شديدة، ولكن هو لم يكن سعيد على الإطلاق بسبب التصرف الذي صدر منها.
كان يريد ان يرى أو يشعر ولو يشئ قليل من الغيرة أو الغضب في عينيها، ولكنها كانت ماهرة جدا في إخفاء مشاعرها وذلك بسبب الألم الذي عاشته طوال السنوات الماضية في قصر والدها.
إقتربت جويا منه أكثر لتمسك يده التي يضعها على رقبة خادمتهاليتركها، بينما هي ترسم ملامح الحزن على محياها وتقول بصوت متألم أجادت تمثيله:
" اخشى أنك بعدما حصلت على رفي...."
توسعت عينيه ليترك تلك الخادمة تسقط أمام قدميه بضعف، بينما هو وضع إصبعه السبابة بسرعة على شفتيها، الأمر الذي جعل سيليا تفقد صوابها حقا وهي تشد على الملاءة البيضاء لذلك السرير بغضب شديد، ولكنها لم تكن تستطيع أن تفعل أي شيء. لأنها كانت تخشى أن يفعل معها شيئا كالذي فعله في المرة السابقة.
صحيح أن جويا كانت مستغربة من رده فعله هذه، ولكنها كانت سعيدة بالطريقة التي عامل بها، بهذه الطريقه سوف تعرف ان ملك الوحوش ملك لها وحدها، ويستحيل أن يكون ملكا لفتاة أخرى كتلك التي تجلس هناك امامها.
في هذه الأثناء كان كايوس يدخل ذالك الجناح الملكي وبين يديه يحمل صينية عليها كل ما لذ وطاب من اصناف الطعام، دخل دون إستئذان مقاطع كل ما يحدث في تلك الغرفة.
في البداية شعر بالدهشة ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه إلى واحدة أخرى، نظر بقرف شديد ناحية جويا التي كانت متمسكة بالملك وهي تنظر إليه وإلى سيليا بعيون ذابلة تدعي البرائة،كما لو أنها ليست عاهرة تبيع نفسها من أجل السلطة.
شد على صينية التي بين بديه بغضب شديد وتجاهلها تماما هي وأريوس، واقترب من سيليا قبل أن يبتسم في وجهها، وهو يقول بصوت أجش جميل:
" تفضلي لقد أحضرت لك بعض الطعام، وقد حرصت على إختياره بنفسي، أتمنى أن يعجب سيدتي"
ابتسمت سيليا بلطف وهي تهز رأسها لكايوس ،بينما وقف أريوس متصنما مكانه، وهو ينظر إلى تلك الإبتسامة التي منحتها لكايوس، لقد جعلته حرفيا على وشك أن يفقد صوابه من قوة غيرته، لماذا هي جيدة مع الجميع وتضحك في وجه الجميع إلا هو؟.
شد على يده بغضب ليشيح بنظره في إتجاه كايوس، وهو بقول بنبرة صوت خالية من الحياة:
" لماذا أحضرت لها الطعام يا كايوسة،من أمرك بذلك؟"
توسعت عيون كايوس ونظر إلى صديقه بغير تصديق، أليس هو الذي طلب منهم قبل قليل أن يحضرو لها الأكل، لماذا يتصرف بهذه الطريقة الصبيانية وبتحديد أمامها ؟.
كان في البداية يعقد حاجبيه بتسائل وحيرة، ولكنه سرعان ما إستطاع أن يفهم الأمر ،ليرسم على وجهه الوسيم ابتسامة مستفزو متجاهلا سيده وهو يقول:
" عفوك مولاي ،ولكن أنت لا تريد أن نقتلها جوعا ونفقدها بسبب إهمالنا جلالتك؟؟ "
أنهى كايوس جملته بغمزة لنظر إليه اريوس بغضب شديد، وقد فهم ما الذي يحاول ذلك المعتوه أن يفعله، ولكن لتلعنه السماء فوق اللعنة التي لعنته من قبل، إذا سمح لها أن تمارس سلطتها داخل هذا القصر اللعين.
تمشى اريوس في إتجاه كايوس، وهو يقول بينما يشير على نفسه :
" هل طلبت منك أن تحضر لها الأكل حقا ؟ أنا لا أتذكر أني قمت بإصدار أمر كهذا أيها الوزير الأول كايوس"
حرفيا وفي هذه اللحظة اراد كايوس أن يصرخ في وجهه،ليقول له بينما هو يوجه له صفعات.
( ما الذي تهدي به أيها اللعين، ألست أنت من طلب مني أن احضر لها الأكل قبل قليل؟)
ولكنه رفع حاجبه له بإستخفاف كما لو أنه كان يتحداه أن يؤكد كلامه، عضه اريوس شفته إلى أن نزفت ونظر إليه بغضب شديد.
بينما إبتسم كايوس بالإستفزاز حقيقي لينحني وهو يقول بخبث شيطاني:
" لا يا سيدي أنا حقا آسف لقد تصرفات من تلقاء نفسي إعذرني مولاي الملك لن اقوم بفعلها مجددا إلى بأمر منك "
رفع إريوس رأسه بغرور ،بينما كانت سيليا تراقب كل شيء بعيون هادئة، ولكنها حقا أرادت أن تثير غضب ذلك الضخم الأسمر صاحب الوشوم الواقف أمامها.
لا تعرف لماذا تريد أن تفعل ذلك؟، ولكنها في كل مرة تغضبه تشعر كما لو أنها تعيش في الجنة، السعادة التي تغمرها وتشعر بها وهي تجعله يقف على حافه الجنون لا يمكن وصفها أبدا.
شعرت سيليا بطاقة تتدفق داخلها لتنزل قدميها بهدوء على الأرضية الرخامية وهي تقف بالإستقامة أمام الجميع، متوجهة ناحيه تلك الصينية التي كانت لا تزل في يدي كايوس وعلى الرغم من الألم الذي كان يفتك بجسدها، إلا أنها تجاهلته تماما ومدت يدها لتاخذ منها بعض الطعام، بينما كايوس لا يزال يحملها بين يديه وهو يحملق بها بالإعجاب حقيقي.
الغيرة كثُرتها تجعل منكِ امرأة متسلطة ومزعجة ولستِ واثقة بنفسك ولا بحبيب قلبك، وقِلتها تجعلك أنثى باردة تتخلى عن أحد غرائزها الأنثوية كي لا تبدو ضعيفة أمام عاشقها، ولكن الرجال يعشقون الغيرة المحببة هي التي تشعرهم برجولتهم، والرجل الضعيف هو من لا يتحسس لمشاعر إمرأته ويقول ويفعل ما يحلو له دون ان يعطى أدنى إهتمام لكرامتها، فبلا شك سيدي ستتخلى عنك إذا حاولت أن تثير جنونها وتنتقم منك لتطعنك في قلبك وهي تثير غيرتك.
جنون اريوس في هذه اللحظة، ليصرخ في وجهها لاعنا إياها هي وكايوس فبسببه خرج عن طوعه وأخرج شياطينه:
" ضعي ذلك جانبا أيتها العاهرة، من تعتقدين نفسك هنا حتى يحضر لك الأكل إلى غرفتك ؟"
إستدارت نصف إستدارة لتظر إليه من تحت رموشها طويلة نظره جانبية ساخرة، قبل أن تضع ذلك الطعام في فمها وتاكل بكل إستفزاز وبرودة أعصاب، وهي تنظر له كأنها لم تسمع ما قاله على الإطلاق.
طفح به الكيل في هذه اللحظة، وتقدم منها بسرعة لدرجة أنها تراجعت بضع خطوات إلى الخلف.
تجسد أمامها ليمد يده وبمسك فكها بقوة، قبل أن يدخل إصبعه إلى جوفها مخرجا الطعام الذي حاولت أن تاكله تحت صدمة الجميع ،حتى جويا نفسها كانت تقف متصنمة في مكانها فهي لم تكن تتوقع مثل هذا التصرف الغبي من أريوس، فهو معروف عنه القسوة ولكن ليس لدرجة أن يتصرف هذا تصرف طفولي وينتزع الأكل من فمها وهي رفيقته التي من المفترض أن تكون أهم شخص في حياته.
كيف يستطيع أن يتصرف هذه التصرفات معها، وهو يعرف جيدا أنه اما سوف يفقد طاقته أو ربما حياته بسبب اذياته لها .
كان يضع إصابعه طويلة داخل فمها، ويتحدث بغضب ليقول:
" تريدين الأكل أليس كذلك ،عليك إذا أن تعملي من أجل طعامك؟ لسنا خدم والدك هنا لكي نقدم لك طعام مجانا"
توسعت عينيها بدهشة من هذه الكلمة، ولا تعرف لماذا أذتها كلماته هاته، على الرغم من أنه كان مجرد أب اللعين بالنسبة إليها، تجاهل كل إصاباتها وجروحها لينزع يده من فمها، قبل أن يمسك شعرها وهو يجرها خلفه.
حاول كايوس أن يقترب منها ويساعدها، ولكن اريوس وجه نحوه نظره وجعله يتجمد في مكانه،حرج من جناحها وهو يجرها من خلفه، كان جميع من في القصر ينظر إليها بشفقة شديدة وهو يجرها خلفه عبر اروقة الطويلة للقصر كوركانس.
بينما هي كانت تمسك يده التي تشد شعرها الأشقر الطويل وتصرخ به أن يتركها، حرفيا كان يجرها عبر السلالم والطرقات غير عابئ بأنها كانت مصابة، من يراه الآن وهو يتصرف معها بهذه الطريقة، يقسم أنه يستحيل أن يكون نفس الرجل الذي كان يتصرف معها بخوف وود وهي فاقدة للوعي قبل قليل.
فتح أحد أبواب تلك الغرف الكثيرة الموجودة على جنابات الرواق ،ورماها داخل غرفة مظلمة ومتسخة لم يكن يوجد بها نافذة حتى تستطيع أن يدخل الضوء منها.
رماها هناك لتسقط على الأرض ليغطي شعرها الأشقر الطويل معضم جسدها وكانه يضمها ويواسيها على ما سيحدث لها بعد هذا، تجاهلت كل ذلك الألم الذي كان يصرخ به جسدها ووقفت على قدميها لترفع رأسها بعنفوان أميرة، وتنظر إليه بغضب شديد فتحت فمها لتهينه إلا أنه كان أسرع منها هذه المرة ووضع يده على فمها سدا إياه معتصرا إياها بينه وبين الحائط، قائلا بينما هو يصك على أسنانه:
" اسمعيني جيدا أيتها المعتوهة، لا أريد أن أسمع صوتك المزعج، إنه يزعجني كثيرا فهو يشبه صوت البعوضة تحوم قرب اذني، إذا لم تتصرفي بعقلانية وتنصعي إلي، أقسم لك أنني سوف افضل راسك عن جسدك هذا ،واخرج اعضائك وأكلها أمام عينيك لعينتين ".
نظرت إليه ببرود شديد وتحدي على الرغم من أنها كانت لا تزال بين يديه، إلا أنها تجاهلت كل ذلك وخلصت نفسها من بين سجن احضانه بصعوبة شديده وهي تقول بتحدي :
" أريد أن أرى إلى أي مدى يمكن أن تصل، أريظ أن أرى ما في مقدورك أن تفعل"
شد شعره والغضب يتصاعد داخله، ليدفعها بعنف ضد الحائط إلى شعرت بقلبها على وشك أن يخرج من مكانه، مع ذلك لم تريه ولو ذرة الم واحدة، بل كان تقف في مكانها بشموخ وبرود شديد، وهي تنظر إليه تنتظر منه رده فعل أخرى على تجاهلها الدائم له.
أما هو فقد أمسك شعره بغضب شديد، ليعيده إلى الخلف بينما ينظر إليها بغضب وهو يتنفس بالأضطراب شديد ليقول :
" لا تختبري صبر أيتها اللعينة، لست صبورا ولا رحيما بما يكفي كي أبقي على حياتك ،لذادلك إلزمي حدك وإلا جعلتك ترين وجهي الثاني وأنا متأكد أنه لن يعجبك على الإطلاق"
" بل أنت من عليك أن تسمعني جيدا، أنت أيها الوغد اللعين إياك أن تختبر صبري، فأنا لست عبدا لك ولا لغيرك لقد أخذت مني كل ما تريد والآن دعني وشأني وإرحل فوجودك يجعلوني أشعر بالغثيان"
تحدثت سيليا بينما هي ترفع إصبعها في وجهه بتهديد:
" إخرسي قلت لك إخرسي ولا كلمة لا تقومي بإستفزازي ولعنة ".
قالها اريوس بجنون وهو يشد على شعره، كما لو أنه على وشك أن يفقد صوابه، كانت تنظر إليه بإستغراب شديد ،إلا انها تجاهلت كل هذا وصرخت في وجهه هي الأخرى وهي تقول :
" بل أنت الذي عليك أن تخرس تماما، ليس من حقك أن تسجنني هنا، لقد أخذت مني كل شيء، ولم يبقى لي غير كرامتي، وأنا لن أتنازل عنها تحت أي ضرف ولو كان الثمن حياتي أتفهم"
إستدار لي يواليها ضهره وهو يتنفس بعمق، أخيرا عاد إلى هدوءه بعد نوبة الجنون التي كانت تسيطر عليه قبل قليل، نظر إليها من فوق كتفه نظرة هادئة قبل أن يقول بإبتسامة سمجى:
" إنك حقا فرس جامح للغاية يا سيليا، ويستحيل ترويضك بسهولة ولكنني رجل عاشق لي التحدي وسوف اجعلك خاتما في إصبعي"
يتبع......
كانت جويا تنظر إلى الملك اريوس وهي ترتجف برعب حقيقي، لقد بدا غاضبا جدا حد الجحيم، وخادمتها المعلقة بين يديه تجاهد كي تاخذ أنفاسها فهو قد فعل هالته الشيطانية وبدأ بسحب طاقتها.
بغبائها لم تكن تعرف أن خادمتها اللعينهة ضعيفة القوة إلى هذه الدرجة، حتى يتمكن اريوس من كشفها من اللحظة الاولى، والحقيقة انها لم تكن ضعيفة على الإطلاق، فهي من سلالة تتقن فن الإختفاء ومستحيل أن يكشفها أحد، لكنسبب فشلها أنها إستعملت قوتها مرتين متتاليتين وعلى شخصين إثنين، وليس عليها وحدها مما جعل قوتها تصبح ضعيفة جدا، ويشعر بها إريوس رغم تخفيها، ودعونا لا ننسى أن الشخص الذي كانت أمامه لم يكن شخصا عاديا على الإطلاق، فقد كان ملك الوحوش بنفسه.
ادار إريوس عينيه في إتجاها وهو يقول بغضب جحيمي :
"هلا شرحتي لي ما الذي تفعلينه هنا في جناح الحريم يا جويا؟؟؟"
امتلات عينيها بالدموع والغضب، وهي تنظر في إتجاه سيليا الجالسة على السرير،والتي كانت تنظر إليها بهدوء شديد، غير قادرة على فهم أي شيء مما يحدث امامها، وعلى الرغم من ذلك الإستغراب الذي كان يسيطر على ملامح وجهها الجميلة، إلا أنها بقيت هادئة.
رفعت رأسها عاليا بغرور وهي تجيبه، بينما هي لا تزال واقفة في مكانها:
" جئت الى هنا لكي أرى وأعرف ماذا تفعل؟"
توسعت عيني أريوس من جراتها التي بدأت تسيطر عليها في الأيام الأخيرة، ليرفع حاجبه بزاوية مثالية وهو يقول:
" إنتبهي لنبرة صوتك،وإلزمي أدبك هل تعرفين نفسك مع من تتحدثين؟!"
امتلات عينيها بالدموع، وإقتربت منه إلى أنها أصبحت قريبة منه بطريقة مستفزة جدا، لدرجه أن تلك التي كانت ترقد على سريرها شعرت بألم في صدرها وهي لا تعرف لماذا؟.
بحق خالق السماء لقد اذاها وإغتصبها، لماذا تشعر بهذا الشعور البغيض إتجاهه؟.
أدارت رأسها ونظرت ناحية النافذة متجاهلة كل منهما، وربما هذا التصرف الذي صدر منها جعل جويا تبتسم إبتسامة مستفزة، وهي تنظر نحو الملك بسعادة شديدة، ولكن هو لم يكن سعيد على الإطلاق بسبب التصرف الذي صدر منها.
كان يريد ان يرى أو يشعر ولو يشئ قليل من الغيرة أو الغضب في عينيها، ولكنها كانت ماهرة جدا في إخفاء مشاعرها وذلك بسبب الألم الذي عاشته طوال السنوات الماضية في قصر والدها.
إقتربت جويا منه أكثر لتمسك يده التي يضعها على رقبة خادمتهاليتركها، بينما هي ترسم ملامح الحزن على محياها وتقول بصوت متألم أجادت تمثيله:
" اخشى أنك بعدما حصلت على رفي...."
توسعت عينيه ليترك تلك الخادمة تسقط أمام قدميه بضعف، بينما هو وضع إصبعه السبابة بسرعة على شفتيها، الأمر الذي جعل سيليا تفقد صوابها حقا وهي تشد على الملاءة البيضاء لذلك السرير بغضب شديد، ولكنها لم تكن تستطيع أن تفعل أي شيء. لأنها كانت تخشى أن يفعل معها شيئا كالذي فعله في المرة السابقة.
صحيح أن جويا كانت مستغربة من رده فعله هذه، ولكنها كانت سعيدة بالطريقة التي عامل بها، بهذه الطريقه سوف تعرف ان ملك الوحوش ملك لها وحدها، ويستحيل أن يكون ملكا لفتاة أخرى كتلك التي تجلس هناك امامها.
في هذه الأثناء كان كايوس يدخل ذالك الجناح الملكي وبين يديه يحمل صينية عليها كل ما لذ وطاب من اصناف الطعام، دخل دون إستئذان مقاطع كل ما يحدث في تلك الغرفة.
في البداية شعر بالدهشة ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه إلى واحدة أخرى، نظر بقرف شديد ناحية جويا التي كانت متمسكة بالملك وهي تنظر إليه وإلى سيليا بعيون ذابلة تدعي البرائة،كما لو أنها ليست عاهرة تبيع نفسها من أجل السلطة.
شد على صينية التي بين بديه بغضب شديد وتجاهلها تماما هي وأريوس، واقترب من سيليا قبل أن يبتسم في وجهها، وهو يقول بصوت أجش جميل:
" تفضلي لقد أحضرت لك بعض الطعام، وقد حرصت على إختياره بنفسي، أتمنى أن يعجب سيدتي"
ابتسمت سيليا بلطف وهي تهز رأسها لكايوس ،بينما وقف أريوس متصنما مكانه، وهو ينظر إلى تلك الإبتسامة التي منحتها لكايوس، لقد جعلته حرفيا على وشك أن يفقد صوابه من قوة غيرته، لماذا هي جيدة مع الجميع وتضحك في وجه الجميع إلا هو؟.
شد على يده بغضب ليشيح بنظره في إتجاه كايوس، وهو بقول بنبرة صوت خالية من الحياة:
" لماذا أحضرت لها الطعام يا كايوسة،من أمرك بذلك؟"
توسعت عيون كايوس ونظر إلى صديقه بغير تصديق، أليس هو الذي طلب منهم قبل قليل أن يحضرو لها الأكل، لماذا يتصرف بهذه الطريقة الصبيانية وبتحديد أمامها ؟.
كان في البداية يعقد حاجبيه بتسائل وحيرة، ولكنه سرعان ما إستطاع أن يفهم الأمر ،ليرسم على وجهه الوسيم ابتسامة مستفزو متجاهلا سيده وهو يقول:
" عفوك مولاي ،ولكن أنت لا تريد أن نقتلها جوعا ونفقدها بسبب إهمالنا جلالتك؟؟ "
أنهى كايوس جملته بغمزة لنظر إليه اريوس بغضب شديد، وقد فهم ما الذي يحاول ذلك المعتوه أن يفعله، ولكن لتلعنه السماء فوق اللعنة التي لعنته من قبل، إذا سمح لها أن تمارس سلطتها داخل هذا القصر اللعين.
تمشى اريوس في إتجاه كايوس، وهو يقول بينما يشير على نفسه :
" هل طلبت منك أن تحضر لها الأكل حقا ؟ أنا لا أتذكر أني قمت بإصدار أمر كهذا أيها الوزير الأول كايوس"
حرفيا وفي هذه اللحظة اراد كايوس أن يصرخ في وجهه،ليقول له بينما هو يوجه له صفعات.
( ما الذي تهدي به أيها اللعين، ألست أنت من طلب مني أن احضر لها الأكل قبل قليل؟)
ولكنه رفع حاجبه له بإستخفاف كما لو أنه كان يتحداه أن يؤكد كلامه، عضه اريوس شفته إلى أن نزفت ونظر إليه بغضب شديد.
بينما إبتسم كايوس بالإستفزاز حقيقي لينحني وهو يقول بخبث شيطاني:
" لا يا سيدي أنا حقا آسف لقد تصرفات من تلقاء نفسي إعذرني مولاي الملك لن اقوم بفعلها مجددا إلى بأمر منك "
رفع إريوس رأسه بغرور ،بينما كانت سيليا تراقب كل شيء بعيون هادئة، ولكنها حقا أرادت أن تثير غضب ذلك الضخم الأسمر صاحب الوشوم الواقف أمامها.
لا تعرف لماذا تريد أن تفعل ذلك؟، ولكنها في كل مرة تغضبه تشعر كما لو أنها تعيش في الجنة، السعادة التي تغمرها وتشعر بها وهي تجعله يقف على حافه الجنون لا يمكن وصفها أبدا.
شعرت سيليا بطاقة تتدفق داخلها لتنزل قدميها بهدوء على الأرضية الرخامية وهي تقف بالإستقامة أمام الجميع، متوجهة ناحيه تلك الصينية التي كانت لا تزل في يدي كايوس وعلى الرغم من الألم الذي كان يفتك بجسدها، إلا أنها تجاهلته تماما ومدت يدها لتاخذ منها بعض الطعام، بينما كايوس لا يزال يحملها بين يديه وهو يحملق بها بالإعجاب حقيقي.
الغيرة كثُرتها تجعل منكِ امرأة متسلطة ومزعجة ولستِ واثقة بنفسك ولا بحبيب قلبك، وقِلتها تجعلك أنثى باردة تتخلى عن أحد غرائزها الأنثوية كي لا تبدو ضعيفة أمام عاشقها، ولكن الرجال يعشقون الغيرة المحببة هي التي تشعرهم برجولتهم، والرجل الضعيف هو من لا يتحسس لمشاعر إمرأته ويقول ويفعل ما يحلو له دون ان يعطى أدنى إهتمام لكرامتها، فبلا شك سيدي ستتخلى عنك إذا حاولت أن تثير جنونها وتنتقم منك لتطعنك في قلبك وهي تثير غيرتك.
جنون اريوس في هذه اللحظة، ليصرخ في وجهها لاعنا إياها هي وكايوس فبسببه خرج عن طوعه وأخرج شياطينه:
" ضعي ذلك جانبا أيتها العاهرة، من تعتقدين نفسك هنا حتى يحضر لك الأكل إلى غرفتك ؟"
إستدارت نصف إستدارة لتظر إليه من تحت رموشها طويلة نظره جانبية ساخرة، قبل أن تضع ذلك الطعام في فمها وتاكل بكل إستفزاز وبرودة أعصاب، وهي تنظر له كأنها لم تسمع ما قاله على الإطلاق.
طفح به الكيل في هذه اللحظة، وتقدم منها بسرعة لدرجة أنها تراجعت بضع خطوات إلى الخلف.
تجسد أمامها ليمد يده وبمسك فكها بقوة، قبل أن يدخل إصبعه إلى جوفها مخرجا الطعام الذي حاولت أن تاكله تحت صدمة الجميع ،حتى جويا نفسها كانت تقف متصنمة في مكانها فهي لم تكن تتوقع مثل هذا التصرف الغبي من أريوس، فهو معروف عنه القسوة ولكن ليس لدرجة أن يتصرف هذا تصرف طفولي وينتزع الأكل من فمها وهي رفيقته التي من المفترض أن تكون أهم شخص في حياته.
كيف يستطيع أن يتصرف هذه التصرفات معها، وهو يعرف جيدا أنه اما سوف يفقد طاقته أو ربما حياته بسبب اذياته لها .
كان يضع إصابعه طويلة داخل فمها، ويتحدث بغضب ليقول:
" تريدين الأكل أليس كذلك ،عليك إذا أن تعملي من أجل طعامك؟ لسنا خدم والدك هنا لكي نقدم لك طعام مجانا"
توسعت عينيها بدهشة من هذه الكلمة، ولا تعرف لماذا أذتها كلماته هاته، على الرغم من أنه كان مجرد أب اللعين بالنسبة إليها، تجاهل كل إصاباتها وجروحها لينزع يده من فمها، قبل أن يمسك شعرها وهو يجرها خلفه.
حاول كايوس أن يقترب منها ويساعدها، ولكن اريوس وجه نحوه نظره وجعله يتجمد في مكانه،حرج من جناحها وهو يجرها من خلفه، كان جميع من في القصر ينظر إليها بشفقة شديدة وهو يجرها خلفه عبر اروقة الطويلة للقصر كوركانس.
بينما هي كانت تمسك يده التي تشد شعرها الأشقر الطويل وتصرخ به أن يتركها، حرفيا كان يجرها عبر السلالم والطرقات غير عابئ بأنها كانت مصابة، من يراه الآن وهو يتصرف معها بهذه الطريقة، يقسم أنه يستحيل أن يكون نفس الرجل الذي كان يتصرف معها بخوف وود وهي فاقدة للوعي قبل قليل.
فتح أحد أبواب تلك الغرف الكثيرة الموجودة على جنابات الرواق ،ورماها داخل غرفة مظلمة ومتسخة لم يكن يوجد بها نافذة حتى تستطيع أن يدخل الضوء منها.
رماها هناك لتسقط على الأرض ليغطي شعرها الأشقر الطويل معضم جسدها وكانه يضمها ويواسيها على ما سيحدث لها بعد هذا، تجاهلت كل ذلك الألم الذي كان يصرخ به جسدها ووقفت على قدميها لترفع رأسها بعنفوان أميرة، وتنظر إليه بغضب شديد فتحت فمها لتهينه إلا أنه كان أسرع منها هذه المرة ووضع يده على فمها سدا إياه معتصرا إياها بينه وبين الحائط، قائلا بينما هو يصك على أسنانه:
" اسمعيني جيدا أيتها المعتوهة، لا أريد أن أسمع صوتك المزعج، إنه يزعجني كثيرا فهو يشبه صوت البعوضة تحوم قرب اذني، إذا لم تتصرفي بعقلانية وتنصعي إلي، أقسم لك أنني سوف افضل راسك عن جسدك هذا ،واخرج اعضائك وأكلها أمام عينيك لعينتين ".
نظرت إليه ببرود شديد وتحدي على الرغم من أنها كانت لا تزال بين يديه، إلا أنها تجاهلت كل ذلك وخلصت نفسها من بين سجن احضانه بصعوبة شديده وهي تقول بتحدي :
" أريد أن أرى إلى أي مدى يمكن أن تصل، أريظ أن أرى ما في مقدورك أن تفعل"
شد شعره والغضب يتصاعد داخله، ليدفعها بعنف ضد الحائط إلى شعرت بقلبها على وشك أن يخرج من مكانه، مع ذلك لم تريه ولو ذرة الم واحدة، بل كان تقف في مكانها بشموخ وبرود شديد، وهي تنظر إليه تنتظر منه رده فعل أخرى على تجاهلها الدائم له.
أما هو فقد أمسك شعره بغضب شديد، ليعيده إلى الخلف بينما ينظر إليها بغضب وهو يتنفس بالأضطراب شديد ليقول :
" لا تختبري صبر أيتها اللعينة، لست صبورا ولا رحيما بما يكفي كي أبقي على حياتك ،لذادلك إلزمي حدك وإلا جعلتك ترين وجهي الثاني وأنا متأكد أنه لن يعجبك على الإطلاق"
" بل أنت من عليك أن تسمعني جيدا، أنت أيها الوغد اللعين إياك أن تختبر صبري، فأنا لست عبدا لك ولا لغيرك لقد أخذت مني كل ما تريد والآن دعني وشأني وإرحل فوجودك يجعلوني أشعر بالغثيان"
تحدثت سيليا بينما هي ترفع إصبعها في وجهه بتهديد:
" إخرسي قلت لك إخرسي ولا كلمة لا تقومي بإستفزازي ولعنة ".
قالها اريوس بجنون وهو يشد على شعره، كما لو أنه على وشك أن يفقد صوابه، كانت تنظر إليه بإستغراب شديد ،إلا انها تجاهلت كل هذا وصرخت في وجهه هي الأخرى وهي تقول :
" بل أنت الذي عليك أن تخرس تماما، ليس من حقك أن تسجنني هنا، لقد أخذت مني كل شيء، ولم يبقى لي غير كرامتي، وأنا لن أتنازل عنها تحت أي ضرف ولو كان الثمن حياتي أتفهم"
إستدار لي يواليها ضهره وهو يتنفس بعمق، أخيرا عاد إلى هدوءه بعد نوبة الجنون التي كانت تسيطر عليه قبل قليل، نظر إليها من فوق كتفه نظرة هادئة قبل أن يقول بإبتسامة سمجى:
" إنك حقا فرس جامح للغاية يا سيليا، ويستحيل ترويضك بسهولة ولكنني رجل عاشق لي التحدي وسوف اجعلك خاتما في إصبعي"
يتبع......